Uncategorized

رواية أمجد وزهرة البارت الثاني 2 بقلم نور

 رواية أمجد وزهرة البارت الثاني 2 بقلم نور

رواية أمجد وزهرة البارت الثاني 2 بقلم نور

رواية أمجد وزهرة البارت الثاني 2 بقلم نور

– الحق جميلة يا امجد …..
ده اللي قدرت اسمعه من المكالمة اللي جات لامجد وش الفجر ، لبس هدومه بسرعة و طلع من غير ما يفهمني حاجة ، و سابني اربع و عشرين ساعة تايهة و ضايعة لوحدي بستناه ، مسبتش أوضة النوم ، مقدرتش حتى اغير هدومي من القلق و التوتر ، و بعد كل الوقت ده رجع البيت ، شكله كان مخيف عيونه حمراء و شعره مشعتت ، جسمه بيترعش و كان مش قادر ياخذ نفسه ، بصلي و قالي جملة واحدة 
– جميلة ماتت…..
بعد ما رمى الكلمة دي سابني و راح الحمام ، أو المطبخ ما اعرفش ، عشان انا بعد الكلمة دي فقدت الوعي و مبقيتش فاكرة حاجة 
من يومها ، امجد ما سابش أوضة النوم ، لا بيبصلي و لا بيكلمني و لا عايش في الدنيا اصلا ، مقدرتش اعرف منه اي حاجة ، حماتي جالها انهيار عصبي و حمايا مكانش واعي على الدنيا ، عشان كده امجد اتكفل بكل حاجة ، سافر من يومها و قفل موبايله و ما قدرناش نعرف عنه اي حاجة ، حمايا قالي أن التاكسي اللي كانت راكبة فيه اتفحمت و مقدروش يتعرفو عليها اصلا ، امجد كان قوي بيحاول يواسي امه و ابوه رغم أنه كان أضعف من كده بكتير  ، سابني اسبوع في البيت لوحدي و رجع بعدها على الحالة دي ، انا كمان كنت حزينة جدا ، جميلة كانت اختي مش صاحبتي ، كنت عايزة نتشارك الوجع و نواسي بعض ، بس هو اختار وحدته و عزلته عن العالم 
شهر كامل عايشين في نفس البيت بس ابعد ما يكون عن بعض رجع شغله و بقى بيقضي كل اليوم في مكتبه ، و انا في البيت لوحدي ، مقدرتش اروح عشان كنت على طول تعبانة و مرهقة ، و طبعا قدرت اعرف السبب وراء تعبي اللي ماكانش عادي  بعد ما عملت التحاليل اللازمة 
و اخيرا سمعت خبر حلو هيغير حياتنا و ينور دنيتنا ، انا حامل ، انا هبقى أم و امجد حبيبي هيبقى اب ، كأن ابننا حس بينا و جاء في الوقت المناسب عشان يحنن قلب ابوه عليا و يرجعلي امجد جوزي ، الشخص المرح الفرفوش اللي بيخلق الضحكة من الف ضيقة ،  اللي بيحبني و ميهونش عليه عياطي في كل ليلة و هو مديني ظهره و كأني مش موجودة ، كنت عايزة اعمله مفاجأة بس ما قدرتش استنى ، لقيت نفسي اول ما حط المفتاح في الباب بنط عليه عشان ابشره
– الحمد على السلامة يا حبيبي
– الله يسلمك ، عايزة حاجة 
– ابدا ، كنت عايزة اتكلم معاك شوية 
– أنا تعبان و عايز انام يا زهرة ، مرة تانية 
– لا استنى ، ماهو يعني …. اقصد.. يعني انا هقدر استنى مرة تانية ، استناك عمري كله حتى ، بس ده مش هيستنى ، دي كلها سبع شهور و يجي يقلق نومك و يسهرك
– قصدك ايه 
– مبروك علينا يا امجد ، انا حامل  ، هتبقى احسن اب في الدنيا يا حبيبي 
للحظة كده تنح و بصلي باستغراب ، وشه كان بارد جدا ، و ملامحه باهتة مقدرتش افسرها ، بس بعدها اترمى في حضني زي العيل الصغير و اخذ يعيط ، اول مرة يعيط من وقت حادثة جميلة ، فرحت اوي لفرحته الكبيرة دي ، لحد ما حسيت بيه بيبعد عن حضني بكل جمود و بيمسح عينيه بكل عصبية و بيبصلي في عينيا و بيقولي 
– أنا مش عايز الطفل ده يا زهرة ، انتي هتنزليه…..
رد فعله صدمني ، مكنتش متوقعة رفضه للموضوع ده ، هربت لبيت ابويا عشان ميأذينيش ، امجد ساعتها كان واحد تاني ، واحد مخيف معرفهوش،  كأنه غريب عني ، كأني معشتش معاه شهور و نمنا على نفس المخدة ، حتى لما رجعتله بعد فترة و قلت اكيد رجع لعقله و عرف غلطه ، طردني و رفض حتى وجودي في البيت طول فترة حملي ، كانت فترة صعبة و الوحم كان اصعب معايا ، بس اصعب حاجة كانت وحدتي ، كل الفترة دي قعدتها في بيت اهلي ، امجد كسرني و باعني بكل سهولة ، عدت تسعة شهور و انا لوحدي ، بس على طول كنت بشوفو من شباك اوضتي ، كان بيجي يقف بالعربية تحت البيت طول الليل ، بس ولا مرة فكر يكلمني ، مكنتش فاهمة ايه اللي بيحصل معاه ، ايه اللي قلب حاله كده ، انا عارفة ان موت اخته اثر فيه جامد ، ده اثر فينا كلنا ، بس ربنا رحيم و ادانا سبب نعيش علشانه من جديد ، فرحت جدا لما عرفت ان البيبي اللي في بطني بنت ، و قررت أن انا هسميها جميلة ، على اسم عمتها ، عشان عارفة و متأكدة انها هتكون مبسوطة لو كانت معايا يومها ، يا ريتها كانت جنبي ، يا ريته كان جنبي بيمسك أيدي و اشوف لهفته و حبه الدافي جوه عينيه ، لما نزلت من البيت و كنت رايحة عند الدكتورة ، وقفت ابص على الشارع تقريبا نص ساعة ، كان عندي امل انه يجي و يروح معايا و يأدي دوره كأب لأول مرة ، قد ايه حسيت ان انا واحدة رخيصة في كل مرة بروح فيها هناك عند الدكتورة لوحدي ، كانوا كلهم هناك مع ازواجهم ، ماسكين في ايدين بعض ، و انا بمسك بطني عشان استمد قوتي من بنتي ، بنتي جميلة
– الو
– ده أنا يا زهرة 
– ااه ، عايز حاجة 
– أنت كويسة ، انا …. انا ..سمعت انك ولدتي و الولادة  كانت صعبة شو….
– أنا كويسة الحمد لله ، غيره 
– كنت عايز اقولك ارجعي البيت 
– ليه ، غيرت رأيك و بقيت عايز تشوف بنتك 
– مهما حصل أنتو مسؤولين مني و ده واجبي عليكم ، زهرة انا عارف ان انا مستاهلكيش بس انتي لازم ترجعي ، ده عشانك انتي و عشان الناس متجيبش سيرتك بالسوء 
– الناس ، انت عايزني ارجع البيت عشان الناس ، يا أخي طز فيك و في الناس 
قعدت سنتين في بيت ابويا ،  حاول كتير انه يرجعني بس رفضت ، رغم أن حاجة جوايا كانت عايزة تبقى جنبه ، وحشني جدا 
– زهرة ، صدقيني انتي تستاهلي واحد احسن مني ، و بنتك كمان تستاهل اب احسن مني ، انا مبقيتش انفع لحاجة ، لو كنت اعرف ان انا هبقى كده و أن حياتي هتتقلب كده مكنتش حبيت و اتجوزت ، انا دلوقتي عايزك  بس ترجعي ، ارجعي و هنتكلم في كل حاجة بعدين 
– مفيش حد متوجعش في حياته يا أمجد ، بس كلنا بنحارب و نعيش عشان الناس اللي بنحبهم ، انت بقيت كده بمزاجك و محدش غصبك على ده ، و صدقني هتندم قريب قوي ، بس متأخر للاسف ، عموما انا هرجع البيت  زي ما قلتلي ، سلام 
رجعت البيت زي ما قال ، الفترة الأولى كان كويس ، بس مقربش من بنته أبدا ، و لا مني حتى ، كنا بندي ظهرنا لبعض و بنام على نفس السرير ، في مرة سبت جميلة جنبه على السرير ، كنت عايزة اشوف رد فعله ، استنيتها تعيط عشان تفوقه ، بس راحت في حظنه ، و مسكت لحيته و قعدت تلعب فيها ، صحي مخضوض و اتفاجئ بيها بين ايديه و بتبص عليه بعيونه البريئة ، ابتسم للحظة و باسها بوسة طويلة من شعرها و قالها بخفوت ” انا اب وحش صح ، سامحيني بس مقدرش” و قام و سابها بهدوء ، كان على طول في الشغل حتى وقت الغذا مبيرجعش البيت ، مبيسبش مكتبه أبدا ، حتى لما سألته بيقول ان عنده قضايا كتيرة 
جميلة بقا عندها اربع سنين ، بس ولا مرة داقت حنان أبوها ، رغم اني بشوفه على طول بيتابعها بعينيه ، و بيبقى ملهوف لأي حاجة تعملها او تقولها، كنت حاسة انه متعلق بيها و بيمسك نفسه بالعافية عشان مياخذهاش في حظنه لما تمسكه من رجليه، يمكن عشان كده اول كلمة نطقتها كانت بابا ، صبرت و اتحملت كتير ، استنيته يرجع لعقله ، بس مرجعش ، و اتجوز عليا ، و في الاخر اطلقنا
– بابي ، احنا هنمسي ؟
– جميلة ، خذي بالك من مامتك ماشي 
– أنت مس بتحبني يا بابي
– ليه بتقولي كده 
– عسان خليت مامي تاخذني و نروح من هنا 
– عارفة يا جميلة ، ساعات كتير بتمنى انك اتولدتي في ظروف غير كده ، بتمنى اني احضنك و ضميري مرتاح و انا بضحك من قلبي ، بتمنى اني اقدر اشيلك من غير ما احس بأي ذنب ، و لا فوق ده كله اسمك على اسمها ، عارف انك مش فاهمة حاجة من كلامي بس اهو كلام حبيت اقوله و خلاص ، انا كنت مستنيكي من زمان قوي ، بس جيتي في وقت وحش ، هههه أو وحس زي ما بتقولي انتي 
من غلبي منه وافقت على اول واحد اتقدملي بعد اسبوع من طلاقنا ، كان جارنا ارمل و عنده ولدين ، وافقت فورا و طلب أننا نتجوز بعد شهر ، حسيت ان انا لازم اقوله ، رغم أنه مكنش هيهتم بس من حقه يعرف عشان بنته ، رحتله البيت انا و جميلة و يا ريتني ما رحت ، لقيت البواب بيقولي أنه مجاش بقاله ثلاث ايام ، فتحت الشقة بالمفتاح اللي كان عندي ، الشقة كانت مكركبة ، كأن كان فيها حرامي ، لفت نظري ظرف على الطربيزة جنب التلفزيون ، و كان مكتوب بخط امجد 
” زهرة ، انا عارف انه الجواب ده هيكون بين ايديكي ، عشان مفيش حد عنده مفاتيح الشقة غيرك ، زهرة انا بحبك و هفضل احبك طول عمري ، و عمري ما هقدر احب غيرك حتى لو مبقيتيش ليا ، و الست اللي اتجوزتها دي كانت ضمن قضية مهمة اوي ، قضية تخصني انا و شرفي المرة دي مش حد من موكليني ، مش هقدر اقولك اكتر من كده عشان مش عايزك تعرفي حاجة تخليكي في خطر زي انا دلوقتي ، زهرتي ، انا عرفت ان في حد اتقدملك ، اتجوزي و عيشي حياتك ، دايما بتقوليلي أن لازم نعيش عشان الناس اللي بنحبهم ، اختاري اب كويس لجميلة يكون بيحبها و يقدر يديها الحنان اللي مفتقداه ، بس ارجوكي متنسينيش ، احكي لجميلة عني ، قوليلها أن انا اتمنيت اكون جنبها على طول ، انا في خطر يا زهرتي ، في جماعة ملاحقيني و مش عارف هكون فين لما انتي بتقري الجواب ده ، بس اللي انا متأكد منه اني هكون في قلبك ، بحبك ” 
مقدرتش امسك نفسي قدام جميلة و اتفتحت في العياط ، كنت عارفة انه مخبي عني حاجة كبيرة ، كبيرة اوي كمان ، فجأة الباب دق ، و جميلة راحت تجري عشان تفتح ، يمكن عشان اترعبت من عياطي 
– انتي جميلة ، صح 
– ايوه انا 
– مين يا جميلة 
– ا………..
يتبع..
لقراءة البارت الثالث والأخير : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية درة أدهم النادرة لنفس الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى