رواية غرام المغرور الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نسمة مالك
رواية غرام المغرور الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نسمة مالك |
رواية غرام المغرور الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نسمة مالك
ساحرة المغرور!!..
“فارس”..
لم يستطع التوقف عن التحديق في أعين زوجته.. كانت عينيه متوسعة..متوهجة..
ينظر في عينيها مباشرةً دون أن يزيح نظره عنها..
همساتها المتوسله جعلته يتوقف عن غمرها بعشقه، ولكنه لم يبتعد عنها انش واحد.. هي محض انتباهه الكامل..
بينما “إسراء” التي أصبحت بحالة يرثي لها كعادتها مؤخراً كلما ضمها لصدره.. متمسكة به بكلتا يديها.. قابضه على قميصه بكفيها بقوة.. تبادله نظرته بأعين متسعه أيضاً وصدرها يعلو ويهبط بشكل ملحوظ..
تحاول قرأه ما يدور بخاطره.. على ثقه انه لن يجبرها على القيام بأشياء لا تريدها فقط لتحقيق رغباته.. تقر لنفسها أنه دائماً يحترم قراراتها.. صبور معها لأقصي حد..
هو يكن لها مشاعر حب حقيقي ولذلك يظل صبوراً ولطيفاً معها طيلة الوقت..
حتي عندما يتشاجران مؤخراً يظل هادئ وحنون عليها فقط لإصلاح الأمور حتى لو لم يكن ذنبه، حيث أن خوفه من فقدانها أكبر من رغبته في إثبات أنه على حق..
يعمل بجد لمساعدتها بأي طريقة.. قام بتأمين مستقبل ابنتها بوضع مبلغ خيالي بحسابها.. يحتضنها بحب أبوي صادق ويوفر لها كل سبل الراحة والأمان..
بل إنه مستعد للتضحية بالوقت، والنوم، والمال، فقط لجعل حياتها مريحة..
كما أنه لن يستغلها لتلبية احتياجاته الخاصة..
على علم هي بكل هذا.. تري فيه الرجل العاشق الذي يضاعف جهده دائماً ليجعلها تشعر بأنها مميزة رغم أنه لا يفعل هذا ليثير إعجابها، بل لأنه يريدها أن تعلم مقدار حبه لها..
شعرت بخزي وإحراج شديد من نفسها حين داهمها ذكريات كل ما يفعله معها.. وهي بالمقابل تخبره بكل جحود أنها لا تستطيع أن تنسي زوجها السابق..
“غبيه يا إسراء”..
هكذا نهرت نفسها وهي تزيد من ضمه لها أكثر، واخفت وجهها بحنايا صدره هروباً من عينيه المحاصره لها..
“بصيلي يا إسراء”..
أردف بها داخل أذنها بصوته المدمر جعلها تنكمش على نفسها داخل أضلاعه أكثر، وبدأت تبكي بصمت..
أطبق جفنيه بعنف حين شعر بارتجاف جسدها بين يديه ووصل لسمعه شهقاتها الخافضه..
اعتدل جالساً بها، وعدل وضعها داخل حضنه أصبحت جالسه على قدميه، ووضع أصابعه أسفل ذقنها جعلها تنظر له..
“قوليلي فيكي أيه يا روحي.. ليه كل الصراع اللي جواكي دا؟!”..
اجهشت بالبكاء أكثر تتذكر حديثها مع “خديجة” وما اخبرتها به بخصوص خطوبته من تلك ال “ديمه” والخسارة الكبيرة التي سيتعرض لها إذا أنهى هذه الخطبه، والتي من الممكن أن يعلن عن إفلاسه بسببها..
.. فلاش باااااااااااك..
“انتي حبيتي فارس يا إسراء؟!”..
أردفت بها” خديجة” بابتسامة رقيقه..
توردت وجنتي” إسراء” بحمرة الخجل وخفضت عينيها وهي تقول بستحياء..
“مش عارفه يا ديجا.. أنا لما بكون معاه ببقي في دنيا تانيه خالص.. بحس انه بيحبني أوي.. لا بحس انه بيعشقني”..
صمتت لبرهه وتابعت بتنهيده..
” مش هكدب عليكي مافيش حد يقدر يقاوم عشق زي عشق فارس، وبصراحة أنا حبيت عشقه ليا”..
ترقرقت عينيها بالعبرات، وبأسف تابعت..
” بس خايفه أكون مجرد نوع جديد عليه مجربوش قبل كده ويجي يوم عليه ويمل أو يزهق مني وعشقه دا ينطفي.. ساعتها هتقهر ومش بعيد أموت فيها”..
ربتت “خديجة” على وجنتيها بكف يدها بحنان، وتحدثت بثقه قائله..
” اطمني فارس بيحبك بجد، وعمره ما هيزهق ولا يمل منك في يوم..بدليل انه مستعد يخسر كل ثروته علشان يكسبك أنتي يا إسراء “..
اعتلت ملامح” إسراء “الدهشه وبعدم فهم أردفت..
” يخسر ثروته علشان يكسبني إزاي!! مش فاهمه يا ديجا.. فهميني؟”..
أخذت “خديجة” نفس عميق، وبأسف قالت..
” انتي عارفة ان فارس خاطب ديمة بنت رئيس الوزراء”..
حركت” إسراء ” رأسها بالايجاب مردده..
” أيوه عارفه، وهو قال إن الخطوبة دي مجرد شغل وبس، ومش هيتم جوازه من ديمة دي”..
بكت” خديجة” بنحيب وتحدثت بصوت يملؤه الآسي..
“لو فارس متمش جوازه من ديمة هيخسر كتير أوي فوق ما تتخيلي.. مشاريع و صفقات كبيرة تعتبر أساس رأس المال عنده هيخسرها، ولو دا حصل ممكن تخليه في فتره قصيرة جداً يعلن إفلاسه.. دا غير أن ديمة وبابها مش هيسبوه في حاله وممكن يوصل بيهم الأمر أنهم يقتلوه يا إسراء”..
جحظت أعين” إسراء ” بصدمة، وانقطعت أنفاسها بخوف ظهر على محياها التي شحبت فجأه، وانسحبت منها الدماء، وهمست بصوت متقطع من شدة فزعها قائله..
” معقوله يقتلوه؟! “..
حركت” خديجة ” رأسها ايجاباً متمتمه..
” أيوه ومش لوحده كمان، وممكن يقتلوني معاه لأني شريكته، ودا بسنس كبير، ومافيش فيه هزار ولا تراجع بالساهل كده، ولو صمم إننا نتراجع عنه يبقي هندفع شرط جزائي برقم خيالي هيخلي كل أسهم شركتنا تنهار”..
أغلقت” إسراء” عينيها كمحاولة لكبح عبراتها، ورسمت ابتسامة حزينه على ملامحها مدمدمه..
” اممم.. يعني أفهم من كلامك دا انه لازم يتجوز ديمة”..
اجابتها” خديجة ” بلهفه..
“اطمني.. هيبقي مجرد جواز صوري على ورق.. بس فارس مستعد يخسر كل ثروته عشانك زي ما قولتلك، و رفض يتجوز ديمة من بعد ما حس أنك تقبلتي حبه ليكي”..
نظرت لها “إسراء” وجدت الخوف والقلق يسيطر عليها.. تستجديها بعينيها ان تتفهم موقفها.. من الممكن أن تخسر هي الأخري أموالها وعمرها إذا تم إنهاء علاقة زوجها بالمدعوه خطيبته..
هبطت دمعه حارقه على وجنتيها مسحتها سريعاً، وابتسمت بسخريه على حالها وحال من سقط في عشقها.. أصبح محاصر بين طمع والدته التي سيعطيها مبلغ كبير من المال هي الأخري لتتوقف عن محاولة قتله، وبين ديمة ووالدها وأعمالهم التي تقدر بمليارات الدولارات..
دفنت مشاعرها بين ثنايا روحها، وتحدثت بهدوء عكس نيران قلبها المشتعله..
“اطمني يا ديجا أنا مستحيل أكون السبب في أي خسارة ليكي أو لفارس”..
انهمرت عبراتها بغزاره بعدما فشلت في السيطرة عليهم، وتابعت بمراره..
“ديمة هتكون عروسة جوزي”..
.. نهايه الفلاش بااااك..
فاقت من شرودها على قبله عميقه بجانب شفتيها، وصوت “فارس” يهمس بأذنها ببعض الغرور..
“سرحانه فيا وأنتي جوه حضني”..
غمز لها بشقاوة مكملاً..
“لدرجاتي بتحبيني”..
تنظر له بأعين تلتمع بالعبرات.. تتأمل ملامحه التي لا تلين هكذا إلا لها وحدها.. معها يتخلي عن صرامته، وحدته..
يظهر عكس طبيعته.. يأكد لها أنها حقاً نقطة ضعفه..نظرتها له رأها هو بقلبه.. فستند بجبهته على جبهتها، وأخذ نفس عميق يملأ رئتيه بعبير أنفاسها مغمغماً..
“تعرفي نفسي أرجع أشوف بعيوني زي الأول علشان اتأملك زي ما أنتي بتتأمليني كده دلوقتي”..
لثم شفتيها بمنتهي الرقه جعلها تطلق آهه خافضه متنهده بأسمه بنبره أطارت اللُب من عقله..
سار بكف يده على طول ذراعها حتي أمسك كف يدها وضعها على موضع قلبه مكملاً بابتسامتة المهلكة..
” بس اطمني انا بشوفك بقلبي”..
ترك يدها على قلبه، ووضع كف يده على موضع قلبها، وتابع بثقه..
وحاسس بحبك ليا وغيرتك عليا، يا ساحرة المغرور”..
كانت تجاهد حتي تظهر الجمود والبرود في معاملتها له، ولكن همساته، ولمساته افقدوها صوابها خصتاً حين لف يده حول خصرها ولصقها بصدره أكثر مغمغماً..
“بحبك يا إسراء، وعمري ما حبيت في حياتي حد قبلك ومستحيل أحب بعدك”..
لم تفكر مرتين، والقت نفسها داخل حضنه تضمه بكل قوتها.. استقبلها هو بلهفة عاشق يحترق بنيران الإشتياق..
بكت بنحيب شديد مردده من بين شهقاتها بصعوبة..
“ممكن اطلب منك طلب يا فارس”..
“فارس،وقلبه، وعمره كله بين ايديكي يا إسراء”… قالها وهو يعتصرها بين يديه.. يود لو يخفيها داخل ضلوعه..
حاولت السيطرة على حدة بكائها، وابتعدت عنه بضعة انشات.. ليسرع هو ويزيل دموعها بكلتا يديه بمنتهي الرفق..
اهدته ابتسامتها الخلابة، واحتقن وجهها بحمرة الخجل أكثر، وعضت على شفتيها السفليه بأسنانها متمتمه بصوت يكاد يكون مسموع..
“هقولك.. بس الأول خلينا نتم أتفقنا”..
تصلب جسده فجأه حين شعر بأناملها الصغيره تفك أزرار قميصه واحد تلو الأخر بستحياء شديد.. أخذ منه الأمر لحظات حتي تفهم أنها وأخيراً تريده زوجاً لها بكامل أرادتها،وقد ألقت كل شيء خلف ظهرها الآن وعقدت عزمها على تعويضه عن ما مر به من ألالام مبرحة ستمحي هي أثارها وتتركه يمتلاكها قلباً وقالباً..
روعه بجد
وأسلوب كتابتك خطير الصراحه
بالتوفيق