رواية حياة الروح الفصل الثاني 2 بقلم الكاتبة حبيبة محمد
رواية حياة الروح الفصل الثاني 2 بقلم الكاتبة حبيبة محمد |
رواية حياة الروح الفصل الثاني 2 بقلم الكاتبة حبيبة محمد
“عليك أن تتركها للقدر هذه المرة، ولتعلم أنه لو كان مقدرًا شيء فسوف يكون، بدون محاولات، بدون جهد، حتى وإن كانت المسافة تبعد بين الشرق والغرب، افعل ذلك واطمئن.”
بضع كلمات دونتها بمفكرتها لتغلقها وتضعها بحقيبتها وانهض للأستعداد لبدء يوم جديد
____________________________________
٢_خطوه واحده تكفي ❤️????
جالت بطرقات المشفى بحيويه تلاعب الأطفال وتمرح مع الكبار ليست بالمتكبره أو بالمغروره بالرغم من أنها تملك نصف المشفى الا انها لا تبالي لقد اختارت تلك المهنة تحديدا لترى الناس أن للحياه جانب واحد فقط الإيجابي فلماذا انت تتشائم من سنه الحياه وانت صحياً معافى لماذا تنظر لتلك الأشواك ولا تنظر إلى تلك الورود؟ ليس لك الحق بالتشائم ولا بكره الحياه فليس بيدك انت تحيا كما تريد توقفت عن التفكير وطرقت الباب عددة طرقات ومن ثم فتحته بهدوء وجدت احد الممرضين يسانده على الوقوف لتقترب مسرعه وتضع يده على رقبتها وتشير للممرض بالذهاب
ريان بغيظ:هو انا مش قولت مش محتاج مساعده منك ليه مصره تساعديني؟!
روح بلا مبالاه :مش بمزاجك على فكره هساعدك هساعدك عارف ليه “نظره له بمشاكسه” عشان انا روح
ريان بغيظ:ربنا بيخلص حق اللي كنت بعمله في الناس فيا دلوقتي
اجلسته على الكرسي المتحرك لينظر لها بعينيه المائله للون الرمادي ابتسمت بهدوء لينقل نظره إلى النافذه
ريان بغيظ:افتحي الستاير دي
روح بهدوء:افتحها انت انا الدكتوره بتاعتك مش الخدامه
اشتعلت عينيه بغيظ منها ليضع يده على عجلات الكرسي وعلى وشك التحرك لتقاطعه وهيا تمسك يده شعر بقشعريره تجري بجسده لينظر إلى يدها لتبتسم له وتسحب يدها وقد كست الحمرا وجنتيها
روح :مش قصدي تروح بالكرسي تقوم بنفسك تقف على رجليك وتفتحها
ريان بغضب :وانتي فاكره كل حاجه سهله كده” فكرك محاولتش حاولت “تابع بنبره يشوبها الألم” قولتلك انك مكانك هنا مينفعش انا لو كنت بعرف امشي مكنتش جيت هنا اتعالج
روح بأبتسامه:ولما انت جاي هنا تتعالج ليه كنت بترفض الدكاتره على طول؟!
ريان بتنهيده:مكنتش بحب نظرات الشفقه اللي في عينيهم، كانوا بيحسسوني اني عاجز
روح بيقين:بس انت مش عاجز انت اللي محاولتش تقوم من على الكرسي “”نهضت وامسكت الكرسي للسير به”دلوقتي اول خطوه في علاجنا انك تمشي
ريان وهو ينظر لها:امشي؟! كلمه غريبه انا بقالي ٣ شهور فاقد الشعور ده
روح بتحدي:هتمشي يا ريان
ابتسم على عنادها لتدفع الكرسي خارج الغرفه لينظر لها بدهشه
ريان بدهشه:انتي راحه فين رجعيني اوضتي
روح بلا مبالاه:تؤ مفيش رجوع للأرضه تاني
دفعته لأدخاله بالمصعد وضغطت على احد الأزرار فيهبط المصعد للدور الأرضي دفعته أمامها فينظر حوله بدهشه لم يخرج من غرفته منذ ما يقارب ال٣ شهور واخيرا وصلا إلى غرفه أشبه بالجيم هز رأسه بصدمه
ريان بصدمه:اللي بتفكري فيه مش هيحصل
روح ضاحكه:وانت عرفت انا بفكر في ايه؟
ريان بغيظ:دكتوره انتي بقولك ايه طلعيني اوضتي
روح بأبتسامه:تؤ مش دلوقتي اوضتك مش هتطلعها تاني غير لما تتحسن
ريان بغضب:وانا مش عايز اتحسن طلعيني اوضتي
روح بغضب :وانا قولت مفيش طلوع الاوضه غير لما تتحسن يأما كده يأما تطلع من المستشفى خالص
نظر لها بشده ووضع يده على عجلات الكرسي وادارها للخروج لتوقفه كلماتها
:هتفضل تهرب سنه وإتنين وتلاته بس في الآخر هتكون الحقيقه واحده وهيا انهم راحوا وانت فضلت الحقيقه سابته ومش هتتغير لكن انت ممكن تغيرها مش كل حاجه تستحق الهروب ساعات المواجهه بتكون أفضل
هتف بحنق:وانتي هتقدري تحددي ايه هيا الحقيقه “التفت بكرسيه” ايوا هما راحوا وانا فضلت بس فضلت عاجز لا بمشي ولا بتحرك خسرت كل حاجه مراتي وابني اللي طلعتي بيه من الدنيا شركتي اللي اعمامي بدل ما يقفوا جنبي بيتوارثوا فيها الحقيقه صعبه انا مبهربش منها انا مش مستعد اتقبلها دلوقتي “تابع بألم” وانتي هتحسي بيا ازاي ولا هتحسي أن الحياه اللي كنتي عايشها اتبخرت وبقيت عباره عن فراغ هتحسي بألمي ازاي؟ جربتيه؟ متحكميش على حقيقتي وانتي متعرفهاش
:انا بابا مات قصاد عيني”اوقفته كلماتها” بابا كان مريض كانسر أيامها مكنش في علاج ولا اهتمام مات قدامي وانا شايفاه بيتعذب من الألم والأهمال مات وانا يدوب ٦ سنين مكنتش اعرف يعني ايه موت ولا معنى ايه انك تفارق حد عزيز عليك بعدها ب٣شهور ماما دخلت في حاله نفسيه واتحولت للمصحه اسبوعين ووصلنا خبر موتها عمي عادل صاحب بابا هو اللي رباني تعرف فضلت قد ايه بشوف منظرهم اللي ميتحملوهوش طفل تخيل احضر جنازه أقرب اتنين لقلبي وحياتي “دمعت عينيها” الحقيقه دي مستوعبتهاش غير لما حسيت اني بقيت وردة دبلانه اللي كان بيسقيها كل يوم وكان بيحميها بطل يجي فدبلت يمكن انا اكون اكتر واحده حاسه بوجعك ولكن انت هتحس بوجع طفله ٦ سنين مراتك وابنك تقدر تعوضهم لكن حنان امك ولا حنيه ابوة هتقدر ترجعهم لو عرفت ترجعهم ليا فأعتبرني مش روح ؟!
صمت جال بالغرفه صمت أصبح هو سيد الموقف لم يلتفت لها ولكن قلبه تمزق حزننا لأجلها ألمه لا يساوي ألمها بتاتا بل إن ألمه بجانب ألمها نقطه في وسط بحور
:صحابي بعدها سموني حياه الروح لاني بالرغم من كل حاجه حصلتلي كنت بديهم امل كنت بنصحهم كنت جنبهم على طول انا روح يا ريان لازم أدى لكل واحد امل من غير امل مفيش حياه خطوه واحده انك تتغير مش هتقلل حاجه منك بالعكس
_مش عايز أسمع حاجه خلاااص.
:خطوه واحده هتغير حاجات كتير في حياتك يا ريان ولو منجحتش اني اعالجك فمش هكون روح يا ريان
سارت بخطوات هادئه حتى وقفت أمامه أدار وجهه للجهه الآخر لتبتسم بهدوء
:وقت ما هتحتاجني هتلاقيني لأن عمر ما حد احتاجني وملقانيش حتى لو موت هتفضل روحي حواليهم “تنهدت بصوت عالي” قدامك مهله تفكر وانا معاك خطوه بخطوه هننقلك في أوضه هنا قريبه عشان لو وافقت ميكنش الشغل تعب عليا… وعليك
دفعت كرسيه للأمام ليغمض عينيه وضربات قلبه تنبض بشده تنبض بعنف كلماتها كالبلسم تداوي الجروح جميع ما قالته صحيح تلك الروح تتحدث كأنها تعلم تماما كيف تحيا تلك الحياة هيا طيبة رقيقه ليس بها خبث للبشر ولكن مكانها ليس بينهم…!
وصلا إلى غرفة ريان الجديده فتحت الباب لينظر للغرفة بدهشه تطل علي البحر مباشره نوافذها مفتوحة فتجعل الستائر ترفرف
روح بأبتسامه:عرفت انك بتحب البحر فمقدرتش احرمكم من بعض تسمحلي اساعدك
لم يجب عليها لتقترب وتسندهه على الوقوف وضعت يده حول عنقها وبيدها لفتها حول خصره نظر لها وهيا تسندها حتى اجلسته على السرير وعدلت من هيئته لاحظت هيا نظراته فنظرت له بخجل ووجنتي تشتعل احمراراً
روح :قدامك مهله ليومين تفكر فيهم براحتك وصدقنى خطوه واحد كفايه خطوه واحده كفايه يا ريان
أقفلت النوافذ وأغلقت الستائر وسارت بأتجاه الباب للخروج فينظر هو في أثرها بشرود تائه هو ما بين الموافقه ام الأخلاء بأملها؟
*****************************
تساقطت الأمطار فتسرع للدخول المشفي مجددا صعدت إلى مكتب عادل ليرفع نظره وينظر لها بحب
عادل بحب:روح قلبي تعالى اقعدي
اقتربت وجلست على مقربه منه ليمسك يدها ويمسد عليها بحنان ابوي
روح بحزن:بابا وحشني اووي يا عمو عادل
عادل بتنهيده:فؤاد وحشنا كلنا يا روح بس ده قدره يا حبيبتي
روح بحزن:القدر دي كلمه بنعلق عليها حمولتنا بابا لو كان اتعالج مكنش راح لا هو ولا ماما
عادل بحب :مين قال ان القدر كده يا حبيبتي؟! ربنا اكيد ليه حكمه في كده يمكن عمل كده عشان تبقى حيا الروح زي ما كله بيقولك
روح بحزن :كان ممكن اكون حياه الروح وبابا وماما جنبي
عادل بحب :كل انا جنبك اهو يا حبيبتي ولآ مش كفايه؟!
روح بأبتسامه:انت كل حاجه ليا يا عمو عادل
مسد على يدها بحب ابوي لتبتسم له ولكن مهما كان من يعوضك عن الفراغ فلن يكن كحنان ابويك ابدا……..
يتبع..
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية لكنه لي للكاتبة ياسمين السيد قنديل