روايات

رواية قانون آيتن الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم داليا أحمد

رواية قانون آيتن الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم داليا أحمد

رواية قانون آيتن الجزء الخامس والعشرون

رواية قانون آيتن البارت الخامس والعشرون

رواية قانون آيتن الحلقة الخامسة والعشرون

لاحظ حمزة ترددها، وتفهم حالة صمتها فما مرت به صعب على أي فتاة بعمرها فهي لم تعيش فترة طفولتها ولا مراهقتها مثل البنات في عمرها ولكنه سيعوضها عن كل ما مرت به، همس قائلاً بجدية:
-انا مش عايزك تردي تقولي حاجة يا حبيبتي..لما تحسي انك مطمنة و واثقة فيّ قوليها..غير كده اوعي تقولي الكلمة دي وأنتِ مش متأكدة… فاهمة
ابتسمت ايتن له بتفهم..واستلقى هو بجانبها على السرير لتضع رأسها على صدره وشعرها الكثيف يغطيه..فضمها اكثر بحجم شوقه لها…
وكأن صدره أصبح وسادتها وشعرها غطائه
أعدك بأنني لن أؤذيك إلا عندما أعانقك .. بمجرد أن أفتح ذراعي لك ، تذوبين فيه مثل قطعة من السكر ..
________

 

في إحدى المطاعم الراقية بمدينة الإسكندرية التي تطل على البحر
كانت منة تجلس مقابل سيف وبجانب كلا منهم عمر و لؤي
تنحنح سيف قائلا:
-عمر حبيبي معلش ممكن تقعد مع لؤي على الترابيزة التانية
قال عمر بسماجة:
-لا.. أبيه حمزة قالي ممنوع اسيبكم
منة بتوسل غير مباشر:
-معلش يا حبيبي مش هقوله
نظر إلى اخته بغضب:
-اسكتي أنتِ
سيف بمحاولة إقناعه :
-طيب بص يا باشا…فيه كيدز ايريا هنا..وحاجات تحفة هتتبسط اوي
هتف عمر ببرود :
-كبرت على الكلام ده
زفر سيف بنفاذ صبر..هامسا بنبرة خافتة:
-وبعدين في اخوكي ده بقى !
تحولت هدوء منة إلى غضب طفيف، قائلة بتهديد :
-مارو حبيبي..اسمع الكلام بقى..ولا تحب اقول لبابا على المصيبة اللي عملتها امبارح في المدرسة واستدعاء ولي الأمر الجديد
هتف سيف بسرعة :
-وانا مستعد اروح معاك المدرسة واشدلك عليهم كمان

 

عمر بتفكير:
-بجد؟
-طبعا يا معلم
التفت عمر إلى لؤي:
-طيب يلا يا لؤي..نلعب
ثم نهضا الطفلين من مقعدهم متجهين ناحية ركن الألعاب
هتفت منة بانزعاج:
-ها؟؟ موضوع ايه بقى اللي جبتني عشانه
ضاقت عيناه وهو يهتف بتوجس:
– انا عايز اخد رأيك في موضوع شخصي
قطبت حاجبيها بدهشة:
-واحنا من امتى كنا قريبين من بعض عشان تاخد رأيي في مواضيعك الشخصية ؟! .. و يا ترى بقى كنت من بقيت عيلتك عشان تسألني؟
– اهو ده بقى الموضوع اللي كنت عايزك فيه فعلا
– طيب قول يمكن أساعدك
قال سيف بجدية:
-انا عايزك تبقي من عيلتي.. يعني عايز اجي اتقدملك..موافقة؟؟!
– اللهم صلي على النبي
رمشت عدة لحظات محاولة استيعاب ما قاله..أيمزح بالتأكيد؟!..ام أنها داخل حلم…او داخل رواية من رواياتها الخيالية
لاحظ اتساع عيناها وتطلعها إليه بدهشة، بينما تنظر حولها وإلى زوايا المطعم بتفحص، سألها بدهشة :
– منة… أنتِ بتبصي حوالينا ليه ؟ هو في حاجة غلط انا قولتها؟

 

– بشوفهم مخبيينها فين
– هي ايه دي ؟؟
ابتلعت الغصة المتكورة بحلقها واجابت بصوت شبه باكي:
– يعني دي مش الكاميرا الخفية؟
– نعم؟؟؟؟
– بتاع زكية زكريا للاستاذ ابراهيم نصر…هو رجع امتى البرنامج ده ؟؟
قهقه سيف ضاحكا، همس بعدها بنبرة رسمية:
-يخرب عقلك لا طبعا.. انا عايز اتقدملك عشان اخطبك لو موافقة حدديلي ميعاد مع اهلك..او اتفق مع حمزة
تجاهلت جملته قائلة بتفكير :
– عندك حق هو البرنامج قديم أوي…بس يبقى ده برنامج الاستاذ رامز جلال مش كده ؟؟
قطب حاجبيه بدهشة:
-منة أنا مابهزرش..هو فيه هزار في الجواز؟ بصراحة في الأول مكنتش حاسس أننا ينفع يكون في بينا حاجة بس لما لقيتك اتغيرتي معايا وكلامك ليا في العربية لما حكيتيلي كل حاجة..وقتها اترددت بس بعدها النصيب لما قربت منها لقيت أننا مش مناسبين لبعض وهي كمان وبعدنا عن بعض..بعدها فكرت فيكي واتضايقت اني كلمتك يومها بالطريقة دي بس انا مكنش ينفع اتكلم غير كده لأن ماليش في الارتباط ولا الكلام ده… انا عندي اعتقاد معين ادخل البيت من بابه وتبقى دبلتي في ايدك وقتها تبقي فعلا تخصيني ابقى من حقي اقولك اني بحبك…لكن انا مقولش أبداً لأي واحدة اني بحبها او معجب بيها
أردف بعدها قائلا بصدق :
– يمكن اللي فرق معايا أوي و حسيت وقتها اني فكرت فيكي لما غيبتي كتير..فوصلت لنتيجة أن انا عاوز اخطبك أنتِ يا منة بكامل إرادتي من غير زن ماما..حتي جنانك وتلقائيتك اللي كنت فاكر أننا مش شبه بعض لقيت إني اتشديت لك بسببهم.
اتسعت عيناها بصدمة:
– كل ده حصل !

 

اومأ بإيجاب، قائلا بنفاذ صبر مزيف:
-قوليلي ايه رأيك في الكلام ده يا منة؟.. مش عارف ليه حاسس أنك مش موافقة عليا..انا برضو قولت كده..عشان كده طلبت من حمزة اتكلم معاكي الأول.. لو كده اعتبريني سحبت كلامي خلاص
هزت رأسها بنفي:
– تسحب ايه ؟؟ أهدى كده
انتبهت لاندفاعها وتسرعها المعتاد،تنحنحت قائلة:
-احم..لا بس لو عاوز تسحب يعني كلامك براحتك..بس يعني انا بتأكد لأن مش أي حد هيقولي انه عايز يتقدم هقوله تعالى.. لازم الاول اتأكد من كام حاجة
– اتفضلي
– أنا وقعتك يعني ؟
– ها !
– اقصد اني وقعتك أخيراً ؟
ابتسم قائلا بتبرير :
– وقعت آه بس بكامل إرادتي..و نيتي حلال طبعا
قهقت بضحكة طفولية جميلة :
– ما يقع إلا الشاطر يا باشا مصر
لتردف قائلة بفضول:

 

-طيب انت متأكد انك مرتاح لي وحاسس أن هيبقى في بينا حاجة ؟؟
صاح سيف بنفاذ صبر:
-لا عايز اضيع وقتي… منة هتجيبي رقم باباكِ ولا لأ؟
ارتشفت نصف كوب العصير بسرعة، ثم نظرت له بابتسامة وهي تطلب منه هاتفه :
– افتح لي الموبايل بتاعك اكتبلك الرقم
لم تكن صدفة عندما وجدتك .. لقد رسمتك على حدود أيامي .. كنت شيء ينتظرني وانتظرته .. لقائنا ما كان إلا بداية قصة صاغها القدر بقدر المستطاع.
________
-بقولك ايه انا هرقص
هتفت ايتن فجأة بسعادة..
سألها بذهول :
-ترقصي ايه ؟
– شرقي
لم يستطع أن يمنع نفسه من الضحك , غير مصدقاً:
-انتي اصلا بتعرفي ترقصي ؟
– اومال رقصت في فرحنا ازاي
– لا رقص فرحنا مكنش شرقي بالمعنى…
زفرت بغيظ من سخريته ، ثم انحنت نحوه وهمست بصوت مغري:

 

-اه طبعا بعرف..هو فيه زي رقصي
ضحك مقهقها، وهو يغمز لها:
-هنشوف يا مغرورة
تذكرت شيء ما:
-بس فيه مشكلة..انا مش هعرف ارقص بالقميص بتاعك ده..
-افتحي الدولاب الصغير إللي في الاوضة التانية هتلاقي فيه لبس لكِ
رمشت عدة لحظات تحاول استيعاب ما قاله؟! ذاك الوقح الاستغلالي تعمد ان تجلس أمامه هكذا وهو في الاصل قد أحضر لها ملابس، لتصيح فجأة بعنف:
رمشت للحظات وهي تحاول أن تستوعب ما قاله.. ذلك الوقح المُستغل جعلها جلست أمامه عمدًا هكذا ، وقد أحضر ملابس لها في الأصل ، فصاحت به فجأة بعنف:
-ازاي وانت قولتلي مفيش لبس ليكي..يعني ده كان معناه انك بتستغل اي فرصة وخلاص
قهقه بغمزة رائعة:
-طب بذمتك ماكنش حلو عليكي؟
ضربته علي صدره:
-بجح
حمزة بابتسامة مستفزة :
-عارف
زفرت بغضب :
-و وقح كمان
قهقه قائلا بمكر:
-معاكي أنتِ بس على فكرة
احمرت وجنتيها خجلا، قائلة بمشاكسة:
-خلاص غيرت رأيي مش هرقص..عقابا ليك
حقا تمزح ؟؟ قرر استفزازها للوفاء بوعدها:

 

-قولي بقي انك مبتعرفيش
شهقت باعتراض :
-نعم؟ مين دي اللي مبتعرفش
رفع حاجبيه بخبث:
-بصراحة مش متخيلك خالص انك ترقصي
جعدت حاجبيها بضيق، لأنه نجح بالفعل وأثار غضبها ، فنظرت إليه بحدة وهي متجهة إلى الغرفة الثانية .. ورافقها ضحكاته التي لا يمكن وقفها ، حيث فاز في النهاية بالمعركة.
اتسعت عيناه بإعجاب وهو يري ما ترتديه، كانت ترتدي فستان باللون الابيض مرسوم عليه زهور صغيرة باللون الاصفر..ذو حمالات رفيعة،فتحة صدر واسعة، قصير فوق الركبة، ضيق ويحدد تفاصيل جسدها المغري..وبكل نعومة ودلال توجهت ناحية جهاز مشغل الموسيقى..ليسقبها هو ويستقر على اغنية من اختياره..حاول أن يقترب منها أكثر لكنها دفعته، قائلة بغضب طفيف:
-خليك مكانك..انا هرقص و بس
ضحك بهدوء:
-حاضر يا بونبوناية
تحركت نحوه بخطوات راقصة على أنغام الموسيقى في بداية الأغنية ، بينما كان يتأمل حركاتها التي تأسر عينيه…تميل بميول الايقاع، بذلك الخصر الذي كأنه نسج فقط ليتمايل باحتراف كامل، هذا الجسد المنحوت بإفتنان، شفتيها المكتنزة المبتسمة بإغراء، شعرها الأسود كسواد الليل بلمعان نجومه الذي انسدل علي طول خصرها..ابتسمت بإغراء وهي تتمايل مع الإيقاع مع بدأ أغنية “الدنيا دنيتنا” لـلفنان: “سامو زين”
“الليلة ليلتنا حبيبي الليلة
والدنيا دنيتنا حبيبي الليلة
سيبني ادوب في هواك يا حبيبي
وانسى روحي معاك يا حبيبي
كل ثانية تفوت آهات وسكوت بحبك موت”

 

كانت ترقص بجسدها أمامه ، بقصد إغرائه أكثر ، فقرر أن يشاركها تلك الرقصة .. اقترب منها وأمسك خصرها بيده وهي تتمايل أمامه .. لكنها ابتعدت و استدارت.
ثم اقتربت منه مرة أخرى وكانت عيناها الخضراء ساطعتان لامعتان بنظرات رائعة .. بينما هو لف جسدها بهدوء بالفستان الواصف تفاصيل جسدها بدقة.
“آه من الشوق وآه وآه وآه من العين
نفسي أعيش سعادة بجد مش بين البينين
خايف عمري يجري قبل ما اشبع من هواك
لو فاضل دقايق نفسي اقضيهم معاك”
حاول حمزة السيطرة على ملامحه حيث تجاوب بالرقص معها بابتسامة ومتابعة حركات جسدها المتمايلة باغواء ناعم .. ملامسته لخصرها وهو ينظر إلى عينيها بكل حب قبل أن تبتعد لتوليه ظهرها وتميل للخلف .. ثم حركت كتفيها بدلال
“ليلة واحدة جنبك نبتدي أجمل غرام
نظرة واحدة منك تختصر كل الكلام
قبلك كنت عايش بس عايش والسلام
حبك خلى عيني حتى تستخسر تنام”
استدارت وأوشكت الأغنية على الإنتهاء، لتتفاجأ به يغلق الاغنية
حمزة بملامح حادة:
-مقولتليش يعني كده

 

شهقت بحنق:
-ايه ماعجبتكش؟
رفع حاجبه، قائلة بهمس:
-ده انتي من هنا ورايح مش عايزك تبطلي رقص
عقدت ذراعيها على خصرها، قائلة باعتراض:
-لا هي كانت مرة وخلاص
كادت أن تكمل اعتراضها ، لو لم يشدها تجاهه بقوة ، ثم انحنى فجأة وألقى بها فوق كتفه .. ثم ألقى بها برفق على السرير.
______
في المساء
في عرض البحر، كانت ليلة قمرية رائعة، مما حول الأجواء إلى شاعرية بشكل يفوق الخيال
جلسا على سطح اليخت، كان الهواء باردا فاقترح ان ينزلا للأسفل في القاعة المغطاة فرفضت، فخلع سترته و وضعها علي كتفيها..و مد يده ليتخلل شعرها بأصابعه..ثبت عينيه علي عينيها بافتنان، ثم مد يده ليحتوي يدها في راحتيه
-تعرفي انك أجمل واحدة في الكون ؟
قالت ايتن مصححة له برقة:
-هو فيه اجمل منك انت؟
ثم أردف وهو يشير إلى القمر المضيء في السماء :
-شايفة القمر..رغم جماله وكماله..رغم كده مش قادر أشيل عيني من عليكِ
انفجرت نسمة منعشة من الهواء النقي وجعلتها تعتقد أن الوضع كله كأنه حلما.. نظرت إليه ووجدت في ذهنها آلاف الأفكار ، لكنها لم تعرف من أين تبدأ ، لكن ما هو الداعي للكلام عندما تقول أعينهم كل شيء؟
شعر برجفة في جسدها فضمها إليه ليحتويها، و رغم أنها ترتدي سترته فوق فستانها القصير إلا أنها لم تشعر بالدفء الا بين ذراعيه، كان الخجل يغمرها وهو يحتويها و رغم ذلك تمنت لو دامت هذه اللحظة للأبد، احتضنها بقوة وكأنه يريد أن يمزجها بجسده وتسكن صدره، فلا يمسها مخلوق سواه..رفعت عينيها إليه وهمست بنعومة:
-حمزة
-قلب حمزة
سألته بفضول:

 

-ازاي عرفت ان انا كان نفسي اركب يخت وافضل قاعدة فيه لحد بالليل
قال حمزة بشرود:
-من فترة قريبة كده..كنتي عاملة كومنت على بوست علي الفيسبوك مع منة..انك نفسك تفضلي يوم في يخت في هدوء كده لحد بالليل بس مش هينفع عشان مامتك..حسيت ان لما يجي وقتها هحققلك امنيتك
جحظت عيناها بدهشة، لتسأله مرة أخري :
-طيب وعرفت ازاي ان انا هطلب غزل بنات
رد عليها حمزة بتبرير:
-فاكرة لما كنت في الاوتيل عندكم كان فيه ميتنج في مرة..شوفتك جايبة معاكي غزل بنات وعرفت انه من الحاجات اللي انتي بتحبيها
ابتسمت واغلقت عينيها، تريد ان تعيش تلك اللحظة بكل حواسها، لا تفكر بأي شيء غير انها تعيش كل لحظة بسعادة
كان الهدوء والصفا يطفو معهما علي سطح الماء، كأن الكون استحى ان يقطع عليهما لحظاتهما الجميلة
رفع رأسه للسماء، ليري بعض النجوم اللامعة وكأنه يخبرها انه يراها في السماء..بل وفي كل شيء حولهم
ابتسمت ودفنت وجهها في صدره، وانتشرت في جسدها رعشة فقال في لهفة:
-انتي بردانة..يلا ننزل
حاولت الاعتراض ولكنه لم يقبل أي نقاش، فحملها بين يديه لينزل بها إلى أسفل
_______
بعد مرور ساعتين
سمعت رنين الهاتف من مكان ما .. نهضت واحضرته.. له أخفى هواتفهم وأغلقهم حتى لا يقاطعهم أحد في أي لحظة.. فأجابت بسرعة وكان منة..شهقت منة غير مصدقة:
-الحمدلله يا شيخة طلعتي موجودة في الواقع..ده انا بقالي كام يوم برن عليكي..ومستنياكي تعبريني
قهقت ايتن ضاحكة:
– والله ما قصدي … ده حمزة ابن خالتك
زفرت منة بضيق:
– الاستاذ هتلر منه لله…اما اشوفه بس

 

اختطف منها الهاتف سريعا، قائلا بعصبية لمنة:
-وحياة امك يا منة لأوريكي لما اجيلك بس
شهقت منة بتوتر:
-ميزو حبيب قلبي..كده برضو يا تونة قوليلي أنه سامع؟
زفرت ايتن بضيق لتتناول منه الهاتف :
-خلاص بقي يا حمزة اديني الموبايل اكلمها..ها يا منوش احكيلي مالك
منة بحب:
-ايتن بجد انا بحبك…لا انا بموت فيكي… لا لا لا انا بعشقك..بصي انا مش عارفة اقولك ايه بجد على نصايحك ليا اللي فرقت معايا
عقدت حاجبيها باستغراب:
-في ايه يا منة انتي اتجننتي ولا ايه..استهدي بالله كده وفهميني
شهقت منة بسعادة:
– سيف هيخطبني…لا سيف ده ايه … باشا مصر هيخطبني.. هيخطبني
جحظت عيناها بدهشة، لتردف بسعادة:
– مبروك يا منوش..الف مبروك يا حبيبة قلبي
منة بامتنان:
-الله يبارك فيكي يا تونة…انتي عارفة ان نصايحك ليا اللي خلته يفكر فيا..لولا أني تقلت وعقلت كده مكنش عمل كده…انا مبسوطة اوي يا تونة بجد
ايتن بتبرير:
-و انتي السبب برضو .. اكيد لفتي نظره ولو مش كده مكنش فاتحك في الموضوع ده..يلا بقي احكيلي من الأول حصل ايه وبالتفاصيل ها
اختطف حمزة الهاتف منها، قائلا بحدة:

 

-بطلي صداع بقى يا منة انا عريس خلي عندك دم مش كده… ولما نرجع بكرة ابقي كلميها.. وعلى الله اشوف رقمك باقي اليوم
– باقي اليوم ايه يا استاذ حمزة … اليوم خلص خلاص .. احنا بقينا بالليل
– لا احنا اليوم عندنا بيبتدي لسه… بقولك انا عريس هو مش باين عليا
– يا سلام .. ما انا كنت سايباك اسبوع وانت في اسكندرية ولا كلمتكم
– لا الاسبوع ده ما يتحسبش
هتفت ايتن بعبوس:
-حمزة متهزرش بقى عايزة اعرف التفاصيل
قال حمزة فجأة :
-يلا باي
صاحت منة بحدة:
-ماشي يا حمزة..ماااشي لما ترجع بس..هو محدش اتجوز غيرك يعني!
ثم اغلق الهاتف دون سماع بقيت الحديث…
________
كانت عيناي ترى كل شيء باللون الأسود .. ولكن عندما رأيتك..! كنت تبدو مثل كل الألوان الرائعة التي كنت أخشى الاقتراب منها.. كان حضورك مشعًا كالشمس، وجهك هادئا مثل القمر..وضحكتك كفرشاة رسام تلون ما حولها لتتعمق اكثر بغمازتيك..فأنا استشعرت جمال وألوان الحياة منك
في الصباح..
كانت تجلس معه علي حافة اليخت ورأسها علي كتفه، وهي تتأمل تسلل أشعة الشمس الرائع
هتفت ايتن فجأة وهى تنظر إلى السماء:
-تعرف كان نفسي اوي أحضر الشروق مع حد بحبه..بحس اوي بالهدوء وانا بتفرج عليه..بص يا حمزة عامل ازاي..تحس ان الشمس بتتولد من جديد..بتطلع عشان تدينا امل في بكرة..بص عليها كده
لم تجد منه اي رد..التفتت لتجده ينظر إليها بطريقة رائعة وعلي شفتيه ابتسامته الجذابة التي تعشقها، لتسأله بفضول:
-بتبصلي كده ليه؟
ابتسم مقبلا يداها:
-بحب اسرح فيكي وانتي بتتكلمي..ربنا يقدرني واحققلك اللي بتحلمي بيه
ايتن بتلقائية:
-وجودك جنبي بقى هو اللي بحلم بيه يا حمزة
________

 

بعد مرور يومين من عودتهم إلى الإسكندرية
كان هناك حفلة في ذاك اليوم لتامر حسني، في فندق هاني…فهو كان يصور مشاهد لفيلم جديد واقترح عليه مدير الفندق تجهيز حفلة كبيرة به..
بدأ تامر بالاغنية
“يا قلبي الحظ نادى عليك
وجابها لك زي ما الحلم كان بيقول
حقيقة بجد مش معقول
دي هيا حبيبتي بالأوصاف
حقيقة وأحلى من اللي اتشاف
دي جيالك وإنسي يا قلبى تاني تخاف”
صاحت ايتن بصوت عال:
-حمزة الحفلة زحمة اوي..ومش عارفة اصور تامر
ليرد عليها وهو يسحبها خلف ظهره بهدوء:
– خليكي ماشية جنبي وهخليكي تشوفيه من قريب
وقف بجانبها أمام ساحة الغناء، وكأن الأغنية توصف شيء
“يا قلبى الدنيا راضيه عليك
و عايزالك تعوض كل حلم وراح
وجالك يوم عشان ترتاح
وتلقى اللى إنت مستنيه
مع الحضن اللى نفسك فيه

 

دي جايالك ومش عايز تصدق ليه”
قاطعها حمزة هامسا :
-بقولك ايه خليكي مكانك متتحركيش ها
ايتن بتذمر:
-استني يا حمزة هتسيبني لوحدي
قبل يدها قبل ان يتركها:
-متخافيش هرجعلك بسرعة بس خليكي مكانك هنا
-طيب
ليهتف تامر مستئذنا:
-طيب يا جماعة حمزة هيكمل كوبليه من الأغنية
ضحك حمزة قائلا:
-بصو انا صوتي يمكن مش حلو أوي.. او انا اللي مجربتش اغني قبل كده..بس حابب اعمل كده لمراتي..وحاسس ان الكوبليه ده بيوصفها
ثم اردف حمزة قائلا بمزاح:
-بنعتذر يا جماعة عن التلوث السمعي ده..بعد صوت العالمي تامر
ليغمز لها قبل ان يبدأ بالغناء
“قابلت وعينى شافوا كثير ولا اشتاقوا
و قولت لقلبي مهما يغيب
أكيد هيجيلي أحلي نصيب
فضلت لوحدي واستنيت
عينيكي يشوفوا عيني ياريت لو اتقابلوا
فهمت يا قلبي ليه استنيت”
شعرت بأن قلبها سيقفز من الفرحة، بالرغم من ان هذه اول مرة يتجرأ ويغني.. لكن صوته كان رائع..فقررت أن تصعد لتقف بجانبه في تلك اللحظة
ليستأنف باقي المقطع، وهي واقفة خلفه…وصوت تامر يشاركه الغناء

 

“بشوفك جاية ببقى هطير
جوايا بقول على نفسي أنا محظوظ
ساعدني الحظ بها أفوز
جميلة بجد شكل وروح
وجودي معاها أحلى طموح
آهي معايا ومش هسمح لحلمي يروح”
وما ان انتهي حتى جذبها بشدة لاحضانه بحب
___________________________________
بعد انتهاء الحفلة …
-بصراحة ماصدقتش لما لقيتك اتجوزتي فعلا
قالها “مُهاب” بنظراته التي تخترقها بطريقة مخيفة، عندما اقترب منها منها مُبتسمًا بخبث، مُتعمدًا التقدم نحو “آيتن” .. واستغل فرصة وقوفها وحدها ليتحدث معها..
ابتلعت آيتن لعابها بسرعة عندما رأته فجأة أمام عينيها ، وكانت على وشك الابتعاد. حتى جذبها من ذراعها بقوة ألمتها، ليردف بنبرة ماكرة:
-بس ده مايمنعش ان لسه حقي بتاع زمان ما أخدتوش
وكاد ان يردف كلامه.. حتى وجد زوجها يتقدم منهما وتظهر على ملامحه نيران الغيرة الشديدة، التي لم يشعر بها مهاب طوال حياته..
-مهاب الزاهد
مد مهاب يده بحرارة وهو يقدم نفسه لحمزة، حتى نظروا إلى بعضهم بتحدي وغضب وتهديد غير مباشر.
-حمزة العقاد
هتف حمزة بنبرة غليظة وعيناه الزيتونية تلمع بالنيران وهو يمد يده إليه، ولكن ليس بنية التعرف عليه أبداً، فهو علم منذ قليل من آيتن أنه هنا بالمكان و رآه من بعيد، بينما زاد ضغط حمزة بقوة بقبضته القوية على مهاب وهو يسلم عليه .. حاول مهاب سحب يده من قبضته بصعوبة بينما كانت يد مهاب حمراء بشدة.. وهو يسترق نظره إلى ايتن مرة أخرى
ليسحب زوجته “آيتن” خلف ظهره بعنف وأخباها خلف ظهره، ليقول مهاب بنبرة شيطانية:
-طيب بالراحة على ايديها عشان هي رقيقة وماتستحملش..حتى كنت لسه بقول لآيتن مراتك … أن ضحكتها لسه حلوة زي زمان

 

هزت ايتن رأسها بعنف، قائلة بغضب:
-انا والله ما ضحكتله يا حمزة… ده كدااااب
رمقها حمزة بحدة:
-انتي بتحلفي ليه؟ هو انا هصدق واحد واطي زي ده؟؟
ثم سحبه من عنقه بعنف ليضربه من رأسه بقوة..فدفعه علي الارض وهو فوقه وبدأ بلكمه بكل قوته بصورة مستمرة..وضعت ايتن يدها علي فمها..فدماء مهاب كانت تسيل علي وجهه بصورة مرعبة..ولم يقترب اي احد ليبعدهم عن بعض، الجميع مرتبك وخائف لا احد يستطيع الوقوف أمامه..أخذ يضربه بكل قوته في أنحاء جسده لم يتوقف لحظة واحدة وما ان تأكد بأن ضلوع جسده كسرت نهض من عليه والتفت إلى ايتن التي كانت ترتجف..كانت عيناها حمرارتان كالدماء، لتقترب منه قائلة بتوسل:
-حمزة عشان خاطري..كفاية هيموت
صرخ حمزة بعصبية:
-ابعدي يا ايتن
ايتن بصوت شبه باكي:
-هيموت في ايدك..قوم قبل ما تحصل مشكلة
نطق من بين أسنانه وعيناه تلمعان بالشر:
-انا قولتلك ايه؟؟؟؟
ارتعبت من نبرة صوته لترجع إلى الخلف كما امرها
وقبل أن يترك مهاب الذي أصبح شبه فاقد للوعي..ليجلب زجاجة كانت في يد مهاب، موضوعة علي الارض..يكسرها على ذراعه وكتفه بدون رحمة

 

ثم صاح حمزة بصوت غليظ :
-لو شايف نفسك دكر..ولو اني اشك في تكوينك..فكر تمد ايدك عليها تاني..فاااااهم
صرخت ايتن بهلع حين رأت جرح ذراعه وكتفه والدماء تسيل على وجهه وجسمه
ثم امسكه من فروة شعره بعنف، قائلا بعصبية شديدة :
– دي بس قرصة ودن عشان ايدك الـ**** دي اتمدت على مراتي..لكن قسما بالله حساب زمان ده لأندمك عليه عمرك كله
تركه حمزة..ليتفاجأ بعدها بقليل أن هناك من ابلغ الشرطة عندما رفض حمزة تدخل أحد بينهم… حتى لا يحدث أي مشكلة .. فقام شخص من القسم باخراج الكلبشات من جيبه و وضعها في يده ليأخذه في السيارة البوليس بينما مهاب نقل على الإسعاف…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قانون آيتن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!