Uncategorized

رواية ملاك الأسد الفصل السابع والثلاثون 37 والأخير بقلم إسراء عبدالمنعم

 رواية ملاك الأسد الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم إسراء عبدالمنعم

رواية ملاك الأسد الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم إسراء عبدالمنعم

رواية ملاك الأسد الفصل السابع والثلاثون 37 والأخير بقلم إسراء عبدالمنعم

صرخ بصوت عالٍ ليصرخ قلبها معه
تسمرت مكانها سرعان ما التفّت لتفاجئ به راكع على الأرض ….. يضع يده على قلبه يصرخ بألم شديد وقد برزت عروق وجهه الأحمر ورقبته بدرجة مخيفة
ثانية واحدة وكانت راكعة أمامه تحيط وجهه بكفيها وظهرت علامات الفزع على وجهها
همس بفزع وتقطع: أسد …. أسد مالك
أسد بوجع شديد وأنفاس ثقيلة تكاد تنعدم وهو يضع يده على قلبه: متس .. يبنيش أنا هموت … من غيرك …. متحرمنيش … من أنفاسك … سامحي…نى … خليكى جنبى … قلبى هيموت … فى بعدك
ظل يهلوس بالكلام يرجوها ببكاء وشهقات أن تظل بجانبه ….. لعنت نفسها مليون مرة لأنها آلمت حبيبها ….. مستعدة أن تنسى كل شيء وتكون جارية تحت قدميه ولكن لا يتأذى أبدًا
همس ببكاء شديد محاولة تهدئته: أسد بالله عليك اهدى …. عشا …
أسد بصرخة ألم وهو يهبط برأسه على الأرض: آااااااه
انتفض جسدها فزعا سرعان ما تجمد
كل شيء تراه بوضوح ….. أول لقاء …. أول احتضان ….. أول قبلة ….. أول اعتراف
ترى ذكرياتهما أمامها ….. تذكرت كل شيء لكن ….. بعد فوات الأوان
همس بخفوت: أس….دى
ظهرت شبح ابتسامة على وجهه وقد تحققت أمنيته قبل أن يموت ….. سيموت بين أحضانها وهى تتذكره وتعشقه ….. سكن على الأرض كالموتى تمامًا
همس بفزع وصراخ محركة إياه بعنف: أسدى … أسدى اصحى … إنت وعدتنى هنموت مع بعض … اصحى … طب … طب خدنى معاك … متسبنيش أتعذب لوحدى … أسدى أنا بحبك والله العظيم بحبك … والله العظيم مش هسيبك بس اصحى واحضنى … يلا يا أسدى احضنى أنا خايفة … يلا حسسنى بالأمان … طب … طب مش هتعاقبنى … خلاص أنا موافقة إنى مخرجش من الأوضة أبدا … و … ووالله مش هتكلم مع حد غيرك ولا … ولا حتى هعارضك فى أى حاجة … أنا مش عايزة حد غيرك ….. بعشقك والله العظيم بعشقك
ظلت تصرخ عليه تحاول أن تسنده لينهض ولكن لا حياة لمن تنادى …. أسندت رأسه على قدميها وتحتضنه بذراعيها … تشده إليها أكثر وأكثر
همس بوجع وصراخ: آااااااه
احمر وجهها وعينيها كالساكن أمامها تماما حتى أفاقت على صوت الخادمة
الخادمة بفزع: سيدتى …. لقد اتصلت بالمشفى ما إن سمعت الصراخ …. دقائق قليلة وتأتى سيارة الإسعاف
نظرت لها بضياع وتشتت ومازالت دموعها تهبط بخفوت
أخفضت رأسها على رأسه وأغمضت عينيها هى الأخرى بسكون مستسلمة لذلك الظلام
بالولايات المتحدة الأمريكية
ياسمين بحزن: ربنا يرحمها
مازن بتنهيدة حزن: يارب ….. يلا جهزى هدومك عشان ننزل مصر
ياسمين: هيدفنوها امتى؟
مازن: كمان كام ساعة …. نكون خلصنا كل حاجة ونزلنا مصر عشان نحضر الدفنة ….. المهم العيال جهزوا
ياسمين: أيوة جهزوا خلاص
مازن بابتسامة: إيه رأيك منرجعش أمريكا تانى
ياسمين بلهفة: يعنى نقعد فى مصر علطول
جذبها إليه ليحتضنها من ظهرها ويرقص معها على أنغام قلبيهما
مازن بحب وهو يدفن رأسه برقبته: أيوة يا ياسمينتى ….. أنا معايا فلوس حلوة أقدر أشترى بيها بيت فى مصر وأفتح شركة محاماة هناك
ياسمين بضحكة طفولية خجلة: بحبك
مازن بابتسامة: بعشقك
__________
فى مصر
جالس على الفراش …. يمنع نفسه بصعوبة من البكاء
سامر بحزن ودموع وهو ينظر لصورة بين يديه: ربنا يرحمك ….. أنا مسامحك على كل اللى عملتيه
شعر بيد حنونة على كتفه لينظر لترنيمة قلبه بابتسامة حزينة ….. جلست بجانبه على الفراش ثم ضمته إليها
هبطت دموعه كأنه ينتظر مأواه ليظهر ضعفه أمامها هى فقط
ترنيم بحزن على حاله: خلاص يا حبيبى ادعيلها بالرحمة
سامر: ربنا يرحمها
___________
نظر لابنه بحزن من خلف الباب فتحرك بهدوء لغرفته
دخل غرفته وتمدد على الفراش ينظر للسقف بشرود سرعان ما ضحك بسخرية
تذكر عندما أتاه اتصال من مشفى يخبره بوفاتها بعد إصابتها بحادث سيارة …. ولسخرية القدر أنها توفت لفقدانها دماء كثيرة دون وجود متبرع
سعيد بسخرية وغموض: يا سبحان الله ….. فعلا يمهل ولا يهمل
بألمانيا
استيقظت لتجد نفسها على فراش أبيض ….. انتفضت بفزع ما إن تذكرت ما حدث
انتفضت بسرعة متجهة للخارج
همس بفزع وصراخ: أسدى ….. أسدى إنت فين
رآها طبيب فتقدم منها بسرعة
الطبيب: اهدئى سيدتى كل شيء بخير
همس ببكاء وانهيار: أين هو …. ماذا فعلت به ….. هو حى …. أرجوك أخبرنى أنه حى
الطبيب مطمئنا إياها: لا تقلقى سيدتى كل شيء بخير
همس بابتسامة ساحرة: حقا
الطبيب بعملية: أجل …. لقد تعرض لذبحة قلبية ولحسن حظه استطعنا انقاذه
همس بسرعة وفرحة: أريد رؤيته حالا
الطبيب: للأسف سيدتى لا يمكنك فهو بالعناية المركزة الآن
همس بعصبية وبكاء: أيها الأحمق إن علم أسدى برفضك ذاك لقتلك أنت وعائلتك كلها
الطبيب: سيدتى أرجو أن تتفهمى الأمر …. هذا لمصلحته وبأى حال ساعتين أو أقل وينقل لغرفة عادية …. وقتها تستطيعين رؤيته
تراجعت عن قرارها لأجله فقط ….. تحترق شوقا لرؤيته ….. تريد تلمسه لتتأكد أنه بخير ولكن لتنتظر قليلا حتى لا تأذيه
همس بغيظ طفولى: حسنا ولكنى مازالت مصرة على إخبار أسدى بما فعلته أيها الغبى
تركها الطبيب بهدوء وهو يشعر بالغيظ منها ….. تلك القزمة التى تهينه
جلست على المقعد تأكل أطراف أظافرها بغيظ
همس محدثة نفسها: والله لأوريك ….. بقى تمنعنى أشوف أسدى ….. بس كله يهون عشان خاطر حبيبى …… الحمد لله يارب أنك محرمتنيش منه …… إيه ده أحيه …. أنا معرفش العناية فين
انتفضت تركض خلف الطبيب كالبلهاء لتعلم مكان حبيبها وسارق قلبها
__________
مرت ثلاث ساعات ….. نقل خلالها لغرفة عادية ومازال نائمًا ….. لم تتركه أبدًا
ما إن رأته حتى بدأت تقبل جبينه ووجنته بلهفة وجنون تخبره مدى حبها واشتياقها له حتى شعرت بالنعاس
أزاحته قليلا بحذر شديد وتسلقت الفراش لتنام بجانبه
وضعت رأسها على جزء من صدره ويدها على قلبه حيث موضع ألمه
لولا مرضه لنامت فوقه كالعادة ولكن تلك النومة تفى بالغرض ولو قليلا !
فى مصر
انتهت الجنازة التى لم يحضرها إلا القليل جدا
بمقابر عائلة ضرغام
ذهب الجميع ولم يتبقى سوى الجد وسعيد وحمدى بينما ذهب مازن وسامر بزوجتيهما لقصر ضرغام
ماجد: يلا يابنى نروح إحنا
سعيد بغموض: لأ سيبنى شوية يا بابا وروح إنت ….. روح معاه يا حمدى وأنا هحصلكم ….. لسة فى حاجات كتير هخلصها الأول وأصفيها
قال آخر جملة بخفوت
ماجد بحزن: ماشى يابنى بس متتأخرش ….. الدنيا هتليل وإنتى فى المدافن
أومئ له بشرود وراقب ابتعادهم عنه
أعاد بصره للمقبرة التى تحمل اسمها
ضحك بخفوت وسخرية
سعيد بدموع: شوفتى بعد السنين دى كلها حصلك إيه … تخيلى ما بين طرق الموت كلها … تموتى بالطريقة دى
أهو سبحان الله اللى حصلهم حصلك بالظبط … فاكرة يوم حادثة صلاح وناهد … وقتها لفينا المستشفى كلها على فصيلة دمهم واللى للأسف الاتنين كان عندهم نفس الفصيلة النادرة بس مكنش فى حد يقدر يتبرعلهم … برغم حقدى وغضبى وقتها على أبويا وأخويا … بس زى ما بيقولوا الدم عمره ما يبقى مية
جريت عليكى وطلبت منك تتبرعيلهم وأنا عارف إنك نفس الفصيلة … وقتها قولتيلى إنك حامل وهيبقى خطر عليكى وعلى الجنين … فرحت لما عرفت إنك حامل قولت لنفسى هيجيلك الرابع يا سعيد … هيجيلك اللى يعوضك عن ولادك ويكون تحت طوعك … زى الأهبل صدقتك ونسيت أخويا ومراته اللى بيموتوا … واتفاجئ بعد شهر من موتهم إنك مش حامل أصلا … وإنك ضحكتى عليا عشان منقذهومش … وكالعادة قدرتى تتحكمى فيا وتقنعينى إن اللى حصل ده هو الصح … إنى كدة هورث الفلوس والحب والعيلة … وأنا زى الغبى صدقتك
عدت عليا لحظات كتير حسيت بالذنب بياكل فيا … بس كنتى فى كل مرة بتقنعينى إنك الصح
شوفتى بعد السنين دى كلها … موتى بحادثة عربية ههههه لأ وكمان ملقتيش حد يتبرعلك بالدم
أضاف بحسرة شديدة: أنا هحتفظ بالسر دا ليا لوحدى … أنا ماصدقت عيلتى اتجمعت … مش هفككها تانى بسبب حقدك وغبائى … ربنا عاقبك على اللى عملتيه … يارب يسامحنى وميعاقبنيش على سكوتى وعمايلى … سلام يا سمية … بتمنى إنى أموت وأنا نضيف .. ويارب مكونش معاكى فى جهنم
خرج من المقابر متجها للقصر بسيارته يشعر ببعض الراحة … ذلك السر يؤرقه … ولكن ولله الحمد تخلص منه نهائيا … دفنت تلك الحية ودفن معها السر
_____________
فى سيارة أخرى حيث يجلس ماجد وحمدى بالخلف بينما السائق بالأمام
حمدى بحنين: بنتى هترجع امتى بقى يا بابا
ماجد بابتسامة: بإذن الله قريب أوى … الواد ال*** من ساعة ما بقى معاها وهو نسينا خالص
حمدى بضحك: تصدق فعلا دا حتى معبرناش لما اتصلنا بيه عشان الدفنة
ماجد بابتسامة وتنهيدة: يلا ربنا يسعده
بألمانيا
رمشت وهى تشعر برفرفة فراشات على وجهها … فتحت عينيها ببطئ لتجد وجهه مقابلًا لوجهها … يقبلها بعشق وخفوت
أسد بعشق وهو يقبلها بجانب شفتيها: صباح الخير يا ملاكى
لحظة واحدة وأدركت كل شيء لتنظر له بلهفة ممتزجة بدموع عينيها
همس ببكاء: أسدى … أنا آسفة سامحنى … والله العظيم مش قصدى … أنا …
قاطعها بقبلة عاشقة مانعا إياها من الحديث
علت أنفاسهما فى الغرفة بل وخارجها أيضا … دفنت وجهها برقبته بخجل شديد ليضمها إليه ويغمض عينيه بسكر كمن تناول جرعته للتو
أسد بهيمان: بعشقك يا ملاكى
همس بخفوت: بموت فيك يا أسدى
أبعد رأسها عن عنقه ليراها … استمر فى التطلع إليها لفترة طويلة وهو لا يصدق … ملاكه بين يديه … معه حق عندما قال أنه يموت فى بعدها … ما إن رأى كرهها ونفورها شعر بقلبه يؤلمه بشدة … ولكن الآن كل شيء بخير … لن تبتعد عنه وهو لن يسمح سوى بالاقتراب فقط
تتأمله هى الأخرى بعشق حتى انتبهت على اسمها المحفور فوق قلبه
همس بذهول وتتلمس موضع الاسم: إيه ده يا أسدى
أسد بحب: سيبك من كل حاجة وركزى مع شفايفى …… قصدى معايا
ابتسمت بخجل على وقاحته لتشهق وهو يكمل
أسد: يلا نفذى العقاب
همس بذهول: عقاب إيه
رفع حاجبه يجيبها بحزم ومكر: هو إيه ده عقاب إيه … احنا هنستهبل … على العموم البديل بتاعه لسة سارى لمدى الحياة …. يلا اقفلى الباب واقلعى عشان ترق ….
قاطعته بتقبيلها …. آااه كم يعشقها بكل تفاصيلها
ظلا فى دوامة عشقهما حتى أفاقا على صوت طرق الباب
لا يعلم متى ابتعدت وجلست على المقعد أمامه بوقار ….. وكيف يدرك وقد أذهبت عقله تلك الملاك الصغير أو عفوًا ….. ملاكه الصغير
أسد بأنفاس لاهثة: ادخل
بفيلا مراد عامر
مراد بحنان: إيه رأيك يا حبيبتى ننزل مصر بكرة
سيلين بفرحة: بجد ….. بس أسد
مراد: ملكيش دعوة بيه إنتى مش هتشتغلى معاه تانى أساسا ….. بكرة بإذن الله ننزل مصر وأطلب إيدك من عمك ونتجوز
سيلين: طب وهنقعد فى ألمانيا ولا مصر
مراد بحيرة: أنا مش عارف بصراحة بس خليها بعد الجواز نقرر أحسن
سيلين: ماشى ….. مراد أنا فكرت فى موضوع الحجاب وبصراحة أنا قررت أتحجب لإنى كبرت وحرام أمشى بشعرى
مراد بسعادة: ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى ومن انهاردة هتلاقى لبس محجباب وطرح فى أوضتك
نظرت له بسعادة وحب تشعر بسكينة بداخلها
____________
دخل الطبيب وباشر عمله بينما لاحظ أسد نظرات الغيظ من ملاكه لذلك الغبى
شعر بالغيرة تحرقه … لا يريد أن تحمل مشاعر تجاه أحد غيره … حتى الغيظ يجب أن يتوجه له … سيسمح بشعور الكره فقط أن توجهه لغيره
أسد للطبيب: من فضلك انتظر قليلا
صمت الطبيب بعدما كان يخبره بالتعليمات
أسد بهمس وغيرة لملاكه: بتبصيله كدة ليه
أخبرته بكل شيء بسرعة ولما لا فلقد انتظرت تلك اللحظة منذ ساعات طويلة
أسد ببرود لا ينذر بخير: ادخلى الحمام
همس بصدمة وطفولية: إيه ؟! لأ أنا عايزة أتفرج
أسد: قولت ادخلى
تحركت للحمام تدبدب غيظا كالأطفال تماما
ضحك بخفوت عليها ثم عاد بنظره لذلك الحقير أمامه
أسد ببرود: تقدم
اتجه الطبيب له سرعان ما شهق بخوف واختناق من تلك اليد القابضة على رقبته
أسد بصرامة: إياك أن تتحدث مع ملاكى مرة أخرى أو تضايقها أو حتى تنظر لها …. من حسن حظك أنى امتنعت عن العنف وإلا لكنت على الأرض قتيلا …. أفهمت
الطبيب بخوف واختناق: نعم سيدى…. تستطيع الخروج غدًا ولن ترانى مرة أخرى
تركه بقرف يأمره بالخروج ليجرى ذلك المسكين
أسد : تعالى يا قردة يا صغيرة ….. أنا عارف إنك كنتى بتتصنتى
خرجت متنحنحة بحرج سرعان ما ضحكت بسعادة وهى تجرى إليه محتضنة إياه لتنام بجانبه
أسد بحب: بعشقك يا ملاكى وأجمل حاجة حصلت فى حياتى ودنيتى
همس بعشق: وأنا بموت فيك يا أسدى وأمانى
النهايه
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عريس من ديزني للكاتبة ندى حمدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى