رواية غرام المغرور الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نسمة مالك
رواية غرام المغرور الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نسمة مالك |
رواية غرام المغرور الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نسمة مالك
.. لهفة العشق..
ثقي أن من يعشقك بصدق سيجد ألف طريق ليصل إلى قلبك..
ستكوني أنتي كل ما يريده..
لا يريد سواكِ..يريد ضم كفكِ نحو قلبه، ويهمس لكي..
أعدك بعشق لم يسكنك من قبل.. فأنا أعشق أدق تفاصيلك.. أعشق روحك لأنها مختلفة عن البقية..
.. تكملة الفلاش بااااك..
“فارس”..
رغم انتفاضة قلبه من قرب ساحرته التي تضم رأسه لصدرها بحنان بالغ، وتبكي بنحيب غير عابئه لنظرات العاملين بالقصر من حولها..
تربت على ظهره تاره،كتفه تاره،وتمسد على خصلات شعره بأناملها تاره أخرى..
متمتمه بإذنه بنبرة نادمة..
“أنا السبب في زعلك.. أنا أسفه يا فارس مكنش قصدي والله”..
لوهله أغلق عينيه بستمتاع، وأخذ نفس عميق يملئ رئتيه من عطر جسدها، وهم برفع يده، وضمها له أكثر.. لكنه تراجع في الحال، ودفعها بعيداً عنه برفق، وتحدث بصرامه قائلاً..
“عايز ابقي لوحدي”..
حاولت “إسراء” إمساك كف يده.. لكنه سحبها من يدها، وتابع بأمر موجهه حديثه للطبيبه..
“شوفيلي اي مسكن يضيع الصداع اللي هيفرتك دماغي دا، ومش عايز حد معايا هنا”..
أقتربت منه “خديجه”، واحتضنت وجهه بين يديها وتحدثت بنبرة جانيه يملؤها الألم..
“أنت طول عمرك لوحدك يا حبيبي.. وآخرة الوحده تعبتك ووجعت قلبي عليك يا فارس”..
أبتسم لها ابتسامته الحزينه، وتحدث برجاء قائلاً..
” عايز أبقى لوحدي يا ديجا، ومتخفيش عليا من الوحدة أنا وهي عشرة عمر”..
ساد الصمت قليلاً يقطعه صوت شهقات “إسراء” التي تعتصر قلب هذا العاشق رغم غاضبه منها،ولكن هناك جزء بقاع قلبه أكثر من سعيد ببكائها لأجله..
رسم الجمود على ملامحه، وتحدث بنفاذ صبر مردداً..
“فين الزفت المسكن؟! “..
ارتجفت الطبيه بخوف، وتحدثت بأسف قائله..
” مش هينفع يا فارس باشا أدى حضرتك اي نوع مسكن غير لما طبيب عيون يكشف على سيادتك ويكتبلك على علاج ، ولازم الكشف دا يتم في أسرع وقت قبل ما حالة حضرتك تدهور أكتر من كده”..
حرك “فارس” رأسه بالايجاب، وترجع على الفراش.. تسطح عليه، واضعاً كف يده فوق عينيه، وتحدث بأمر قائلاً..
” خديهم يا ديجا.. مش عايز حد هنا”..
” حتي أنا يا فارس؟! “..
همست بها” إسراء” بداخلها،ولكن لسانها وخجلها منعوها من النطق بها.. فأجهشت بالبكاء أكثر كرسالة منها تخبره بها أنها تريد المكوث معه،وقد تفهمها هو جيداً، ولكن كرامته، ورجولته المجروحه بسببها أجبرته على معاملتها ببعض القسوة، وتابع بحدة قائلاً..
” خصوصاً اللي بتزن دي.. أطلعي عيطي برة مش ناقص وجع دماغ زيادة”..
شعرت بدلو من الماء البارد ينسكب فوقها خاصةً حين رأت نظرات الشماته من “صابرين”، وجميع العاملين بالقصر..
نظرت له نظرة رأها هو بقلبه، ومن ثم هرولت نحو الخارج بخطوات راكضة.. ليصرخ هو بداخله قائلاً..
” كنتي خليكي يا إسراء .. كنت عايزك تفضلي حضناني”..
تملك منه غضبه أكثر بعد خروجها.. فتحدث بصوت جوهري دب الرعب بأوصال الواقفين من حوله..
” برررره.. كلو برررره يله.. مش عايز حد هنا يا خديجه.. عايز ابقي لوحدي”..
“حاضر..حاضر يا حبيبي.. أهدي”..
أردفت بها، وهي تدفع الواقفين للخارج، وانسحبت هي الأخرى معهم لتتفادي غضبه التي تحفظه عن ظهر قلب..
ومن وقتها وهي لم تخطو داخل جناحه.. بينما هو رافض رفض تام الطعام، والعلاج..حتي لم يدع أحد من الأطباء التي جلبتهم له”خديجه” أن يفحصه..
كل ما يريده هي ساحرته فقط..
.. نهاية الفلاش بااااك..
فاق من شروده على صوت “إلهام” الحنون..
“اللي واخد عقلك يتهني بيه”..
تنهد “فارس” تنهيده حزينه، وضم الصغيره الجالسه على قدميه لصدره مقبلاً جبهتها..
“إسراء.. إسراء هي اللي واخده عقلي، وقلبي كمان يا مدام إلهام”..
تهللت أسارير “إلهام” ظناً منها انه يقصد ابنتها، وتحدثت بفرحة غامرة قائله..
“ربنا يهدي سركم، ويصلح حالكم ويجعلكم عوض لقلوب بعض”..
“انا قصدي إسراء الصغيرة على فكرة”..
أردف بها “فارس” بلامبالاه، وجمود مصطنع.. بينما قلبه يأمن على دعائها..
ضحكت” إلهام” حين قرأت ما يدور بخاطره مدمدمه بمزاح..
“اممم ما أنا كمان يا ابني قصدي على إسلاء الصغيرة مش إسراء بنتي”..
…………………………….
.. بغرفة مارفيل..
ممسكه هاتفها ترسل منه رسائل نصيه محتواها..
“ديمه احضري إلى القصر الآن.. يحدث الكثير من الأمور حولي لا أستطيع فهمها، ولا أحد يريد إخباري حتي خديجه الحمقاء”..
اجابتها “ديمه” برسالة هي الأخري..
“أنا بالطريق اليكِ.. سأصل في غضون دقائق لا تقلقي، وسأظل لفترة معاكي بالقصر..لن أرحل حتي أنهى أمر تلك ال*** التي تزوجها ابنك”..
…………………………….
” غفران “..
يقود سيارته الخاصه بسرعة فائقه خلفه أكثر من سيارة أحدهما سيارة إسعاف.. بعدما أخبرته” خديجه” عن حالة صديقه ترك كل ما بيده على الفور و أجري إتصالاته لأكثر من طبيب مختص بمرض العيون، ويسير الآن بطريقه نحو قصر الدمنهوري بوجهه يظهر عليه القلق، والغضب بأن واحد..
ضرب على المقود بقبضة يده بقوة مغمغماً..
“فضلت تكتم جواك، وغرورك منعك تحكيلي وأنا أقرب صاحب ليك.. بس أنا اللي غلطان علشان سبتك بمزاجك”..
لكم المقود بقوة أكبر..
“أنا غبي سبتك لوحدك يا صاحبي” ..
“أهدي يا غفران باشا.. بإذن الله هيبقي كويس”..
كان هذا صوت إحدي الأطباء يجلس بالمقعد المجاور له..
لينتبه” غفران” لرنين هاتفه..أطبق جفنيه بعنف، وأسرع بالضغط على زر الفتح، وتحدث بهدوء رغم غضبه..
” عهد أنا رايح مشوار مهم.. هخلص وأكلمك “..
كانت تستعد لبدأ شجار معه.. فهو غائب عن المنزل منذ أكثر من ثلاثة أيام، وأخبرها بعودته اليوم..
زحف القلق لقلبها حين استمعت لصوته يحاول يخفي عنها نبرة الألم به..
“مالك يا غفران..حاجة حصلت؟!”..
اجابها على الفور حين شعر بخوفها الشديد الذي جعل عبراتها تملئ عينيها..
“أهدي أنا كويس.. بس فارس صاحبي تعب شويه، وأنا واخد دكتور ورايحله في الطريق.. هخلص واكلمك علشان داخل على البيت عنده”..
“خلي بالك من نفسك، ومتتاخرش عليا يا حبيبي”..
قالتها” عهد” بلهفة عاشقة..
………………………………
“إسراء”..
أنتهت من تحضير وجبة ساخنه لزوجها.. نظرت لما فعلته بنظره راضيه، وقد ابذلت قصاري جهدها حتي يروق الطعام مغرورها..
“لو حكمت هأكلك بأيدي كمان يا فارس.. بس تاكل، وتوافق تتعالج..علشان أنا مش قادرة أشوفك كده”..
همست بها بسرها، وقد ترقرقت العبرات بعينها..
رفعت يدها،وضعتها على قلبها تحاول تهدئة سرعة دقاته التي لا تعلم سببها.. جحظت عينيها حين شعرت بلهفتها عليه، واشتياقها له..أيعقل تشتاق إليه؟!..
توردت وجنتيها بحمرة الخجل، وانبلجت ابتسامة على محياها حين ترددت بأذنها همساته العاشقه لها..
أسرعت بوضع الطعام على العربه المخصصه له، وسارت لخارج المطبخ متجهه نحو المصعد المؤدي للطابق الموجود به جناحه..ليوقفها صوت آخر من تتمني وجودها الآن..
“أستنى عندك؟!”..
أردفت بها “ديمة” بنبره أمره.. ألتفت “إسراء” ببطء، وتطلعت لصاحبة الصوت..
أمراءه ذات شعر أسود وطويل بعض الشئ.. بشرتها برونزية صافيه، وملامحها جريئه يظهر عليها بوضوح بعض عمليات التجميل..ثيابها قصيره للغاية..
“واخده الأكل دا لمين؟!”..
قبل أن تنطق “إسراء” بحرف اجابتها” صابرين ” بابتسامة منتصرة..
“دا اكل فارس باشا يا هانم”..
أقتربت “ديمه” من “إسراء”، ودفعتها بقليل من العنف، وامسكت العربه، وسارت بها لداخل المصعد وهي تقول..
“خليكي أنتي.. أنا هوديه، و أكله بنفسي كمان.. هو بيحب يأكل من أيدي”..
صكت “إسراء “على أسنانها بغيظ شديد، وهرولت نحو الدرج بخطوات راكضة، وقد أغرقت عبراتها وجهها..
مرت من أمام جناح” فارس” المغلق ومن داخلها تتمني ان تدخل له قبل أن تصل تلك الديمة..
لوهله فكرت ان تفعلها، ولكنها تراجعت واتجهت نحو غرفتها.. دفعت الباب وخطت للداخل، واغلقته خلفها بعنف..
“بسم الله الرحمن الرحيم.. خضتيني يابت إسراء؟!”..
قالتها “إلهام” بعتاب، ونظرت لها بلهفه حين رأتها تبكي..
“مالك يا ضنايا.. بتعيطي ليه.. تعالي في حضني؟!”..
ركضت نحوها “إسراء” وارتمت داخل خضنها تبكي بنحيب مردده..
“انا نحس يا ماما.. أنا مليش حظ، ولا مكتوبلي الراحه أبداً “..
ربتت” إلهام” على ظهرها، وتحدثت بتعقل قائله..
” استغفري ربنا يابنتي.. متقوليش كده.. قولي الحمد لله، وقومي روحي لجوزك.. خليكي معاه.. المفروض تبقي أنتي دلوقتي اول واحده جنبه.. تبقي عينيه اللي بيشوف بيها يا ضنايا.. مش سيباه للممرضه هتساعده قال ايه ياخد شاور قال”…
توقفت “إسراء” عن البكاء، وانتفضت واقفه فجأه فوق الفراش وتحدثت بصوت اشبه بالصراخ..
” تساعده ياخد اييييييييييييه؟! “..
لوة” إلهام ” فمها أكثر من مره، وصفقت بكلتا يدها وهي تقول..
“ياخد شاور.. أنا مكنتش فاهمه قصدها.. سألتها يعني ايه.. ردت بكل بجاحة وعين يدب فيها رصاصة انها هتحميه”..
أشارت على ابنتها بيدها وتابعت بغضب..
“خليكي انتي هنا بتعيطي على خيبتك، وسايبه واحده غريبه تحمي جوزك”..
دارت “إسراء” حول نفسها، وقد أصبحت بحالة من الجنون، وتحدثت ببكاء من شدة غيظها مردده..
” واحده هتحميه، والتانيه هتأكله؟!”..
مسحت عبراتها بقوة، وأخذت نفس عميق، واندفعت لداخل حمام غرفتها، وقفت أمام المرآه، وبدأت تطرق عليها بكل قوتها حتي تحطمت، ولكنها لم تتوقف عن الطرق غير عابئه ليدها التي بدأت تنزف أثر جرح عميق بها..
طرقاتها جعلت “فارس” يتحدث بأمر قائلاً..
” كلو يطلع برة حالاً”..