Uncategorized

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل التاسع عشر 19 بقلم فرح طارق

 رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل التاسع عشر 19 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل التاسع عشر 19 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل التاسع عشر 19 بقلم فرح طارق

فتحت عينيها، و وجدته مُستيقظًا وساندًا برأسه على يدهُ، ويُطالعها بإبتسامة..
اقتربت منه وطبعت قبلة على وجنته واردفت : صباح الخير.
انخفض جاسر برأسه إليها، وقبل ثغرها برقة، وابتعد مُبتسمًا واردف :
– صباح النور.
مسد جاسر على رأسها بحنو واردف بخُبث : نمتي كويس؟
رفعت حاجبيها بدهشة لسؤالها، وما إن فهمت مقصده حتى اخفضت رأسها بخجل واردفت : أنا هقوم أخد شاور عن أذنك.
كادت أن تنض ولكنه أمسك بيدها واعادها إليه مرة أخرى واردف : هنقوم ناخد شاور.
عقدت حاجبيها بتساؤل : وليه نون الجمع دي؟
أشار إلى نفسه ومن ثم إليها واردف : علشان احنا، أنا وانتِ.
شيري بخجل : أنت قليل الأدب على فكرة..
ضحك جاسر بشدة حتى أدمعت عيناه واردف بنبرة جادة : الكلمة دي مسمعهاش منك تاني..
ثم غمز إليها واردف : خصوصًا بعد امـب..
وضعت يدها على فمه وهي تشهق بخجل واردفت : شششش بس خلاص متتكلمش تاني.
نهض من مكانه، وحملها بين ذراعيه واردف : نبقى نشوف الموضوع ده بعد الشاور..
دفنت رأسها بعنقه في خجل، بينما اردف جاسر بتذكر : صح نسيت أقولك.
رفعت رأسها إليه وطالعته بتركيز، بينما ابتسم هو واردف : أنا كل يوم بعيشه معاكِ بالنسبة ليا عِيد، ويوم ولادتي يُوم ما بقيتِ فعلًا مراتي واسمك شايل أسمي، يومها بس حسيت إني بدأت اتنفس واعيش الدُنيا واشوفها، وكل يوم بنقضيه سوى بيمُر وكأنه يوم عِيد بالنسبة لـ قلبي..
توقف وهو يضعها بداخل حوض الاستحمام، وأردف بِـ عشق وهو يميل ناحية رأسها : بحبك يا أم العيال..
ضحكت شيري بينما طالع ضحكتها بِـ عشق، ومن ثم قاطع ضحكتها وهو يطبع شفتيه على ثغرها..
في الشركة، دلف قاسم لمكتب ماجد واردف بغضب : الساعة 12 العصر وابنك مشرفش لحد دلوقت!! وحتى مقالش إنه هياخد اجازة!! 
رفع ماجد رأسه إليه واردف بهدوء : إسمها الضُهر مش العصر.
– ايًا كان المهم لسة مجاش!!
ثم ابتسم بخبث واردف : هو النهاردة كام؟؟ 
عقد ماجد حاجبيه واردف : ليه؟
ضرب قاسم جبينه بتذكر واردف : أه امبارح كان عيد جوازه! طب حتى كان يديني خبر بأنه مش هيجي!
التف قاسم بخوف أثر تلك الصفعة التي وقعت على رأسه من الخلف، وما إن وجد جاسر اردف بغضب : إيه يا زفت!!
رفع جاسر حاجبيه واردف بجدية : إيه انت! ما تحترم نفسك! وبعدين أنت مالك اجي بدري ولا اجي متأخر! ما تشوف شغلك وأنت ساكت!
ابتعد قاسم بعيدًا حتى يكون بعيدًا عن جاسر ولا تطول بِه يديه فور أن يردف ما سيقوله الآن..:
قاسم بخبث : أنت عارف يا جاسر ميهمنيش غير راحتك، ولو تحب أشتغل شغلك كمان، فـ اتبسطت طيب بالتاخير؟ 
هرول قاسم للخارج فور أن وجد جاسر يتحرك ناحيته بغضب..
استدار جاسر ناحية ماجد الذي يضحك بصوتٍ مكتوم، وما إن وجد جاسر يطالعه بغضب حاول التوقف عن الضحك، ولكنه لم يستطع ف انفجر ضاحكًا..
بينما أدخل قاسم رأسه من بين بابين المكتب اللذان يفتحان من المنتصف وكلٍ منهما يبتعد عن الآخر..
قاسم : مردتش على سؤالي يا جاسر!! 
رحل قاسم مُهرولًا وهو يغلق الباب، بينما توقف جاسر واستدار ناحية ماجد واردف بغضب : الزفت ده يتخصم مُرتبه كله.
توقف ماجد عن الضحك، واردف : ماشي، أعمى بقى واقعد عاوز أكلمك ف حاجة مهمة..
جلس جاسر وهو يزفر بضيق واردف : اتنيلت أهو، منه لله عكر مزاجي!! أنا بقول نرفده خالص أو ابعته فرع تاني بعيد عني.
– فاروق جه امبارح.
صمت جاسر وتحول ضيقه لتركيز شديد لماجد، واردف : وايه الي حصل؟
قص عليه ماجد ما حدث بالأمس، بينما اردف جاسر : وتفتكر يوسف قتله؟
ماجد وهو يُفكر بشرود : مش عارف، بس مش بعيدة على يوسف.
– وهنعمل إيه مع يوسف؟ خطوتنا دي معاه، لازم معاها خطوة تاني يتقضي عليه بيها خالص.
نظر لهُ ماجد واردف بجدية : وأنت فاكر الخطوة دي مش هتقضي عليه؟ يوسف كلب فلوس، ويعمل أي حاجة علشانها، وحاجة زي دي توقعه على جدور رقبته، ده غير لو قتل فاروق! يبقى يا فادي هيقتله ويدخل ده السجن، يا إما يقتولوا بعض.
كاد أن يتحدث جاسر، ولكن قاطعهم دلوف السكرتير الذي اردف : ماجد بيه يوسف برة.
نظر ماجد لجاسر وابتسم بخبث، ومن ثم نظر لحسن واردف : دخله يا حسن..
دلف يوسف فور مُغادرة حسن، و اردف : ماجد باشا..
ثم نظر لجاسر واردف : وكويس إن جاسر موجود هنا..
ماجد : أهلا يا يوسف..
تقدم يوسف وجلس على المقعد، و وضع قدم فوق الأخرى، واردف : كويس.
ثم نظر لجاسر، الذي يطالعه بهدوء واردف بخبث : أخبارك إيه يا جاسر؟ والمدام عاملة إيه؟
ضاقت أعين جاسر بغضب، بينما اردف ماجد سريعًا : جاي ليه يا يوسف؟
نظر لهُ يوسف واردف : بما إن الأوراق كلها اتكشفت، ف أنا جاي علشان نكمل اللعب ع المكشوف يا ماجد.
– وايه لعبك الي جاي تكشفه؟
يوسف بـ ضحكة شامتة : الصفقة الي كنا شُركا فيها، مع شركة *** ف ألمانيا، فاكر الباند الي فيها، بأن الي ينسحب من الشراكة بيتجمد نُص أملاكه؟
صدح صوت ضحكة جاسر، وطالعه يوسف بدهشة، واردف جاسر : جاي تعرفنا إنهم جمدوا نص املاكك؟ 
ضاقت أعين يوسف، واردف بإبتسامة ثقة : لأ املاكم انتوا، الشركات بتاعتكم الي برة مصر كلها راحت باسمهم هما.
طالعه جاسر بثقة واردف : قصدك شركاتك أنت الي راحت باسمهم.
نظر يوسف لماجد الذي سمع صوته مردفًا : فِكرك إحنا مش عارفين لعبك القذِر من ورانا؟ بس للأسف أكتر شخص وثقت فيه هو الي باعك وساعدنا ف أننا ناخد امضتك..
يوسف : مين؟
جاسر بنبرة ثقة : لينا، الي بعتها على أساس تضحك علينا، بس إحنا استغلناها ف إنها تساعدنا إحنا يا يوسف.
نهض يوسف بغضب واردف بعدم تصديق : مستحيل، لينا مستحيل تبيعني.
ماجد : وباعتك أهي وساعدتنا ف إننا ناخد امضتك..
أمسك يوسف برأسه وهو يردد : مستحيل يكونوا خدوا الشركات، مستحيل..
ماجد بنبرة غامضة : حافظ بقى على الشركة الي بقيالك ف مصر، علشان دي هتكون خطوتنا الجاية يا يوسف.
تقدم يوسف ناحية ماجد حتى يضربه، ولكنه وجد جاسر يمسكه من الخلف ويسحبه بشدة، واوقعه ارضًا..
وقف جاسر أمامه واردف بنبرة حادة : اطلع برة دلوقت، بدل ما اقطعلك إيدك الي كنت عاوز تمدها دي.
استدار جاسر لرؤية ماجد، ولكنه التف سريعًا فور رؤية انعكاس يوسف بالزجاج، وهو يمسك إحدى المزهريات وكاد أن يضربه على رأسه، ولكن جاسر أمسك بيده ولكمه بوجهه وهو يُلقي المزهرية ارضًا..
جاسر وهو يعدل ملابسه : شكل الأدب مبينفعش معاك، و واخد ع الي يضربوك ويدوك على دماغك..
هاتف جاسر الأمن، اللذين صعدوا سريعًا للمكتب، وامسكوا بيوسف حتى يخرجوه مثلما أخبرهم جاسر..
يوسف بغضب : سيبوني يا بهايم.
جاسر : أتكلم معاهم باحترام بدل ما اخليك تعتذر لواحد واحد فيهم يا يوسف..
ثم نظر للأمن الذين طالعوا جاسر بامتنان، لدرهم على يوسف لاهانتم، ف هو دائمًا يرفُض أن يُهين أي شخصًا احدًا عن مُوظفينه، من أغلى مناصبهم، لاقلهم، لـ عُمال نظافة الشركة، ف الإهانة شيئًا مرفوض بِداخل شركته..
خرج الأمن بيوسف، واستدار جاسر ناحية ماجد واردف : لازم نعرف حصل إيه مع فاروق عايش ولا ميت ولا إيه حصل علشان نعرف خطوتنا هتكون إيه.
في مكان آخر..”
توقفت سيارة قاسم، أمام أحد البيوت، ونظر لتلك الجالسة بجانبه واردف بجدية : وصلنا، وده هيكون بيتك، وهيكون عليه حراسة لحد ما موضوع يوسف يخلص.
نظرت لهُ لينا بإمتنان واردفت : شكرًا جدًا ليك يا قاسم، أول ما كلمتك وطلبت مساعدتك مبخلتش عليا بيها، ولا حتى شكيت إني ممكن أكون بضحك عليك تاني، وأول ما قولتلك إني سمعت يوسف عاوز يقتلني أنت ساعدتني.
قاسم بهدوء : ساعدتك مُقابل شئ وهو إنك تجبيلنا امضته، متنسيش ده علشان عقلك ميصورش أي حاجة تانية..
ثم نظر لها واردف بتساؤل : تعرفي عمل إيه مع فاروق؟
نظرت لينا لهُ بخوف واردفت : لأ، بس أنا كنت بسمع صوت صُراخ فاروق كتير ف البادروم، ومعرفش حصل إيه أو كان بيحصل إيه.
قاسم بهدوء : تمام يا لينا، انزلي يلا وادخلي بيتك..
كادت أن تُغادر السيارة، ولكنها استدارت لهُ واردفت بتساؤل : أنت لسة بتحبني؟.
– لأ يا لينا، زي ما حبيتك زي ما شيلتك من جوايا تاني، وأنا اعتبرتك تخليص ذنوب ليا والي كنت بعمله مش أكتر، ومحيت كل حاجة عملتها زمان وانتِ كنتِ من ضمنهم، بل كنتِ أول شئ ماحيته يا لينا.
تجمعت الدموع بعينيها واردفت : سلام يا قاسم.
أجابها قاسم ببرود : سلام يا لينا
غادرت السيارة، وسارت ناحية منزلها، ولكنها استدارت بمنتصف الطريق، ونظرت لهُ و وجدته أدار رأسه للأمام وأدار محرك سيارته، ورحل..
استدارت لينا بحزن مما مر عليها، كم عشِقت يوسف، وكانت على أتم استعدادها أن تُضحي حتى بحياتها لأجله فقط، ولكن أنهى هو حُبها لهُ حينما استمعت لهُ يهاتف أحدًا ما وهو يُخبره بأنه سوف يتخلص منها، ف هي باتت تُشكل خطرًا عليه..
فتحت باب منزلها الجديد، ودلفت بِه وأخذت تنظر حولها بحزن وتعب، وهي تتذكر أول مرة ذهبت بها لشقة قاسم، وكم كانت سعيدة حينها، برغم تلك الخطة اللعينة التي بعثها يوسف لأجل تنفيذها، الا أنها حقًا لم تشعر يومًا بالسعادة والأمان مع شخصًا سوى قاسم.
في شركة أسر..”
كان يجلس بمكتبه، يُباشر أعماله بتركيز شديد، ولكنه رفع رأسه تلقائيًا فور استماعه لباب المكتب يُفتح..
عقد حاجبيه واردف : ليان..!
هرولت ليان نحوه بسعادة، واحتضنته واردفت : وحشتني.
ابتسم أسر بحنو، وحاوط خصرها بيده، واردف بحنو : وانتِ كمان يا روحي، وحشتيني..
ابتعدت عنه وجلست على المكتب، وأخذت تنظر للأشياء الموضوعة عليه، وامسكت بالملف الذي كان يعمل عليه، واردفت : أنا عاوزة أشتغل يا أسر..
نظر لها أسر بدهشة واردف : اشمعنا..! 
ليان برجاء : بليز أسر، زهقت من قعدة البيت لوحدي، وعاوزة أشتغل، حتى أشتغل هنا معاك.
غمز لها أسر واردف : طب ما نجيب بيبي واتسلي ف تربيته!
لمعت عيناها واردفت : تصدق أه! 
ثم اقتربت منه وامسكت بتلابيب قميصه واردفت برجاء : أسر بليز أنا عاوزة طفل، وكمان عاوزاه ولد، زي قاسم إبن جاسر كدة، حبيته أوي يا أسر.
ضحك أسر عليها بشدة وهو يوقن داخله أنها لا تفهم معمى ما تقوله، ف لو فهمت حقًا لرحلت من أمامه الآن!
ضمت شفتيها واردفت بغضب : ممكن أفهم بتضحك على إيه؟
حاول أسر التوقف عن الضحك، و نهض من مكانه واردف : طيب يلا بينا..
عقدت حاجبيها بتساؤل واردفت : هنروح فين.؟
أسر بضحك : نجيب طفل.
في مكان آخر، نزل الثلاثة من الطائرة التي وصلت امريكا بسلام..”
سار أحمد وسجى بجانبه، ومطة تتشبث بيده وهي تنظر حولها بتعجب وانبهار شديدان..
خرجَ من المطار وركبا سيارة، وذهبا نحو البيت..
مكة : بابا إحنا هنعيش هنا؟
قبل أحمد رأسها واردف : أه يا حبيبتي هنعيش هنا.
صفقت الطفلة بسعادة وحماس شديدان، ونظر أحمد أمامه مرة أخرى، بينما كانت سجى لازالت مُلتزمة بصمتها..
وصلت السيارة بعد وقت للمنزل، ونزل الجميع، وحمل أحمد الحقائب وأخذها للداخل، ودلفوا للمنزل، وترك أحمد الحقائب بالغرفة، وكاد أن يخلع قميصه، ولكنه خرج سريعً عن صراخ مكة..
أحمد : في إيه يا مكة؟
اشارت مكة ناحية والدتها الملقية ارضًا واردفت ببكاء : ماما.
تقدم أحمد ناحية سجى الفاقدة للوعي بخوف وقلق شديدان، وحملها بين يديه، وصعد بها لغرفتهم، و وضعها على الفراش وحاول أن يفيقها والخوف ينهش صدره، ف مهما كان بينهما لازالت هي مُتربعة فوق عرش قلبه، لازال قلبه ينبض لها ولاجلها فقط، لازال حبها يتضخم داخل اضلعه..
فتحت سجى عينيها، وهي تمسك برأسها وتشعر بدوار شديد، بينما أردف احمد بلهفة وندم وهو يضمها لداخل صدره : سجى حبيبتي، حمدلله على سلامتك يا روحي، أنا آسف بس مش عارف إزاي مخدتش بالي منك وانتِ حامل والسفر! وكمان لما قولتي مش جعانة مغصبتش عليكِ تاكلي وكان المفروض أعمل كدة، أو حتى ع الأقل أخد بالي منك، أنا آسف يا روحي، حقك عليا..
ابتسمت سجى بتعب، وهي تشعر بسعادة غامرة، أهذه هي إشارة ربها لها بأن لازال هناك أمل بينهما؟ ف هي دعت بأن يعطيها إشارة واحدة يخبرها بها إن كانت تحاول إرجاعه إليها، أم أن كا فعلته أخرجها من داخل قلبه للأبد!! ولكن خوفه ولهفته عليها الآن، أعطتها املًا كبيرًا لعلاقتهم معًا، لازال هناك حُبًا يكنهُ إليها بداخله، لازالت تستحوذ على قلبه، لازال يُحبها ويخاف عليها..
أبعدها أحمد عن أحضانه واردف : أنا هقوم اجبلنا أكل، هطلب دليفري وكمان هطلب عصير ولبن ليكِ، علشان تشربيهم لأن البيت مفهوش حاجة خالص، ماشي يا روحي؟
حركت سجى رأسها بتعب وهي تبتسم لهُ، بينما بادلها أحمد ابتسامتها بإبتسامة قلقة لأجلها، ونهض من مكانه وذهب ليفعل ما أخبرها بِه..
في فيلا ماجد وشروق.”
سمعت شروق صوت طرق خفيف على باب غرفتها، بعد أن أنهت صلاتها، ونهضت من مكانها وذهبت لفتح الباب و وجدت شيري وقاسم يمسك بيدها واقفين أمامها..
شروق بإبتسامة وهي تحمل قاسم : حبيب قلب شوشو.
احتضنها قاسم واردف بصوت طفولي : شوشو، كنتِ فين؟
قرصته شروق من أنفه واردفت : كنت بصلي يا قلب شوشو..
ثم نظر لشيري واردفت : ادخلي يا شيري .
شيري بإبتسامة : ماشي.
دلفت شيري للغرفة، وانزلت شروق قاسم من بين يديها الذي بدأ بالتجول في الغرفة، وجلست شروق وشيري على الأريكة المتواجدة بالغرفة، واردفت شيري بتردد : أنا كنت جاية أتكلم معاكِ شوية، ممكن؟ لو مش فاضية خلاص.
شروق بإبتسامة : لأ يا حبيبتي، طبعًا فاضية، ولو مش فاضية افضالك مخصوص..
ابتسمت لها شيري، وهي تشعر بالسعادة معها، ف حقًا أكثر ما تندم عليه لليوم هو أنها لم تعطي لعلاقتها بشروق فرصة من قبل، ف هي لم تشعر براحةٍ وسعادةٍ يومًا بحياتها، مثلما تشعر بها وهي تحادث شروق..
تقدمت شيري منها و وضعت رأسها بأحضان شروق واردفت بتساؤل : هو أنا فعلًا مريضة؟ 
عقدت شروق حاجبيها واردفت بتساؤل : مريضة إزاي؟
– ف عقلي وتفكيري، تفكيري مريض؟ ومحتاجة دكتور نفسي فعلا!!
ابعدتها شروق عن أحضانها ونظرت لها واردفت : مين قالك كدة؟؟
أدمعت أعين شيري واردفت برجاء : ماما علشان خاطري ردي عليا، أنا فعلًا كدة؟
– لأ طبعًا..! جاسر قالك كدة؟
شيري بدموع : لأ.
– أمال مين يا شيري؟
أمسكت شيري بيد شروق واردفت برجاء ودموع : ارجوكِ قوليلي، هل أنا فعلا كدة؟
وضعت شروق يدها على وجه شيري واحتضنت وجنتها بحنو واردفت : لا طبعًا، انتِ مش مريضة، مريتي بظروف اجبرتك تتعاملي بالطريقة دي مع أي حد، و فوقتي منها دلوقت، وبقيتِ حامل وف الشهر الخامس، ومعاكِ قاسم ما شاء الله عليه عمره ٣ سنين، وجوزك بيعشقك مش بيحبك، يبقى ليه نضيع وقتنا بالتفكير ف حاجة زي دي مش هتعمل اي حاجة ف حياتك غير إنها ممكن تنبي حواجز بينك وبين كل الي حواليكِ وأولهم جوزك؟ وغير كدة إنها حاجة غلط، مش صح يا شيري.
شيري بتفكير فيما اردفته شروق، ف هي معها حق، أصبحت حياتها الآن أفضل كثيرًا مما مضى، تقربت من زوجها كثيرًا، وابنها ايضًا، وحماتها أصبحت معها علاقتها كـ ام وابنتها حقًا..
نظرت شيري لشروق واردفت : عندك حق.
شروق بحنو : مش هقولك تاني مين قالك كدة طالما مش حابة تقولي، بس نصيحة مني كـ أم ومن تجارب مريت بيها، مترميش ودنك لأي عابر كدة وخلاص، الي يقولك نصيحة وتحسي إنها هتخلي حياتك فعلا أفضل، تعملي بيها، الي يقولك كلمة حلوة، اسمعيها واشكريه عليها، غير كدة لأ يا شيري.
ابتسمت لها شيري واردفت باقتناع : حاضر يا ماما..
شروق : ويلا بقى هكلم ماجد لأني زهقت وعاوزة أروح المول نشتري حاجات من هناك..
شيري بحماس : ماشي، ياريت بجد، ويا رب جاسر يوافق..
– متقلقيش، قوليله إنك معايا وهيوافق.
في شقة كيان وفريدة..”
جاء من عمله منهمك بشدة، وهو لازال يفكر في أمر عمه، لم يتخيل يومًا أن يكون هذا عمل عمه!! تاجرًا للآثار! 
فتح باب شقته، بارهاق شديد، ولكنه صُدم حينما وجد فوضى عارمة بالشقة، وكل شئ بها مُلقي أيضًا وبعضهم منكسرًا..
دلف كيان بقلق وأصبح ينادي لفريدة، ولكن لا يوجد رد عليه، أخذ يبحث عنها بكل رُكن بالشقة ولم يجدها..!
توقف مكانه حينما استمع لصوت هاتفه و وجد رقمًا مجهولًا، واجابه وجاءه الصوت :
كلمتين ورد غطاهم يا كيان، تديني كل الأدلة الي جمعتها وبتدايني، هتاخد مراتك.
على الجانب الآخر، توقف يوسف بمكتبه بعدما كسر كل شئ بِه، وطلب احدًا من رجاله، وما إن دلف اردف بغضب وصراخ : مرات جاسر تكون عندي هنا، تتشقلب تطلع تنزل تتنيل على عينك تجبهالي النهاردة أو بكرة بالكتير أوي، مفهوم؟ 
– أمرك يا بيه..
كاد أن يرحل ولكنه توقف على صوت يوسف المردف بخبث : أو مرات ماجد، مرات الكبير ونشوف هيعمل إيه لما يلاقي مراته بين ايديا..
ثم نظر لهُ واردف : تجيبلي الاتنين، ومعاك لبعد بكرة علشان يكونوا الاتنين، مفهوم؟
يتبع…
لقراءة الفصل العشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
للعودة للجزء الأول : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى