Uncategorized

رواية بيت العجايب الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سهام العدل

 رواية بيت العجايب الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سهام العدل

◾ رأت جيهان خروج الشابان إلى الحديقة وعلى وجههما الضيق ثم تبعتهما ميان فلم تشعر بإرتياح… نهضت من مجلس الفتيات وذهبت إليهم لتطمئن عما يدور… 
-رآها ثلاثتهم تقترب ترفع فستانها قليلا من الجانبين… فأسرع معاذ وقابلها قبل أن تصل إليهم… 
-توقفت جيهان وسألت بقلق :فيه إيه… خارجين ليه؟ 
-معاذ بإنفعال : أنتي إيه اللي خرجك ياهانم… ماشية وسط الناس بتستعرضي نفسك بالأحمر اللي أنتي لابساه ده؟!! 
-جيهان بانكسار : إيه اللي بتقوله ده؟.. أنا قلقت عليكم وقولت حاجة حصلت وجيت أطمن. 
-معاذ بعصبية : اللي سمعتيه… و اتفضلي ادخلي اقعدي وسط البنات ولو دخلتي الاوضة اللي فيها قرايب العريس ده هكسرلك رجلك… 
-اقترب منهما ميان وأدهم ونهرته ميان : فيه إيه يامعاذ… ماتهدي شوية… عملت إيه البنت لكل ده.. 
-نظرت له جيهان بعيون دامعة وتركته وعادت للمنزل…. 
◾ تجلس وسيلة شاردة تفكر فيما قررت وهل فعلت الصواب أم أنها بذلك تحكم على نفسها بالتعاسة الأبدية… لاحظ حمزة شرودها وعلامات الحزن على وجهها فمال عليها متسائلاً : ممكن أفهم إيه سبب حزنك وشرودك ده. 
-انتبهت وسيلة فرسمت ابتسامة وقالت  بتحفظ: لا أبداً.. مفيش حاجة. 
-حمزة بتعجب: ممكن أفهم ليه حاطة كل الحواجز دي بيننا… حاسس إنك بعيدة أوي… قربي مني ياوسيلة… ليه البعد ده؟!!! 
-وسيلة بحزن : احنا لسه مفيش بينا حاجة عشان الحواجز تتشال… مجرد أيام بسيطة لسه… وبكرة (ثم ابتلعت غصة مريرة تؤلم قلبها واستكملت بيأس) بكرة الأيام هتقرب المسافات… أما دلوقتي مفيش بينا رابط شرعي. 
-حمزة وقد لمعت عينيه بفكرة مفاجئة… ابتسم بمكر ثم قال لها :وليه نستنى لبكرة… 
– وسيلة بعدم فهم : مش فاهمة. 
-حمزة بابتسامة : هتفهمي دلوقتي. 
-ثم نهض تحت ناظري وسيلة وذهب إلى أمه ومال على أذنها يتحدث وهي تبتسم والسعادة تملأ وجهها… 
-ثم انتقل إلى جدها الذي مال عليه هو أيضا ويتحدث بإبتسامة… ثم رأت نظرات الحيرة على وجه جدها وبعدها أشار لأمها فجاءته وهي مبتسمة ومالت تسمعه فابتسمت وهزت رأسها بترحيب… كل هذا ولم تعلم وسيلة مالخبر؟ 
-بعد قليل  خرج وائل مسرعاً من المنزل ماراً بمعاذ وأدهم اللذان يقفان ممسكين هواتفهم ويضغطان عليها بقلق… 
-تعجب وائل من وقفتهم ولكن ليس لديه وقت ليقف مستفسراً… ولكن استوقفه معاذ : وائل… وائل. 
-وقف وائل : أيوة يامعاذ. 
-معاذ بتساؤل : رايح فين؟ 
-وائل بتذمر : هجيب المأذون… جدك طلب مني أجيبه. 
-جحظت عيني معاذ من المفاجأة ثم قال بانفعال : إيه الجنان ده… إحنا مش متفقين على خطوبة بس؟!! 
-وائل بتعجب : ماتهدي ياعم فيه إيه؟؟… حمزة عاملهالها مفاجأة هيكتب النهاردة مع الخطوبة وهياخدها الأسبوع الجاي. 
– وقف معاذ يزفر بغيظ  مما جدَّ عليهم ولايستطيع البوح بشيء الآن لوائل… فكر قليلاً ثم قال له : خلاص روح أنت  وأنا هجيب المأذون. 
-وائل نافياً : لا أنا رايح أنا… ادخلوا أنتوا مع جدي وأعمامي مينفعش نسيب الناس كده… وتركهم وغادر…. 
-ضرب معاذ الأرض برجله وقال بانفعال : عاجبك كده ياآدهم… الأمور بتطور بشكل غريب ومروان باشا قافل تلفونه… حاجة تهبل… 
-أدهم هو الآخر بغيظ : لا وكمان مش في المستشفي والعيادة محدش بيرد… 
-معاذ : واحنا هنقف كده… تعالي نتكلم مع جدي يمكن يلين…. 
◾ يقف بسيارته على أحد جوانب الطريق في منطقة هادئة… يجلس فيها حزيناً مهموماً بعيون دامعة كطفل صغير حُرِمَ من أمه… أخرج من جيبه علبة صغيرة وفتحها وتناول منها قرصاً من المهدئات التي أقبل على تناولها مؤخراً… ثم مال برأسه على تارة القيادة متوسداً ذراعيه… غفا قليلاً رآها تقف بعيداً باكية وتمد له يداها وكأنها تستنجد به أو تطلب منه ألا يتركها وهو يقف ناظراً لها من  خلف حاجز حديدي… يدفعه بيده بقوة لعله يزيله ولكنه لايستطيع… يحاول ويحاول ويناديها بقوة : وسيلة… وسيلة. 
-ثم استيقظ فجأة وصوته يناديها : وسيلة… 
-اعتدل جالساً ينظر في الفراغ أمامه بإصرار على استردادها… ثم أدار السيارة وانطلق بها…. 
◾ بعد قليل أتى المأذون ودخل برفقة وائل بين أنظار الجميع الذين تفاجأوا بحضوره… نظرت وسيلة متعجبة ثم انتابها الخوف والقلق فمالت على حمزة : مين ده؟ 
-حمزة بإبتسامة : إيه رأيك في المفاجأة دي؟… ده المأذون. 
-اصفر وجهها وتعالت نبضاتها وتملك التوتر منها وقالت : مأذون إيه… إحنا متفقناش على كده… إحنا متفقين الأسبوع الجاي. 
-ابتسم لها حمزة وقال بإعجاب : مانا هصبر عليك ياقمر للأسبوع الجاي… إنما هنكتب النهاردة ونلبس الدبل والأسبوع الجاي هتيجي معايا على بيتنا أنا وأنتي. 
-وضعت وسيلة يدها على صدرها وقد انتابت البرودة كل جزء فيها… لاحظت أمها ذلك فنهضت واقتربت منها بقلق: مالك ياوسيلة… وشك إصفر ليه كده؟ 
– أمسكت وسيلة يد أمها تستمد منها الأمان : ماما… إحنا متفقناش على كتب كتاب النهاردة… ليه كده؟ 
-الأم وهي تدلك يد بنتها بحنان : اهدي ياوسيلة انتي بترتعشي ليه… إيه المشكلة… فرقها أيام يابنتي وكمان العريس عايز ياخد عليكي قبل الفرح… اهدي ياحبيبتي في الأول والآخر هيكون. 
-وسيلة وهي تتشبث بيد أمها بقوة : مش قادرة ياماما… حاسة إني قلبي هيقف… 
-الأم مطمئنة ابنتها : اهدي ياحبيبتي انتي اللي شادة أعصابك… دا كتب كتاب مش دخلة. 
-نهض حمزة مبتسماً وذهب إلى الجد وجلس مقابلاً له بجوار المأذون الذي بدأ في ترتيب أوراقه لكتابه العقد… 
-سقطت الدموع من عيني وسيلة لا إرادياً وقلبها يصرخ مما كتبه لها القدر… حرمان من الحب وحرمان من راحة الضمير بزواجها من شخص وحبها لشخص آخر… وكأن كُتِبَ عليها الشقاء للأبد. 
– وقف معاذ وأدهم ينظر ان لبعضهما بحسرة وحزن… فقد فشلا في إقناع جدهما الذي رفض أن يستمع لهما مجرد ماعرف عن الأمر… وأخبرهم أن الأمر إنتهى… ثم التفت معاذ لجيهان التي تجلس على الجانب الآخر وسط الفتيات شاردة بحزن مما تتلقاه دائماً من معاذ… عندما نظر لها معاذ خشي للحظة أن يفقدها يوماً بسبب عناده وغبائه كما خسر مروان ووسيلة وقرر في نفسه أن ينتهي من أمر وسيلة المتعثر ويأخذ خطوة إيجابية تجاهها….. 
-وضع حمزة يده بيد الجد لإتمام العقد ووضع منديل فوق يديها… وبدأ المأذون بالبسملة والصلاة والسلام على رسول الله. 
-دخل مروان على الجميع بحالة يرثي لها شعر أشعث وعيون حمراء من كثرة البكاء وملابس غير مهندمة… اندفع تجاهه معاذ يجذبه إلى الغرفة التي فيها وسيلة والجد وبقية الحضور قائلا له : هيكتبوا الكتاب يامروان… إوعي تسيبها تضيع منك… 
-وقبل أن يتم المأذون الحديث الذي يلقيه… اندفع  مروان تجاههما جاذباً المنديل… قائلاً بقوة وهو ينظر لوسيلة التي أصبحت دموعها شلالاً لايتوقف من البكاء وبجوارها ميان ممسكة بيدها تواسيها : محدش هيتجوز وسيلة غيري. 
-وضعت وسيلة يدها على فمها من هول المفاجأة… مروان يريدها زوجة له… يحبها… أيعقل؟ 
-ابتسم له مروان وأدهم  ابتسامة تحثه على الثبات بينما تعالت همهمات بقية الحضور الذين وقفوا ليحصدوا المشهد كاملاً. 
-وقف الجد منفعلاً : أنت اتجننت يامروان… جاي تفضحني أدام الناس. 
-مروان بإنفعال : الفضيحة هتكون لو وسيلة بقت لغيري. 
-نهض حمزة غاضباً : أنا مش فاهم حاجة… أنت مين أنت عشان هتتجرأ وتعطل جوازي من وسيلة. 
-نظر له مروان بعيون ممتلئة بالكره الممزوج بالعذاب وقال له ناظراً لها : أنا الغبي اللي معرفتش قيمتها الا ماضاعت مني… بس خلاص انا هعوضها عن كل القهر اللي شافته بسببي. 
-تجهم وجه حمزة من شدة الغيظ وقال للجد : أنا مبقتش فاهم حاجة ياحاج مهدي. 
-المهدي بإعتذار : أنا آسف يابني… ثم نظر لمروان نظرة آمرة : أخرج بره يامروان خلي جوازة بنت عمك تتم. 
-قامت أم حمزة المرأة ذات الستين عاماً ولكنها تمتلك قوة تماثل ابنة الثلاثين… واقتربت من ابنها موجهة كلامها للجد : إحنا بنتهان في بيتك ياحاج وده مش أصول… عايزين نعرف راسنا من رجلينا…. 
– مروان بحدة : خدي ابنك وامشوا من هنا محدش هيتجوز وسيلة غيري.. 
-الجد موجهها كلامه لممدوح ابنه : خد ابنك وطلعه من هنا ياممدوح… شكله اتجنن. 
-نظر ممدوح لابنه بشفقة وهو في حيرة مابين ابنه وأبيه… 
-تحدث المأذون : ماتفهمونا ياجماعة… فيه إيه ومين هيتجوز فيكم. 
-حمزة مطمئناً المأذون : اقعد ياشيخ… اتفضل هنكمل… أنا اللي هتجوزها… 
-أخرج مروان من جيب سترته مسدسا وأعده  للإطلاق النار  وسلطه على حمزة بين صرخات وشهقات الجميع… وقال بانفعال :  هموتك قبل ماتكتب عليها وأنا على قيد الحياة. 
-نهضت وسيلة وأسرعت واقفة أمام حمزة وقائلة بارتجاف وبكاء: مروان… نزل اللي في ايدك ده… أنا هتجوزك أنت بس بلاش اللي في إيدك ده أرجوك وبكت بحرقة. 
-نظر لها مروان وانهمرت دموعه  وقال : وسيلة أنا بحبك… أنا معرفتش يعني إيه حياة غير معاكي… أنا اتولدت على إيدك… مكنتش أعرف إني متعلق بيكي كده… أنا بتعذب من يوم مابعدتي عني… الدنيا اسودت من بعدك… وسيلة أنا مبقتش قادر أكمل حياتي من غيرك… أنا اتدمرت…. وسيلة اوعي تبعدي عني تاني ….
-اقترب منه معاذ ووقف بجواره وقال له : خلاص نزل المسدس ده وهنخلي المأذون يكتب كتابك عليها… 
-نظر له مروان  بعدم ثقة… ولكن قال الجد له بجدية : سيب اللي في إيدك يامروان واللي أنت عايزه  هعملهولك. 
-شعر مروان بالأمان  والثقة من كلام جده فأنزل السلاح من يده بضعف… فجذبه منه معاذ… 
-تنهد الجميع بإرتياح… وفجأة وقعت وسيلة مغشية عليها….. 
يتبع..
لقراءة الفصل التاسع والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أنتِ لي للكاتبة سمية عامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!