رواية عشقت قاسيا الفصل الثالث 3 بقلم سارة رجب حلمي
رواية عشقت قاسيا الفصل الثالث 3 بقلم سارة رجب حلمي |
رواية عشقت قاسيا الفصل الثالث 3 بقلم سارة رجب حلمي
ثم كسر هذا الصمت حسام الذى إنتفض فجأة، وهو يصيح بأعلى صوته: إغتصبت ميييين، أنا أغتصب!!، وليه أعمل كده؟، ومين قالكم عنى كده، وليه؟، أنا مش قادر أصدق.
لعبت الصدمة برأس زينب فضحكت: ههههه، إستنى بس يا حسام، أستاذ ماهر بيهزر.
مروان بعصبية: هو ده كلام هنهزر فيه!!!
زينب وقد تحولت: يعنى إيه!، إيمان حد إغتصبها!!، طب مين قالكم إنه حسام؟
ماهر: إيمان نفسها اللي قالت.
كانت صدمة قوية أخرى تضرب برأسهم.
حسام: خلوها تيجى هنا وواجهونى بيها طيب، أنا عايز أعرف أنا عملت فيها كده إمتى وإزاى وفين؟
ظلت زينب صامتة، فقد أصبحت حائرة بشدة ولا تعرف بصف من تقف؟، فحسام ولدها، وإيمان أيضآ تعتبرها إبنتها منذ عدة سنوات، وكانت قريبة لها كوالدتها.
ماهر بعصبية: إسمع ياحسام، أنا مش هجيبها ولا هحطها فى موقف إنها تشوف وشك بعد اللي عملته فيها، أنا ممكن أروح أبلغ عنك وأوديك فى داهية وأجيبلك إعدام كمان.
نظرت له زينب بفزع.
فاستطرد ماهر قائلآ: بس عشان خاطر الست والدتك دى أنا مش هعمل كده، وعايزك تحل الموضوع بالأدب، لإن إحنا نقدر نحله برضو بقلة الأدب، بس بلاش نبدأ فى المشي فى السكة دى إلا إذا جبنا آخرنا فى المحاولات معاك.
حسام بغضب عارم: إنتوا بتقولوا إييييه، أنا هتجنن، والله ماجيت جنبها ولا لمست شعرة منها حتى.
مروان: تنكر إنك كل ما كانت تيجى عندكم، تقولها إنك بتحبها وتحاول تخليها على علاقة بيك؟؟
إبتلع حسام ريقه بصعوبة وهو ينظر له شاخص العين: لأ مانكرش، حصل فعلآ، وأخر مرة كانت إمبارح، بس ده مش معناه إنى أعمل مصيبة زى اللي بتقولوا عليها دى.
زينب: حسام عايز يتقدملها من زمان وجه كلمنى عليها أكتر من مرة بس كان مستني يتأكد إنها مش هترفضه لو إتقدم، وفى مرة أنا بفاتحه فى الموضوع قالى إنه مابقاش ينفع عشان هى مش عايزاه، ولما قولتله إنى هكلمها أنا قالى لأ عشان هتتحرج منك لإنها بتحبك أو هتضغطى عليها بكلامك ويمكن ده يأثر على علاقتك بيها يا ماما وبلاش تدخلى نفسك فى حاجة هى مش عايزاها، اللي يعمل كل ده يغتصب إزاى بس يانااااس.
مروان: عشان ينتقم منها إنها رفضته.
حسام: لو سمحت ياعمو ماهر، خلى إيمان تطلع هنا دلوقتى، أنا زيكم مصدوم من اللي حصلها وحزين ويهمنى أعرف مين اللي عمل كده فيها.
وقف ماهر وتوجه نحو غرفة إيمان ودلف إليها، ثم بعد دقائق خرج وإيمان تمشي خلفه وهى تنظر إلى أسفل قدميها، تجر من ورائها أذيال الخزى والعار والندم على كذبتها الشنيعة وإتهامها لرجل بريئ، كل ذنبه أنه أحبها بصدق وإخلاص، وتمناها زوجة له فى الحلال، ولكن خدمتها الظروف لإثبات تهمتها الملفقة عليه.
ما أن رآها حسام حتى وقف منتفضآ: إيمان، أنا إغتصبتك يا إيمان ؟!
لم تستطع أن تجيبه، أو حتى أن ترفع بصرها وتنظر له أو لأى من الجالسين أمامها، فظلت صامتة تتمنى أن تميد بها الأرض فتختفى من أمام ناظريهم.
زينب: ردى يابنتى، والله الواحد ماعارف حتى يعمل إيه ولا يقول إيه، أزعل عشان حصلك كده بغض النظر عن أى حاجة، ولا أزعل عشان بتتهمى حسام فى العملة المهببة دى.
ماهر والغضب يسيطر على كل خلية فيه: ماتنطقى، أنا جايبك نتفرج على وقفتك الحلوة!!
إرتعدت إيمان فى مكانها ورمقت والدها بنظرة خوف سريعة: أنااا، أنا قولت كل حاجة من بدرى.
حسام بترجي: قولى تانى يا إيمان، عايز أسمع بودنى.
شعرت إيمان أن هدوء وقوفها أمامه سيكشف كذبها لهم، فكيف يكون هو مغتصبها وتقف أمامه بكل هذا الهدوء وترد على أسئلته، فتماسكت ونظرت له نظرات جامدة، خالية من المعنى، هدفها الوحيد أن تثبت أنه مغتصبها: ماتنطقش إسمى تانى، إنت مش بنى آدم، جاى تعمل بريئ قدامهم!!، مش عايزة أشوف وشك.
تركتهم مسرعة ودخلت إلى غرفتها، وقد إزدادت رجفة جسدها الضعيف، الذي لا يقوى على تحمل كل مايحدث لها، وحاولت أن تبكى، ولكن الدموع توقفت تمامآ فى محجريهما، لإنها حتى وإن تعرضت للإغتصاب فعلآ، لكنها فى النهاية أدت دور عظيم الآن، ورطت به من لم يؤذها يومآ، وبالتالى ترفض عيناها أن تذرف الدمع.
نظر ماهر لحسام بغل: مش كنت حضرتك عايز تتجوزها!!!!، إتفضل إتجوزها، بس اللى عملته عمرى ماهسامحك عليه أبدآ ولا هيطلع من قلبى، نقطة سودا ووصمة عار وصمتنا بيها ووصمت نفسك معانا يا أستاذ يا محترم.
ثار حسام بكل مايملك من غضب: أنا ماجيتش جنبها، دى كدابة، شوفوا مين اللى غلطت معاه وعايزة تلبسهالى، بنتكم كدابة أنا ماشوفتهاش إمبارح عشان أغتصبها أصلآ، أنا كنت فى شغلى وخرجت مع صاحبى ورجعت عالبيت قعدت مع أمى لحد ما إبنك جه يقول إنها كانت عندنا وأمى قالتله ماشوفتهاش.
إندفعت زينب من مكانها نحوه بخوف من حدوث مصائب عقب كلماته الخطرة التي ألقاها بوجههم.
عندما وجد حسام والدته تقف أمامه، تحدث معها: قوليلهم ياماما، قوليلهم إنى ماشوفتهاش.
ولكنه لم يتلقى ردآ سوى صفعة قوية على وجهه، جعلته ينظر لها مصدومآ، لا يعرف ماذا يقول.
أردف وهو ينظر لها بحزن وأسى ودموع تغطى عينيه الحزينة: إنتى صدقتيها إنتى كمان يا أمى!
نطقت زينب كلماتها بصوت متحشرج يغلفه نحيب البكاء تغليفآ: إيمان…بنتى ماتكدبش…روح هات المأذون عشان تكتب عليها.
صعقته كلماتها وآلمته أكثر من صفعتها له، فأردف بكلمات تخرج ثقيلة: إنتى.. صدقتيها يا أمى وكذبتينى أنا !!، أنا إبنك اللي مربيانى على إيدك، تكذبينى وتصدقيها!!، أنا جتلك إمبارح بهيئة واحد كان بيغتصب واحدة!!، والمفروض أكون متبهدل متخربش هدومى متقطعة أو متبهدلة أو عالأقل خاااالص متوتر وخايف ومش مظبوط وخصوصآ بعد ما مروان جالنا، شوفتى فى عينى بعد ماجالنا نظرة خوف أو توتر عشان تصدقيها!!
إنهارت زينب أمامهم جميعآ ثم أردفت بحدة: إنت اللي عملتها ولا مش إنت، هتتجوزها يعنى هتتجوزها، لو فرح اللى مكانها كنت هبقى عايزة اللى إتهمته يتجوزها بأى شكل عشان يستر عليها وعلينا من الفضايح، وإيمان مكان فرح، ومش عايزة أتكلم تانى، المأذون يجي حالآ.
ماهر بحدة: بس هو مش بطل يا ست زينب زى ما بتحاولوا تلمحوا، هو مش جاى ينقذنا من العار والفضيحة، لإنه هو السبب فيها.
حسام: والله ماعملت فيها حاجة، ولا هتجوزها، على قد رغبتى فيها فى الأول وكنت بتمنى أتجوزها، على قد ماكرهتها وبرفض إنها تشيل إسمى، وانا واثق إنها غلطت مع واحد وبتشيلهالى أنا، بتشيلها للعبيط اللي بيحبها واللي ياما هزقته وقللت منه وحسسته إنها مستحيل تبصله، دلوقتى جاية تشيله شيله مش بتاعته، وحتى مش خايفة على شكلها قدامه يبقى إيه.
مروان: إنت زودتها أوى، وانا ماسك نفسي عشان خاطر بابا، بس إنت عايز تتربى، إحنا يعنى مستنيين إيه من واحد إغتصبها بكل بجاحة، أكيد يعنى مش هتعترف ومجهز خطتك ومظبط الكلمتين اللي هتقولهم كويس.
ماهر بغضب: أسكت يا مروان، مش عايزين الجيران تتلم، ونعرفهم البيه المحترم عمل إيه فى بنتى.
حسام: إعملوا اللي إنتوا عايزينه، بدل ماتضغطوا عليا أنا، روحوا إضغطوا عليها هى وإعرفوا مين اللي عمل كده.
فتح الباب وأغلقه خلفه بعنف وغادر منزلهم متوجهآ إلى منزله، مصدومآ من كل ماحدث وقيل، لا يصدق شيئآ، يشعر وكأنه خرج لتوه من كابوس مزعج، لا يجد له تفسير.
بعد مغادرة حسام، ألقى ماهر بجسده المنهك المثقل بالأوجاع على أقرب مقعد.
رمقته زينب والدة حسام بأسى على حاله، فهى تصدق إبنها وتعرف أن تربيتها له، لا تجعله يتصرف بهذا الشكل أبدآ مهما حدث، ولكنها حزينة جدآ على حال هذه الأسرة التى تدمرت، لإنها أيضآ لا تصدق أن أخلاق إيمان من الممكن أن تسمح لها بأن تفعل شيئآ محرم مع رجلآ لا يحل لها، فأصابتها الحيرة الشديدة وفقد الأعصاب بدا جليآ عليها، عندما أحاطت رأسها بكلتا يديها وأخذت تصيح بألم.
توجهت نحوها ندى مسرعة: إهدى يا طنط، لو سمحتى إهدى.
نظرت لها لثوان ثم إتخذت قرارها بالمغادرة، فلا مكان لها هنا بعد الذي حدث.
قامت بقدم ثقيلة، تجرها جرآ حتى غابت عن أعينهم.
مروان: ماسبتنيش أقتله ليه يابابا، آدى سياستك الهادية معاه ماجابتش نتيجة.
ماهر: أكيد الست زينب ليها تصرف معاه، خلينا نصبر.
*******************
فى منزل حسام.
دلفت زينب إلى غرفته، فوجدته جالسآ على فراشه مطأطأ الرأس، ويداه من خلفها.
زينب: سامحنى يابنى.
نظر لها بعتاب: مكنتش متصور إنك تهنينى بعد العمر ده كله يا أمى.
تساقطت العبرات من عينيها فى ندم: أعمل إيه؟، هو اللي أنا سمعته ده شوية!!
مروان: أنا زيي زيك، إتفاجئت بكل كلمة إتقالت، أنا عمرى ماعمل كده، أنا مش حيوان عشان أتصرف كده.
زينب بحيرة: أنا اللي هيجننى، أنها ليه تقول كده؟، ومابقتش عارفة حد إغتصبها فعلآ ولا لأ، أصل لو حد إغتصبها هتبقى بتحارب عشان تاخد حقها منه، مش بتلفق الموضوع لواحد تانى!!
حسام: اللي حصل زى مانا قولت يا ماما، البت دى غلطت مع واحد بمزاجها، ولما عرفها إنه مش هيتجوزها، عملت كده، أنا إمبارح عمرو كان بيقولى إنها أكيد فى قلبها غيرى، كنت هتخانق معاه وقولتله انها بنت ناس متربية، بس واضح إنى معرفهاش خالص ولا أعرف إنها إنسانة سافلة ومنحطة.
زينب: مفيش وقت للكلام والصدمة، هما مصدقين إن إنت اللي عملت كده يابنى، وحتى لو مصدقوش، يرضيك راس عمك ماهر تبقى فالتراب؟
حسام بعصبية: إنتى بتقولى إيييه!!!، عايزانى أتجوز واحدة غلطت مع واحد ولبستنى المصيبة عشان أبوها؟، أبوها اللي مصدق إنى مش محترم ومغتصب وعديم الرجولة والأخلاق؟
زينب: إنت لو فى موقفه هتصدق مين يابنى!، ماهو أكيد كان متوقع إنك تنكر، وزى ما مروان قال، هما شايفينك طبيعى تقول مش أنا وانا كنت فى شغلى ومشوفتهاش، يعنى هيسيبوا البت اللى روحتلهم متبهدلة ويصدقوك؟
حسام: وانا مش هلم فى بيتى واحدة..، خلاص بقى يا ماما متضغطيش عليا وتخلينى أقول كلام صعب، أنا بكره نفسي إنى حبيتها فى يوم من الأيام، بكره نفسي أوى.
زينب: ماتعملش فى نفسك كده يا حبيبى، إهدى عشان خاطرى، ونفسي تنقذ سمعة الراجل اللي عاش طول عمره رافع راسه فالحتة والناس بتعمله ألف حساب، ماتديش الفرصة لحد ينهش فى عرضه بالكلام.
حسام: تاااانى بتحرقى دمى بكلامك، الراجل ده لو وافقت أتجوز بنته، هيبقى أول واحد بيبصم بالعشرة إنى إغتصبتها، ليه عايزانى أثبت على نفسي جريمة معملتهاش وأشيل كلبة زى دى إسمى؟
زينب: عشان فيها فضايح وشرف ضاع، إتجوزها شهرين تلاتة وطلقها وإتجوز اللي تقبلها تشيل إسمك يابنى، الجوازة دى مابقولكش جوازة العمر، هتبقى حل لمصيبة وبس، فكر يابنى ربنا يهديك، فكر ورد عليا.
خرجت زينب من غرفته، وتركته بين أفكاره، يكاد أن ينهار، من شدة ما لقاه اليوم من صدمات متتالية، وأصبح يجزم أنها قد فعلت فعلتها بمحض إرادتها، وعندما رفض الزواج منها، إضطرت أن تلعب هذه اللعبة الحقيرة وتورطه فيها، وتغير دوره من رجل محب لها لمغتصب جانى دمرها ودمر عائلتها بأكملها.
عاد بذاكرته لأيام برائتها، التى جعلته يشعر بالحب نحوها، ويصبح مغيبآ، لا يرى حقيقتها، وهى أنها مجرد فتاة لعوب تسلم جسدها لرجل غريب وتتهم أخر بدم بارد.
*********
(فلاش باك)
يجلس هو ووالدته وأخته فرح أمام التلفاز.
قطعت الصمت فرح بكلماتها: أنا إتعرفت على بنت كويسة اوى وطلعت ساكنة فى منطقتنا هنا، بينا وبينها شارعين بس.
زينب: طب كويس عشان تروحوا وتيجوا مع بعض، إسمها إيه؟
فرح: إسمها إيمان ماهر ومامتها إسمها نجوى.
إلتفتت زينب لها فجأة: عندها أخ إسمه مروان واخت اسمها ندى؟
فرح: أه فعلآ، عرفتى منين؟!
ضحكت زينب من دهشتها: أنا لسه متعرفة على الست نجوى من يومين وإحنا بنجيب الخضار ورجعنا البيت مع بعض، انا بيتى أقرب فخليتها توقف وجبتلها مياة، عشان مارضيتش تطلع وتسيب حاجتها فالمدخل.
فرح بدهشة: معقوووول، مامتها جت لحد هنا!!، دى لو تعرف هتتفاجئ أوى وهتفرح، عشان أنا وهى حبينا بعض أوى.
كان حسام يجلس بجانبهم، ويستمع لهذه المحادثة التى تعتبر الأولى والأخيرة التى لم يعيرها إنتباهآ بشأن إيمان، لإنه بعد ذلك أصبح يتلهف لذكر إسمها وسماع أخبارها، بعدما رآها مع أخته فرح وهن عائدات من مدرستهم، وشعر بالأعجاب الشديد تجاهها، وخدع ببرائتها على مايعتقد.
عاد لواقعه، ليتذكر طيبة والدها الحاج ماهر، وشهرته بالأخلاق الرفيعة وعلو قدره وسط جيرانه وكل من يعرفه، أشفق على هذا الرجل من العار الذي سيلحق به بعدما يعرف الجميع أن إبنته دنست عرضه، وكيف سيصبح منكس الرأس، بل من الممكن أن يموت متحسرآ!!.
وقف حسام منهك العقل والقوى، وتحرك بتجاه الباب، قاصدآ غرفة والدته.
دلف إلى غرفتها فوجدها جالسة تبكى بحرقة.
حسام بقلق: أمى، مالك يا أمى، ليه بتعيطى كده؟
نظرت له من بين عبراتها: حزينة من كل اللي شيفاه، حزينة على إيمان واللي حصلها، وعليك وإنها مورطاك ومعرفش ليه، وحزينة على بنتى، ومش عارفة إفتكرتها دلوقتى ليه، يمكن عشان كانت بتحب إيمان أوى ومعتبراها أختها.
حسام نظر للفراغ: أنا موافق أتجوزها يا أمى، بس لازم يبقوا فاهمين إنى موافقتش عشان أنا فعلآ عملت كده، لازم يفهموا إنى وافقت عشان أنقذهم مالفضايح اللي بنتهم مصممة تحطهم فيها بكدبها وتضليلها ليهم.
زينب وقد على صوت نحيبها: ربنا يجعله فى ميزان حسناتك يابنى، أنا مش قادرة لسانى ينطق بكلمة عليها، ده انا كنت بعتبرها زى بنتى وبصدقها فى كل حاجة تقولها، وغلاوتها من غلاوتك.
حسام: إهدى يا أمى، عشان خاطرى إهدى، يلا أنا هتصل بعمرو صاحبى يجى يشهد مع أخوها على الجواز وهجيب المأذون.
************
تقابل حسام مع عمرو صديقه أسفل البناية التى تسكنها إيمان.
عمرو مندهشآ: أنا ماصدقتش لما قولتلى فالتليفون، إنت بجد هتتجوز إيمان!!!
حسام: أه ياعمرو.
عمرو وقد كاد يجن: إزااااى، حصل إزاى فهمنى، يعنى أول إمبارح ترفض تتكلم معاك حتى، والنهاردة تتجوزك!!، ده انا لسه كنت معاك بالليل وبخفف عنك، ايه اللى حصل فى سواد الليل يعنى؟!!!!
حسام بجمود: مش وقت إندهاشك ده خالص، هفهمك بعدين، يلا عشان المأذون وصل ومستنيينك تيجى.
ثم أخذوا وصعد به إلى منزل إيمان وبالفعل أتموا عقد القران فى جو مشحون بالمشاعر المختلفة، ولكن الأكيد والغريب أن هذا أول عقد قران يخلو من الفرحة تمامآ، سواء فى التظاهر أو فى داخل القلب!
غادر المأذون، وإستأذن حسام من عمرو الذي سيقتله الفضول أن ينتظره أسفل البناية، فغادر عمرو أيضآ، مما جعل حسام ينظر لهم جميعآ، بما فيهم إيمان التى تجلس منزوية مخفضة الرأس.
حسام: أنا لا عايز أعمل بطل ولا أتمنظر ولا نيلة، لإنى كنت فى غنى عن جوازة حقيرة زى دى، بس اللي لازم تفهموه، واللى المدام إيمان فهماه كويس، إنى مالمستش شعرة واحدة منها، وماوافقتش إنى أتجوزها غير حفظآ لكرامتك وهيبتك يا حج ماهر، وإشفاقى عليك من الفضايح، إنما بنتك دى تستاهل الموت ألف مرة.
ثم تركهم وغادر منزلهم والنار تشتعل بصدره تكاد أن تحرقه.
ياترى ماهر هيصدق كلام حسام؟
ياترى حب زينب لإيمان هيفضل زى ماهو ولا هيتغير؟
حسام هيتصرف إزاى مع إيمان بعد مابقت مراته؟
وهيحكى لعمرو ولا هيخبى عليه؟