Uncategorized

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الحادي عشر 11 بقلم نرمينا راضي

 رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الحادي عشر 11 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الحادي عشر 11 بقلم نرمينا راضي

رواية الدبش اللي خطفت قلبي الجزء 2 الفصل الحادي عشر 11 بقلم نرمينا راضي

في المالديف.. 
____
بعد ساعه كامله في التفكير حول التخطيط لقتله والهجوم عليه فجأةً في المالديف من قبل ملثمون مجهلون.. تثائب عدة مرات وثقلت جفونه معلنه حاجته الشديده للنوم.. 
أسند رأسه للوساده وراءه ليحدث نفسه بصمت
—طب لو ماما ليها ايد في الموضوع.. عرفت مكاني منين!!  
وهتخليهم يقتولني ليه لو هي عاوزه تخلص من يمنى!! 
تنهّد بضيق ليمسح على وجه.. تابع: 
— اووف.. لا لا مش ممكن ماما تفكر إنها تأذيني لمجرد انها بتكره مراتي… استغفر الله العظيم يارب.. أنا دماغي هتنفجر من التفكير… مين بس اللي ليه ايد في قتلي!! 
لا أنا ولا بابا الله يرحمه لينا أعداء.. وعلاقتي بكل الشركاء والعملاء كويسين… سكت قليلاً يفكر بضيق.. ليتابع.. يمكن كانوا عاوزين يسرقوني أو يعتدوا عليا لمجرد الفلوس بس!!.. ايوه بتحصل.. ليه لأ.. منا جيت المالديف كتير ووشي مكشوف فيها… اووف.. انا تعبت من التفكير 
تثائب ثانيةً عدة مرات.. لينزل من على الوساده قليلاً كي يستطيع النوم.. ولكن قبل أن يتحرك شعر بالألم الشديد يعود ثانيةً لصدره.. لينتبه لها وهي تتقلب وتتحرك بتلقائيه ودون قصد.. لتضع رأسها على جرحه تماماً ثم تحضنه بيد واليد الأخرى تضعها أسفل بطنها وتنام عليها..وأيضاً تحركت احدى قدميها بدون قصد لترفعها قليلاً وتضعها على خصره وكأنها في مسابقه ما للعبة الكارتيه.. 
وعلى الرغم من أنها طريقة نوم غريبه ومضحكه جداً إلا أن عمر إكتفى بالإبتسامه بسبب ضغط يدها ورأسها على جرحها بشده.. مما جعله يكزّ على أسنانه من شدة الألم.. حتى لايصدر صوت أنينه وتألمه.. ويوقظها وهي أيضاً ليست بحاله صحيه جيده.. 
فما كان من عمر إلا أن يستسلم لطريقة نومها الغريبه ويتحمل الألم الناتج من نومها على الجرح.. وفي داخله يريد أن يصرخ من شدة الألم 
ظل يتنفس بهدوء وببطئ شديد ويغمض عينيه بألم وهو يحاول جاهداً أن يتماسك ويضغط على نفسه.. حتى يوفر لها الراحه في نومتها.. 
حركت رأسها أخيراً من على جرحه بعد ربع ساعه كامله كان يتحمل هو الألم فيها حتى  شعر أنه سيفارق الحياه إن لم تبتعد من عليه….. أبعدت رأسها ليتحرك جسدها كاملاً بتلقائيه 
فوضعت رأسها عند طرف السرير وقدميها الأثنين على بطن عمر ولكن تلك المره لم تمسس جرحه 
تأملها عمر للحظات بدهشه.. ليضحك عليها وهو ينظر لوجهها قليلاً فكانت حواسها تتحرك بطريقه مضحكه كأنها تجلس أمام مسرح للعروض الكوميديه 
ضرب بيديه كفاً على كف وهو يضحك في صمت ليقول بصوت منخفض 
—ولا هنعرف ننام في الليله دي 
كتم الضحك ليقوم بإبعاد قدميها عنه بهدوء.. ولكن فجأه.. 
ركلته بإحدى قدميها في أنفه وضع يده على أنفه بتألم وهو يتمتم بغضب
—ايييييه دددده!!  ايييه ده أنا لو متجوز جحش عمك ربيع كان هيبقا حنين عليا ياشييخه 
تفاجأ بها تجيب بصوت ناعس وعينيها مغلقتين 
—شـ*** عليك قرد 
عمر وهو يقترب منها ويفتح فمه بذهول
— انتي بتقولي ايه 
أجابت وهي نائمه: قلبظ بجنيه 
رمقها للحظات بدهشه لينفجر بعدها في الضحك مردفاً 
—لا والله كده كتييير ههههه طب افهم بس انتي بتكلمي وانتي نايمه وقولنا ماشي.. لكن تردي عليا أكنك صاحيه كده كتيير 
لم تجيبه.. اقترب منها يتأملها جيداً فوجدها نائمه بالفعل… ظل يضحك عليها وعلى نفسه وهو يقول 
—ملبوسه دي ولاايه 
عاود التثائب ثانيةً ليتهيأ للنوم… لفت انتباه أنها مالت برأسها للأسفل من على طرف السرير… جذبها سريعاً من يدها ليدخلها في أحضانه وهو يحكم لف ذراعه الأيمن على كتفها ولف قدميه مقيداً لقدميها حتى لاتفلت منه فحركاتها المتهوره والغريبه  في النوم.. من الممكن أن تجعلها تسقط أرضاً.. 
أردف بخبث وضحك: بس كده… كده مش هتعرفي تتحركي لايمين ولاشمال… مش متجوز قرد أنا 
نظر لها فوجدها قد استكانت تماماً على ذراعه.. مال على جبينها ليضع قُبله طويله ومن ثم يبث عدة قبلات رقيقه على شعرها يستنشق عبيره بشغف… لتثقل جفونه رغماً عنه ويستسلم للنوم هو الآخر 
لم تمرّ عليه دقائق.. لينتفض بفزع من نومه ليجدها تضع يدها على بطنها ثم تقوم من على ذراعه وتجلس على السرير وكأن شيئاً يؤلمها 
يمنى ببكاء: 
بطني.. بطني ياعمر.. مغص جاااامد… مش قااادره وحااسه بدووخه.. حاسه أن الاوضه بتلف بياا من الدوخه
عمر بتوتر وهو يدير وجهها له يتفحصه جيداً 
— طب بصي.. بصي باحبيبتي… يمنى… بصيلي هنااا… خدي يالاا معاياا كده.. شهيق وزفير.. شهيق وزفـ… 
يمنى مقاطعه له بتألم 
—بقللللـــك بطنـــي بتوووجعننني… شفيق ايه وشهيق ايييه
عمر وهو يأخذ هاتفه من الكومود 
— طب ثوااني باحبيبتي.. هطلب دكتوره حالاً
يمنى ببكاء أكثر 
— لااااا أنااا مش عاااوزه دكتوووررره… أناا عااوزه أعرف ايه اللي حصل لـ لؤلؤ متفرجتش عليهاا من زماان 
عمر بدهشه 
— هااه  !!  لؤلؤ ميين… يمنى انتي بطنك بتووجعك بجد ولا ده مقلب!!  
رمقته بنظره غاضبه لتصفعه على وجه وهي تقول بغضب
— انااا بكررررهك… طلقنننني 
وضع يده على وجه يتحسس صفعتها وهو يتأملها بعيون متسعه من الذهول وفم مفتوح بدهشه 
—انتي اتجننتــي!!!!  فووووقي كددده ماااالك 
نظرت له بعيون طفوليه لتبرم شفتيها مثل الاطفال ثم تنخرط في البكاء بصوت عالى.. كما الطفل الذي اخذت لعبته فجأه فاانفجر في البكاء 
عمر بدهشه وحيره 
— طب.. طب في ايه بس فهميني… ماالك يايمني… في اييه ياحبيبتي 
يمنى وهي تشهق ببكاء مضحك قليلاً
— عاااااا  متقولييش ياحبيبتي… حبك برص وعشرره خررص
يلااا هي  عااااااا  أنااا عاااوزه  ماااما 
تأملها متعجباً من تصرفاتها الطفوليه جداً… أردف بنفاذ صبر
—طب قوليلي بس اييه اللي يرضيكي واناا اعمله 
نظرت له وهي تشهق كما الأطفال تماماً 
—  عاااوزه مااامااا   عاااااا 
عمر وهو يمسح على وجه بقلة حيله
—يااااربي… طب اجبلك مااماا منين دلووقت 
توقفت عن البكاء لتنظر له ومازالت الدموع متعلقه برموشها
— اقلك نكته…. هقلك نكته…. اممممم… اااه… ااه… افتكرتهاا 
مره واحد مستعجل تجوز وحده مستعجلة.. خلفو ولد مش فاضيلهم نيهاااع…عااااااا وديينييي عندد اميييي 
وضع وجه بين كفيه وهو يزفر بقلة صبر ليتمتم
—ابتدينااا…هرموونااات الحمل ظهررت…ياآهلاا وسهلااا 
وكزته في كتفه لتردف بغضب
— انت معندكش دم وانااا بكررهك وعااوززه ماااماااا 
عمر وهو يتنفس بهدوء
—بطنك بتوجعك!!
أومأت له لتضحك بخفه
—بتوجعني فجأه والوجع بيروح بسرعه.. بس ساعات بيطول 
نظر لها ببرود ليقول
— بتضحكي!!
طبعت قُبله سريعه على خديه لتردف 
— بحبك اووي 
عمر وهو يتأملها بدهشه ويضع يده على جبينها يتحسس حرارتها
—انتي كويسه ياحبيبتي…حاسه باايه طيب 
ارتمت في أحضانه ولكن عانقته بحذر بسبب جرح صدره..
يمنى ببكاء ثانيةً 
—عمرر…قولي بحبك 
ضحك بخفه وهو يربت على ظهرها ويمسّد على شعرها بحنان ليجيب بنبره عاشقه
—انتي عارفه ان بحبك  
ابتعدت عنه لتردف وهي تبرم شفتيها بحنق 
— لااا مليييش دعوووه..قووولي بحببببك 
ابتسم لها بحنان وهو يحتوي وجهها بكفيه ويمسح بأصابعه تلك الدموع التي تعلقت برموشها..ليقول بعذوبه ورقه
— كلمة بحبك قليله على اللي حاسه معاكي..أنا بعشقك..وصلت لمرحله إنك بقيتي إدمان بالنسبالي…والمرحله دي وصلتلها من زمان اووي…عاوزك تفهمي وتعرفي كويس..ان عمر الرفاعي بيعشقك في كل ثانيه وكل دقيقه
يمنى بتثاؤب ونعاس 
— مين عمر الرفاعي ده 
عمر بضحك ودهشه
— ايه!! لاا متاخديش في بالك..ده واحد كده بيمحر في الفندق اللي جنبنا 
وجدها تتثائب عدة مرات وتميل برأسها يميناً ويساراً بطريقه مضحكه….ابتسم بخفه وهو يجذبها إليه لتنام على ذراعه
عمر بهمس وتحذير 
— الجنان اللي حصل من شويه ده..خليه الصبح عشان ابقى فايقلك…أما دلوقت فااحنا لازم ننام عشان أنا جعان نووم 
أنهى كلماته لينظر لها فوجدها قد غطت في النوم بالفعل قبل أن تستمع لما قاله..قبلها عدة قُبلات رقيقه على جفونها وجبينها ليتمتم مردفاً
— مش عارف أنا هقدر اصبر التسع شهور دول ازاي على ماتولدي وأبقى أب ….سكت قليلاً يفكر…تابع وهو يضحك..وانت عرفت منين انها حامل اصلاً…..ايوه هي حامل..يمنى حامل أنا متأكد ان شاء الله…دي اعراض حمل…بكره هجبلها اختبار الحمل وتعمله…ويارب ظني يطلع في محله…
مال عليها يُقبلها من جبينها ثانيةً…وهو يشدد من ضمه لها..ليشاركها النوم بعمق…
_____________
ليأتى الصّباح ينير بشمسه على أراضي المالديف.. حاملاً معه آمالاً جديدةً وأحلاماً قيد التّحقيق…..
لتستيقظ تلك الجميله بتثاؤب مستمر كأنها لم تنم جيداً…رمشت بأهدابها الكثيفه عدة مرات لتفتح عينيها ببطئ…شعرت بدقات قلب متسارعه تدق في اذنيها…تحسست يداها تلك اللاصقه العريضه التي غطت نصف صدر عمر…
يمنى وهي تشهق بخوف وتبتعد عنه 
—عمرر….. عمررر   انت كوويس…اناا اسفه والله 
كان قد استيقظ قبل وظل يتأملها… أو أنه لم يستطيع النوم جيداً…. ابتسم لها عمر وهو يرفع شعرها للوراء..ليجيب
—أنا كويس متقلقيش 
تحسست جرحه بحذر لتردف بحزن
— ليه مابعدتنيش عن صدرك…ليه سبتني أنام على الجرح….انت استحملت الوجع ازاي 
عمر وهو يضحك بمشاكسه
— مجتش على راسك يعني…ده انتي حطيتي رجلك على صدري اقوم ابعدها تقومي ضرباني..وبعدين تحطي راسك..وشويه تتقلبي بوشك يمين وشمال وانتي نايمه على الجرح….فغصب عني استحملت الوجع عشان مقلقيش 
أخفضت رأسها بخجل وآسف لتجيب
— أنا اسفه ياعمر…انا عارفه ان نومي غريب ودي حاجه خارج ارادتي 
عمر وهو يرفع لها ذقنها بحُب
— متتأسفيش ياحبيبتي…قربك مني بالنسبالي راحه…استحمل ألف وجع عشانك…المهم عندي إن أشوفك كويسه 
ابتسمت له برقه لتضع قُبله دافئه في باطن كفيه….لتقوم من السرير بحمااس وهي تقول
— استعد بقاا عشان هجيب حلة ميه أغسلك جسمك واغيرلك وبعدين أعمل الفطار
رمقها بدهشه ليردف بضحك
— تجيبي اييه!!! 
يمنى وهي تعيد الكلام بحماس كبير
—هجيب حله وادفي شوية ميه فيها عشان اغسلك جسمك براحه لأن غلط تستحمى وميه تيجي على الجرح 
عمر بضحك وسخريه
— حلة ميه وتدفيها!!  لييه احنا بنمثل فيلم أمينه وسي السيد هنا
يمنى بدلع وهي تقترب منه
— انت سيد الناس انت البابا  وعلى رأي عنبه وسع يلاا البابا جييه 
عمر وهو يضحك بشده من تعبيرات وجهها
— ومين عنبه ده كمان…كائن عايش معانا على الكوكب يعني
رمقته بنظره مضحكه لتردف بغضب
— لو سمحت اكلم عدل عن مصطفي عنبه ده عليه شوية ترنجاات عنننببب 
ظهرت على وجه علامات الغضب قليلاً..ليشير لها بيديه أن تقترب منه….تقدمت يمنى بدون وعي…لتشهق بتفاجأ عندما جذبها من يدها يجُلسها أمامه بالقرب مباشرةً
عمر بغضب مصطنع وغيظ
— بقولك اييه…شغل تجار الفاكهه ده بلااشه…عشاان متزعليش مني بجد…وعلى فكره أقسم بالله لولا اني عارف انك بستفزيني بس..كنت قمت دفنتك مكانك..مش حتة رصاصه اللي ترقدني…فاااهمه 
شدت يدها منه وقد شعرت بالخوف قليلاً من نظراته الغاضبه.رغم انها تعلم انه يمزح معها….لتقول يمنى وهي تضحك كالبلهاء
— اهداا كده ليطقلك عرق…ده انت زعلك وحش..ايه ده
نظر لها بغضب حقيقي ليقول بحده
— يمناااه…بلاااش تيجي على الحاجه اللي بتستفزني وتعمليها…عشااان للمره المليوون بحذرك…حتى لو بتجيبي سيرة راجل غيري بهزار بلااااش….انا مش اسمي ناديه في البطاقه ولاا مركب قروون….الحااجه اللي بتعصبني متعمليهااش…عشاان انتي عاارفه اني ضرربي غببي….فهمتتتي ولااا لااأ 
يمنى بحزن وخوف منه وهي تنظر لااتجاه أخر لتهرب من نظراته الغاضبه 
— اناا..اناا اسسفه….اناا مكنتش اقصد ازعلك فعلاً 
تنفس بهدوء ليغمض عينيه بغضب من نفسه أنه تعصب عليها… ليدير لها وجهها ويغوص في عينيها بحُب
—متزعليش مني..انا اللي اسف…بس رجااءاً قدرري ان غيرتي صعبه…..ربنا خلقك وخلقني وجعلنا لبعض..يعني انتي ملكي..بتااعتي اناا وبس…مفيش أي راجل في الكون ده كله ليه الحق انه ينطق اسمك أو يبصلك حتى لو غصب عنه ولاانتي ليكي الحق انك تعملي كده … يمنى انتي من حقي أناا بس…فرجااءاً افهمي ده…وقدري اني رااجل شرقي ودمه حاامي…مااشي ياحبيبتي  !!!
أومأت له بخجل وحزن قليلاً من حدته عندما يغضب…..ليقترب منها عمر ويبث عدة قُبلات رقيقه على شفتيها طمأنتها قليلاً..ليبتعد عنها وهو ينظر لها بحُب..ثم يعود ثانيةً ويُقبلها ويطبع قُبله طويله دافئه على شفتيها….ليبتعد بعد لحظات ويعود النظر لعينيها بعشق وشغف وهو يتحسس شفتيها مردفاً بحنان
— متزعليش مني…أي واحد بيحب بجد بيغير لدرجة الجنون…مابالك أنا بقا بدمنك مش بس بحبك…فمتلومنيش على غيرتي علييك…اسف 
نجحت كلماته الرقيقه والعاشقه في تهدئتها…لتعود لمرحها ومشاكستها له…لتردف بمرح
— هاااا فين الحله بقااا عشاان احمييك وانضفك كده من ريحة المستشفى
عمر بضحك وهو يهزّ رأسه بقلة حيله
—بطلي هبل…حلة ايه اللي عاوزاها هنا في الفندق….وبعدين أنا هقوم أنا استحمى بنفسي 
يمنى بدهشه وخوف
— ايييه…لاااا طبعااً…كده الجررح مش هيخف بسهوله وهيفضل يوجعك..وبعدين الدكتوره قال ان لازملك رااحه عالاقل الاسبوع ده 
شعر بالحزن والعجز ليردف 
—يمنى..عشاان خااطري متحسسنيش اني مشلول…انا مش هفضل قاعد في السرير كده لمدة اسبوع زي الواحده الوالده…سنديني بس ادخل الحمام وأنا هعرف استحمى من غير الميه ماتيجي على الجرح
أجابت بنفي وحزن
— لاا يااعمر..انا اسفه مش هسمع كلامك في الحته دي…مش هسمحلك تتحرك كتير خلال الاسبوع ده….عشان خاطري خليني أنا اللي اعملك كل حاجه….
يمنى وهي تحيط وجه بيدها وتقول بتوسل وحنان
— احنا الاتنين واحد ياعمر..مفيش حاجه بينا..في ايه لما تظهر تعبك وضعفك قداامي…ان مكنتش اناا اسندك وابقى جنبك..مين هيبقي جنبك!!…عشاان خاطري ياحبيبي خليني اساعدك 
نظر لها بضعف..ليوافق أخيراً….فتلك النبره الحانيه منها تحوله من أسد لشبل صغير ضعيف أمامها..
استند عمر عليها..لتقوم يمنى باإدخاله لدورة المياه ومن ثم ساعدته في الجلوس على حافة حوض الإستحمام(البانيو)
لتقوم بنزع ملابسه بحذر حتى لايشعر بالتعب…لتقوم بعد ذلك بغسل جسده بالماء بيدها مع مستحضر الصابون (الشامبو) بينما هو كان يتأملها بعشق كبير دون أن تعي هي ذلك…
لتقوم أخيراً بغسل جسده  وشعره من آثار الصابون…
ثم تأخذ المنشفه وتجفف له جسده برقه وحذر دون أن تمس تلك اللاصقه الكبيره…
انتهت من تجفيف جسده..لتساعده في ارتداء ملابسه….ومن ثم تقوم باإسناده ثانيةً لتتجه نحو السرير وتضع وساده وراء ظهره تساعده في الجلوس باإسترخاء 
عمر وهو يأخذ يدها يُقربها لفمه كي يُقبلها بحنان 
— أنا فعلاً حياتي من غيرك ملهاش معنى…ربنا ميحرمنيش منك يادبشة قلبي 
يمنى بضحك ومرح
— علفكره كلمة دبش دي بتعصبني 
أجابها بغمزه ومشاكسه
— بس امتلكت قلبي…خطفته…وأنا مبسوط وراضي 
لحظه وصدر صوت طرقات على باب الغرفه 
عمر بأمر 
— قومي البسي حاجه بسرعه غطي جسمك…وانا هشوف مين
يمنى وهي تتجه لتخرج ملابس محتشمه من الخزانه 
— لاا خلييك انا هفتح أناا 
أردف بعصبيه
— لااا..اللي بيخبط ده رااجل..اخلصي البسي واقفي في جنب ولاادخلى الحمام لحد مايمشي
رمقته بدهشه وتساؤول لتردف
— مين يعني ده..وجاي ليه
عمر وهو يتجه ليفتح الباب بعد ماارتدت يمنى ملابس محتشمه
— ده ممرض من المستشفى اللي عملت العمليه فيها…جاي يغيرلي على الجرح
أومأت له يمنى بطاعه…لتقف بجانبه ولكن بعيداً عنه قليلاً حتى اذا احتاج شئ…
بينما عمر فتح الباب…لتتسع عينيه بذهول ودهشه ليردف
— انتي ايه اللي جابك…أناا طلبت ممرض 
تذكر انها لاتتحدث العربيه…فاأعاد سؤاله باللغه الإنجليزية
—Why did you come !!? I said I wanted a man nurse
أجابت ميرلين بلامبالاه 
—Male nurses are not available today … they come at night and we are in the morning
—لا يتوفر ممرضين رجال اليوم… هم يأتون في الليل ونحن صباحاً 
زفر عمر بضيق وتأفف ليسمح لها بالدخول…. لتخرج ميرلين من حقيبتها عصا حمل بلاستيكيه وتعطيه له…. ولكن قبل أن تخطو قدماها للغرفه وهي مازالت ممسكه العصا بيدها..
وجدت من يجذبها من شعرها الأشقر بشده ويدخلها للغرفه ثم تقفل الباب…لتصرخ ميرلين بتألم ويمنى تشد لها شعرها بغيظ وهي تصرخ بغضب
— انتي عاااوزه ايييه من جووزي يااابت انتتتي
صرخت ميرلين بتألم لتردف وهي تحاول أن تفلت من جذب يمنى لشعرها 
—Are you crazy … Get away from me, you idiot
هل انتي مجنونه.. ابتعدي عني أيتها الحمقاء 
جذب عمر يمنى من يدها…لتفلت يدها بدون قصد وتصطدم تجاه جرحه…تركها ليضع يده على الجرح بتألم…شهقت يمنى بخوف لتبتعد عن ميرلين وهي تتحسس وجه عمر وصدره بخوف ودموع
— عمرر اناا اسسفه…اسسفه والله غصب عني 
أومأ لها بنصف ابتسامه 
— مفيش حاجه..متخافيش….
نظر لميرلين ليردف بغضب
—Apologize…..اعتذري لها
ميرلين وهي تقوم من الارض وترتب شعرها بغضب
—Impossible .. She was the one who made a mistake first..
مستحيل.. هي من أخطأت أولاً
كادّ أن يتحدث ولكن قاطعته يمنى..لتردف بغضب وصراخ عندما لمحت ميرلين تمسك عصا بلاستيكيه خاصه بالحمل في يدها
— انت..انت….انت بتخوووني ياااعمرررر…وكماااان حاااامل مننننك
نظر لها عمر بدهشه ليجيب 
— انتـــ…….
يمنى مقاطعه بصراخ وهي تهّم لتضرب ميرلين ثانيةً
— ماااااشي ياااعمررر…طلقنااااي 
جذبها من ذراعها بغضب ليقوم بتقبيلها بقوه أمام ميرلين التي شهقت من جرأته…
ابتعد عمر عن يمنى بعد دقائق ليردف بغيظ
— اخررسي واسمعيني….أناا اتصلت بالمستشفى الصبح وانتي نايمه وقلتلهم عاوز ممرض راجل يغيرلي على الجرح وابعتوا معاه اختبار للحمل عشانك…بس انا اتفاجأت حالاً انهم بعتوها هي..بسبب ان الممرضين الرجاله دوريتهم بالليل….فهمتي ياغبيه 
يمنى بدموع وهي تنظر في عينيه مباشرةً
— يعني انت مش متجوز عليا 
عمر بدهشه وغضب
— انتي عبيييطه ياااابببت 
أخذ عمر العصا البلاستيكية من ميرلين ليعطيها ليمنى مردفاً بأمر
— ادخلي اعملي الاختبار يلااا 
هزّت رأسها بنفي شديد لتبرم شفتيها بحنق مردفه
—لاااا واسيييبك مع الحرباااايه دي….لااااء
ضحك بقلة حيله ليوجه حديثه لميرلين مردفاً بحزم
—Go out and never come back … and inform the hospital to send me a man nurse
—اطلعي براا ومتجيش هناا تااني… وبلغي المستشفى يبعتولي ممرض راجل
كادت أن تعترض وتتحجج بأي شئ..لكن نظره واحده من عمر كانت كفيله أن تجعلها تهرب من أمامه على الفور…ليغلق ورائها الباب وهو ينظر لتلك الواقفه أمامه تعض على شفتيها بغيظ وغضب
ابتسم بهدوء لينحنى عليها يُقبلها برقه..ليهمس بلهجه لطيفه
— روحي يلاا اعملي الاختبار ده..انا متفائل اووي انك هتطلعي حامل 
أومأت له لتتجه لدورة المياه…
بينما هو استند على الحائط ليصل للسرير ومن ثم يجلس عليه بتعب..فقد ألمته لكمة يدها الغير مقصوده..
مرّت دقائق قليله….ليسمع عمر صوت باب المرحاض يُفتح…لتخرج يمنى وهي تجر قدميها ورائها وكأنها غير قادره على المشي…انفجرت في البكاء وشهقت بشده وهي تمسك العصا بيدها وتقبض عليها بقوه
دق قلب عمر بخوف عليها..ليقوم سريعاً وهو يتحامل على نفسه ليتجه اليها بخوف شديد مردفاً
— يمنى…يمنى حبيبتي في اييه…ايه اللي حصل…بتعيطي لييه
جثت على ركبتيها أمامه لتنهار ببكاء شديد وشهقات عاالياا أرغمت عمر على الجلوس امامها هو أيضاً رغم تعبه 
عمر بخوف وقلق 
— حبيبتي…بالله عليكي تقوليلي فيه ايه…طب متعيطيش عشاان خااطري
لم تجيبه وظلت تبكي وهي تمسك العصا بقوه….انتبه عمر لوجود العصا بيدها…فظن أن النتيجه سلبيه …
أردف سريعاً وهو يحتوي وجهها بيده ويمسح دموعها بقلق
— يمنى…يمنى…أياً كان في ايه..تأكدي اني محلتيش غيرك…انتي كفاايا علياا يااحبيبتي والله 
نظرت له بضعف وانهيار من بين دموعهها لتجيب بصوت مهزوز من البكااء
—عمرر…أناا..أنااا……  !!!!
*******************
ظلت مارينا جالسه بجانب يوسف لحين أن يفيق من غيبوبة المخدرات المؤقته… كانت تتأمله من وقت لآخر بحزن وحيره.. حزن عليه وعلى نفسها وحيره من قلبها.. لاتعلم لما تشفق عليه هكذا رغم مافعله بها… 
تأملت الساعه على الحائط فوجدت أنه قد مرّ من الوقت ساعتين ونصف.. أعادت النظر ليوسف.. لتمتد يدها بدون وعي تزيح خصلات شعره الناعمه للوراء… انتبهت لما تفعله.. فاابعدت يدها سريعاً وهي تشهق بخجل من فعلتها…
ضربت وجهها بخفه لتردف 
—اييه ياماريناا ماالك… اللي قدامك ده كان هيأذيكي من شويه… فووقي كده واصـ……… يووووسف  !!! 
حرك يوسف رأسه بتعب وتألم.. ليفتح عينيه ببطئ وهو يهمس بتعب 
— اااه… رااسي… اااه…أناا.. اناا فيين 
مارينا وهي تقوم سريعاً برفع رأسه على ذراعها واسناده على صدرها بخوف 
— يووسف… يووسف… فووق يايووسف 
يوسف بتعب شديد
— رااسي.. اااه 
كادت أن تأتي له بالماء ولكن تذكرت تحذير الدكتور سعيد من عدم شربه للماء الا بعد نصف ساعه من لحظة ايفاقته 
اكتفت بسكب بعض الماء على يدها.. تبللها فقط… لتمسح له وجه بخوف وحنان وهي تقول بحزن
— متخافش يايوسف.. هتبقى كويس…
نظر لها بتوهان ليجيب 
— انتي مين 
علمت أنه سيقول ذلك.. فتأثير المخدر لن يزول تماماً إلا بعد ثلاث ساعات أخرى 
مارينا وهي تمسح على وجه بحنان
—هتبقى كويس صدقني…معتش تعمل كده تاني يايوسف
يوسف بتعب وهو يتأملها بعيون شبه مغلقه
—انتي مين… انا بعمل ايه هنا
لم تعرف مارينا ماذا تفعل.. فهي خبرتها مازالت ضئيله في الحياه ولم تتعرض لموقف مثل هذا من قبل… استسلمت لأسئلته.. لتجيب عليه 
—انا مااريناا.. ودي ڤيلتك يايوسف وانت كان مغمي عليك
نظر لها يوسف لينفجر في الضحك تلقائياً مما جعل مارينا تتفاجأ من ضحكه الشديد… أردف بضحك وخمول في الكلام من تأثير المخدرات
—عيونك أحلى من لون البحر 
نظرت له بخجل.. لتقول وهي تقوم وتجعله يقوم معها
—قووم يايووسف…. تعالاا معاياا هطلعك تنام فوق 
يوسف بضحك وهو يستند عليها بخمول وتعب
— و… و.. وااا… وخدتي كااام عشاان… عشاان تقضي معايااا الليله انهاارده
شهقت بخجل لتبتعده عنه سريعاً ثم تصفعه بشده على وجه…ظلت تتنفس بسرعه وغضب شديد من جرأته وحماقته… أما هو ظل يضحك بشده وكأن صفعتها لم تؤثر عليه… تراخى جسده وأخذ يميل يميناً ويساراً من أثر الخمر والمخدرات… فسقط رغماً عنه على الاريكه ورائه وارتطمت رأسه بالحائط عند سقوطه مما فزع مارينا عليه
مارينا وهي تتجه نحوه بخوف وقلق لتتفحص رأسه
—يووسف… يووسف… يووسف رد علياا انت كوويس 
جذبها فجأةً من خصرها ليجعلها تسقط عليه ثم يحكم لف يده على خصرها يمنعها من الحركه… نظر في عينيها بقوه ولكن مازال تحت آثار الشرب… ليقول بدون وعي
— انتي ميين وبتعملي اييه عندي… اااه… افتكررت…. انتي واحده من اللي بتجيلي كل يوم تقضي معايا ليله وتاخد اجرها وأشوف غيرها!! 
اتسعت عينيها من الذهول مما قاله… فقدت السيطره على نفسها.. لتنفعل عليه تصفعه بشده عدة مرات وهي تضربه في صدره وكتفه وتصرخ
— انت واااحد مجنوووون… حيووواان… ابعددد عنييي…. ابعددد ايدددك عنيي ياايوووسف… سيبني امششي… اناا غلطاانه ان وقفت جنبك 
ظل يبتسم لها ويضحك بسخريه بينما هي لا تتوقف عن صفعه حتى ان خداه تورم كثيراً من آثار يدها…. ولكنه كان يقابل ذلك بالضحك فقط وكأنها لا تضربه بل تدغده 
ثواني وتحول الضحك للبكاء لتتوقف مارينا عن الصراخ والضرب وتنظر له بدهشه واضطراب…. مال يوسف برأسه على كتفها ليشهق ببكاء تهتز له القلوب… لأول مره تراه مارينا بهذا الضعف والإنهيار 
يوسف وهو يبكي بضعف شديد 
—محتاجلك… محتاجلك اووي… خليكي معاايا… متسبنيش زيهم… انا.. انا لوحدي… عمري ماحسيت ان حد بيحبني… معرفش اصلاً يعني ايه حب… معرفش يعني ايه حنيه… ارجووكي… ارجوووكي متسبنييش 
نزلت الدموع من عين مارينا لتشاركه البكاء في صمت… فقد أهمها حاله بالفعل وشعر قلبها بالحزن والشفقه تجاه 
ربتت على ظهره وهي تمسّد على شعره بحنان.. بينما هو كان يدفن رأسه في عنقها ويبكي بشده 
مارينا بحزن ودموع 
—اهداا يايووسف.. اهدى.. كل حاجه هتبقا تمام وهترجع أحسن من الأول..
رفع يوسف رأسه لينظر في عينيها بضعف ليردف 
— مفيش حااجه هتبقاا كوويسه… اناا انكتب علياا اعيش تعيس طوول عمرري 
مارينا بنفي وهي تحتوي وجه بيده دون أن تدرك ماتقوم به.. فقد تغلبت عليها عاطفتها 
— لاا ياايوسف.. صدقني هتبقى كويس.. واوعدك ان هفضل معااك… صدقني مش هتبقى لووحدك تااني 
نظر لشفتيها بخبث ليعود للضحك ثانيةً وهو يقول بوقاحه 
— هو أناا دوقتهم قبل كده ولا لأ!! 
أدركت المغزى من كلامه ونظراته الوقحه.. لتحاول أن تفلت يده من على خصرها وتهرب قبل أن يفعل بها شئ.. فهو مازال مخموراً.. 
أحكم يوسف قبضة يده على خصرها ليُقربها اليه أكثر وهو يقول بضحك وخبث 
— مهو اكيد الجمال ده كله متلمسش مني قبل كده… مهو مش معقول يعني تجيلي لحد هنا برجلك عشان نقعد نصلي انا وانتي… اكييد انتي بتجيلي كل يوم.. قولي متنكسفيش 
لم تستطيع مارينا أن تفلت من يده… لتنفجر في البكاء بقلة حيله وهي تتوسله 
— يووسف فووق… حرااام علييك متعملش كده… اناا معملتش فييك حااجه وحشه… سيبني امشي لوو سمحت
ضحك بشده حتى أدمعت عيناه ليردف وهو ينظر لشفتيها برغبه
— لييه… هو انتي فااكره ان هسييبك تمشي كده من غيرك مااكرمك… اي ضيف يجيلي لازم يمشي من عندي مبسووط.. خصوصاً  لو كان ضيف حلو زيك كده 
مارينا ببكاء وتوسل
—يوووسف انت سكرااان… اللي انت بتعمله ده مش طبييعي… انت مش كدده ياايوووسف…. فوووق بقاااا 
ضحك ببرود ليجيب بعقل متغيب
— اوماال اناا ازااي… شكلك جربتيني قبل كده… قوولي متنكسفيش… معنديش مشكله نجرب تااني عاادي 
هزّت رأسها بقلة حيله وهي تبكي بإنهيار 
— لااا لاا انت مش كده لااا لاا يايووسف لااا 
يوسف بغضب وصوت عالي
—منااا بقووولك اهووو شكلك عاارفااني كوويس فااكيد جربتييني… عملااالي نفسسك شرريفه ليييه بقاااا 
رمقته بدهشه لترفع يدها وتنزل بصفعه على وجه جعلت خصلات شعره تتطاير على جبهته من قوتها… لتردف بصرااخ
— فووووق ياااايوووووسف… انااا مااارينااا… انت عااارفني كووويس… اناا ملييش في الســـكه دي 
نظر لها بأعين مشتعله من الغضب ليتنفس بغضب شديد… وهو يقوم ويجذبها من شعرهاا ليسقطها أرضاً وينحني عليها ليصيح بغيظ منها وهو يضحك كالمجنون
— انااا كل اللي اعررفهم ملهمش غير في السكه دي… عاارفه لييه… عشاان اناا وسسخ ومعررفش غيير ناااس وسسخه زييك 
ارتجفت من الخوف لتشهق ببكاء من تحته وهي تغطي وجهها تتحاشي نظراته الوقحه لها….ازااح عنها يدااها ليثبتهما جانباً ويقوم بتقبيلها بقوه رغماً عنها حتى شعر أنه كاد أن يكتم أنفاسها من قُبلته القويه والتي جعلت شفتاها داميه بتورم 
ابتعد عنها ليقوم بخنقها ببرود دون أن يهتم لبكائها المستمر 
انحنى ليهمس بجانب أذنيها وهو يؤكد على كل حرف يقوله
—شفاايفك طعمهاا مش غرريب عليااا…بلاااش تلعبي مع الشيطاان عشان متندميش
ظلت تسعل بشده وكادت أن تختنق لولا انه ابتعد عنها وهو يضحك بصوت عالي وكأنه لم يفعل شئ 
لتزحف مارينا من تحته وهي تبكي بشده دون أن تنطق..فقد عجز لسانها حتى عن الصرااخ 
نظر لها بخبث فاانتبه انها ترتدي قميص رجالي…جذبها من قدميها لينحني عليها ثانيةً وهو يشد شعرها بقوه..ليردف بسخريه
—ولماا انتي محتررمه…ايه اللي جاابك بيت وااحد غرريب…وقميص مين الرجاالي اللي انتي لبسااه ده… اكييد كنتي في ليله  حلوه اووي وجاايه تكملي هناا…صح!!..
انطقــييي  !!!
تحدثت بصعوبه وهي تشهق ببكاء وتألم
— هحكـ…هحكيلك…انت…انت..انت اللي..جبتني هناا…يووسف…اناا مارينا ياايوسف…انا..اناا الدكتوره مارينا..اللي بشتغل معااك..وانت..وانت شربت مخدرات كتيير و..وسكررت…سيبني…سيبني امشي ياايوسف 
انفجر في الضحك وهو ينظر لها بسخريه ليقول
— لاا حلووه الحدوته دي 
مارينا بضعف وتوسل
— يووسف انت مش في وعيك دلووقت…طب خلينا نروح المستشفى…طب..طب تعالى اوديك الكنيسه وهقول للبابا يساعدك 
هزّ رأسه بغرور وهو يضحك ليردف بثقه وسخريه
—  المستشفى دي انتي اللي هتروحيها مش أنا 
شهقت بدهشه وخوف حينما وجدته يخلع ملابسه وهو يضحك بدون وعي وعقله متغيب عن الواقع تماماً 
رجعت للوراء بضع خطوات وهي تنظر له بصدمه وخوف..لتستدير وتستعد لتجري وتهرب منه….ولكن قبل أن تهرب…جذبها من شعرها بقوه ليلقي بها على الأريكه بخبث وهو مازال يضحك…
صرخت بتوسل وبكاء شديد
— لااا ياايووسف لاااا…فووق ارجوووك…متعملش فيااا كده وحيات اغلى حااجه عندك…..
زادت جملتها الاخيره من ضحكه ليردف ببرود
—معنديش حد غاالي…انتي رخييصه زييك زييهم 
انحنى عليها غير مهتم لصراخهها…ليمزق لها ملابسها رغماً عنها وهي تترجاه وتصرخ بتوسل أن يبتعد عنها…ولكن كيف وهو متغيب عن العقل وقد حضر شيطانه!!…
نزع عنها ملابسها بالكامل ليقوم بصفعها على وجهها عدة مرات حتى يقيد حركتها ويمنعها من الهروب 
انهارت مارينا وارتخى جسدها تماماً فلم تعد تقدر على الحراك بعد انتصر الشيطان في تلك اللحظه وقام يوسف بهتك عرضها بالفعل…
لتنزل الدموع من عينيها تغرق وجهها كالمطر…ليخيم الصمت بعد تلك اللحظه على أرجاء الغرفه 
ابتعد عنها يوسف ليرخي جسده على الأرض هو الاخر دون أن ينطق بشئ…نظر لنفسه ولها بحيره كأنه يشبه عليها او يتعرف عليها فيبدو أن آثار الخمر بدأت تزول تدريجياً 
ظل ينظر لها فقط بإستغراب ودهشه ثم يعيد النظر لنفسه…بينما هي كانت تنظر للسقف وتبكي بصمت..
ليأتي الدكتور سعيد في تلك اللحظه…
شهق بصدمه وذهول مما رآه…لينتبه له يوسف على الفور..فقاام بجذب قميصه من على الارض والقاه على جسد مارينا يغطيها عنه
أفاق الدكتور سعيد من صدمته ليردف بذهول ودهشه
—ايه اللي انت عملته ده  !!!!!!
*********************
في حي من أحياء الإسكندريه المتوسطه تحديداً  في ذلك البيت البسيط.. 
إنتهت روضه من غسل الأطباق وترتيب المطبخ… لتخرج وهي تبرم شفتيها بملل وتتصنع التعب وهي تعاود الجلوس أمام التلفاز وتتصفح هاتفها
صباح والدتها بغضب
— انتي مبتشبعيش فرجه على التلفزيون ياابت.. قومي زاكريلك كلمتين ينفعوكي
ثواني وشهقت روضه بغضب لتقول بصوت عالي أدهش والدتها
— يااابن الإييه 
صباح بدهشه: في اييه ياابت 
روضه وهي تلقي بالهاتف جانبها بغضب
— الإمتحانات اتأجلت كمان اسبووع وهنمتحن في المدرسه 
رمقتها صباح بغيظ لتنحني  وتخلع نعلها (شبشب).. لتلقي به في وجه روضه وهي تصيح بها
— قوومي ياابنت ال*** زااكري.. ده انتي معندكيش دم… يعني الراجل كتر خيره ان اداكم فرصه تزاكرو فيها.. تقومي تتفرجي على التلفزيون!!  انتي بااارده لييه ياابت 
روضه بتأفف 
—ياماما انا كلمة زاكري دي بتدايقني… وبعدين انا والله بفهمها وهي طايره… هدي اعصابك انتي بس ياست الكل وانا هنجح متخافيش 
نظرت صباح لها نظره سريعه بغيظ… لتردف بقلة حيله
— وراكي درس الساعه كام انهارده 
روضه وهي تنظر لساعة الهاتف
—اممم كمان ساعه الا تلت كده 
اردفت صباح وهي تخرج من حافظة النقود خاصتها بعض النقود البسيطه
— خدي مصروفك اهو بس متصرفيهوش على الشيبسيات والاندومي.ساامعه..وخدي هاتي طماطم معاكي بالمره بدل اللي وقعتيها دي 
اخذت روضه النقود بفرح لتُقبل يد والدتها وهي تتمتم 
— موعدكيش ياست الكل والله.. ده انا لو وصلت بيا ان اكل الاندومي في عشة الفراخ وراا عشان متشوفنيش.. هعملها 
تركتها والدتها لتذهب للمطبخ تعد الطعام… بينما روضه اتجهت لغرفتها لترتدي ملابس الخروج البسيطه استعداداً للذهاب لدروسها… 
انتهت من تهيئة نفسها للخروج.. لتذهب للمطبخ تودع والدتها ومن ثم خرجت من البيت وهي تحمل كتاب الدرس في يدها لتردف في نفسها
_ اعدي على البت شفيقه ولاايه.. مبقيش غير نص ساعه على الدرس وهي بتتأخر… اممم لاا هعدي عليها عشان متزعلش.. لا أحد يأخذ الشهادات معه للقبر هيخهوخهو… 
نظرت يميناً ويساراً بحرج لتقول 
_ الحمدلله ان الشارع فاضي.. ياارب توب عليا من الضحكه المريبه دي… على رأي أمي شبه ضحكة الخنازير 
وصلت روضه لبيت صديقتها البسيط أيضاً فهذا الحي أو ذلك الشارع الضيق يجمع عدة بيوت صغيره وبسيطه جداً خاصه بالطبقه الفقيره قليلاً من بينهم بيت روضه… 
وقفت تحت الشُرفه تنادي 
— يااشفييقااااه… ااابببت اشفشق..
لم تخرج شفيقه.. فأخذت روضه حجر صغير من الأرض لتقذف به في النافذه.. 
خرجت شفيقه بعد لحظات لتلوح لروضه وهي تقول بااعتذار
—معلش يارورو مش هعرف اجي الدرس انهارده 
روضه بغضب وغيظ
—نعمم يااختي.. والله انا غلطاانه ان جتلك اصلاً… اناا عارفه انك واحده فااشله 
شفيقه بضحك 
— مخلااص بقاا يارخمه…. احنا عازمين اختي وجوزها فمش هعرف اجي والله 
قذفت روضه حجر أخر عليها.. لتنحني شفيقه لليسار فيقع الحجر دون أن يمسسها 
شفيقه بضحك واستفزاز
— مجاااتش.. مبتعرفيش تنشني حلو 
روضه وهي تخرج لسانها بغيظ
— وبتزعلي لما اناديلك ياشفشق… طب ياشفشق ياشفشق يلااا هي… عيطي بقاا 
شفيقه ببرود 
— مقهوورين من الملـككه 
في ذلك الوقت خرج شاكر شقيق شفيقه.. 
شاب في الواحد وعشرون من عمره بسيط الشكل يدرس في كلية الآداب… لوح بيده لروضه وهو يغمز لها 
— عاامله اييه ياارودي 
رمقته روضه ببرود فهي لاتطيقه بالمره.. لتردف وهي تستعد للذهاب
— ملكش دعوه ياشكوكو 
أجابها بضحك 
— بكرره يبقاا لياا 
أدرات له ظهرها لتمشي تجاه الدرس وهي تتمتم بغيظ
— عيل باارد جتك القرف 
خرجت روضه من الشارع نهائياً..لتستقل تاكسي يقلها لشارع قريب من البحر حيث يقع مركز الدروس 
ترجلت من التاكسي ودفعت له الأجره…لتمشي تجاه الدرس…
توقفت فجأةً عندما وجدت إمرأه تبيع الطماطم على حافة الطريق المقابل 
روضه بتفكير 
— أروح اشتري طماطم الاول عشان منساش ولااستنى بعد الدرس عشان هتحرج ادخل وانا شايله طماطم؟!…اممم هشتري بقاا وخلاص يمكن المستر يأخرنا ومعرفش اشتري بعد مااطلع 
اتجهت بالفعل لتعبر الطريق بحذر وتشتري الطماطم…دفعت للبائعه حقها لتعود ثانيةً وتعبر الطريق…ليقع منها كتابها فجأةً..انحنت لتأخذه..
تفاجأت بسياره تنحدر تجاهها…ففزعت بشده لتترك الطماطم وتبتعد سريعاً عن السياره..
دهست السياره الطماطم…افاقت روضه من خوفها…لتشهق بدهشه عندما وجدته ينزل من السياره بحذر ويتفحص ما تحتها..
روضه بدهشه 
—  هوو اانت!!
أدار لها أكرم وجه ليشهق هو الاخر بدهشه 
—Ben jij !!!        !! انتي
رمقته بغضب لتردف 
— هو انتي يبني طلعتلي في البخت…انت حكاايتك اييه مع الطماطم مش فاهمه…انت كنت بيااع في سووق الجمعه وانت صغيرر…وبعدين اييه السوواقه النتنه بتاعتك دي…اكيد باابي اللي جايبلك العربيه دي في العيد 
أكرم بعدم فهم 
—Ik begrijp je niet .. Spreek langzaam, alsjeblieft
أنا لا افهمك..تحدثي على مهل أرجوكي 
روضه بتأفف منه 
—اووف…هيعملي نفسه بقا هربان من حصة انجليزي…سكتت قليلاً تتفحصه جيداً بينما أكرم كان ينظر لها بحيره..
انتبهت للغه التي تحدث بها..لتقول بدهشه
— استنى استنى…اللي انت قلته ده مش انجليزي…انت اكيد في مدرسة لغاات من الجامدين دوول..صح!!   
ماتنطق يااااض سااكت لييه 
أكرم بنفاذ صبر 
— أنا اسمي أكرم من المانيا وهذه أول زياره لي لمصر…فقط هذا ماعلمني اياه صديقي أنس..وبعض الكلمات الاخرى البسيطه 
روضه وهي تنظر له بشك
— من المانيا واسمك اكرم وصاحبك اسمه انس..
لييه ألمااني من بولاق!! 
أكرم بصدق 
— أنا أقول الحقيقه 
أومأت له روضه وهي تتأمله جيداً….فيبدو أنه لايكذب في نظرها..حتى أن ملامحه تخلط بين الشرق والغرب ليظهر بشكل وسيم يجعل الكثير من الفتيات يتمنون الزواج به…إلا تلك الثرثاره التي لا يهمها الشكل ولا يجذبها سوى الرجل الخلوق 
عقدت يدها على صدرها لتردف بتساؤل 
— بتعرف تكلم انجليزي 
أومأ لها: نعم..جيداً 
روضه بغضب مصطنع 
— مااقلتش لييه من الأول…نازل في الألماني دودودودو…..انا بعرف اتكلم انجليزي بس كلابي كده….واي ديد يو كاام ان ايجيب 
Why did you come to Egypt؟
لماذا اتيت الى مصر..؟
قالتها روضه ولكن لم تخرج الحروف بطريقه صحيح..
مما جعل أكرم يتشتت قليلاً قبل أن يجيبها..
—I am studying interest in my research
أقوم بدراسه تهمني في بحثي.. 
لم يخبرها أكرم بالحقيقه.. فهو جعل ذلك التسجيل سراً بينه وبين نفسه.. حتى يستطيع الوصول لأحد من افراد عائلة الرفاعي… فقد ذهب للشركه أمس.. ولكن لم يستطيع الوصول إلى مايريده…ولم يجد أحداً من افراد العائله هناك.. سوا بعض العملاء ووقتها لم يكن مُهاب قد وصل لمصر بعد.. 
أومأت له… لتستأذنه للإنصراف وقد تزكرت درسها… نظرت لساعة هاتفها بغضب.. فقد بدأ الدرس منذ نصف ساعه
لاحظ أكرم  علامات الإستياء على وجهها… اردف بتساؤل
—Did anything happen to you? 
هل حدث شئ معك 
أجابت بتأفف
— الدرس فاتني.. مبسوط كده.. والطماطم حضرتك دوست عليها… هاخد علقه بالحزام بسببك.. انبسط بقاا 
نظر لها بعدم فهم ليردف بقلة حيله
—تحتاجين مساعده!! 
روضه بغيظ منه
— اسكت ياعم الأمور عشان مش فيقالك دلوقت… انت اللي محتاجه المساعده 
ظل واقف يتأملها بقلة حيله… ليتفاجأ بها تذهب من أمامه 
أكرم باإهتمام 
—Can i see you again!! 
هل أستطيع أن اراك مجدداً 
رمقته بدهشه من سؤاله لتجيب بضحك وسخريه
—ااه.. لو ماما ادتني اشتري طماطم تاني 
ظلت تضحك برقه لتضيق عينيها وتغمض عندما تضحك… مما جعل أكرم هو الآخر يشاركها الضحك وهو يتأملها بإعجاب… وكأنما يقول لنفسه.. 
بسيطه جداً ولكن جميله بحق.. 
توقفت روضه عن الضحك عندما وجدته يتأملها بإعجاب… تنحنحت بخجل 
_ احمم.. طب استأذن انا بقا بدل ماارتكب جريمه دلوقت… عشان مبحبش حد يتنحلي كده 
أكرم بإبتسامه 
— مااسمك!؟ 
روضه بضيق
—ولااا ولااا أناا مبحبش أتكلم مع بالطريقه دي… اي نعم أجنبي على عينا وراسنا.. بس جو اللغه العربيه ده بيفكرني بمسلسل اطاطا لما كان اللمبي قاعد مع قريش وكلهم بيتكلموا بالفصحى الا هو بيتكلم مصري… 
كان يتأمل ملامح وجهها الهادئه وتعبيراته المضحكه وهي لا تتوقف عن الثرثره 
روضه وهي تلوح بيدها أمام وجه
— اييه ياااعم ررحت فيين… يلااا بقاا اناا همشي… فررصه سعيده أستاذ كرمله 
اوقفها اكرم مردفاً بحرج
— أريد ان أتحدث اللغه المصريه 
نظرت له بدهشه.. لتضحك بشده وهي تقول
—لااا مش هيليق عليك الكلاام بالمصري… يعني مش متخيله ان انت تقول مثلاً.. اييه ياازمييلي… حلااوتك يااشبح 
أكرم وهو يقلد أخر جمله قالتها
— هلااوتك يااشبت 
روضه بدهشه وضحك شديد حتى أن انفاسها كادت أن تتوقف من كثرة الضحك
—ههههه هلاااوتك!!!  ههههه هموووت طب هلااوتك وهنعديها… انما اييه شبت دي!!!  
أكرم وهو يشاركها الضحك 
—لا أعلم 
روضه بضحك وتفكير
—امممم… بص انا هعمل فيك ثوااب واعلمك مصري
اكرم باابتسامه واسعه
—حقاً!! 
أجابت لتعود للضحك بشده ثانيةً 
—أجل ياسيدي 
بص بقاا احنا نقعد على البحر شويه اديك اعلمك كلمتين كده ينفعوك وقت ضيقه 
أشارت له بأن يعبر الطريق معها ليتجه الاثنين نحو حافة البحر يجلسان على صخره كبيره أمامه… ولكن حرصت روضه على وضع مساحه كافيه بينهم 
أكرم بتساؤل 
—Why are you sitting away?
لماذا تجلسين بعيداً؟ 
روضه بجديه
— عشان انت غريب عني.. وانا نيتي اساعدك لوجه الله بس.. لكن اي حركه هكه ولاهكه… هديك كف خماسي على وشك علطول 
أكرم بعدم فهم
— ما معنى ذلك!؟ 
تابعت روضه 
—يعني انت مش جوزي ولاابويا ولأخويا عشان تلزق فيا.. فهمت في ليلتك دي ولاايه 
أومأ لها أكرم وهو يضحك على تعبيرات وجهها.. ولكن لم يستطيع فهم ماقالته جيداً… فهو يتبع الديانه الإسلاميه.. ولكن لم يهتم والده بتعليمه أي شئ من الإسلام… 
أردفت روضه وهي تتأمل أمواج البحر تداعب رمال الشاطئ أمامها 
— اممم تحب نبدأ باايه!!… بص احنا نخش على اسامي الاكلات المصريه المشهوره… عشان دي حاجه مهمه جداً… قولي ايه الاكله المفضله عندك…يوور ڤاڤورت فوود يااعم 
أكرم بضحك 
—Leberkäse  ليبيركاس
روضه بثقه
— أديك في الكزلك سيف 
أكرم بعدم فهم 
— ماذا!! 
روضه بضحك 
— من أين لك هذا 
أكرم بتلقائيه
— تقصدي من!
تنهّدت بنفاذ صبر لتردف
— انت شكلك هتفقعلي مرارتي انهارده…اسمع يااض انت هناا في مصر الاكله المشهوره..اسمها كُشري…اسمهاا اييه!!؟
أكرم وهو يردد ورائها
— خشري 
روضه بدهشه وضحك
— خشري!!!   كُشري.. كُشري يابني… اسمها اييه!! 
أكرم مردداً 
— خُشري خُشري 
ضحكت بشده لتردف بقلة حيله
— خشري خشري مع التكرار هتجيبها صح 
تابعت بحماس 
— نخش بقاا على الجد… عشان تبان انك واد روش.. لازم تبقا سرسجي في نفسك 
أكرم بعدم فهم 
— مامعني ذلك!!؟ 
روضه وهي تكتم الضحك
—قول معايا كده..  
وبنينا وهنبدع أديك ده متجيش ترجع…
صباح صباحو صباحو صبح 
سكت أكرم قليلاً يجمع الكلام..لينطق بعدم فهم
— صبااح ترجع 
انخرطت روضه في الضحك بشده لتقول من بين ضحكاتها 
— انت كده بتغلط ف امي يااض انت…صبااح مين اللي ترجع يامعفن 
ضحك أكرم ليردف بيأس
— أنا لا أفهم شيئاً
روضه لنفسها بضحك
—والله حرام عليكي ياروضه اللي بتعمليه في الواد ده…ده شكله غلبان ومش عارف اي حاجه خاالص..لاا بس لذيذ والله…بيضحكني اوي..عامل زي لذيذ اللي في المسلسل بتاع في بيتنا روبوت..حافظ مش فاهم 
تابعت بصوت مسموع لينتبه لها أكرم 
—بص بقاا..اللي فاات حمااده واللي جاي كله حماده تاني خاالص 
لما تيجي تعرف نفسك لحد..لازم يبقا عندك ثقه كده عشان اللي يشوفك يقول مين الشب الجامد ده ياجدعااان…متنحش كده انا عارفه انك مش فاهم حاجه في ليلتك الحلوه اللي شبه شعرك دي…انت حاطط ايه على شعرك 
أكرم وهو ينظر لها يحاول ان يفهم شيئاً مما تقوله 
لتردف روضه بلغه يفهمها 
—What do you put on your hair
ماذا تضع على شعرك!؟
أكرم بفهم 
— لا شئ فقط ماء 
روضه وهي تضيق عينيها بنظره مضحكه
— كدااب كدب السنين 
ضحك أكرم عليها وهو يتأملها بإعجاب واضح
 لتتابع هي بتخمين
—  يعني انت مش حاطط زيت فاتيكا صبار للشعر لو الشعر مقشف مااشي…هااه..مااشي ولا قااعد هيخهخوخهو 
لم يستطيع اكرم ان يتمالك نفسه…ليقهقهـ بصوت عالي..مما لفت انتباهها ملامحه الوسيمه..لتدير وجهها عنه وتقول بصوت منخفض 
— لاا ياارب لاا استغفر الله العظيم..اييه هنكفر..طب اقطع دراعي ان مكان عامل عمليات تجميل….لاا..عمليات تجميل اييه…ده انا اللي عاوزه عمليات تجميل 
قطع أكرم شرودها ليسأل
— هل انتهينا!! 
أجابت بحماس
—لاا احنا وقفنا عند ازاي تعرف نفسك للناس وتبان انك واد مقطع السمكه وديلها كده…
لما حد يقولك انت مين ولايسألك عن اسمك…هتعمل كده وتجاوب
فتحت فمها لتصفع خدها برقه وهي تقول بطريقه تشبه المجرمين في حديثهم
— أناا العبد لله اكررم حازوقه بازوقه وهتعورني هعورك واشلفطلك منظرك 
فتح فمه بدهشه لينفجر في الضحك ثانيةً على حركاتها…ليردف اكرم بقلة حيله من بين ضحكاتها
—You have a great sense of humor
لديك روح فكاهه عاليه 
روضه بثقه وغرور مصطنع
—كانو طالبني في مسرح مصر امثل بس رفض عشان مشغولياتي كتيير…طب عاارف اغنية فكهاني وبحب الفاكهه..سعد الصغير كان يقصدني أنا 
كالعاده لم يفهم أكرم ماقالته…ولكنه ابتسم لها بإعجاب ليقول
— انتي جميله 
تأملته للحظات بدهشه..لتدير وجهها بخجل وهي تقول بمرح وتستعد للوقوف 
— انا جميله طول عمري..سلاام بقاا يااستاذ أكرم 
رمقها بدهشه وحزن قليلاً وهو لا يصدق أنها ستذهب..ليتذكر سريعاً أنه لم يعرف اسمها بعد 
— مااسمك؟
أجابت روضه بمرح 
— رووضـ….عاااا 
لم تكمل الكلمه لتنزلق قدميها من الصخره وتفقد توازنها…لينتبه لها أكرم سريعاً..وتسقط روضه بين ذراعيه..
تمسكت بقميصه بشده وهي تغمض عينيها…لتفتحهما ببطئ فوجدت نفسها يحملها بين يديها ويتأملها مبتسماً برقه 
شهقت بخجل لتطيل النظر بعينيه رغماً عنها..
انتبهت بعد لحظات لما هي عليه..فااردفت بخجل وتوتر من نظراته
—  اييه بقاا جو المسلسلات الهندي ده…نزلني يااعم انت بدل مااعلم على وشك 
أكرم وهو يدقق النظر بعينيها لتتحاشى هي نظراته بخجل
— مااسمك؟ 
روضه بتوتر وخجل
— رو..روضه 
أكرم مردداً بتعجب
— روضه… روضه 
روضه بضحك ومزاح وقد نست انها بين يديه 
— بتفكرني بالراجل اللي كان بيغني  في فيلم 
كريم عبد العزيز..اما كان بيغني كل شويه…مرريييم..مرريييم 
أكرم بضحك عليها 
— ما رأيك أن نصبح أصدقاء!؟
روضه في نفسها 
— اصدقاء!! 
#الدبش_اللي_خطفت_قلبي  الجزء 2
  #النصف_الثاني_من_الحلقــه الحـادية عشــر لـ نرمينا راضي  ✍️
_________~~~_________
ارتجف جسدها من الخوف من جملته اللي ألقاها على مسامعهم كالصاعقه.. 
اقتربت ريناد منه وهي تمشي ببطئ أو كأنها تجر قدميها من الخوف.. أردفت بصوت ضعيف مضطرب: 
— حمزه!! 
نظر لها بطرف عينيه نظرة فتور وجمود وكأنها لاتعني له شيئاً.. 
أعاد نظره للرجل الواقف يرتعب من هيئة حمزه وملامحه الجامده والتي تثير الرعب لكل من يراها… تحدث بصوتٍ هادئ جداً ولكن مرعب: 
— من فيكم اللي فكر في الموت الأول  ؟!! 
قضبت ريناد والرجل حاجبيهم بإستغراب من سؤاله…تابع حمزه بصوتٍ مخيف أكثر:
—اللي يفكر بس يلمس باب الأوضه دي..نهايته بتبقا سوده زي تفكيره…مجرد مايفكر بس…لكن انتم الجرأه خدتكوا ودخلتوها… تفتكروا هعمل فيكم إيه!!!……سكت قليلاً وهو ينظر لهم بكل برود..ليتابع بصراخ جعلهم ينتفضوا من مكانهم 
— انطقوووووااا  مييييين فييييكم اللي فتتتتح البااااب
ارتجف جسد ريناد من الخوف أكثر وامتلأت عينيها بالدموع وهي تتأمله بخوف وضياع وكأنما هذا الذي يقف أمامها..ليس حمزه الذي كان يدللها في الصباح..
أما الرجل شعر بأن لسانه شُل عن الكلام…فلم يستطع أن ينطق بأي شئ سوى أنه أخفض رأسه هارباً من نظرات حمزه القاتله….
مرّت دقائق على الإثنين الرجل وريناد كأنها ساعات من الرعب.. الرجل الذي كانت صوت دقات قلبه العنيفه تصم الأذان.. وتلك المسكينه التي وضعت يدها على بطنها كأنها تحمي طفلتها من هذا الوحش الثائر.. 
لينتبه الإثنين لصوت يعرفونه جيداً… صوت تكة زناد المسدس!! 
شهق الإثنين بهلع وخوف شديد… ليرتجف جسد ريناد بشده وهي تراه يصوب مسدسه لرأس الرجل مباشرةً.. 
ابتلعت ريناد ريقها بصعوبه من الخوف.. كادت أن تنطق لتنقذ الرجل المسكين ولكن شعرت بأن العبارات اختنقت في حلقها… 
اندفعت ريناد سريعاً لتقف  أمام حمزه وفي وجه المسدس مباشرةً.. عقد لسانها ولم تستطيع أن تتحدث.. ولكن صوت  بكائها الشديد كفيل بتوضيح ما تشعر به… 
نظر لها حمزه بكل برود لا يبالي تماماً بدموعها التي اغرقت وجهها… لتنطق ريناد أخيراً بصوت ضعيف مهزوز من الخوف وهي تحرك رأسها يميناً ويساراً بتوسل 
—لا ياحمزه.. لااء.. متعملش كده عشان خاطري 
رمقها بنظره ساخره وملامح جامده لم تهتز لتوسلاتها ولا لبكائها.. ليقوم بدفعها بعيداً عنه.. شهقت ريناد بدهشه وانهيار لتقوم سريعاً بوضع يدها على الحائط امامها تتحاشي تلك الحديده البارزه من الأرض والتي كانت بينها وبين بطنها بضع سنتيمترات فقط.. ولولا انها انتبهت سريعاً لبروز الحديده.. لكانت الآن في عداد الموتى هي وطفلتها…
وقعت على الأرض بعيداً عن الحديده لتضع يدها تحتوي بطنها جيداً وتتنفس بصعوبه وهي تتأمله بدهشه وخوف كبير…تسمّرت في مكانها لا تقوى على الحركه… بينما هو نظر لها بطرف عينيه بسخريه وكأنها ليست ريناد طفلته كما كان يناديها.. 
ابتسم حمزه ببرود للرجل الذي  اصطكّت أسنانه من الخوف والفزع
ليرفع المسدس ويصوبه تجاه رأسه ثانيةً..
جث الرجل على ركبتيه بخوف شديد ليمسك يد حمزه يُقبلها بتوسل وبكاء مردفاً بخوف وهلع
— ابووس ايدك يابيه..ابووس ايدك سامحني…والله ماهعمل كده تاني..ابوس ايدك ياحمزه بيه سيبني امشي..انا عندي عيال بشتغل عشان يعيشوا يابيه…ابوس ايدك يابيه سيبني امشي 
جذب حمزه يده من الرجل ثم ركله بقدمه في صدره..فوقع على ظهره وهو يمسك صدره بتألم شديد ويبكي بحراره 
أشفقت ريناد على الرجل وهي تبكي بصمت هي الأخرى..لتشهق بفزع ودهشه عندما رأته يضغط على الزناد بالفعل لتنطلق الرصاصه…ولكن قبل أن تخترق رأس الرجل
قامت سريعاً واندفعت تجاه لتدفع يده بعيداً.. فوقع المسدس منه وانطلقت الرصاصه لتصيب ذراع الرجل.. 
صرخ الرجل متألماً بشده وهو يمسك ذراعه بتعب وألم شديد من الرصاصه والتي جعلت ذراعه ينزف دماً حتى أغرورقت ملابسه..
نظر حمزه لريناد نظرات غاضبه قاتله وكأنه لا يعرفها… ليقوم بشدها من شعرها بقسوه مما جعلها تصرخ بتألم.. همس في أذنيها بحرقه وشده
—لأول مره رصاصتي تفشل وأصوب غلط… وده بسبببببببـكككك قالها وهو يرفع يده ليصفعها على وجهها بقوه مما جعلها تسقط على الارض بعيداً عنه وكأنها دميه في يده وعندما يأس منها مزقها والقى بها بعيداً 
لتضع ريناد يدها على وجهها بتألم وقد انعدمت الرؤيه امامها تماماً من كثرة البكاء والإنهيار.. 
وضعت يدها على بطنها تحتويها جيداً وهي تبكي بشده فقد عادت طفلتها تتحرك سريعاً في أحشائها.. فلأول مره يرفع حمزه يده عليها.. مما ذاد ذلك من الألم الجسدي والنفسي معاً.. 
تحدثت بضعف وانهيار وهي تشهق ببكاء لتخرج الكلمات منها مهزوزه
—لييه… لييه… لييه… انت… انت فااكره الناس عندك عصافير… حراام علييك… لييه بتعمل كده… لييييه 
اقترب منها وقد اعماه الغضب تماماً وسيطرت عليه شخصيته القاسيه المرعبه ثانيةً ليهمس أمام وجهها وهو يتنفس بغضب شديد.. 
—مش انتي اللي تقوليلي اعمل ايه ومعملش اييه… مش حتة طفله زيك اللي هتمشي كلامها عليا 
نظرت له بااستعطاف وضعف لتنتهز فرصة اقترابه منها… وتحيط وجه بيديها لتنظر في عينيه بحُب وبكاء وتهمس بتوسل
— لااا.. ريناد.. طفلتك.. طفلتك ومراتك ياحمزه 
ضحك بسخريه ليردف بملامح جامده
— هو محدش قالك ان الاطفال بينضحك عليها 
انزلت يدها من على وجه لتتأمله بضياع وهي تقول بعدم تصديق
— يعني… يعني ايه!!!… يعني انت… انت كنت بتضحك عليا… يعني انت مبتحبنيش!!  
تأملها للحظات ببرود.. ليخفق قلبه بشده ينطق بااسمها فقط.. ريناد!!  ولكن… ولكن يبدو أن شخصيته المرعبه تسيطر على عقله بالكامل… ليشعر الجن.. بل أن لقب الجن قليل على شخصيته… هو المارد بعينه… ليشعر بالتشتيت في قلبه وعقله… 
و إذا كان على القلب توجيه الأسئلة فعلى العقل الرد عليها…ولكن قلبه وعقله بينهما حرب…إذاً فلينتصر مارده على الأثنين…ليجيبها ببرود 
—الحب مرفوض في حياتي…انتي كنتي مجرد واسطه عشان توصلني للي عاوزه…..اقترب منها ليهمس بصوت يشبه فحيح الأفعى وهو يؤكد على كل حرف يقوله
— انتي…مجرررد…لعععبببه…ياااا بنت سااامح الصعييدي
نظرت له بتوهان وضياع لتتحدث بصوت مضطرب 
— انت…انت بتقوول اييه
صرخ بها بغضب
— بقووول اللي سمعتيييه…ايييه…انطرررشتتتي 
هزّت رأسها بعنف فتطايرت خصلات شعرها معها…مشكله أروع صوره حزينه…لتصرخ رينااد باانهيار وضعف
— لاااا…لااااا..لاااا….لااااا…لااااا 
اقترب منها ليجذبها من شعرها بقسوه ثانيةً ليردف بغضب
— اخررررسسييي….مش عاااااوووز اسمممع صوووتك 
وضعت يدها على يده الممسكه بشعرها بقوه لتردف ببكاء كالطفل تماماً
— برااحه ياحمزززه… رااسي بتوجعني 
وجد نفسه يرخي قبضة يده عنها بدون وعي ليبتعد عنها وهو ينظر لها بشفقه وكُره في نفس الوقت 
القت نفسها على صدره لتحتضنه وهي ترفع وجهها له وكأنها لم تسمع ماقاله عن نسبها الأصلي فقد ظنت أن تلك النوبه عادت اليه ثانيةً لذا فهو يهذي بكلمات لا صحه لها أي ليست حقيقيه…لتردف ريناد بضعف وبكاء وهي تنظر في عينيه 
— حمززه…أنا ريناد مرااتك ياحمززه…ريناد اللي قلتلها مش هقدر اعيش من غيرك…ريناد حبيبتك وطفلتك….حمزه..انا..انا حامل منك ياحمزه واقل من شهرين هيكون معانا بنتنا…آيلا ياحمزه…اسم بنتنا اللي اخترناه سواا 
في تلك اللحظه استغل الرجل انشغالهم…ليتحامل على نفسه وهو يمشي بتعب شديد وببطئ من ذراعه المفتوره بالدماء…وبالفعل استطاع الخروج من الغرفه دون أن ينتبه له حمزه…ليجري بتعب بعد ان خرج من البدروم نهائياً ليتجه الى بوابة الڤيلااا واستطاع الهرب بالفعل…فقد كان حارس الڤيلا نائم في ذلك الوقت ولم ينتبه للعامل المسكين..
رمقها حمزه بنظره ساخره..ليدفعها بعيداً عنه وهو ينظر لها بضحك وسخريه
— مش هنكر ان عشت معاكي أيام حلوه…بس اللي كنت عاوز أوصله خلااص حصل…فوجودك دلوقت ملوش أي تلاتين لازمه
ريناد بدهشه وذهول مما تسمعه
—  توصل لاايه!!! انا..انا مش فااهمه حااجه..
تأفف بغضب وانفعال ليجيب بقسوه
— يعني اناااا متجوووزك عشاااان سبب..عشاااان مصلحـه….فهمتـي ولاااا افهمممك بالطرييقه التاااانيه 
تحدثت بصوت مهزوز ومازالت الدهشه والصدمه تسيطر على ملامح وجهها
— مـ…مصلحه!!!…طب..طب خلتني احمل لييه!!
صرخت باانهيار وبكاء
— انت كداااااب….مش حمززه حبيبي اللي بيتكلم دلوووقت…لاااا..لاااا انت..انت بتكدب علياااا…ايووه…انت كداااب…عشااان…عشاان لو مكنتش بتحبني…مكنتش خليت في بينا طفل…انت بتحببني ياااحمززه 
كادّ أن يجيبها ولكن انتبهت عينه لعدم وجود الرجل معهم…زادت علامات الغضب والقسوه عليه…ليخرج من الغرفه سريعاً وهو يتنفس بغضب 
سمعته ريناد يزئر كالأسد بشده
— هرررررب….سبتووووووه يهررررررب….اتشاااااهدوو على روووحكم ياااولاااد الـ **** 
ارتجف جسد ريناد بشده لتنتبه لمسدسه مُلقي على الارض امامها…اسرعت بأخذه وافرااغ الرصاص منه…لتلقي بالرصاص في احد الثقوب بالجدران بصعوبه..
انتفضت بفزع عندما وجدته يدلف للغرفه وهو يبحث عن المسدس بنظرات مرعبه..
نظر لها بغضب وقسوه ليقول بصوت حااد
— المسدس فييين 
أجابت بصوت مهزوز ضعيف
— مـ…معررفش 
انحنى عليها يشدها من شعره بقوه ليوقفها أمامه وهو ينفث في وجهها بغضب ليقول بقسوه 
— مكنتش ناوي اعمل معاكي اللي هعمله ده 
صرخت بفزع لتنهار ببكاء وهي تحاول أن تفلت شعرها منه عندما رأته يخرج مفتاح ذهبي قديم من جيبه ليقوم بفتح قفل الباب المصنوع في أرضيه الغرفه 
ريناد ببكاء وصرااخ
— لااا ياااحمززه..هتعمل اييه..حراام عليييك..لاااا عشان خاطري…عشاان خااطر بنتنا ياحمززه 
لم يهتم لصراخهها المستمر ليفتح الباب بالفعل…فخرجت رائحه كريهه من داخله…مما جعل ريناد تعافر وهي تحاول الهروب منه وتصرخ ببكاء يمزق له القلب 
قام بحملها بين ذراعيه فدفنت رأسها في عنقه وتمسكت بقميصه بشده لتغمض عينيها بخوف عندما وجدته ينزل بها من على السلم الخشبي المتهالك بعض الشئ…
ليهبط لتلك الغرفه الصغيره والضيقه أسفل البدروم بل أسفل الڤيلا بأكملها وكأنها بنيت في باطن الأرض 
ابعدت ريناد رأسها قليلاً عن عنقه لتتفحص تلك الغرفه بخوف شديد…لتنتابها رعشه الخوف..فكانت الغرفه اشبه بالقبر تماماً…رائحتها كريهه جداً…ينتشر الظلام بها..فقط نور طفيف اضاءه حمزه لينير الغرفه قليلاً
شهقت بخوف عندما رأت بعض العظام ملقاه في ارجاء الغرفه هنا وهناك…ارتجف جسدها أكثر وتمسكت بقميصه بقوه لتبكي بحرقه ومراراه…فالعظام بالفعل بشريه..
أنزلها حمزه على الارض ولكنها تمسكت به بكل قوتها قبل أن يلمس جسدها الأرض…لتهمس له بتوسل
—مستحيل..مستحيل تعمل في طفلتك كده..
أزاح بقوه قبضة يدها المتمسكه فيه دون أي اهتمام لتوسلاتها 
ليضعها على الأرض فوجدها تنظر له بضعف وترتجف بشده..وأيضاً حركة ابنتهما كانت واضحه في بروز بطنها 
ظل كلاهما للدقيقه ينظران لبعضهما بنظرات ضعف وتوهان من ريناد ونظرات شفقه وتشتت من حمزه 
نزلت الدموع من عينيها بغزاره…لتمتد يد حمزه يمسحها لها دموعها بشفقه…اقترب منها أكثر ليُقبل لها جفونها بدفء.
مال بشفتيه يُقبل كل انش في وجهها بحراره ليصل لشفتيها يُقبلها برقه وببطئ أكثر…لتستسلم له بحُب وتتجاوب معه وهي مازالت تبكي في صمت..
ابتعد عنها بعد دقائق لينظر لشفتيها بتلذذ..ليقوم بتقبيلها ثانيةً ولكن باتت تلك القُبله اقوى عن كل قبلاتهم السابقه..وكأنها قُبلة الوداع الأخيره 
ابتعد عنها ليتنفس أمام شفتيها بصعوبه…همس ببرود
— اسف…اجمل ايام عشتها كانت معاكي…بس هي الايام الحلوه دايماً قصيره 
ابتعد عنها ليقوم ويتركها…امسكته يده سريعاً وهي تنظر له بترجي وتوسل…تحدثت بضعف
—متسبنيش ياحمزه…مليش غيرك 
جلس ثانيةً أمامها ليجيب بجمود
—أي حاجه بتقف عقبه في طريقي..لازم اتخلص منها..وانتي عقبه في حياتي ياريناد…لازم اتخلص منك…اسف 
نظرت له بضعف وتوسل لتقوم بوضع يده على بطنها..تجعله يتحسس حركة ابنتهما…لتهمس ريناد ببكاء
— عشاانها…عشاان خاطر بنتنا…هي…هي ملهاش ذنب 
شعر بالقشعريره تنتاب جسده عندما احس بحركة ابنتهما…ابعد يده سريعاً ليدير وجه عنها حتى لايتأثر بها…سكت قليلاً يتنفس بغضب…ليتابع ببرود
—الموت لها ارحم…وارحم ليكي انتي كمان 
تركها دون أن ينظر لها..ليصعد ثانيةً على السلم الخشبي ليخرج من الغرفه 
صرخت ريناد ببكاء وتوسل وتخرج الكلمات منها متقطعه
— حمزززه..عشااان خاااطري…عشااان خاااطري يااحمززه متعملش كده….حمززه انااا خااايفه…بنتناا..بنتناا يااحمززه كماان خاايفه…طب..طب سيبني امشي ومش هتشوفني تااني والله…حمززه بالله عليييك…حمزززه همووت والله 
شعر بكلماتها تمزق قلبه ولكن هيهاات..
فدائماً يؤمن بمقولة:
كي تعيش مرتاح في هذا الكوكب العجيب.. عليك أن تتعلّم فنون القسوة.. وأن تمتلك قلب كالحجر…
ليقوم بكل جبروت وقسوه بااغلاق الباب عليها دون رحمه أو تاثر ببكائها 
..
وضعت ريناد يدها على وجهها تتحاشى النظر للعظام الملقاه امامها والتي تنبعث منها رائحه كريهه…
ظلت تبكي بشده وتشهق بصوت عالي يكاد يختنق بالبكاء…لتقول بضعف وتعب
— ياااارب..اناا مليش غيررك..احميني واحمي بنتي ياارب..ياارب طلعني من هناا…انا خايفه اوي ياارب 
عزيزي القارئ تخيل معي هذا المشهد…تخيل أنه تم سجنك في غرفه تشبه القبر تماماً..برائحتها الكريهه والعظام البشريه المنتشره في ارجاء الغرفه..والظلام يحيط بك…
ماهو شعورك!!؟
لانستطيع الا أن نقول: لكِ الله ياريناد…
*****************
في ذلك البيت  الذي اُختطفت فيه نور.. 
تجمع الثلاثة رجال حولها ينظرون لها بنظرات افتراسيه كالذئب.. ليقول كبيرهم بلهجه آمره وهو عادل
—فوقولي الحته دي وكتفوها كويس 
امتثل الرجال لأوامره ليقوم بسكب الماء في وجهها مما جعل تشهق بشده وتسعل عدة مرات 
نظرت لهم بخوف لتقول بصوت مرتجف
— انتوا.. انتوا مين… فين عمي!! 
ضحك عادل بسخريه ليجيب
— مفيش عمك… في عادل 
نظرت له نور بخوف فعرفت على الفور أنه سائق التاكسي 
أردفت بخوف وارتجاف
—انتوا عاوزين ايه مني… ده.. ده مش بيت عمي 
اقترب عادل منها وهو ينظر لها ولجسدها بخبث ليقول بوقاحه
— لااا… بس طلعتي جاامده… رفع صوته يوجه حديثه لصديقه المخمور ليتابع… مش كده ياااسميير ولااايه… الحته دي غير كل اللي فااتوو… شكلها هتتعبنا وتاخد وقت طويل
تجمد الدم في عروقها.. لتردف نور بتوسل
— لو سمحتوا ابعدو عني 
نظر الثلاثه رجال لبعضهم.. ليضحكوا بشده…. اردف عادل بضحك وسخريه
— رقيقه اووي…. لو سمحتوا !!!… لاا شكلك غلبانه… 
بس معلش بقاا… احنا جعانين وبقالنا كام يوم مكلناش…. يرضيكي نموت من الجووع
تجمعت الدموع في عيونها لتنزع خاتم الالماس من اصبعها والذي اهداه لها باسم في زواجهما.. كانت ترتديه بجانب محبس الزواج خاصتهم 
قدمت لهم الخاتم لتقول بسذاجه وخوف
— الخااتم ده غالي جداً… بيعوه واشتروا الأكل اللي عاوزينه.. وسيبوني امشي ارجوكم 
ضحك الرجال ثانيةً على عفويتها ليردف سمير وهو يأخذ الخاتم منها ويعطيه لعادل
—شكلها غلبانه اووي ياباشا… ايه رأيك نسيبها ولاايه
تحدث الرجل الثالث ويدعى رجب ويبدو أنه مخمور جداً 
— لااا… نعلم عليها الاول وبعدين نسيبها تمشي 
ضحك عادل بسخريه ليجيب
— معلش بقاا ياجميل… اصل رجب اخويا الصغير وانا مقدرش ارفضله طلب 
نور ببكاء وتحذير
— محدش يقرب مني… باسم جوزي مش هيرحمكم
عادل وهو ينظر لها برغبه ويضحك بوقاحه
— وهو فين الفارس ابو حصان ابيض ده… مشفناش اثره لحد دلوقت يعني 
أردفت بتوسل وخوف
— هو.. هو ممكن لو سمحت تخليني اكلمه 
نظر الرجال لبعضهم بتعجب.. ليردف عادل بدهشه
—انتي تعبانه في دمااغك!!!  هو انتي مش واخده بالك اننا خاطفينك… بتطلبي مننا انك تكلميه بسهوله كده!! 
لييه.. حد قالك ان اللي خاطفينك شغالين في دريم لاند ولا طالعين من فيلم كرتون
اجاب سمير بضحك
—برااحه عليها ياباشا… شكلها ياعيني متعرفش حاجه في الدنيا 
نور ببكاء وحيره
— طب.. طب انتوا عاوزين مني ايه!! 
ابتسم عادل بسخريه ليجيب
—من ناحيه عاوزين منك ايه.. فااحنا عاوزين كتير اووي 
أنهى جملته ليشير لصديقه بأن يحضر حبل كي يقيدها به.. اما هو ظل ينظر لجسدها بخبث وافتراس
شهقت نور بدهشه وخوف عندما وجدت سمير يقترب منها ليقيدها بالحبل… صرخت بشده مما جعل عادل يكتم فمها سريعاً… ليقوم سمير بتقييدها 
اغمضت عينيها لتدعو الله في سرها… لتستمد القوه من دعاء النجاه التي تلته في سرها.. 
لتقوم نور بكل قوتها.. بعض يد عادل.. مما جعله يصرخ متألماً فاابتعد عنها… 
لتركل سمير ركله أسفل الحزام شُلت قوامه… جرت سريعاً  وهي تبعد رجب من امامها بصفعه على وجه.. ولأنه كان تحت تاثير الخمر.. فتنحى سريعاً عنها… 
هرولت نور مسرعه لتدفع الباب الخشبي بكل قوتها…. لتستطيع بالفعل الهروب للخارج… ولكن لم يتركها الرجال تهرب بسهوله
كان ذلك الوقت ليلاً.. ظلت تركض بكل مااستطاعت من سرعه وهي تبكي وتنظر هنا وهناك بضياع… فالشوارع كانت متداخله وضيقه وفارغه من اشباه البشر… الا من بعض القطط والكلاب التي تعوي ليلاً فأضفت على الطريق جو من الرعب.. 
ركض الثلاثة رجال ورائها… لتدخل نور من طريق مختلف.. واستطاعت التخفي بداخل احدى البيوت القديمه والمهجوره.. ورغم جو الرعب بها والظلام.. الا أن العلاقه الجيده بينها وبين الله.. جعلتها لاتخاف احداً.. 
كتمت انفاسها واغمضت عينيها لتتمتم في سرها ببعض الايات القراءنيه التي ذادتها طمأنينه وهدوءاً
وقف الثلاثة رجال بالقرب من هذا البيت.. ليصرخ عادل فيهم
—كل وااحد يروح من شارع مختلف… يلاااا… البت دي لاازم نلاقيهااا… فاااهمميين
تفرق الرجلين سريعاً من طرق مختلفه… اما عادل.. نظر بشك تجاه ذلك البيت المهجور.. 
ليدلف بالداخل… ولكن قبل ان تخطو قدماه خطوه اخرى.. سمع اصوات مواء القطط صادره من داخله… ليردف في نفسه
— مستحيل تدخل هناا.. اكيد رااحت شاارع تاني 
عادّ ثانيةً ليخرج من البيت.. متجهاً لشارع اخر يبحث عنها.. 
اما نور عندما تأكدت انه ذهب بعيداً… اسرعت بالخروج من البيت… لتركض سريعاً في نفس ذلك الشارع.. لا تعلم اين هي وماهو اسم ذلك الشارع ولا حتى اسم تلك المنطقه
ظلت تجري وتجري فقد كان الشارع طويلاً ويخيم عليه الصمت تماماً… 
توقفت تتنفس بصعوبه وتعب… لتعود للركض ثانيةً 
استطاعت الخروج من ذلك الشارع لتقف على حافة الطريق تتنفس بتعب… 
نظرت للطريق بتوهان وضياع فلم يكن به اي سيارات ولا يوجد اضاءه الا عمود واحد فقط لايضئ جيداً 
عادت للركض ثانيةً وهي تنظر خلفها بخوف تتأكد انهم لايجرون ورائها… 
لمحت سياره قادمه تجاهها… ظلت تلوح لها بيدها… حتى وقفت السياره… ليُفتح نافذة السياره ويتضح وجه الرجل منها… لكنها لم تستطيع رؤيته جيداً بسبب عتمة الطريق
اردفت نور بتوسل وبكاء
— لو.. لو سمحت ممكن اعمل مكالمه 
تأملها الرجل قليلاً بااعجاب واضح ليردف باابتسامه
— بتعيطي ليه… انا ممكن اساعدك 
اومأت له ببكاء
— ايوه.. ايوه.. انا فعلاً محتاجه مساعده وعاوزه…… 
قطع كلامها وهو يبتسم بااعجاب ويفتح لها الباب الاخر للسياره 
— اركبي 
رمقته بدهشه…. ليتابع هو 
— متخافيش… اركبي هوصلك للمكان اللي عاوزاه.. اصل انا نسيت تليفوني في البيت 
سكتت قليلاً تنظر له وللطريق بخوف… لتردف بتوسل
— انت مش معاهم صح 
الرجل بتساؤل
— مع مين!!  
اجابت بخوف
— كنت مخطوفه وعرفت اهرب منهم وهما دلوقت بيدوروا عليا.. وانا خايفه 
ابتسم لها ليجيب
— طب تعالي اركبي متخافيش 
ظلت للحظات واقفه مكانها تفكر بخوف… لتتجه وتركب معه بالسياره وهي تنظر  للطريق خلفها خوفاً من أن يجدوها 
مد الرجل يده يصافحها مردفاً بلُطف
— أنا مُهاب 
قاطعته نور بحده وغضب
— مبسلمش على رجاله.. 
اخفض يده ليبتسم لها بفتور وهو يحرك السياره 
نظر لها ليسالها عن الطريق الذي تود الذهاب اليه فوجدها تضع يدها على رأسها بتعب وتتمايل بتعب شديد 
أردف مهاب بخوف عليه
— ياانسه… في حاجه!!؟ 
لم تجيب نور فقد ارتخت جفونها وفقد الوعي بسبب الصدمه والخوف الذي تعرضت له
ابعد مهاب يدها عن وجهها ليتأملها بخوف…ظل يصفعها على وجهها عدة مرات برقه فلم تستجيب 
تأملها ثانيةً بااعجاب لينتبه لمحبس الزواج في يدها.. 
اردف في نفسه بضحك
—هما ليه كل اللي بيعجبوني بيكونوا متجوزين 
جعلها تميل برأسها عليه… ليقود هو سيارته منطلقاً لبيته 
_____________
في بيت فرج عم نور
أنقض على نجيه زوجته فشهقت باارتباك من وجوده
ليصرخ بها
— ودييتي بنت اخووياا فيين… ودييتي نوور فييين يااولييه… انطققيي هتخرربي بييتي 
نجيه بخوف منه
—انا معرفش انت بتكلم عن ايه
انفعل عليها ليضربها بغضب وهو يصيح
—هتووديناا في دااهيه… طمععك ده هيوودينااا في دااهيه 
دفعته بعيداً عنها لتصرخ هي الاخرى
— بنت اخووك مش احسن من بنتي 
فرج بغضب ودهشه من كلامها 
—عمرك مهتعيشي مرتااحه طوول ماانت بتبصي في اييد غييرك
اجاابته بصرااخ
— انااا لوو اطوول اقتلهاا هعمل كده
انهال عليها يضربها ثانيةً وهو يصرخ بغضب
— ليييه… لييه السواااد اللي في قلبك ده… عملتلك ايييه
انطققيي يااانجييه.. نووور فييين 
دفعته عنها ثانيةً لتجيب بكره وحقد
— معرفش هي فين 
رمقها فرج بغضب وتقزز من افعالها ليردف بحزم
— انتي العيشه معاااكي حرااام… انتي طااالق… سمعتي.. طااالق… وهروح لجوزها يانجيه اقوله على كل حاجه.. خليه يلحق مراته الغلبانه قبل مايحصلها حاجه 
كادّ أن يخرج من البيت ولكن تفاجأ بشئ يرتطم برأسه… ليسقط على الارض والدماء تسيل منه 
نظرت له نجيه بحقد وكره لتردف
— وريني بقاا هيلاقيها ازااي 
______________
في مكتب باسم.. 
كان جالساً بتعب على الاريكه وهو ينظر لتلك المتغيبه عن الوعي أمامه 
تنهّد بدموع ليقول
— ااه ياانور.. البعد ده عاامل زي السهاام التي بترشق في القلب تقطعه بكل برود… وعد مني ان الاقيكي يانوري.. وترجعي لمكانك تاني.. ترجعي لحضن حبيبك يانور عيني 
قام من مكانه ليسكب الماء في وجه ماجي… فتحت عينيها ببطئ وتعب.. لتضح صورة باسم أمامها 
أردفت بتعب وهي تنظر له
— انا.. انا فين 
عقد يديه على صدره لينظر لها بسخريه وهو يقول
— انتي في جهنم يارووح اممك 
تزكرت مافعله معها… لتعود للبكاء 
— والله والله معملت حاجه… والله العظيم مااعرف هي فين
انحنى عليها ليجذبها من شعرها ليوقفها معه.. مردفاً بتصميم
— يعني مش هتقولي خفيتي نوور فيين 
ماجي ببكاء 
—انت مش مصدقني ليه… والله العظيم مااعرف 
تركها ليصرخ 
— مش مصدقك عشان الغل اللي جواكي يااماجي… اناا كنت زي المغفل.. صدقتك زمان وخدت على قفاايا.. بس لاااا… لااا ياامااجي… انا معايا دلوقت اللي عوضتني وكفتني عن كل حاجه… فهتقولي بالزوق كده هي فين.. ولا اخليكي تطلبي الموت من العذاب اللي هوريهولك 
صرخت به ببكاء وانهيار
— انا ااه كنت عااوزاك ترجعلي تااني… بس والله العظيم ماعملت حاجه في مرااتك… تابعت بضعف
بااسم انا مش وحشه للدرجادي 
ضحك بسخريه ليردف بغضب
— انتي اقذر حد انا قابلته في حيااتي… هااا… مصممه برضه متقوليش مراتي فين 
لم تجيبه ظلت فقط تنظر له وتبكي… لتنطق أخيراً 
—مااشي ياباسم.. اعمل فياا اللي انت عاوزه.. بس تعالى على نفسك وصدقني المرادي… انا والله والله مااعرف انت بتكلم عن ايه اصلا.. ولااعرف مراتك رااحت فين 
باسم بغضب وحيره
—يعني هتكوون راااحت فييين… ماااجي… نوور مابتخطيش خطووه غير بااذني…. نووور تليفونها اتقفل ولحد الان مجتش… انتي الوحيده اللي مستفااده من بعدهاا عني… قوولي ياامااجي ودتيهاا فين وانا هسيبك تمشي سليمه 
هزّت رأسها بنفي لتجيب بقلة حيله
— معرفش… موتني ياباسم 
ظل يتأملها للحظات ليشعر بصدق حديثها… تنفس بغضب وزفر بضيق ليقوم بتكسير أي شئ يقابله في المكتب.. تحت نظرات الدهشه والخوف منها 
باسم بصراخ 
— اعمل ايييه… ادوور علييهااا فييين…. دي.. دي ملهاااش حد غيييري 
اشفقت ماجي عليه… تاملته بحزن.. لتقترب منه وتقف امامه.. اردفت بنصف ابتسامه
— هتلاقيها… بس ممكن تهدى الاول عشان نعرف نفكر…
 انا.. انا هساعدك تلاقيها…. انا يمكن اكون وحشه في نظرك… بس مبحبش اشوفك كده 
رمقها بسخريه ليجيب
— شكراً.. وفري مساعدتك لنفسك 
ابتسمت برقه.. ليتفاجأ بها تحيط وجه بيديها… لتقترب منه وتضع قُبله طويله على شفتيه تحت نظرات الدهشه منه 
ابتعدت عنه لتبتسم وهي تقول بصوت رقيق
— هساعدك عشان بحبك ياباسم 
نظر لها بدهشه وتعجب مما فعلته وقالته…ليردف بهدوء
— عاوزه مني ايه ياماجي 
امتدت اصابع يدها تعبث في ازرار قميصه لتجيب بهمس
— انت…عاوزاك انت ياباسم
**************
في بيت سلامه والد وائل ويمنى
سلامه بدهشه
—انت اتجننت…تجوز مين!!
وائل ببرود
—مفيش غيرها يابابا..دنيا
أجاب سلامه وهو ينظر له بغضب
—اناا ربييتك على كده يااوائل!! ربييتك انك تبقى تقيل على الناس!!  رد علياااا..بترمي نفسك على وااحده مش عااوزاك لييه…سكت قليلاً ليتابع بهدوء…يابني الحب ده رزق
أردف وائل وهو يخفض راسه بحزن
— يبقا احنا كده متفقين.. الحب مش اختيار عشان يكون ليه مواصفات واختار مين احبه ومين محبوش.. الحب فعلاً رزق محدش فينا ليه سلطه على قلبه…
انا ممكن اتحكم في قلبي بس مستحيل اتحكم في عقلي…مابالك بقا لو قلبي وعقلي متفقين عليها ومبيفكروش الا فيها.!!
سلامه بهدوء وهو يجلس بجانب وائل ويحيط كتفه بحنان
—معاك حق..بس انت بتقول محدش ليه الاختيار يحب مين وميحبش مين..والحب رزق فعلاً…
بس ربنا مرزقهاش حبك ياوائل
نظر له وائل بصدمه ودهشه..كم تؤلمه هذه الكلمات..حتى انها كانت تخبره دائماً برفض حبه لها..ويأتي والده أيضاً ويزيد من جراحه ليخبره ببساطه انها بالفعل لاتفكر فيه…
الحقيقه أحياناً مؤلمه ولايتحملها القلب..
تابع سلامه بحنان
—انا عارف ان الكلام بيوجع يبني..بس اما تتوجع دلوقت احسن من انك تتوجع سنين…لازم تفوق لنفسك بقا..هو اللي خلقها مخلقش غيرها!!
أومأ وائل بحزن
—ايوه.. اللي خلاني احبها..خلاني مش قادر احب غيرها..
تنهّد سلامه بنفاذ صبر ليردف
— طيب ياوائل..اقعد مع نفسك شويه كده..وفكر بهدوء..واطلب من ربك يدلك على الصح 
أومأ وائل بدون رد فعل..ليتركه والده متجهاً لخارج الغرفه داعياً الله أن يريح قلب ابنه 
اخرج وائل هاتفه من جيبه ليتصل بها…لحظات واتاه الرد
دنيا بحزن
— ايوه ياوائل 
وائل بقلق 
— صوتك ماله 
تنهّدت لتجيب: مفيش ياوائل مخنوقه شويه
اردف بتساؤل وخوف عليها
—احكيلي طيب في ايه… يمكن اقدر اساعدك
ضحكت بسخريه لتزفر بضيق
— مفيش حد هيعرف يساعدني ياوائل
وائل بخوف اكثر
— دنيا متقلقنيش عليكي..احكي في ايه
دنيا ببرود وحِده 
— كنت بتتصل ليه ياوائل  
اجاب باارتباك
— كنت بطمن عليكي..و..و عاوز اشوفك..محتاج اتكلم معاكي شويه
أجابته بقسوه اصطنعتها هي رغماً عنها
— احنا مفيش بينا كلاام ياواائل…وعلفكرره انا هتخطب..سلاام
اغلقت في وجه الهاتف..ليدق قلبه بألم وهو ينظر للهاتف بضياع….تحدث وائل بتصميم وغضب
— وانا مش هسيبك لغيري يادنيا 
*********
هبط سامح وفاديه للآراضي المصريه….لتردف فاديه في نفسها بخبث وحقد
— أخيييراً هعرف اكتب كل حااجه بااسمي….الله يرحمك يامنير انت وابنك اللي كان عاملي فيها راجل…اهو دلوقت زمان الدود بياكل في جسمه….كده اقدر استولى على الشركاات وانا حاطه رجل على رجل 
نظر لها سامح فوجدها شارده بذهنها..
اردف في نفسه بتصميم
— الاقي عيالي بس واطمن عليهم…وساعتها موتك هيبقا على ايدي يافاديه…كفاايه اللي حصلي من تحت رااسك المده دي كلها..
______
مالذي سيحدث في حياة كل من أبطالنا!!؟
ماذا يخفي القدر لهم  !!؟
يتبع..
لقراءة الفصل الثاني عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى