روايات

رواية خطى الحب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الجزء الثاني والعشرون

رواية خطى الحب البارت الثاني والعشرون

رواية خطى الحب الحلقة الثانية والعشرون

تجلس ريحان مقيدة علي مقعد من الخشب بـ مكان مظلم جدرانه مهترئة صوت بكائها مرتفع يصدح بـ الارجاء تستنجد بـ أي احد يمكنه ان ينقذها انتفض جسدها بـ قوة ما ان استمعت الي صوت فتح الباب الحديدي بـ قوة و دلف الي الداخل ذلك الرجل ضخم الجثة الذي وجدته يلقي بـ معاذ المنهك من كثرة ما تعرض له من اذي جسدي للآن لقد كان وجهه دامي مليئ بـ الكدمات و الجروح مما جعلها تصرخ بـ فزع من هيئته لـ تستمع الي صوت ضحكات عالية صادرة من ذلك الضخم الواقف امام الباب و تقدم من الداخل غالقاً الباب بـ قوة خلفه قائلاً بـ صوته الخشن الذي يصدح بـ الغرفة بـ شكل مرعب :
_ انتوا فاكرين انكم هتضحكوا علينا يا شوية عيال
ارتجف جسدها و تعالي بكاء ريحان بـ حُرقة و هي تنظر اليها بـ رجاء بـ أعين خاوية من كثرة البكاء ثم نطقت بـ توسل :
_ ابوس ايدك خرجنا من هنا و انا هدور علي الحاجات دي و اجبهالك
صدح ضحكة عالية منه بـ سخرية علي حديثها السخيف و الذي يظهر غباء تلك الفتاة و سذاجتها و استطرد قائلاً بـ تهكم :
_ انتي عبيطة يا بت و لا اية اللي بيدخل هنا مبيطلعش
اخرج سلاحه الناري من خصره يشهره بـ اتجاهها يردف بـ حدة :
_ و انتم اللي جنيته علي نفسكم
صوت طلقتين ناريتين صدحا بـ قوة بـ اذن عزالدين الذي استيقظ من نومه منتفضاً يصرخ بـ خوف :
_ ريــحــان ، مـعـاذ
صراخه العالي جعل من تلك القابعة جواره تستيقظ بـ فزع تجلس سريعاً شاهقة بـ عنف ثم نظرت اليه و هو يجلس مستند بـ ذراعه الايمن علي الفراش و هو يضع يده علي قلبه يحاول تنظيم انفاسه المتهدجة لـ تمد يدها بـ اتجاه وحدة الادراج تأخذ كوب الماء و اقترب منه تضع يدها علي كتفه و تمد يدها له بـ كوب الماء متحدثة بـ هدوء حاولت جاهدة ان تجده بعد استيقاظها بـ رعب :
_ بسم الله عليك خد اشرب
اخذ منها الكوب و اعدلت يتجرعه كاملاً ثم وضع علي وحدة الادراج المتواجدة الي جواره و التفت اليها يحاوط وجهها بين راحتي يده يتفحصها جيداً قبل ان يطبع قبلة حانية علي جبهتها ثم ضمها الي صدره يتنهد بـ ارتياح لـ تسأل هي عن حالته تلك تردف :
_ اية اللي مصحيك كدا كابوس ؟
أومأ اليها و هو يزفر بـ اختناق مجيباً :
_ كابوس بشع
ابتعد عنها قليلاً يربت علي كتفها حتي تطمئن انه بخير ثم التفت يأخذ هاتفه و خرج من الفراش قائلاً بـ هدوء :
_ هكلم اخويا اطمن عليه
اومأت اليه و ما ان خرج من الغرفة حتي زفرت هي بـ ضيق مما يحدث يصعب عليها استيعاب ما آلت اليه الامور و وجود اشخاص متربصين لها و هذا الكابوس الذي داهم احلام زوجها من خوفه الذي يحاول الا يظهره ، استمعت الي صوته يتحدث الي معاذ و ينبه ان يخبر الجد بما يحدث لـ يحاول حمايته قبل ان يصيبه اي مكروه و هو سيفعل ما يمكنه فعله حتي يحاول حماية زوجته خرجت من الغرفة لـ تجده يتقدم اتجاه المرحاض لـ تتوجه هي الي المطبخ لـ تحضر القهوة …
خرج عزالدين من المرحاض يقطر منه مياة الوضوء و تقدم من ركن الصلاة لـ يصلي ركعتين قيام الليل كـ المعتاد حتي تهدئ روحه
_ اللهم اني اسألك بأني اشهد انك انت الله لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احد اسألك بـ رحمتك ان يزيح همي و تفك كربي و تدبر امري اللهم باعد بيني و بين شرور الدنيا اللهم احفظ زوجتي و اخي من كل مكروه و سوء
اتم صلاته مع انتهاءها من قدح القهوة الخاص بها لـ يتقدم منها يجلس الي جوارها متنهداً بـ ارتياح ، ابتسمت و هي تربت علي كتفه قائلة بـ هدوء :
_ بقيت احسن
هز رأسه بـ ايجاب يبادلها ابتسامتها بـ اكثرها لطفاً لـ تعتدل بـ جسدها في مقابله تسأل بـ فضول :
_ هو انت لية دعيت بـ سورة الاخلاص
ربت علي كتفها بـ رفق و اجابها عن سؤالها قائلاً بـ تفسير :
ورد عن النبيّ عليه الصلاة والسلام أنّ الدعاء بأسماء الله سبحانه وتعالى الموجودة في سورة الإخلاص مدعاةٌ لإجابة الله تعالى للدعاء و روي بريدة الأسلميّ رضي الله عنه عن النبيّ عليه الصلاة والسلام أنّه سمع رجلًا يقول (اللهم إني أسألُك بأني أشهدُ أنك أنت اللهُ لا إلَه إلا أنتَ الأحدُ الصمدُ الذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكن له كُفُوًا أحدٌ، قال: فقال والذي نفسي بيدِه لقد سألَ اللهَ باسمِه الأعظمِ الذي إذا دُعيَ به أجابَ وإذا سُئِلَ به أعطى) عشان كدا دايما بدعي بيها
اومأت بـ هدوء و قد ظهر الحزن جلياً علي وجهها ثم تنهدت بـ ثقل قائلة :
_ و الله انا حاسة ان اللي بيحصلي دا بسبب اني مش قريبة من ربنا
زفرت بـ قوة تمرر يدها علي وجهها تسترسل حديثها قائلة :
_ انا التزمت فترة في الصلاة و الله بس مش عارفة اية اللي حصلي رجعني مليون خطوة لورا
امسك بـ يدها يربت عليها بـ رفق مبتسماً بـ بشاشة قبل ان يتحدث اليها بـ نبرة حانية :
_ بس نقدر نبدأ تاني و نلتزم تاني و انا معاكي
ربت مرة اخري علي يدها يتحدث بـ مرح قائلاً :
_ قومي يلا اعمليلي قهوة زي اللي خونتيني و شربتيها لوحدك اشربها علي ما الفجر يأذن تتوضي و نصلي سوا
اتسعت ابتسامتها و قفزت عن الاريكة بـ سعادة غمرت روحها حين ذكر أنه الي جوارها هو دائماً معها و لكن قوله لها بـ كل مرة تسعدها و تزيدها ثقة به القت اليه قبلة بـ الهواء قبل ان تركض نحو المطبخ لـ تحضير قدح من القهوة
************************************
تأفف ياسين بـ ضيق من الركض خلفها بـ كل مكان تذهب اليه خشي ان يتركها لـ دقيقة و يستغل ذلك “جابر” للالتصاق بها كـ الغراء و يبدأ بـ فقرة التودد المعتاد عليها لم يكن عليه اعطاءه الفرصة حتي لا تستغلها تلك المجنونة خاصته ، لحق بها سريعاً و امسك بـ مرفقها يوقف حركتها لـ تلتفت اليه تنظر اليه بـ استفسار عما يريد لـ يتنفس بـ قوة و هو يمرر يده الاخري علي وجهه بـ ضيق قائلاً :
_ ممكن تهدي شوية بقي و تقعدي في مكان
تأففت و هي تبعد يده عن مرفقها قائلة بـ ضيق :
_ و انت مالك اقعد و لا لا دي حفلة يعني اعمل اللي يعجبني
_ سلمي
زمجر بـ اسمها بـ حدة حتي تعلم مدي غضبه من تصرفاتها الغير عاقلة و خصيصاً انها تعلم لما لا يريد منها التحرك بـ كل مكان لـ تبعد خصلات شعرها الي الخلف و تعقد ذراعيها امام صدرها في ثقة تظهر له علي تأثرها بـ زمجرته المرعبة و استطردت قائلة :
_ مخوفتنيش علي فكرة روح انت اقعد لو عايز انا مش هقعد
صك علي اسنانه و هو يعيد خصلات شعرها لـ تغطي اكتافها العارية ثم ربت بـ عنف علي ذراعها الايسر قائلاً :
_ اتلمي معايا يا سلمي بدل ما اوريكي وش تاني خالص انت مشوفتهوش
ارتفعت شفتيها بـ سخرية و هي ترمقه بـ غل ثم استطردت بـ تهكم :
_ اه وش عملته لما هربت مع شوية زبالة و استغليت الفرصة عشان تبعد عني مش كدا
كاد ان يجن من عدم اخذها لـ وقفه علي محمل الجد و انه لم يهرب فقط كان يخشي ان يفقدها او عائلته و لم يكن سيتحمل شئ كـ هذا ان يحدث ظهر الغضب جلياً علي وجهه قبل ان يتحدث بـ عصبية من حديثها الساخر :
_ تصدقي بالله انتي عايزة قلم علي وشك عشان تفوقي انتي وقعتي علي دماغك و لا اية
صمت لـ ثواني قبل ان يمرر يده علي وجهه يبث الي نفسه الهدوء ثم نظر اليها بـ سخط متحدثاً :
_ تصدقي تاني انا غلطان يكش كانوا ضربونا كلنا بالنار و خلصنا
نظرت اليه بـ ضيق تردف بلامبالاة :
_ انت عايز اية دلوقتي عشان زهقت من الكلام في نفس الموضوع
دفعها بـ رفق نحو الطاولة المتواجد عليها والدها قائلاً بـ غيظ :
_ عايزك تكني في مكان بقي بدل ما اجرك علي برا بكتافك الحلوة اللي مبيناها للناس دي
كبحت ضحكتها من الظهور علي نبرته المغتاظة و التفتت اليه تنظر اليه بـ ثقة قائلة :
_ مش مجبورة امشي معاك انا رايحة اقعد مع اصحابي
تنفس ياسين بـ هدوء يحاول ان يستجمع كامل هدوءه الا انه لم يقدر علي ذلك لـ يتحدث بـ ضيق :
_ سلمي كفاية كدا و خلي عندك دم اللي عدي علينا كتير مش ناقصة اللي انتي بتعمليه دا خالص
تحدثت بـ صوت خافت يقطر منه دلال انثوي بحت :
_ انا مضايقة منك يا ياسين مش عارفة اتخطي الموضوع كأنه شئ عادي
امسك بـ يدها لـ يقبل باطنها متحدثاً بـ لطف كـ المعتاد منه معها :
_ هراضيكي بس متضايقيش مني انا مكنش قصدي يحصل كل دا
تنهد تخفي ابتسامة واسعة كادت ان تحتل ثغرها قبل ان تجيبه بـ مزاح :
_ هو كلام يحترم و كل حاجة بس بردو لسة مضايقة
حاوط كتفها و وجه نحو باب الخروج ينوي الذهاب من هذا المكان قائلاً بـ مرح :
_ تعالي بس نطلع من المكان المعفن دا ياما اراضيكي و نبقي فل ياما هخنقك بايدي و اتاويكي في اي حتة
***********************************
رتب جهاد هيئته و يصفف خصلات شعره ناظراً الي نفسه بـ المراه و استطرد قائلاً الي تلك التي سألت عن وجهته :
_ انا هروح عند خالتي يمكن امي حطت الكرتونة عندها و لا حاجة
تقدمت تقف الي جواره واضعة يدها علي كتفه متحدثة بـ رجاء :
_ ما تطول چهاد بخاف و الله
ترك فرشة الشعر من يده و التفت اليها ينظر الي عينها اللامعة بـ رجاء ارتجف قلبه له قائلاً :
_ بقولك اية تعالي معايا و نتمشي شوية
نفت بـ رأسها سريعاً لم تستعد لـ تلك المقابلة الآن اردفت بـ هدوء و هي تعدل من ياقة سترته :
_ لا ما فيني هلأ ، خلص ما تتأخر
قبل وجنتها اليمني ثم ابتسم يبعد خصلات شعرها خلف اذنها قائلاً :
_ حاضر ، خلي بالك من نفسك
خرج جهاد متجهاً الي باب الشقة ثم التفت يرسل اليها قبلة بـ الهواء و خرج غالقاً الباب خلفه و ذهبت هي تفتح التلفاز لـ صدور اي صوت حولها حتي لا تخف من سكون المكان و ما كادت ان تجلس حتي استمعت الي جرس الباب لـ تقف من جديد تتمتم بـ غيظ :
_ يا الله منك يا چهاد شو نسيت
فتحت الباب و تجمد جسدها بـ رعب و تراجعت خطوة الي الخلف تهمس بـ خوف :
_ صفوان !!
ظهر صفوان و علي وجهه تلك الابتسامة الخبيثة و تقدم تلك الخطوة نحوها يردف بـ تهكم :
_ اية يا عروسة مشغولة عني لية و مبترديش علي تليفونك
ارتجف جسدها و تراجعت خطوة اخري تبتلع ريقها بـ صعوبة تهتف بـ تلعثم :
_ انا .. انا و الله .. انا كنت راح رد
تحدث بـ سخرية بـ لهجتها و هو يقرب وجهه اليها :
_ و شو منعك يا براء هانم .. جوزك مثلاً ؟
سأل بـ نهاية جملته لـ تنفي سريعاً بـ رأسها سريعاً تنفي عن جهاد ما يقول و اجابته بـ اضطراب :
_ لا چهاد ما دخلو بشي و الله ، تليفوني زحط علي الارض لا من تمه و لا من كمه
همهم الاخر و هو يعتدل بـ وقفته و بحث بـ عينه بـ انحاء الشقة يبحث عن زوجها المزعوم قائلاً بـ سخرية :
_ اه ، و المحروس فين بقى
اشارت الي الباب و هي تتحدث بـ هدوء :
_ مانو هون طلع هلأ لـ يشوف امه
وضع يده بـ خصره و تحدث بـ ضيق شديد :
_ و هيطلق امتي ان شاء الله مش المفروض كنتوا تطلقوا النهاردة !
لم تجد ما تجيب به عليه لـ تلتزم الصمت لـ يصرخ بها بـ غيظ و هو يجدها صامتة بـ برود :
_ انطقي هيطلقك امتي
انتفض جسدها بـ قوة من شدة خوفها منه و اجابته بـ ارتجاف سريعاً :
_ ما بعرف
امسك بـ رسغها يضغط عليه بـ قسوة يهز جسدها بين يديه ثم صاح بـ جوار اذنها بـ نبرة اقشعر لها بدنها :
_ احنا هنستعبط بكرا يكون مطلق ياما هسود عيشتك و عيشته
جحظت عينه و قد تذكر شيئاً لم يكن في مخيلته الي الآن لـ يسأل من بين اسنانه :
_ اوعي يكون لمسك
نفت بـ رأسها و هي تجيبه بـ خوف شديد :
_ لا ما عملي شي
حاولت حتي افلتت ذراعها منه ثم دفعته بـ رفق اتجاه الباب و استطردت بـ هدوء :
_ روح هلأ صفوان و انا بخليه يطلقني
امسك بـ يدها يبعدها عن كتفه ثم رفع سبابته بـ تحذير امام وجهها قائلاً بـ حدة :
_ لما اشوف اخرتها عشان اخرتكم انتوا الاتنين بكرا
اومأت اليه و هي تبتلع ريقها بـ صعوبة قائلاً :
_ اللي بدك ياه راح يصير صفوان ، روح هلأ و نحكي
ما ان خرج صفوان حتي اغلقت الباب تستند علي الباب تضع يدها علي قلبها قائلة بـ اضطراب :
_ يا الله شو بدي اعمل
***********************************
ما ان اتموا الصلاة و اختتمها عزالدين بـ الدعاء و هي تأمن خلفه حتي نظر عزالدين اليها مبتسماً و هو يتأملها بـ ثوب الصلاة الخاص بـ والدته و قد كان محتفظ به كـ ذكري لها ربت علي كتفها بـ حنو قائلاً :
_ تقبل الله
بادلته ابتسامته بـ الطف منها و هي تتحدث بـ خفوت :
_ منا و منكم صالح الاعمال
وقف عن محله مبتعداً عن ركن الصلاة الي الاريكة بـ الردهة و قبل ان يجلس التفت اليها و هي تخلع عنها الثوب قائلاً بـ تساؤل :
_ جعانة اعملك حاجة تاكليها ؟
نفت بـ رأسها و هي تطبق الثوب تضعه بـ محل معين بـ ركن الصلاة ثم تقدمت تجلس الي جواره و ساد الصمت لـ برهة حتي تحدثت هي هامسة :
_ عزالدين
نطقت بـ اسمه ثم مالت بـ رأسه علي كتفه و هي تستمع الي صوته المميز يجيبها :
_ نعم يا حبيبي
سألت بـ صوت خافت و قد هداها تفكيرها بـ ذلك الوقت الي ذلك :
_ انا لو حصلي حاجة هتفضل تحبني و لا ممكن تحب تاني حد غيري
مد يده يمسد علي وجنتها و هو يجيبها بـ لهفة :
_ بلاش الكلام دا يا ريحان ان شاء الله محدش هيقدر يأذيكي منهم متخافيش و متقوليش الكلام دا تاني انا عمري ما حبيت غيرك و لا عمري هحب حد غيرك
اعتدلت بـ جلستها تبعد رأسها عن كتفه ابتسمت بـ لطف و هي تضع يدها اليمني علي وجنته تهمس بـ صدق :
_ انا عايز افضل جنبك يا عزالدين انا بقيت مش عايزة ابعد عنك ابداً
اتسعت ابتسامته بـ سعادة تغمر روحه و كأن طفل يري الشمس تشرق لاول مرة و هلل بـ فرح قائلاً بـ مرح :
_ يا فرج الله اول حسنة لاستاذ معاذ
لـ تضحك بـ خفة قبل ان تميل تقبل وجنته ثم تهمس بـ جوار اذنه بـ دفئ قائلة :
_ انا حبيت حياتي بوجودك يا زيزو
حاوط خصرها مقرباً اياها منه اكثر مستمتعاً بـ انفاسها القريبة منه التي تلفح عنقه ه‍اتفاً بـ شغف :
_ ريحان انا كدا هتهور
ابتعدت علي الفور او بالاحري انتشلت نفسها من بين يديه سريعاً و قفت عن الاريكة مبتسمة بـ تسلية قائلة :
_ لا انا كدا هنزل شقتي خلاص
وقف هو الاخر حتي يمنع رحيلها هاتفاً بـ مرح :
_ استني بس هقولك حاجة
ركضت نحو باب الشقة و اخذت المفتاح من الطاولة التي تقع جوار الباب ثم فتحت الباب تخرج منه سريعاً قبل ان يلتقطها قائلة بـ مزاح :
_ مش عايزاك تقولي حاجة انا نازلة تحت
رفع يده بـ الدعاء و اردف بـ غيظ :
_ يارب تخافي تحت لوحدك و تطلعيلي برجلك
نزلت الدرج و هي تحاول كبح ضحكاتها علي تعابير وجهه المضحكة و يا للعجب انها بـ الفعل سعيدة الي جواره تشعر بـ الحب اتجاهه كانت تكبح شعورها و تنفي تفكيرها و تبرر لنفسها ان وقت الحب باكراً علي علاقتهما و لكن الآن هي متيقنة من ذلك قلبها الذي يقرع كـ الطبل الي جواره ارتجافتها حين تلمسها يده الدافئ شعورها انها تريد الجلوس امامه متأملة ملامحه الي ما لا نهاية اليس ذلك بـ حب !
************************************
استيقظت في الصباح الباكر و هي بالاصل لم تغفي سوا ساعة واحدة فقط حين اطمئنت ان الصباح قد حل و لم يعد هناك داعي لـ خوفها الطفولي اغتسلت و ارتدت ملابسها ثم اخذت قطعة من الكعك و كوب من القهوة و وقفت امام النافذة تستنشق بعض الهواء المنعش حتي يهدئ عقلها عن نسج قصص خيالية عن تخلص تلك العصابة منها بـ ابشع الطرق و اكثرها شراسة و لكن في تلك اللحظة اتجاه عقلها الي حالتها التي ستصبح اكثر دموية من هؤلاء العصبة و هي تفتك بـ تلك الحمقاء التي تقف امام البناية تنظر الي ساعة يدها و بـ التأكيد تنتظر زوجها صكت علي اسنانها و اتجهت نحو الطاولة وضعت عليها القدح بـ قوة و الي جواره تلك الكعكة و امسكت بـ الهاتف تفتح غرفة الدردشه الخاصة بـ عزالدين كاتبة سريعاً و هي تتنفس بـ قوة :
_ عزالدين انت نازل
انتظرت برهة حتي وصلها اشعار بـ رسالته لها و قد ارسل لها كاتباً :
_ صباح الخير يا حبيبتي ، ايوة نازل
زمجرت بـ غضب و هي تشعر بـ نيران تنشب بـ قلبها تكاد تأكلها حية و كتبت بـ غيظ متسائلة :
_ هو انت رايح الشغل مع داليا ؟
بعث لها بـ علامة تعجب ثم ارسل لها رسالة نصية :
_ لا ، هروح معاها لية !
ضغطت علي الشاشة حتي تسمح لـ تسجيل الصوت ان يحتفظ بـ صوتها راسلاً اياه و هتفت بـ ضيق ظاهر بـ نبرتها المشتعلة :
_ اصل الهانم مستنياك تحت اكيد مستنية تروح مع حضرتك بما انها ناوية تشتغل معاك في مكان واحد مستنية حضرتك توصلها
استمع الي صوتها المغتاظ بـ ابتسامة واسعة تزين محياه ثم كتب حتي لا يظهر علي صوته السعادة التي ترفرف داخل صدره :
_ لو عايزة تشتغل هناك الطريق مفتوح تروح لوحدها هي مش صغيرة و متقلقيش مش هسمحلها تضايقك تاني
اتسعت عينها لـ كشفه امر ضيقها بـ سهولة و بكل بساطة لـ تكتب اولاً :
_ لا عادي علي فكرة مش مضايقة
ثم تبعتها بـ رسالة اخري لم تستطع كبح محتواها داخل صدرها لـ يعلم ما هو مقبل عليه :
_ بس خد بالك انك لو مشيت معاها يا عزالدين و الله هعمل حوار جامد
حك مؤخرة رأسه بـ سعادة و لازال مبتسماً ثم كتب سريعاً و يده تضغط علي الشاشة بـ سرعة فائقة كاتباً :
_ تعرفي اني بحب غيرك
اتسعت اعينها بـ صدمة و هي تري رسالته الذي ارسلها بكل فخر مخبراً اياها انه يحب غيرها لـ تكتب بذهول حتي تتأكد مما كتب :
_ نعم !
انتبه الي ما كتب و قد اصاب هاتفه في التوقيت الذي يصحح به الاخطاء الإملائية لـ يسرع مصححاً جملته :
_ غيرتك
لا تصل تلك الرسالة و اختار الانترنت ان ينتهي اشتراكه الآن كتب متأملاً ان تُرسل اليها :
_ و الله غيرتك
انفرج فمها بـ دهشة و هي تكتب في عدم تصديق لـ وقاحته متسائلة علها تكون مخطأ :
_ انت بتقول بتحب غيري عادي كدا ؟
تأفف عزالدين و ضرب بـ هاتفه علي كتفه ثم بحث عن اغراضه سريعاً و هو يتمتم بـ غيظ :
_ يعني جاي تفصل دلوقتي الحق المجنونة دي قبل ما تفهم غلط
ما ان جمع اغراضه و هم بـ التوجه نحو الباب حتي استمع الي صوت قرع الباب بـ قوة و صوتها من الخارج يصدح غاضبة :
_ افتح يا عز بدل ما افتح دماغك
ضرب جبهته و تقدم يفتح الباب و تفاجأ بها تندفع نحوه بـ شدة حتي انه عاد الي الخلف خطوة امسكت بـ تلابيب ملابسه بـ قوة تهتف بـ شراسة :
_ انت ازاي تقولي بكل بجاحة انك بتحب واحدة تانية يعني كل دا كنت بتضحك عليا يا عز !
امسك بـ يدها يبعدها عن ملابسه بـ رفق و هو يتحدث بـ هدوء :
_ يا حبيبتي الكيبورد غلط و الله
نظرت اليه بـ سخرية لـ كذبته السريعة عاقدة ساعديها قائلة بـ تهكم :
_ و مصلحتش غلط الكيبورد لية يا ناصح
عبث بـ هاتفه حتي جاء بـ غرفة الدردشه لـ تري انه بـ الفعل قد حاول اصلاح ذلك الخطأ ، مد يده لها بـ الهاتف قائلاً :
_ الباقة خلصت و انا ببعتلك
رأت انه بـ الفعل قد بعث لها بـ رسالة لم تصل اليها لـ عدم توافر خدمة الانترنت همهمت و هي تمد يدها بـ الهاتف اليه قائلة بـ غيظ من نفسها فقد كشف أمرها بـ الكامل :
_ و اية غيرانة دي انا مش غيرانة اصلاً
نظر اليها مبتسماً بـ تسلية يهتف :
_ أصلاً
تأففت بـ غيظ و ما كادت ان تخرج من الباب حتي امسك بـ مرفقها يمنعها من الذهاب ثم مال اليها يقبل قمة رأسها قائلاً بـ حنو :
_ مبفتش عارف عدد المرات اللي قولتلك فيها اني بحبك انا استنيتك سنين معقول هحب غيرك !
التفتت اليه و لم تقدر علي كبح ابتسامتها اللطيفة التي ارتسمت علي ثغرها و دفعتها عاطفتها ان ترتفع علي أطراف اصابعها حتي تعانقه ، ضمها اليه بـ قوة طابعاً قبلة علي رقبتها يمسد علي خصلات شعرها بـ رفق حين سمعها تهمس بـ جوار اذنه قائلة :
_ متحبش غيري عشان انا كمان حبيتك يا عزالدين
ضمها اليه اكثر و خرجت منه قهقه رجولية بـ سعادة لم يستطع السيطرة عليها و حين هدأت قهقهته حتي تحدث بـ مشاكسة و لم يبعدها عن احضانه :
_ لا احنا نخلص الموال دا و نعمل الفرح
ارغمته علي تركها و هي تدفعه عنها بـ لطف و لم تنظر اليه انما كانت عينها لا تفارق الارض و هي تشير نحو الباب قائلة بـ ارتباك و قد خجلت من فعلتها التلقائية قائلة :
_ انا هاخد شنطتي من الشقة تحت و هاجي معاك توصلني الچيم
ركضت الي الاسفل و هو يقف واضعاً يده علي رأسه يقضم شفتيه السفلية مبتسماً و وقف شارداً لـ برهة حتي انتبه الي نفسه و تنحنح يعدل من هيئته و يخرج متوجهاً نحو شقتها و لكن انمحت ابتسامته حين وجد الباب مفتوح و هي لم تكن موجودة بحث عنها في ارجاء الشقة و لكنه لم يجدها ابتلع ريقه بـ صعوبة و اتجه الي الاسفل حتي يري ان كانت تنتظر امام البناية و لكنه لم يجدها ايضاً وجد داليا تقف جوار الحائط خائفة مرتجفة تبكي اسرع نحوها يسألها عن ما بها و ان رأت ريحان ام لا اشارت الي الشارع الرئيسي و هي تتحدث بـ ارتجاف :
_ في ناس اخدوها و كان معاهم مسدسات واحد منهم كان هيموتني لما حاولت اصرخ

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطى الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى