روايات

رواية حبه عنيف الفصل الثاني 2 بقلم ضي القمر

 رواية حبه عنيف الفصل الثاني 2 بقلم ضي القمر
رواية حبه عنيف الفصل الثاني 2 بقلم ضي القمر

رواية حبه عنيف الفصل الثاني 2 بقلم ضي القمر

خرجت ياسمين من الشركة برفقة سلمى ذاهبة إلى الشركة التي يعمل بها والدها..افترقا في منتصف الطريق و أكملت ياسمين طريقها إلى الشركة.
وصلت ياسمين إلى الشركة أخيرًا…نظرت حولها بتفحص باحثة عن والدها لكنها لم تجده فعلمت أنه مازال بالمبنى على الأغلب.
كان سليم يجلس أمام مكتب ضرغام يتفحص بعض الأوراق بهدوء بينما يقف ضرغام أمام الشرفة يتنظر مجيئها بتوتر.
رمق سليم ضرغام باستنكار قائلًا:
– يا بني أقعد على ما تيجي..ما إنت عارف معادها.
لم يجبه ضرغام و ظل واقفًا كما هو.
بعد عدة دقائق صاح ضرغام:
– جات..واقفة تحت أهي.
التفت حوله بتوتر قائلًا:
– يلا ننزل بسرعة.
نهض سليم قائلًا:
– طب إنت مستعجل لية؟..ما إحنا كدا كدا إدينا لعم محمد ملف هيأخره.
خرج ضرغام سريعًا من مبنى الشركة بعدما عدل من هيئته عند الباب الرئيسي بينما وقف سليم عند الباب يراقب خروج ضرغام و ردة فعل ياسمين بتركيز.
مر ضرغام من على بُعد متر من ياسمين و قلبه يخفق كالطبول..ذهب تجاه سيارته و قام بفتح الباب عازمًا على الركوب بينما لم تنتبه له ياسمين مطلقًا فقط أخرجت هاتفها لتحادث أباها الذي تأخر بالداخل.
قال سليم بغيظ و هو يشاهد ردة فعل ياسمين المنعدمة:
– مبصتش..مبصتش…ولا خدت بالها أصلًا…حرام عليكي يا شيخة..دي ريحة برفانه لوحدها تحول.
نظر حوله بتوتر فهذه الفرصة لن تتكرر مجددًا.
مر أحد الموظفين من جواره ممسكًا بملف في يده..أوقف سليم الموظف قائلًا بسرعة:
– هات الملف دا.
نظر إليه الموظف بدهشة بينما أخذ سليم منه الملف و خرج سريعًا من الشركة.
قال الموظف لسليم بذهول:
– يا فندم..الملف…
كاد أن يكمل حديثه و لكن سليم كان قد ذهب بالفعل.
كادت ياسمين أن تتصل بوالدها عندما جذب انتباهها رجل يخرج من الشركة مسرعًا ينادي بصوت بالغ في عُلُوِه:
– ضرغام…ضرغام.
التفت ضرغام له سائلًا:
– في إية يا بني؟
حاول سليم أن يبدو طبيعيًا و هو يُعطيه الملف قائلًا:
– عايز إمضتك على الملف دا.
تناول منه ضرغام الملف بدهشة…نظر إلى سليم فأشار برأسه تجاه ياسمين.
اختلس ضرغام النظر إلى ياسمين فوجدها لا تعيره أي انتباه…فقط تنظر إلى هاتفها.
أعاد ضرغام نظراته إلى سليم فحدثه بخفوت:
– لما عديت من جنبها ولا بصتلك أصلًا…علشان كدا عملت الشويتين دول.
قطب ضرغام جبينه و بدا على وجهه بوادر العصبية قائلًا بصوت خفيض:
– و لما عملت الشويتين دول بصت؟
أجاب سليم:
– اه بصت علشان صوتي كان عالي..لفت إنتباها.
كادت ياسمين أن تتصل بوالدها مجددًا و لكن استقبل هاتفها اتصال من أمها..أجابت قائلة:
– السلام عليكم.
– و عليكم السلام…إنتي فين يا ياسمين؟..مجتوش لية لحد دلوقتي؟
أبعدت الهاتف عن أذنها بتألم..فأمها عندما تتوتر أو تقلق يعلو صوتها بشكل لا إرادي.
كان ضرغام يصغي لما تقوله ياسمين عندما وضعت الهاتف على أذنها مجددًا قائلة:
– بابا في الشركة لسة مخرجش و أنا مستنياه برة.
– كل دا و لسة مخرجش..اتصلي بيه خليه يخرج بسرعة يلا…العريس زمانه جاي يا بنتي.
– حاضر يا ماما…يلا سلام.
أنهت ياسمين المحادثة سريعًا عازمة على الإتصال بوالدها و لكنها وجدته يخرج من مبنى الشركة أخيرًا.
ذهبت تجاهه مسرعة قائلة:
– إتأخرت لية يا بابا؟
– كان معايا ملف بعدل فيه حاجة.
– طيب يلا…ماما اتصلت و قعدت تزعق علشان إتأخرنا.
نظر في الساعة التي حول معصمه بتعجب قائلًا:
– لسة ساعة و نص يا بنتي…هو العريس جاي راكب طيارة!
ما إن سمع ضرغام تلك الجملة حتى اشتعلت عيناه و غلى الدم بعروقه…لكنه حاول قدر استطاعته أن يسيطر على غضبه.
نظر له سليم بتوجس ثم قبض على ذراعه بذعر عندما أخذ ضرغام خطوة إلى الأمام قائلًا:
– هتهبب إية؟…إعقل.
راقب ضرغام ذهاب ياسمين مع والدها بعينين مشتعلتين ثم ركب سيارته يقودها بسرعة مجنونة.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
جلست ياسمين إلى جوار والدها الذي قال بشئ من الحزن:
– و بعدين يا ياسمين…هنفضل نرفض في العرسان كدا لحد إمتى؟
نظرت إلى والدها قائلة:
– يعني عجبك واحد فيهم علشان تقبله؟
هز رأسه يمينًا و يسارًا قائلًا:
– لا يا بنتي…بس أنا عايز أفهم لية هم وحشين كدا؟…لية طمعانين فيكي بالشكل دا؟
قالت بهدوء:
– الواحد من دول بيبقى عايش حياته بالطول و العرض…و لما يجي يتجوز يبقى عايز واحدة محترمة تصون إسمه و تحافظ عليه..و هو نفسه مش عارف يحافظ عليه أصلًا.
قال رابتًا على كتفها:
– متقلقيش يا بنتي…نصيبك هيجيلك لحد عندك.
قالت مبتسمة بهدوء:
– أنا مش قلقانة يا بابا…إنت إللي عمال تفكر بزيادة.
قال ناظرًا إليها بقلق:
– أنا خايف عليكي.
ابتسمت له رابتة على يده قائلة:
– متخفش يا بابا…متخفش.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
في اليوم التالي كانت عصبية ضرغام واضحة في تعامله مع الجميع…دلف سليم إلى مكتب ضرغام بتوجس قائلًا:
– صباح الخير.
اشتعلت نظرات ضرغام ما إن رآه…قال سليم سريعًا:
– و الله ما ليا ذنب في إللي حصل.
قال ضرغام باستنكار و عصبية:
– ملكش ذنب…مش الفكرة الهباب إني ألفت نظرها كانت فكرتك.
أجاب سليم بجدية:
– أيوة فكرتي…بس إنت مش مضايق إن الفكرة فشلت يا ضرغام…إنت مضايق عشان سمعت إنها جالها عريس تاني.
أكمل بنفس نبرة الجدية:
– مينفعش تفضل واقف مكانك محلك سر يا ضرغام…البنت هطير من إيدك كدا.
وقف ضرغام أمام الحائط الزجاجي كما هي عادته قائلًا:
– أنا مش هفضل واقف مكاني كتير يا سليم…أنا هدخل حياتها.
قال سليم بدهشة:
– إزاي؟
التفت له ضرغام موضحًا:
– إنت عارف إن عم محمد كان مصاحب بابا الله يرحمه شوية..و دا خلى العلاقة بيني و بينه أكتر من علاقة صاحب شركة و موظف.
قال سليم بعدم فهم:
– يا فرحتي..و بعدين يعني؟
أكمل ضرغام بتركيز:
– هحسن العلاقة دي…هخليه يعرفني أكتر..و هعرف دماغه ماشية إزاي بالظبط..علشان يوم ما أتقدم لبنته يوافق.
جلس سليم يفكر فيما قاله ضرغام.
– الموضوع مش ساهل خلي بالك.
أجاب ضرغام:
– عارف…بس لازم أعمل كدا.
ثم أكمل و قد احتدت عيناه قائلًا بإصرار:
– أنا مش هسيبها تضيع من إيدي.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
بدأ ضرغام في تنفيذ خطته على الفور…في اليوم التالي أمسك ضرغام بملف كان من المفترض أن يكون في قسم الحسابات منذ البارحة و لكن هو من أخره ليبدأ بتنفيذ خطته.
عدل من هيئته و أمسك بالملف ذاهبًا إلى قسم الحسابات…لفت أنظار بعض الموظفين كما هي العادة..فضرغام وسيم بشكل خاص..ذا ملامح رجولية خشنة..قمحاوي الوجه ذا عينين سوداوتين و شعر أسود متوسط النعومة بالإضافة إلى لحية سوداء ليست طويلة زادته وسامة و هيبة.
مر من جوار سليم الذي نظر حوله إلى الموظفات الهائمات بوسامة ضرغام و الموظفين الذين جذب انتباههم هيبته…قال سليم باستغراب:
– إية يا جماعة؟…ما تبصوا قدامكوا…بني آدم عادي معدي من هنا مفيهاش حاجة يعني.
التفت الموظفون إلى عملهم بحرج بينما ذهب سليم و هو يضرب كفًا بكف.
– هيتلوحوا من كتر ما بيبصوله…و إللي هو عينه عليها مبتبصلوش بطرف عنيها حتى.
قالها سليم باستنكار ثم أكمل بدهشة:
– سبحان الله.
دلف ضرغام إلى مكتب محمد قائلًا:
– صبا….السلام عليكم.
ابتسم محمد قائلًا:
– و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
ثم اكمل برضا:
– كويس إنك بقيت تقول السلام عليك بدل صباح الخير و الكلام دا…إحنا مسلمين تحيتنا السلام عليكم.
ابتسم ضرغام لهذه الخطوة الناجحة قائلًا:
– أدينا بنتعلم منك يا عم محمد.
ثم أكمل قائلًا:
– عامل إية يا عم محمد؟
– الحمد لله يا بني..أنا تمام.
– و الأولاد عاملين إية؟
تعجب محمد قليلًا ثم قال مبتسمًا:
– ياريت كان عندي أولاد أو ولد واحد حتى..أنا مخلفتش غير بنتين.
راقب ضرغام ردة فعله بتركيز…هل تراه لا يحب البنات؟…هل كان يريد إنجاب الذكور فقط؟
لو الأمر فعلًا كذلك…فهذا سيساعده كثيرًا…لربما محمد يريد الخلاص من عبء تربية الإناث فيوافق سريعًا عليه عندما يتقدم بطلب يد ابنته…لكن لو كان كذلك فلماذا يرفض من يتقدمون بطلب يد ياسمين؟!
قال محاولًا أن يعلم المزيد:
– لية بتقول كدا يا عم محمد؟…إنت مبتحبش البنات ولا إية؟
ابتسم محمد ثم ضحك بخفوت تحت نظرات ضرغام المتفحصة…قال و مازالت تلك الإبتسامة قابعة على وجهه فهو بشوش الوجه جدًا بالأساس:
– لا يا بني إنت فهمت غلط…أنا بقول يا ريتني خلفت ولد علشان ياخد باله من إخواته البنات..بس أنا مخلفتش غير بنتين..بس راضي الحمد لله.
تحطمت آماله على صخرة رضاء محمد فقال محاولًا إطال ذلك الحديث قدر المستطاع:
– متقولش كدا يا عم محمد…أنا جنبك و جنبهم في أي وقت.
قال محمد بمشاكسة:
– يعني أعتبرك أخوهم الكبير؟
اتسعت عيني ضرغام بشكل لا إرادي…هل خطته ستقوده لأن يصبح أخ لياسمين؟…قال سريعًا:
– لأ.
تعجب محمد بينما قال ضرغام سريعًا بارتباك:
– أقصد يعني إن مفيش حاجة في دينا إسمها دا زي أخويا الكبير و الكلام الفارغ دا…بس أنا جنبكم يعني في أي وقت.
أومأ محمد بصمت و قد أدرك أن هناك شئ ليس طبيعيًا فيما يجري…يبدو أن عليه توخي الحذر في التعامل مع ذلك الشاب اللعوب…فهو ليس مثل أباه..بل هو يملك ذكاء يجعلك تخشى التعامل معه بأريحية…أدرك ذلك محمد تمامًا فهو ذكي أيضًا.
راقب ضرغام تغير نظراته بريبة فقال مغيرًا موضوع الحديث:
– عم محمد…عايز الملف دا خلصان بكرة لو سمحت.
تناول منه الملف ناظرًا إلى ما في أوراقه بتركيز ثم قال:
– حاضر…إن شاء الله أخلصه بكرة.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
في اليوم التالي…السادسة مساءًا.
– يعني إية الخطة فشلت؟…هو إنت لحقت تنفذها علشان تفشل أصلًا.
كان ضرغام واقفًا أمام الحائط الزجاجي واضعًا يديه خلف ظهره ينتظر ظهورها…قال بهدوء:
– عم محمد قلق.
– من إية؟
قال و هو لا يزال على وضعه:
– لما قالي أنه خايف على بناته علشان ملهومش راجل غيره..قولتله أنا موجود…قالي أعتبرك أخوهم الكبير؟…قولتله لأ.
نهض سليم من جلسته بذهول قائلًا بانفعال:
– لية كدا يا ضرغام؟
التفت له ضرغام بعصبية:
– إنت أهبل يا بني؟…إذا كان أنا بعمل كل دا علشان تبقى مراتي…يجي هو يقولي أعتبرك أخوهم؟…أقوله أيوة!
جلس سليم متنهدًا بعمق قبل أن يقول:
– إحكيلي إية إللي حصل بالظبط.
قص عليه ضرغام ماحدث باختصار…بينما صمت سليم تمامًا بعد سماعه لما حدث..فقد عجز عن الرد.
اقترب ضرغام من الحائط الزجاجي أكثر ناظرًا إلى الشارع بتفحص…قال بقلق عندما لم تلتقطها عيناه:
– هي مجتش لية؟
أجاب سليم:
– عادي يا ضرغام..تلاقيها معاها شغل بتخلصه.
التقطتها عيناه أخيرًا فقال و هو يرتدي سترته:
– أنا ماشي.
ذهب سريعًا…يريد رؤيتها عن قرب مجددًا…فقط هذا ما يريده الآن.
خرج من باب الشركة الرئيسي ماررًا من جوارها بأبطأ ما يمكن…كان على وشك أن يركب سيارته عندما سمع صوت يناديه:
– ضرغام.
التفت بدهشة…هل هذا صوت محمد؟!…لماذا يناديه يا ترى؟
عندما التفت كان محمد واقفًا إلى جوار ياسمين…تقدم منهما سريعًا قبل أن يتقدم منه محمد…يريد رؤيتها عن قرب أكثر.
قال محمد بأسف:
– معلش يا ضرغام يا بني…ملحقتش أخلص الملف إللي كنت عايزه.
انتزع ضرغام عينيه بصعوبة من على ياسمين التي كانت تنظر بعيدًا و قال:
– مفيش مشكلة يا عم محمد…بس معلش حاول تخلصه في أقرب وقت.
لاحظ محمد نظرات ضرغام إلى ابنته فقال سريعًا:
– تمام…يلا يا ياسمين.
أمسك بيد ابنته و ذهبا سريعًا و قد تغيرت تعابير وجهه…و لاحظ ضرغام ذلك بالطبع.
تنهد بعمق ثم ركب سيارته ذاهبًا بحنق.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
بعد يومين…دخل سليم الشركة كالإعصار متجهًا نحو مكتب ضرغام بسرعة.
طرق الباب ثم فتحه سريعًا و قال بدون مقدمات:
– ضرغام…صحيح إللي أنا سمعته دا؟…إنت إشتريت شركة………. بتاعة الأدوية؟
أجاب بهدوء:
– أيوة إشترتها.
قال سليم بعصبية:
– إنت مجنون يا ضرغام؟…إحنا معناش سيولة دلوقتي…إنت منقي أكتر وقت غلط تشتري الشركة فيه؟
نهض ضرغام واقفًا أمامه ببرود قائلًا:
– إنت عارف إني حليت المشكلة دي خلاص.
قال سليم محاولًا الهدوء:
– طيب خلصنا من مشكلة السيولة..بتشتري شركة أدوية لية؟…إشمعنا أدوية يعني؟…مين إللي هيدرها دي؟..إحنا طول عمرنا شغالين في العقارات.
– متقلقش أنا هجيب حد ثقة يدرها لحد ما أعرف الدنيا ماشية إزاي أدرها أنا…لو نفع يعني.
قال سليم بانفعال:
– طب لية شركة أدوية؟
نظر له ضرغام نظرة ذات مغزى قائلًا:
– دي الشركة إللي بتشتغل فيها ياسمين.
حدق به سليم بذهول بينما قال ضرغام بإصرار:
– أنا قولتلك هدخل حياتها…جربت طريقة و منفعتش…هجرب التانية…بس هتكون أعنف!
يتبع…..
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى