رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثالث عشر 13 بقلم نرمينا راضي
رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثالث عشر 13 بقلم نرمينا راضي |
رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الثالث عشر 13 بقلم نرمينا راضي
تلاشت الرؤيه أمام مارينا تدريجياً وانسالَ الدم من بين قدميها..لتسقط على الأرض بضعف وتعب شديد وقد فقدت الوعي بالفعل…
في اثناء تلك اللحظه كان كلاً من الدكتور سعيد ويوسف في اشتباكٍ بينهم…لينتبه كلاهما على الفور لسقوط مارينا محاطه بهاله من الدم!
شهق الدكتور سعيد بخوف وكادّ أن يذهب إليها..لكن سبقه يوسف مهرولاً ليحملها بين ذراعيه…ليجري مسرعاً تجاه سيارته..
أجلسها برفق على المقعد ليجدها قد تراخت فجأةً ليميل رأسها على المقعد بجانبها…
تأمل بخوف الدم على قميصه الذي ألبسه لها…ليجد أيضاً أن ذراعيه تلطخت بالدماء المنسابه منها..
ركب يوسف سيارته ليقودها بأقصى سرعه وهو في قمة خوفه أن يحدث لها مكروه…
هو بالفعل لم يقصد ذلك..ولكن هل هذا جزائها!؟
وصل يوسف لأقرب مشفى..ليترّجل من السياره وعيونه باتت مرتعبه خائفه كلما رأي هذا الدم مازال يسيل منها…
حملها ثانيةً ليدلف بها سريعاً لداخل المشفى..
صرخ بالممرضين
— …محتااج دكتوور حالاااااً
آتى الطبيب على الفور فقد وصل صراخ يوسف المستمر لآذانه…
أمره بإدخالها الغرفة خاصته ليتفحصها…
وضعها يوسف على الأريكه الجلديه.. لتسدل الممرضه الستاره تحجب الروؤيه عن يوسف احتراماً لخصوصية المريض..
تفحصها الطبيب جيداً بمساعدة الممرضه.. بينما يوسف كان يقف يرتعب من الخوف وقد جفّ حلقه بالفعل من الخوف…فلأول مره يخاف على أحد هكذا..
نعم يخاف على نفسه اذا أُتهم بجريمته..ويخاف عليها من أن يحدث لها شيئاً سئ…وهو الوحيد من يُلام على ذلك..فهو من أحضرها رغماً عنها لڤيلته..لذا فعليه أن يتحمل وحده جراء ماحدث لها..
دقائق مرّت عليه وهو واقف يرتجف قلبه خوفاً من الخبر الذي سيلقيه عليه الطبيب
سمعه يوسف يحدثها متسائلاً عن المتسبب في اغتصابها بتلك الوحشيه…فيبدو أن الطبيب نجح في ايفاقتها ولكن مارينا لم يخرج لها صوت بعد..أي لم يسمع يوسف ايجابتها
ليقوم يوسف باإبعاد الستاره..ليرى مارينا بوضوح وهو يتأملها بخوف بينما هي نظرت له نظرة عتاب..ندم..ثم أدرات وجهها عنه..
ليردف الطبيب بحِده موجهاً حديثه ليوسف
— مين الزباله المتخلف اللي عمل فيها كده…البنت واضح ميه في الميه من النزيف ان تم اغتصابها بطريقه وحشيه..والجهاز التناسلي التهتُك واضح فيه..يااريت لو تعرف مين اللي عمل كده..تتوجه حالاً لاقرب قسم شرطه وتقدم بلاغ…لأن جريمه زي دي مش لازم يتسكت عليها…
ابتلع يوسف ريقه بصعوبه وهو ينظر لمارينا بخوف..دون أن يجيب الطبيب
في تلك اللحظه كان قد لحق بهم الدكتور سعيد..ليصل للغرفه التي يتم فحص مارينا فيها..ولكن لم يستطيع الدخول..فذلك الموقف المحرج يُمنع فيه تواجد الكثير حول المريض..حتى لايشعره بالإحراج وأن العيون تطارده ظناً بأنه المُلام في جريمه كهذه..
وللأسف الشديد..
يقع اللوم الأكبر في حاله كهذه على المرأه..
عن بقية الجرائم نظراً لحساسيته الشديدة، فالمرأة ليست دائماً ضحية في هذه الجريمة، حيث إن المجتمع الغير ناضجاً فكرياً أو دينياً، ينزع طابع العفة عن الفتاة المغتصبة، وتصبح على الأغلب منبوذة من العائلة والمجتمع لكونها جلبت العار والفضيحة.. بل وقد تحمل وزر تعرّضها للاغتصاب بسبب طريقة لباسها أو اضطرارها للعمل حتى أوقات متأخرة، هذا إن لم يتمّ قتلها كما حدث مع الشابة السورية سلمى التي تعرّضت للاغتصاب وهي في المعتقل، وبعد خروجها قتلها أهلها لإيمانهم بأن قضايا الشرف لن تداويها الملاحقة القانونية…!!
يجب على أفراد المجتمع الإستيقاظ فوراً من تلك المعتقدات الخاطئه حول المغتصبه وأنها عار او منبوذه من المجتمع.. الله سبحانه وتعالى لا يرضى بالظلم..
لماذا إذاً تلك الأفكار السلبيه حول ضحايا الإغتصاب.. لماذا تظلموهن ولا تأتوهن حقوقهم كأي فتاه أخرى!!!
يجب على المجتمع تغيير النظرة وتقبل الفتاة المغتصبة وقبول الزواج لأنها ضحية، ويجب مساعدتها لتخطي أزمتها للعيش بسلام..
..
ظل الدكتور سعيد واقفاً بالخارج ينتظر خروجهم ليطمئن على تلك المسكينه…فهو يعلم جيداً مدى اخلاقها ويعلم أيضاً أن يوسف هو الوحيد المُلام على مافعله..حتى وإن كان تحت تأثير الخمر…
أما في الداخل..نظر الطبيب بشك ليوسف..ليردف بتساؤل عندما وجد الإرتباك ظاهراً على معالم وجه
— هو انت تقربلها اييه!!
تامله يوسف لوهله مرتبكاً..ليحول بصره لمارينا…فوجدها تبكي في صمت…فكر يوسف للحظات…ليقرر أن يعترف بما فعله وليدخل السجن إذاً..فهو يأس من حياته ويريد الموت بأية حال
ليردف بحزن وندم
— أنا اللي عملت كده
رفع الطبيب والممرضه حاجبيهم في استغراب ودهشه…ليهتف الطبيب
— قصدك انت…
يوسف بإيماء وحزن
— ايوه..انا اللي اغتصبتها…
عادّ يوسف لينظر لمارينا بندم وكأنه يعتذر لها عما فعله…ولكن الآن الإعتذار لن يجدي نفعاً
الطبيب بغضب
— ده انا هوديك في ستيين دااهيه ده انا…..
خرجت مارينا عن صمتها..لتقاطع الطبيب بصوتٍ ضعيف
— ده يبقى جوزي
رمقها يوسف بدهشه…ليردف الطبيب بشك
— لو انتي بتقولي كده عشان خايفه منه..قولي ان هو اللي عمل كده وانا هقف معاكي…متخافيش
نزلت دمعه من عين مارينا..لتصمت قليلاً تتأمله بعتاب…أردفت بعد لحظات بتصميم
— لاا هو جوزي..واحنا متجوزين جديد
وقف يوسف يتأملها في شرود ودهشه..لايعلم لما قالت هذا..أحقاً تريد انقاذه!! أم تفكر في شيئاً آخر!!
الطبيب بإيماء وتفهم وهو يوجه حديثه ليوسف
— انت اتصرفت بطريقه غلط ياأستاذ…! اسم حضرتك ايه!!؟
يوسف بإرتباك قليلاً وهو مازال يصوب نظره لمارينا بدهشه
— يوسف…الدكتور يوسف ميخائيل
الطبيب بتعجب
— دكتوور!! اومال لو مكنتش دكتور وفاهم ان الاسلوب الهمجي ده نتايجه مش كويسه ليكم كنت عملت ايه!!؟
بص يادكتور…احنا دكاتره زي بعض وفاهمين خطوره موقف زي ده نتايجه ايه…
ياريت المدام تحط حد بينك وبينها ع الأقل شهر لحد ماحالتها تتحسن وكمان نفسيتها…لأن حاجه زي دي وخصوصاً انكم متجوزين جديد..بتأثر بطريقه سلبيه على الست وممكن تسببلها لصدمه او انهيار عصبي يحتاج لتدخل اطباء نفسيين..
فياريت تكون حذر بعد كده في التعامل يادكتور…وانا مش هفهمك لأنك المفروض تكون عارف ده من نفسك
يوسف باإيماء وحزن
— هو ممكن أستاذن حضرتك..تسيبني معاها شويه
الطبيب باإستغراب
— تقدر تاخدها وتروح دلوقت…انا كتبتلها على حقنه هتوقف النزيف..وياريت الراحه التامه ليها ولو متحركتش كتير خلال الشهر ده يكون أفضل ليها
أومأ له يوسف…لينحني على مارينا يحملها ليخرج بها تجاه سيارته..
أوقفه الدكتور سعيد بلهفه
— طمني يايوسف…عملتوا ايه…ايه اللي حصل..مارينا كويسه!!
يوسف بإيماء وسخريه وهو يُجلس مارينا في السياره
— مالك ملهوف عليها كده ليه..هي مراتك ولا مراتي
سعيد بدهشه
— مراتك ازاي..مش فااهم!!
يوسف بسخريه وهو ينظر لمارينا
— الهانم قالت اني جوزها..بمعنى أصح كتفتني ولبستني الليله
رمقته مارينا بدموع ودهشه من وقاحته..لتصرخ بحِده وتعب بدا عليها
— هو انت ايييه!! انت لييه كده!!
يوسف بحِده
— ايه اللي خلاكي تقولي ان جوزك..انا مستعد اتسجن بس مدخلش في علاقه مُجبر عليها
تدخل الدكتور سعيد ليهتف بغضب
— لاااا..ده انت شكلك كده المخدرات لحست دماغك…هو انت عاوز تعمل المصيبه وتخلع منها…ذنبها ايه تعيش طول عمرها مداريه جنب الحيط بسبب حضرتك…ليه انت متتحملش الذنب..ليه تحملها وساختك وتهرب
يوسف بغضب
— عشاان اناا مش واحده اللي تكتفني مهما حصل..من الآخر كده انا مليش مزاج اجوز دلوقت..هي لو احتاجت اي حاجه هعملها..لكن جواز..لأ
تأمله الدكتور سعيد للحظات بتقزز وغضب…ليهتف بحزن
— انت كده بدمر حياة بنت بريئه ملهاش اي ذنب..
تنهّد بحزن ليتابع
ياريتني ماسبتها معاك…ياريتها مكنتش ساعدتك وكنت مت..ع الاقل ارحم من اللي هيحصلها من تحت راسك
ابتسم يوسف بسخريه ليجيب
— وانا قلتلها امشي..مضربتهاش على ايدها وقلتلها استني معايا…اذاً هي كمان غلطانه..اشيل انا الليله كلها ليه!!
نطقت مارينا أخيراً ولكن بوجه ملامحه جامده خاليه من أي مشاعر…رمقت يوسف بسخريه
— كان لازم اقول انك جوزي…عارف ليه..
عشان دخولك السجن مش هيخليني اعرف انتقم منك يايوسف
!!!
________________
في ڤيلا ضابط المخابرات حمزه الشافعي
……………..
ارتجف جسد ريناد بشده من الخوف عندما رأته يقترب منها كالوحش ونظراته المرعبه متصوبه تجاه بطنها .. وبيده قطعة زجاج حاده..حتى أن دقات قلبها تكاد تُسمع من شدة الخوف والصدمه..
مازالت لا تستوعب بعد مايحدث حولها..لا تستطيع التصديق أن ذلك المارد المرعب كان لا يدعها تنام قبل أن يحكي لها القصص ويهدهدها كالطفل..
صرخت بخوف وتألم وهي تدفعه في صدره بقلة حيله حتى يبتعد
— لاااااا…لااا يااحمززه..لاااا…فووق يااحمززه..اناا رينااد
أجاب بسخريه وهو يضغط على قطعة الزجاج بكفه
— انا واعي كويس للي بعمله
أخفت وجهها بين كفيها لتنظر له من بين أناملها الصغيره تماماً كما الطفل الخائف من معلمه..
شهقت بخوف أكثر بل أن جسدها اهتز من الهلع بالفعل عندما وجدته يرفع يده لأعلى تجاه بطنها مباشرةً
ازاحت يدها من على وجهها لتضعها على بطنها تحتويها جيداً بخوف وبكاء…لتردف ببكاء وتوسل مصحوباً بتقطع في الكلمات بسبب خوفها الزائد
—ابووس ايدك ياحمزه متأذنيش..طيب..طيب انا….انا عملت ايه عشان….عشاان.. تقلب عليا…كده…
لو…لو عشان..انا دخلت البدروم..فأنا..والله..ماكنتش اعرف حاجه وحرمت خلااص والله…حمززه….عشان خاطري ياحمزه…متموتنيش دلوقت…بنتنا…بنتنا ملهاش ذنب…طيب..طيب..احبسني في اي..مكان انت عاوزه لحد مااولد..و..و اشوف بنتي…اخدها في حضني بس ياحمزه..و بعدين..وبعدين اعمل فيا..اللي..انت عاوزه..بس خليني اشوفها الاول..ابوس ايدك..ابوس ايدك ياحمززه متموتنيش..
ظلت ريناد تشهق ببكاء وجسدها يهتز من الخوف..لتلمح عيناها..بعض قطرات الدماء تسقط على الأرض..
رفعت وجهها للأعلى بخوف…لتتسع عيناها من الخوف الشديد وهي تراه يضغط على الزجاجه بكل قوته حتي امتلأت يده بالدماء الناتج عن جرح يده بفعل الضغط القوي…
نست تماماً حملها ونست مافعله معها..لتصرخ بخوف وهي تكيل اللكمات في صدره حتى يفلت الزجاجه من يده…فـ لقُصر قامتها لم تستطيع أن تصل ليده المرفوعه للأعلى
— حمزززه…سيييب الإزااازه يااحمزززه…سيبهااا ياااحمزززه وحيااات ريناااد عنددك…بص…انا عارفه انك مبتحبنيش وبتكذب عليااا..انا..انا خلااص مصدقااك بس ارجووك متأذيش نفسك…
ظلت تضربه في صدره بشده وببكاء عالي لتتابع بصرااخ
— طيب..بص..موتني انا ومتأذيش نفسسك….لو فااكرلي أي حااجه حلووه سيب الإزازه من ايددك..طب اإذيني أنا ومتعملش في نفسك حااجه عشاان خااطري
ألقى حمزه الزجاجه من يده عندما شعر بأن ريناد بدأت قواها في الإنهيار حتى أن صوت بكائها اصبح مكتوماً من كثرة النحيب والتوسل…
جرحته الزجاجه جرح عميق بالفعل..دون أن يشعر هو بذلك
جذبت ريناد يده على الفور لتتفحصها ببكاء…تركته لتركض سريعاً خارج الغرفه وهي تحاول التماسك والتحامل على نفسها حتى لا تقع…
أحضرت صندوق الإسعافات الأوليه…لتعود سريعاً بلهفه وخوف عليه…
أجلسته على السرير دون مقاومه منه…فقد كان يتأملها بشفقه وخجل من نفسه كأنه يقول لها..
لماا أنتي هكذا!! لماذا تمتلكين قلباً نقي لتلك الدرجه!!
ايعقل أن تظلِ تحبيني برغم مافعلته بكِ!!!
لما لم تكرهيني وأنا من أرددت قتلك!!
ظل يتأملها وهي تبكي وتشهق بشده وتداوي له جرح يده…
نظفت ريناد يد حمزه وهي تجلس على ركبتيها أمامه برغم بروز بطنها وتعبها..
لفتّ حول كف يده القماش الطبي…لتنتهي من مداواة جرحه…
احتضنت يده بحنان لتوزع عليها القُبلات الرقيقه وهي مازالت تبكي
جذب حمزه يده فجأةً من ريناد..فـ لوهله كان سيضعف أمامها…وهو لا يريد أن يظهر ضعفه أمام إمرأه أياً كانت..حتى لو كان يُحبها.!
تأملته ريناد للحظات بحيره وعيون باكيه وهي مازالت تجلس أمامه….لتهمس برّقه وضعف
— انت بجد معتش بتحبني!!
تأفف حمزه لينفعل عليه
— انا زهقت من أم السؤاال ده…هو انتي مبتفهمييش ياابت انتي…انا محبتكيش اولااني عشان احبك تااني….افهمممي بقااا…الحب ده للعيال المرااهقه اللي زييك…اناا رااجل عنده خمسه وتلاتين سنه….دمااغي مفيهااش غير الشغل ومصلحتي وبس…مفيش وقت للحب ولا للدلع الفااضي ده
اجابت بنفس الهمس الضعيف لتهطل الدموع من عينيها ثانيةً
— بس انا بحبك ياحمزه
كزّ على أسنانه بغيظ ليجذبها من شعرها للأسفل حتى يرفع وجهها له…لينحني عليها يهمس امام وجهها بغيظ وهي مازالت جالسه أمامه بين ركبتيه
— وأنا…مبحبش…حد…انا…مبحبكيش..ياارينااد..
وضعت يدها بتلقائيه على يده الممسكه بشعرها..لتهمس ببكاء طفولي
— حمزه…سيب شعري….انت..انت شدتني من شعري كتير…وراسي بتوجعني اووي
أرخى قبضة يده على شعرها ليمسّد عليه دون وعي منه
همست ببكاء وهي تشير لمؤخرة رأسها بحركه طفوليه تجعل أشد الرجال وأقساهم قلباً يلين لها
— هنا بيوجعني اووي
قام حمزه بتدليك أسفل رأسها برّقه دون أن يعي ماذا يفعل…
لتقترب ريناد منه وتطبع قُبله رقيقه على خديه لتهمس بُحب
— حمزه انا بحبك اووي
انتبه حمزه لما يفعله..ليبعد يده عن شعرها وقد عادّ لحدته وقسوته
— شوفتي ازااي بينضحك عليكي بسهوله…اهو انا بقا طول الفتره دي كنت بضحك عليكي وانتي هتفضلي طفله وغبيه طول عمرك
تأملته للحظات بدهشه لتهمس بحزن
— طفلتك بـ…..
وضع اصبعه على شفتيها مردفاً بقسوه
— ششش…وده برضوا مجرد لقب كنت بقولهولك عشان اعلقك بيا مش اكتر
اخفضت رأسها ببكاء لتبرز حركة طفلتها السريعه مجدداً وكأن ابنتها تواسيها وتشعر بما تشعر به والدتها المسكينه..
انتبه حمزه لحركة ابنته بداخل رحم ريناد…أدار وجه بعيداً عنها ليزفر بضيق وغلظه
— قووومي من قداااامي
هزّت رأسها بعنف لتجيب بضعف
— لااااء…انا مش هقوم غير اما حمزه حبيبي يرجعلي
حمزه بغضب وهو يمسح على وجه وشعره بضيق
— حمززه الاهطل اللي كان عامله نفسه روميو مش حقيقي…ده تمثيييل…اللي قاااعد قداامك ده حمززه الحقيقي…هتفهمي امتى بقااا…اناا زهققت منك
ريناد بترجي وبكاء
— طيب ممكن اسألك سؤال وتجاوبني عليه..واوعدك ريناد هتمشي خاالص
تنهّد بملل ليجيب
— هااا
ريناد بضعف وهي تجلس أمامه بين ركبتيه تنظر في عينيه ببكاء
— قولي اعمل ايه عشان تحبني…هو..هو في حاجه في شكلي مش عجباك!! او..أو انا عملت حاجه ضايقتك!!..بص..انا عارفه ان جسمي بقى مليان شويه في الحمل وكمان معتش بهتم بنفسي ولا بيك زي الاول…هو..هو ممكن تصبر عليا لحد مااولد..وانا والله هرجع ريناد اللي كنت بتحبها…وهعملك كل اللي انت عاوزه…مو..مواافق !!
أحس حمزه بالألم يغزو قلبه بالكامل من كلماتها تلك..ولكن بعد ماذا!! بعد ما حطم قلبها!!…
أغمض عينيه بألم ليستطيع التحكم في اعصابه ويطرد تلك الشخصيه التي تضعف أمامها…فيسيطر عليه مارده ثانيةً…ليجيب بجفاء وقسوه
— رينااد..اناا عااوزك تطلعي براا حيااتي نهاائي…وجودك معاايا معتش لييه اي تلااتين لاازمه…لو سمحتي ابعدي عني بقاا
مسحت دموعها بظهر يدها لتهمس بضعف
— خلاص ياحمزه…بسهوله كده عاوز تمحيني من حياتك…حمزه…اللي مخليني مقتنعه انك مكنتش بتمثل الحب..كل لحظه عشناها سوا…حمزه انت عينك كانت بتنطق بالحب ليا…
يعني…يعني عاوز تفهمني…انك لما بتشوفني تعبانه من الحمل كنت بتمثل الخوف عليا…حمزه انا لما كنت بقول اه بس كنت بتبقى هتموت عشاني…طب فاكر لما الدكتوره قالتلك اني حامل في بنت..انت عملت ايه!! ساعتها الفرحه كانت هتنطق من عينك…حمزه انا من ساعة ماحملت وانت بتقعدني على رجلك وتفطرني زي..زي العيل الصغير..حتى شعري كنت بتسرحهولي عشان محسش بتعب لما ارفع ايدي
..كل ده كان تمثيل ياحمزه!!
أدار وجه بعيداً عنها دون أن ينطق بشئ….لتتابع ريناد ببكاء وهي تدير له وجه برّقه
— محدش حبني قدك ياحمزه ولا حد خاف عليا قدك…حمزه انا مليش غيرك…والله ماليا غيرك…ماما بقالها كذا شهر معرفش عنها حاجه ولا هي اصلاً بتهتم بيا…وبابا مات وانا لسه طفله مش فاهمه حاجه..اصلاً وجود الأب ده أنا محستش بيه..غير معاك ياحمزه…حتى اخواتي كل واحد اتجوز ومحدش بيسأل عليا…
شهقت ببكاء لتتابع بصوت مهزوز ضعيف
— أروح لمين…أنا..أنا من غيرك وحيده…حمزه انت عوضتني عن كل حاجه…أجيب منين حد يحبني كده ولا يهتم بيا زي ماكنت بتعمل معايا
أغمض عينيه بشده كأنه يحبس دمعه كادت أن تنزل منه وتفضح عشقه لها الذي مازال كبريائه ومارده ينكرونه …
ليردف أخيراً بهدوء
— وجودك برا حياتي أرحملك..أنا حياتي كلها مطبات ياريناد… كلها دم وقتل…البُعد أحياناً بيبقا راحه
هزّت رأسها بنفي لتردف بحِده
— لااأ..البُعد عمره مايكون راحه لااتنين بيحبوا بعض..حتى لو حياتك كلها جحيم..انا عاوزه افضل معاك برضو
تنفس بعمق ليزفر بضيق
— بعد اللي عملته فيكي لسه عاوزه تعيشي معايا؟
أومأت بشده
— ومهما عملت فيا هفضل أحبك
حمزه ببرود وهو ينظر في عينيها الدامعه بقوه
— حتى لو قلتلك تنزلي اللي في بطنك
رمقته بدهشه وعدم تصديق لما يقوله… لتردف بعد لحظات
— اللي في بطني دي بنتنا ياحمزه…عاوزني اقتل بنتنا!!
حمزه بإيماء وبرود
— هيكون أرحم ليها من اللي هتشوفو بعد كده…قلتلك انا حياتي كلها قتل وزفت…لو حصلنا حاجه..مين هيربيها!! ولا عاوزاها تتيتم وتتحط في ملجأ وتبقى ملطشه لأي حد!!
عقدت حاجبيها بإستغراب لتهمس بخوف
— ليه بتقول كده!!…معنى كلامك انك بتحبني وخايف عليا عشان كده عاوزني أبعد!!
تنهّد بنفاذ صبر ليردف بحِده
— لأ…بس انتي طلبتي تعيشي معايا على كده..وانا شرطي هو انك تنزليها..ياإما تاخدي بعضك ومشوفش وشك تااني…فهمتي
ريناد بدهشه وحيره
— أنا..أنا مش مصدقه اللي انت بتقوله ده
…هو..هو ظابط المخابرات بيبقا حياته في خطر!!
رمقها حمزه بدهشه من معرفتها لحقيقة عمله…لتظهر على معالم وجه القسوه ثانيةً…جذبها من شعرها بشده مما جعلها تصرخ مم الألم..ليهتف بغضب وقسوه
— انتي ميييين قاااالك ان بشتغغغل في المخاابرااات…هاااا…ميييين….انطقققييي
ارتعبت ريناد من تحوله المفاجأ…شهقت بألم من جذبه الشديد لشعرها…لتصرخ ببكاء
— هقلك..هقلك..بس سيب شعرري عشاان خااطري
ترك شعرها…ليصفعها على خدها بغضب وهو يصيح بحِده
— وااحده جااايه الدنيااا غلللط زيييك.. ملهاااش خاااطر عنددي يااازباااله…. انطقققيييي…عرررفتتتي مننييين
ريناد ببكاء وخوف وهي تمسك شعرها وخداها بوجع
— سمعتك بتكلم في..في التليفون
أخفت وجهها سريعاً بين كفيها حتى لا يضربها عليه…انحنى يحملها بين ذراعيه وهو يتنفس بغضب شديد
أحاطت عنقه بخوف من أن تقع لتبكي بحُرقه
— حمزه والله اسفه…والله مهعمل كده تااني
حمزه بغضب ونظرات لاتبشر بالخير
— انا غلطان ان طلعتك من تحت
ادركت سريعاً أنه يقصد ذلك القبر المظلم والمخيف…صرخت بفزع وهي تحاول الإفلاات منه
— لاااء لاااء ابووس ايددك…اعمل فيااا أي حااجه تاانيه بس بلاااش تحبسني في القبر ده…حمززه بالله علييك انا بخااف والله….حمززه ابووس ايددك…طب سيبني وانا همشي والله ومش هتشوف وشي تاني
ظلت تصرخ وتبكي وتنتحب بشده…دون أي رد فعل منه…ليصل ذلك القاسي الذي لايأبه لتوسلاتها ولا لصرخاتها إلى ذاك القبو المريب…
وقف حمزه وهو يحملها أما هذا الباب المتهالك…الذي يؤدي للغُرفه الموحشه بالأسفل..
تأملها لبُرهه فوجدها قد استكانت على ذراعيه والدموع تنزل من عينيها بغزاره فقط دون إصدار أي صوت..فيبدو أن الصدمه عقدت لسانها وادركت ان الموت قادم لا محاله…
ابتسمت برّقه وقد تعلقت عينيها بعينيه للحظات لتهمس بصوت ضعيف جداً
— ريناد….آيلا….لوحدهم
!!!
________________
في بيت فرج عم نور..
هتفت المرأه بصدمه
— انتي اللي عملتي في جوزك كده يانجيه!!!!
كادّت نجيه أن تجيبها ولكن المرأه لم تعطي لها فرصه.. لتنطلق منها صرخاات عاليه…قاصده بها أن تجعل باقي الجيران تجتمع على تلك المصيبه الجديده في ذلك الحي الشعبي الضيق..
لحظات واجتمع الجيران على اصوات الصراخ الصادر من بيت فرج… ليدلف الجميع للداخل وهم يحملقون بدهشه وخوف ويحولون بصرهم بين نجيه التي ظهر عليها علامات الخوف الشديد وزوجها فرج الغارق بدمائه…
صرخ احد الرجال
— ابعدوو كلكوا… محدش يقرب منه… حد يكلم الإسعااف بسرعه
هاتف أحد الجيران الإسعاف… لتأتي بعد رُبع ساعه
نقلت فرج للمشفى وركبت معه نجيه..
كانت تبكي وتنتحب.. ليست على زوجها.. وانما خوفاً لما سيحدث لها على يد القانون.. اذا حدث لفرج مكروه
تفحص الأطباء فرج.. ليخرج الطبيب بوجه عابس حزين
— البقاء لله يامدام… الخبطه اللي اتخبطها جوزك كانت حاده على الدماغ وسببتله سكته دماغيه.. وللاسف معرفناش ننقذه
بدأت نجيه بالصراخ والعويل… لتقوم احدى الممرضات بااسكاتها على الفور احتراماً لباقي المرضى بالمشفى
هتف الطبيب بغضب
— تعرفي يامدام مين اللي عمل في جوزك كده!!؟
سكتت نجيه وبدا عليها الإرتباك وهي تبكي… لتتفاجأ بقدوم بعض الجيران للمشفى وهم يهتفون ضدها بغضب..
تحدث أحد الجيران بغضب وهو ينظر لها بغيظ
— يادكتور… الست دي هي اللي قتلت جوزها… وضربته براس شاكوش على دماغه وموجود في بيتهم… تعال بنفسك شوفه
نجيه بنفي وارتباك
— انت بتقول اييه… لاااء… انا.. انا معملتش حااجه
تجنبها الطبيب ليوجه حديثه لجارها
— معاكوا شهود
الرجل بااستغراب
— يادكتور بقلك الدليل اللي ضربته بيه مرمي في البيت عندها والبصمات اللي عليه هتكشف ان هي اللي قتلته… يادكتور الست دي عايشه معانا في الحاره بقالها سنين ودايماً صوتها عالي وبتتشاكل مع خلق الله ومحدش بيسلم منها… حتى جوزها الحج فرج الله يرحمه كان راجل غلبان ملوش في حاجه.. هي اللي كانت ممشيه كلمتها عليه
الطبيب بإيماء وتفهم
— جريمه زي دي ميتسكتش عليها… انا هبلغ البوليس حالاً يجي يستلمها من هنا قبل ماتهرب
انحنت نجيه سريعاً على يد الطبيب بخوف وبكاء… جذب يده منها وهو ينظر لها بحِده
نجيه بتوسل
— احب على ايدك يادكتور ماتبلغ عني.. انا مكنش قصدي اموته والله
الطبيب بسخريه
— يعني انتي فعلاً اللي ضربتيه!!.. وفري عياطك ده ياست… الناس اللي زيك طول مهما عايشين في البلد دي.. عُمر ماحالها هيتصلح
اتصل الطبيب بالفعل على رقم الشرطه…
ليدلف بعض العساكر بعد عشرُ دقائق.. والقوا القبض على نجيه بالفعل…
ليدخلوها أمام ظابط القسم وهي تبكي وتندب حظها
حقق معها الشُرطي بعد أن أمر بالكشف على بصماتها على الآله الحاده… وبالفعل تطابقت البصمات.. وتم زجّ نجيه في الحبس.. لحين عرضها على النيابه العامه..
تذكر دوماً أن مافعلته للآخرين من حسنه أو سيئه ستعود إليك ثانيةً..وتأكد أنك ستشرب من نفس الكأس الذي سقيت به غيرك..سواء كان حلواً أو مراً..فكما تدين تدان..ولو بعد حين. !!
_________________
في ڤيلا مُهاب السيد عزمي..أو لنقل في قصرِه
..
ظلت نور تشهق ببكاء من جرأة مُهاب معها وتعديه حدوده الأخلاقيه ليُقبلها رغماً عنه وهي لا تحل له
مُهاب ببرود
— اللي انتي عملتيه مش قليل..انا فعلاً كنت بساعدك عشان صعبتي عليا..لكن انك تقارنيني أنااا مُهاااب عزززمي براااجل تاااني..ايااااً كااان ميين…فاانا مش هعدهاالك بالسااهل…
وخرووج من القصر..انسي
مسحت نور دموعها لتستعد لمواجهة هذا الأحمق عديم الحياء…
لتهتف بحِده
— وانت فااكر ان ربنا يرضى بكده…لااا..انت شكلك متعرفش حااجه عن دينك…شكلك متعرفش ان الواحده المحترمه اهون عليها الحرق من ان راجل غريب يلمسها
مُهاب بسخريه
— طب محنا نقرب المسافات والغريب يبقا قريب
هزّت رأسها بقلة حيله لتردف بتصميم
— أنا بكره الصبح أول النهار مايطلع همشي علطول…ولا انت ولا عشره زيك هيقدروا يقفوا في وشي
تأملها بدهشه من تحولها المفاجأ مما زاد ذلك من اعجابه بها أكثر…ليردف بتحدي
— برضو بتتحديني!! طب وريني هتمشي ازاي..وانا هعمل فيكي زي ماعملت من شويه
قالها مُهاب وهو ينظر لشفتيها بسخريه ووقاحه…مما زاد ذلك من خجل نور وانفجار خداها من التورد..لتبتلع ريقها بصعوبه من الخوف ان يقترب منها ثانيةً
هتفت باارتباك قليلاً وحِده
— وأنا لو وصلت بيا ان اقتلك لو لمستني تاني..هعملها دفاعاً عن شرفي ومش هخاف
ابتسم بسخريه ليجيب بعد لحظات من تأمله لها
— لاااء بس اييه التحول المفاجأ ده…ماكنتي من شويه قطه سيامي..قلبتي فجأه لقطط الشوارع ليه
نور بسخريه منه هي الآخرى وتحدي
— عشان لو الموضوع هيوصل للشرف…فاانا هبقى أسوأ من قطط الشوارع كمان
أحب مُهاب ذلك الجدال والتحدي معها…ليهتف بسخريه وتحدي أيضاً
— طب ماتوريني كده هتعملي ايه..ولا شكلك بتاعت كلام وخلاص
عقدت يداها على صدرها..لتنظر في اتجاه آخر وهي تقول بلهجه آمره بعض الشئ
— لو سمحت اطلع برا
اقترب مُهاب منها قليلاً مما زاد ذلك من توترها..ليهمس بسخريه
— وان مطلعتش!!
اجابت بتوتر
— انت…انت شايف اللي انت بتعمله ده صح
تأملها للحظات دون أن يجيب…تابعت هي بنبره توسليه
— لو سمحت..انا بشكرك انك انقذتني من حاجه وحشه كانت ممكن تحصلي…ربنا بعتك ليا في وقت صعب…ودلوقت انا ضيفه عندك…ليه ماتحترمش الضيافه دي وتحافظ عليا لحد مااروح لجوزي…
هيجرا ايه لو اعتبرتني اخت ليك ومحتاجه مساعده..هيجرا ايه لو ساعدتني بما يرضي الله…احنا ليه دايماً بنعصي ربنا..واحنا عارفين ان اللي بنعمله ده غلط..ومع ذلك بنستمر في المعصيه…ليه دايماً بنكابر واحنا عارفين ان ربنا كل مره بيسترها على اللي بيغلط..مش عشان يفضل يتمادى في غلطه..لأ عشان ربنا رحيم وبيبقا عاوز يديله فرص كتيره يفوق فيها من الذنب اللي بيعمله..قبل مالضربه القاضيه تيجي ويفوت الآوان…
سكتت قليلاً تتنفس بهدوء…بينما مُهاب قد تغيرت ملامحه للحزن قليلاً…
ليردف مُهاب بجديه وحزن
— انا مسلم في البطاقه بس
رمقته بدهشه…..متعجبه من قوله
— ازاي مسلم في البطاقه بس!!؟
اجاب بخجل
— يعني…من وقت ما سافرت انجلترا وانا نسيت دينا بيقول ايه اصلاً…بمعنى اصح…معتش بعرف افرق بين الصح والغلط
نور بشفقه قليلاً
— لأ انت مش نسيت الدين بيقول ايه..انت ضميرك مات..والضمير ده اهم حاجه في الدين…يعني لو ضميرك صاحي..كنت راجعت نفسك ألف مرّه..قبل ماتحاول تقرب لواحده غريبه عنك..لأ وكمان على زمة راجل…يعني جريمتين وذنبين في وقت واحد..وده لعدم ضميرك..اللي أدى لجهلك بالإسلام
اخفض رأسه خجلاً…فقد انتابته القشعريره من كلامها…الذي ولأول مره يسمعه منذ عشرُ سنوات
تركها ليخرج مبتعداً عنها وعن الغرفه وهو يقول بهدوء
— تقدري تنامي في الاوضه دي…متخافيش في أوض كتيره انا هنام في أي واحده بعيد عنك..وعندك مفتاح في الاوضه عشان لو حبيتي تقفلي الباب
راقبته بنظراتها لحين خروجه من الغرفه…لتهرول سريعاً وتغلق الباب ورائه
ظلت تتنفس سريعاً بخوف…لترفع رأسها بنصف ابتسامه
— الحمدلله…يارب احميني لحد مااروح لجوزي
ذهبت لتجلس على السرير وقد شعرت يالنُعاس والجوع أيضاً جراء ماحدث لها طيلة اليوم…
أزاحت عنها وشاحهها لتتجه لحمام الغرفه تتوضأ لتُصلي الفروض التي فاتتها اليوم…وهي تحمد الله في كل خطوه…فقُربها من ربها هو من أنقذها من هؤلاء المجرمين ومن مُهاب أيضاً الذي شعر بالخجل من نفسه بعد الحوار القصير الذي دار بينه وبين نور
توضأت نور استعداداً للصلاه…لتتفاجأ به يطرق باب الغرفه…ارتبكت قليلاً قبل أن تجيب
— في حاجه!!
مُهاب بصوت واضح
— جبتلك أكل
ابتسمت بشهيه فهي جائعه بالفعل…فتحت الباب قليلاً لتأخذ منه الطعام…وقبل أن تغلق الباب..استوقفته متسائله
— ممكن تجبلي مصحف
مهاب بدهشه
— مصحف!! ليه..عشان ايه!!
رمقته بدهشه هي الآخرى لتردف
— يعني ايه عشان ايه!! اكيد عشان أقرأ فيه..انا متعوده اقرأ فيه قبل ماانام…ياريت لو عندك تجبهولي
مُهاب بإيماء
— مش عارف موجود ولاا لأ…بس هشوفلك
راقبته وهو يبتعد عن انظارها لتهمس بتعجب
— بقا ڤيلا بالحجم والجمال ده..ممكن ميكونش فيها مصحف!! للدرجادي معتش حد بيهتم بدينه!!
لحظات وأتى مهاب ومعه مصحف بالفعل..ليردف بصدق
— هو انا ملقتش غير ده..كان في اوضة الريسيبشن..معلش بقا لو لقيتي فيه تراب…انا كنت قافل القصر ده لعشر سنين كاملين
أومأت له بحزن قليلاً…لتهتف بنصف ابتسامه قبل أن تأخذه منه
— بتعرف تقرأ عربي كويس ولا معاملتك مع الغرب نسيتك القراءه!؟
أجاب بتأكيد
— لا..بعرف أقرأ عربي كويس
اتسعت ابتسامتها لتردف وهي تشير للمصحف
— هات الفهرس وابحث عن سورة الأعراف..وافتحها واقرأ الآيه 153
تأملها للحظات بدهشه…ليفتح المصحف ويفعل ماقالته
لحظات وبدأ يقرأ بصوت عالي نسبياً
وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ… (الأعراف: 153)
انهى تلاوة الآيه لتأخذ نور المصحف وهي تقول قبل أن تغلق الباب
— فكر في معنى الآيه دي بس…الدنيا دي فانيه الحاجه الوحيده اللي هتاخدها معاك للآخره..هو عملك الكويس…فكر في معناها واعمل بيه..وصدقني حياتك هتتغير للاحسن ميت مره..وانا اقصد تتغير للاحسن بمعنى تنام وانت مطمن انك لما تموت هتقابل ربنا وانت فرحان مش خايف من حاجه…لكن مهما كانت حالتك الماديه كويسه..فالفلوس متسواش حاجه..جنب لحظة رضا على نفسك
قالت نور تلك الكلمات..لتغلق الباب من بعدها..
بينما وقف مُهاب للحظات في الخارج..يفكر فيما قالته…حتى انه شعر بالخجل من نفسه واحس برجفه في جسده عندما بدأ يقرأ كلام الله تعالى…وكأن هذا الكلام موجه خصيصاً له
أما بداخل الغرفه…جلست نور تقرأ في سعاده..فلن ولم تجد أفضل من القرآن صديق وخير آنيس لوحشتها…
ولكن هل سيفعل مُهاب حقاً بتلك الآيه التي قرأها من المصحف…!!؟
هل سيضعف أمام شيطانه ويستمر في حياة اللهو خاصته مبتعداً عن طاعة الله…أم سيتغير للأفضل بمساعدة نور!؟
___________________
يعد أن قام باسم باإسناد ماجي للداخل بسبب ادعاء بأن قدمها تؤلمها..
ظل جالساً على الأريكه بالخارج يتنفس بهدوء حتى يستطيع التفكير جيداً في أي مكان قد تفكر نور أن تذهب اليه…
أما ماجي اتجهت للمطبخ كي تعد له عصير الليمون بعد الإلحاح عليه لأكثر من مرّه
ابتسمت بخبث لتردف في نفسها
— هنشووف ازااي هتعرف تتخلص مني…مااشي يابااسم..بقاا أنا مجرد فتره في حياتك وعدت!!..
أنا هخليك تفضل فاكر ماجي لاخر يوم في حياتك.. اللي هعمله ده..هيخليني عايشه معاك للأبد…
انهت جملتها..لتُخرج كيساً صغيراً من المخدر..كانت قد اخفته في المطبخ…
اعدت العصير ووضعت به القليل من المخدر وهي تبتسم بخبث بين الحين والآخر…
حملت الصينيه متجهه للخارج لتعود وتتصنع التعب..فتستند على الحائط وهي تحمل بيدها الصينيه..
رمقها باسم ببرود..ليذهب ويأخذ كوبه منها على استعجال قبل أن تعطيه هي له
ارتشف باسم الليمون مرةً واحده تحت نظرات الخبث والمكر منها
وضع الكوب ببرود مردفاً
— انا ماشي..شكراً على العصير
أرادت أن يجلس قليلاً لحين ظهور مفعول المخدر عليه..أسرعت بالرد
— طب استنى..ها..هاوريك حاجه
باسم بلامبالاه
—لاا خليها وقت تاني
ماجي وهي تجاريه في الحديث لدقائق حتي يظهر آثار المخدر
— مش هينفع..دي حاجه ضروريه لازم تشوفها
ظلت تجادله لدقائق..حتى انتبهت انه بدأ في التراخي فعلاً وأن جفونه بدأت تثقل وتغلق رغماً عنه
لحظات وبدأ باسم في التمايل بشده وهي يضع يده على رأسه بتألم…
انتهزت ماجي الفرصه لتقوم بااسناده داخل غرفتها وهي تبتسم بخبث ووقاحه
ليدلّف باسم معها للداخل متكبلاً الأيادي رغماً عنه لايشعر بما يحدث يحوله
جعلته يتسطح على السرير ويسترخي عليه…لتقوم هي بوقاحه وجرأه من فك ازرار قميصه..لتنزع عنه قميصه نهائياً…لتنتقل لسرواله وهي تتأمل وجه الغائب عما يحدث عنه بخث..
نزعت عنه سرواله بالكامل وحذائه..ثم ألقتهم على الأرض بإهمال…لتقوم بالعبث في شعره الثقيل كنوعٍ من اكمال جريمتها الوقحه حتي يظهر أنه قام فعلاً بعمل ما تخطط له بإرادته…
رفعت عليه الغطاء الرقيق..لتغطي نصف جسده…لتقوم هي الآخرى بتمزيق ملابسها وهي تضحك بكل حقد وكُره…
تسطحت بجانبه ثم اخذت قطرة عين لتضع بعض النقاط في عينها حتى تظهر أنها تبكي ومتأثره بما حدث لها معه…
لتقوم بعد ذلك بالضغط على زر جهاز صغير وجهته لزاوية الحائط…فكانت كاميرا تصوير فديو صغيره لتصوير مايحدث…
وكأن تلك الخطه الدنيئه المتكرره في احدى الافلام التلفزيونيه هي الخيط الوحيد الذي سيصله لما ترمي اليه فيما بعد…
بدأت كاميرا الفديو الصغيره بالتصوير..لتبدأ ماجي بالبكاء والنحيب المصطنع بجانب باسم…
فماذا سيكون رد فعل باسم عندما يفيق ويجد تلك الكارثه التي حلت به!!؟
لا تتعجب عزيزي القارئ من فعل ماجي الدنئ…العالم مازال به مثل هؤلاء الأشخاص…الحاملون للحقد..الكُره للآخرين…في العالم أكداس من الكراهية والحقد لابد من تصفيتها..وإلا فلن تنعم البشريه أبداً من جراء أفعالهم الوقحه…
__________________
في الفندق الفخم بالمالديف
……
وعقابي ليكي مش هيكون بالضرب يايمنى…لااء..عقابي المرادي هيكون أسوأ من الضرب
قالها عمر وهو يتجه ليجلس على الاريكه ثانيةً ولكن بتعب واعياء واضح…ف انفعالاته الحاده والزائده ضغطت على جرحه مما جعله يتأوه ويظهر ضعفه رغماً عنه..
انتفضت يمنى بفزع..لتجلس بجانبه وهي تحتوي وجه بيدها والخوف واضح في عيونها
— عمررر… حااسس بااايه…عمرر رد علياا
أزاح يدها من على وجه لينظر لها ببرود
—يهمك انا حاسس باايه!!
رمقته بدهشه وحزن لتهمس بدموع
— طب حقك عليا…مش هزعلك تاني..بس..بس خليني اشوف جرحك
نظر لها بسخريه ليدير وجه بعيداً عنها
— بتتعاملي بكل برود..ولا كأنك عملتي جريمه
يمنى بضعف وهي تداعب يده بأناملها حتى تمنحه الشعور بالهدوء قليلاً
— جريمه ياعمر!! بص ياحبيبي أنا…
قاطعها بحِده
— انتي لو بتحبيني بجد زي مابتقولي مكنتيش عملتي كده
همست بضعف
— عمر..والله العظيم كنت خايفه منك
عمر بغضب وهو يقوم مبتعداً عنها
—برضوا هتقوول كنت خاايفه وززفت…خاايفه دي معنااها انك مبتثقيش فيااا…معنااها انك بتعملي شرخ في علاقتنا
قامت هي الأخرى لتقف أمامه بضعف
— الشرخ ده اتعمل من زمان ياعمر…وانت اللي عملته
جذبها من ذراعيها بقوه لينظر في عينيها بحِده
— قصدك ايييه!!
وضعت يدها على صدره بحُب لتهمس ببكاء
— انت مبتتفاهمش ياعمر…كل حاجه عندك بالضرب..كذا مره توعدني انك متمدش ايدك عليا….بس بترجع وبتضربني تاني…اقل حاجه بتعصبك ولما بتزعل وتغضب مابتشوفش يمنى قدامك..بتعاملني زيّ زي أي حد ياعمر…عاوزني اجي احكيلك على حاجه مخوفاني ازااي
تأملها للحظات ببرود..ليجيب
— ساعة الغلط مبعرفش مين امي من اخويا..كلكم واحد عندي..واحمدي ربنا ان مضربتكيش اكتر من كده وكسرت عضمك…احمدي ربنا ان لسه تعبان
نزلت من عينيها الدموع لتنظر له بألم
— وانت مسمي ده حب ياعمر
تنهّد بحزن ليردف بغضب
— حبي ليكي حاجه وغلطاتك حاجه تانيه
أجابت بهمس وبكاء
— وانت مغلطتش فيا!! عمر..انت اهنتني كتيير…واي حاجه بتشك فيا وبتخوني وكذا مره تجرح كرامتي ومع ذلك بسامحك…بسامحك عشان بحبك…بس اظاهر انا مبتحبش بنفس الطريقه اللي بحبك بيها
تأملها بشفقه…ليجذبها من شعرها برّقه يدخلها في أحضانه…قبْل جبينها بحنان هامساً
— بطلي هبل..انتي عارفه كويس انا بحبك اد ايه
ابتعدت عنه بضعف لتهزّ رأسها بحيره
— لاا…لا ياعمر انا معتش عارفه حاجه…انا بسببك وصلة لمرحله مش قادره افهمك…كل مااحاول اقرب منك اكتر بكتشف ان لسه في أول الطريق…عمر..انا بسببك وصلت لحاله من الرعب والخوف ان اعبر عن الجوايا…
عمر…انت عمرك في مره جيت اتفاهمت معايا بعقل!!…كل حاجه ضرب وتهديد…وانا معتش قادره اتحمل كده ياعمر…انا بجد بجد تعبت
ابتسم بسخريه ليجيب
— يعني عاوزه تطلعيني انا اللي غلطان…وانتي معملتيش حاجه
هزّت رأسها بنفي لتجيب
— انا بعترف ان غلطت… بس لو فكرت كويس هتعرف انك السبب ياعمر… انت لو بتتفاهم معايا من غير ضرب كنت جيت حكتلك على كل حاجه… عمر.. انا عارفه انك بتحبني… بس مش عارف تحتويني
كان واقف يتأملها بحزن وشفقه… لتتحول ملامحه للغضب من اخر جمله قالتها… هتف بحِده
— انا مش عارف احتويكي!!! طييب ياايمنى… رووحي للي منعتي نفسك من الخلفه مني عشانه.. روحيله خليه يحتويكي
رمقته بدهشه وذهول… لتنفجر في البكاء والصراخ
— وبتسألني بخبي علييك لييه!! عشاان حقاارتك يااعمرر… هتفضل شكااك طول عمررك… مش هتتغير أبداً.. واناا تعبت منك… معتش قاادره اعيش في الاهانه والقرف ده
جذبها من شعرها بشده… ولكن تلك المره فقدت السيطره على نفسها من اهانته المتكرره لها… لتقوم برفع يدها عليه لتصفعه بقوه…
اتسعت عينان عمر من الذهول والصدمه اثر تلك الصفعه القويه.. ليزئر بعد لحظات بوحشيه
— بتمدددي ايدددك علييااااا يااابببنت الـ***
فزعت من تحول ملامحه المخيفه…لقوم بدون وعي منها بالجري سريعاً نحو باب الغرفه..فتحته وجرت بخوف وبكاء للخارج وهي مازالت ترتدي تلك السلبوت القصيره التي بالكاد لاتستر الا القليل جداً من جسدها…
رغم تعبه ورغم الألم الذي يغزو جسده الا أنه خرج مسرعاً ورائها…ليستطيع اللحاق بها عند منتصف الدرج…تحت اعين نزلاء الفندق المتعجبه منهم..
بكت بشده وشهقت عالياً بخوف عندما لحق بها…لتنظر للواقفين ببكاء وكأنها تطلب منهم يد المساعده وافلاتها من ذاك الأسد الثائر….
خلع قميصه ليغطي جسدها به وهي تحاول الإفلات منه بخوف…ليحملها رغماً عنها ثم يعود للغرفه…
القاها على السرير بإهمال كما يلقي الوساده ليعود ليغلق الباب ورائه بالمفتاح ليدخل المفتاح في جيبه
أما يمنى جلست فى احدى زوايا الغرفه وهي تضم ركبتيها لصدرها وتخفي وجهها بين كفيه لتبكي بمراره
اقترب منها ليقف أمامها بوحشه ليهتف بغضب
— قوووومي
ارتجف جسده من الخوف ولم تجيبه…فااضطر ان يوقفها من شعرها…ظلت تتململ بين يديه وهي تترجاه أن يتركها
صفعها بشده على وجهها لتقع على الأرض بتألم وبكاء…جذبها ثانيةً من شعرها ليصرخ بقسوه
— بتمدي اييددك عليياااا….هو عشااان بحبك هتستعبطي فيهااا
لم تحمل الألم ولم تتمالك نفسها لتصرخ بحِده
— انت كدااااب يااعمررر..كدااااب….انت محبتنيييش ياااعمررر ولااا عمرررك حبييت يمناااه…
ألقى بها من شعرها على السرير ليحضر حزام بنطاله وهو يهتف بغضب وقسوه
— انااا هعرررفك ازاااي تطلعي تجرري قدااام النااس بمنظررك ده…بتهررربي مننني…مااااشي
عاد ليقف أمامها وهو يرفع حزامه عالياً
— فاااكره الحزام علم على جسمك ازااي واحناا في دهب…المرااادي هخلي الدم ينززل منك ياايمنى..هخلييكي تقوولي حقي برقبتي…ووريني بقااا هتهربي ازاااي
رفع الحزام لأعلى ولكن قبل أن ينزل على جسدها…
نظرت له ببكاء لتهمس بتعب وضعف
— اقسم بالله ياعمر لو ضربتني مهتشوف يمنى تاني في حيااتك
عمر بسخريه وعينيه تتطاير من الشرار
— اييه هتهربي!! هجييبك بررضه.. مش هتعرفي ترووح مني في اي مكاان
يمنى ببكاء وضعف
— هموت نفسي…هنتحر يااعمر
رمقها للحظات بدهشه…لينتاب الخوف جسده
عادت لتهمس بضعف
— يلااا اضرربني…خلي جسمي يجيب دم يااعمر…وصدقني مش هتشوفني تاااني
ابتلع ريقه بخوف وتوتر…ليخفض الحزام من يده…القى به بعيداً ليردف بجمود
— بتهدديني يعني!!
أومأت باايجاب
— ااه ياعمر بهددك…انا معتش قادره اتحمل اعيش معااك تااني…واقلك على حااجه…انا بحمد ربنا ان مخلفتش منك…كان زمان عيالنا شايفين العذاب بسببك….يمنى تعبت منك يااعمرر…انا مبقتش عاوزه الحب ده…ملعوون الحب لو في اهانه لكرامتي…مش عااوزااه ياااعمرر…ومش عاااوزااك انت كماان…
سكتت قليلاً تتنفس ببكاء…لتتابع بضعف اكثر
—وعاارف…انا فعلاً خدت الحبوب دي عشان واحد تاني….خلي بقاا عندك كراامه وطلقني….ولا هتقبل على نفسك تعيش مع وااحده بتخوونك
كزّ على اسنانه بغيظ…لينحني عليها سريعاً على الفراش يقيد يدها بقوه مما جعلها تفزع من الخوف ولهيب انفاسه الغاضبه لتغمض عينيها بشده…هتف بحِده جعلها ترتجف اكثر من صوته
— لييه يااحلوه..هو انتي مفكره ان لو شميت بس ريحة خيانه..هسيبك عاايشه!!!
ضحك بسخريه ليتابع بحِده اكثر
— ده انا قسماً بالله اقتلك واشرب من دمك…مش بقولك لسه معرفتنيش كويس
فتحت عينيها لتقابل عيناه المشتعله من الغضب….
همست ببكاء
— يعني انت عارف ان مستحيل اعمل كده ومع ذلك بتهيني وتتهمني في شرفي!!! بتتهم مراتك في شرفها ياعمر!!…انا مش هسامحك ياعمر…مش هساامحك أبداً
تركها ليقوم من عليها وهو يصيح بغضب
— انااا فعلاا وعدتك ممدش ايدي علييكي بس اللي عملتييه مش قلييل…انتي ادتيني على قفاايا..غفلتيني…شهر وراا شهرر يعدي وانا زي الاهطل باخد على قفاايا…وجاايه تقوولي مش هساامحك…مين فيناا اللي ميسامحش التااني!!!
هاااا…انطققققي ميين فيينااا اللي ميسااامحش التااني
يمنى ببكاء وتوسل
— لو كنت عودتني ان مخافش منك من الاول وخليت في بينا تفاهم بدل الضرب والاهانه…مكنش حصل ده كله…لكن كل مره بتحصل حاجه….بتخليني اندم…اني..اني….شهقت ببكاء…تابعت
اني اتجوزتك
تأملها بحزن ليسُب نفسه على تهوره وغضبه الذي اوصل علاقتهم لدرجة ان تعترف بندمها انها تزوجت منه…
ترقرقت الدموع في عينيه…ليتنهّد بحزن
— انتي اكتر واحده عارفه ان عمر لما بيتعصب مبيعرفش هو بيقول ايه..مبيشوفش قداامه…وانا قايلك الكلام ده قبل مانجوز…ومع ذلك وافقتي
هتفت ببكاء وحِده
— عشاان اناا غبييه…الكلام الحلو اللي كنت بتقولهولي خلااني افكر في الاحلام الورديه الهبله اللي انت هتعيشهالي……بس عاارف…انا استااهل..انا اللي سامحتك من اول مره اهانتني فيها وضربتني وقللت من كرامتي…واللي تسامح مرّه في كرامتها..تستاهل كل اللي يحصلها
تنفس بحزن ليزفر بندم وضيق
— عاوزانا نفترق!!
ابتلعت ريقها بتوتر…فهي تعلم جيداً أن الموت ارحم لها من أن تبتعد عنه…ولكن هو أيضاً أهانها كثيراً…ويجب أن ترد له الصاع صاعين هذه المرّه كي يتعلم ان يتحكم في غضبه…
تركها..ليتوجه للحمام…وهو يمشي بضعف وتمايل..كانت تتابعه بنظرات خائفه عليه…فجرحه لم يطيب بعد…
أغلق الباب ورائه…ليفتح المياه ويغسل وجه..لعله يفيق من هذا..
تأمل وجه قليلاً في المرآه..ليتنهّد بحزن وهو يغسل وجه بتعب..
أغلق المياه…ليشعر بالتعب بتغلل قلبه فجأةً…
اتكأ على الحائط بتعب…ليشعر بأن قواه قد خارت قليلاً…جلس على الأرض بتعب وحزن وهو يتنهّد بصعوبه بين الحين والآخر…
لحظات ووجدها تطرق الباب عليه
يمنى بخوف
— عمرر…عمررر..عمرر رد علياا انت كويس
لم يأتيها ردّ..خافت أكثر فطرقت الباب بقوه وهي تصيح بذعر
— عمرر عشاان خااطري افتح…طب رد علياا عرفني انك كويس…عمرر لو بتحب يمنى بجد افتح
لحظات وفتح الباب وهو يتأملها بحزن وسخريه
اندفعت نحوه تعانقه بشده وتدفن رأسه في صدره بخوف…لتهمس بضعف
— خوفتني علييك
ابعدها عنه برّفق ليتجه للخارج تحت انظار الحيره منها..
جلس على الاريكه بتعب ليمسح على وجه وشعره بضيق…جلست بجانبه لتمسّد على شعره هامسه برّقه
— الجرح بيوجعك!!
تأملها للحظات…ليردف بهدوء
— …عاوزه تبعدي عني يايمنى
سكتت للحظه تفكر الا تضعف امامه مجدداً…
أجابت بهدوء مماثل
— وانت مفكر ان هستحمل اعيش معاك تاني بالشكل ده
ابتسم بسخريه ليجيب
— ااه يايمنى…هتستحملي…لانك متقدريش تبعدي عني لحظه…وهيحصل نفس اللي حصل ده تاني…وبكره افكرك
صرخت باانهيار
— بس انااا بكرهك يااعمر…اناا كرهتتك خلااص…وخلي عندك دم وطلقني…ياإما…يإما هخوونك فعلاً يااعمر
وضعت يدها على فمها سريعاً بخوف وكأنها لم تقصد أن تتفوه بهذه الحماقات…
لتراه قد عاد لقسوته وغضبه ثانيةً….ليزئر عمر تلك المرّه بصوت غليظ يشبه الأسد تماماً في زئيره المرعب حتى أن صوته رجّ في الفندق بأكمله
— قووووووولتتتتتي ايييييييييه !!!!!!
سيطر عليها الإضطراب الشديد وداخلها فزع كبير هدّ أوصالها واعاق أنفاسها عن الخروج….
لينهلّ عليها بالصفعات المتتاليه بجنون وقد فقد السيطره على نفسه تماماً
فقدت يمنى المقاومه من تحته لتسعل بشده وقد سال الدم من أنفها…
توقف عن ضربها ليعلو صدره ويهبط بغضب وتنفس شديد….لم ينتبه للدماء التي تسيل من انفها من قوة الصفعات المتتاليه..حتى بدت اصابع بارزه بشده على وجهها
قام من عليها…ليحضر حزامه ثانيةً وهو يتابع بغلظه
— انتي الرحمه معااكي متنفعش….من هناا ورااايح مفيش غييير الإهاااانه….انتتتتي ملكييش غييير الإهااانه ياااايمنااااه
التفت اليها…ليتفاجأ بها تقف بتمايل وترنح وضعف شديد بدا على جسدها ووجهها….
احضرت سكيناً كان موجوداً بطبق فاكهه على الكومود…
وجهت السكين نحو قلبها مباااشرةً…لتردف بضعف وبكاء..تشير لقلبها
— ده خلاااص ماات من نحيتك ياعمرر…بااقي بس يقف عن الدق ويمووت من العاالم كله…يمنى تعببببت ياااعمررر يمناااااه تعببببتتت
ترك الحزام من يده ليفتح فمه بذهول وخوف…
ابتلع ريقه بخوف ليقترب منها بندم وتوسل
— ارمي السكينه يايمنى
هزّت رأسها بعنف لتصرخ
— ابعددد عنننيي…انااا بكرررههك ياااعمررر…بكرررهك
توقف مكانه وخاف ان يقترب اكثر حتى لاتتهور وتأذي نفسها
ترقرت الدموع في عينيه فهو حقاً يخشى ان يفتقدها
— يمنى..اهدي…لاانا ولاانتي نقدر نبعد عن بعض…اهدي وسيبي السكينه دي…عشان خاطري…لو ليا خاطر عندك ياايمنى
صرخت ببكاء
—كااان يااعمرر…كااان ليييك…بس انت ضيعت كل حااجه…كل حاااجه انتهت ياااعمرر
تصنع التعب فجأةً مما جعلها تتشتت قليلاً ويبدو أنها بالفعل خافت عليه
ليستغل هو ذلك وانقض عليها فجأةً…مما جعلها تقاوم للحظات…ولكن في النهايه استطاع ان يفلت السكين من يدها
لتنهار يمنى بصراخ
— بكرررهك ياااعمررر…بكرررهك..بكرررهكككك
احتضنها بشده محاولاً أن يهدئها
— اهدي..اهدي..اناا اسف…اهدي يايمنى وغلاوة عمر عندك
تابعت بصراخ حتى ان قواها بدأت في الانهيار وذاد الدم المنسال من أنفها
— مش عاااوزه اعيييش معااك تااني…اناا بكررهك يااعمررر…بكرررهك
ذاد من احتضانه لها..ليدخلها في صدره اكثر…حتى نزلت الدموع من عينيه لاانهيار حالتها
ظل يوزع القُبلات الجنونيه على شعرها وهو يبكي في صمت…حتى شعر بها هدأت بين ذراعيه..
لحظات واستكانت داخل صدره تماماً حتى ان اصوات شهقاتها وتنفسها لم يعد مسموعاً..
ابعد رأسها عن صدره قليلاً…ليرفع وجهها حتى يجعل الدماء تقف…ظنٌ أنها غطت في النوم…
ليعود ليحتضنها ثانيةً…ولكن شعور غريب انتابه فجأةً انها لم تنّم…هي ليست على مايرام…
شيئاً ما يخبره انه حدث لها مكروه…
رفع وجهها ثانيةً لينادي عليها بهدوء وبخوف
— يمنى!!! يمنى…!!.
ولكن لم تجيبه ولم يتحرك لها جفن من الأساس
!!!!
_________________
شهقت روضه بخوف لتخفض رأسها سريعاً تحت
مقعد السياره بعد ان قامت بعض أكرم وارغامه على وقوف السياره
همست بخوف
— قطيعه تاخدك ياشكوكو الكلب…يعني كان لازم تظهر دلوقت
أكرم بتعجب وهو ينظر أسفله
— انتي خائفه!!
روضه بغيظ وسخريه
— لا بلعب استغمايه…اتنيل على عينك اسكت انت كمان
أكرم بفهم قليلاً من غضبها
—You curse me!!
انتي تسُبيني!!
روضه بضحك وانكار
— هاا…لااا هو حد برضوا يغلط في القمر ده…يااتي كلبه انتي…كان لازم يعني تدخل الحاره باام العربيه اللي ابوك جيبهالك في العيد دي
بسببك هتزنق زنقة الكلاب اهو
أكرم بهدوء
— Let me come home
دعيني أصلك للمنزل
روضه بدهشه وغضب مصطنع
— ياااض انت تعليم مجاناً يااض…بقلك خاايفه..في واحده يعرفني لو شاافني معااك هتبقى ليلتي ارنبيطه انهارده…فهمت
أومأ لها متفهماً…فقد استوعب انها تخاف أحداً ما…لذا تخفت اسفل المقعد
رفعت رأسها قليلاً لتتأكد انه ذهب…فتحت روضه باب السياره لتردف باابتسامه رقيقه ليست كعادتها فدائماً ماتبتسم بطريقه مضحكه
— متشنكرين يااستاذ اكرم حازوقه بازوقه وان شاء الله نتقابل في الافراح والف الف مبرووك
أكرم بإيماء وضحك
— اعتني بنفسك
روضه بمرح
— حاضر هستحمى
ودعت روضه أكرم…لتتجه لبيتها..وهي تفكر بكل لحظه مضحكه مرّت معها اليوم..
دلفّت للبيت لتجد والدتها في انتظارها تشاهد التلفاز
صباح بسخريه وغضب
— مالسه بدريه ياسنيوره…كنتي فيين ياابت..كل ده دررس
روضه باابتسامه بلهاء
— مهو..مهو المستر كان بيشرحلنا عن الكواكب..وانتي عارفه بقا ان كوكب الارض لوحده اللي عايشين فيه ده..محتاج وقت طويل..عشان ملياان نااس كتيير وشجر وميه ومزز..قصدي وموز وبرتقان وازيك بجاا
قالتها روضه وهي تستعد للهروب من أمام والدتها
صباح بصراخ
— خدددي ياااابت…فكراااني هبله..كوااكب اييه اللي هتتشرح في درس انجليززي ياابت
روضه بتوتر ومشاغبه
— مهو ياست الكل..في كواكب امها وابوها اجانب…مش كل الكواكب زي بعضها برضه.
.هااه ولاهااه
خلعت صباح نعلها لترمي به روضه وهي تقول بغضب
— والله ماانتي ناافعه…فين الطماطم يابت
شهقت روضه متذكره ماحدث..فقد نست أن تشتري طماطم اخرى بديلاً عن التي دهسها أكرم بسيارته
لتردف باابتسامه بلهاء
— رااحت
صباح بدهشه
— هي مين دي ياابت…متكلمي عددل
اجابت ومازالت تلك الإبتسامه البلهاء ترتسم على شفتاها
— اشترتها وقبل مارجع البيت..لقيتها بتجري من الكيسه وبتعيط وتقولي يرضيكي اموت واتعصر..يرضيكي عيالي اللي لسه بيطرحوا يقبوا على وش القفص وميلاقوش امهم…
فانا بقا عشان طيبه وبنشر الخير بين المحاصيل الزراعيه…كان لازم اساعدهم…فسبتهم يروحوا
صباح بنفاذ صبر وهي تضع يدها على رأسها بتعب
— يااارب…يااارب انا لو مخلفه جحش كان هيبقا احسن
روضه بضحك وهي تهزّ اكتافها بطريقه مضحكه
— مهو انتي لو خلفتي جحش..يبقا انتي مجوزه!!!..هيخهيهو اماااه احذرري
لم تتمالك صباح نفسها..لتجري وراء روضه بنفاذ صبر..بينما روضه كانت تجري وتقفز على الارائك والمقاعد هنا وهناك كالقرد تماماً وتضحك كالبلهاء بشده…
لتستطيع الهرب لإحدى الغرف الضيقه وهي تصفق بمرح
— والسبقاانه كسباانه وهرربت منييهم هيخهخيهو
ولكن فجأه وجدت والدتها تجذبها من وشاحهها لتضحك الأم رغماً عنها من رد فعل روضه المضحك
— هتموتيني يابنت الهبله…تعالي هنااا
لحظات والتفت الأثنين لصوت رجولي يقف على الباب
— أريد ماء
شهقت روضه بدهشه والأم أيضاً
لتصفع روضه وجهها بطريقه مضحكه
— يخربييتك يخربييتك…ماااء!! يعني دااقت بيك الدنيا جااي تشررب من هناا..واريد ماااء!!
ده احنا هنمأمأ انا وانت دلووقت…اجرري ياامجددي
صباح بدهشه
— مين ده ياروضه!!
روضه بتوتر
— دا..دا..ده وااحد على بااب الله…
عقدت الأم حاجبيها بااستغراب لتردف
— ده منظر واحد محتاج!!
روضه بضحك وتوتر
— مهماا بقاا بيتنكروا في لبس حلو عشان يضحكوا على الناس…زي ماعادل الامام كان بيعمل في فيلم
المتسول
تدخل أكرم في الحديث وهو لم يفهم شيئاً مما قالته روضه…
— أنا صديق راندا
روضه بدهشه وغضب مصطنع
— رااندا مين ياللي يجيلك لااندا في معاميعك..لحقت تنسى اسمي يااكرم حازوقه بازوقه
حولت الأم بصرها بين أكرم ذلك الشباب الوسيم الواقف لايفهم شيئاً وبين روضه التي تثرثر كالبلهاء…لتردف الام بغضب
— عاارفه لو طلعتي تعرفيه زي مابيقول كده…هقطع الشبشب ده على وشكوا انتوا الاتنين
روضه وهي تستعد للرركض
— اجررررري يااحاازووقه
!!!