روايات

رواية نيران ظلمه الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم هدير نور

 رواية نيران ظلمه الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم هدير نور

رواية نيران ظلمه الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم هدير نور

رواية نيران ظلمه الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم هدير نور

كان عز الدين جالساً يراقب بصمت
كما يراقب الاسد فريسته ذاك الذى تم وثاقه باحدى المقاعد يأن متألماً و هو مخفض الرأس تمتم قائلاً بهدوء مميت
=هاااا يا عبد المنعم لسه مُصر انك قابلت حياء و انها هى اللى اتفقت معاك على اللعبه دى..؟!
ظل عبد المنعم مخفضاً رأسه بصمت رافضاً الافصاح عن اى شئ مما جعل عز الدين يشير برأسه الى ياسين الذى كان واقفاً بجانب عبد المنعم فى انتظار هذه الاشارة حتى  يعاود  من جديد بتسديد اللكمات  لعبد المنعم …
ظل يسدد له اللكمات الحاده حتى صاح عبد المنعم باعلى صوته طلباً الرحمه وقد بدأت  الدماء تنزف من كلاً من انفه و فمه
اشار عز الدين بيده ليلسين الذى توقف عن عمله متمتماً بهدوء
=هااا هتتكلم و لا اخلى ياسين يكمل معاك الحفله الجميله دى للصبح
هتف عبد المنعم لاهثاً بتعب
=هحكي … هحكي كل حاجة يا باشا
اومأ له عز الدين برأسه قبل ان يتمتم بتهديد لاذع
=احكى..بس عارف لو كدبت فى حرف واحد انا همحيك من على وش الدنيا….
هتف عبد المنعم بذعر  مقاطعاً اياه بلهاث حاد
=والله ما هكدب يا باشا..و هقول على كل حاجة ….الست…الست  ناريمان فعلاً اتفقت معايا…
اومأ له عز الدين برأسه مشجعاً اياه ان يكمل بينما يتراجع فى مقعده للخلف بهدوء يخالف الفضب الذى  يثور بداخله
=اتفقت معاك على ايه بالظبط ..؟!
اجابه عبد المنعم و هو يلتقط انفاسه بصعوبه
=اتفقت معايا ان افضل مستنى برا فيلاتها و اول ما تتصل بيا ادخل من باب الفيلا اللى ورا اللى هى سيبهولى مفتوح و انط فى بلكونه هى كانت ورتهالى قبل كده وفعلاً عملت كده بس اول ما دخلت لقيت حح..حياء هانم فى الاوضة دى اول ما شافتنى اترعبت و خافت…
شعر عز الدين بقبضه حاده تعتصر قلبه فور تخيله ما تعرضت له بتلك اللحظه بمفردها ضغط فكه بقوة حتى كادت اسنانه ان تنكسر محاولاً السيطرة على نفسه حتى لا يندفع نحوه و يقتله بيده
اكمل عبد المنعم بصوت مرتجف وقد ارتسم الارتعاب فوق ملامح وجهه فور رؤيته لوجه عز الدين الذى كان كالبركان الذى على وشك الانفجار باى لحظة
=بعدها عرفت انها بنتها ..لما فضلت تتحايل عليها انها تسكت و متصرخش و تفضحها لكن ناريمان هانم قعدت تصرخ وتقول كلام غريب ان فى راجل معها فى الاوضة و كده….
بعد كده انا نطيت من البلكونه زى ما اتفقت مع الست ناريمان ومعرفش حصل ايه بعد كده
بس يا باشا هى دى كل الحكايه
اشار له عز الدين بيده يحثه على ان يكمل قائلاً بصرامة
=و بعدين ……
تمتم عبد المنعم بارتباك مبتلعاً الغصه التى تشكلت بحلقه بصعوبه فقد كان يحاول تجنب ذكر اتفاقه مع سالم المسيرى ..
=اكمل ايه يا باشا ..هو ده كل اللى اعرفه…….
صاح عز الدين بحده و هو يدفع الطاوله التى امامه بقدمه لتصطدم بقوة بجسد عبد المنعم الذى اخذ يصيح متألماً
=انت هتستعبط يا روح امك ..
فكرك انى بعد ما خرجتك من هنا اخر مره مكنتش براقبك و عارف كل خطوة من خطواتك…
ليكمل متمتماً من بين اسنانه بقسوة وفد التمعت عينيه يشراسة بثت الرعب بقلب عبظ المنعم =كنت بتعمل ايه النهارده مع سالم و الشنطه اللى ادهالك دى كان فيها ايه…؟!
ظل عبد المنعم صامتاً عدة لحظات مدركاً بانه لا يوجد مفر من قول الحقيقه فقد كشفه عز الدين بالفعل هتف سريعاً بذعر فور ان رأى ياسين يتقدم منه بخطوات متواعدة بطيئة
=هقول..هقول يا باشا على كل حاجة
ليكمل بصوت مرتجف ضعيف
=سس..سالم بيه هو اللى اتفق معايا ان اقول لحضرتك كده…
تراجع عز الدين بمقعده و قد تحجرت عينيه بقسوة مرعبة فلم يكن متفاجئاً كثيراً فقد كان يعلم سابقاً ان شقيقه هو الذى وراء كل هذا لكن برغم ذلك فقد ألمه سماع ما يؤكد ذلك…
اشار بصمت الى ياسين الذى كان واقفاً بوجه جامد حاد ليفهم على الفور ما يريده منه
اخرج هاتفه على الفور ندمتصلاً باحدى الاشخاص وت١ تحدث به ببضعة كلمات
دخل المكان بعد عدة لحظات رجلين ضخمين من رجال عز الدين يسحبون خلفهم سالم الذى كان يبدو بحاله يرثى لها حيث كان يبدو عليه الحطام كما لو ان سيارة مسرعة قامت بدهسه عدة مرات حيث كانت الدماء تنزف من كامل انحاء وجهه و عينيه مغلقة تماما من اثر التورم الذى  بها…
دفعه احدى الرجال بقسوة مما جعله يسقط بحده اسفل قدم عز الدين
حاول النهوض ببطئ متمسكاً بساق عز الدين و هو يتمتم بصوت مرتجف ضعيف
=كده يا عز …تعمل فى اخوك كده
انتفض عز الدين مبعداً بحده يده التى كانت تتمسك بساقه   ليعاود السقوط مرة اخرى بعد ان اختل توازنه..
التفت عز الدين نحو ياسين ثائحاً بشراسةو هو  يشير برأسه نحو عبد المنعم
=خد الكلب ده برا و سلمه للبوليس اللى بيدور عليها بقاله كام سنه بس قبلها مش عايز عضمه واحده فى جسمه تبقى سليمه ؟!
صاح عبد المنعم بذعر فور سماعه كلماته تلك
=لا ….يا باشا وحياة حبيبك النبى ما تسلمنى للبوليس …انا عليا احكام تعدى ال١٥ سنه…كده هروح فى داهيه و نبى يا باشا لا
ظل يصرخ هاتفاً برجاء بينما كان يصحبه ياسين بقوة للخارج لكن لم يعره عز الدين اهتماماً حيث كانت عينيه مسلطه فوق سالم الذى كان جاثياً فوق الارض و قد شحب وجهه بشدة مدركاً بانه قد تم كشف امر جميع الاعيبه تمتم بصوت مرتعش
=عز…..
لكنه توقف عن تكملة جملته مبتلعاً لعابه بذعر فور ان حدقه عز الدين بنظرة حادة اخرسته علي الفور
انحنى نحوه عز الدين قابضاً فوق ياقته ساحباً اياه بحده حتى اصبح يقف امامه اخذ يهزه بقوه متمتماً من بين انفاسه الحارقه
=بتتفق عليا…و على مراتى يا وسخ يا واطى
صاح سالم سريعاً متمتماً بارتباك محاولاً الخروج المأزق الذى وقع به عالماً بان عبد المنعم قد أخبره بكل شئ
=كذب…كذب يا عز صدقني…الواد ده ..ده بيكدب
ليكمل و قد ضربت رأسه فكرة لعينه
=تلاقى حياء هى اللى اتفقت معاه يقول كده علشان تخرج من الليله دى لما عرفت انك عرفت خطتها الوسخه اللى زيها دى………
لم يدعه عز الدين يكمل جملته حيث اندفع نحوه يسدد له لكمات سريعة قويه متتالية اسالت الدماء من انفه و فمه و هو يصيح بشراسة و قد اعماه غضبه
=اسمها ميتنطقش على لسانك النجس ده  تانى ….مراتى انضف منك و من الاشكال الوسخه اللى تعرفها…..
ليكمل وهو يلكمه بحده بمعدته صائحاً بشراسة متجاهلاً صرخات شقيقه المتألمة
=ايه يا اخى كميه الغل و الحقد اللى جواك من ناحيتها دى … ايه
كرهك لها عماك لدرجة خلتك تعقد تخطط لمجرد بس انك تأذيها
ليكمل بشراسهة وهو يشير نحو صدره
=مفكرتش وانت بتأذيها بالشكل ده انك بتأذينى معها …بلاش كل ده مفكرتش انها بنت عمك ..من لحمك و دمك
اخذ سالم يضحك لهستربة متمتماً من بين ضحكاته تلك قائلاً
=ومين قالك ان حياء هى اللى كنت عايز أأذيها …..؟!
ليكمل من بين اسنانه وهو يضطلع نحوه بغل و كره
=انا لو كنت عايز أأذى حد فى الليله دى فكنت عايز أأذيك انت…
اهتز جسد عز الدين بعنف كمن ضربته الصاعقة فور سماعه كلماته تلك هامساً بصوت لاهث متقطع
= تأذينى …انا ….؟!
انتفض سالم واقفاً على قدميه  و هو بهتف بحده
=ايوه انت …انت عز الدين بيه المسيرى اللى  طول عمره المميز عني فى كل حاجة صاحب السلطة ..اللي بكلمه منه الدنيا تتهد و تتبنى من جديد في ثانية ..اللي الكل بيعمله الف حساب حتي ابونا  بجبروته بيعملك حساب و انا…انا هوا جنبك حتي نهى اللي هي مراتي بتحترم كلمتك اكتر مني انا…انا اللي المفروض جوزها ……..
ليكمل بسخريه لاذعة و عينيه تنضحان بالحقد
=ولا فخر بيه اللي ميدخلش اي مكان الا و يتكلم عن انجازات  العبقرى ..ابنه اللي قدر يعتمد علي نفسه ويبني اكبر اسطورة شركات فى الشرق الاوسط بعيد عن شركة العيلة…..
وقف عز الدين يستمع الى كلماته تلك شاعراً بالدهشة تتملكه غير مستوعباً كم الغل و الحقد الذان ينبثقان من داخل شقيقه
اكمل سالم بحده و قد اعماه حقده
=عز الدين المسيرى اللى البنت الوحيده اللى حبتها فى حياتى اول ما شافته سابتنى و رمت نفسها عليه…..
قاطعه عز الدين بقسوة
=البنت اللى حبتها….!!!
قول الزباله اللى عرفتها على مراتك و هى حامل ولما لقت صيد اكبر منك رمتك و جريت عليه….
صاااح سالم بغضب
=بس حبيتها…وانت كنت السبب فى انى خسرتها….
قاطعه عز الدين بغضب مرمقاً اياه بنفور و اشمئزاز
=يا اخى احترم نفسك…
احترم نفسك و لو لمرة واحدة ..؟!
ليكمل متمتماً من بين اسنانه بشراسة ناكزاً اياه بقوه فى كتفه
=انت محبتهاش…انت حبيت الدور اللى عيشتك فيه المظلوم اللى يا عينى حبيبته سابته علشان اخوه الشرير …يا اخى احمد ربنا على ان نهى مراتك سامحتك على وساختك دى وقبلت ترجعلك ..احمد ربنا على بنتك وحياتك…..
قاطعه سالم صائحاً بسخرية لاذعة
=حياتى…؟! هى فين حياتى دى
ما انت كوشت على كله…حتى لما حاولت ادمرلك حياتك.. دمرت حياتى بدالها….
ليكمل بحده فاركاً ذراعه بقوه
=حتى حياء اللى  قولت عليها  هتمررلك حياتك و تسودها حبيتها و هى كمان وقعت فيك وحبتك و عايشين فى سعادة
تمتم عز الدين منصدماً من كلماته التى تنبثق منها الغل
=ايه يا تخى كمية الكره اللى فى قلبك دى ..ده انت لو شيطان مش هتفكر بالشكل ده
انهى كلامه متوقفاً عدة لحظات بصمت قبل ان يتمتم بهدوء
=من النهاردة مشوفش وشك  لا فى الشركة ولا فى القصر
صاح سالم بحده
=ليه ان شاء الله كان بيتك ولا شركتك علشان تطردنى منهم …البيت والشركة ملك العيله مش ملكك
رمقه عز الدين ببرود قبل ان يتمتم بهدوء
=لا ملكى…فاكر لما الشركة اتعرضت للافلاس و كل الاملاك كانت هتتعرض فى مزاد و انا اللى روحت دفعت الفلوس للبنك…يومها بابا اصر يكتبلى كل حاجه باسمى…
ارتسم معالم الارتعاب فوق وجه
سالم فور ان ادرك معنى كلماته تلك عالماً بانه قد خسر كل شئ لكنه افاق من جموده هذا مندفعاً نحو عز الدين محاولاً لكمه بوجهه وهو يصيح بشراسه
=اهااا يا واطى حتى الشركة و القصر لهفتهم
تفادى عز الدين لكمته تلك ممسكاً بذراعه يلزيهخلف ظهره  بقسوة و هو يسبه بافظع الشتائم راكلاً اياه بساقه بقوة مما جعل سالم ينحنى فوق الارض ممسكاً بها و هو يصرخ متألماً
ابتعد عنه عز الدين اخيراً و هو يلهث بشدة بينما وقف سالم بجسد مرتجف مدلكاً بيده ساقه تمتم عز الدين بحده متناولاً من فوق الطاوله عدة اوراق ملقياً اياها بوجه سالم
=الواطى اللى بتقول عليه لهف كل حاجه كان بيجهز الاوراق علشان ينقلك  الشركه و القصر باسمك
ليكمل و هو ينحنى فوقه متمتماً بوحشية
=بس و دينى يا سالم بعد اللى عملته ده ما هتشوف منى جنيه واحد
شعر سالم بالبرودة تزحف بداخله همس بصوت مرتجف
=طيب و هصرف منين انا مملكش جنيه واحد….
قاطعه عز الدين و هو يبتعد عنه مستعداً لمغادرة المكان
=ميخصنيش….
ليكمل عندما وصل الى باب المخزن
=نهى مرحب بها طبعا تفضل فى القصر ده بيتها…لكن لو حبت تروح معاك…انا مش همنعها
صاح سالم من خلفه بصوت منتحب
=عز استنى… عز متسبنيش و تمشى…
ظل سالم على صياحه هذا حتى بعد مغادرة عز الدين للمكان دافناً وجهه بالارض منفجراً ببكاء مرير
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
دخلت حياء الى الغرفة وهى تدندن بفرح بعد عودتها من التسوق مع نهى التى اصرت ان يبتاعوا ملابس خاصة لطفلها فبرغم ان لم يعلم احد من العائلة بعد بامر حملها هذاالا ان زوجة عمها فريال قد شكت بالامر عندما رفضت حياء تناول الكثير من انواع الطعام اثناء الافطار مما جعلها تصب كامل اهتمامها وتركيزها عليها و  عندما سألت حياء عن الامر اكدته لها على الفور مما جعل فريال تنفجر بالبكاء بسعادة ضاممه اياها اليها فى بادئ الامر تعاملت معها حياء ببرود فهى لم تنسى ما فعلته بها بعد لكن فور ان ضمتها اليها بحنان وهى تبكى بسعاده و فرح لم تستطع حياء ان تظل على برودها هذا متفاعله معها هى الاخرى ..
خرجت حياء  من افكارها تلك متجمدة بمكانها عده لحظات عندما وقعت عينيها على عز الدين الذى كان جالساً فوق الأريكة و هو محنى الرأس و قد ارتسم الحزن  و الالم فوق وجهه
القت  على الفور بحقائب مشترياتها فوق الارض  متجهه نحوه سريعاً جالسة على عقبيها امامه محيطه وجهه بيدها متمتمه بلهفة
=مالك يا حبيبى فى ايه ؟!
جذبها عز الدين سريعاً من ذراعها منهضاً اياها من جلستها تلك هامساً بصوت ضعيف
=بلاش تقعدى كده ..غلط عليكى
ثم جذبها بحنان مجلساً اياها فوق ساقه اخذت حياء تضطلع بقلق الى وجهه الذى كان يكسوه الحزن والالم هامسة بصوت مرتجف
=فى ايه يا عز …مالك يا حبيبى ؟!
همهم مجيباً اياها بصوت منخفض و هو يدفن رأسه بعنقها محيطاً جسدها بذراعيه ضامماً اياها اليه بقوه شاعراً بالخوف عليها يسيطر عليه فبعد خيانة شقيقه له لم يعد يعلم بمن يجب عليه ان يثق به بعد الان.. يرغب باخفاءها بعيداً عن جميع من حوله حتى لا يأذوه بها…كما حاول شقيقه ان يفعل
=مفيش حاجة ..يا حبيبتى شوية مشاكل فى الشغل مش اكتر…
احاطت رأسه المندس بعنقها بحنان متخلله خصلات شعره مدلكه اياه و هى تمتم بشغف
=يغور الشغل اللى يخلى حبيبي يزعل بالشكل ده
ابعدت رأسه عن عنقها مقبله جبينه بحنان هامسه
=فداك الدنيا كلها يا حبيبى … متزعلش نفسك كل حاجة و لها حل صدقنى …
اومأ لها رأسه بصمت  راسماً ابتسامة لطيفة فوق شفتيه مقبلاً عينيها بحنان هامساً من بين انفاسه الحارقه
=بحبك يا قطتى….
اسندت جبينها فوق جبينه هامسه امام شفتيه بشغف
=و انا بعشقك يا عزى…
ضغط شفتيه فوق شفتيها فى قبله رقيقة حارة ابتعد عنها بعد عدة لحظات ممرراً يده بحنان بين خصلات شعرها الحريرى متأملاً  بشغف وجنتيها المصبوغتين باللون الاحمر لكنه افاق من تأمله هذا على صوت طرقات خفيفه فوق باب غرفتهم نهضت حياء من فوق ساقيه متجهه نحو الباب تفتحه لتجد انصاف تقف امام غرفة تحمل بين يديها كوباً من العصير
=العصير اللى طلبتيه قبل ما تطلعى اوضتك يا حياء هانم
تناولته منها حياء شاكره اياها قبل ان تغلق باب الغرفة خلفها…
انتفض عز الدين واقفاً قائلاً باقتضاب مشيراً بحده برأسه نحو كوب العصير الذى بيدها
=ايه ده …؟!
اجابته حياء باضطراب و هى ترفع الكوب امام عينه
=عصير يا حبيبى…
خطف عز الدين منها الكوب بحده عندما وجدها ترفعه الى شفتيها تحاول الارتشاف منه متمتماً باقتضاب شاعراً بالقلق يجتاحه فبعد ما فعله شقيقه لا يمكنه ان يثق باى شخص بهذا المنزل كما ان نهى تعلم بامر حمل حياء وبالتأكيد قد اخبرت سالم بهذا
=من هنا و رايح متشربيش او تاكلى اى حاجه فى البيت ده …
همست حياء بدهشه تضطلع اليه  كما لو نما له رأساً اخر
=ازاى يعنى يا عز….؟!
اقترب منها قائلاً بهدوء فهو يعلم بان كلماته تبدو غريبه بالنسبه اليها
=هتفق مع مطعم يجبلك كل الاكل اللى نفسك فيه و ياسين هيبقى  يوصلهولك بنفسه لحد اوضتك
ليكمل سريعاً و هو يضغط بيده فوق جبينه فقد بدأ الالم يعصف براسه
=و لا اقولك هجبهولك انا بنفسى..
هتفت حياء بحده
=ايه اللى بتقوله ده يا عز ماله الاكل اللى هنا ..انا مش فاهمه…
وضع الكوب فوق الطاولة ثم التفت اليها مرة اخرى محيطاً خصرها بذراعيه جاذباً اياها بالقرب منه ضامماً اياها الى صدره بشدة كما لو كان يرغب بتخبئتها به فلا يزال خوفه عليها يسيطر عليه فاقرب الناس اليه واليها من قاموا باذيتهم فوالدتها قامت بتشويه سمعتها طاعنه اياها فى شرفها من اجل الاموال حيث ظل يفكر ما الذى بجعل زوجة عمه تفعل ذلك بحياء فلم يجد الا المال
اما شقيقه فقد اذاه و حاول ضربه هو الاخر فى ظهره…
همهمت حياء ساخطه دافعه اياه بصدره بخفه
=عز …فهمنى ايه اللى بيحصل بالظبط مينفعش كل مره تبق….
لكنها ابتلعت باقى جملتها عندما  شعرت بجسده يرتجف بقوة احاطته بذراعيها تضمه  اليها ممرره يدها بحنان فوق ظهره محاولة تهدئته هامسه بقلق
=مالك يا حبيبى …فيك ايه ؟!
ابتعد عنها ببطئ متمتماً بوجه محتقن بشدة حيث لم يعد يمكنه ان يخبئ عليها الامر اكثر من ذلك
=حياء …..مامتك هى اللى كانت ورا كل اللى حصلك..؟!
هزت حياء رأسها بعدم فهم
=اللى حصلى…؟!
اجابها بارتباك  شديد
=هى اللى اتفقت مع الراجل اللى دخل اوضتك وعملت كل الفيلم ده علشان تخلينى اضطر اتجوزك  ….
همست حياء بصوت مرتجف ضعيف
=اتفقت…اتفقت..ازاى… ؟!
اجابها  و هو يضطلع بقلق الى وجهها الذى شحب بشدة
=اتفقت مع عبد المنعم يدخل اوضتك  و اول ما يدخل يكلمها تطلع وتعمل الفيلم اللى هى عملته……
لكنه قاطع جملته  بذعر عندما شعر بجسدها يتراخى بين ذراعيه متمتماً اسمها بلهفة
=حياء…..
اسندت حياء جبهتها فوق كتفه محاولة ابعاد الدوران الذى اصابها تنتحب بصمت لكنها عندما شعرت بيده تمر بحنان فوق ظهرها مقبلاً اعلى رأسها اخذت شهقات بكائها تتزايد بقوة لا يمكنها تخيل ما فعلته والدتها بها فبرغم انها كانت تعلم انها قد كذبت بامر ان هذا الرجل قبلها الا انها لم تتخيل ان تكون هى من وراء كل ذلك….حتى تجبر عز الدين على الزواج منها
شدد عز الدين ذراعيه من حولها عندما شعر بجسدها يهتز بقوه بسبب شهقات بكائها التى اخذت تتعالى تاركاً اياها تخرج ما بداخلها شاعراً بقلبه يتمزق و هو يراها بتلك الحاله لاعناً والدتها التى تسببت فى المها بهذا الشكل…
حملها بين ذراعيه ليستلقى فوق الفراش وهو لا يزال ضامماً اياها بين ذراعيه ممرراً يده بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها بينما لازالت هى دافنه وجهها بعنقه تنتحب بصمت….
بعد مرور عدة دقائق…
رفعت حياء وجهها تضطلع اليه قائله بصوت اجش ضعيف من اثر بكائها
=ليه تعمل فيا كده…مصعبتش عليها والكل كان عمال يبهدل فيا …مفكرتش وهى بتطعنى فى شرفى اللى ممكن اتعرضله…
لتكمل بصوت منخفض منكسر
=كل ده علشان تجبرك انك تتجوزنى..طيب انت ذنبك ايه تدبس فى حاجه زى دى….
قاطعها على الفور رافعاً رأسها اليه
=هششش… اوعى اسمعك بتقولى الكلام ده تانى مامتك لو فى حاجه واحده ممكن تخلينى ارحمها من اللى عملته فيكى هى انها كانت السبب فى انى اتجوزك……
ليكمل مقبلاً وجهها قبلات متتاليه حنونه من بين كلماته
=انتى نعمه ربنا رزقنى بها…النور اللى نور حياتى و قلبى اسعد يوم فى حياتى كله لما مضيت على عقد الجواز و بقيتى ملكى لوحدى
خف انتحاب حياء و هى تستمع الى كلماته تلك شاعرة بقلبها يتضخم بداخل صدرهت همست اسمه بصوت منخفض لكنه انحنى ضاغطاً شفتيه فوق شفتيها متناولاً اياها فى قبله حاره رقيقه ممرراً يده بحنان فوق جانب وجهها…..
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
كان سالم جالساً بغرفته فى احدى الفنادق التى اقل ما يقال عنها رديئة عندما سمع طرقاً خفيف فوق باب غرفته لتدخل بعدها تالا تهتف وهى تضطلع باشمئزاز بانحاء الغرفة المتهالكة
=ايه المكان المعفن اللى انت قاعد فيه ده يا سالم بقى ده منظ……
لكنها ابتلعت باقى جملتها شاهقه بفزع عندما وقعت عينيها فوق سالم المستلقى فوق فراش شبه متداعى وكامل وجهه متورم وملئ بالكدمات صاحات بينما ذراعه وسافه ملفوفين بضمادات طبية صاحات تالا
=ايه اللى عمل فيك كده ..؟!
اجابها سالم و هو يعتدل فى جلسته لكنه صرخ متألماً عندما ضغط على ذراعه المصابه لكنه تحامل على نفسه حتى جلس مستنداً الى ظهر الفراش
=عز….
شحب وجه تالا فور سماعها ذلك همست بصوت مرتجف وهى تنظر الى الغرفه الشبه متهالكه والى جسده الشبه مدمر
=اوعى يا سالم يكون اللى فى بالى صح
اومأ لها سالم برأسه قائلاً بهدوء
=ايوه صح …عز عرف كل حاجه وطربقها فوق دماغى..
صرخت تالا هابطه جالسه فوق المقعد المقابل لسالم بانهيار
=نهار اسود و منيل…نهار اسود و منيل
لتكمل منتحبه ناظره اليه بلهفة
=اوعى تكون جبت سيرتى يا سالم
ابتسم سالم بسخرية مضطلعاً الى الذعر الذى اغرق وجهها
=متقلقيش مجبتش سيرتك…
وضعت تالا يدها فوق صدرها متمتمه براحة
=كنت عارفه انك عمرك ما هتبيع بنت خالتك وانك…
قاطعها سالم قائلا بحده
=سيبك من الشغل بتاعك ده ومتعشيش الدور عليا …انا لو مجبتش سيرتك فلسبيبن محددين…
همست تالا بشفتين مضغوطتين بتوتر
=اللى هما …؟!
اجابها سالم بهدوء محاولاً الاعتدال اكثر فى جلسته
=اولاً لانى محتاجك تصلحى الأمور بينى و بين عز…
ثانياً بقى ان قررت اتغير و انسى كل الماضى بوساخته
هتفت تالت بغضب وهى تنتفض واقفه
= و ده من امتى بقى يا سالم بيه ..؟!
اجابها سالم بحده من بين اسنانه
=من النهارده … انا اكتشفت النهارده لما واجهت عز الدين انى صغير و حقير اوى ….
ليكمل بالم وحسرة مبتلعاً الغصة التى تشكلت بحلقه
=بقى فى الوقت اللى كنت انا بخطط انى أأذيه و أذى حياء كان هو بيحضر الورق علشان ينقلى ملكيه شركة العيلة والقصر بقى انا كنت بحاول اهده و هو كان بيحاول يبننى
ليكمل بقسوة و هو يندفع نحو تالا ممسكاً بذراعها يضغط عليه بقوة مؤلمه مما جعلها تصرخ متألمه
=علشان كده يا تالا قسماً بالله لو عرفت انك رجعتى تخربى عليهم او خططتى حاجه تانيه علشان تأذى حياء هكون محيكى من على وش الدنيا
شعرت تالا برجفه من الذعر تتسلل الى جسدها فور رؤيتها لعينيه التى تلتمع بالقسوة لكنها تمالكت نفسها قائله بهدوء محاوله تهديده حتى تثنيه عن قراره هذا
= و ياترى نهى بقى عرفت اللى انت عملته فى حياء و عز …
قاطعها سالم بسخريه لاذعه
=ايه هتهددينى بها….
ليكمل ببرود وهو ينفض يدها التى كان لايزال ممسكاً بها
= ريحى نفسك نهى عرفت كل حاجة
هتفت تالا و قد التمعت عينيها بأمل
=اكيد عز اللى قالها و قصد يخرب بينكوا علشان يردلك اللى عملته معاه صح…؟!
اخفض سالم رأسه متمتماً بحسرة
=عز..؟!.. عز لا يمكن يعمل زى ما انا عملت انا متأكد انه عمره ما هيقول لحد على اللى عملته علشان ميصغرنيش فى عينين الكل اكتر ما انا صغير…
عقدت تالا حاجبيها بغضب متمتمه بحده
=اومال مين اللى قال لنهى ؟!
اجابها سالم بهدوء
=انا اللى قولتلها وحكيت لها عن كل حاجه ..طبعاً رفضت انها تيجى معايا و طلبت منى  الطلاق….
قاطع جملته عندما شعر بالدموع تتصاعد إلى عينيه متنفساً بعمق محاولاً تمالك نفسه
=انا اكتشفت انى بحب نهى اوى يا تالا …بس للاسف اكتشفت ده بعد ما خسرت كل حاجة
اقتربت منه تالا مربته فوق كتفه مؤازاره اياه متمتمه ببعض الكلمات المهدئه له
همس سالم بضعف
=اهم حاجه يا تالا عندى دلوقتى انك تبعدى عن عز و حياء و شوفى حياتك بعيد عنهم
اومأت له تالا وهى تنهض مستعده للمغادرة
=خلاص يا سالم  معتش له لازمه ان اعمل حاجه تانى اديك شوفت كل مره بنحاول نبعدهم عن بعض بيقربوا اكتر
ربت سالم فوق يدها متمتماً بهدوء
=ان شاء الله ربنا هيعوضك
ابتسمت له تالا قائله وهى تقف امام باب الغرفه تستعد للخروج
=وانت متقلقش كل حاجه هترجع زى الاول واحسن.
اومأ لها سالم وقد ارتسم فوق شفتيه شبه ابتسامه ودعته تالا وفور ان اصبحت خارج الغرفة  استندت برأسها فوق باب الغرفة المتداعى تقبض بقسوه فوق مقبضه متمتمه بغل وحقد
=قال اسيبهم فى حالهم قال….
لتكمل بشراسه وهى تزيد من قبضتها فوق مقبض الباب حتى انحبست الدماء فى عروق يدها
=و دينى ما هسيبها تتهنا به ولو ليوم واحد وانا لا هى فى الدنيا دى….
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
كان عز الدين جالساً بمكتبه الخاص يتفحص بعض الاوراق المتعلقة بعمله عندما سمع صوت طرقاً خفيفاً فوق باب غرفة مكتبه لتدخل بعدها انصاف الى الغرفة بخطوات بطيئة متمهلة حتى وقفت امامه قائله بهدوء
=عز بيه ثروت بيه و ناريمان هانم قاعدين فى اوضة الاستقبال و طالبين يقبلوا حضرتك…
انتفض عز الدين واقفاً قائلاً بحده
=عمى و مراته برا دلوقتى ؟!
اومأت له انصاف بالايجاب شاعرة بالدهشة من ردة فعله هذة
ابتعد عز الدين متجهاً نحو باب الغرفه وهو يتمتم بصرامه
=عايزاك تجمعيلى كل اللى فى البيت وتخليهم يستنونى فى اوضه الاستقبال مع عمى و مراته مفهوم اجابته بالايجاب  و هى تتبعه خارجه من الغرفه لتنفيذ امره ذلك …
دخل عز الدين  الى الغرفة ليجد حياء واقفه ترتدى ملابسها ببطئ اقترب منها على الفور متناولاً منها الفستان النهارى ابيض اللون الذى كانت تحاول ارتداءه ممرراً اياه من فوق رأسها بلطف مساعداً اياها فى ارتداءه و فور ان انتهى من مهمته تلك احاطها بذراعيه ضامماً اياها الى صدره بينما دفنت هى رأسها بعنقه مقبله اياه بحنان زافرة براحه
ابعدها عنه قليلاً هامساً بحذر شديد
=حياء…..مامتك و باباكى قاعدين تحت مستنينا…
شعر بجسدها يتجمد بين ذراعيه فور سماعها كلماته تلك ابتعدت عنه وهى تتمتم بحده
=»بس انا مش عايزه اقابلهم..
اعادها الى ذراعيه مرة تخرى متمتماً بصرامه
=لازم تقابليهم يا حياء ونواجهم باللى عملوه و لازم كل العيله تبقى  موجودة علشان اردلك كرامتك من كل واحد طعنك فى شرفك
ارتجفت شفتى حياء حيث كانت على وشك الانفجار فى البكاء الا انه ضغط شفتيه فوق شفتيها لاثماً اياها بحنان هامساً
=علشان خاطرى متعيطيش محدش فى الدنيا يستاهل دمعه منك حتى انا…
ليكمل وهو يرفع رأسها اليه مسلطاً عينيه بعينيها
=عايز حياء اللى هتنزل معايا دلوقتى تبقى حياء اللى وقفت قصاد الكل ومهماش اى حاجه او اى حد….و عايزك تعرفى انى دايماً معاكى و فى ظهرك و عمرى ما هسمح لاى حدى فى الدنيا دى يأذيكى تانى..
ارتمت حياء فوق صدره تضمه اليها متمتمه من بين انفاسها اللاهثه
=ربنا يخاليك ليا يا حبيبى
قبل رأسها بشغف قبل ان يتمتم
=جاهزه ان ننزل …؟!
التقطت حياء نفساً عميقاً قبل ان تومأ برأسها بالايجاب….
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
اجتمعت جميع العائلة بغرفة الاستقبال بعد ان ارسل اليهم عز الدين يطلب الاجتماع بهم
فجلسوا ينظرون الي بعضهم البعض بتسائل يرغبون بمعرفة السبب وراء طلبه ذلك…
اقتربت ناريمان من دريه الجالسه بجانبها هامسه بصوت منخفض
=انا هحكى لعز على كل حاجه النهاردة
اقتربت منها دريه قائلة وهى تضغط على يدها
=حياء حامل…
اهتز جسد ناريمان كمن ضربته الصاعقه فور سماعها ذلك هتفت و قد بدأت الدموع تملئ عينيها
=بجد…بجد يا نينا
ابتسمت دريه مربته على يدها قائلة
=بجد..بس خدى بالك عز لسه مقلش لحد بس انا عرفت بطريقتى…
اقتربت منها ناريمان اكثر هامسه بصوت منخفض مرتعش
=طيب ليه متكلمتيش مع عز وحكتيله على كل حاجه؟!
اجابتها دريه بهدوء
=كنت مستنية انكوا ترجعوا علشان نعقد ونتكلم معاه احنا التلاته..الموضوع مش سهل يا ناريمان……..
لكنها قاطعت جملتها عندما رأت عز الدين يدخل الغرفة بينما حياء بجانبه  يلف ذراعيه حول خصرها بحماية  اتجه بها حتى اجلسها فوق احدى المقاعد ضاغطاً على يدها بحنان مشجعاً اياها ….
ظلت حياء مركزة نظراتها فوق عز الدين الذى كان يقف امامها محاولة عدم الالتفاف نحو والدتها والصراخ عليها لما فعلته بها…
جذب انتباهها صوت عز الدين الذى وقف بمنتصف الغرفه بجانب شاشة التلفاز العملاقه قائلاً بهدوء
=طبعاً كلكوا مستغربين انا جمعتكوا النهارده ليه
ليكمل وهو يستدير نحو شاشة التلفاز يضغط على احدى ازرار جهاز التحكم
=قبل ما اقول اى حاجة ياريت تتفرجوا على الفيديو ده…
بدأت الشاشة تعرض مشاهد عبد المنعم و هو يقتحم غرفة حياء
صاح والده بغضب و هو ينتفض واقفاً فور مشاهدته اذلك المقطع
=ايه اللى انت بتعمله ده يا عز….احنا مش قافلنا الموضوع ده من زمان…
اجابه عز الدين بهدوء وعينيه تنصب بغضب فوق ناريمان التى اصبح  وجهها شاحب كشحوب الاموات
=لا متقفلش …
ثم استدار نحو التلفاز واضعاً بها فلاشه اخرى ليظهر مقطع فيديو اخر لعبد المنعم وهو جالساً مقيداً باحدى المقاعد اخذ يعترف باتفاقه مع ناريمان و كيف ساعدته على اقتحام غرفة حياء تعالت الشهقات المنصدمة من جميع الحاضرين
نهضت فريال هاتفه بحدة وهى تنظر الى ناريمان باشمئزاز
=انتى ام انتى….ازاى تعملى فى بنتك كده….
نهضت ناريمان متجاهله صراخ الجميع عليها متجهه نحو حياء الجالسه برأس منخفض و جسد مرتجف جلست على عقبيها امامها ممسكه بيدها برجاء
=حياء..
لتكمل بانتحاب عندما نفضت حياء يدها مبعده اياها عنها
=والله يا حبيبتى عملت كل ده علشان مصلحتك….
اقترب منهم عز الدين مبعداً ناريمان عن حياء بحده هاتفاً بغضب
‏=كلامك توجهيه ليا انا….
‏ليكمل هاتفاً بشراسه وعينيه تشعان بنيران الغضب
‏=افتكرتى انها بنتك دلوقتى بعد ما رمتيها فى النار ..كل ده علشان ايه علشان شوية فلوس تبعى بنتك و تطعنيها فى شرفها…
‏ اخذت ناريمان تنتحب بشدة وهى تتمتم بصوت مضطرب ضعيف
‏=والله كان غضب عنى …انا…..
صاح عز الدين بغضب اهتز له ارجاء المكان
=نأبك طلع على فشوش من النهاردة تنسى ان ممكن تاخدوا منى جنيه واحد اوعى تكونى فاكره مش عارف انتوا عملتوا ليه كده…..
ليكمل مشيراً الى ثروت الذى كان يجلس باحدى اركان الغرفة منطوياً على نفسه
=طبعاً داين نفسه من جديد و مقدرتوش تيجوا تطلبوا منى اسدد ديونه زى كل مرة ….
ليكمل من بين اسنانه بقسوة
=كنتوا تعالوا واطلبوا منى مكنتش هقول لا لكن انكوا تطعنوا بنتكوا فى شرفها علشان شوية فلوس….
قاطعته دريه  التى كانت تتابع ثورة غضبه تلك عالمه بانه اصبح  خارجاّ عن السيطرة و
=عز…..مرات عمك مالهاش ذنب …انا اللى خططت لكل ده
حل الصمت على جميع الجالسين كمن اصابتهم صاعقة بينما اخذت حياء تضطلع اليهم باعين متسعة كأنها تشاهد فيلماً لالتلفاز ليس له علاقه بها اقترب منها ببطئ قائلاّ بارتباك و هو يشعر بالتشوش
=انتى .. انتى ازاى …؟!
وقفت درية مقتربة من ناريمان التى كانت منهارة تربت بحنان فوق كتفها قائله بهدوء
=ايوة يا عز انا.. انا اللى اجبرت ناريمان تنفذ خططتى دى ….
لتكمل سريعاً عندما وجدته يهم بالتحدث و قد اشتعلت عينيه بنيران حارقه
=  و قبل ما تلبخ فى الكلام…طبعاً كل اللى عملناه ده مكنش بسبب الفلوس ولا علشان خاطر عمك ..منكرش انه مديون بس اللى عملناه ده عملناه علشان نحمى حياء…
تمتم عز الدين بتوجس و قد بدأ يشعر بالقلق بتخلله ملتفتاً الى الخلف يتضطلع نحو حياء التى كانت جالسه وهى ناكسة الرأس
=تحموها من ايه بالظبط…؟!
زفرت دريه باستسلام قائله بصوت يتخلله التردد
=من داوود… الكاشف…
شعرعز الدين بالدماء تتجمد فى عروقه فور سماعه ذاك الاسم لكنه افاق من تجمده هذا عندما التفت وتضطلع نحو حياء التى شحب وجهها كشحوب الاموات فور سماعها كلماتها تلك كالورقه  بينما جسدها اخذ يرتجف بعنف اتجهه نحوها على الفور جالساً على عقبيه امامها محيطاً وجهها بين يديه هامساً اسمها بلهفة
هزت رأسها ببطئ وهى تمتم بصوت مرتجف ضعيف
=عز انا عايزة امشى من هنا..
ضغط على يدها بحنان قبل ان يرفعها الى شفتيه مقبلاً اياها
=استحملى علشان خاطرى 5دقايق  بس  .. تمام ؟!
اومأت له حياء بصمت لينهض مبتعداً عنها متجهاً مرة اخرى نحو درية قائلاً بتجمد
=ماله داوود الكاشف؟!
اجابته ناريمان قائلة بصوت ضعيف
=ثروت كان استلف فلوس كتير منه على اساس انه صاحبه و زى ما انت عارف عمك مكنش بيبطل مضاربه ف البورصه …
و فى يوم عيد ميلاد حياء ثروت عزمه زى ما عزم كل اصحابنا و من يومها بدأ يغرق ثروت فى الديون لحد ما جه فى يوم و قالنا انه عايز ياخد حياء مقابل الديون اللى علينا طبعاً رفضت و طردته
لتكمل بانتحاب شديد بينما دريه تضغط على يدها مشجعه اياها لكى تكمل
=من يومها و بدأ يبعتلى فى تهديدات و انه حتى لو انا مسلمتهاش بايدى له هيخطفها هو…..لحد ما فى يوم لقيته باعت رجالته وبقوا محاوطين البيت ٢٤ ساعه وقتها قررت ان اخدها وانزل مصر اتحمى فيك…
قاطعها عز بحزم قابضاً يده بجانبه بقوه حتى ابيضت مفاصل يده
=وليه مجتيش قولتيلى على كل ده بدل اللى انتوا عملتوه…
اجابته هذه المره دريه و هى ترمق ثروت الذى كان يتابع كل هذا بصمت و قد اصبح وجهه شاحب
=عمك كدب علينا وقال انه طلب مساعدتك و انت رفضت
التفت عز نحو ثروت يصيح بحده
=انت جيت قولتلى و انا رفضت اساعدكوا
هز ثروت رأسه بصمت بالنفى
همست ناريمان بضعف
=كدب علينا يا عز خاف يقولك تكتشف انه زور امضتك على الشيكات اللى مضيها لداوود
اقترب منه عز الدين وعينيه تنشب بالنيران صائحاً بشراسة
=انت ايه بالظبط صنفك ايه..
لكن والده وقف بجانبه يجذب ذراعه قائلا بحزم
=اهدى يا عز ده مهما كان عمك
صاح بحده و هو
=عمى مين… اللى يعمل فى بنته كده يفضل نفسه على بنته ويطعنها فى شرفها علشان الفلوس …
قاطعه ثروت قائلاً بصوت منخفض مرتبك
=انا معملتش كده علشان الفلوس انا …انا كل همى و خوفى كان على حياء
نهضت حياء مندفعه نحو والدها كمنفجره بغضب مخرج جميع ما بداخلها فقد كانت جالسه تستمع اليهم منذ بداية الامر  و هى صامته لكنها لا يمكنها الصمت اكثر من ذلك هتفت بشراسه وهى تنظر الى كل من والدتها و والدها بنفور  واستياء
=كلكوا كداين محدش فيكوا فكر فيا…كل اللى عملتوه..عملتوه علشان نفسكوا  مش علشانى
لتكمل ملتفته نحو والدتها وجدتها تهمس بحرقه و الم
=حد فيكوا فكر ان الموت كان ارحملى من ان اتحط فى موقف زى اللى حطتونى فيه وخليتوا الكل يطعنى فى شرفى….
مفكرتوش لو واحد تانى غير عز كان ممكن عمل فيا ايه…
قاطعتها والدتها بانتحاب
=مين قالك انى مفكرتش فى كل ده بس  مكنش قدامى حل غير ده الا لو كنت عايزه اسلمك بايدى لواحد سادى مريض كان هيدوقك الوان العذاب
قاطعتها حياء صارخه بهستريه
=ياريتكوا كنتوا رمتونى له ولا انكوا عملتوا فيا كل ده…
اقتربت منهاوناريمان محيطه كتفي حياء  بيديها  وهى تهمس بانكسار
=مكنش ينفع ارمبكى بايديا فى النار …انا كنت عارفه ان عز راحل وهيقدر يميز جوهرك النضيف اول ما يقرب منك …  صدقينى يا حياء انتى اغلى حاجه عندى
انتفضت حياء مبتعدة عنها بحده تتراجع الى الخلف ببطئ حتى اصطدمت بصدر عز الدين الذى كان يقف خلفها مباشرة استدارت على الفور دافنه وجهها بصدره وهى تتمتم من بين انتحابها الهستيرى
=كفايه.. ابعدوا عنى انا مش عايزه اعرفكوا تانى… ابعدوا عنى
احاطها  عز الدين بذراعيه بحمايه
هامساً لها محاولاً تهدئتها
=اهدى يا حبيبتى…علشان خاطرى اهدى
كانت تالا جالسه تتابع ما يحدث بصمت سشاعرة بالنيران تندلع بداخلها وهى ترا عز الدين يحيط حياء بكل هذا القدر من الحب والحمايه فلم تشعر بنفسها الا وهى تنتفض واقفه قائله بخبث
=انت متعرفش اللى كمان سالم  عمله يا اونكل فخر
التفت اليه عز الدين سريعاً موجهاً اليها نظىرة تحذيرية صارمه الا ان تالا تصنعت عدم الفهم و اكملت بهدوء
=مش اتفق مع الراجل اللى دخل اوضة حياء انه يكدب على عز الدين ويفهمه ان حياء هى اللى اتفقت معاه يعمل كده علشان تدبس عز الدين فى جوازها وانها طمعانه فى فلوسه …
لتكمل بخبث متصنعه الحزن
=و للاسف عز الدين صدقه و….
صرخ عز الدين بغضب مرمقاً اياها بنظرة دبت الذعر بداخلها
شعرت حياء بالم يكاد يحطم روحها الي شظايا فور سماعها كلمات تالا تلك انتفضت مبتعدة عنه تضطلع اليه بعينين متسعه هامسه بصوت مرتجف
=الكلام ده حقيقى..؟!
ظل عز الدين صامتاً لا يدرى ما يجب عليه قول شاعراً بقلبه يقصف كالاعصار بداخله لكنه افاق من جموده هذا عندما رأها تركض مغادرة الغرفة
هتفت ناريمان باسمها وهى تركض خلفها محاوله اللحاق بها الا ان عز الدين قبض على ذراعها بقسوة متمتماً من بين اسنانه
=على فين…؟!
همست ناريمان بانتحاب وهو تحاول الافلات من قبضته
=سيبنى يا عز …انا لازم اتكلم معها
هتف عز الدين بحده
=محدش فيكوا انتوا التلاته هيقرب منها الا لما تهدى.. و لو هى سامحتك و حبت تتكلم معاكى هتلقينىبنفسى  موصلها لحد بيتك
اخفضت ناريمان رأسها بانكسار هامسه باستسلام
=عندك حق…اللى عملناه فيها مكنش قليل ومش هتتقبل مننا اى كلام دلوقتى …
ليكمل و هو ينفض يده بحدة عنها وهو يتضطلع اليهم بقسوة
=حياء حرة تسامحكوا او لاء دى حاجه ترجعلها بس من هنا و رايح تنسوا ان فى حياتكوا حد اسمه عز الدين  لان حتى لو هى نست وسامحتكوا على اللى عملتوه فيها انا مش هنسى..
همست دريه بضعف و قد امتلئت عينيها بالدموع محاوله استعطافه
=عز….
وقف عز الدين يتضطلع اليها عدة لحظات بتردد قبل ان يلتفت ويغادر الغرفة سريعاً للحاق بحياء
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
وقف عز الدين  بخارج الغرفة محاولاً فتح بابها لكنه كان موصداً من الداخل اخذ يضرب بقبضته بقوة فوق الباب وهو يهتف بحده
=حياء…افتحى الباب
لكنه صرخ  بحده اكبر عندما لم يتلقى منها رداً
=افتحى الباب بدل ما اكسره
وصله صوتها المخنوق من خلف الباب
=امشى يا عز و سبنى لوحدى  علشان خاطرى
تنفس عز الدين بعمق محاولاً تهدئت نفسه ممتماً بهدوء
=افتحى يا حياء و خالينا نتكلم
هتفت حياء بهستريهة
=مش هفتح و ابعد بقى عنى….
لكنها ابتلعت باقى جملتها صارخه بذعر و هى تتراجع الى الخلف بخطوات متعثرة عندما سمعت عده ضربات قوية فوق الباب مما جعله يهتز بشدة وقفت و عينيها مسلطه فوق الباب الذي اخذ يهتز بشده صارخة بفزع عندما انكسر الباب ودخل عز الدين الغرفه
تراجعت الى الخلف متمتمه بحده
=ابعد عنى بدل ما اقسم بالله يا عز اصوت و الم عليك كل اللى فى البيت
ظل عز الدين يقترب منها متمتماً بهدوء فى محاوله منه لتهدئتها
=طيب اهدى علشان خاطرى و خالينا نتفاهم….
قاطعته حياء بحدة
=عايزانا  نتفاهم.. نتفاهم فى ايه فى شكك فيا للمرة التانيه
لتكمل وهى تنظر اليه بعينين متحجرة بالدموع
= ازاى قدرت تصدق انى ممكن اعمل كده …
همست بينما بدأت دموعها تغرق وجهها
=طيب فى الاول لما صدقت انى بتاعت رجاله وكل الكلام الزبتله اللى اتقال عليا عذرتك علشان وقتها مكنتش تعرفنى ولا عشرتنى
لتكمل من بين شهقات بكائها الحاده التى اخذت تتعالى ضاربه بيدها فوق صدرها لعل الالم الذى يعصف بقلبها يخف قليلاً
=لكن بعد كل اللى ما بنا ده .. ازاى قدرت تشك فيا بالشكل ده
شحب وجه عز الدين فور سماعه كلماتها تلك شاعراً بالندم يتأكله من الداخل بينما ضعف غريب يستولي عليه عندما وقفت تنظر اليه وعينيها تنبثق منها خيبة الامل اقترب منها ببطئ محيطاً وجهها بيديه برقة قائلاً بصوت يتخلله اليأس والندم
=والله غصب عنى …كل حاجه كانت ضدك حتى مكالمة مامتك مع عبد المنعم كانت ضدك… اوعى تفتكرى انه كان عادى بالنسبالى انا كنت بموت يا حياء…..
ليكمل هامساً بصوت مرتجف بينما شعر بقبضه حادة تعتصر قلبه
=بس شكى ده مطولش اول ماخدت وقتى وفكرت بعقلى عرفت انك لا يمكن تعملى كده
حبى ليكى هو اللى رجعنى …
انخفض ضاغطاً شفتيه فوق جبهتها هامساً بصوت اجش بينما نظراته تصرخ بعشقه لها
= حياء انا مش بحبك بس..انا بعشقك و حتى لو كان كل اللى اتقال ده حقيقى مكنش هيفرق معايا… منكرش انى اتوجعت فى الاول بس عمرى ما كنت هقدر ابعد عنك او اسيبك
كل الحكاية انى كنت محتاج اقعد وافكر بعقلى علشان اوصل للحقيقه
انتفضت حياء مبتعدة عنه مزيحه  يده التى كانت تحيط وجهها بحده تمتم بقسوة  بينما صدرها يعلو وينخفض بينما تكافح لالتقاط انفاسها…
=زى ما انت خدت وقتك… وفكرت انا كمان محتاجه اخد وقتى….
همس عز من بين اسنانه المضغوطتين بقسوه وقد بدأت البرودة تتسلل الى جسده
=تاخدى وقتك فى ايه بالظبط ؟!
اجابته حياء ببرود وهى تضطلع اليه
=فى ان افكر هقدر ارجع معاك زى الاول ولا لاء….
اهتز جسده بعنف كمن ضربته الصاعقة فور سماعه كلماتها تلك هامساً بصوت ضعيف منكسر
=عايزة تسبينى يا حياء…؟!
ارتبكت حياء فور رؤيتها للالم الذى ارتسم داخل عينيه همت بالنفى حتى تزيح هذه النظر من عينبه لكنها توقفت متجمدة مذكرة ذاتها بقسوة بانها يجب ان تعطيه درساً حتى يتعلم ان يثق بها والا يشك بها مرة اخرى…
تنفست بعمق قبل ان تتمتم ببرود وهى تتجه نحو الفراش
=افهمها زى ما تفهمها …
اصبحت قدميه كالهلام غير قادرتان على حمله فور سماعه كلماتها تلك شاعراً بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا…
ارتمى جالساً بانكسار فوق المقعد الذى كان خلفه بينما يراقبها وقد استلقت بهدوء فوق الفراش شاعراً بالم حاد داخل قلبه يكاد يهزق روحه
يتبع..
لقراءة الفصل الثاني والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى