رواية وجع الهوى الفصل الثامن والعشرون 28 والأخير بقلم ايمي نور
رواية وجع الهوى الفصل الثامن والعشرون 28 والأخير بقلم ايمي نور |
رواية وجع الهوى الفصل الثامن والعشرون 28 والأخير بقلم ايمي نور
بعد مضى ثلاث اشهر على تلك الاحداث
دلف صبرى الى داخل غرفة ولده بهدوء ليجدها يسودها الظلام الدامس رغم انتصاف النهار ويعبق المكان برائحة دخان السجائر ليتقدم الى الداخل بخطوات بطيئة حريصة حتى احدى النوافذ يفتحها ليملأ الضوء المكان مما جعل فواز يصدر تذمرا بصوت ضعيف وهو يتقلب فوق الفراش دافنا وجهه فى الوسادة فيهتف به صبرى بغضب
:لحد امتى هتفضل على حالك ده…قوم فز كلمنى
استجاب فواز له لكن بجسده هامد ينهض جالسا فى الفراش ليتطلع له صبرى بقلب يتألم بشدة وهو يرى الحالة التى اصبح عليها من جسده الهزيل ولحيته التى طالت حتى نهاية عنقه فيتنهد بحزن مقتربا منه محدثا اياه بنبرة حنونة مستعطفة
: ليه يا بنى تعمل فى نفسك كده….فاكر بلى بتعمله ده حبيبة هترجع…فوق يا فواز..وكفاية لحد كده هتضيع ايه تانى
كان فواز يستمع اليه بوجه حزين مستسلم حتى اتى على ذكر ضياع حبيبة منه لينفجر فى البكاء بدموع حبسها طويلا واتت كلمات والده لتحررها…اقترب منه صبرى سريعا ليحتطططضنه بين ذراعيه يهتف به برجاء
:فوق يابنى فوق…واثبت لها ولينا كلنا انك اتغيرت…وصدقنى يوم ما القيك اتغيرت انا اول واحد هروح لحبيبة واقنعها برجعكم…بس خليك راجل واقف على رجليك وبلاش الحال اللى انت فيه ده
رفع فواز عينيه الدامعة لابيه يسأله بلهفة
: تفتكر يابا هتسامحنى…. انا غلطت فى حقها كتير…. واستحملتنى كتير.. تفتكر هترضى حتى تبص فى وشى
شد صبرى على كتفيه بقوة يقول بحزم
: اعمل انت بس اللى عليك… وسيب الباقى لربنا… شد حيلك وهى اكيد لما تلاقيك اتغيرت هتسامح هى كمان
ارتسم الامل فوق ملامح فواز وقد بعث حديثه والده فيه الروح من جديد يعقد العزم ان يصير منذ الان شخصا جدير بها وبحبها شخصا اخر غير من عاشت معه طوال السنوات الماضية لعل وعسى ان ترضى وتعفو عنه رغم كل ما فعله فى حقها
**************
جلال…
نادته بصوت هامس متحشرج من اثر النوم قائلة برقة ليلتفت لها مبتسما بحنان قائلا
: عيون جلال وروحه
تحرك من مكانه يقترب منها منحنيا فوقها يقبلها بنعومة واصابعه تمشط خصلاتها بعيدا عن وجهها يسألها بأهتمام
: عاملة ايه دلوقت؟ احسن عن الاول
اومأت برأسها له تبتسم بنعومة وهى تحاول النهوض لتسرع يديه لايقافها قائلا بتحذير
: على فين…. مفيش حركة من السرير لسبع شهور الجايين
استلقت ليله مرة اخرى وهى تسأله بدهشة
: ليه انا كويسة؟ وبعدين الدكتورة مقالتش كده خالص
هز كتفه بلا مبالا قائلا بحزم
: انا اللى بقول هنا وكلامى لازم يتسمع
حاولت ليله الاعتراض قائلة
: بس يا جلال مينفعش انام طول الوقت ولازم…..
قطع الباقى من حديثها بشفتيه يطبقها فوق شفتيها يصمتها بقبلاته الرقيقة عليها ثم تنحدر ببطء فوق عنقها قبل ان يدفن وجهه بحناياه يتنفس بقوة قائلا بصوت مترتعش
: متتخليش حصلى ايه وهما بقولولى الحق ليله وقعت مغمى عليها….سبت سعد وعمك والفرح كله وجريت عليكى زاى المجنون
دست اناملها فى خصلات شعرها تمررها خلالها بحنان هامسة بمزاح حاولت به تبديد خوفه عليها الظاهر فى نبراته
: اكيد قلت ده رجعت فقدت الذاكرة من تانى…وهعيد الشريط معاها من اول وجديد…..
رفع وجهه اليها يهتف وعينيه تعصف بالمشاعر
: مافكرتش… كل تفكيرى ساعتها وقف…كان كل همى اروح عندك واخد فى حضنى وبس
رفعت كفها تضعه فوق وجنته بحنان تتلمسها لينحنى عليه يقبله بشدة تسأله برقة
: فرحت يا جلال لما عرفت انى حامل؟
هتف بها بذهول وعينيه تشع بالفرحة
: فرحت بس… دانا الدنيا مكنتش سيعانى من الفرحة بس مش علشان كده
عقدت ليله حاجبيها تتطلع اليه بدهشة ليسرع قائلا بصوت اجش مرتجف من اثر المشاعر التى تموج بداخله
: فرحت علشان انتى اللى هتكونى امه…فرحت ان فيه حتة منى جواكى هتربطنا ببعض اكتر واكتر….
توقفت كلماته حين جذبته هى نحوها لتقبله بلهفة وجموح للحظات طوال بادلها اياها هو الاخر غائبين عن العالم ثم ابتعدت عنه بعيون دامعة فرحة تهمس امام شفتيه
: بحبك… بحبك اوووى ياجلال
اغلق جلال بنشوة تأثرا بكلماتها يهمس هو الاخر بتحشرج
: وانا بعشقك يا قلب وروح وعمر جلال
***********
جلست صباحا فى الفراش تتابعه بعيون ولهة تحركاته فى الغرفة وهى يقوم بارتداء ملابسه تلتقى نظراتهم بين الحين والاخر مشتعلة بمشاعرهم حتى هتف جلال باحباط
:ليله يا حبيبتى…بلاش النظرات دى وحياتك… وخلينى انزل….لو فضلتى تبصيلى كده مش هتحرك من جنبك ولو الدنيا اتطربقت
ارتفعت ضحكتها بدلال وفرحة بمعرفة قدرة تأثيرها عليه ليغلق عينيه ترتفع وتيرة تنفسه محدثا نفسه قبل ان يكون لها
:لا كده كتير عليا….انا الاحسن انزل قبل اتهور…وانا بصراحة هموت واتهور
وبالفعل توجه الى الباب بخطوات سريعة مرتبكة مان كاد يفتح الباب حتى نادته سريعا ليتوقف لكن دول ان يلتفت لها قائلا
: ايوه يا ليله… فى حاجة؟
نهضت ليله تتجه نحوه قائلة بصوت متردد خائف
:كنت عاوزة اتكلم معاك فى موضوع……
التفت اليه ببطء بوجه جامد وجسد متشدد قد علم ما تريد الحديث عنه ليهتف بها محذرا وبقوة
: بلاش يا ليله…..خرجى نفسك بره الموضوع ده….وبلاش تتكلمى تانى عنه
حاولت ليله ان تتحدث محاولة اقناعه لكنه لم يمهلها الفرصة يسرع مغادرا يغلق خلفه الباب بصوت قوى دل على مدى غضبه فى تلك اللحظة
************
: كلمتيه يا ليله…
انتبهت ليله لكلمات الجدة والتى ومنذ مغادرتهم المنزل اتى بها جلال للمكوث معهم رغم معارضتها الشديدة لذلك فى بدء الامر لكنها وافقت سريعا حين ادركت تصميم جلال على المغادرة خوفا من حرمانها رؤيته بعد قراره الحازم بعدم العودة الى الدار مرة اخرى
اجابتها ليله بأسف
:حاولت والله يا جدة….حاولت كتير…مش قابل حتى يسمع كلمة عن الموضوع
تنهدت الحاجة راجية هى الاخرى بأسف قائلة
:ولا منى انا كمان….قافل قلبه وعقله ومصمم على اللى فى دماغه
ليله بحزن وصوت خافت
: حتى حبيبة هى كمان مش راضية حتى ترد عليها فى التليفون
قالت راجية بهدوء وهى تمسك بهاتفها تعبث به
: هما ليهم حق فى كل زعلهم.. بس خلاص بقى.. امهم هتتجن من غيرهم وكفاية عليها اللى حصلها وحرمانها منهم كل ده
رفعت الهاتف على اذنها… تصمت فى انتظار اجابة الطرف الاخر للحظة لتهتف بعدها بحزم جعل ليله عينيها تتسع بصدمة حين علمت الى من تتحدث
: ايوه ياقدرية…. اه…. مفيش ادمنا غير الحل اللى قلته …. خلاص هستناكى لاا متقلقيش انا اللى هتصدر له لو عمل حاجة… بس متتاخريش
اغلقت بعدها هاتفها تسرع ليله قائلة بخوف
: ليه كده يا جدة…. افرضى الموضوع اتعقد اكتر
ادارت راجية رأسها لامام قائلة بلا مبالاة
: يحصل زاى ما يحصل.. اهو احسن من سكوتنا ده
صمتت قليلا ثم عقدت حاجبيها تلتفت الى ليله تسألها بقلق
: تفتكرى جلال ولا حبيبة هيعملوا ايه لو شوفوها هنا؟
جعدت ليله وجهها تعبيرا عن خوفها وقلقها هى الاخرى دون كلام لتسرع راجية هاتفة باضطراب
: يحصل زاى ما يحصل…. اهى محاولة والسلام
***************
جلسوا جميعا بعد الغذاء فى غرفة المعيشة يسود جو من الهدوء والصمت بينهم فكلا مشغول فجلال جلس يتطلع الى بضع بين يديه غافلا عن نظرات ليله والجدة المضطربة الى بعضهم وتطلع ليله المستمر الى الساعة المعلقة فى الحائط حتى لاحظت حبيبة ما يدور تسال ليله بخفوت
:مالك يا ليله… قلقانة كده ليه…وكل شوية تبصى على الساعة
التفتت اليها ليله تنفى فورا هامسة بارتباك
: لا ابدا انا بس خايفة معاد الدوا يفوتنى..فبطمن على الوقت
حاولت حبيبة النهوض قائلة
:انا هقوم اجبهولك واجى بسرعة
اسرعت يد ليله توقفها قائلا وهى تتطلع الى الجدة برجاء
:لا خليكى لسه بدرى على معاده….هبقى ابعت حد من البنات تجيبه
اسرعت الجدة تنضم فى الحديث لهم تتحدث فى كل شيىء واى شيىء حتى فجأة تعال صوت من كانوا فى انتظارها تلقى بسلام متردد خافت عليهم لينهض كل من جلال وحبيبة بغتة يتطلعون الى مصدر الصوت بوجوم وتحفز سرعان ما تحول لذهول عميق والم وهم يروا والدتهم تقف على عتبة بابهم لكنها لا تشبها بشيئ فقد تحولت الى مايشبه الهيكل العظمى وجنتيها غائرة وعنينها يظلها الاسواد تتطلع لهم بتوسل ورجاء تهمس بصوت اجش
:انا اسفة انى جيت كده من غير ما استأذن بس غصب عنى مبقتش قادرة على بعدكم عنى ….
شعرت ليله بشفقة عليها عينيها تراقبها وهى تتقدم الى الداخل بخطوات مترددة خائفة تدير عينيها بينهم هم الثلاثة تكمل بصوت مختنق بغصات بكائها
: انا مش عاوزة غير انكم تسامحونى….عاوزة لما اموت..اموت مرتاحة وانا عارفة انكم نسيتوا ليه كل اللى عملته فيكم
وقف كل من جلال وحبيبة يتطلعون اليها بصمت وجههم خالى من التعبير حتى اتت على ذكر موتها لتتبدل ملامحهم لالم تسرع حبيبة وهى تشهق بالبكاء نحوها ترتمى فى احضانها تضم جسدها الضعيف اليها وهو تشهق بالبكاء قائلة بصعوبة وصوت منهار
:متقوليش كده يا ماما….بعد الشر عليكى….ربنا يخليكى علينا
انهارت قدرية تضم حبيبة الى صدرها وهى تبكى بهسترية ترفع عينيها الى جلال تتضرع مغفرته هو الاخر لكنه كان يقف كتمثال مصنوع من حجر لتخفض عينيها عنه بخزى والم فلم يستطع المقاومة كثيرا وهو يراها بكل هذا الانهيار امامها ليسرع هو الاخر ليها يحطيها هى وحبيبة بذراعيه يضمهم اليه بقوة وحماية تتعالى اصوات البكاء الصادرة عن قدرية وحبيبة وليله ايضا وهى تراقب جمع شملهم بسعادة لتهمس الجدة بابتسامة سعيدة ومطئنة
: حمد لله على السلامة….وربنا يبعد عنكم الشيطان يا ولاد….انا كنت عارفة استحالة هتستغنوا عن بعض ابدا
****************
مرت شهور حملها سريعة وسهلة ولكن لا تخلو من تدليل جلال لها وقد فاق كل الحدود تنافسه فيه والدته وقد قامت بنفسها بالاشراف على طعامها وادويتها بل وصل بها الحال الى اطعامها بنفسها كالاطفال ترفض اى محاولة منها لاعتراض
اما عن جلال فلم يسمح لقدميها ان تطأ الدرج يصعد بها وينزل بها رغم تقدمها فى الحمل وزيادة وزنها الضعف لكنه لم يكن يبالى باعتراضها كما الان وهو ينزل بها صباحا متجها بها ناحية غرفة المعيشة يضعها فوق الاريكة ثم يجلس على عقبيه امامها قائلا بعدها بقلق
: مش كنتى تخليكى فوق احسن….انتى طول الليل ما نمتيش…وضهرك كان وجعك
كانت اصابعه تمسد لها ظهرها بحنان وهى يتحدث اليها وعينيه تنطق بالخوف لتهمس لها بصوت مطمئن رغم الضغف به
:متقلقش انا كويسة…وبعدين الدكتورة قالت منمش على ضهرى كتير
زفر بعمق وتوتر وجهه قلق وبشدة وهو يحدثها قائلا
: مش عاوز اسيبك…بس لازم اخرج لساعة واحدة….بس هرجع على طول مش هتاخر عليكى
اومأت له وهى تبتسم له برقة وطمأنينة تدلف حبيية بعدها تلقى بتحية الصباح بصوت هادئ ليلتفت اليها جلال قائلا برجاء
: حبيبة خليكى جنبها…متسبهاش لحظة…وانا ساعة وراجع على طول
هزت حبيبة رأسها وهى تجلس فوق المقعد المجاور للاريكة قائلة بهدوء
:متقلقش يا حبيبى روح شوف انت مصالحك وانا هنا جنبها…وماما كمان نزلة كمان شوية متقلقش خالص
التفت جلال الى ليله ينظر اليها بقلق قبل ان ينحنى عليها يمس شفتيها بشفتيه برقة قبل ان يهمس فوقهم بحنان
:خدى بالك من نفسك…. وانا مش هتأخر عليكى
اومأت له برأسها لينهض واقفا وهو يزفر بقوة ثم يغادر سريعا بعدها ليمر بهم الوقت كانت خلاله االالام ظهرها تزداد وهى تتحدث مع حبيبة لكنهااخذت فى تجاهلها تحاول تمرير الوقت حتى تعالى صوت هاتف حبيبة بوصول رسالة لتسرع بالنظر اليه بلهفة تتعالى بسمة ضعيفة على شفتيها لتسألها ليله بصوت جاهدت لاخفاء الالم به
:لسه بيعت ليكى رسايل
هزت حبيبة رأسها بالموافقة وهى مازالت تتطلع الى هاتفها لتعتدل ليله جالسة تمسد ظهرها قائلة بصعوبة
: مش ناوية بقى تسامحيه…ده عمل المستحيل علشان ترضى عنه….جلال نفسه قال انه اتغير ومبقاش فواز بتاع زمان
صمتت حيببة تفكر فى حديث ليله تجد فى نفسها مقبولا له…تعلم ان غفرانها لم يعد مستحيلا كما كان فى بداية الامر خاصة وهى مازالت تحبه…برغم كله مافعله مازالت تحبه حبا لم تدرك عمقه وشدته الا بعد فراقهم…لتبتسم خفية لنفسها وقد قررت سماحه ولكن ليس من الضرورة ان يعلم عنه الان فليعانى الامرين قليلا حتى تبلغه قرارها…نعم فغفرانها لن يكون بتلك السهولة ابدا
فاقت من افكارها على صرخة ليله المتألمة لتلفت لها تسألها بخوف عما بها لتجيبها ليله بألم شديد وصوت متقطع
: الظاهر بولد يا حبيبة….
اتبعت كلماتها بصرخة اخرى متألمة قائلا بصعوبة وصوت باكى
: جلال… عاوزة جلال….اتصلى بيه علشان خاطرى….هموووووت
***************
لا يعلم كيف وصل الى المشفى ولا كيف مر عليه الوقت وهو يقف خارج غرفة المخصصة للولادة وقد اجتمعت العائلتين من حوله يحاول الجميع طمأنته لكنه لم يكن يستمع اليهم بل عقله وقلبه وجميع حواسه معلقة بتلك الغرفة فبداخلها اعز ما يملك واغلى من حياته نفسها يخشى عليها بشدة فلو اصابها مكروه لضاع معها فلا حياة له بدونها ولو لثانية واحدة
وقف وعينيه مسمرة بجمود ووجه شاحب بباب تلك الغرفة لوقت لا يعلم مداه حتى طلت عليهم اخيرا احدى الممرضات تحمل بين يدها لفافتين بيضاء اللون وهى تبتسم له بسعادة قائلة ببشاشة
: مبروك يا جلال بيه…ولدين زاى القمر
لم يلتفت اليهم حتى بل اسرع بسؤالها بصوت يرتجف لهفة وقلق
:ليله….ليله عاملة ايه…..طمنينى على ليله
اجابت الممرضة وفى عينيها نظرة اعجاب لم تستطيع اخفائها
: الحمد لله قامت بالسلامة وثوانى وهتلاقيها خارجة
وبالفعل لم تكد تكمل حديثها حتى خرجت ليله من الغرفة محمولة فوق سرير متنقل ليترك الممرضة تحمل طفليه ويسرع اليها يناديها بصوت مضطرب ملهوف يده تلتقط يدها يمسك بيها وهو يتحرك معها باتجاه غرفتها لتسرع كل من قدرية وحبيبة الى الممرضة الواقفة بذهول تتابع ما يحدث تحمل كل واحدة منهم طفلا ليجتمع الكل حولهم يتطلعوا الى تلك البراءة والجمال بفرحة وسعادة طاغية
******
نادته هامسة ليسرع ناهضا عن مقعده يجلس بجوارها يحيط راسها بذراعه وهو ينحنى عليها مقبلا جبهتها قائلا برقة
:عيون وقلب جلال….حمد لله على السلامة يا حبيبتى
رفعت عينيها اليها تسأله بهمس وضعف
:الولاد فين
اجابها واصابعه تبعد خصلات شعرها بعيدا عن وجهها
:فى الحضانة والكل معاهم هناك
هتفت برعب ترفع انامله تمسك بقميصه تسأله
ليه…حضانة ليه….الولاد فيهم حاجة يا جلال
امسك بيدها المتشبثة به يرفعها الى فمه يقبلها بحب قائلا وهو يبتسم لعيونها
:متقلقيش يا قلب جلال…ده حاجة طبيعية انهم يفضلوا فى الحضانة.. ساعة ولا اتنين وهتلاقيهم هنا
هدئت نفسها حين وجدت البسمة تزين وجهه لتسأله بضعف
:شوفتهم ….حلوين…..شكل مين
تنحنح بحرج قائلا ببطء
:بصراحة لسه لحد دلوقت ماشفتهومش….مستنى نشوفهم سوا
ابتسمت له ترفع يدها لوجنته تتلمسها بحب وهى تقول
: انا عاوزة اسمى واحد فيهم جلال
ارتفع حاجبيه بدهشة يسألها مستغربا ولكن عينيه تنطق بالفرحة
:بس ده مش من الاسامى اللى اتفقنا عليها
هزت كتفيها بعدم اكتراث قائلا بجدية مصطنعة
:عارفة..بس انا امهم وعاوزة اسمى كده
عقد حاجيبه بشدة وهو يتصنع الجدية هو الاخر
:حيث كده انا كمان ابوهم ومن حقى اسمى واحد منهم على مزاجى
سألته بفضول وعينيها معلقة به
: ايه هو؟ عاوز تسمى اسم ايه؟
اقترب من وجهها يقبل شفتيها برقة ونعومة هامسا فوقهم بأمتنان وسعادة طاغية
: جاد…هسمى جاد… على اسم الشخص اللى هدانى باجمل واغلى هدية فى حياتى….واللى هعيش عمرى كله اشكر فضله عليا وانه من عليا بيها
ابتسمت له وعينيها تتراقص بسعادة حين اتى على ذكر جدها تشعر بروحها تهفو له تعلم انها ستظل عمرها كله تتذكره بكل الحب بسبب تلك السعادة الطاغية التى اهداها اياها فى حياته و حتى بعد مماته..
تمت..
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا