رواية عشقت قاسيا الفصل الثاني 2 بقلم سارة رجب حلمي
رواية عشقت قاسيا الفصل الثاني 2 بقلم سارة رجب حلمي |
رواية عشقت قاسيا الفصل الثاني 2 بقلم سارة رجب حلمي
لم تستطع ندى الرد عليه، فأشارت له بيدها بتجاه غرفة إيمان.
فانطلق مروان مسرعآ إلى داخل الغرفة، فألقى نظرة سريعة على إيمان النائمة على فراشها، ثم نظر إلى والده القابع على كرسي خشبى بجانبها.
كان الخوف يلاحق مروان، فبدأ يتحدث بصوت مرتفع: بابا، فى إيه، مالها إيمان يا بابا، مالها ؟؟
قام ماهر من جلسته منتفضآ، ورمق إيمان بنظرة سريعة، ثم أمسك بيد مروان وسحبه إلى خارج الغرفة.
مروان: ماحد فيكم يتكلم ويفهمنى حصل إيه!!
حاول ماهر أن يضبط نفسه، وتخرج الكلمات متزنة من فمه، دون أن ينهار:
إيمان، إحتمال….
مروان: إحتمال إيه يا بابا، كمل.
ماهر محاولآ التماسك: إحتمال يكون حد إغتصبها.
وقعت الكلمات على مسمع مروان بشكل صادم: إحتمال ولا أكيد؟
ندى: ماتجهدش بابا أكتر من كده يامروان، إحنا منعرفش حاجة خالص، مجرد تخمين من الطريقة اللي رجعت بيها البيت، بس هى مقالتش حاجة، أغمى عليها من وقت مادخلت.
مروان بصوت مرتفع: يعنى إييييييييه، هو الموضوع ده فى إحتمالات!!، لازم تقوم وتحكى كل حاجة.
ندى: لو سمحت إهدا، مش هيفيد بحاجة إننا نصحيها، حالتها سيئة جدآ، ومش هتقدر تحكى حاجة خالص، لازم تنام وترتاح.
مروان بشدة: كانت فييييين؟
ندى: كانت بتزور طنط زينب أم حسام.
مروان يفكر بهدوء بصوت مسموع وهو يمشي أمامهم وينظر للأسفل: كانت عند أم حسام، يعنى اللي حصلها ده، حصل مابين الشارع بتاعنا والشارع بتاعهم.
ثم نظر لهم بغضب: بس ده صعب جدآ، الشوارع دى مزحومة ومليانة ناس رايحة وجاية، ماينفعش يكون اتقالها كلمة حتى وماوقفش جنبها الناس كلها، مش تقولولى إغتصاب!، وبعدين إيه اللي خلاكم أصلآ تسيبوها تنزل متأخر كده!
ندى: زى مانت عارف إن حسام بيرجع متأخر من شغلته التانية دى، والست بتكون لوحدها وتفضل تفتكر بنت وبتنهار، فهى راحت عشان تطمن عليها وتسليها قبل رجوع إبنها.
مروان وقد أخذ قراره: أنا هروح أسألها لو كانت تعرف حاجة، وإيه اللي حصل من بعد مانزلت من عندها.
فتح مروان باب المنزل وغادر متجهآ إلى السيدة زينب والدة حسام وأم فرح صديقة إيمان، قبل أن تتوفى.
*************
وبالفعل وصل مروان إلى وجهته التى يقصدها، وضغط على زر جرس الباب، ففتح له حسام:
نظر له مروان بشك، فهو الآن سيشك فى كل أفراد منطقته حتى أقرب الناس له، حتى يثبت عكس ذلك.
مروان: إنت ماروحتش شغلك التانى النهاردة؟
حسام مبتسمآ: إتفضل، إحنا هنتكلم على الباب!
مروان بعصبية محاولآ إخفائها: رد عليا، ماروحتش النهاردة.
خرجت والدة حسام ولما رأت مروان إبتسمت له ورحبت به:
أهلآ وسهلآ يامروان يابنى، إتفضل إدخل.
نظر مروان لحسام بغضب جامح ووجه حديثه له:
إنت مابتجاوبنيش ليييه؟؟
تغيرت ملامح حسام من الإبتسام للضيق والعبوث:
فى إيه يامروان؟، إنت مهتم كده ليه روحت ولا ماروحتش، ده يخصك فى إيه يا أخى؟
نقلت زينب نظراتها بينهم بعدم فهم:
فى إيه يا ولاد؟
مروان: عايز أفهم، حسام ماراحش شغله النهاردة ليه؟؟
زينب: لأ يابنى راح شغله، إنت قولتله إنك ماروحتش يا حسام؟
حسام: لا يا ماما ماقولتش حاجة خالص وبرحب بيه وعايزه يدخل، لاقيته بيزعق زى مانتى شوفتى.
زينب: مالك بس يا مروان يابنى ماتفهمنى؟
مروان موجهآ حديثه لحسام: أمال إنت إيه اللى جابك دلوقتى؟
إستشاط حسام غضبآ لعدم فهمه سبب هذه الأسئلة: أنا مش قادر أفهم فى إيه، هو تحقيق!!، جاى من بيتكم عشان تعرف أنا روحت شغلى ولا لأ، وجيت بدرى ليه !!
زينب حاولت تلطيف الجو وإجابة مروان عن أسئلته حتى تفهم غرضه بعد ذلك:
ماتزعلش منه يامروان يابنى، احنا بس مش فاهمين اللي فى دماغك، بس أنا هجاوبك، حسام راح شغله وكان تعبان والتعب بان عليه، فواحد صاحبه ماللى بيشتغل معاه فى الوظيفتين لقاه كده، فاستأذن ليهم هما الإتنين وراحوا إتعشوا برا وبعد كده رجع على البيت، عشان كده هو جه بدرى، بس هو راح شغله زى كل يوم، فهمنى بقى يابنى، فى إيه؟
مروان مكملآ إلقاء الأسئلة عليهم دون توضيح أى شئ: وإيمان؟
نظر له حسام بصدمة وخوف من ذكره إسم إيمان، واعتقد أنها أخبرته بما حدث بينهم بالأمس، فظل صامتآ ببالغ التوتر، منتظرآ وقع كلمات مروان اللاذعة على مسمعه.
ردت والدته زينب بعدم فهم:
مالها إيمان يابنى، ماتكمل كلامك؟
مروان: إيمان مشيت من عندك إمتى؟
زينب وقد شعرت أن عقلها سيتوقف من محاولات فهم كلمات مروان المبهمة:
مشيت إمتى إيه!، هو انا شوفتها بقالى يومين يابنى!!
مروان مصدومآ: إزاى الكلام ده!!، إيمان خرجت مالبيت على أساس إنها جيالك، حضرتك ماشوفتيهاش النهاردة؟
زينب بخوف على إيمان: لا والله ماجاتلى ولا شوفتها، طمنى يابنى، هى خرجت ومش لاقينها؟
شعر حسام بالخوف الشديد عليها: تعالى ننزل ندور عليها فى كل حتة، وهنلاقيها إن شاء الله.
رمقه مروان بنظرة شك حارقة، ثم وجه حديثه لزينب:إيمان فى البيت، والحقيقة هعرفها يعنى هعرفها.
ثم تركهم وصفع الباب من خلفه بقوة.
نظرت زينب لولدها حسام بحيرة: أنا مابقتش فاهمة أى حاجة، إنت فاهم حاجة يابنى؟؟
كان حسام غارقآ فى أفكاره، مابين أن إيمان قد أخبرت مروان بما حدث بينهم بالأمس، أو أنه أتى لسبب آخر لم يرد الإفصاح عنه.
-: يا حسام رد عليا؟
-: هه، بتقولى إيه يا ماما؟
-: يابنى إنت هتحيرنى أكتر مانا متحيرة، روحت فين إنت كمان!
-: معاكى بس مستغرب من كل اللي حصل وبحاول أفهم فى إيه.
-:مانا بسألك على كده يابنى، لازم في حاجة كبيرة ورا اللي حصل ده ولازم نفهمها، أنا خايفة عليها برضو.
-: ماهو الغريب إنه بيقول إنها فالبيت وكويسة ومشي وماقالش فى إيه، ولا حتى كان ليه بيسأل روحت الشغل ولا لا ورجعت بدرى ليه.
زينب: ألبس وأروحلهم؟
-: لا يا ماما طبعآ، الوقت إتأخر، مش هنعمل زى قليل الذوق ده.
-: والله عمره ماكان قليل الذوق يابنى، مش عارفة إيه جراله النهاردة بس؟
-: ماهو ده اللي هيجننى يا ماما، ده اللي هيجننى.
-: خلاص يابنى قوم نام عشان بتصحى بدرى، والصباح رباح، هبقى أروحلهم وأشوف فى إيه.
***************
عاد مروان من خارج المنزل، فوجدهم على نفس جلستهم.
مروان: الست زينب بتقول ماشافتهاش النهاردة خالص.
ماهر متفاجئآ: يعنى إيه؟، دى فضلت ساعتين برا البيت، إزاى ماراحتش فيهم عندها؟؟
ندى بتوتر بالغ: لأ هى خرجت وكانت قايلالى إنها رايحة عندها، إزاى ماراحتش؟
مروان: ده معناه إن وهى رايحة اللي عمل فيها كده إصطادها وعمل عملته.
ماهر بصوت مختنق: ميين ده وعمل كده فييين؟
***********
أفاقت إيمان فى هذه اللحظات، فجلست على فراشها دون أن تفعل أى شئ يشعرهم بأنها إستيقظت، حتى لا تتوجه لها أسئلة لا تعرف كيف ستجيب عنها، فسمعت صوت مروان مرتفعآ، فإقشعر بدنها جراء معرفتها أنه علم بما حدث لها، وأرهفت السمع لتعرف ماذا يقول.
مروان بعصبية وتهور: أنا شاكك فى حسام.
ماهر وقف مصدومآ: إزاى تقول كده؟، حسام ده محترم وأكتر شخص يؤتمن على إخواتك من بعدك يابنى، مش عايزين نلغبط فى الكلام ونرمى الناس بالباطل، وإحنا لسه كمان ماتأكدناش من إغتصابها.
مروان: أمال تفسر بإيه إنه موجود فالبيت برغم إنه بيرجع الساعة 2 كل يوم من شغله، ولما أسأله يلف ويدور كتير وأمه هى اللى ترد فالأخر وتقولى إنه كان تعبان وصاحبه خده يأكله برا وبعد كده رجع البيت.
ماهر مترددآ، لا يستطيع إستيعاب الكلمات التى تلقى على مسامعه، لا يعرف ماذا يعتقد وكيف يصدق أن هذا قد حدث لإبنته من الأساس !!
ماهر: خلااااااص، بكرة هنعرف كل حاجة لما تفوق، وهناخدها نكشفلها كمان، لازم نتأكد قبل مانرميه بالباطل.
بالطبع سمعت إيمان كل تلك الكلمات التى جعلتها تشعر بألم شديد فى معدتها فور سماعها لذلك، لا تعرف ماهى الأيام المقبلة عليها، وكيف ستمضى، وكيف ستحيا بعدما فقدت عذريتها، وماذا ستقول لوالدها وأخواتها، كلما شعرت بضيق الموقف، كلما ألمتها معدتها أكثر، كيف ستخبرهم بمرتكب هذه الجريمة الشنعاء فى حقها بعدما هددها بأهلها صراحة وهى تعرف جيدآ أنه يستطيع تنفيذ تهديداته، فقد إختارته غنيآ متعجرفآ، مغرورآ، يرى نفسه أفضل من كل البشر، بل يستطيع أن يسحقهم جميعآ تحت حذائه، وكانت تشعر دائمآ أن هذا هو من سيحقق أحلامها جمعاء، ساذجة هى، لا تعلم أن تحطيم الأحلام والواقع أيضآ، سيكون على يديه النجسة.
ولكنها عادت لتتذكر أخر كلمات تلفظ بها مروان، وهى شكوكه التى تدور حول حسام، ولكنها راجعت نفسها واضعة فى أمام عينيها أنه ليس له ذنب فى أن يتحمل مثل هذه الكارثة التى كانت نتيجة أفعالها هى!!
وتذكرت مدى حبه لها وكيف ستنهار صورتها لديه إذا ما وجدها تتهمه بإغتصابها!
أخذت تفكر وتبكى بين الفينة والأخرى، وكل هذا بلا جدوى، فى نهاية الأمر لم تستطع أن تحدد ماستفعله، أحقآ ستخبرهم أنها كذبت عليهم عندما خرجت من المنزل وأخبرتهم أنها قاصدة منزل السيدة زينب ولكنها كانت تقصد منزل حبيبها!!، هل ستقول لهم بدماء باردة أنها هى من ذهبت إليه بقدمها وبمحض إرادتها!، هل ستكشف لهم ببساطة أنها كانت على علاقة سرية به منذ زمن!.
كادت تقتلها أفكارها التى لا تجد لها نهاية أو حل، وعلمت أنها قد خسرت كل شئ والقادم ماهو إلا تكملة خسارة اليوم، وعليها أن تستعد لما ستلاقيه من أحداث تفوق إستيعابها ..
******************
بات حسام ليلته يجوب الغرفة ذهابآ وإيابآ، لا يشعر أبدآ بالإطمئنان، وفى هذه اللحظات تذكر كلمات صديقه عمرو، عندما إقترح أن تكون إيمان على علاقة بشاب، وحاول ربط ذلك بزيارة مروان لهم اليوم، فقد كان يحاول جاهدآ تفسير أسئلة مروان الغريبة، وقوله أن إيمان كانت فى زيارة لوالدته زينب، وتذكر إنكار والدته لزيارتها!!، وبدأ فى محاولة لفهم ماحدث فى منزل السيد ماهر:
شكلها كده قالتلهم إنها جاية تزور أمى ، وراحت تقابل واحد، وحد شافها معاه وبلغهم ومروان جاى وفاكر إن أنا الشاب ده، بس معقوووول، معقول إيمان تكون بتعرف واحد، لالالا أكيد محصلش كده، أكيد، أنا بس إتأثرت بكلام عمرو وحطيته فى دماغى شوية من كتر خوفى إنها تكون فعلآ على علاقة بحد وعشان كده رفضانى، بس هرجع وأقول إن أخوها كان فاكرها جت عندنا برغم إنها مجتش ده مالوش معنى غير إنها خرجت وفهمتهم إنها جاية هنا، ومفيش واحدة تعمل كده عشان رايحة تقابل صاحبتها ولا تشم هوا!!، لإنها ببساطة كانت هتقول كده، وانا عارف إن باباها مش مضيقها عليها فى الخروج مع أصحابها وده اللي مخلينى واثق إن الموضوع فيه راجل!!، ياخسارة يا إيمان لو فعلآ تفكيرى ده صح..
**************
فى الصباح الباكر، نظر ماهر فى ساعة الحائط بعينين ذابلتين جفاهما النوم طوال ليل مظلم، أضنى قلبه الخائف القلق بشأن إبنته، فوجد الساعة تشير للسابعة صباحآ، فوقف مقررآ أن يوقظها ليعرف منها حقيقة ماحدث، فقد كان لا يحتمل الإنتظار أكثر من ذلك.
بمجرد فتحه لباب غرفته، وجد أمامه مروان متأهبآ للدخول لإيمان.
ماهر: إنت لسه مانمتش؟
مروان: مين هيجيله نوم فاللي إحنا فيه ده!، أنا سمعت كلامكم ومسكت نفسي بالعافية إنى أصحيها وأفهم منها اللي حصل، وقاعد مستنى حضرتك بفارغ الصبر، يلا ندخلها بقى.
نظر له ماهر بملامح خائفة مرتعدة من المجهول الذى يودون كشفه، ثم تقدم ولده مروان، قاصدآ غرفة إيمان.
فتح الباب بأصابع مرتجفة، ثم ألقى ببصره على فراشها وتوجه بخطوات ثقيلة نحوها، وبدأ ماهر فى إيقاظها.
ماهر: إيمان، إيمان إصحى، إنتى كويسة؟
نظرت له إيمان بعينين كالدماء، فى شدة حمرتها.
مروان بغضب لم يستطع إخفائه: قومى وإحكى كل اللى حصل.
ماهر: إستنى إنت يامروان.
ثم وجه بصره لها: ها يا إيمان، إتكلمى، أنا سيبتك من إمبارح ومارضيتش أصحيكى أو أضغط عليكى بأى نوع، بس أنا أعصابى تعبت، وعندى أمل ضعيف إن الحكاية هتطلع بسيطة ومش مستاهلة كل اللي إحنا فيه ده من وقت مارجعتى من برا، إتكلمى يابنتى وطمنينى.
نظرت لهم إيمان بعينين يكسيهما الدمع: للأسف يا بابا، شكك فى محله، أنا إتعرضت للإغتصاب.
ثم غاصت فى شهقات طويلة من يسمعها يكاد يجزم أنها لن تستطع أن تخرج هذا الهواء مرة أخرى.
وبالرغم من أن والدها وأخوها مروان كانوا متوقعين إلا أن ذلك لم يمنعهم من الشعور بصدمة مقبضة لقلوبهم التى كانت تستشعر أملآ ولو بسيطآ فى النجاة من هذه الكارثة المدوية.
تحول مروان إلى ثور هائج: هو ميييين، قولى مين، أكيد تعرفيه لو بجد كنتى رايحة عند أم حسام زى مافهمتيهم قبل ماتنزلى!!
ماهر بنظرات حيرة وتساؤل: قصدك إيه؟!
مروان: أقصد إن ممكن الهانم تكون ضحكت عليكم وقالت إنها رايحة لأم حسام عشان تروح حتة تانية، وربنا عاقبها على أفعالها باللي حصلها، بس إحنا كمان إتعاقبنا معاها، وراسنا بقت فالطين.
إنتفضت إيمان إثر سماعها لكلماته، خائفة من إفتضاح أمرها ومعرفتهم أنها ذهبت بنفسها لمنزل رجل غريب، لمجرد أنه أقنعها بمرضه الشديد وإحتياجه لها فى تلك اللحظات الصعبة، فلبت ندائه وذهبت إلى منزله بغباء أودى بمستقبلها ومستقبل عائلتها.
إيمان بصوت مرتجف: لأ، أنا كنت رايحة لطنط زينب فعلآ، مكدبتش، بسسس.
ثم صمتت فلسانها لا يستطيع أن يجاريها فيما تود أن تقول، ولا تعرف كيف تجمع شتات أمرها للنطق بتلك الكلمات.
ماهر بغضب: بس إيه إتكلمى، عذبتينى من إمبارح والعذاب اللي جاى من تحت راسك شكله كبير ومش هيخلص، قولى بس إيه؟
إرتعدت إيمان وهى تنطق كلماتها: بس حسام قابلنى فى مدخل البيت…..و…وزقنى فى الاوضة الفاضية ال فى اول دور…و ….و….إغتصبنى …بعد ماربط بوقى بقماشة عشان محدش يسمع وضربنى واغمى عليا….وفوقنى بعدها وهددنى إنى ماجيبش سيرته.
لم يتمالك ماهر نفسه من شدة الصدمة فوقع على الكرسي، منهارآ، إندفعت ندى نحوه محاولة أن تشد من أزره والدموع تسيل على خديها بغزارة.
ماهر: حسااااام!!!!، حسام المحترم يطلع منه كل ده!!!!، إزااااااااى.
خافت إيمان أن تنكشف كذبتها فقالت مسرعة: أكيد بينتقم منى، عشان قالى كتير إنه بيحبنى وانا كنت بهزقه، ومش بديله فرصة يتكلم معايا.
مروان وقد بدأ يستعيد رباطة جأشه، وقف صارخآ بها: ولما هو حاول يتكلم معاكى قبل كده ويقولك إنه بيحبك، كنتى بتروحى عندهم برصو لييييييه !!!
إيمان بخوف شديد ودقات قلب مسرعة، لدرجة شعورها بأن قلبها سيتوقف فجأة: أناااااا، أنا كنت بروح وانا متطمنة إنه مش هناك، بس إتفاجئت لما لاقيته هناك وتقريبآ كان لسه راجع من شغله وعرف إنى رايحالهم فوقف واستنانى عالسلم.
ثار مروان والنار تشتعل بداخله: أنا هروح أقتله الكلب ده.
وتحرك بتجاه الباب بخطوات مهرولة، فقام والده مسرعآ وأمسك به قبل أن يتجاوز عتبة باب الغرفة.
ماهر: إستنى، إنت عايز تفضحنا، إنت ماصدقت مصيبة وخلاص، أصبر لازم نفكر ونعرف هنعمل إيه، مش هيصة ونفرج الناس علينا وخلاص، متخيل هيحصل إيه لما تروحله وتفضح أختك وتعمل شوشرة وإنت تقوله إغتصبتها وهو يقولك ماشوفتهاش!!!
ندى: بابا عنده حق يا مروان، لازم نفكر قبل مانتصرف، وخطواتنا تبقى مدروسة، عشان مانبقاش اتفضحنا وفى نفس الوقت نثبت عليه عملته وناخد حقنا منه.
مروان بصوت يفيض بالغيظ والحنق: هو إنتو عايزين تخرجوا من اللي حصل بأقل الخساير!!، مفكرينها كانت راكبة عربية والبيه المحترم خبطهلها وبتحاولوا تصلحوها بأقل تمن!!، ده عرض وشرف، يعنى يطير فيه رقااااب.
ماهر بعصبيه: إخرس بقى، إنت هتغير على شرفك وعرضك أكتر منى!!، سيبنى باللي أنا فيه بقى، بدل مادور على حل لمصيبتى قاعد بقنع فيك تسكت لحد ماشوف الحل إيه؟
مروان بتهكم: خلاص، أدينى قعدت، لما اشوف إيه الحل الخارق اللي مش هيفضحنا ويثبت عملته ويرجعها بنت بالمرة !!
رمقتهم إيمان بنظرة سريعة ممتلئة بالرعب من القادم، وماسيحدث عندما يواجهوا حسام بما قالته، ورد فعله هو ووالدته التى تحبها وتعتبرها فى منزلة إبنتها المتوفاة، فقد خسرت كل شئ، حتى حب تلك المرأة التى كانت تعوضها عن حنان أمها التى توفت وتركتها رضيعة قبل أن تعرف ماهو معنى وجود الأم…
إعتدل مروان فى جلسته: هااا، قولولى إيه الحلول العاقلة اللي نتصرف بيها فى موقف زى ده؟
ماهر: أول حاجة، هنتصل بيه يجى دلوقتى، ومش عايزك تتصرف أى تصرف غبى، الموضوع ده لازم يتلم، ولازم….
ندى: ها يا بابا، لازم إيه؟
ماهر بنظرات متحسرة: لازم يتجوزها.
فزعت إيمان فى مكانها عندما سمعت هذه الجملة: لأ، لأ يا بابا، مستحيل، عايز تجوزنى ليه، هينتقم منى يا بابا، وانا مش هقدر أتجوز واحد عمل فيا كده.
ماهر بتمعن: هينتقم منك ليه؟؟ هو المفروض مين اللي ينتقم مين؟؟
رمقته إيمان بنظرات زائغة، لا تعرف كيف تهرب من سؤاله: أنا قصدى يعنى عشان هددنى ماقولش وانا قولت.
مروان بعصبية: لا والمفروض كنتى تخبى ولا إيه!!!
ماهر: خلااااص، مش وقته الكلام ده، حالآ يجى هنا، وانت يامروان، لو مكنتش تنفذ اللى بقولك عليه، ماتقعدش معانا أحسن، ومهما حصل ماتتكلمش إلا لما أنا أسمحلك، إنت فاهم؟
نظر له مروان بضيق من تصرفاته الخانعة، فهو يفضل أن يسفك دماء حسام، على أن يجلس معه ويتحاور بهدوء بعد فعلته الشنعاء فى أخته وتمريغ شرفهم فى التراب.
****************
إتصل ماهر بحسام واستدعاه للحضور العاجل.
زينب بقلق: خير يابنى في إيه؟
حسام بعدم فهم: والله مانا عارف فى إيه، بس واضح إن مرواحى ليهم، ليه علاقة بمجية مروان إمبارح والكلام غير المفهوم اللى قاله ومشي.
زينب: لاااااا، أنا كده قلبى كلني، أنا هاجي معاك.
حسام: بلاش يا ماما، هما ماقالوليش أخدك معايا، بلاش تخليهم يقولوا عنى عيل صغير وجايب أمه معاه.
زينب بتصميم: يقولوا اللي يقولوه، هاجى يعنى هاجى، أنا مش هستحمل أفضل قاعدة مستنية وقلقانة لحد ماترجع.
أيقن حسام أنها طالما أخذت قرارها فلن يستطع أن يحيدها عنه أبدآ.
******************
وصل حسام ووالدته إلى منزل ماهر الصباغ، فرحب بهم ماهر وأجلسهم.
زينب: خير يا أستاذ ماهر، إحنا قلقنا من مجية مروان إمبارح، والقلق زاد لما طلبت حسام، وصممت آجى معاه عشان مش هقدر أستنى بالقلق ده لحد مايرجع، إن شالله يكون خير.
ماهر بنظرات يملؤها الحزن: مش خير أبدآ، الأستاذ حسام إبن حضرتك إغتصب بنتى إيمان.
كلماته كانت كالصاعقة التى هبطت عليهم من السماء، ظلوا يتطلعون فى وجه ماهر بصدمة، لا ينطقون بشئ، يعلمون أن جميع الكلمات ستكون ضعيفة مهزومة فى هذا الموقف الجلل.
ثم كسر هذا الصمت حسام الذى إنتفض فجأة…..