روايات

رواية غرام المغرور الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم نسمة مالك

 رواية غرام المغرور الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم نسمة مالك

ستظلي أمي!!..
مرت بضعة أيام.. لم يعود خلالهم “فارس” لجناحه.. ظل برفقة والديه خاصةً حين تدهورت حالة “مارفيل” الصحية وإلحاحها عليه أن يظل معها.. مما أجبره على أخماد نيران شوقه الشديد لساحرته مؤقتاً والمكوث بجوارها .. يهتم بها وبأحتياجتها بنفسه..يطعمها بيده..يعاملها برحمة وعطف لا يخلو من المحبة.. أظهر لها رحابة صدر تفاجيء بها هو شخصياً.. أيقن وقتها انه لم يكرهها لحظة واحدة برغم كل ما فعلته به.. فماذا عساه أن يفعل غير ذلك.. هي ستظل أمه هذه الحقيقه لن يستطيع تغيريها..
“مارفيل”.. أستهلاكها الزائد للكحول جعلها بحالة يرثي لها.. فقدت الكثير من الوزن.. عينيها ذابلة و وجهها أصفر وشاحب دائماً.. يظهر عليها الوهن والإرهاق بوضوح..
فقد اكتشفوا الأطباء المشرفين على حالتها أنها تعاني من مشاكل بالكبد بسبب تلك السموم التي كانت تتناولها جعلت خلايا الكبد غير قادرة على تجديد نفسها، وتحتاج الى فترات طويلة من العلاج المكثف لتطوير خلايا جديدة، وفي كل مرة تعمل فيها خلايا الكبد على ترشيح الكحول، يتم موت عدد منها. واساءة استخدام الكحول لفترة طويلة، قد يؤدي الى أضرار جسيمة في الكبد، والتقليل من قدرة خلاياه على التجدد.. وضعها أصبح يحتوي على العديد من المخاطر الصحية..
ارتعد قلب “فارس” من شدة فزعه وخوفه عليها بعدما رأي والده يبكي بكاء مرير لأجلها.. أيعقل أن يفقدها للأبد الآن بعدما عادت إليه برغبتها!!..
ألقى كل الأفكار المفزعة خلف ظهره، وقرر الوجود معها أكبر قدر كافِ.. وصل به الأمر لعدم النوم والراحة..طيلة الوقت يجلس على مقعد بجوار فراشها ممسك بيده المصحف الشريف يقرأ لها ما تيسر من القرآن بقلب خاشع وأعين دامعه.. لا يريد أن يغفو فيستيقظ على خبر مفزع يتمني قلبه عدم حدوثه..
..داخل جناح مارفيل..
يقف “فارس” أمام باب الحمام المغلق بوجهه يظهر عليه القلق ينتظر “مارفيل” التي تقوم الممرضات بمساعدتها على أخذ حمام دافء..
فُتح الباب أخيراً وتحدثت إحدي الممرضات بإحترام قائله.. “فارس باشا.. الهانم خلصت تقدر تتفضل”..
ليهرول “فارس” نحوها، ودلف لداخل الحمام بخطي مسرعة..
كانت “مارفيل” تجلس على حافة حوض الاستحمام.. حولها أكثر من فتاه يدعموها بالمسانده حتى لا تستسلم لتهاوي جسدها الضعيف الغير متزن وتسقط أرضاً..
بابتسامة بشوشة اقترب منها وحيدها، ومال عليها واضعاً ذراعه حول ظهرها والأخر أسفل ركبتيها وقام بحملها بين يديه بمنتهي الخفه وسار بها للخارج مغمغماً..
“امممم تفوح منك رائحة الزهور البيضاء الرائعة مارفيل”..
يا الله هيئته هو حاملها تخطف القلوب.. ضئيله هي للغاية بين زراعيه القويتين كطفلة صغيرة يحملها والدها ليضعها بالفراش حتي تخلد للنوم.. من يرهما لن يصدق أنه يحمل والدته أبداً..
جلس بها على الفراش، ووضعها بجواره بحرص،وبدأ يجفف شعرها بحنو بمنشفة قطنية حتي انتهي،وأمسك فرشاة الشعر الخاصة بها الموضوعة على طاولة بجوار الفراش وقام بتمشيط خصلاتها الناعمة بحنان بالغ..
معاملته لها واهتمامه بها أذابت الجليد الذي يغلف قلبها.. رفعت يدها بوهن وأمسكت يده وبهمس بالكاد يسمع قالت..
“كيف لك أن تهتم لأمري بعد كل ما فعلته بك؟!”
نظر لها “فارس” قليلاً نظرة شفقة ممزوجة بعتاب.. وتنهد براحة وهو يجيب على سؤالها..
“أنتي أمي.. شئت أم أبيت ستظلي أمي مهما فعلتي”..
أمسك يدها الهزيلة بين كفيه وتابع بهدوء وتراوي..
“أخبرتني زوجتي بشيء راق ليِ كثيراً.. أنها دوماً تضع نفسها مكان اي شخص أخطأت بحقه لتستطيع رؤية رد فعله بنفسها، وأنا يا أمي قد وضعت نفسي مكانك، وسألت نفسي ماذا لو كنت فعلت بأبني كما فعلتي أنتي معي؟!.. ماذا سيكون رد فعله تجاهي.. أو بالأحرى ما هو رد الفعل الذي أتمني أن يفعله معي.. وجدت أنني أتمنى لو يستطيع أن يمنحني السماح.. فأنا والده بالأخير، وهذا ما فعلته معك مارفيل دون معرفة أسبابك حتي.. أنتي أمي وأنا هنا بجوارك وسأظل حتي تتماثلين الشفاء”..
نظر لعينيها التي تفتحها بصعوبة مكملاً بنبرة راجية..” لن أطلب منكِ سوي أن تكوني بخير.. فقط كوني بخير لأجلي مارفيل.. ليس أكثر من ذلك”..
حديثه الهين.. اللين،وقلبه المملوء بالرحمة رأف بحالتها جعل حالة من الطمأنينة تجتاح أوصلها لم تشعر بها منذ زمن..قررت بتلك اللحظة أن تبوح له بكل ما تخفيه بين ثنايا روحها..
“هل تعتقد أنني أعاني من عقدة أو ما شبة حتى يصل بي الأمر أن أقتلك بني؟! “..
حركت رأسها بالنفي، وتابعت بأسف قائله..
“سيخبرك والدك بكل تأكيد عن سبب ما فعلته بحقك،ودعني أنا أخبرك بشئ أهم.. فربما تكون نهايتي حان وقتها”..
ضمها “فارس” لصدره بلهفه، وربت على ظهرها برفق مردفاً..
“لا لا.. بقدرة الله أنتي ستكوني بخير.. كوني قوية مارفيل رجاءاً”..
أستكانت داخل حضنه بتعب حين شعرت ببداية دوار شديد يداهما، وبدأت تتحدث بغصه مريرة يملؤها الآسي والندم..
“كنت واثقة أنك ستكون بخير”..
همست بها “مارفيل” بضعف وهي تجاهد حتي لا تفقد وعيها.. رفعت يدها المرتجفه وضعتها على موضع ذلك الشق الكبير بصدره وتابعت بابتسامة رغم عبراتها التي تتساقط على وجنتيها دون بكاء..
“حتي عندما أخبروني أن القناص قد أصابك وأعلنو خبر وفاتك.. كنت على يقين أنك مازلت على قيد الحياة لأن قلبي لم يتوقف عن النبض يا بني”..
يتبع……
لقراءة الفصل السابع والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى