Uncategorized

رواية لمن القرار الفصل الثاني 2 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل الثاني 2 بقلم سهام صادق

رواية لمن القرار الفصل الثاني 2 بقلم سهام صادق

رواية لمن القرار الفصل الثاني 2 بقلم سهام صادق

جاورتها السيدة إحسان تبتسم لها بحنان أم تُعطيها طبق الشربه التي تتصاعد منها ابخرتها
– خدي ياحببتي اشربيها سخنه.. انا قطعتلك الفراخ فيها
ترقرت الدموع بعين فتون وهى ترى حنان تلك السيدة عليها
– تعبتي نفسك انا بقيت كويسه
– بقيتي كويسه ايه بس.. انتي مش شايفه وشك اصفر ازاي.. خدي يلا اشربي وبلاش منهده متبقيش زي مني بنتي
وترقرت الدموع بأعين السيدة إحسان هي الأخري
– وحشوني اوي.. يلا بقى كلي من ايد خالتك ام عصام
– تسلم ايدك
طالعتها السيدة إحسان وهي ترتشف الشربه وتمضغ قطع الدجاج بشحوب، أوجعها قلبها عليها ف فتاة لم تتخطي سنين مراهقتها لم تنال من الحياة شيئاً ينتهي بها الحال هكذا
” الواحد يأكل بنته عيش حاف ولا يرميها الراميه ديه”
– هقوم انا يابنتي اروح شقتي.. ولو عوزتي حاجه خبطي عليا
اعتدلت فتون في رقدتها بعدما ازاحت طبق الشربه جانباً، حاولت النهوض حتى ترافقها
– رايحه فين بس يابنتي.. يعني انا مش عارفه الطريق
واردفت بحنانها الذي اصبح ملاذها في تلك الحياة
– اشربي الشربه كلها وارتاحي.. عايزه بكره الاقيكي زي الحصان
…………….
تجمدت عيناه وهو يُطالع كل ما فعلته لأجله .. اعدت له عشاءً على الشموع، أرتدت له ما يجعلها كتلة من الفتنة… قلبه يصرخ به بأن يتركه يتحرر ويُلقيه تحت قدميها ولكن عقله ينهره ويُخبره بأنه ليس ذلك الرجل الذي يستحق امرأة مثلها… انه رجلاً عابثً حراً يبحث عما يُريحه لفترات ثم يُلقيه خلفه كأنه لم يكن ولكن هي برقتها لن يضعها في تلك الخانة التي يضع بها نساءه
– كل سنه وانت طيب ياسليم
هتفت عبارتها وهي تُلقي نفسها بين ذراعيه تكشف له مكنون قلبها وشغفها
– سليم انا حبيتك .. انت الراجل الوحيد اللي حسيت معاه اني ست بجد
لو كان رجلاً غيره لطار من الفرحه ولكنه سليم النجار الرجل الذي لم يعترف بالحب يوماً فهل عاهده بحياته ليعترف به
تصلب جسده لتشعر هي بجموده فتبتعد عنه تُطالعه
– مش قادره اخبي اكتر من كده ياسليم…
– كفاية ياشهيره… قولت كفاية
تحررت دموع جفنيها قسراً غير مصدقه انه يرفض حبها للمره الثانيه
– ليه ياسليم.. قولي ليه
– لأنك تستاهلي راجل يحبك بجد ياشهيره… راجل متشحتيش منه حبه لان حبه بيديهولك من غير ما تطلبيه
– انا مش عايزه حد غيرك انت… انا عارفه انك بتحبني
اشاح عيناه عنها يهرب من ضعفه وحبها
– انا مبعرفش احب ياشهيره…
– مش هسيبك ياسليم مهما حولت مش هسيبك
وقفت قبالته تحتضن وجهه بين كفيها تهمس له بحب او ربما وهم لا تُدركه
– انا مش طالبه منك نعلن جوازنا ولا عايزه نخلف ونربط نفسنا بالمسئوليه
وكأن الزمن يُعيد نفسه بين والديه.. سيدة مجتمع ورجل أعمال تأخذهم عجلة الحياة بين الصفقات ورفاهية المال ومن حظهم العسر ينجبوه هو ليشهد على افشل علاقه عاش فيها وشهد تفاصيلها
– اللي بينا مش حب ياشهيره.. اللي بنا متعه.. متعه بتدمنيها بس بيجي وقت بتفوقي منها
– لا ياسليم حبي ليك مش متعه…
بكت وتوسلت وضعفت بل واستخدمت كل اسلحتها كأنثي ولكن هو كان كالصخر لمن يراه ولكن داخله كان يضعف واذا ضعف سيكون ظالم سيوهمها بالمتعه سيجني عليها
– لو معملتش ده ياشهيره هوهمك
لم تفهم عبارته الا وهو يضع جبينه فوق جبينها ويتنفس أنفاسها
– أنتي طالق ياشهيره
………………
يتقلب فوق فراشه يستجدي النوم بأن يحتل جفونه ولكن النوم تلك الليله أبي ان يُعطيه ما يرغب به
عيناها، ضحكتها كل تفاصيلها لا تترك عقله وكأنه لا يعرفها وكأنها ليست ابنة خالته التي نشأت أمام عينيه
تنهد بأرهاق وهو يُطالع سقف غرفته يهمس اسمها ” ملك ” وكأنه الليله قرر ان يتلذذ بكل شئ فيها
………………
تجلس أمام شقيقتها تحكي لها تفاصيل حفل اليوم وعن مدى سعادتها
– تعرفي انه احلى عيد ميلاد ليا ياملك..
واجتذبت خصلة من خصلات شعرها تلفها حول إصبعها تنظر لشقيقتها بنعومة تتميز بها دوماً
– انا مبسوطه اوي ان رسلان رجع من لندن وقرر يعيش وسطنا
والتفت يدها فوق السوار الذهبي الأنيق تنظر اليه بسعاده
– شوفتي جابلي ايه ياملك
اسبلت ملك جفنيها نحو السوار اللامع حول معصم شقيقتها وغصة مؤلمة احتلت قلبها العاشق
انحنت مها تُقبل خدها وانصرفت نحو غرفتها تتمدد فوق فراشها تنظر لسوارها بأعين يغشاها العشق وأحلام ً ترسمها مع من استوطن قلبها منذ أن صبح بتلك الوسامه وذلك المركز المرموق الذي يحسده عليه الجميع
ليله باتت فيها احداهن تنظر للنجوم مُحلقة وفي أحلامها هائمه واخري تحرقها نيران العشق لرجلاً تعشقه شقيقتها
……………….
انتفضت مذعوره من جوار السيده إحسان وهي تستمع لصوت نداءه عليها.. هتفت اسمه بخوف وجسدها يرتجف
– ده حسن
– ومالك خايفه ليه كده يابنتي… روحي شوفيه
لملمت تلك الثياب التي اعطتها لها السيده إحسان وسارت مهروله اليه تخشي صفعاته
– كنتي فين
ضمت الثياب نحو جسدها تحتمي بهم تطرق عيناها أرضاً
– عند ابله إحسان
تشبثها بالثياب جعله يركز على ما تحمله بتوجس متسائلا وقد غامت عيناه بالغضب
– ايه ده
– ديه هدوم.. ابله إحسان ادتهوملي عشان لما اخرج معاك تتشرف بيا
توحشت نظراته التي ارعبتها.. فتراجعت للخلف تتشبث بقوه بما تحمله
– أنتي بتشحتي من الناس
صفعة تلقتها منه اسقطتها أرضاً يدفعها بقدمه
– ديه اخره اللي يتجوز واحده ابوها فلاح كحيان…
كلماته كانت اشبه بنصل السكين… انغرزت كل كلمه ب فؤادها
تعالت شهقاتها وهي تراه يصفع الباب خلفه بقوه يلعن صديقه الذي أشار عليه بتلك الزيجة
لملمت بقايا شتاتها تجر قدميها نحو الغرفه لعلها تجد في غفوتها ملاذها
……………..
– ضربتها ياحسن !
– اتخنقت منها يا مسعد وزهقت…انت السبب في الجوازه ديه
أشار مسعد نحو حاله مستنكر حديثه
– انا السبب… مش انت اللي كنت ميت على الجواز وعايز تتجوز وخلاص
غامت عين حسن وهو يتذكر النساء اللاتي يرافقهم رب عمله
– كنت عايز اتجوز وخلاص لكن لما تشوف الستات اللي بتتحدف تحت سليم النجار تعرف انك مش عايش… ديه ستات تحل من علي حبل المشنقه مش اللي متجوزها
– يابني انت فين وسليم النجار ده فين…على اد لحافك مد رجليك ياحسن وبطل تبص على حياة غيرك
– انت هتديني حكم ومواعظ يامسعد… واقفل السيره ديه خليني اتمزج بالحجرين
……………….
نظرت إليها غير مصدقة تلك الحاله التي وصلت إليها
– مش معقول بقى شهيره اللي الكل بيحسدها على قوتها ونجاحها توصل للحاله ديه وعشان مين راجل
ارتمت شهيره بين أحضان صديقتها ترثي لها حالها
– حبيته ياسوزان… حبيته من غير ما احس.. معاه كنت بحس اني ست بجد
ضمتها سوزان اليها تشعر بالحزن من أجلها
– مكنتش اعرف انك هتتعلقي بي كده… انا كنت عايزاكي تخرجي من جو الحياه اللي انفرضت عليكي … كنت واثقه ان لا سليم ولا غيره يقدر يأثر عليكي
واردفت بندم تربت فوق كتفيها
– سامحيني ياشهيره… بس انا واثقه انه مجرد وقت وتأثيره هينتهي من حياتك
ارتعشت شفتي شهيره وهي تتذكر اخر لقاء بينهم
– طلقني عشان حبيته ياسوزان
طالعتها سوزان بصلابه حتى تجعلها تفيق من بؤسها
– جوازكم كان معروف نهايته ياشهيره… حطيتوا قواعده سوا بس هو كان اشطر منك وقت محس انه هيوصل لنقطه مش حاطط قواعدها نهى اللعبه
– طلعت انا الخسرانه ياسوزان
– بكره ترجعي شهيره اللي انا عارفاها وكل الناس عارفاها..سليم هو الخسران
ولكنها لم تكن مقتنعه الا انها هي الخاسره لحب رجلاً مثله لا يعرف كيف يكون الحب
……………
أصبحت تحفظ مهمتها على أكمل وجه.. ايقظها من نومها ينظر إليها بتقيم
– قومي قلعيني الجزمه وحضريلي لقمه أكلها
وماكان عليها إلا الطاعه… فهل تعلمت غيرها في سنوات عمرها المعدوده… أزالت عن قدميه حذاءه تنظر اليه لعله يطيب خاطرها بكلمه
– عايز الجذمه الصبح تكون بتلمع.. فاهمه
اماءت برأسها وانصرفت تعد له ما طهته… حشر الطعام بفمه حتى امتلئت معدته ونظر اليها بنظرة أصبحت تفهمها وكأنه ليس كل ليله يُخبرها انه ضجر من هيئتها ورائحتها
والليله كانت ك الليالي الأخرى… يشبع شهوته بجوع ثم يغفو بعدها غير عابئ بها
عضت اناملها كي تكتم صوت شهقاتها.. إنها تكره علاقتهم، لقد جعلها تكره الشئ الذي تشتهيه الفتيات في اعمارها مما تراه عبر المسلسلات او ثرثرتهم مع بعضهن..
ازداد نحيبها وهي تستمع لصوت شخيره يتعالا
………….
يقف يروض فرسه بمهارة تعلمها من جده.. اخذ الفرس يصهل بقوه كقوة صاحبه ومن لمسة واحده نالها الفرس من يد صاحبه كان صهيله ينخفض شيئاً فشئ وكأنه ينتظر لمسته
داعبه سليم بلطف يضم رأسه بين كفوفه
– تعرفي ياسكره انك الوحيده اللي بحس معاها بطهرتي واني لسا الولد الصغير اللي كان بيقف مع جده يتفرج عليه وهو بيروضكم
احنت الفرسه رأسها وكأنها تُخبره انها تشعر به وتشاركه ما يجول بفؤاده
ضحك بصخب يداعبها بمشاكسه
– زعلانه عليا ياسكره…
– هربان ليه ياسيادة المحامي المرموق
التف سليم نحو الصوت الذي يعرف صاحبه، فوحده من يعرف طريق هروبه
– رسلان
– ولا فاكر اني هنسي مكانك اللي بتهرب ليه ديما
اقترب منه رسلان يضرب فوق كتفه مازحاً
– كنت منتظرك تجي افتتاح المركز ولكن البيه طلع هربان وقاعد مع سكره
طالع سليم سكره التي حشرت رأسها بينهم تخبرهم انها هنا
– طب بذمتك المزرعه وجوها موحشكش
تأمل رسلان الجمال الذي يحيطه يزفر أنفاسه مستنشقاً رائحة الهواء
– احسن قرار اخده السيد عظيم انه بعد عن جو الاعمال وجيه هنا يتمتع بجمال الطبيعه
التقطت عين سليم خطوات جده البطيئة وهو يتقدم منهم متكأ على عصاه الانبوسية بوجه بشوش لا يخصه إلا للقليل
– وعلى سيرة السيد عظيم اه جالك بنفسه ياسيدي… استلقي وعدك بقى
……………
– مش معقول انت وشهيره الأسيوطي ياسليم… طب ليه مأعلنتوش جوازكم
تنهد سليم وهو يرتشف من فنجان قهوته
– ده كان اتفاقنا
– حبيتها ياسليم !
– مش عارف يارسلان..
وضع فنجان القهوة جانباً ونهض من فوق مقعده يهرب من نظراته المتفرسة في ملامحه وكأنه يسبر أغواره
– وكفايه استجواب بقى.. ده انت حتى دكتور مش محقق
– مش عارف ولا خايف تواجه نفسك ياسليم
اقترب منه رسلان يقف أمامه يضع يديه فوق كتفيه
– وفيها ايه لما نحب
– قولتلك محبتهاش…ولو للحظه حسيت بمشاعر ناحيتها موتها قبل ما تبدء
واردف بقسوة أصبح يتلذذها
– الست بالنسبالي مُتعه مكانها معروف…. ، لكن الحب كذبه بنضحك بيها على نفسنا
– عجيب انت ياصاحبي.. اللي يشوفك في شغلك يحسدك على دماغك لكن اللي يسمع تفسيرك لمنظور الحياه يحس انك…
وقبل ان يُكمل رسلان كلماته تمتم هو
– يحس اني عايز دكتور نفساني مش كده
واتبع كلماته بضحكه صاخبه وسيجارة يدسها بين شفتيه يُخفي خلفها جموده، ناراً تحرقه ووالديه يفسران له حياتهم انها حياه طبيعيه فلا بأس أن يكونوا مُتحررين فكرياً كل منهم يبحث عن حريته دون قيود
……………….
التمعت عيني السيدة إحسان بعدما انهت مُحادثتها مع أولادها… كانت فتون تجلس على مقربه منها تُطالعها بتأثر فقد اشتاقت هي الأخرى لوالديها وأخواتها
– كان نفسي اقولهم اني مش محتاجه غير وجودهم حواليا في آخر ايامي
اقتربت منها فتون بلهفة تحتضنها
– بعد الشر عليكي ياماما إحسان
ابتعدت عنها السيده إحسان وقد اجتذب الكلمه اذنيها
– الله على كلمة ماما منك يافتون…
جذبتها لاحضانها تعطيها من حنانها الفائض كأم.. وكانت هي أشد احتياجاً لتلك المشاعر التي عوضتها عنها السيده إحسان
– الحياه بقى ليها طعم بوجودك يافتون… بتعوضيني عن غربه ولادي
مسحت فتون عيناها التي اغشاها الدمع تنظر اليها
– قوليلهم انك محتاجهم جانبك
ذكريات حملها الحنين لتخرج تنهيدة عميقة من صدرها عبرت عن شوقها لهم
– حياتهم ومستقبلهم هناك يابنتي.. هيجوا يعملوا ايه جانبي
– كفايه حضنك عليهم
اجتذبتها إحسان لحضنها تضمها بشدة تشم فيها رائحة ابنتها
– انتي ربنا بعتك ليا يافتون عشان تكوني ملاذ وحدتي
……………
وقف حسن أمامه ينتظر ان يُنهي تدقيقه في تلك الأوراق التي وضعها احد المحامين أمامه ثم انصرف
رفع سليم عيناه بعدما أغلق الملف ينظر اليه يُحاول ان يتذكر لما استدعاه لمكتبه
– حسن شوفلي واحده تسافر المزرعه مع مدام ألفت…هما يومين وهتاخد أجرتها عليهم بس تكون واثق فيها
– تنضف يعني يابيه
اماء سليم برأسه لينصرف حسن من أمامه مُفكراً اين سيبحث عن تلك الخادمه التي سيقتصر عملها على مدار يومين
عاد الي منزله مساءً تستقبله فتون بأبتسامة مسالمة
– احضرلك العشا ياحسن
تعمق النظر فيها وفي هيئتها وعقله يدور هنا وهناك يُخبره لما لا تكون هي لتلك المهمة التي سيجني منها المال وتعاونهم على نفقات الحياة وهم يومان لا أكثر
– اعملي حسابك بعد يومين هتسافري الفيوم
قطبت حاجبيها لا تفهم حديثه فعن اي سفر يتحدث.. فهل سيذهبون لعطلة
هتفت بما جال بخاطرها وظنته … ف أخيراً سترى أقاربه
– هنسافر نزور اهلك ياحسن
امتقع وجهه من ذكاءها اللامحدود يزفر أنفاسه حانقاً من سطحيتها متهكماً
– لا هنسافر نتفسح يافتون
اتسعت ابتسامتها وهي لا تُصدق ما سمعته ولكن سرعان ما تلاشت معالم فرحتها
– هتسافري تخدمي في مزرعة البيه !
يتبع..
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً نوفيلا ورطة قلبي للكاتبة سارة فتحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى