روايات

رواية الغابة المسحورة الفصل الخامس 5 بقلم Lehcen Tetouani

رواية الغابة المسحورة الفصل الخامس 5 بقلم Lehcen Tetouani

رواية الغابة المسحورة الجزء الخامس

رواية الغابة المسحورة البارت الخامس

رواية الغابة المسحورة الحلقة الخامسة

……خطف نبيل المرآة السحرية والتقطها من الأرض قبل الساحر ووضعها مقلوبة على المنضدة ثم تفرغ للقزم وأمسك به من رقبته
وقال له: أخبرني عن الكلمة السحرية التي بها يزول السحر عن القطة البيضاء وعن هذا الطائر وأعطني المفتاح الذي حول رقبتك وإلا قتلتك امتنع القزم في البدء ولكنه خوفا على نفسه عرفه الكلمات التي بها يزول السحر وقطع نبيل الخيط الذي في رقبته وأخذ المفتاح منه غصبا فتحول القزم الشرير في الحال إلى ضفدعة قبيحة المنظر وأخذت تزحف على أرض المغارة
كتب نبيل الكلمات السحرية حتى يتذكرها ولا ينساها ووضع المرآة في الصندوق المعدني ثم أغلق غطاءه فسمع الطائر الذي فوق رأسه يغني غناء عذباً بصوت جميل وبعد أن انتهى الطائر من غنائه: نظر إليه نبيل وسأله: من أنت أيها المخلوق العذب الصوت أعتقد أنك من سيئي الحظ الذين أساء إليهم الساحر الشرير بسحره.
نزل الطائر المغنى من فوق الشجرة ووقف على المنضدة التي وقف نبيل بجانبها وأخذ يخبره حكايته ويقول: منذ سنوات طويلة كنت فتاة من الفتيات الجميلات وأسمى لطيفة وكنت أغنى كثيرا بصوت عذب جميل وفي يوم من الأيام خطبني راع من رعاة الغنم وكنت سعيدة في حياتي مع أسرتي
وقبل أن أتزوج بيوم واحد لبست ملابس الفرح والعرس لأجربها على نفسي وأتأكد من أنها مناسبة لجسمي وأخذت أغني غناء يدل على أني مسرورة سعيدة فسمعني الساحر الشرير وهو مار في الطريق يلبس كما يلبس الفلاحون الذين يزرعون الأرض وأعجب بصوتي فدخل من باب حجرتي كأنه زوبعة أو ريح شديدة وأخذني وأنا بملابس الفرح
حملني إلى هذه الغابة وطار بي كالريح في الجو وأخذت أصيح بأعلى صوتي وأطلب من يساعدني ويخلصني من بين يديه وخرج خطيبي وأهلي وأقاربي ورائي وحاولوا إنقاذي فلم يستطيعوا ورجعوا كما أتوا ومنذ ذلك الوقت أعيش طائراً في الغابة وأغنى للساحر في أي وقت يريده وأشتغل كأني مغنية خاصة به
تألم نبيل لحالها وفتح الصندوق وأخرج منه المرآة السحرية، وأبعدها عن وجهه وقال لها: انظري إلى المرآة وكررى هذه العبارة السحرية: ثلاث مرات ليزول عنك السحر وترجعي إلى صورتك الأولى نظر الطائر إلى المرآة ونفذ ما أمر به فتحول الطائر في الحال بقدرة الله إلى فتاة جميلة تلبس ملابس الفرح والعرس كأنها في ليلة الزفاف والزواج
أعجب نبيل كل العجب وتأكد أن هذه خطيبة الراعي ولحظ أنها صغيرة السن في حين أن عريسها الذي انتظرها كل السنوات الطويلة الماضية صار هرما كبير السن أبيض الشعر، مجعد الوجه.
أسرع نبيل وذهب إلى المكان الذي ترك فيه القطة البيضاء والقمر طالع وتبعته العروس الجميلة فوجد القطة تنتظر رجوعه وقد استغربت حينما رأت معه هذه العروس فقال لها: لقد أخذت المرآة السحرية من الساحر وعرفت الكلمة السحرية التي يزول بها السحر وقد رجعت إلى صورتها الأولى
وصارت الآن حرة ولا سلطان لأحد عليها وقد عاقب الله الساحر وصار ضفدعة وزالت عنه قوته السحرية بعد أن أخذت منه الصندوق المعدني ومفتاح والمرآة السحرية ولم أقتل الضفدعة وتركتها لحالها ويكفي عقاباً للساحر أن تكون ضفدعة طول حياته فتح الصندوق
وأخرج منه المرآة وناولها للقطة البيضاء فنظرت إليها، وكررت العبارة السحرية ثلاث مرات فزالت القطة وتحولت إلى صورتها الجميلة الأولى ووقفت مكانها ابنة العمدة التي خطفت ليلة عيد ميلادها أمام نبيل وهي تلبس فستانا من الحرير الذهبي اللون وحذاء أصفر وعيناها زرقاوان جميلتان
رآها نبيل، فأحس أنه وجد أخيرا الفتاة الكاملة التي يريد أن يتزوجها. وتأكد أنها ابنة العمدة المخطوفة ابنة الشيخ مصطفى وحينما طلعت الشمس ذهب نبيل وابنة العمدة وعروس الراعي إلى مدخل الغابة المسحورة
فوجدوا الطيور الثلاثة البيضاء لا تزال نائمة كما تركها فأخرج نبيل المرأة من صندوقها وحركها أمام الطيور النائمة وكرر الكلمة السحرية ثلاث مرات فتحولت في الحال إلى ثلاثة أحصنة بيضاء وأخذت تصهل كأنها تريد أن تترك هذه الغابة السوداء.
ركبت ابنة العمدة حصان وركبت عروس الراعي حصانا آخر وركب نبيل الحصان الثالث ورجعوا جميعا وكان نبيل في المقدمة لأنه عرف جيداً أن الراعي الأمين ما زال ينتظره تحت الشجرة في الحقل وأمامه الغنم فكر نبيل وهو راكب: كيف يكون شعور الراعي الكبير السن حينما يرى عروسه لطيفة الجميلة ثانية
وكيف يكون شعورها حينما ترى عريسها بعد هذه السنوات الطويلة، وتحس أن حبه العميق لا يزال في قلبه كما كان عندما خطفت منه، وأنه انتظرها عشرات من السنين ولم يفكر في غيرها واستمر مخلصاً لها الإخلاص كله تلك السنوات الطويلة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الغابة المسحورة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى