Uncategorized

رواية جحيم الفارس الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ايمان محمود

 رواية جحيم الفارس الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ايمان محمود

زفر “فارس” بضيق وهو يراقب باب غرفة الطوارئ التي أحيلت زوجته اليه منذ دقائق ، كان واقفا ينتظر خروجها بنفاذ صبر في حين جلست “درية” بعيدا تراقبه بصمت وعقلها يجمع الأحداث محاولة فهم ما يحدث ، ثواني مرت قبل أن تهتف فجأة:
-مش يمكن تكون حامل؟
التفت “فارس” بعنف وقد استوقفته جملتها لتهتف بحماس ظنا منها أنه يفكر فيما تفكر فيه:
-اصلها بقالها كام يوم تعبانة وبتنام كتير فليه لا؟
أنهت كلامها تزامنا مع خروج الأطباء الذين هتف أحدهم ببساطة:
-المدام سليمة هي بس ضغطها وطي شوية واحنا اخدنا عينة دم وهنوديها المعمل وان شاء الله خير يا دكتور
-مدام!
همس بخفوت وقد شعر بتشوش يسيطر علي عقله ، أيعقل أنها خانته حقا!..
حاول البقاء هادئا لكن رؤيتها تخرج من غرفة الطوارئ علي ذلك السرير المدولب المتجه الي احدي الغرف الأخري جعل الدماء تشتعل برأسه.. هل خُدع من تلك اللعينة؟..
توجه خلفها بغضب مكبوت في حين توجهت “درية” للأسفل وقد رأت أن وجودها الآن لن يكون جيدا فهما بحاجة الي بعض الخصوصية..
…..
انتظر “فارس” حتي انتهت الممرضات من تعديل ثيابها وذلك المحلول المعلق ليغلق الباب من خلفهم ، نظر لها وحنقه منها يتزايد بشكل لا ارادي ، تلك البغيضة قد خدعته حقا!..
أنّت “زينة” بألم وهي ترفرف عينيها بألم ، كانت تشعر بصداع قوي يغزو رأسها فأصبحت الرؤية مشوشة قليلا ، اقترب منها “فارس” بعنف حالما فتحت عينيها ليجذبها من ساعدها بقوة هاتفا من بين أسنانه فيها بعنف استشعرته:
-بقي بتغفليني؟ بتخونيني يا زينة؟ مدام؟! مدام ازاي وانا ملمستكيش هاا؟
لم تستوعب كلماته سوي بعد ثواني لتدفعه بعيدا صارخة فيه بعنف وقد فاض كيلها به:
-حرام عليك بقي ارحمني ، مدام ايه وزفت ايه
-اعملي نفسك ضحية بقي
تلألأت الدموع في عينيها لتلتقط عدة أنفاس قبل أن تشيح بوجهها بعيدا عنه رافضة الخوض في تلك المواجهة وهي بهذه الحالة ، كانت مرهقة ، تشعر بالوهن يسيطر علي كامل أطرافها في حين وقف هو ينتظر منها ردا كي ينتقم منها علي تلك الأحاسيس اللعينة التي غزت قلبه بسببها ، زاد الصمت عن حده فصرخ بعدم تصديق:
-هتفضلي ساكته؟
استقامت بهدوء واقتربت منه عدة خطوات قبل أن تهتف بهدوء جاهدت لاظهاره:
-انت عايز مني ايه؟
-عايز منك ايه؟ عايز اعرف ليه؟ ليه خنتيني؟
-انا.. مش.. خاينة
هتفت بضيق ليجذبها اليه هاتفا بقسوة:
-مش خاينة!! الدكتور طالع يقولي المدام و امي بتقول انك احتمال تطلعي حامل
دفعته عنها بصعوبة ولم تشعر بنفسها سوي وهي ترفع يدها لتهبط بها علي وجنته صافعة اياه بقسوة.. لقد سئمت اتهاماته تلك ، سئمت شكّه اللعين وقلة ثقته بها ، ألا يستطيع استخدام ذلك اللعين الموجود بداخل جمجمته وتحليل ما يحدث حوله أم أنه أغبي من استخدامه..
لم تكن لتبخل عليه بالتوبيخ بعد صفعها له فهبت صارخة بانهيار وقد فاض كيلها من حياتها البائسة تلك:
-حامل ازاي وانت لسة ملمستنيش هااا؟ حامل ازاي وانا لسة آنسة ، انت مجنون؟ عايزه يطلع يقولك ايه؟ انا اغمي عليا مكنتش داخلة أولد انت دكتور ازاي انت هااااا
البلد كلها عارفة اني مراتك منتظر منهم يقولولك ايه؟ 
انت بجد بني آدم مريض ، يعني شكيت فيا ومرضتش اتكلم وقلت حقه انا غلطت اصلا والغلط عليا من الاول عاملتني بطريقة زبالة ورميتني زي الكلبة علي الأرض واستحملتك بس انا فاض بيا فاااهم.. خلاص كدا جبت اخري منك ولو مش مصدقني طلقني يا فارس ، ياخي كرهتني في حياتي منك لله
أنهت وصلة صراخها بتراجعها للخلف لتلقي بنفسها علي السرير من جديد بانهاك ، رفعت يدها لتغطي وجهها ملتقطة أنفاسها ببطء في حين ظل هو متصنما بمكانه لا يستطيع الحراك وقد شلت الصدمة لسانه ، هو حقا لم يفكر بمنطقية وألقي عليها اللوم ظنا منه أنها هائنة؟.. لما فعل هذا؟ ولما لم يشعر من قبل أنها تعاني بسببه! ألأنها تظهر دائما بذلك القناع البارد الذي تخفي من خلفه مشاعرها أم أنه كان قاسيا بطريقة مبالعة!..
طرقات الباب الخافتة أخرجته من شروده فتوجه للباب ليفتحه ، وجد الطبيب واقفا بابتسامة وفي يده احد التقارير الطبية ليهتف بابتسامة:
-انا خليتهم يطلعولك التقرير بتاعها الاول بسرعة عشان تطمن ، وفعلا زي ما قلتلك..
التقط “فارس” منه ذلك المجلد الصغير الذي يحتوي علي ثلاثة وريقات وبدا بتمرير أنظاره فوق ما بحوزتهم من كلمات في حين أكمل الطبيب بعملية:
-ضغطها وطي نتيجة ضغط نفسي وقلة تغذية وعندها نسبة انيميا لو معالجتهاش ممكن تزيد ومش بعيد تقلب معاها بانيميا حادة.. طبعا مش هوصيك لازم تبعدها تماما عن الضغط النفسي وتخاول تهتم بأكلها وغذائها كويس وبالنسبة للانيميا فأنا هكتبلها علي فيتامينات وحقن حديد وان شاء الله تبقي كويسة ، وحمدالله علي السلامة بقي
-الله يسلمك
تمتم “فارس” بخفوت قبل أن يتركه الطبيب ويذهب بعدما صافحه بحرارة ، التفت لـ”زينة” ليجد أنها قد أعطته ظهرها لتغلق عينيها بإرهاق ، لقد سمعت حديث الطبيب وهذا كان كافيا بالنسبة لها لتستريح قليلا من كل تلك الاتهامات الموجهة لها دون صحة! ، في حين بقي “فارس” يراقبها وشعور بالذنب قد بدأ يسيطر علي خلاياه موسوسا له بأن عليه الاعتذار منها علي غبائه!..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
بللت “سلمي” شفتيها بتوتر وهي تختلس النظر لـ”خالد” بتوتر ، كان قد أتي لرؤيتها بعدما علم أنها تطلقت من سعيد منذ أيام..
لم تخفي عليه كدمات وجهها التي لا تزال واضحة بعض الشئ مما جعله حانقا علي ذاته وبشدة..
حاول فتح أي مجال للحدث لكن توتره منعه من ذلك فهمس بتوتر:
-سلمي.. انتي كويسة؟
-الحمد لله
تمتمت بخفوت ليبتسم براحة ، أراد التحدث اليها في الكثير والكثير من الأشياء لكنه فضّل التريث قليلا حتي يفاتح والده فيما يريد..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
تجاهلت “زينة” “فارس” الذي جلس علي السرير موجها أنظاره نحوها ، كانت تشعر أنه يشعر بالذنب لشكه فيها لكنها لن تشفع له ما فعله..
لقد اكتفت بحق من هذه الحياة ، كانت قد ظنت أن الحياة قد ابتسمت لها عندما بدأ يتخلي عن بروده اللعين وبدأ بالتقرب منها لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن لينهدم كل هذا بلحظات بسبب غبائه وقلة ثقته المبالغ فيها..
سمعته يتنحنح بتوتر فتجاهلته واستمرت تقلب صفحات الكتاب بين يديها ، كانت تمرر أنظارها علي السطور دون ان تقرأ شيئا وكان يعلم هذا فاستقام واقترب منها ، ليجذب الكتاب من بين يديها بخفة..
أشاحت أنظارها بعيدا عنه فاقترب منها ليهتف بأسف:
-زينة انا مكنش قصدي
لوت شفتيها باستنكار ، أيعز عليه الاعتذار أم ماذا؟..
تلمس كفها بحذر فابتعدت عنه لتهتف بحدة:
-لو سمحت متقربش مني
زفر بضيق ليهتف بلين محاولا الاعتذار عما بدر منه:
-طب انا اسف ، خلاص بقي حقك عليا
-اسف؟ اعمل فيها ايه دي ان شاء الله؟
-زينة متكبريش الموضوع
انتفضت بقوة لتصرخ بوجهه:
-مكبرش الموضوع؟ دنت شكيت في اني ممكن اكون حامل لمجرد اني اغمي عليا ، انت فاهم انت عملت ايه!
-انا اسف بس والله مكنتش عارف افكر كويس
رفعت رأسها بشموخ قبل أن تتحدث بجدية:
-وأنا اكتفيت من برودك دا ومش قابلة اعتذارك ولا هتراجع عن الطلاق يا فارس
-وانا مش هطلقك يا زينة
صرخ بشراسة فتجاهلته وتحدثت بثقة:
-لا هتطلقني 
أراد ضربها وإخراس لسانها الأحمق لكنه تراجع سريعا ، ألم يكفيه ما فعله ليزيد الأمر سوءا بضربه لها.. فقط اللعنة علي تلك الصفات البغيضة التي اكتسبها مؤخرا ، متي أصبح بهذه الهمجية!..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
-رايح فين؟
هتفت “ليلي” وهي تتفقد “محسن” الذي تألق وكاد يتوجه الي الخارج ، رد ببرود دون النظر اليها:
-خارج ولا المفروض استأذن؟
سخر فعضت علي شفتيها بتوتر ، لما يجب ان يكون صعب المراس هكذا!..
اقتربت منه لتغمض عينيها بتشجيع قبل أن تقترب منه لتلف يديها حوله من الخلف ، تجمد للحظات لم تدم أخرجته هي منها بقولها:
-طب متتأخرش عليا عشان بتوحشني
نفض يديها بعيدا عنه قبل أن يهبط للأسفل دون أن يعيرها اهتماما تاركا اياها تلعنه وتلعن رأسه الصلب هذا..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
في اليوم التالي..
هبطت “زينة” الي الأسفل لتناول الفطور لتبتسم “درية” حالما رأتها ، اقتربت “زينة” من طاولة الطعام لتهتف باعتذار وجهته لحماتها:
-معلش يا خالة راحت عليا نومة 
-ولا يهمك يا بنتي المهم انك ترتاحي
جلست “زينة” وبدأت بتناول الطعام بهدوء في حين بقي “فارس”والذي كان يراقبها منذ هبطت يقلب طعامه في صمت ، أفكاره تتناطح فلا يستطيع التفكير في شئ ، أفاق علي سؤال والدته:
-هتروح الشغل النهاردة يا فارس؟
-ان شاء الله يا امي 
دعت له بحب في حين زفرت “زينة ” براحة ، فكم يشكل وجوده ضغطا كبيرا يجثم فوق صدرها بلا سبب!..
……
خرج “فارس” لتتوجه “زينة” الي المطبخ لتبدأ بتحضير الغداء ، مرت ساعات دق من بعدهم الجرس لتتوجه للخارج سريعا لتفتح ، تنهدت بضيق عندما رأت “نرمين” و”انتصار” لكنها جاهدت لتبتسم لتطلب منهم الدخول بعد ذلك ، دلفت “انتصار” أولا لتتوقف “نرمين” لثواني تسائلت فيهم بخفوت:
-هو فارس هنا؟
-لا يختي في الشغل
-طيب
تركتها ودلفت تتهادي في خطواتها في حين بقت “زينة ” تراقبها وعلامات الاستنكار تعلو وجهها ، تبا لتلك اللعينة.. فقط تبا!..
أغلقت الباب ودلفت من خلفهم لترحب بهم كما يليق ، تعرف واجباتها جيدا وتعرف أنها لا تستطيع الانصياع لهواها وطردهم خارج المنزل لذا فضّلت الترحيب بهم وتركهم والذهاب لاكمال أعمالها سريعا ، كادت تتوجه الي المطبخ من جديد لتوقفها “نرمين”:
-معلش يا زية ممكن شوية ماية ، اصلي عطشانة اوي
زفرت “زينة” بصوت عالي ودلفت الي المطبخ لتحضر لها المياه لتتناولها منها “نرمين” بسماجة ، لم تطق “زينة” البقاء معهم فانسحبت حالما هبطت “درية” لتجالسهم ، انتهت مما كانت تفعله لتصعد الي غرفتها اخيرا لتنعم ببعض الراحة..
……
تمددت علي الأريكة براحة تحدّث نفسها بخفوت مواسية ذاتها عما تلاقيه ، مرت فترة ليست بالقصيرة استمعت من بعدهم الي طرقات مزعجة قطعت خلوتها ، كادت تعتدل لتفتح الباب لكنها تفاجأت بـ”نرمين” تقتحم الغرفة فجأة لتنظر لها بتعالي:
-اي دا انتو مقسمين أماكن نومكو ولا ايه!
-انتي ازاي تدخلي كدا أصلا؟
تجاهلت “نرمين” صراخها وتوجهت بوقاحة الي التسريحة لتلتقط زجاجة عطر رجالية بدا أنها لـ”فارس” ، رشت القليل منها علي معصمها لتستنشقها بهيام تحت أنظار “زينة” المشتعلة والتي توقفت لا تصدق وقاحة تلك الفتاة!..
-برفانه يجنن
أفاقت علي تلك الجملة لتندفع نحو “نرمين” ملتقطة منها الزجاجة بعنف..
-انتي مجنونة يا بت انتي؟
اقتربت منها “نرمين” لتناظرها بتقييم قبل أن تهف ببرود:
-مش عارفة انا عاجبه فيكي ايه؟ يعني ولا شكل حلو ولا لون عدل وكمان بجحة ولسانك طويل!.. لا حقيقي ربنا يكون في عونك يا فارس
سخرت “زينة” علي كلماتها:
-لا متقوليش انك كنتي دايبة في غرامه انتي التانية
ابتسمت “نرمين” لتهتف بثبات:
-لا مش دايبة في غرامه ، بس باصة لمستقبلي ، فارس دكتور ، وابن خالتي ، فليه لا؟!
صدمتها صراحتها الوقحة فلم تسنطع الرد عليها بما يليلق ، أرادت لو تجذبها من رأسها لتأدبها كما فعلت بـ”سلمي” قبلا لكن جسدها المرهق أبي أن يساعدها في ذلك ، تجولت “نرمين” في الغرفة لتجلس علي السرير براحة ، مررت أناملها فوقه و اتسعت ابتسامتها بحالمية في حين بقت “زينة” تحدق بها بصدمة..
لم تعد تدري ماذا عليهة أن تفعل ، فقط هذا كثير عليها ، لقد ظنت أنها قد تخلصت من لعنة “سعيد” لكن يبدو ان هذه العائلة ستفقدها صوابها بالفعل ، ففتياتها يتهافتن علي زوجها والذي بدوره يكاد يصيبها بجلطة بسبب غبائه الأخرق واللامتناهي!..
تقدمت بعد فترة استعادت خلالها تركيزها من “نرمين” لتجذبها من يدها بعنف ، دفعتها الي الخارج لتصرخ فيها:
-اطلعي برا يا قليلة الرباية انتي ، دنتي بجحة بصحيح
دفعتها “نرمين” عنها بقسوة فتراجعت ” زينة” للخلف عدة خطوات ، كانت منهكة فاستغلت “نرمين” هذا واقتربت منها لتصرخ بصوت عالي بينما تلكزها في كتفها محاولة اختلاق شجار:
-انتي ازاي تمدي ايدك عليا يا جربوعة؟!
لم تبخل عليهة “زينة” بما تريده فبادلتها الصراخ هي الأخري لاعنة إياها بألفاظ نابية اشتعلت من بعدها المعركة بينهما لتتعالي صرخات إحداهن بعد فترة..!
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
في المشفي..
أغلق “فارس” الباب خلفه ليبتسم بسخرية وهو يري “سعيد” يتمدد علي أحد الأسرة والجبائر الطبية تغطي معظم جسده ، كان قد اُحيل للمشفي سريعا بعدما أنقذته أخته التي وبالصدفة توجهت لشقته يومها بعدما انتهي منه تاركا إياه يغرق في دمه لتراه في تلك الحالة المزرية لتندفع بعدها طالبة النجدة حتي أتي الجيران وحملوه الي المشفي ، تململ “سعيد” بألم فاقترب منه “فارس” هاتفا بسخرية:
-تصدق منظرك حلو وانت متجبس كدا
ارتجف “سعيد” لثواني لكنه حاول تصنع اللامبالاة فتحدث بعد فترة بصعوبة بالغة:
-الا هي زينة عاملة معاك ايه؟.. مش ناوي تطلقها ولا حاجة؟
اقترب منه “فارس” بغضب وود لو يحطم له فكه هذا لكنه تراجع سريعا محاولا تهدئة نفسه ، هو يعلم أنه لا يقول هذا سوي لاستفزازه وهو لن يعطيه ما يريد..
انتهي من فحصه ليخرج بعد ذلك متوجها الي كافيتريا المشفي لكنه ما كاد يتحرك حتي توقف عندما رن هاتفه ، أخرجه ورد علي المتصل والذي لم يكم سوي “درية” وخلال ثواني كان يركض الي خارج المشفي متوجها الي المنزل..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
وقف “فارس” أمام “زينة” لا يدري ما يجب عليه أن يفعله بها ، لقد عاد من عمله بناءا علي طلب والدته ليتفاجأ بـ”نرمين” تصرخ مستنجدة به لينجدها من يد زوجته التي انهالت عليها بالضرب المبرح ، اقترب منها ليهتف من بين أسنانه:
-ضربتيها ليه؟
-عشان قليلة الأدب ومتربتش 
جز علي أسنانه بعنف ليجذبها من مرفقها اليه هاتفا بحدة بينما يحاول التحكم في اعصابه كي لا يتهور:
-لمي لسانك واعرفي انتي بتتكلمي علي مين
خلصت يدها منه لتتحدث بثبات:
-هكون بتكلم علي مين يعني ؟ علي واحدة مشافتش ربع ساعة رباية دخلت الاوضة وقعدت تتمشي فيها ولا كانها في بيتهم لا ورايحة تقعد وتأنتخ وتتمناك قدامي 
صرخت في نهاية كلامها بغيظ ليبتسم هو محولا اتجاه الحديث لدفة أخري ليهتف بعبث:
-يعني دا اللي زعلك؟.. انها بتحبني؟
-علي فكرة هي مش بتحبك
صرخت باشمئزاز ليتجاهل صرخاتها مقتربا منها ، لاحظت اقترابه فدفعته سريعا لتصرخ فيه:
-اياك تفكر تقرب مني فاااهم
جذبها اليه بعنف ليقيدها بين يديه هاتفا بشراسة:
-وايه اللي هيمنعني يعني هاا؟ فاكرة نفسك هتمنعيني ولا ايه؟ انا لو عايز منك حاجة هاخدها حتي لو غصب عنك
-انت بني ادم مريض
دفعها عنه ليهبط علي زجنتها بصفعة اهتزت لها ، تساقطت عبراتها قبل أن تندفع نحوه صارخة بجنون:
-اضرب كمان ، اضرب منت واحد جبان ، كلكو كدا ، عايزين تبقو مسيطرين وخلاص ، قبلك سعيد الكلب لما كان يمد ايده عليا ولما اتكلم يضربني ومن بعده انت وانت بتتهمني في كل نفس وفي كل حركة اني ممكن اكون بخونك فيها ، انا بكرهك فاهم.. بكرهكك 
صرخت وتراجعت للخلف لا تصدق أنها صرخت في وجهه للتو بما يعتمل صدرها لكنها لم تكن لتصمد أكثر ، راقبها مبهوتا لا يستطيع الحديث حتي انتهت ووقفت تلتقط أنفاسها بصعوبة ليخرج بعد ثواني تاركا اياها تنهار من تصرفاته التي تنهشها بحق!..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
تكورت “ليلي” علي الأريكة بانتظار زوجها لتتصنع النوم سريعا حالما سمعت صوت الباب يُفتح ، شعرت به يمر الي غرفتهما دون أن يعيرها اهتماما فارتجفت بألم ، ظلت مغمضة لعينيها تحاول تصنّع النوم لكن مرت دقائق طويلة وهو لم يخرج بعد ، كادت تتحرك لكنها عادت تغمض عينيها من جديد عندما شعرت به يخرج متوجها اليها ، ابتلعت ريقها بتوتر حالما انحني فوقها ليحملها بين يديه متوجها الي الغرفة ، وضعها علي السرير وكاد يستقيم لكنها وبدون سابق انذار تمسكت بعنقه جيدا لتنفجر باكية تناجي حبيبا لا يرأف بها..
تجمد “محسن” مكانه لا يدري ماذا عليه أن يفعل ليتبدد شروده حالما بدأت تتحدث من بين شهقاتها الباكية:
-انا اسفة ، انا عارفة اني غلطت ، والله عارفة اني غلطت ، بس والله مكنش قصدي ، انا بحبك ، وبموت وانت بعيد عني ، انا مكنتش بنام ، انا مش عارفة انا عملت كدا ازاي ، بس والله ما كان قصدي ، هو ، هو اللي قالي اننا زي الاخوات ، هو اللي قال ، وانا غبية ، انا اسفة ، عشان خاطري كفاية ، والله ما هكررها تاني بس كفاية ، انا اسفة
ارتجفت بعنف بين يديه ليضمها اليه بهدوء ، جلس بجانبها ليعدلها بداخل أحضانه تاركا لها المساحة لتبكي علي خطأها بين يديه طالبة منه السماح..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
اعتدلت “زينة” بانتباه عندما شعرت بحركة غريبة في الغرفة لتشهق فجأة عندما…
يتبع…
لقراءة الفصل الثالث والعشرون : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا
 نرشح لك أيضاً رواية حبه عنيف للكاتبة ضي القمر

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى