Uncategorized

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل السادس عشر 16 بقلم نرمينا راضي

 رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل السادس عشر 16 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل السادس عشر 16 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل السادس عشر 16 بقلم نرمينا راضي

بالفعل قام وائل بالإتصال على يمنى عن طريق برنامج فديو للمكالمات الدوليه…لحظات وسمعت سناء حديثهم حول تلك العزومه التي ستدبر من أجل إبنتهم وزوجها عند عودتهم من المالديف..دلفت للغرفه التي بها سلامه ووائل..ووضعت امامهم صينية الشاي..
بدا على نبرة صوتها الفرح وتهلل وجهها بسعاده
لتردف بلهفه
—  سمعتكوا جايبين سيرة يمنى وجوزها..هما هيجوا اسكندريه امتى…وحشتني اووي..كانت عامله للبيت حس والله 
وائل بغيظ مصطنع 
—على أساس اني إيد مقشه معاكوا هنا 
وكزه سلامه في كتفه مردفاً بمرح وهو يشير لشعر وائل الكثيف
— لا انت الأسد اللي كان طالع مع عادل إمام في المسرحيه ها ها ها 
نظر لوالده ببرود دون أن يبدي أي تأثير لتلك المزحه
— هاهاهوهو ايه يابابا العسل ده 
سلامه بضحك وهو يضرب على ظهر وائل بخفه
— تاخدلك شويه يابن الكلب….اخلص في يومك ده..هتزلني على ماترنلي على اختك 
تدخلت سناء في الحديث لتجلس بجانبهم وهي تقول بمرح ولهفه
— يلاا ياوائل رن عليها بالبلوتوث خليني ارغي مع بنتي شويه 
وائل وهو يرفع احدى حاجبيه بااندهاش وضحك
— ارن عليها باإيه!!
سناء بتلقائيه
— بالبلوتوث 
رمش بأهدابه عدة مرات وهو ينظر لهم بطريقه مندهشه مضحكه
— أرن بالبلوتوث!! 
ويااما لسسه هنشووف..ده احنا في ٢٠٢١ يعني لسه هنشوف العجب…حاسس والله اننا هنطلع من السنه دي.. بننزل عصير قصب من ودانا 
ضحك كلاً من سلامه وسناء على طريقة كلام وائل المضحكه والتي تشبه شقيقته يمنى كثيراً..بل إن الأثنين عندما يجتمعان سوياً..يعم البيت بالضجه والمرح الطفولي…كأنهم أطفال لايتعدوا الثلاثة أعوام
سلامه بإستعجال 
— متخلص ياض ياقنفد انت…رن على اختك او ابعتلها كولمن مين بليز 
كتم وائل الضحك بصعوبه حتى لا يظن والده أنه يهزأ به…تجاهل ماقاله ليردف بجديه بعد لحظات
— رنيت مرتين مبتردش 
أردفت سناء بعقلانيه
— خلاص كفايه رن عشان منعملش ازعاج ويدايقوا وكده…ممكن يكونوا نايمين او مسمعوش التليفون…لما اختك تشوف الرنات اكيد هتتصل 
أومأ لهم وائل بطاعه…ليستأذنهم ويخرج للتمشي قليلاً أمام البيت تحت ضوء القمر وهواء الليل الممزوج بنسيم بحر اسكندريه الباعث في النفس بعض الهدوء والسكينه…..
لم يكن خروجه للتمشي هو مجرد الإستمتاع فقط..وإنما مقصده الأساسي.. مهاتفة دنيا ومعرفة رأيها في طلبه للزواج منها 
___________________
في شوارع المالديف الواسعه والنظيفه 
…..
كان يقود السياره بهدوء تنفيذاً لرغبتها بأنها تخاف السرعه…بينما هي لا تزال تستند برأسها على صدره تشبك أصابع يدها بيده المحاوطه على كتفها واليد الأخرى تعبث في ذقنه للحظات ثم تضربه بخفه على خديه.. وعلى الرغم من أن هذا يزعجه قليلاً..إلا أنه لم يبدي أي ردة فعل…رضوخاً لحالتها الطفوليه..
خرج عن صمته بعد دقائق من رنين هاتفها برقم أخيها..ليردف بلهجه آمره بعض الشئ
— مترديش على أي حد يرن عليكي..لما تليفونك يرن تجبهولي علطول…فاهمه 
يمنى بإيماء وتساؤل 
— حاضر…هو عمر مش عاوز يمنى ترد على وائل ليه
ابتسم عمر بخفه على لهجتها الطفوليه ليجيب بمنطقيه
— عشان مينفعش تكلمي حد وانتي بحالتك الطفوليه دي
اصطنعت أنها لا تفهم مقصده..لتسأله بتلقائيه
— يمنى مش فاهمه 
أوقف سيارته ليقوم بركنها بجانب إحدى المولات الراقيه بالمالديف…
التفت إليها ليبتسم بحُب مردفاً بهدوء
—الأطفال الحلوين اللي زي يمنى مينفعش يتكلموا في التليفون غير لما يكبروا عشان يعرفوا يتكلموا مع الناس الكبيره 
يمنى بمرح ومشاكسه
— بس عمر كبير ويمنى بتعرف تكلم معاه 
عمر بضحك على مرحهها الطفولي…ليقوم بطبع قُبله رقيقه على جبينها 
— عمر الوحيد اللي بيفهم يمنى وبيعرف يتكلم معاها… أي حد تاني.. لاء 
تجاهلت كلامه لتهتف بمرح
— عاوزه أكل أوشري 
عمر بدهشه
— مين!! 
أجابت بمرح زائد
— افسح التنين… يمنى بتحب الأوشري وعاوزه تاكله حالاً بالاً حالاً حيو أبو الفصاد
تأملها للحظات ليضحك رغماً عنه على ماتفوهت به من جمل غير مفهومه وغريبه في نظره
— يعني ايه أوشري… يطلع مين ده.. مش فاهم 
زمت شفتاها بغضب طفولي لتجيب 
— الأوشري… عمر جاب ليمنى أوشري من  اللي عليه ميه حراقه ده وكمان عدس بجبنه 
رفع حاجبيه بدهشه ليردف بتعجب واستغراب أكثر
— ايييه!!! ميه حراقه!!  وعدس بجبنه!!  انتي بتقولي ايه!!  
وكزته في صدره بغضب لتهتف بحزن مصطنع
— عمر غبي… عمر مش بيفهم يمنى.. عمر مش عاوز يجيب ليمنى أوشري وفيه مكرونه وكاتشب ومعيز 
ظل لدقائق يتأملها بدهشه.. لينخرط في الضحك بصوتٍ عالي وهو يردد آخر كلمه قالتها
— معيز!!  المايونيز بقا اسمه معيز!!…أنا هنجلط على ايدك والله..وأوشري!!..انا خلاص فهمت انتي عاوزه ايه!! عاوزه تاكلي كشري صح!
هزّت رأسها بنفي لتشير من زجاج النافذه للمول
— لأ مش عاوزه حاجه…خلاص الجوع راح…يلاا دخلني هنا عشان أجيب سماعات كبيره خااالص
ضحك بخفه ليداعب أنفها برّقه مردفاً بمرح
— هتجننيني انتي…مش هترتاحي غير لما امشي اكلم نفسي في الشارع…بس هعمل ايه..هو انا حيلتي كام يمنى يعني 
أنهى جملته ليقوم بفتح باب السياره ولكن قبل أن يترجل منها..استوقفته ممسكه بياقة قميصه…
لتهتف بنبره غاضبه شبيهه بالرجال قليلاً وكأنها تحاول تقليد عمر…ذاك الذي دُهش من قبضة يدها الممسكه بقميصه كأنها تخوض معركه ما..
— انت تقعد هنا ومتتحركش من مكانك…ولو رجلك خطت برا العربيه وشنبي وشنب جدي لعلم على جسمك بقلم فلوماستر..انا قلت كلمه ومش هتنيها…وريني بقا هتنزل ازاي 
ابتعدت عنه لتتابع بمرح وغرور
— مش عمر لوحده اللي قوي..يمنى سندال 
برغم أن آخر كلمه قالتها أغضبته وبدا ذلك على معالم وجهه…لكنه ضحك بشده عليها وهو يجذبها ليدخلها في صدره أكثر مُقبلاً جبينها بضحك ممزوج بقلة الحيله…ليردف عمر بنفاذ صبر وغضب قليلاً
— عمر شكله داخل على منعطف تاريخي ملوش أول من آخر…بس عاوز اطلب من يمنى حبيبتي طلب..ممكن!
يمنى بإيماء وهي تعبث في شعره بمرح
— عمر عاوز يشحت من يمنى فلوس..ويمنى غلبانه
ارتسمت على شفتيه نصف ابتسامه هامساً لنفسه بصوت مكتوم
— غلبانه!! ده عمر هيطلع عين اللي مخلفينو على ماانتي ترجعي لعقلك تاني ياست غلبانه…
اتسعت ابتسامته ليتابع بصوت مسموع ممزوج بالغضب
— كلمة سندال اللي قلتيها دي..لو سمعتك بتقوليها تاني هقطعلك لسانه الحلو ده..ماشي يادبشتي 
هزّت كتفيها بعدم اهتمام لتهتف بمرح كعادتها الطفوليه المصطنعه
— انت اللي دبشتي…وأنا اكبر سندال في العالم..
يلا هي
حك ذقنه بملل وقد بدا عليه غضب حقيقي…
ليقوم عمر بإحاطة وجه يمنى برّقه…هامساً أمام وجهها بحِده وغضب لم يستطيع أن يتحكم فيه
— بلاش أم الكلمه دي قلتلك…علفكره أنا بتعصب بسرعه ولما بدايق مبشوفش قدامي…يعني مش هعرف اسيطر على غضبي وممكن..لاء ده أكيد مش ممكن…أكيد هتنإذي مني جامد…أنا عارف إن عقلك الطفولي ده مش هيستوعب اللي بقوله…بس حقيقي أنا مبشوفش مين قدامي وقت الغضب 
أغمض عينيه يتنفس بهدوء حتى لاينفعل عليها أكثر من ذلك..فهي كما يظن تحتاج لمعامله هادئه مدلله كما الأطفال..حتى تستعيد عقلها ثانيةً 
أما هي التمعت بعينيها دمعه كادت أن تسقط لولا أنها استطاعت التحكم في نفسها حتى لا تنهار أمامه وتنكشف خطتها اللعينه…
تدرك أن رجُلها حقاً صعب عند الغضب…تعلم جيداً كم تخافه وبشده عندما يتحدث بهدوء مثلما فعل منذ قليل وعينيه ينبعث منها وميض من الجحيم..
ولكن مع كل هذا..إلا أنها تعشقه لدرجة لم تستطيع أن تسلك معه طريقاً صعب في الإنتقام من ضربه لها بتلك الطريقه المتوحشه..وتدرك أيضاً مدى حبه لها…بل إنه لايستطيع حتى التنفس دون وجودها بجانبه…
وكأنما هذا العشق اللعين الذي بينما فريداً من نوعه..
برغم تعدد ألوان العذاب التي مرّت على كلاهما…إلا أن كل منهما أصبح وجود الآخر في حياته شئ أساسي وضروري للبقاء على قيد الحياه..
وكما أخبرها عمر..أنهما يمثلان القلب والوتين تماماً…
إذا أنفصل الوتين عن القلب..مات المرء في الحال
حاولت يمنى أن تتجاهل حديثه الغاضب…لتعقد حاجبيها بعدم فهم 
— ليه عمر زعل من يمنى لما قالت الكلمه دي
تنهّد بهدوء ليجيب وهو يضغط بأنامله على ذقنها برّقه
— عشان الكلمه دي للرجاله..عيب لما بنوته قمر زيك تقولها 
يمنى بإيماء ومرح
— ويمنى مش هتقول كده تاني…بس عمر بيكذب..عمر كذاب وهيخش النار
اعتدل في جلسته ليُبدي اهتمامه لحديثها الطفولي..مردفاً بمرح مماثل لها
— وعمر كذب في إيه 
برمت شفتاها بحزن لتردف بغضب طفولي
— عشان انت قولتلي ان عمر بيحب يمنى 
ضحك بخفه لينسجم في الحديث معها أكثر..فيبدو أنه أحب تعبيرات وجهها وحديثها المقارب للأطفال 
— طيب أنا كذبت في إيه دلوقت..دي حقيقه ياحبيبتي…عمر مش بيحب يمنى وبس..عمر بيعشق يمنى
عقدت يداها على صدرها لتستند بظهرها على مقعد السياره…ثم زمت شفتاها كالأطفال بغضب لتهتف بحزن
— اللي بيحب حد مش بيزعله…وانت كل شويه تزعق فيا وبتخليني أخاف منك 
تأملها قليلاً بحزن حقيقي…لقد تأثر بكلماتها حقاً رغم أنه يعلم أنها تمزح بطفوليه…ولكن هي معها كل الحق فيما قالته…يدرك أن انفعاله الزائد عليها بإستمراريه ليس في صالحها وهي بتلك الحاله..كما يعلم جيداً انها عندما كانت بكامل عقلها كانت ترتعب منه بشده إذا غضب…وذلك الخوف بين علاقتهم..قد يؤدي لطريق الفراق فيما بعد…
هو حقاً لم يقصد إخافتها…ولكن عيبه الوحيد والذي يدركه هو جيداً…أنه لايستطيع التحكم بنفسه عند الغضب بالمره…
امتدت يده ليملس على خداها برّقه..ليدير له وجهها
ظل للحظات يغوص في عينيها الواسعه بنظراته العاشقه فقط. دون أن يتفوه بأي كلمه..
بينما هي شعرت بالخجل قليلاً من نظراته العاشقه وكأنه أول مره يتأمل وجهها ويغوص في عينيها بتلك الطريقه الغراميه  
اقترب منها لينحني بالقرب من خداها مُقبلاً إياه برّقه..همس بجانب أذنيها بعذوبه
— الكلام اللي هقولو ده..ليمنى العاقله والطفله..عارف إن بتغابى عليكي كتير..عارف ان ايدي طويله ومتسرع ومبتحكمش في غضبي ويمكن فيا كل العيوب اللي في الدنيا…بس اللي عاوزك تعرفيه كويس..إن أنا عمر..منير..الرفاعي..محبش..ولاهيحب غيرك…انتي نقطة ضعفي الوحيده…عارف ان طبعي صعب ومش هيتغير…بس والله العظيم بحبك 
قال عمر تلك الكلمات مؤكداً على كل حرف خارج من قلبه بعشق ملحوظ في همسه وأحرف كلماته العاطفيه
أما يمنى..شعرت لوهله أنها تكاد تفقد السيطره على نفسها وترتمي في أحضانه بعشق مماثل له…تدرك جيداً كم تُضعفها كلماته ونظراته الغراميه…
ولكن استطاعت التحكم بجداره في مشاعرها التي تضعف أمامه…لتتذكر فوراً تلك السماعات التي ستفتعل بها خطتها الحمقاء لإثارة جنونه أكثر 
ابتعدت عنه ببطئ بينما هو لايزال يغرق بلمعة عيناها….أشاحت ببصرها بعيداً عن عسلية حدقتيه حتى لاتُفتتن بها رغماً عنها….
خرجت الأحرف منها بصعوبه…لتهمس بدلع مصطنع
— انت…انت..هو…هو عمر مش هيجيب ليمنى السماعات 
ابتسم بخفه ليجيب بمرح
— طلباتك أوامر ياأبله يمنى هانم
نظرت له لثواني…لتتذكر تلك الألقاب السخيفه التي نادته بها في المشفى
— حسناً أيها الرجل الأهطل…هيا بنا ياجمايكا عشان نجيب ليمنى دي چي ونعمل هوليله 
رفع حاجبيه بدهشه ليجيب بنفي
— لاء طبعاً..مفيش الكلام ده…لما نبقا في بيتنا نعمل اللي عاوزينه…لكن احنا هنا في فندق..يعني يعتبر مكان عام…مينفعش نعمل فيه الكلام ده…انا سمعت كلامك وهجبلك اللي عاوزاه بس مش هتستعمليه دلوقت 
رمقته بغضب مصطنع لتردف في نفسها بخبث وتخطيط
— دا عند أمها ياأدهم…دا أنا هوريك ليله…ان مخليتك تدور على قطع غيار لعقلك اللي هضيعهولك ده…مبقاش يمنى…ابقى مديحه نيهاااع…احمم ايه اللي بتقوليه ده مش وقت هزار…ركزي في انتقامك الشرير الأهطل الأول 
أخرجها عن شرودها..صوته وهو يهمس برّقه
— اتفقنا يادبشتي 
يمنى باإيماء ومرح وهي ترفع كفها 
— اتفقنا ياجمايكا 
صافح كفها بخفه…ليضحك بقلة حيله عما سيتلقاه قريباً من مثل هذا الجو الطفولي الذي سيستمر لشهر مثلما أخبرته الممرضه 
أردف بلهجه آمره قبل أن يترجل من سيارته
— خليكي هنا…أنا خمسه وجاي مش هغيب 
هزّت رأسها بنفي شديد لتهتف ببكاء طفولي
— لاااء…عااوزه اجي معاااك…مليييش دعووه 
تنهّد بقلة حيله ليوافق رغماً عنه تحت تذمرها المستمر…
نزل عمر من السياره ومعه يمنى…ليقوم بعد ذلك بقفل سيارته بالمفتاح الخاص بها آلياً…ثم جذب يمنى من يدها ممسكاً بها بشده كأنه يسحب طفل صغير في يده 
سارَ بها خطوتين…لتستوقفه بتذمر قبل أن يدلفَ لداخل المول 
— عاوزه بامبرز 
رمقها بدهشه للحظات…ليردد كلمتها باإستغراب 
— بامبرز!! 
أومأت وهي تطرقع بأصابعها وتكشر ملامحها بطفوليه مصطنعه
— ولاااه انت هتفضل متنح كده…عااوزه باامبرز دلووووقت بسررررعه
اتسعت عين عمر بذهول أكثر…ليردف بدهشه
— عاوزه بامبرز!!…طيب..طيب عاوزاه ليه 
رمقته بغضب لتهتف بحِده 
— ولاااه انت غبي اووي…هتجبلي باامبرز ولاا أعملها تحت أي شجره وخلاص 
مسح على وجهه وشعره بنفاذ صبر..ليكزّ على أسنانه بغيظ..
— تعالي هدخلك التواليت 
وكزته في صدره بغضب لتهتف بنفي
— لاااء…التواليت ده للناس الوحشه اللي زيك…أما الناس الجامده اللي زي بيعملوها تحت الشجره 
فقد السيطره على نفسه ليهتف بغضب
— يمناااه…متجننيش أمممي…شجرة اييه اللي عااوزه تتنيلي ورااها…تعاالي هدخلك أي ززففت توااليت قريب 
برمت شفتاها لتردف بغيظ
— مش عاوزه من وشك حاجه…والله لحبسها واعملها عالسرير زي الفطيره كده وانت اللي خسران يلاا هي 
رمقها بدهشه للحظات كأنه يتعرف عليها من جديد..ليردف بعدم تصديق ودهشه مما قالته
— تعمليها على السرير!!..ده مش جنون مؤقت..ده تخلف عقلي وطفح على أمي..
كتمت يمنى الضحك بصعوبه على شكله المندهش والذي بات مضحكاً للغايه…
أردفت ببرود
— ولاااه..خلااص رجعت في كلامها 
زفر بضيق ليعلل متسائلاً بعدم فهم
— هي مين اللي رجعت في كلامها!!
أجابت بلامبالاه
— هي وخلاص…لازم تستفسر يعني…عمر بقا قليل الأدب اووي 
تأفف بضيق ليتجاهل كلامها بقلة حيله..ثم سحبها من يدها ثانيةً ليدلف للمول الأكثر من راقي..باحثاً عن قسم السماعات الكبيره 
لمحت يمنى السماعات المقصوده..موضوعه خلف زجاج القسم الخاص بها…تركت يد عمر لتركض نحو تلك السماعات..
صرخت بمرح طفولي جعلت معظم الواقفون ينتبهون لها
— ولاااه ياجمااايكا…السمااعات الجامده اللي أنا عاوزاها أهي 
أحس عمر بالإحراج قليلاً من نظرات الجميع المصوبه لهم بدهشه وااستغراب…ليتجه نحوها بخطوات سريعه ونظرات غاضبه منها…جذبها من يدها ليوقفها بعيداً عن انظار الجميع…
وقف أمامها بطوله يخفيها عن أعين الناس…همس بحِده وغيظ
— مسمعكيش تقولي الهبل ده تاني…اسمي زفت عمر…بلااش ولاااه وجمايكا العبيطه اللي بتقوليها دي…عيب مينفعش قدام حد..فهمتي 
أومأت بطاعه وهي تحاول جاهده أن تكتم الضحك عليه…ليأخذها هو من يدها ثانيةً..
دلف بها لقسم السماعات…ليقوم بشراء تلك السماعه الكبيره التي اختارتها هي…وقبل أن يخرج النقود للبائع…استوقفه صوتها الطفولي النشاز..صارخه
— يااا زفت يااا عمرر…دي أحلى..عاوزه دي 
أغمض عمر عينيه بغضب شديد حتى لاينفعل عليها أمام البائع الذي وقف يترنح ليمنى وهي تتصرف كما الأطفال تماماً رغم جمالها وأنوثتها الملفته..إلا أنها ظهرت بملامح طفوليه بالفعل…بسبب تصرفاتها الغير عقلانيه بالمره..
تجاهل عمر كلامها…ليدفع للبائع ثمن تلك السماعات..
حمل السماعات بيد واليد الأخرى قيد بها يمنى من معصمها بشده..كالمجرم الذي ضُبط بالجُرم 
خرج نهائياً من المول…ليفتح السياره بالنظام الآلي…أدخل السماعات ثم فتح لها الباب الآخر…لتجلس هي متعجبه من سكوته وعدم تعليقه على ماتفوهت به في  الداخل
ركب هو الآخر..ليغلق الباب بغضب شديد فاأصدر صوتاً عالياً…تيقنت هي في تلك اللحظه أنها من المحتمل أن يضربها لحماقتها…
أسرعت يمنى بالإندفاع نحو لتعانقه من رقبته بشده…مردفه برّقه
— شكراً يابابي ياحبيبي…بتجبلي كل اللي عاوزاه..ربنا يخليك ليا ياجمايكا…قصدي ياعمر 
تنفس بغضب للحظات دون أن يجيب…ليردف بعد دقائق بعد أن هدأ قليلاً
— بتعرفي تحوري إنتي كويس…عشان تنسيني اللي هببتيه جواا
نظرت في عينيه مباشرةً تستعطفه بدلع طفولي وهي مازالت تحاوط عنقه 
— انتي اللي قولتلي اسمي عمر زفت…صح ولاأنا غلطانه
تنهّد بقلة حيله ليطبع قُبله سريعه على شفتيها مردفاً بنفاذ صبر
— اقعدي مكانك يايمنى عشان نروح الفندق…لازم نرتاح شويه قبل السفر…وأنا الجرح بيشد عليا تاني ومحتاج أنام 
شعرت بالشفقه قليلاً تجاهه…لتأومأ له بطاعه…ثم عادت لتجلس مكانها بهدوء..
دقائق أخرى مرّت…كان هو يقود بصمت..أما هي كانت تختلس النظرات عليه بُحب بين الحين والآخر دون أن يعي هو ذلك..
وصلا أخيراً لذلك الفندق الفخم والأكثر من رائع…
ليترجل عمر من سيارته بعد أن إصطفها بجانب باقي سيارات نزلاء الفندق 
حمل السماعات بيده..ممسكاً بيمنى باليد الآخرى…
صعد بمصعد الفندق الزجاجي سوياً دون أن يتفوه كلاهما بأي كلمه 
فتح عمر باب الغرفه بعد أن إستلم المفتاح ثانيةً من العامل بالفندق 
دلف للداخل وقد بدا عليه الإعياء والتعب الشديد…فقد عاد جرحه يألمه ثانيةً نظراً لعدم الإهتمام بتعليمات الطبيب وأنه تحرك كثيراً في تلك الآونه التي من المفترض الراحه التامه فيها…
وضع السماعات على الأريكه..ثم فك ازرار قميصه بتعب…ليلقي بجسده على السرير بتعب شديد وقد بدا على وجهه الإنهاك حقاً 
كل ذلك حدث أمام اعين يمنى الخائفه بشده عليه…فهي لا تحب أبداً ان تراه ضعيف هكذا وهو بالنسبه لها مصدر قوتها…أي انها تستمد قوتها وطاقتها منه…
لحظات وثقلت جفونه…لينخرط في النوم دون أن يرتدي شيئاً يستر صدره…بعد أن نزع قميصه…فقط ذلك البنطال…حتى أنه من كثرة التعب.. نسى أن يخلع حذائه ونام به 
تأملته يمنى قليلاً بحزن على حالته…لتقوم هي الأخرى بتبديل ملابسها بسلبوت من القطن باللون الرصاصي ممزوجاً بالأبيض له كابتشو بأذنان على هيئة أرنب… وفي منتصف السلبوت تحديداً  من عند البطن.. رُسم وجه أرنب لطيف.. 
ثم مشطت شعرها وهندمته جيداً لتقوم بعد ذلك بجمعه من المنتصف بشريطه شعر ثم تركته منسدلاً كذيل الحصان تماماً ليصل لبعد خصرها بمراحل..
فاأعطاها ذلك مظهراً طفولياً للغايه…
اتجهت نحو عمر…جثت على ركبتيها أمام السرير…لتتأمل ملامحه الوسيمه الغارقه في النوم من شدة التعب…
ظلت تمسّد على شعره ووجهه بحنان ويبدو أنها نست تماماً أنها تؤدي دور جنوني كالأطفال…
اقتربت منه أكثر لتطبع قُبله طويله أعلى جبينه…
ثم ابتعدت وهي تبتسم بحُب..لتظل لدقائق أخرى تمسد على شعره بحنان ملحوظ…
ابتعد قليلاً…لتقوم بنزع حذائه عنه وجواربه…ثم عدلت من جسده لينام باإسترخاء أكثر…
لتتجه بعد ذلك لخزانة ملابسهم…أخرجت تيشيرتاً له من اللون الأسود وبنطالاً قُطنياً بنفس لون التيشيرت 
بديلاً عن ذلك البنطال الچينز الذي لايمنح الراحه أثناء النوم… 
اقتربت منه ببطئ حتى لا توقظه.. ثم فكت حزام بنطاله.. ولكن ابتعدت سريعاً.. لتجده يتململ في نومه… فنومه من النوع الخفيف جداً 
لحظات وفتح عينيه ببطئ ونعاس واضح… تأملها للحظات بدهشه… 
ليهمس بصوت شبه نائم 
— بتعملي ايه! 
توترت قليلاً… لتعود سريعاً لمرحهها الطفولي المصطنع
همست بحنان
— عمر مينفعش ينام بملابس الخروج 
دلك عينيه بنُعاس ليجيب بتثاؤب
— مش مشكله…تعالي يلا نامي شويه قبل السفر 
اقتربت منه وبيدها التيشيرت…لتقوم فجأةً بإدخاله في رقبته رغماً عنه..مردفه بتصميم
— لااء..مينفعش تنام وجرحك مكشوف…قوم إلبس التيشيرت ده عشان معيطش 
نظر لها بطرف عينيه دون أن يجيب…مما استفزها ذلك…فهتفت بغضب
— طب والله هعيط يااعمر 
زفر بضيق ليهمس وهو يعتدل جالساً
— وعلى ايه…الطيب أحسن…هااتي أم التيشيرت ده…واطلعي اتخمدي خلي ليلتك تعدي 
صعدت على السرير لتندس تحت الغطاء وهي تتمتم بغيظ
— عمر لسانه طويل…عمر مش مؤدب…عمر وحش 
وقف بتعب يبدل ملابسه..وقد وصله صوت همهماتها…فاأجاب بغضب مصطنع 
— ضيفي كمان عليهم…عمر ايده طويله…وهخبطك علقه دلوقت لو منمتيش 
أخرجت له لسانها باإستفزاز لتغلق عينيها بشده تتصنع النوم…مما جعلته تلك الحركات  أن يضحك عليها وهو يهزّ رأسه بقلة حيله 
أنهى تبديل ملابسه…ليندس تحت الغطاء بجانبها..
جذبها من ذراعيها رغماً عنها ليجعلها تنام على ذراعهه
ابتعدت عنه لتهتف بعناد طفولي
— لااء..مش هنام على دراعك..يلاا هي…المخده أطرى 
أجاب بتثاؤب وهو يستعد للنوم ثانيةً
— طااايب…خلي المخده تنفعك…تصبحي على خير يادبشتي 
رمقته بغضب لتفكر بأن تشده من خصلات شعره ثم تركض…ولكن شعرت بالشفقه تجاهه عندما وجدته غطّ في النوم بالفعل 
دقائق مرّت عليها وهي تحاول النوم ولكن لم تستطيع…
امتدت يدها لتهزه من كتفه عدة مرات…لم يشعر بالراحه في نومه فااستيقظ بغضب اثر تلك الهزات
لينظر لها بغضب هاتفاً باانزعاج
— اوووف…عااوزه اييه يايمنى 
يمنى بنُعاس وهي تقترب منه لتضع رأسها على صدره بعيداً عن جرحه
— احكيلي حدوته 
تأفف بضيق ليهمس بغضب
— استغفر الله العظيم يارب…مفيش زفت حواديت…اتخمدي 
اشعلت كلماته الغضب بداخلها…لتصمم بخوض تلك الخطه الشيطانيه التي تدرك بأنها حتماً ستسبب لها المشاكل معه 
انتظرت لدقائق أخرى لحين غطّ في النوم ثانيةً…
ثم قامت من عليه ببطئ…لتنزل من السرير ببطئ شديد…
اتجهت نحو تلك الأريكه التي وضع عليها السماعات 
نظرت لها بخبث لتصدر منها ضحكه شريره..كتمتها سريعاً…ثم عاودت النظر له فوجدته مازال مستغرقاً في النوم 
حملت السماعات ثم اخذت الهاتف الخاص بها أيضاً واتجهت نحو الباب ببطئ شديد 
وضعت السماعات على الأرض برّقه ثم فتحت الباب بحذر شديد
القت عليه نظره سريعه ثانيةً فوجدته مازال غارقاً في نومه
أخذت السماعات ثم تسحبت ببطئ شديد وتركت الباب مفتوح قليلاً 
خطت بضع خطوات..لتشهق بدهشه فجأةً عندما تذكرت انها خرجت بشعرها…تعلم أنه لو علم بذلك..لن يكفيه أن يقتلها…
لذا قامت بوضع السماعات والهاتف على الأرض بحذر…ثم لفت شعرها عدة مرات لتخفيه بداخل كابتشو السلبوت 
حملت السماعات والهاتف ثانيةً…لتستخدم درج الفندق بدلاً من المصعد 
تعلم جيداً أن الجميع هنا يستخدم المصعد…لذا خافت أن يراها أحد وتفشل خطتها…فالعاملون بالفندق هنا يعرفون ضيفهم المتردد عليهم دائماً..
المهندس المصري عمر الرفاعي والوريث لشركات بترول منير الرفاعي الشهيره
لذا قررت استخدام الدرج….وصلت للطابق الآخير بعد عناء طويل وتعب من استخدام سلالم الفندق الكثيره 
تكون الطابق الآخير من صاله واسعه جداً…قُسمت لمطعم لنزلاء الفندق…والنصف الآخر لمقهي وحانة رقص شبابيه 
شهقت يمنى بخجل عندما وجدت المطعم والمقهى به الكثير من الناس…كانت تظن أنهم بوقت متأخر من الليل لذا سيكون الجميع في فراشهم ينعمون بنومٍ عميق 
وضعت السماعات على الأرض بشجاعه…لتبحث عن إحدى مكابس الكهرباء كي توصل السماعات بداخله
لحظات ولمحت عينيها مكبس في الحائط قريب منها
حملت السماعات واتجهت اليه لتقوم باإيصالها به 
ثواني وأضاءت السماعات بوميض أحمر يدل على تشغيلها…
ابتسمت يمنى بخبث لتردف في نفسها بضحك
— والله يابت يايمنى دماغك دي تتاقل بالدهب…والله ياعمر لااجننك من الصدمه…ومش هتقدر تعملي حاجه عشان أن طفله وعندي جنون مؤقت…نيهاااع 
نظرت خلفها فوجدت الجميع يحملقون بها بااإستغراب…كانو ينظرون تحديداً لتلك السلبوت التي لا ترتدي الا في المنزل فقط وأيضاً لتلك السماعات وماتفعله تلك الجميله التي تتصرف تصرفات غير عقلانيه تجبر الجميع على الإنتباه لها
في بادئ الأمر خجلت من نظراتهم…. ثم بعد ذلك تشجعت وتجاهلت نظرات الجميع لها..
لتقوم بالعبث في هاتفها تحديداً في التطبيق الخاص بالموسيقى 
ثم توقفت فجأةً عند احدى المهرجانات الشعبيه..لتتسع ابتسامتها الخبيثه…لتقوم بعد ذلك بتوصيل الهاتف بالسماعات…
ثم ضغطت على زر تشغيل المهرجان…لينطلق الصوت يرّج في الفندق بأكمله…مما انتفض جميع الجالسون من اماكنهم لينظروا اليها باإندهاش وتعجب شديد مما يسمعونه 
ليصدح صوت المهرجان في كل مكان مصدراً ضجه عاليا ويمنى تدندن معه بمرح
—يلا صحى النايمين… كل الرجاله جاهزين…. 
رجاله من المطريه عملو لروحهم ارضيه
نضرب قنبله زريه تعمل حرب علاميه شغلى السنفونيه جمهورى بالمليونيه 
نست تماماً أنها تحمل اسم ذلك الشرس الغيور…لتقوم بالجلوس على منضده في منتصف الصاله الواسعه 
ثم جعلت صوت السماعات عالياً جداً واخذت تغني مع المهرجان بصوتها النشاز المضحك وهي تصفق بيديها بطريقه مضحكه جداً تحت أنظار الجميع المندهشه والمتعجبه مما تفعله بجنون 
لتردد يمنى بمرح وصراخ
—الليله الليله الليله ارقصوا واعملوا هوليله متولع يلا اللمبه ارقص واعمل الابنضه
طيب تيجى ليليليلي… الفرح ولع منى بطل حك يا عم الحج
بطل رغى ولط وعجن انا جامد انا انا تيجر فى البيت والحاره مسيطر
لحظات وبدأ الجميع يندمجون معها…ليقوموا أيضاً بتقليدها بمرح مماثل والتصفيق والرقص فيما بينهم دون أن يفهموا الكلمات 
….
أما فوق في الأعلى…
تململ عمر في نومه وعقد حاجبيه منزعجاً من مصدر الصوت العالي والواصل لأذنيه 
فتح عينيه ببطئ ليزفر بضيق من ذلك الصوت…
نظر بجانبه فلم يجدها 
اعتدل سريعاً ليجلس على السرير وهو ينادي عليها بدهشه…
لم يأتيه ردّ….شعر بالخوف الشديد عليها من أن يكون قد أصابها شئ 
هبّ واقفاً فجأه وقد انتباه القلق والخوف الشديد عندما لمح الباب مفتوح وهي ليست بالغرفه 
ركض سريعاً للخارج…فااتضح مصدر الصوت أكثر 
عقد حاجبيه باإستغراب ليردف بتعجب
— ده مين اللي مشغل مهرجانات مصريه في المالديف ده…لاء وكمان في نص الليل كده!!!
شعر للحظات بأن هناك شيئاً خطأ…وأن يمنى من الممكن أن يكون لها علاقه بتلك المهرجانات التي يرّج صوتها في كل مكان 
تذكر سريعاً تلك السماعات التي أحضرها لها…ليردف في نفسه بتفكير
— لاااء..مستحيل يمنى تعمل الهبل ده 
دق قلبه بخوف عليها أكثر…ليستقل المصعد هابطاً للأسفل…
خرج من المصعد ليقف فجأةً مذهولاً مما يرااه وقد اعتلت الصدمه والدهشه ملامح وجهه بالكامل واتسعت عينيه من الذهول…ليفتح فمه بصدمه عندما وجدها تجلس على المنضده وتصفق وتغني مردده بمرح والجميع كذلك من حولها 
— ارنبنا فى منور انور وقع على الارض اتعور
لسه ولسه استنى شويه طب اصبر لسه الوقت مجاش تعرف وتقول انا وانت فى دنيا بس الجو ده ميسعناش 
لحظات وكور يده بغضب شديد وهو ينظر لها بغيظ ويتنفس بسرعه و غضب…ليهتف بغلظه وقسوه في نفسه
— ده انتي ليلة اللي مخلفينك سوده يابنت الـ ***
وقسماً بالله لمربيكي من أول وجديد 
تُرى هل ستفلت يمنى من يد ذلك الثور الهائج…
أما سينفعل عليها ككل مره وتفشل خطتها مما سيفعله غضبه بها…!؟؟ 
_____________________
امام بيت وائل..
ظل يجوب أمام البيت ذهاباً وإياباً….ليستقر أخيراً على أمره ثم يقوم بالإتصال عليها 
لحظات واتاه الرد…لتجيب دنيا قبل أن ينطق وائل
— وائل…أنا موافقه 
لم يصدق وائل ما قالته دنيا…رمق الهاتف بدهشه…ثم طلب منها تكرار ماقالته وقد بدا عليه الفرح الشديد
— قولتي ايه!!
دنيا بخجل 
— موافقه أرتبط بيك ياوائل 
وائل بفرح وهو مازال غير مصدق
— يعني…يعني انتي موافقه نجوز يادنيا 
سكتت قليلاً لتبتلع ريقها بصعوبه…لتجيب بهمس
— اا..ايوه 
صاااح وائل بفرح شديد مما جعل دنيا تنظر للهاتف بدهشه
— الحمدلله…أخييييرررراً..بحببااااك بحبااااك 
ظلت دنيا تنظر للهاتف بدهشه…لتشعر بالحزن قليلاً وبالفرح أيضاً…فهي لم تضع في حسبانها يوماً أن أحداً ما سيُحبها لذلك الحد.. 
قام وائل بتقبيل الهاتف عدة مرات من شدة سعادته…ليتابع بفرح كبير
— خديلي ميعاد مع والدك عشان هجيب ابويا واجيلك بكره 
ابتسمت بهدوء لتجيب بهمس قليلاً 
— حااضر 
تابع وائل بسعاده حقيقيه واضحه في نبرات صوته ولمعة عينيه 
— إنتي أجمل حاجه حصلتلي يادنيا…أنا بحبك أووي والله وهعمل أي حاجه تخليكي مبسوطه
أجابت بخجل ورّقه
— انت كفايا عليا ياوائل…شكراً 
وائل بمزاح وغضب مصطنع 
— لااا بقولك اييه…الفيلم بتاع أفواه وارانب ده بتاع محمود ياسين وفاتن حمامه لما كان بيقولها بحبك وهي ترد تقوله حبيتك العافيه يابيه…الجو ده مش عاوزه…انا عاوز دنيا الشرسه اللي لسانها متبري منها دايماً
ضحكت رغماً عنها لتهتف بغضب مماثل هي الآخرى
— أنا حره ياقنفد…خليك في حالك يابارد 
اتسعت ابتسامته عندما عادت لجدالها معه والذي يعشقه منها كثيراً…ليهتف وائل بمرح
— أنا حاالك ياماما…قال وعلى رأي المثل..ليه يادنيا بتحطي على جرحي كلونيا
دنيا بمرح وضحك وقد تناست حزنها 
— عشان جرحك معفن محتاج ينضف يابارد 
أجاب بعناد وضحك
— باارد بس بحبك…باارد بس بعشقك..بارد بس بموت فيكي…باارد بس هفضل لازقلك يامهلبيتي 
تجاهلت اعترافاته العاشقه لها…لتعلق على جملته الآخيره 
— مهلبيتك!!
أجاب بمزاح وحُب
— ايوه انتي شبه المهلبيه بالظبط…بتبقى طالعه طريه وتتحط في التلاجه تجمد..تطلعيها..تطرى تاني
انتي بقا زيها كده…بتعرفي امتى تبقي طريه وامتى تبقي جامده وردودك ناشفه…ياجامد انت 
ضحكت دنيا بمرح..فدائماً ماينجح وائل في إضحاكها…تابعت بضحك ومرح
— انت متأكد انك دكتور وفي طب بكلامك اللي شبه السرسجيه ده 
وائل بغرور مصطنع مصحوب بالضحك
— طب ومالهم السرسجيه…ده حتى بيقولوا ان البنات بتحب النوع البلطجي معاها ومحترم قدام الناس 
أجابت بغرور مماثل
— لااء انت غصب عنك هتبقى محترم معايا ومع الناس 
أردف ضاحكاً بخبث
— هنشوف يادودو…بكره انتي اللي تطلبي مني البلطجه يامهلبيتي 
أجابت دنيا بخجل قبل أن تغلق معه الهاتف
— دكتور وقح 
أغلقت الهاتف في وجهه…لتضعه على قلبها…ثم ألقت بنفسها على السرير لتغمض عينيها بحزن مردفه في نفسها
— ياارب اقدر انسى ياوائل…ياارب حُبك ليا يجيب نتيجه ويمسحلي الماضي نهائياً من زاكرتي…
أنا اه صليت استخاره وارتحت نفسياً جداً..بس لسه خايفه…يارب أيامي اللي جايه معاه تبقى كلها سعاده وبس…يارب 
…..
أما وائل قام بتقبيل صورتها على الهاتف والتي احتفظ بها من احدى وسائل السوشيال الخاصه بها 
ليردف بسعاده كبيره
— ياارب تمملنا على خير 
دلف لداخل البيت…ليصيح في والده والدته بمرح
— سمعووني زغرووطه…يلاااا 
سناء بدهشه وفرح
— ايه ياحبيبي…النتيجه بانت 
اجاب بضحك
— هو انا لسه امتحنت ياست الكل…في حاجه اهم من كده 
رمقه والده بذكاء…ليردف بثقه ومشاكسه 
— هنروح نقابل ابوها امتى 
نظرت لهم سناء بدهشه لتردف بعدم فهم
— هي مين دي…أنا مش فاهمه حاجه 
اقترب وائل من والدته ليحيط كتفها بحُب..مردفاً بسعاده
— في واحده بحبها وهجوزها ياماما ان شاء الله
سناء بفرحه وهي ترمق وائل بنظرات غير مصدقه
— دي مين دي سعيدة الحظ اللي هتاخد ابني القمر مني 
ابتسم وائل بسعاده ليجيب
— دكتوره معايا في الجامعه..او بمعنى أصح هي المعيده في القسم بتاعي …وأنا بحبها من زمان…وإن شاء الله هروح بكره انا وبابا عشان أتقدملها 
أومأت له لتردف بتساؤل
— معيد عندك يبقا اكبر منك صح!
وائل باإيماء وسعاده
— ايوه بسنه بس…في مشكله ولاحاجه!
هزّت رأسها بنفي لتجيب بفرح وهي ترّبت على ظهره بحنان
— السن عمره مكان مشكله في الحب يابني…طالما قلبك رايدها..يبقا اتكل على الله وخد خطوه للحلال
انحنى وائل على يد والدته يُقبلها بحنان مردفاً بحُب
— لو كل الأمهات بتفكر بعقل زي حضرتك كده ياماما…كان زمان كل الابناء طلعوا أسوياء و نفسيتهم سليمه 
قاطعه والده مردفاً بمزاح
— مخلاص يانحنوح…كبرت وبقيت بتقول شعر وعملي نفسك عبد الحليم حافظ…قوم يابن الكلب افتح التلفزيون ده زمان الماتش جه 
اجابه وائل بمزاح مماثل
— أب عظيم..أب جميل…أب احسن من ميت سيفن أب 
القي عليه والده الوساده بغيظ وضحك..ليقوم وائل باإلتقاطه بمرح مردفاً بغرور مصطنع
— لاااء أنا بطلت العب بالمخدات من زمان..انا دلوقت راجل على وش جواز
سلامه والده بمزاح
— والله ولا حصلت وش القفص حتى 
مسح وائل على شعره بغرور وضحك أمام والديه بحركه مضحكه..جعلتهم يضحكون عليه بشده…
ليردف سلامه بضحك موجهاً حديثه لسناء
— بقا بزمتك ده منظر واحد داخل على جواز 
سناء بضحك وحنان
— ربنا يهديه ويحميه لشبابه…زينة الشباب اهو مفيهوش غلطه 
أجابها وائل بمرح قبل أن يدخل لغرفته ويقفل الباب
— تنستري يااست الحبااايب ياارافعه رااسي 
جلس وائل على سريره ليستند على الوساده ورائه 
يفكر في الأيام القادمه التي ستجمعه مع دنيا تلك التي تمردت على حبه ووقعت في شباكه أخيراً
ولكن هل ستكتمل تلك الزيجه أما سيسلك قدرهم طريقاً آخر.!!؟؟
__________________  تأليف/نرمينا راضي 
في ڤيلا العُريبي 
……
– مش انت طلقتتتني…عاااوز مننني ايييه تاااني…ولاااا مفكرررني هعيييش تحتت رحمممتك..
هجوووز ياااحمززه وواااحد ااحسسسن منك كماان
وبنتك مش هتشووفهاا طوول عمرررك…ووريني هتعمل ايييه 
قالت ريناد جملتها تلك وبداخلها ترتعب بشده..ولكن اثنت على نفسها لما قالته..فظنت هي انها بذلك ترد كرامتها التي بعثرها هو…ولم تكن تدري تلك المسكينه انها بذلك تحفر قبرها بيدها
حمزه بهدوء قاتل وملامح خاليه من أي مشااعر
– هووريكي أناا هعمل اييه 
اقترب منها بضع خطوات ثابته ونظرات عينيه لاتبشر بالخير أبداً 
ابتلعت ريناد ريقها بخوف لتغمض عينيها تحاول أن تستمد بعض الشجاعه كي تواجهه…
فتحت عينيها على صوت أنفاسه السريعه والقريبه منها بشده..
لتتفاجأ به ينحني عليها وينظر لها بجمود وحِده 
تأملت ملامحه الغاضبه بطريقه مخيفه والتي تكاد تكون أقرب للجمر المشتعل 
نظرت له بحيره وكأنها تنتظر منه أن يفعل بها أي شئ مؤذي كما يسوقه مارده وقسوته…ولكن حمزه أخفق توقعات ريناد الخائفه تلك المره…
لتعود ملامحه الغاضبه إلى الهدوء تدريجياً..مما جعلها ذلك في دهشه وحيره من أمرها 
همس حمزه أمام وجهها مؤكداً على كل كلمه يقولها
— انتي ملكي ياريناد…محدش هيقدر ياخدك مني…ومتقوليش الكلام الغبي بتاعك ده تاني عشان انا مسكت نفسي عليكي بالعافيه…بلاش تختبري حبي ليكي بالطريقه دي عشان ساعتها هتندمي
كلماته تلك جعلتها تشعر بنيران الغضب تأكل قلبها ليحترق بالغضب الشديد…
هتفت بغيظ وشجاعه لاتعلم من أين جاءت بها
— انت نسيت انك طلقتني ولاايه ياحضرة الظابط ولايارئيس المخابرات…يعني ريناد معدتش تلزمك في حاجه…رينااد خررجت من حيااتك ياااحمزه
صرخت باإنهيار وهي تدفعه عنها بقسوه لتهب واقفه بعيداً عنه 
— ويااترى هندم اكتر من كده اييه…هاااا….هتعمل ايييه اكتررر من حبسك ليااا في قبررر مليااان قرف ودم وعضم من جرااايمك ووسااختك 
وقف هو الآخر أمامها لينظر في عينيها بغضب وبرود قاتل هاتفاً بحِده
— ريناااااد…متنسيييش نفسسسك 
ابتسمت بسخريه لتردف ببكاء
— اااه صح..كويس انك فكرتني انا مين…انا طُعم..مجرد طُعم لاألعاابك القذرره اللي زييك 
كور يده بغضب ليكزّ على أسنانه بغضب شديد محاولاً السيطره على نفسه
— فكري في الكلام قبل ماتقوليه ياريناد عشان متندميش 
نظرت لقبضة يده بسخريه…ثم اقتربت منه عدة خطوات لتصير أمامه مباشرةً… رفعت وجهها له لتنظر في خُضرة عينيه المخيفه…. ابتسمت بسخريه 
لتهمس بضعف يشوبه البكاء
— هتعمل ايه أكتر من اللي عملته فيا وفي بنتك اللي لسه مشافتش دنيا ياحمزه…انت دفنتني بالحيا في مكان لو جبت أكتر واحد مبيخافش في العالم وقلتله ادخل الاوضه دي..هيترعب لما يشوف شكلها بس ياحمزه..وانت جيت بكل قسوه وجبروت كده وحبستني في الأوضه…قصدي حبستني في القبر ده ياحمزه..غير ضربك وإهانتك ليا وكلامك اللي كسرني..مش كسرني وبس..ده خلص عليا..هدني خاالص ياحمزه..الكلام ده لو وحده غيري سمعته كانت انتحرت من كسرة قلبها ياحمزه….بس حُبي الزياده ليك اللي خلاني استحمل واتذلل قدامك ياحمزه…..ناقص ايه تااني ياحمزه معملتوش..هااا نااقص ايه تاني معملتوش في ريناد وبنتك ياحمزه 
انت مأذتنيش لوحدك…انت بتأذي روحين ياحمزه 
هتعمل فينا ايه تاني
سكتت قليلاً لتمسح دموعهها بضعف بينما هو كان ينصت لها ويتأملها بضعف أكبر وقد احمرت عيناه بفعل حبسه للدموع..
أجهشت ريناد بالبكاء لتضع رأسها بيأس على صدره هامسه بضعف
— اقتلني…اقتلني احسن ياحمزه وارحمني…ياريتك مكنت طلعتني من تحت…يارتني كنت موت قبل متطلعني…ياريتني كنت موت أصلاً قبل ماأجي للدنيا
شهقت ببكاء عالي مما جعله يشعر بالخزي من نفسه لما فعله بها… 
أبعد رأسها عن صدره… لينحني لمستوى قامتها.. احتوى وجهها بكلتا يديه ليمسح دموعهها التي غطت وجنتيها بالكامل 
نظر لإرتجافة شفتيها بعشق ورغبه…همس بندم امامها
— آسف 
اقترب منها ليُقبلها…ولكنها ولأول مره تمنعه من الإقتراب منها…لتضع ريناد أناملها الصغيره على شفتيه تمنعه من الإقتراب منها..
ابتسمت بسخريه لتردف بهمس 
— آسفك ملوش لازمه ياحمزه…أنا قرفت منك..مبقتش طايقاك ولاطايقه قُربك مني…حتى ريحة أنفاسك اللي بالنسبالي إدماني…أنا كرهتها ياحمزه 
للأسف أنا مش قادره أتحمل اكتر من كده…طاقتي نفدت…طاقتي اتهلكت بسبب أفعالك ياحمزه…وزي ماحبيتك وعشقتك لدرجة الإدمان…كرهتك لدرجه مبقتش عاوزه اشوفك قدامي آصلاً 
اغمض عينيه بألم من كلماتها…ليجث على ركبتيه ثانيةً أمامها ولكن تلك المرّه بضعف أكبر…
جذبها من خصرها يضمها اليه…لينهل بالقُبلات الدافئه على بطنها البارزه والتي تحتوي ابنتهما 
لم تستطيع ريناد أن تبعده عنها ولكن اكتفت فقط بالإبتسامه بسخريه…لتهتف باإستهزاء منه
— مش دي اللي انت كنت عاوز تموتها…دلوقت احلوت…ولا ماصدقت طلقتني ودي قُبلة الوداع الآخيره 
رفع وجهه لتخونه دموعهه أمامها…همس بضعف
— انتو عيلتي الوحيده…انتو أحسن حاجه حصلتلي ياريناد 
ضحكت بسخريه لتبتعد عنه…عقدت يديها على صدرها مردفه بغضب ممزوج بالسخريه 
— عارف ياحمزه…مشكلتك انك بتكدب الكدبه وتصدقها…وميزتك انك ذكي جداً…تقتل الواحد وتمشي تعيط في جنازته…زي بالظبط مكنت عاوز تموتني انا وبنتك وجاي دلوقت تعيط علينا 
وقف حمزه بضعف ليقترب منها بنظرات توسليه نادمه…قابلتها ريناد بنظرات غضب واستشاط منها 
حمزه بندم وصدق
— ريناد…أنا بحبك..والله والله بحبك وطلقتك عشان خايف عليكي…قلتلك بعدك عني في الفتره دي أأمن ليكي…صدقيني ياريناد..والله ده لمصلحتك 
صرخت باانهيار وبكاء
— متنطقش كلمة بحبك على لسااانك تااني ياحمزه…انت محبتش ريناااد ياحمززه…انت حبييت جسم رينااد…طفولة ريناد..دلع رينااد…لكن رينااد نفسهاا لااااء ياااحمزززه انت محبتهاااش 
كادّ أن يتحدث ولكن قاطعته متابعه بقسوه 
—انت اللي زيك ميعرفش غير القتل والدم وبس…وعلفكره انا مبسوطه انك طلقتني…على الأقل هترحم من قرفك واعيش بسلام انا وبنتي…
عاارف ياحمزه أنا بجد والله ندمانه ان اتجوزتك…
يااريت اللي زيك يموتوا ياحمزه…انت وااحد جباار وظاالم…ربناا يااخدك ياحمزه…ياارب يجيلي خبر مووتك قريب عشاان تتمسح من زاكرتي زي ماهتتمسح من وش الدنيا كده 
أطرق رأسه مبتسماً بدموع وضعف…دقائق من الصمت مرّت عليهم كانت هي تتنفس بغضب شديد أما هو مزقت كلماتها قلبه..لتنزل قطرات الدمع منه بضعف 
رفع رأسه بعد لحظات ليهمس مبتسماً بضعف
— متزعليش نفسك ياريناد…ولاتزعلي نفسك ياطفلتي…دُعاكي مستجاب متخافيش…العمليه اللي جايه من أصعب العمليات اللي هقوم بيها…أنا متأكد إنها ميه في الميه هتنجح…بس برضو متأكد إن هتقتل فيها 
وعاوز أقلك على حاجه كمان ياريناد…الڤيلا اللي قلتلك أنا بجهزها عشان ننقل فيها…أنا كنت ببنيها للحظه دي…هي خلصت ياريناد…وكتبتها باإسمك ياطفلتي…هتلاقي كل اللي تحتاجيه فيها…ومش عاوزك تخافي من حاجه…أنا هبقى مراقبك كويس وهطمن عليكي دايماً خلال الفتره دي…وحتى بعد موتي هتعيشي في أمان انتي وبنتنا كأن انا معاكم…عشان جهزتلك حراسه من أحسن الحراس المدربين على ايدي…هيبقوا تحت أمرك وفين ماتروحي انتي وبنتنا هيبقوا معاكي…
ريناد…صدقي أو متصدقيش..أنا بحبك…انتي الست الوحيده اللي ضعفت قدامها وعيطت زي الطفل قدامها…انتي الوحيده اللي اتملكت من الجن بجبروته وقسوته…انتي الوحيده اللي حبيتك وعمري محبيت حد قدك ولاهحب ياريناد…انتي مكنتيش مراتي وبس…انتي كنتي حبيبتي وبنتي وطفلتي المدلله..ومازلتي…لكن عاوزك تعرفي ان طلقتك عشان أرحمك مني ومن قرفي وأطمن عليكي بعيد عن دوشتي …أنا فعلاً زي ماقلتي…ياريت اللي زي يموتوا…برغم عيوبي وان فعلاً بقتل بدم بارد…بس والله بحبك…ويمكن حبك ده هو الحاجه الكويسه اللي انا شايفها فيا…
ريناد..عاوزك تعرفي كويس ان هتقتل واموت شهيد في سبيل بلدي…يعني هموت موته مشرفه…عاوزك لما بنتنا تيجي تعرفيها ان ابوها مات بطل…تعرفيها ان احنا عايشين روحنا لبلدنا…وان مُت شهيد عشان خاطر ملايين تعيش بسلام…
ولو…ولو اتقتلت قبل ماتولدي ومعرفتش اشوف آيلا واللي انا متأكد انها هتاخد كل حاجه حلوه منك…فاانا بوصيكي وصيه وبالله عليكي تنفذيها…
هاتيها وتعالي زوريني في تُربتي ياريناد…مش طالب منك تقري فاتحه عليا ياطفلتي…كل اللي طالبه…انكم تزوروني باإستمرار عشان أشوفها….واشوفك انتي كمان ياريناد…عشان انتي الوحيده اللي في العالم ده كله اللي هيوحش حمزه والله ياطفلتي… 
وعندي ليكي وصيه كمان هي هتبين أنانيتي شويه… 
مش عاوز راجل يلمسك غيري… متجوزيش ياريناد عشان خاطري… لو فاكره لحمزه حاجه حلوه… بالله عليكي عشان خاطري متخلي أي راجل يلمسك… 
عاوز ابقى الراجل الوحيد اللي في حياتك… حتى لو كرهتيني.. بس معلش انا عارف أن أناني في حبي ليكي… متجوزيش ولا تخلي حد يقرب منك… 
ممكن توعديني دلوقت تعيشي طول عمرك ملك لحمزه!!  ممكن توعديني بكده ياطفلتي!!؟  
سكت عن الكلام ينتظر إجابتها… أما هي كانت تستمع له وتبكي في صمت بطريقه صعبه لايتحملها أحد… حتى أن كم الدموع الهائل الذي انساب من عينيها كالمطر… يكفي لملئ دلو بالكامل!! 
بكت بشده دون أن تتفوه بأي كلمه… شعرت بقلبها يتمزق إرباً بل أنه يكاد يقتلع من الوجع بسبب كلماته الصعب على أي حد سماعهها حتى لو لم يكن له علاقه بالموضوع تماماً… 
خرج صوتها أخيراً بشهقات عاليه تمزق أحشاء السكون… لتندفع ريناد نحوه تتعلق برقبته وتعانقه بطريقه جنونيه وهي تجهش ببكاءٍ صعب مرير 
حتى أنه شعر بأن عنقه سيقتلع في يدها من شدة تعلقها به 
هتفت ريناد من بين شهقات بكائها الصعبه
— والله مااقصد… والله مااقصد ادعي عليك… ده انا عندي الموت اهون من إن أشوفك بتتوجع… عاوز تموت!! عاوز تموت بسهوله كده وتسيب ريناد!  تسيب طفلتك حبيبتك!  … انا مستحيل… مستحيل أكون لراجل غيرك… والله كل اللي قولته من ورا قلبي… أنا بحبك اكتر من حبك ليا ياحمزه… والله العظيم بحبك بجنون.. بطريقه انت متتخيلهاش… مقدرش استحمل عليك شكة دبوس… والله ياحمزه الموت اهون عليا من بعدك… انا بسحب كل كلمه قولتها
توقفت لتاخذ نفسها من كثرة البكاء… تابعت بشهقات متتاليه 
انا اسفه.. انا.. انا بسحب كلامي كله.. انا.. انا مقصدش والله… عشان خاطري متسبنيش ياحمزه… 
انا عندي اعيش معاك في نار اهون من ان اعيش ثانيه في مكان حلو انت مش فيه… حمزه وغلاوة ريناد عندك ماتبعد عني… ماتموتش ياحمزه.. بالله عليك ماتموت.. انا بحبك اووي والله  
احتضنها حمزه بشده لتخور قوته بالكامل وتُرفع عنه لقب الطاغيه المارد وتذهب قسوته للجحيم…ليجهش حمزه ببكاء طفولي عنيف مسموع…
وماأدراك بالرجل عندما يبكي كالطفل تماماً…
بل إن دموع الطفل لأشد إيلاما من دموع الرجال..
تحدث حمزه بكسره وضعف من بين بكائه العالي 
— محدش بيختار هيموت امتى…الموت علينا حق ياطفلتي…وانا إن شاء الله هموت شهيد ياريناد…حمزه هيموت موته نضيفه ياطفلتي…متعيطيش ياريناد…عياطك ده بيكسرني أكتر والله 
لم يتوقف كلاهما عن البكاء بل ظلَ هكذا لدقائق..كأنهما يتسابقان في البكاء والنحيب…شاركتهما تلك اللحظه الممزقه للقلب..ابنتهما التي لم تخطو قدماها للدنيا بعد…فقد كانت تتحرك حركات سريعه وتركل رحم ريناد عدة مرات متتاليه…حتى أن ركلاتها بُرزت بوضوح في أحشاء والدتها…
ابتعدت ريناد عن حمزه قليلاً وهي مازالت متعلقه في رقبته بينما هو يحملها من خصرها يحتويها بقوه 
تأملته للحظات وهي تشهق شهقات بكائيه مسموعه…لتهمس من بين شهقاتها 
— قدم استقالتك…اتنازل عن المهمه دي وتعالى نهرب برا مصر خالص 
ابتسم لسذاجتها…ليقترب من شفتاها بضعف…وقبل أن يُقبلها أردف بمرح رغم بكائه
— بجد مبقتيش تتأثري بُقرب أنفاسي منك ياجذمه 
ابتسمت بقلة حيله لتهطل الدموع منها كالسيل بغزاره… 
لتحاوط وجهه بحُب ثم بدأت هي بتقبيلهُ برّقه لتشهق ببكاء أثناء تقبيله بين الحين والآخر 
بادلها قُبلتها برّقه أكثر… ليستغل هو ذلك… فقام برفعها إليه أكثر حتى أنه من قُصر قامتها وصلت قدماها لركبتيه… 
سار بها بضع خطوات.. ليقوم بفتح دُرج الكومود بهدوء… بينما هو مستمر في تقبيلها ولكن بعيون متفتحه… 
أخرج حُقنة منوم بهدوء… ليقوم بضمها أكثر له وكأنه يقيد حركتها حتى لا تقاومه… ثم غرس الإبره في ذراعهها…
ابتعدت ريناد عنه فجأةً بتألم…تأملته قليلاً بوهن ودهشه…ليهمس حمزه بحُب وضعف
— هتوحشيني اووي ياطفلتي…بحبك 
لحظات وثقلت جفون ريناد..لترتخي بين ذراعي حمزه…
حملها بضعف وبكاء عليها ليتجه للطابق السفلي…
أردف بضعف وهو ينزل بها للأسفل
— يارتني كنت اقدر اقدم استقالتي ياريناد..ياريت كان ينفع ياطفلتي…بس لو كل واحد شال ايده من حماية بلده وقال مليش دعوه…كده البلد هتتفتت ومتلاقيش اللي يحميها 
خرج بها حمزه متجهاً نحو سياره مصفحه سوداء بالكامل…تقف أمام بوابة الڤيلا 
نزلت منها إمرأه  في مقتبل العقد الخامس يبدو على ملامح وجهها أنها بشوشه طيبه…
اتجه حمزه نحوها لتستقبله المرأه باابتسامه حنونه 
أدخل حمزه ريناد برّقه شديده لداخل السياره..ليجعلها تتسطح على المقعد الخلفي 
تأملها للحظات ليعود ويُقبل كل إنش بوجهها بجنون وبكاء أمام المرأه التي نزلت دموعهها رغماً عنها تأثراً ببكاء حمزه الشديد 
ابتعد حمزه عن ريناد ليمسح وجهه بتعب…التفت للمرأه ليردف بتنبيه 
— فاطمه…خلي بالك منها كويس..حطيها في عنيكي أي حاجه تطلبها تتنفذ في ساعتها…معاكي الخدم والحرس في الڤيلا هيبقوا تحت امرها برضوا…خلي بالك منها يافاطمه…سامعه 
فاطمه بلهجه طيبه
— في عنيا من غير ماتقول ياباشا…انا ربنا مرزقنيش بالخلفه..ومن هنا ورايح ريناد هتبقى بنتي 
متوصنيش على بنتي ياباشا 
أومأ لها…ليلتفت للسائق والحارس الذي معه..مردفاً بلهجه حاده آمره
— ريناد متطلعش في أي مكان غير ومعاها أي حد من الحرس ويكون مُسلح…ولما توصل للڤيلا مفيش أي حد منكم يلمسها..نادو لواحده من الخدمه تشيلها مع الست فاطمه…انتو سامعين
أومأ الرجلان بطاعه عمياء وبتحيه عسكريه 
— آوامرك ياباشا 
تابع حمزه بتحذير 
— إن حد شم خبر إنكم من الداخليه ومتخفيين في زي حرس ڤيلا أو خدم..هعلقكم على حبل المشنقه باإيدي 
ابتلع الرجلان ريقهما بصعوبه..فهم يعلمان من هو حمزه العُريبي جيداً…لا أحد بالوزاره بأكملها يستطيع الوقوف امامه بشجاعه…اجاب الرجلان بالتحيه العسكريه
— آوامرك ياباشا 
ألقى حمزه نظره أخيره على ريناد لتترقق الدموع في عينيه ثانيةً…هتف بلهجه آمره
— امشوا…
تحركت السياره تحت أنظار حمزه التي كادت أن تقتلع من الحزن وهو يشاهد طفلته وحبيبته ترحل عنه الى حيث اللاعوده…!
دقائق مرّت عليه وهو مازال واقف مكانه يتابع السياره بعيون تشبه الصقر إلا أن اختفت تماماً من أمامه…ليغمض عينيه بألم وحزن شديد
عاد لڤيلته التي أصبحت سوداء تماماً تعمها الكئابه من بعد رحيلها…ولكن قبل أن يدلف للداخل…انتبه لسياره رمادية اللون  تقترب منه…
وقف يتطلع عليها..ليتفاجأ بعد ثواني بوقوفها أمامه ومن ثم ترّجل منها باسم وعلى وجه تبدو معالم اليأس الشديد 
تُرى مامصير هولاء الثلاثه..!!!؟
_____________________
في إحدى الأحياء الشعبيه البسيطه بالأسكندريه…تحديداً في ذلك البيت البسيط جداً والمتواضع…
….
– راااح الفرررح وجيييه!!! ده انا هعمل في وشك فرح بمعاازيمه دلوووقت ياااابنت الجذمممه ياللي هتشليني
قالتها صباح والدة تلك الثرثاره الشقيه وهي تخلع نعلها لتجري وراء روضه بغضب 
لم تستطيع روضه الهرب من والدتها او التخفي في تلك الغرفه الضيقه…ففتحت الباب وهرولت للخارج 
ابتعد أكرم عن الطعام بدهشه ولم يكن قد أكل إلا القليل جداً…
وقف أكرم يحدق بدهشه وذهول لصباح الواقفه تمسك بيدها النعل الخاص بدورة المياه وتزمّ شفتاها بغضب..
توارت روضه وراء أكرم وهي تستنجد به هاتفه بمرح
— يلاا وريني رجولتك بقاا وخليها متضربنيش واعمل فيها ابراهيم الابيض كده عشان أنا اغرق في حبك وانزل فديو على التيك توك وأنا بغني…انا في الغرام انا دايبه صبابه 
التفت اليها أكرم مولياً ظهره لوالدتها بدون قصد ليجيب بعدم فهم 
— ماذا هناك!!
فتحت روضه فمها بطريقه مضحكه وهي تهزّ رأسها بتوسل لوالدتها…لتشير إليها امام اكرم فنظر إلى ما تحدق إليه بدهشه 
أردفت روضه بخوف مصطنع
— هناك شبشب هيلسوع على قفاك ياحازوقه دلـ…
لم تكمل الجمله بالفعل…لتلقي صباح بالنعل قاصده روضه ولكن التفاتت اكرم جعل النعل يلصق بوجهه 
مما جعل صباح تضع يدها على فمها وتشهق بخجل…اما تلك الشقيه سقطت على الأرض من كثرة الضحك لتهتف بصريخ من الضحك
— بطنااااااي…عااااا…همووووت…ههههه معلاااهش بقات ياااستاذ مهروقه…انت في ام الدنيا يعني لازم شبشب زنوبه يعلم على وشك عشان تاخد الجنسيه المصريه ههههه
ألقى أكرم بالنعل بعيداً ليرمق روضه بغضب…فقد أدرك من خجل والدتها أنها لم تكن تقصده هو 
انحنى أكرم على روضه أمام والدتها…ليوقفها من ياقة فستانها كالطفل…ثم دفع بها نحو والدتها ليهتف بغضب
—Kill it.(اقتليها) 
روضه بضحك وسخريه وهي ترفع حاجبيها
وتخفضهما بطريقه سريعه ومضحكه مما اشعل ذلك غضب أكرم من استفزازها له…
— اقتليها نينينيني…ليييه فااكر أمي زعيمة عصابه
يابرميل الطرشي انت 
انهت جملتها وهي تشعل غيظه بحركاتها ولم تنتبه ليد والدتها التي نزلت فجأةً بصفعها أسفل ظهرها..لتهتف صباح بغضب
— ايه اللي انتي بتقوليه للواد ده يابنت الجذمه 
لم يستطيع أكرم الضحك..لينفجر ضاحكاً بصوتٍ عالي…مردفاً من بين ضحكه 
— Rawda … say goodbye to your dignity after that slap
روضه… قولي وداعاً لكرامتك بعد تلك الصفعه
كشرت عن أنيابها بغيظ وغضب…لتهتف والدتها من ورائها متعجبه من لغة أكرم الغريبه عنها
— متكلم عدل ياخويا انت كمان…انت هربان من فيلم أجنبيّ ولااييه..الله 
ترنح أكرم في صمت لم يعلم بما يجيب وهو في الأساس لايفهم الا بعض الكلمات العربيه الضئيله جداً
ضحكت روضه على كلام والدتها وعلى تعبيرات وجهه أكرم المندهشه والذي يبدو كالأحمق 
لتقرر أخيراً  أن تحكي لوالدتها الحقيقه كامله 
وبالفعل قصّت عليها كل شئ منذ بدايه ماحدث معها اثناء ارتطام سيارته بحبات الطماطم.. لوجوده الآن بداخل بيتهم 
استمعت لها والدتها بتعجب ودهشه… لتردف بعد لحظات
— والله كنت حاسه… شكله أصلاً وطريقه كلامه مديه عالأجانب شويه 
سكتت للحظات تتأمل أكرم في ااندهاش ثم أردفت بتساؤل
— وهو ايه اللي يثبت أنو من المانيا بصحيح وجاي زياره هنا 
قامت روضه على الفور نحو أكرم لتمد يدها داخل جيبه دون استئذان…أخرجت الباسبورت خاصته “جواز السفر” تحت نظرات الدهشه منه 
فتحته لوالدتها لتردف بمنطقيه
— ده اللي بيؤكد انه فعلاً من ألمانيا بس هو مسلم…ابوه مصري واتجوز واحده المانيه وعايش هناك من زمان 
اومأت لها صباح بتفهم..لتقوم روضه باإعطاء الباسبورت لأكرم لتردف بمرح 
— I told my mother everything … Now there is no fear … You can show your love to me in front of everالجميع
حكيت لوالدتي كل شئ… الآن لايوجد خوف… يمكنك إظهار حبك لي أمام الجميع
ضحك أكرم بخفه مجيباً بمرح 
— You talkative you dream
أنتي تحلمين أيتها الثرثاره
برمت شفتاها بغضب مصطنع لتردف بحنق 
— انت تطول يامقشف…دا انت مهروقه ياالااه 
تدخلت صباح في الحديث الغير مفهوم بالنسبة لها..لتوبخ روضه على جملتها الآخيره
— انتي يابت ياام لسااان…ايه اللي انتي بتقوليه ده
روضه بغيظ وكذب 
— ياماما أصل بيقولي مش قادر اقعد في مصر ثانيه واحده 
صباح بتلقائيه
— هو حر انتي مالك 
روضه بدهشه وخجل من احراج والدتها لها
— مالي!! مالي في جيبي جبت بيه لبان..تاخدي شفطه 
صباح باإستنكار وغضب
— شفطه!! روحي يابنت الجذمه هاتيله ازازه صاروخ يشربها من عند عمك ياسر وشوفي الحساب علينا كام في الدكان…اخلصي ده ضيف ولازم نكرمه 
عقدت روضه عاجبيها بدهشه لتردف بتعجب
— ازازه صاروخ…طب مااجبلوا لالوليتا احسن يقعد يمص فيها…وايه ضيف ولازم نكرمه ده…اماااه احذرري اعتبريه عريس بنتك…لازم نشقطه كويس
هبت صباح واقفه بغضب لتهتف بحِده
— نشقط مين ياجذمه يابنت الجذمه…مين اللي علمك الالفاظ الزباله دي ياابت…ااااه مااهو اكييد من شلة المقاطيع الفاشله اللي بتمشي معااهم…ولاا تلاقيه من النت اللي بوظك…هات يابت الموبايل ده 
اخفت روضه هاتفها وراء ظهرها لتردف بضحك رغماً عنها 
— هو كل حااجه تحصل يبقا التليفون او صحابي السبب…ده باينله مرار طاافح 
قاطع ثورتهم أكرم ليقف وهو يتأمل روضه ويضحك بصمت عليها…. 
التفت لوالدتها ليمد يدها يصافحها…مردفاً بأدب ببعض الكلمات التي يعرفها 
— سأذهب….شكراً…جيد…الطعام
اومأت له صباح بتفهم لتصافح أكرم كاإبن لها مردفه بحنان
— بألف هنا وشفا يبني…اتشرفت بمعرفتك 
تذكر أكرم ماقالته له روضه عندما يخبره احد ذلك…ليردف بتلقائيه 
— أنا أشرف منك 
اتسعت عيني روضه بذهول وابتلعت ريقها بصعوبها…لاتعلم اتظهر الخوف من والدتها أم تضحك ام ماذا!
أم صباح رمقته بدهشه…لتعيد جملته في أذنيها بينما أكرم واقف يبتسم لها كالأبله 
لتهتف صباح بغضب أدهش أكرم وجعل روضه تستعد للهرب ثانيةً
— انت بتقووول ايييه ياامهزززق انننتت  
!!!
تُرى مامصير اكرم ذلك المسكين الذي وقع في فخ الاعيب روضه وسخريتها منه التي ألقت به في موقف محرج مع والدتها !!؟ 
___________________
في ڤيلا ذلك الوسيم الشرس 
…..
رمقته مارينا بضعف وتوسل لتجده ينظر لها ببرود وغلظه…مما جعلها تبكي بشده وهي تفك ازرار القميص باانهياار شديد وضعف مصحوب بالخوف الشديد من ذلك الذي لا يعرف معنى الرحمه 
أما هو أشعل سيجارة الحشيش وهو مازال جالساً بغرور يمدد قدميه على السرير في وجهها واضعاً قدم فوق الآخرى بتعالي…
ينفث دخان سيجارته ببراعه واستمتاع…وبيده الآخرى يلوح بالسوط “الكرباج” في الهواء بسخريه أمامها 
تأملته للحظات بنظرات باكيه توسليه تستعطفه فيها قبل أن تفك باقي الأزرار 
قابل نظراتها بضحكه ساخره….لينفث الدخان عالياً بسخريه واستمتاع…ترك السيجاره من يده ليهّب واقفاً فجأه مما جعلها تنتفض بذعر لتقوم باإخفاء وجهها منه بيدها…دون أن تنتبه لما هي عليه
فعندما حررت القميص من الأزرار ظهر نصف صدره العُلوي مما جذب ذلك انتباه يوسف ليفترسها بعيون راغبه كالسبع..
نفض فكرته بضربها بالسوط…فاألقى به على المقعد ورائه…ليقترب منها وهو يبتلع ريقه بصعوبه
كزّ على أسنانه بغضب وغيظ ليغمض عينيه لثواني يتنفس بعمق…
زفر بضيق لتمتد يده للقميص…فانتفضت بفزع وهي تنظر له بدهشه مما سيفعله…
لكنه أخفق توقعاته ليقوم بغلق القميص لها ثانيةً ببرود وملامح جامده 
انتهى من ذلك ليضغط على ذقنها برّقه مردفاً بسخريه
— اوعى تفتكري ان ضعفت قدامك وكشيت ولاحاجه…تؤتؤ لاا ياحلوه أنا بس مش عاجبني حالتك دي وعياطك اللي مبيوقفش ده….فعشان كده هسيبك لما تفوقي شويه..تكون سيجارة الحشيش عملت دماغ معايا…وساعتها مش هعتقك يامارينا 
يلااا قوومي اغسلي وش اممك ده وبلاش عكننه على المساا…
لم تجيبه واكتفت بالنظر اليه بعينيها الفاتنه بشده والتى أبدى هو اعجابه الشديد بها منذ أن رأها أول مرّه…
ظلت تبكي في صمت تتوسله بضعف ألا يأذيها أكثر من ذلك 
لتهمس مارينا بضعف وبكاء
— أنا مستاهلش اللي بتعمله فيا ده يايوسف…أنا عملت فيك ايه عشان تأذيني كده 
تأملها ببرود دون أن يتأثر بدموعهها أو صوتها الضعيف الذي ينفطر له أقسى القلوب…عدا ذلك الذي يشبه إبليس اللعين في تصرفاته 
ليجيب ببرود
— أنا حر…أعمل اللي على مزاجي واللي يجي على هوايا 
إغتاظت من وقاحته فصرخت عليه بغضب
— لاااء مش بمزاااجك…انت مشترتنيش بفلووسك…ولاا من البنات الزباله اللي تعرفهم…انا مش ملكك عشااان تعمل فيااا اللي على مزاااجك 
تأملها بجمود…لينقض فجأةً كالوحش يقبض على فكها..ليقترب منها بجرأه ووقاحه….هامساً أمام وجهها بقسوه 
— ملكي….انتي ملكي غصب عن اللي خلفوكي يامارينا……انتي بتاعت يووسف بس 
صرخ بغضب جعل الخوف يسيطر عليها بالكامل 
— مفيييش دكرررر ربناااا  خلققققه هيلمسك من بعدي ياماارينا….اللي مفكررر نفسه راااجل يبقى يلمسك بس وأنااا هعيشه طول عمررره عاااجز…اسمه راااجل في البطاااقه وهو زي اختتته بالظبططط 
ومش هتطلعي من الڤيلاا غير على جثتي يااماارينا 
فين مااروووح هتبقي معااايااا….انتي كلك على بعضكك كددده بتاااعتي…اعمل فييكي ماابداالي لكن اي حد تااني هيبصلك ولا يزعلك حتى…واللي خلقني وخلقك لاااسحله في ميداان عااام….
سمعتتتي ياااروووح اللي مخلفييينك 
اومأت له بخوف وبكاء…ليتركها وهو يتنفس بغضب وصدره يعلو ويهبط بسرعه شديده…نظر لها بغضب مخيف…لتخفض وجهها عنه سريعاً تتحاشى نظراته
تحسست فكها بتألم لتنخرط في البكاء أمامه بصوت عالي 
زفر بغضب وهو مازال يحدق بها بجمود…ابعد يدها عن وجهها بعنف ليقبض على فكهها ثانيةً ولكن تلك المره برّقه…هاتفاً بغضب
— متقارنيش نفسك بالبنات اللي اعرفها…سمعتي 
رمقته بدهشه للحظات…فقد ظنت أنه يقول لها أنها لا شئ مقارنةً بهم وأنهم أفضل منها على أية حال
أما هو قام من أمامها ليولي لها ظهره وهو يأخذ زجاجة من الشمبانيا ثم يصب منها القليل في كأس به قطع من الثلج 
لحظات ووقع الكأس من يده فاانكسر لقطع صغيره إثر ضرباتها المتتاليه على ظهره والتي تفاجأ هو منها
صرخت مارينا ببكاء وغضب وهي تكيل له اللكمات بقبضتها الصغيره في ظهره
— مقعدني معاااك ليييه…ماانت عندك البنااات الزباااله اللي تعرفها احسن مني….عااوز مني اناااا اييه بقااا…سييبني امششي يازباااله ياااحقيير 
التفت لها فجأةً لتصبح لكماتها مصدره تجاه صدره وهي تصرخ به بشده 
علا صوته الرجولي الأجش على صوتها فاأخرسها بخوف ليهتف بغضب جحيمي 
— قووولتي اييييه……بتغلطي فيااا تاااني يااا يبنت الـ ****
رمقته بدهشه من ذلك اللفظ المبتذل الذي نعت أمها به…لتردف بضعف وغضب وهي تبتعد عنه 
— ماما اللي انت كل شويه تشتمني بيها دي..انضف منك ميت مـ….
لم تكمل مارينا الكلمه وصرخت متألمه بشده وهي ترفع كاحلها بتألم شديد من الأرض 
نظر يوسف للأسفل فوجدها تقف على كسر الزجاج  وكعبها ينزف ببعض قطرات الدماء 
التقطها سريعاً بين ذراعيه ليجلس على بها على المقعد ثم اجلسها على فخذيه…ليقوم برفع كاحلها بلهفه وخوف بات ملحوظاً ولكن لم تنتبه له مارينا بسبب بكائها الشديد وتألمها من تلك الزجاجه التي جرحت قدماها 
أخرج يوسف الزجاجه منها لتقوم مارينا بالتمسك في عنقه بشده وهي تغمض عينيها بألم 
أردف يوسف بهدوء مصحوب بالبرود قليلاً
— خلاص شيلتها 
انتبهت لما هي عليه فاابتعدت عنه بخجل…ليرفع يوسف ذقنها له مبتسماً بسخريه
— كنتي بتشتمي تقولي ايه بقاا 
ابتلعت ريقها بخوف وخجل لتجيب بتوتر
— لما…لما البنات اللي انت تعرفهم احسن مني…مقعدني معاك ليه بقا..سيبني امشي 
ابتسم بسخريه ليغوص في عينيها بجرأه مما جعلها ترتبك وتشيح بصرها عنه بخجل…أدار وجهها ثانيةً ليضغط على ذقنها مردفاً بوقاحه
ابتسم بسخريه ليغوص في عينيها بجرأه مما جعلها ترتبك وتشيح بصرها عنه بخجل…أدار وجهها ثانيةً ليضغط على ذقنها مردفاً بوقاحه
— مين اللي قالك انهم احسن منك….تعرفي ان كل البنات اللي عملت معاهم علاقات كانت برضاهم ومع ذلك ولا وحده قدرت تكيفني…غيرك…غيرك انتي يامارينا…نفسك لوحده عامل زي المخدر بالنسبالي
اغمضت عينيها بألم من كلماته الخادشه للحياء…لتبكي في صمت محاوله النزول من على فخذيه…..لكنه أحكم لف ذراعيه الصلبه على خصرها
لتخرج مارينا عن الصمت هامسه بضعف
— كلامك بيدل اني رخيصه وسلعه لأي حد…أنا مش كده يايوسف
أحاط احدى خديها بيده واليد الآخرى مازالت قابضه على خصرها بقوه….ليمسّد يوسف على خدها برّقه هامساً بثقه و بنبره تملكيه
— اقطع لسان اللي يقول عليكي كده…انا بس اللي ليا الحق اقول واعمل كل اللي عاوزه…سلعه..او سهله..او رخيصه او بنت *** كل ده اقوله بمزاجي
لأنك بتاعت يوسف..ملكه هو بس…أي حد تاني هيقول عليكي كلمه وحشه هقتله قدام عينيكي
ابتلعت ريقها ببكاء وحزن…لتحاوط ذقنه بضعف وتوسل وهي تترجاه ببكاء
— بس أنا مليش في السكه دي…سيبني لحالي يايوسف ابوس ايدك
تأملها قليلاً بإعجاب من ملمس يدها لذقنه…ليقترب أكثر منها يستنشق أنفاسها بااستمتاع ورغبه…ابتعد لينزل بشفتيه يُقبل عنقها برّقه…فشهقت بخجل لتوكزه في كتفه مردفه بغضب
— ابعد عني متبقاااش حقيير كده
ابتعد ليبتسم بسخريه وهو ينظر لعنقها قليلاً ثم لشفتاها ثم لأعينها باإعجاب ورغبه….ليهمس لها بوقاحه
— قال اسيبك قاال…ده انتي هتلاقيني في احلامك معاكي برضو…خلاص ياامارينا…بُعد عني انسي ياحلوه….انتي دخلتي حياتي غصب عنك وهتفضلي معايا برضاكي…وانا هعرف اخليكي تحبي الحياه مع يوسف ازاي
مارينا بحنق وغيظ منه
— انت بتحلم يايوسف…مستحيل…مستحيل افضل معاك برغبتي…مهما حصل ومهما عملت
اتسعت ابتسامته الساخره…ليردف بتحدي
— احنا نلعب لعبه…لو خسرتي فيها…هسيبك تمشي يامارينا…ركزي…لو خسرتي هرحمك مني…أما بقاا لو كسبتي وده اللي انا متأكد منه…فاانتي هتفضلي في عريني لحد الموت
تأملته للحظات بدهشه وتعجب…لتردف بعدم فهم
— مش فاهمه..قصدك ايه
أرجع خصلات شعرها وراء أذنيها ليهمس بالقرب منها بلهجه خبيثه كفحيح الأفعى
— مش مهم تفهمي…المهم تلعبي صح
!!!
تُرى ما تلك اللعبه الشيطانيه التي أصطنعها يوسف للإيقاع بتلك المسكينه !؟!
_____________________
في ذلك القبو بقصر مُهاب والذي يشبه تماماً غرفه راقيه في فندق فخم
….
ظلت نور جالسه على السرير كما تركها مُهاب..تضم قدميها لصدرها وتخفي وجهها بين يديها لتبكي وتندب حظها في صمت
لحظات وسمعت الباب يفتح…فااعتدلت في جلستها
ليدلف مُهاب وبيده أوراق كروت للعب “كوتشينه”
رمقته نور بدهشه واستغراب وهي تتأمل الكروت في يده بتعجب
أردف مُهاب مبتسماً بمرح
— بقلك ايه يانكدو…بدل ماانتي قاعده تعيطي زي اللي ميتلها ميت كده…تعالي نلعب كوتشينه احسن…اصل انا لما بتوتر من حاجه بحب ألعب
تأملته لدقائق باإندهاش وعدم استيعاب لما يقوله
ليتابع مُهاب بمرح وهو يسير تجاهها ليجلس أمامها على السرير ثم يقوم بتوزيع الكروت امامها بعشوائيه
— يلااا ياقطه…ليكي ولا للأرض!
نظرت له بغيظ…لتفقد اعصابها وتقوم باإلقاء نصف الكروت في وجه والنصف الآخر على الأرض
— امشي اطلع برااا…انت شكلك وااحد مرريض ومجننون
مهاب بغيظ هو الآخر ولكن مصحوب بالمرح
— لااا اسمعي إماا اقلك..هتقلي ادبك…هقلبلك فيها عباس الضو وانا ساعة الغلط هحدف بالزلط
نور بنفاذ صبر وبكاء من ذلك المعتوه والذي رغم وسامته الملفته وثرائه المفرط إلا وأن الجمال والمال ليس كل شئ…فهو برغم ذلك يتصرف كالمراهقين وبدون تفكير
— لو سمحت خليني اروح…انا ست متجوزه وقعادي برا البيت كل ده..غلط ليا ولجوزي…بعد إذنك خليني أمشي
غمز لها مُهاب بضحك ليردف ببلاههَ
— اااه يالئيمه انتي…بقاا عاوزاني اسيبك تمشي وتروحي تبلغي عني ان خطفتك وأطلع أنا الشرير في رواية أحدهم….ده عند أم ترتر يانكدو…عارفااها
نور بضجر وغضب من أفعاله
— انت متأكد انك عايش في بلاد اجنبيه عشر سنين وكمان مهندس!!…انت محصلتش حتى واحد في محو الأميه
مُهاب محاولاً استفزازها
— اسمه نحو الأميه يامتعلمه يابتاعت المدارس
تأففت بضيق لتضرب كفاً على كف بزهق
— استغفر الله…ربنا يهديك…سيبني امشي ومش هعرف حد ان كنت عندك
ابتسم ببلاهه ليشير لعينيها مردفاً بمرح
— سيبك من ده كله..وقوليلي..عنيكي دي ولا لانسيز
نور بغضب وغيظ
— وجع في عينك
مهُاب بدهشه مصطنعه
— ايه ده!! الكائن الرقيق تحول فجأه لناديه الجندي في المدبح
مسحت نور على وجهها بعصبيه ونفاذ صبر لتردف في نفسها بيأس
— فينك ياباسم تيجي تخلصني من البلوه دي
…….
هل سيتركها مُهاب مؤكداً عليها ألا تخبر أحداً بوجودها بقصره!؟…أم سيقع في قبضة أحد أسود منير الرفاعي!!
يتبع..
لقراءة الفصل السابع عشر : اضغط هنا

‫2 تعليقات

  1. الفصل السادس عشر 16 الجزء الثانى من رواية الدبش إللى خطفت قلبى هو هو الفصل السادس عشر من ذات الرواية بس الجزء الأول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى