رواية عندما فقدت عذريتي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سارة علي
رواية عندما فقدت عذريتي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سارة علي |
رواية عندما فقدت عذريتي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سارة علي
في صباح اليوم التالي
أوقف ماجد سيارته أمام العمارة التي تقطن بها زينة … هبط منها واتجه الى داخل العمارة وتحديدا الى الشقة التي تعيش فيها بعدما سأل بواب العمارة عن رقم شقتها …
أمام باب شقتها وقف ماجد مترددا قبل أن يضغط على جرس الباب ..
فتح زياد الباب له بعد لحظات لينصدم بشدة من وجوده أمامه فيظهر الغضب جليا على ملامح وجهه ..
تحدث زياد بصوت عالي غاضب :
” انت بتعمل ايه هنا وعاوز ايه ..؟!”
رد ماجد بجدية :
” عايز اتكلم معاك ومع زينة ..”
في نفس اللحظة خرجت زينة من غرفتها واتجهت نحو الباب لتنصدم بماجد أمامها ..
غمغمت بعدم تصديق :
” ماجد ..”
قبل أن تهتف بسرعة :
” انت عاوز ايه ..؟!”
” زينة ارجوكِ انا محتاج اتكلم معاكِ .. محتاج اعتذر منك .. محتاج اعمل حاجات كتير ..٠
هزت زينة رأسها نفيا والدموع جرت على وجنتيها ثم قالت بتوسل :
” ارجوك انا مش ناقصة ، كفاية اللي حصل لحد دلوقتي ..”
” زينة انا اسف .. انا والله ندمت .. وتغيرت ..”
ظلت زينة تنظر إليه بنظرات غير مصدقة والدموع ما زالت تجري على وجنتيها بينما هتف زياد بحدة :
” كلامك ده مش هيغير حاجة يا ماجد ، انا لازم تتعاقب .. “
اومأ ماجد برأسه متفهما وقال :
” انا عارف اني لازم اتعاقب ، بس انا جيت هنا عشان اعتذر من زينة وأقولها اني عمري متمنيت يحصل فيا كده .. زينة انا اسف .. اسف اوي .. سامحيني ارجوكِ ..”
…………………………………………………………….
وقف ماجد أمام منزل خطيبته ريم ينظر إليه والدموع تملأ عينيه ..
لقد اتخذ قراره النهائي سوف يسلم نفسه الى الشرطة ويعترف بكل شيء ..
لا يوجد امامه حل أخر .. فهو يستحق نهاية كهذه …
فقط كل ما يريده أن يودع ريم قبل أن يرحل ويسلم نفسه ..
أجرى إتصالا هاتفيا بزياد الذي أجابه فورا فأخبره قائلا بجدية :
” انا هسلم نفسي يا زياد وهعترف بكل حاجة للشرطة …”
جاءه رد زياد البارد المتوقع :
” دي تبقى الحاجة الوحيدة الكويسة اللي عملتها فحياتك ..”
أغلق ماجد الهاتف في وجهه ثم اتجه نحو المنزل .. ضغط على جرس الباب بتردد لتفتح ريم له الباب كما توقع ..
ابتسمت له فخفق قلبه لإبتسامتها تلك ..
منحها ابتسامة متألمة وقال بلهجة خافتة :
” ازيك ..؟!”
أجابته بخجل :
” كويسة الحمد لله .. “
ثم أكملت :
” اتفضل ..”
” ريم انا عايزك فموضوع مهم ..”
ارتجف قلبها لتلك النبرة الباردة التي سمعتها في صوته ..
نبرة تختلف عن تلك النبرة الدافئة الذي اعتادت سماعها منه ..
تحدثت أخيرا بلهجة هادئة :
” خير يا ماجد ..؟! فيه ايه ..؟!”
حل الصمت المطبق بينهما للحظات .. صمت قطعه بنفسه وهو يهتف بها :
” انا قبل ما اعرفك يا ريم كنت انسان مختلف تماما عن دلوقتي .. انسان ملوش هدف فالحياة .. انسان حياته عبارة عن علاقات غير شرعية وسهرات وشرب ..”
” انت بتقول ايه ..؟!”
همست بها ريم بنبرة مرتجفة ليومأ برأسه وهو يكمل بخجل وخفوت :
“انا عملت حاجات كتير اووي سيئة .. حاجات صعب تتصوريها .. بس أسوأ حاجة عملتها إني اعتديت على بنت بريئة كل ذنبها إنها رفضتني …”
اتسعت عيناها بصدمة شديدة .. لم تستوعب ما قاله فوجدت نفسها تصرخ به بصوت عالي :
” اسكت .. اسكت ومتكملش .. كفاية ارجوك ..”
ثم أكملت بدموع لاذعة وقلبها أخذ ينبض بعنف ووجع :
” عملت كده ليه ..؟! خطبتني ليه ..؟! وليه اعترفت دلوقتي ..؟! انت ازاي تعمل كده ..؟! ازاي جالك قلب تخدعني ..؟؟”
هطلت دموعه من عينيه بغزارة بينما اكملت هي بنفس الصوت المتألم :
” حرام عليك ، انا عمري مهسامحك ..”
همت بالتحرك عائدة الى المنزل لكنه أوقفها بسرعة :
” انا هسلم نفسي للبوليس يا ريم …”
رمقته بنظراتها الباكية قبل أن تنقض عليه وتضربه على صدره بعنف :
” ليه عملت كده ..؟! ليه دمرت نفسك ودمرتني معاك ..؟!”
أوقفها أخيرا وقال بعدما هدئت بين ذراعيه :
” سامحيني .. سامحيني يا ريم وادعيلي .. ادعيلي ومتنسينيش ..”
………………………………………………………………
ما إن أغلق زياد هاتفه مع ماجد حتى وجد زينة تقترب منه وتسأله بقلق :
” انا سمعتك بتكلم ماجد .. هو حصل ايه ..؟!”
أجابها بجدية :
” انا مش حكيتلك على كلامنا سوا امبارح ..؟!”
اومأت برأسها وقالت :
” ايوه حكيت..”
رد بجدية :
” كلمني دلوقتي وبيقول إنوا هيسلم نفسه للبوليس ويعترف بكل حاجة ..”
ارتجف قلب زينة ما إن سمعت ما قاله بينما اكمل زياد :
” اللي عرفته من رجالتي للي بيراقبوه انه كان موجود قدام بيت خطيبته وبعدها كلمني على طول ..”
” بيودعها يعني ..”
هتفت بها زينة بنبرة حزينة ليومأ زياد برأسه ويقول ساخرا :
” شكله كده ، باين عليه بيحبها جدا ..”
صمتت زينة ولم تعلق بل أخذت تفكر بماجد وندمه الواضح خاصة حينما اعترف لزياد بكل سهولة بكل شيء ..
اتجهت أفكارها بعدها نحو خطيبته التي تبدو بريئة للغاية ..
مسكينة كيف ستتحمل صدمة كهذه بل وكيف ستتصرف معها ..؟!
نظر إليها زياد فوجدها شاردة ويبدو أنها تفكر في شيء هام للغاية ..
سألها :
” مالك يا زينة ..؟! بتفكري بإيه ..؟!”
نظرت إليه زينة بتوتر وقالت فجأة :
” احنا لازم نلحق ماجد قبل ميسلم نفسه ..”
صرخ بها زياد بعدم تصديق :
” انتي بتقولي ايه ..؟!”
” هيعدموه يا زياد ، وانا مش هقبل انوا حد تاني يموت بسببي ..”
رد زياد بقوة :
” ولا انا هقبل اني اتنازل عن حق اخويا علي …”