روايات

رواية غرام المغرور الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نسمة مالك

  رواية غرام المغرور الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نسمة مالك

حالة خاصة جداً!!..
بإحدى عمارات الدمنهوري القريبه من قصر “فارس”..
داخل شقة من الطراز الحديث.. مجهزة من كافة شيء، ولكن بابها، ونوافذها من الحديد ..
تقف “مارفيل” بملامح باهته.. تنظر حولها بنظرات منذهله، وتتحدث بصوت مرتجف قائله..
“أين أنا يا خديجة؟!”..
دارت “خديجة” حولها بخطوات بطيئه تدب الزعر بأوصالها مردفة بهدوء مريب..
“هنا شقتك الجديدة مارفيل.. ستظلين بها إلى الأبد، ومن اليوم سيتم معالجتك من إدمان الكحول، ولعب القمار الذي جعلك تخسرين أموالك وتفكرين بأنهاء حياة إبنك حتي تستطيعي وضع يدك القذرة على أمواله”..
فقدت “مارفيل” السيطرة على خوفها، وبدأت تركض بندفاع كمحاولة منها للهرب مردده..
” أنا لم أفعل شيء.. اتركوني أعود لموطني، واقسم إني لن اريكم وجهي مرة أخرى”..
سيطرت العاملات على حركاتها الجنونيه، وقاموا بتقيدها على الفراش حتي لا تؤذي نفسها.. بينما”خديجة” تقف أمامها ترمقها بنظرات محتقرة وهي تقول بأسف..
“رغم أفعالك المشينه، ومحاولات قتلك المتعددة ل “فارس” الذي أوشك على الموت عدة مرات بسببك أنتي.. إلا أنه سيبقي بجانبك حتي تتماثلين الشفاء من تلك السموم التي تتعاطيها”..
غمغمت “مارفيل” بنبرة متوسلة..”لا أريد منه أي شيء.. فقط اخبريه ان يتركني أرحل، واقسم لكم أنني لن أعود ثانياً”..
بكت بنحيب وتابعت..
” سيتركني هنا حتي القي حتفي.. لا أريد أن أظل وحيدة بين تلك الأبواب الحديديه”..
سارت” خديجة ” لخارج الشقة، وتحدثت قبل أن تغلق الباب الحديدي خلفها..
“هذا أهون عقاب تستحقيه مارفيل.. فأنتي صدقاً تستحقين الموت بعدد جميع الطلقات التي أصابت جسد أبني فارس”..
أنهت جملتها وأغلقت الباب خلفها.. تاركه مارفيل تصرخ بنهيار شديد وقد أدركت أنها لن تري ضوء الشمس ثانياً إلا عبر تلك القضبان الحديديه الموضوعه على كل منفذ بالشقة حولها..
.. خرجت” خديجة “من المبني  خلفها “هاشم” الذي سابقها بخطوة، وقام بفتح الباب الخلفي لها..
“ميرسيي”..
همست بها “خديجة” وهي ترتجل السيارة بستحياء..
أغلق “هاشم” الباب وصعد بجوار السائق مردفاً بتساؤل ..
“هنرجع القصر يا هانم؟”..
لم تجيبه “خديجة” فقد كانت منشغلة بستنشاق رائحة عطرة المثيرة بستمتاع..
عقد “هاشم” حاجبيه، ونظر لها بالمرآه، وجدها تنظر له بابتسامة شارده لا تخلو من الإعجاب..
التفت لها وتطلع لملامحها البريئه بابتسامته الرزينه مدمدماً..
“خديجة هانم”..
انتبهت” خديجه” على حالها فرسمت الجدية على ملامحها التي توردت بحمرة قاتمة، وتنحنحت بخجل قائله..
“اححم.. أنتو وافقين ليه”..
“بسأل سيادتك.. هنرجع القصر”..
قالها “هاشم” بصوته المزلزل الذي يروق ل “خديجة” كثيراً.. لأول مرة بحياتها يثير رجل إعجابها لهذه الدرجة..تريد معرفة كل شيء عنه..تشعر بالفضول تجاهه بشدة خاصةً حين لمحت يده فارغة.. لا يرتدي خاتم زواج وهذا أثار فضولها أكثر..
ابتعدت عن عينيه التي ترمقها بنظرات متأملة تزيد من توترها، وخجلها، وتحدثت بقوة زائفه..
“لا عايزه اشم هوا شوية في مكان هادي”..
………………………………
.. بالجناح الخاص ب فارس وزوجته..
داخل غرفة الملابس الذي قام بنتقائها “فارس” لزوجته على زوقة الخاص..
تقف “إسراء” تبحث عن شيء ترتديه فوق قميصها الوردي..
أمسكت روب حريري من نفس لون القميص، وارتدته على عجل فور سماعها لطرقات على باب الجناح..
“ادخل”..
أردفت بها وهي تغلق رباط روبها باحكام، وغادرت غرفة الملابس حين تأكدت من وجود الطبيبه بمفردها عبر الشاشه الموضوعه على الحائط أمامها تظهر لها كل ركن بالجناح..
تقف الطبيبه داخل غرفة خاصة بالزوار..
“حضرتك دكتورة نسا؟!”..
قالتها “إسراء” بتواضع أذهل الطبيبه.. فاجابتها ببتسامة مردده..
“ايوه يا هانم.. أسمى سلمي.. تحت أمر حضرتك”..
بادلتها “إسراء” الابتسامة متمتمه.. “الأمر لله وحده يا سلمي”.. صمتت لبرهه، وتابعت بخجل وهي تفرك أصابعها ببعضهما قائله بهمس..
“بصي أنا مركبة وسيله لمنع الحمل، وعايزة اشيلها”..
الطبيبه بعمليه.. “تمام.. أنا معايا كل الأدوات اللي هحتاجها.. بس لازم اعرف اخر ميعاد للبيريوت بتاعت حضرتك كانت أمتي؟! “..
غمغمت” إسراء ” بستحياء قائله.. ” تقريبا من 12يوم”..
الطبيبه بأسف.. “كده مش هينفع اشيل لحضرتك الوسيله  دلوقتي خالص.. الأفضل نستني ونشلها بعد أنتهاء البيريوت مباشرةً”..
صكت” إسراء ” على أسنانها متمتمه بنبرة راجيه..
“بس أنا عايزه اشيلها دلوقتي ضروري لو سمحتي”..
الطبيبة.. ” صدقيني مش هينفع حضرتك.. اللولب بالذات تركيبه أو شيله يفضل يكون بعد انتهاء البيريوت على طول ودا علشان نتأكد أن مافيش حمل دا أولاً، وكمان علشان يكون تركيبه أو شيله سهل وميتعبش حضرتك”..
همت “إسراء” بالحديث، وقد حسمت أمرها بأن تجعلها تخلصها من تلك المانع حتي لو هيتسبب بألمها،ولكن استمعت لصوت زوجها الذي خطي لداخل الجناح من باب أخر..
ارتعد قلبها،ودون أرادتها دفعت الطبيبه برفق نحو باب الخروج متمتمه..
” طيب اتفضلي انتي دلوقتي”..
انصاعت الطبيبة على الفور، وخرجت من الباب بنفس اللحظه الذي دخل بها “فارس” الغرفه..
“إسراء.. أنتي كويسه حبيبتي”..
قالها،وهو يقطع المسافة بينه وبينها، وانتشلها داخل حضنه يضمها بلهفه..
لفت يدها حول خصره، وضمته لها بقوة، وتمسحت بوجهها داخل حنايا صدره كالقطة الوديعه مدمدمه بصوت هامس..
“اممم أنا كويسه.. اطمن”..
“بلغوني انك طلبتي دكتورة، وصوتك كان تعبان”..
وضع أصابعه أسفل ذقنها جعلها تنظر له، وتابع بقلق ظاهر على محياه الوسيمه..
“فيكي أيه يا روحي”.. قبل جبهتها مرات متتاليه مكملاً.. “قوليلي فيكي أيه متتكسفيش مني”..
اشتعلت وجنتيها بحمرة قاتمة، وأسرعت بالأختباء داخل حضنه، وجاهدت على أخباره بالحقيقه إلا أن لسانها انعقد تماماً وكأنها فقدت القدرة على الحديث، وتناست الحروف..
“أنا السبب صح.. قسيت عليكي”..
قالها “فارس” هامسًا بحميمية أيقظت كل مشاعرها تجاهه مرةً واحدة..
علقت أنفاسها بصدرها و هي تستشعر يديه التي تطوقها بقوة تسير على كامل ظهرها يربت عليه بحنان بالغ..
“شوقي وعشقي ليكي كانوا أقوى مني.. حقك عليا.. مكنتش أقصد أتعبك”..
 قالها وهو يحتضن وجهها بين كفيه، ومال على شفتيها اقتنص منها قبله رقيقه بتمهل دفعتها للإنهيار داخليًا و أطلقت أنفاسها المحبوسة برئتيها..
“فارس.. أنا كويسه.. متقلقش.. كنت بسأل الدكتورة على حاجة وبس مش أكتر”..
همست بها بتقطع، وهي تندس داخل صدره مرة أخرى مكمله..
” تعالي خليني أطمن على عيونك بنفسي”..
هم بالرد عليها، ولكن صدع رنين هاتفه.. فأخرجة من جيب سرواله،وأسرع بالرد..
“ها يا غفران. أيه الأخبار؟! “..
” غفران”.. ” ديمة عرفت طريقك،وفي طريقها ليك دلوقتي بعد ما استلمت كمية كبيرة من البودرة”..
“كده نفذ اتفقنا يا صاحبي”..
قالها” فارس” وهو يبتعد عن “إسراء” بتمهل، وسار نحو الشرفة..
وضعت “إسراء” يدها على قلبها تحاول تهدئة دقاته المتسارعة، وتنهدت برتياح متمتمه لنفسها..
” ياربي كنت نفسي أقولك والله يا فارس بس خايفه أوي”..
هرولت تجاه غرفة الملابس بفرحة غامرة، وبدأت تنتقي ثوب جديد ترتديه لزوجها..
“خليني اخد عليك شويه كمان، وأكيد هقولك مش هخبي عليك يا أبو الفوارس”..
انتقت سلوبت بيضاء بفتحة صدر واسعه تظهر كتفيها، وأول ظهرها.. أخذتها وركضت لداخل الحمام غالقه الباب خلفها..
بينما “فارس” مازال يتحدث بالهاتف مغمغماً..
“أنا عايزها تخرج من الحجز متنفعش نفسها تاني يا غفران”..
” غفران”.. “اطمن أنت عارف حبايبي كتير بفضل الله، وكلهم يتمنوا يخدموني.. بس اعمل حسابك سيادة الوزير مش هيسكت على اللي هيحصل لبنته في الحجز يا فارس، وهيعرف أننا ورا القبض عليها والحرب هتبدأ بنا وبينه يا صاحبي “..
ضحك” فارس “ضحكه مزيفه، وبثقه تحدث قائلاً..
” الحرب دي هتنتهي وهنطلع احنا الكسبانين اول ما أوري لمعالي الوزير النصايب اللي بنته عملتها صوت وصورة، وانها كانت على علم بمين اللي بيحاول يموتني، ووقفت تتفرج عليا، وتهدد خديجة أنها هتقتلني وكمان عايزه تلبس مراتي قضية مخدرات يا غفران”..
ضحك “غفران” مردداً..
“أديها هتلبسها هي، وهتترمي مع البلطجية في الحجز اللي هيدوها شوية ضرب ياض يا فارس هيربوها من أول وجديد.. متشلش هم حاجة أنت عريس.. اقفل ياللا وأنا هخلص وأبقى اطمنك.. سلام”..
أغلق” فارس” ووقف بمكانه ينظر للفارغ أمامه بشرود.. فما يحدث حوله لم يكن سهل عليه خاصةً ما فعله بوالدته.. رغم كل ما فعلته إلا أن قلبه اعتصر حين استمع لصرخاتها المتوسله بالهاتف.. تصرخ بألم حين قل من جسدها جرعة الخمر المتعود عليه..
بينما” إسراء ” أنتهت من أخذ حمام دافء استعادة به نشاطها.. ارتدت السلوبت الذي زادها جمال فوق جمالها.. مشطت شعرها الحريري، وعقدته ذيل حصان وتركته منسدل على ظهرها..
وضعت لمسات لا تذكر من مساحيق التجميل جعلتها بغاية الفتنة..
خطت لداخل الغرفة فور خروجها من الحمام تبحث عن زوجها بلهفه.. وجدته يقف بشرود كما هو بشرفة الجناح..
سارت نحو الهاتف الذي أهداه زوجها لها، وقامت بتشغيل إحدي اغانيها المفضله التي وصلت موسيقاها لسمع “فارس” جعلته يستدير ببطء وقد اختفي ضيقه وانبلجت ابتسامة هادئه حين استنشق عبير رائحة ساحرته..
لتجحظ عينيه حين رأها تنظر له من فوق كتفها العاري بغنج.. وقد ظهر قوامها الممشوق بتلك السلوبت التي ظهرت جمال وروعة منحنايتها المثيرة..
سار نحوها بخطوات هادئة.. وعينيه تشملها بنظرة متفحصة لا تخلو من الانبهار بجمالها الفتان حتي توقف خلفها مباشرةً..
لف يده حول خصرها وضمها داخل حضنه ظهرها مقابل صدره، ومال على عنقها يستنشق عبيرها ويهمهم بستمتاع مدمدماً بأجمل كلمات الغزل..
“ساحرتي.. دعيني أتعطر بأنفاسك.. ذوبيني.. أنثريني.. آجمعيني.. آملكيني ،وإجعليني كل شيء يحلو لكِ ولكن إياكِ أن تفارقيني”..
ألقت بثقل جسدها عليه بعدما قامت برفع يدها ولفتها حول عنقه دون أن تستدير، وبدأت تتمايل بين يديه برقه على كلمات أغنية تصف بدقة حالة عشقهما..
” انا وانت حالة خاصة جداً.. حالة مش موجوده فعلاً،
ومفيش في حياتنا اصلاً يا حبيبي عذاب”..
” وانت جنبي حاسة اني طفلة،
وحياتي يا حبيبي حفلة
وفي وش الحزن قافلة كل الأبواب”
اعتدلت داخل حضنه، وبدأت تغني له وهي تتأمل ملامحه بهيام..
“جنني حبك طيرلي عقلي
انا متهيألي انا جيت الدنيا بحبك”..
” علمني حبك اسرق من الدنيا
ثانية ورا ثانية و أدوب قلبي في قلبك”..
” وانت حالة استثنائية ودماغنا هي هي
وحياتنا دي مش عادية اتنين مجانين”..
“ومفيش بينا حاجة تقليدية
انت الفرحة اللي فيا”
“عارف العيد والعيدية
انت اللي اتنين”
” جنني حبك طيرلي عقلي
انا متهيألي انا جيت الدنيا بحبك”
” علمني حبك اسرق من الدنيا
ثانية ورا ثانية وادوب قلبي في قلبك”..
قلبه يتراقص معها من شدة فرحته بها.. يضمها لصدره بتملك مجنون.. تبادله هي عناقة بقوة أكبر لن ينتهي بهما الأمر بمجرد عناق.. ستكون ليله ملحميه مليئه بالغرام..
يتبع……
لقراءة الفصل الثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى