رواية نيران ظلمه الفصل الثالث 3 بقلم هدير نور
رواية نيران ظلمه الفصل الثالث 3 بقلم هدير نور |
رواية نيران ظلمه الفصل الثالث 3 بقلم هدير نور
التفت عز الدين نحوها فور مغادرة والدها الغرفة ممسكاً بوجهها بين قبضته يعتصر وجنتيها بقوة متجاهلاً صرخة الالم التي صدرت عنها قائلاً بفحيح غاضب جعل رعشة من الخوف تتسرب بداخلها
=اسمعيني كويس علشان الكلام اللي هقولهولك دلوقتي مش هعيده تاني…..
استجمعت حياء شجاعتها وانتفضت مبتعدة عنه تزيح يده الممسكه بوجهها بغضب وهي تهتف بحده لاذعة
=مهما قولت مش هغير رأي انا عندي اموت ولا اني اتجوز واحد زيك
احتقن وجهه بالغضب مزمجراً
=واحد زيي…..؟!
تمتمت حياء بتوتر وهي ترجع بظهرها الي الخلف بخطوات متعثرة فور رؤيتها له يتقدم نحوها
بخطوات متمهلة متواعده وعيناه تشع بغضب
=أ..اا..ايوة واحد زيك…حيوان واناني واحد……….
لكنها اطلقت صرخة ألم فور انقضاضه عليها ممسكاً بذراعها يلويه خلف ظهرها بقوة وهو يهتف بشراسة وقد اشتعلت عينيه كبركان ثائر من الغضب
= حيوان..و اناني ؟!! …
ليكمل بحده وهو يزيد من لويه لذراعها متجاهلاً صرخات المها
=ده انتي المفروض تحمدي ربنا ان انا وافقت اتجوزك بوساختك وقرفك…………..
ليكمل وهو يهمس في اذنها بفحيح حاد
=واحد زيى… قبل بواحدة سهلة و رخيصة زيك…
ِشعرت بطعنة حادة في صدرها فور سماعها كلماته الجارحة تلك لتمتلئ عينيها علي الفور بدموع حارقة لكنها حاولت مقاومتها حتي لا تظهر له ضعفها و كم ألمتها كلماته تلك
همست بصوت ضعيف مهتز
=وانت ايه يجبرك تتجوز واحدة رخيصه ؟!…مجوزتنيش ليه للي انتوا بتقولوا انه كان معايا وفرطت في نفسي معاه؟!
اجابها ببرود وهو يبتعد عنها محرراً ذراعها من بين بين قبضته بحده
= وانتي تفتكري لو كنت شاكك بس 1% في انك فرطتي في نفسك مع الكلب ده انا كنت فكرت ان اتجوزك او اربط اسمك باسمي..
ليكمل بازدراء وهو يرمقها بنظرات نافرة
=انا عارف انك كنت بتصاحبي ده وتحبي ده… وده يبوس و ده يحضن بس كان ليكي حدود تخافي تخطيها
نظرت اليه حياء بتحدي قائلة ببرود
=و ياتري بقي الثقه دي انت جايبها منين ايه عرفك اني معملتهاش ؟!
انحني نحوها مقرباً وجهه منها ينظر اليها وعينيه تلتمع بشراسة مما جعل رجفة من الذعر تسري في جسدها
=علشان انتي عارفه كويس اللي حصل لعمتك مريم و عارفة كويس اني مش هرحمك لو عملتيها يعني مش هتردد للحظة في ان ادفنك مكانك
اخفضت حياء رأسها تتهرب من نظراته تلك وهي تشعر بجسدها يرتجف بشدة فور سامعها تهديده هذا فبرغم برائتها الا انها شعرت بالخوف يستولي عليها تمتمت بضعف
=اطمن…انا…انا عمر ما حد لمسني
انحني نحوها اكثر يهمس في اذنها بفحيح حاد
=عارف و متأكد من ده كويس لان لو كنت مش متأكد من ده كان زمانك مدفونه في مقابر العيلة من امبارح ….ِ
ليكمل مبتعداً عنها واضعاً يده في جيب بنطاله ببرود
= اما بقي حوار هتجوز من واحدة رخيصة زيك ليه ؟!
ليكمل بهدوء وهو يهز كتفيه ببرود
=مضطر علشان خاطر جدتك اللي مرميه في المستشفي بين الحياة والموت بسبب عمايلك الوسخة و علشان انقذ سمعة العيلة اللي هتبقي في الارض لو حد عرف باللي حصل…
شعرت حياء بالذنب فور تذكرها لجدتها ومرضها بعد علمها بما حدث لكنها نهرت نفسها بشدة مذكرة ذاتها بانها ليس لها ذنب في كل هذا فهي لا تعلم حتي هواية الشخص الذي كان بداخل غرفتها…..
رفعت حياء رأسها تقاطعه ببرود
=انا معملتش حاجه غلط..وعمري ما عملت حاجه غلط………
لتكمل وهي تنظر اليه بحده
=يعني مش محتاجة انك تتنازل وتضحي علشان تنقذ سمعة العيله
ولو علي جدتي انا هروحلها بكره المستشفي وهتكلم معها وهفهمها كل………
لكنها قاطعت جملتها عندما قبض علي معصمها يعتصره بشده قائلاً وهو يجز علي اسنانه وعينيه تلتمع بغضب اعمي
=جربي بس تقربي منها مش تتكلمي معها وانا ادفنك مكانك
ليكمل وهو يزيد من قبضته حول معصمها يعتصره بشدة متجاهلاً صرخة الالم التي صدرت عنها
=معنديش استعداد اخسرها بسبب واحده زبالة زيك…انتي فكرك لما تتكلمي معها هتصدق الكلام الاهبل اللي بتقوليه جدتك مش هتتحمل و وقتها محدش هيرحمك من تحت ايدي
اخذت حياء تحاول جذب يدها و الافلات من بين قبضته وهي تفكر بكلماته تلك فهي تعلم جيداً ان معه كل الحق فجدتها لن تصدقها مثلها مثل الجميع فمن يمكنه ان يصدقها ويكذب والدتها….
افلتها عز الدين في نهايه الامر تاركاً اياها قائلاً وهو يتجه نحو باب الغرفة يستعد للمغادرة
=قدامك لبكره تفكري …لا توافقي علي الجواز ….والا وغلاوة جدتي يا حياء اخليكي تقضي باقي عمرك كله محبوسة في اوضة متر في متر في اي مكان قذر ميعرفش طريقه صريخ ابن يومين …
ثم تركها وغادر الغرفة بهدوء متجاهلاً صرخات غضبها التي اخذت تلقي بها خلفه…
اتجه عز الدين نحو الفراش بخظوات بطيئه متثاقله يستلقي عليه شابكاً يديه تحت رأسه وهو يزفر بضيق …اخذ يفكر في كل ما حدث منذ ليلة امس فهو لا يعلم هل طلبه للزواج منها بعد كل افعالها تلك صواب ام خطأ…
لكنه ليس بيده حلاً اخر سوا هذا فهو لن يستطيع ان يقف ساكناً وهو يري جدته تموت امام عينيه
انتفض جالساً وهو يزفر بحنق ممرراً يده بين خصلات شعره بغضب فهو لم يتخيل ان يتزوج بتلك الطريقة خصوصاً من ابنة عمه ثروت فقد كانت معرفته بها لم تكن تتجاوز القاء التحيه في المناسبات فهي معظم الوقت كانت خارج البلاد مع عائلتها حتي في الاوقات التي كانت ترجع بها الي مصر يكون هو منشغلاً دائماً باعماله…فهو لم يتحدث معها الا مرات قليلة جداً وبكلمات تعد علي اصابع اليد الواحدة
خرج عز الدين من الفراش متجهاً نحو الشرفة يقف بها كي يستنشق بعضاً من هواء الليل لعله يهدئ النيران التي تشتعل في صدره
وهو يفكر في انه في حالة رفضها للزواج فهو لن يتردد لحظة واحدة في ان ينفذ تهديده لها فسوف ينفيها في احدي الاماكن المتطرفة الخاصة بالعائلة. فلن يسمح لها بان تكرر ما فعلته عمته مريم فجدته لن تتحمل ذلك …..
وفي حالة موافقتها علي الزواج منه فانه سيعيد تربيتها من جديد لن يجعلها تلتفت برأسها يميناً او يسارا ًالا بأذن منه فمن حديث والدتها معه علم انها ذات شحصية انانية مستهترة لا تبالي بشئ سوا نفسها واهوائها لذا يجب عليه ان يضعها طوال الوقت تحت انظاره حتي لا ترتكب حماقة جديدة فهي سوف تصبح زوجته تحمل اسمه ولن يسمح لها بان تجعله اضحوكة بين الناس ..
ظلت حياء بعد مغادرة عز الدين لغرفتها تجلس بمكانها تبكي بصمت وقد اتخذت قرارها بانها لن تتزوج منه حتي وان كان البديل لذلك نفيها طوال حياتها.. فهي لا يمكنها ان تتخيل هذا الشخص البغيض المتعجرف زوجاً لها كما انه يفكر بها باسوء الاشياء فهو يعاملها كما لو انها عاهرة..زاد نحيبها فور تذكرها لمعاملته السيئه التي تعرضت لها من قبله ومن باقي عائلتها حتي والدها لم يتحدث اليها منذ ما حدث كما انه وقف ساكناً لم يعارض طلب عز الدين عندما طلبها للزواج فهي تعلم ان والدها شخصيته ضعيفة مهتزة لكنها تعلم ايضاً انه يحبها فقد كان دائماً الشخص الحنون عكس والدتها التي كانت دائماً ذات شخصية باردة ….
همست حياء من بين شهقات بكاءها
=مش هتجوزه…ايوه مش هتجوزه ولو هيموتني حتي مش هتفرق معايا ..الموت عندي ارحم
انتفضت تمسح وجهها بكف يدها تزيل الدموع التي تغرق وجهها عندما سمعت طرقاً خفيفاً فوق باب غرفتها لتأذن للطارق بالدخول
لكنها انتفضت واقفة عندما رأت والدها يدخل الي الغرفة اسرعت نحوه ترتمي بين ذراعيه وهي تهتف بصوت متحشرج من شدة البكاء
=بابا….
شدد ثروت من احتضانه لابنته وهو يهمس لها بحنان
=قلب و روح بابا
ابتعدت عنه حياء وهي تمتم بضعف
=انت…انت اكيد مش مصدق اللي ماما قالته مش كده
لتكمل وهي تنظر اليه باعين متسعة مليئه بالامل
=انت عارف ان انا عمري ما عملت حاجه غلط ولا اقدر اعمل حاجه غلط مش كده
اقترب منها ثروت قائلاً وهو يمرر يده فوق خصلات شعرها بحنان
=عارف يا حبيبتي ..عارف و واثق من ده كويس بس………..
همست حياء بخوف وهي تنظر اليها باعين متسعه
=بس ايه..؟!
اجابها والدها بارتباك وهو يخفض عينيها عنها
=ناريمان برضو هتكدب ليييه …؟!
انتفضت حياء مبتعده عنه تزيح بحده يده التي كان يمررها فوق شعرها وهي تهمس بغبضة
=يعني انت كمان مصدقها
ِهتف ثروت بغضب
=لا مش مصدقها ..بس يا بنتي انا مقدرش اعملك حاجه مفيش في ايديا حاجه اقدر اعمل……..
قاطعته حياء وهي تهتف بشراسة
=ومتقدرش ليه …انت مش ابويا
محدش له حكم عليا غيرك لا عمي ولا حتي عز لهم سلطه او حكم عليا
اقترب منها والدها محاولاً تهدئتها
=يا حبيبتي افهمي…طول عمرنا و كبير العيله هو اللي له الكلمه في كل حاجه بعدين يا حياء بعد ما مامتك نفسها اللي قالت انها شافت راجل في اوضتك…مقدرش اتكلم ولو اتكلمت هيقولوا اني بدافع عنك علشان بدلعك زي ما بيقولوا كل مرة بس المرة دي يا حبيبتي هيخدوكي بعيد عني ويحرموني منك عز الدين حالف يبعدك عن هنا خالص لو موافقتيش علي الجواز
ِهتفت حياء بحدة وهي تكتف يديها فوق صدرها
=تمام وانا موافقه ابعد عن هنا
انا مبقتش طايقة اعيش وسط القرف ده كله
اقترب منها والدها علي الفور يمسك بيدها وهو يتمتم بذعر
=تبعدي عن هنا وتسبيني يا حياء
انا مقدرش اعيش من غيرك
همست حياء من بين شهقات بكاءها
=لا تقدر تعيش …انت ابسط حقوقي عليك كبنتك مش قادر تعملها …وهي انك تدافع عني
تدافع عن شرف بنتك يا بابا
اخفض ثروت رأسه بخجل وهو يتمتم بحزن
=مش بايدي يا بنتي مش بايدي مش هيرحموكي عز الدين زي الغول خصوصاً لو الموضوع يمس جدته ..متعلق بها من وهو صغير هي اهم عنده من الهوا اللي بيتنفسه
هتفت حياء بغضب
=تمام مش عز الدين اداني الحريه في اني اختار بين ان اتجوزه او يخليني اعيش في مكان مقطوع عن الكل
لتكمل وهي تنظر في عين والدها بغل
=وانا اخترت ان اعيش في مكان بعيد عن هنا….
لتكمل بنفور
=بعيد عنكوا …..
امسك والدها يدها وهو يرجوها قائلاً باعين دامعة
=طيب لو مش علشان خاطري يا حياء…علشان خاطر حتي جدتك
جدتك مش هتستحمل كل ده
ابتعدت عنه حياء بخطوات بطيئه وهي تتذكر جدتها فهي لم تتعامل معها كثيراً لكن في المرات القليله التي تعاملت بها معها كانت تعاملها بحنان دائماً .. اخذت تصارع الامر بداخلها فهي ممزقه بين ترك كل شئ هنا والرحيل عنهم لكنها لن تستطيع ان تتحمل الذنب ان حدث شئ لجدتها بسببها فهي لا تستطيع تركها تعاني حتي وان كان كل ما حدث ليس ذنبها
اخفضت حياء رأسها تهمس بصوت منخفض
=تمام …يا بابا وانا موافقه اتجوز عز الدين
اقترب منها ثروت يهتف بفرح وهو يزيح بكف يده الدموع ابتي تغرق وجهه مقبلاً رأسها بحنان قبل ان يسرع ويغادر الغرفة تاركاً حياء خلفه تحاول تقبل ما نطق به لسانها منذ قليل…..
كانت ناريمان تجلس بغرفتها تنظر بين الحين والاخر الي الساعة التي تضعها بيدها وهي تهز قدميها بتوتر كأنها تجلس علي قطعه من جمر من شدة القلق لكنها انتفضت واقفه فور رؤيتها لزوجها يدخل الي الغرفة اقتربت منه علي الفور وهي تهتف بلهفه
=هااااا يا ثروت طمني ؟!
لكن ثروت تجاهلها واتجه نحو الاريكه يجلس عليها بتثاقل
هتفت ناريمان بنفاذ صبر
=ما تنطق يا ثروت …
لتكمل وهي تقترب منه تجلس بجواره علي الاريكه تنظر اليه باعين متفحصة قلقة
= هااا وافقت….؟!
اجابها ثروت وهو يومأ برأسه بالايجاب
=اطمني …وافقت
انطلقت صرخة فرحة منها وهي تندفع نحوه تحتضنه بفرح قائلة
=اخييييراً..الحمد لله
ازاح ثروت يدها التي تحيطه بها وهو يتمتم بغضب
=فرحانه اوي …ايه معندكيش دم انتي مش حاسه احنا عملنا ايه في بنتنا الوحيده
ابتعدت عنه ناريمان وهي تمتم بحده
=طبعا فرحانة …فرحانة اننا هنخلص من المصيبة اللي كنا هنقع فيها بسبب تهورك
لتكمل باقتضاب وهي تفرك يديها بعصبيه
=بعدين انت فكرك يعني اني مبسوطه من اللي عملته
بس …بس اللي عملته ده ارحم بكتير من اللي كان هيحصل لو حياء مكنتش اتجوزت عز الدين
انتفض ثروت يصرخ بغضب
=وفضحتك لها واتهامها في شرفها بالكدب شايفاه عادي
ليكمل وهو يضع يده فوق راسه يشد خصلات شعره بغضب
=مش عارف عقلي كان فين لما طاوعتك و وافقت علي خطتك المقرفه دي
هتفت ناريمان بغل وهي ترمقه بنظرات حاده متهمة
=عقلك كان في ديونك و افلاسك اللي قربت تعلنه وفي المصيبه اللي كنت هتوقع بنتك فيها
لتكمل بحدة
=مكنش قدامي غير ان اجيب واحد واتفق معاه يدخل اوضة بنتك والعيلة كلها متجمعة كان لازم اعمل فضيحه علشان عز يدبس ويتجوزها….كنت متاكده انه هيخاف علي جدته خصوصاً بعد اللي حصل من اختك مريم زمان.. كنت عارفه انهم هيخافوا من الفضيحه هيخافوا الماضي يتكرر تاني…..
لتكمل وهي تهتف به
=انت فاكرني كنت بلعب ده انا من يوم ما المصيبة دي حلت علينا وانا بفكر في حل يخرجنا منها ومكنش قدامي غير عز الدين…واحد بجبروته هو اللي هيقدر يحميها وكان لازم افضل اشتكي لهم منها وافهمهم قده ايه هي صايعه ومفيش لها كبير علشان يخافوا منها ومن اللي ممكن تعمله
صرخ ثروت بحدة
=بس انا بنتي مش كده …
قاطعته ناريمان تهتف بحدة
=عارفة انها مش كده بس مكنش في حل قدامي غير كده….انا مش هرمي بنتي بأيدي في النار انا…..
قاطعها ثروت بغضب
=نار …؟! نار ايه اكتر من اللي عملتيه فيها انتي فكرك عز هيرحمها
اغرورقت عينين بالدموع ناريمان لكنها زفرت بعنف محاوله ابعاد تلك الدموع وتمالك ذاتها تمتمت بصوت مرتجف
=نار عز ارحم بكتير …من جهنم اللي كانت هتقع فيها بسببك ..انا عندي انها تكرهني طول حياتها وابان قدامها امها اللي فضحتها بالكدب علي اني ارميها واخليها تدفع تمن غلطاتك وتعيش طول عمرها تعيسة
اشتعل وجه ثروت بالخجل لكنه سرعان ما تمتم بارتباك
=بس….بس برضو كان ممكن نلاقي حل غير ده
هتفت ناريمان بسخرية لاذعه وهي تنظر اليه بازداراء
=حل..؟!! حل ايه اللي هيخرجنا من المصيبه اللي وقعتنا فيها تفتكر عز كان هيتهزله شعره واحدة لو كنت لجأتله تاني …دي المره الرابعه اللي ينقذك فيها من المصايب والديون اللي بتقع فيها.. فاكر اخر مره قالك ايه ؟!
لم يجيبها ثروت محيطاً وجهه بيديه يفركه بغضب
تمتمت ناريمان وهي تجز علي اسنانها بحده
=حلف بحياة جدته لو رقبتك قصاد انه ينقذك تاني مش هيعملها وعنده حق ..محدش يقدر يلوم بعد اللي عمله معاك….ومكنش في وقت ان اقعد ارسم عليه علشان اوقعه خصوصاً ان بنتك خام ومش هتعرف تتنيل توقعه فيها و هو مش يهل علشان يضحك عليه بكام ضحكه ولا ابتسامه زي باقي الرجالة
لتكمل بشراسة وقد التمعت عينيها بغضب
=يعني انت السبب في كل اللي احنا فيه ده ضيعت كل فلوسك في مشاريع هبله و مكتفتش بكده لا روحت ضاربت في البورصة تاني بعد ما ادينت ل………
قاطعها ثروت وهو ينتفض واقفاً يهتف بغضب
=خلاص …خلاص اقفلي الاسطوانه دي …انتي ايه مبتزهقيش ارحميني
هتفت ناريمان بغل
=لا مبزهقش يا ثروت …مبزهقش
لتكمل وهي تهتف بحدة عندما راته يغادر الغرفة بخطوات غاضبه
=انت السبب في كل اللي حصل لبنتك مش انا… سامعني يا ثروت انت السبب
لتنهار فوق المقعد مرة اخري وهي لازالت تردد تلك الكلمات منتحبة بشدة
في اليوم التالي…
دخل عز الدين الي غرفه حياء بعد ان طرق الباب عدة مرات لكنه لم يتلقي اي أجابه مما جعله يندفع ويفتح الباب بقوة حيث صور له شيطانه بانها قد تركت المنزل وهربت لكنه تسمر بمكانه فور رؤيته لها مستغرقة بالنوم فوق فراشها اقترب منها بخطوات بطيئه متمهلة متأملاً وجهها الملائكي الخلاب شعر بالندم يتغلغه فور رؤيته لوجنتيها المتورمتين إثر صفعاته التي اشبعها بها ولكن رغم ذلك فقد كانت رائعة الجمال حيث كانت رموشها الكثيفه تلاقي ظلال فوق وجنتيها مما جعلها تبدو كالملاك اثناء نومها و فمها المكتنز قد كان مزموماً باغراء مما جعله يبتلع بصعوبه محاولاً التحكم في النيران التي اشتعلت بداخله لكنه افاق من تأمله هذا وهو يسب ويلعن ذاته بشدة هامساً بسخرية وهو يجز علي اسنانه بغضب
=ملاك…؟! دي شيطان وماشي علي الارض
اقترب من الطاولة التي بجوار الفراش بخطوات غاضبه متناولاً كوب الموضوع فوقها والذي كان ممتلئ الي نصفه يلقي بمحتوياته عليها …انتفضت حياء مستيقظة بذعر وهي تشعر بالماء يغرق وجهها وجميع ملابسها اخذت ترفرف بجفونها عدة مرات حتي تستوعب مايحدث لكنها انتفضت تتراجع الي الخلف عندما انتبهت لذاك الواقف بجوار فراشها بوجه متجهم مظلم…
جذبت علي الفور غطاء الفراش تغطي به جسدها لكن تشددت قبضتها الممسكة به فور رؤيتها لنظراته الساخرة علي حركتها تلك لكنها قررت تجاهله وجذبت الغطاء حتي عنقها وهي تهتف بغضب
=ايه اللي انت عملته ده في حد يعمل كده في حد نايم
لتكمل بغضب وهي تزيح بيدها المياه التي لازالت عالقة بوجهها عندما لم تتلقي منه اي رد او تعبير يدل علي انه يهتم بكلامها فقد كان لا يزال واقفاً بوجهه المتجهم الساخر ينظر اليها بجمود
=…انت ..انت اصلاً. انسان مش طبيعي انا مش قادره افهم انت ازا……
قاطعها عز الدين بجدية وهو يرمقها بنظرات ثاقبه حادة
=اخدتي قرارك ؟!
اجابته حياء بتوتر وهي تشعر بداخلها بالذعر من نظراته الثاقبة تلك التي كانت مسلطه عليها
=قق..قرار …قرار ايه ؟!
زفر عز الدين بغضب قائلاً بنفاذ صبر
=انتي عارفه كويس قرار ايه …
اجابته حياء وهي تهمس بارتباك
=ايوه ……انا ..انا موافقة علي الجواز
لتكمل بتصميم عندما لاحظت نظراته الواثقة الحادة
=اوعي تفتكر اني وافقت علشان خايفه منك ولا خايفة انك تنفذ تهديدك….انا وافقت بس علشان خاطر جدتي مش هقدر اتحمل ان يحصلها حاجه بسببي….
قاطعها عز الدين بسخرية لاذعه
=لا وانتي عندك دم اوي وبتحسي
هتفت حياء بحدة وقد اشتعلت عينيها بالغضب
=عندي دم…ولا معنديش ميخصكش
تجاهلها عز الدين قائلاً ببرود وهو يتجه نحو باب الغرفة مغادراً
=قدامك 5 دقايق بالظبط تغيري فيهم هدومك و تنزلي تحت.. لو اتاخرتي دقيقة واحدة متلوميش الا نفسك
ثم غادر الغرفة بهدوء القت حياء بكل محتويات الطاوله التي بجوار فراشها فوق الارض وهي تصيح بحدة تخرج بها كل الغضب المشتعل بداخلها…..
اجتمعت جميع العائلة بغرفة الاستقبال بعد ان ارسل اليهم عز الدين يطلب الاجتماع بهم
فجلسوا ينظرون الي بعضهم البعض بتسائل يرغبون بمعرفة السبب وراء طلبه ذلك…
اقتربت تالا من نهي الجالسة بجانبها تهمس لها
=متعرفيش عز الدين عايزنا في ايه ؟!
اجابتها نهي وهي تهز كتفيها ببرود
=علمي علمك يا تالا
ابتعدت عنها تالا وهي تمتم بسخرية لاذعة
=وانتي من امتي كنت بتعرفي حاجة اصلاً
رمقتها نهي بحدة قائله بغضب
=في ايه يا تالا ما تتكلمي عدل وبعدين من امتي اصلاً حد فينا بيعرف عز عايز ايه.. ولا ناوي علي ايه
همست تالا لذاتها
=علي رأيك عز ده طول عمره وله دماغه لوحده …..
لكنها قاطعت كلماتها عندما لمحت عز الدين يدخل الي الغرفة متجهاً نحو احد الارائك يجلس فوقها بهدوء..سألته والدته والتي كانت تجلس بجانب كلاً من زوجها فخر و اخيه ثروت و ناريمان زوجته
=خير يا عز …جامعنا ليه كده ؟!
اجابها عز باقتضاب وهو ينظر نحو باب الغرفة
=ثواني والكل هيعرف كل حاجه…
ليكمل بجديه عندما لمح حياء تقف بارتباك بمدخل الغرفة
=تعالي يا حياء..
اقتربت منه حياء بخطوات بطيئه متعثرة وهي تشعر باعين الجميع مسلطة عليها كأنها رصاص يخترق جسدها لكنها شعرت برعشة خوف تسري في سائر انحاء جسدها عندما لمحت نظرات سالم ابن عمها المسلط المسلطة عليها والتي كانت مليئه بالحقد والكراهيه
اقتربت تجلس بجوار عز الدين وهي تحاول ان تتنفس ببطئ حتي تهدئ من توترها وخوفها ذاك قليلاً
التفت عز الدين الي جميع فور جلوس حياء بجواره قائلاً بجدية
=انا جمعتكوا النهاردة علشان اعرفكوا ..ان كتب كتابي انا وحياء بعد اسبوعين من النهاردة
ليكمل عز الدين متجاهلاً صرخة الاستنكار التي صدرت عن معظم الجالسين
=احنا مش هنعمل فرح بسبب حاله جدتي وتعبها هيبقي مجرد كتب كتاب هيحضر فيها القليل من معارفنا
هتف سالم شقيقه بحدة
=تتجوزها…؟! تتجوزها ازاي يا عز ؟!
ليكمل عز الدين بجدية متجاهلاً حديث شقيقه وكأنه لم يتحدث
=اما بخصوص اللي حصل من كام يوم في اوضه حياء فاحب اعرفكوا ان انا اللي كان مع حياء في الاوضة
شعرت حياء بالصدمه فور نطقه تلك الكلمات فلم تتخيل مطلقاً
انه يمكنه قول ذلك نظرت اليه تحاول فهم ما يحاول فعله لكنه تجاهلها واكمل
=حياء وانا كنا متفقين علي الجوازن من مده كبيره …
حاولت حياء استيعاب كلماته ومعرفة ما يحاول فعله لكنها انتفضت بذعر عندما صاح سالم بغضب
=كنت معاها ازاي يا عز انت شايفنا هبل وهنصدق اللي بتقوله ده
انتفضت تالا واقفة هي الاخري تصرخ باستنكار وهي تنظر الي حياء بحقد وكراهية
=يعني عايز تخلينا نصدق ان عز الدين المسيري بذات نفسه نط من البلكونه وهر……..
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان حدقها عز الدين بنظرة حادة اخرستها علي الفور
وقف عز الدين بهدوء ساحباً معه حياء لتقف بجواره قائلاً بحده
=لما اقول انه كان انا ..يبقي انا و الكلام خلص …لو سمعت اي حد بيتكلم في الموضوع ده تاني ميلومش الا نفسه علي اللي هعمله فيه……..
ليكمل وهو ينظر الي سالم اخيه بحدة وتحذير
=اتمني الكل يكون فهم كلامي ده كويس لاني مش هكرره تاني
اخفض سالم عينيه بارتباك وهو يتمتم بصوت منخفض
=تمام يا خويا …اللي تشوفه
غادر عز الدين الغرفة بخطوات ثابته وهو يجذب حياء خلفه تاركاً حاله من الهرج والمرج تعم الغرفة