روايات

رواية غرام المغرور الفصل الثلاثون 30 بقلم نسمة مالك

 رواية غرام المغرور الفصل الثلاثون 30 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل الثلاثون 30 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل الثلاثون 30 بقلم نسمة مالك

..بعد مرور أسبوعين..
ليالي استثنائية.. زاخرة بالمشاعر خضعت “إسراء” خلالها أمام بركان عشق زوجها.. لم يسعها سوى الاستسلام الكامل له و التنعم بفيض غرامه الذي أهاله عليها بكرمٍ و شغف..
سطعت شمس نهار جديد..
كان “فارس” يجلس على الفراش بجوار ساحرته يتأمل جمال ورقة ملامحها الفاتنة كعادته كل صباح..
يرسم ملامحها بأصابعه تاره، ويمررهم بين خصلاتها الحريريه تاره، ويميل بوجهه على وجهها يوزع قبلاته الساخنه أثناء سره بأنفه على بشرتها الناعمه تاره أخرى..
“إسراء.. أصحى بقي يا روحي”..
اختلجت أنفاسها حين سمعت همسه الخافت بأذنها من بين قبلاته التي تذيب قلبها..
مد ذراعه ليلفه حول خصرها و يشدها نحوه بقوة
.. ارتطمت “إسراء ” بصدره مصدرة آهة متألمه بغنج، و هي تتململ بين ذراعيه مغمغمه..
“صباح الخير يا أبو الفوارس”..
” صباح الورد يا حياة أبو الفوارس”..
قالها “فارس” مداعبًا ويده تتسلل ببطء على عنقها، ثم إلى صدرها، ثم إلى خصرها تحوّلت هي إلى قطعة من الفولاذ منصهرة بين يديه بفعل لمساته الخبيرة..
دست نفسها داخل حضنه دافنه وجهها بصدره متمتمه بخجل..
” فارس وبعدين معاك”..
” أنا لسه عملت حاجة يا بيبي”..
أردف بها ببرائه مصطنعه، وهو يزيد من لصقها به مكملاً بتساؤل..
“فرحيني بقي وقوليلي أنها خلصت”..
ابتعدت “إسراء” عنه بضعة أنشات، وأغلقت عينيها بقوة، ورفعت يديها وضعتها على وجهها لتختبئ منه، وبهمس بالكاد يسمع من شدة إحراجها قالت..
“لسه انهارده أخر يوم”..
“برضوا بتتكسفي مني يا إسراء؟!”..
قالها “فارس” وهو يحاول بأقصى ما لديه من لطف إزالة كفيها متمتماً برفقٍ..
“بصيلي يا روحي”..
رفعت وجهها ببطء ونظرت له بعينيها الناعسه، ووجنتيها المشتعله بحمرة الخجل.. ابتسم لها ابتسامته المطمئنة وتحدث بتنهيدة قائلاً..
“انتي لسه متعرفيش انا بحبك أد أيه؟!”..
“عارفه يا فارس، وحاسة بحبك قوي كمان”..
قالتها “إسراء” وهي تحتضن وجهه بين يديها الصغيرة..
حرك رأسه بالنفي، وهو يرفعها بمنتهي الخفه ويجلسها على قدميه مغمغماً..
“لا لسه متعرفيش أن حبك عندي أكتر بكتير من كل نفس بتنفسه، وكل دقه بيدقها قلبي”..
صمت لبرهه وتابع بلهجة أكثر خشونة يثبت لها مشاعره و ملكيته إياها وحده..
“بحبك يا إسراء”..
ضمها لصدره بقوه، وأخذ نفس عميق يستنشق عبيرها ويهمهم بستمتاع..
“بحبك يا فرحة، وعمر فارس الحلو”..
رفرف قلبها بشدة من حديثه الصادق الذي يقتحم قلبها، ويخطف أنفاسها.. بل يخطفها هي كلها لعالم وردي لا يوجد به غيرهما..
علقت أنفاسها بصدرها و هي تستشعر الذبذبات الحارة المنبعثة من جسده العريض الذي يحاوط جسدها الصغير بحماية، ولهفة عاشق متيم بقربها..
تحرك برأسه حتي أستند بجبهته على جبهتها، وتابع وهو يقبل أرنبة أنفها..
” بحلم باليوم اللي تقوليلي فيه أنا حامل منك يا أبو الفوارس”..
جملته جعلت ابتسامتها تتلاشي شيئاً فشيئاً، وانتفض قلبها أنتفاضة دب الرعب بأوصلها جعلتها ترتجف بين يديه قليلاً وقد حسمت أمرها أن تخبره بوجود تلك الوسيلة اللعينه..
ابتلعت غصة مؤلمة بحلقها .. بينما إنتفاضة قلبها تزيد و تتدافع وهي تتذكر أنها على ذمته منذ أكثر من أربعة أشهر، وكان مخصص لها طاقم من الأطباء داخل قصره يهتمون برعايتها رعاية كاملة، وقد ذكرتها والدتها ذات مرة بتخلص من تلك الوسيله فور زوجها منه إلا انها أبت ظناً منها أنها لن تميل له يومياً..
لم تكن تتخيل للحظه أن يزدهر عشقة بقلبها هكذا..رغم أنها قد عاشت هي من قبل قصة حب مع زوجها السابق،ولكن الآن تحيا حالة من الغرام لم يخطر علي بالها أبداً ولا حتي بأحلامها..
 ترتجف بشكلٍ ظاهر .. تحول الى انتفاضات أشبه بالذعر وهي تتخيل رد فعله فور أخباره أنها لم تكن تنوي ان تنجب منه.. رباه لقد صعبها عليها كثيراً خاصةً حين رأته يعقد حاجبيه بتعجب، وقد ظهر القلق على محياه حين شعر بخوفها الذي جعل وجهها تنسحب منه الدماء.. فأسرع بضمها داخل حضنه هامسًا بلهفه ويده تربت على شعرها، وظهرها بحنان بالغ..
“مالك يا روحي؟! وشك أصفر فجأة ليه كده؟!”..
حمحمت كمحاوله منها لإيجاد صوتها، وتحدثت بتوتر قائله..
“مافيش حاجة.. أنا كويسه أطمن”..
توهجت عينيه أصبحت كالجمرتين وتحدث بخفوت
قاسٍ محذراً..
“أوعى تكوني خايفه تخلفي مني لأعمل مع ولادي زيي ما أهلي عملوا معايا يا إسراء؟!”..
جحظت عينيها من تصريحه الخاطئ كلياً واسرعت بتحريك رأسها بالنفي مردده..
“لا طبعاً.. انت بتقول أيه بس.. أنا عمري ما فكرت كده فيك أبداً يا فارس.. دي بنتي بتحبك أكتر مني ومن جدتها كمان”..
لكزته بقبضة يدها بكتفه برفق مكمله بعتاب..
” إزاي أصلاً تفكر أني ممكن اعمل حاجة زي دي واغضب ربنا وامنعك من حقك في الخلفة”..
ابتسم لها ابتسامة حزينه مردفاً بمرار..
” في جملة بتقول فاقد الشيء لا يعطيه”..
ضمت رأسه لصدرها بلهفه تربت على شعرة بحنو وكأنه صغيرها مردده بثقه..
“بالعكس فاقد الشيء دا بيعوض غيره من غير حساب.. زي ما انت بتعمل مع إسراء بالظبط.. حبك وحنيتك عليها خلتني واثقه إنك هتكون اعظم اب في الدنيا”..
حديثها أثلج قلبه، وجعل الفرحة تعود لملامحه من جديد.. فرفع رأسه ونظر لها وتحدث بلهفه قائلاً..
“وأنا أوعدك أني عمري ما هفرق في معاملتي بين إسراء بنتي وبين ال10.. 12 عيل اللي هتخلفهوملي.. كلهم هيبقوا ولادي، و والله غلاوة إسراء احتمال تكون أغلى منهم كمان”..
اعتلت الصدمة ملامح “إسراء” للحظات، ومن ثم انفجرت ضاحكة بقوة مردده بذهول..
“10.. 12 عيل ايييه يا افندينا.. أنت فكرني أرنبة ولا أيه؟!”..
“وأحلى أرنبة بيضة، وزي المرمر يا بيبي”..
قالها أمام شفتيها وهو يدفعها برفق، ويميل عليها مختطف شفاهها بقبلات رقيقه متتالية..
“إسراء واحشتيني أوي يا فارس”..
همست بها “إسراء” بنعومة، وهي تحاول ابعاده عنها بضعف..
زاد من ضمها له أكثر، وهبط بشفاتيه لعنقها يلثمه ببطء مدمدماً بنبرة ماكرة..
” وأنا كمان واحشتني أوي وهتجنن عليها”..
ضحكت بغنج متمتمه..
“فارس بكلمك بجد..ماما وخديجة كمان وحشوني.. بقالنا أسبوعين بعيد عنهم كفاية علينا كده، ولو أنت لسه عندك شغل خليني ارجعلهم أنا؟!”..
رفع رأسه ونظر لها بأعين اشتعلت بها الرغبه، والشوق، وغمز لها بشقاوة وهو يقول..
” ترجعي فين يا بيبي.. أنتي رجلك على رجلي في أي مكان اروحه، ولو على إسراء ومامتك و ديجا فأنا جبتهملك لغاية عندك، وهنقضي الصيف كله هنا”..
مد يده لجهاز تحكم موضوع على جانب الفراش، وقام بفتح شاشة كبيرة معلقه بإحدى جدران الجناح.. لتظهر غرفة الزوار الخاصة بهما تجلس بها كلاً من إلهام حاملة الصغيرة إسراء ..خديجة،وحتي إيمان وصغيرها محمود يتثامرون سوياً..
صرخت” إسراء “بفرحة غامرة، وانهالت على “فارس”
بسيل من القبلات مردده..
“ربنا ميحرمنيش أبداً يا أحلى أبو الفوارس في الدنيا”..
فرت من بين يديه، وارتدت روبها الحريري من اللون الكافيه بنفس لون قميصها الذي يعكس جمال بشرتها الناصعه، واندفعت بهروله نحو غرفة الزوار مردده بصراخ يظهر مدي فرحتها..
“إسرااااااء.. يا قلب أمك”..
فور فتحها الباب قفزت الصغيرة من فوق قدم جدتها، وركضت نحوها بخطواتها الجميلة التي تسعد القلب بطالتها وابتسامتها البريئه الصافيه..
لتتسمر “إسراء” بمكانها فجأة، واعتلت ملامحها الدهشه حين دفعتها الصغيره، ومرت من جوارها متجهه نحو” فارس” الواقف خلفها، وارتمت داخل حضنه تضمه بحب مرددة بصوتها الطفولي العذب..
“فالس واحشتني”..
تعالت ضحكات الجميع على هيئة “إسراء” التي تتنقل بنظرها بين ابنتها وزوجها بنظرات مصطنعه الغضب خاصةً حين قال “فارس”..
“أهلاً.. أهلاً بروح قلب فالس”..
يتبع……
لقراءة الفصل الحادي والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى