رواية نيران ظلمه الفصل الأول 1 بقلم هدير نور
رواية نيران ظلمه الفصل الأول 1 بقلم هدير نور |
رواية نيران ظلمه الفصل الأول 1 بقلم هدير نور
كانت حياء جالسة فوق الفراش بغرفتها مندمجة بقراءة احدي الروايات الرومانسية التي كانت مدمنه عليها فقد كانت دائماً تحاول دفن ذاتها بين طيات صفحاتها حتي تنسي واقعها الاليم الذي تعيش به مثل هذه الليله تحاول ان تتجاهل تجمع عائلتها بالأسفل فقد جاء عمها فخر و زوجته لزيارتهم والترحيب بهم بعد عودتها هي و عائلتها من الخارج فقد امضت حياء وعائلتها اكثر من عشر سنوات في استراليا
كان اثنائها والدها يهتم بعمله الخاص وهي تكمل تعليمها لكن بعد ان تعرضت شركة والدها لبعض المصاعب قرر نقل جميع اعماله الي مصر والعودة مرة اخري الي الوطن تنهدت حياء بضيق عند تذكرها لعائلتها التي لازالت متجمعه بالاسفل فهي تكره تجمعاتهم تلكً كما انها لا تحب ان تحضرها فطوال جلستهم والدتها تظل تشتكي منها ومن سلوكها السئ وافعالها السيئة والتي كانت حياء تسمع عنها لأول مره علي الرغم انه من المفترض انها التي قامت بتلك الاشياء مما يجعل عمها فخر فور سماعه كلمات والدتها تلك يرمقها بنظرات غاضبه نافرة كانت في بادئ الامر تحاول ان توضح لهم الامر وبانها لم تفعل ذلك الا انه لم يصدقها احد منهم مفضلين تصديق والدتها عليها…..
خرجت حياء من افكارها تلك علي اصوات غريبه تأتي من خارج شرفة غرفتها لكنها انتفضت من فوق الفراش بذعر فور رؤيتها لشخص يدخل الي الغرفة عبر الشرفة التي كانت قد تركتها منفتحة علي مصراعيها حتي تستمع بهواء الليل
شعرت حياء بالدماء تنسحب من عروقها عندما رأت ذاك الغريب يقترب منها اخذت تتابع بعينين متسعة برعب و بجسد متجمد تقدمه منها ولكنها افاقت من جمودها هذا عندما اصبح لا يبعد عنها الا خطوات قليله فتحت فمها تصرخ بعلو صوتها حتي تسمعها عائلتها ويأتوا لانقاذها لكن وقبل ان يصدر اي صوت منها انقض عليها هذا الغريب يضع يده فوق فمها يكتم صوتها بيده وهو يتمتم بخفوت بصوت ارعبها
=اهدي يا حلوة …انا مش جاي أذيكي
ظلت حياء تقاومه بشدة محاولة الافلات منه لكنه كان يحكم قبضته عليها مشدداً حصاره حولها همس قائلاً
=كل اللي عايزه منك انك تخرسي خالص كده ومسمعش صوت ليكي
كانت حياء تستمع اليه وهي تشعر بدقات قلبها تزداد من شده الذعر ِفهي لا تدري من هذا الشخص وما الذي يريده منها….
همس الغريب بصوت منخفض
=دلوقتي انا هشيل ايدي من علي بوقك الحلو ده بس مش عايز اسمعلك صوت ….فاهمه
هزت حياء رأسها بالموافقة ببطئ وهي لا زالت تشعر بالذعر يشل اطرافها ابتعد عنها ذاك الغريب ببطئ و وقف امامها مباشرة بينما كانت حياء تتأمله باعين متسعة في محاولة منها للتعرف عليه فقد كان رجلاً قد تجاوز عمره الثلاثين بقليل لكنها فشلت في النهاية بالتعرف عليه….ِ
بدأ الغريب بالتحدث مرة اخري بصوت خشن بث الرعب بداخلها
=لو سمعتلك صوت هكون دبحك هنا …
ثم اخرج هاتفه وقام بالاتصال بشخصاً ما انتهزت حياء تلك الفرصه واتخذت عدة خطوات ثقيلة الي الخلف فقد كانت تشعر بقدميها ترتعشان بشدة غير قادرتان علي حملها فاخذت تبتعد عنه ببطئ في محاوله منها للوصول الي باب الغرفه والفرار منه مستغلة انشغاله بالهاتف الذي بين يديه لكنه لاحظ حركتها تلك علي الفور فاندفع نحوها ممسكاً بذراعها بقوة قائلاً
=عايزه تهربي بتغفليني ده ا……..
لكنه توقف عن التحدث متجمداً بمكانه عند سماعه لخطوات تقترب من باب الغرفة ترك يدها علي الفور مبتعداً عنها بخطوات سريعه متجهاً نحو الشرفة يفر منها هارباً….
كانت حياء تتابع كل ذلك بجسد مرتعش من الصدمه التي تعرضت لها عندما انفتح باب الغرفة علي مصراعيه بقوة دخلت والدتها الي الغرفة وهي تصيح بغضب كعادتها
=انتي يا زفته عمك بيسأل عليكي و……
لكنها توقفت متجمدة عندما لاحظت الشخص الذي يفر من شرفة الغرفة اقتربت من حياء التي كانت واقفه بوجه شاحب كشحوب الاموات وهي تصرخ بها
=مين ده ِ…مين ده انطقي كان بيعمل ايه هناااااا ؟!…
حاولت حياء شرح الأمر لها لكن والدتها اخذت تصرخ بهستريه منفعلة وهي تصيح بصوت مرتفع تنادي علي جميع من بالبيت حاولت حياء اسكاتها بوضع يدها فوق فمها لكنها نفضت يدها عنها بحده و استمرت في الصياح والصراخ حتي تجمعت العائله باكملها بغرفة حياء
هتف ثروت والد حياء وهو يدخل الي الغرفة ويتبعه كلاً من اخيه فخر و والدته دريه
=في ايه يا ناريمان بتصوتي كده لييه ِ…. ؟!
اقتربت منه ناريمان قائله بحده
=بنتك …..بنتك المحترمة
بنتك بنت الاصول المتربيه قفشتها في الاوضه مع واحد بيبوسها ولما شافني طلع يجري وهرب من البلكونه..
كانت حياء تستمع الي حديث والدتها وهي تشعر بالصدمه تتخللها فوالدتها تكذب فهي لم تكن تقبل احداً صاحت بذعر
=والله يا بابا ما حصل…..الحكاية مش كده خالصِ
ازاحها عمها فخر. من طريقه مقترباً من شرفة غرفتها ينظر منها ليري احد الاشخاص يجري بحديقه المنزل ويتسلق بوابته فاراً منها ….
اندفع عمها نحوها يصفعها بقوة مما جعلها تفقد توازنها وتسقط علي الارض من شدة الصفعة صاح عمها قائلاً وهو يصفعها علي وجهها مرة اخري
=اومال مين ده؟! يا فاجره اللي بيهرب من البوابه
صاحت والدتها تزيد الامر اشتعالاً
=شوفت يا فخر ..يامااااا حذرتكوا منها انها هتحط راسكوا في الارض …….
صاح ثروت والد حياء بغضب
=ناريماااان اخرسي
انتفضت ناريمان تصرخ
=اخرس لييييه….مش دي الحقيقه
اهي جابت راجل في قلب اوضتها ومخفتش حتي من اننا موجودين دي عيارها فلت ومبقاش هممها حد
اشتعل غضب فخر علي الفور عند سماعه كلمات زوجة اخيه تلك صاح بغضب وهو يدفع اخيه وزوجته خارج الغرفه وهو يصيح بوالدته
=اطلعي معاهم يا ماما
صاحت دريه بذعر
=هتعمل ايه يا فخر …..لا ..لا يا بني مضيعش نفسك علشان واحده فاجره زي دي
جذبها هي الاخري مخرجاً اياها من الغرفه واغلق الباب بالمفتاح والتفت نحو حياء التي اخذت تتراجع الي الخلف بذعر صاح فخر بغضب
=هتقوليلي هو مين …ولا ادفنك مكانك
همست حياء برعب
=والله يا عمي معرفوش….انا….
و قبل ان تكمل جملتها انقض عليها فخر يصفعها بقوة وهو يهتف بغضب
=متعرفهوووش…اومال كان بيعمل ايه في اوضتك يا فاجره
اخذ فخر يسدد لها الضربات دون ان يلتفت او يهتم بطرقات اخيه علي باب الغرفة وصياحه
لكنه توقف متجمداً عندما سمع صياح الجميع باسم والدته ليعلم علي الفور ان والدته قد اصابها شئ
انتفض مبتعداً عن حياء التي كانت ملقيه علي الارض و وجهها غارقاً بالدماء متجهاً نحو باب الغرفة يفتحه ليجد والدته ملقيه علي الارض وهي فاقدة الوعي والجميع يبكي من حولها…
كان عز الدين جالساً في مكتبه يحضر احدي الاجتماعات الهامه مع احد المستثمرين الاجانب لأجل عقد صفقه كبري عندما رن هاتفه النقال القي نظره عابره نحوه فوجد ان المتصل ليس الا زوجة عمه ناريمان تجاهلها في بادئ الامر ولكن عندما وجد انها زلت تتصل اكثر من مرة اشار للجميع بيده لايقاف الاجتماع وهو يجيب علي الهاتف بنفاذ صبر
=ايوه يا مرات عمي ………
لكنه قاطع حديثه علي الفور عندما وصل اليه صوتها الباكي
=الحقنا…يا عز الدين ..جدتك تعبت ونقلوها علي المستشفي
شعر عز الدين بالدم ينسحب من عروقه فور سماعه ذلك انتفض واقفاً بقوه مما جعل المقعد الذي يجلس فوقه يتراجع للخلف محدثاً صوتاً مكتوماً مما جعل باقي الاشخاص الجالسين يندهشون من حالته تلك سأله احد المديرين عندما رأي وجهه المتجهم
=خير يا عز باشا في حاجه حصلت ..؟!
لم يجيبه عز الدين و اتجه نحو الباب مغادراً المكان متجاهلاً نداء الرجال الجالسين في انتظاره….
وصل عز الدين الي المشفي حيث وجد جميع العائلة تجلس خارج احدي الغرف وكان القلق والتوتر بادين علي وجههم يبكون اقترب منهم وهو يهتف بصوت حاد قلق….
=اييييه اللي حصل ؟! جدتي فين
اقتربت منه والدته تحتويه بين ذراعيها قائلة بهمس وهي تبكي بصمت
=اهدي .. اهدي يا عز الدكاتره نقلوها للعناية المركزة متخفش ان شاء الله هتبقي كويسه
لكن لم يجبها عز الدين فقد انصبت نظراته علي والده و الذي كان جالساً علي احد المقاعد بأخر الردهة بوجه شاحب كشحوب الاموات فلأول مرة في حياته يري والده الصلب القوي بهذه الحاله شعر بالقلق يستولي عليه فوالده مريض ولن يتحمل هذا الوضع اقترب منه علي الفور يجلس بجواره مربتاً علي كتفه بحزم قائلاً بهدوء
ِ=متقلقش ان شاء هتبقي كويسة
التفت اليه والده قائلاً بصوت منخفض يملئه الحزن
=هتبقي كويسة ازاي بس يا عز انت مشوفتش منظرها وهي مرميه علي الارض انا افتكرتها في الاول انها ……
لكنه ابتلع باقي جملته مخفضاً راسه بانكسار لكن سرعان ما رفعه مرة اخري متمتاً بغل وقد التمعت عينيه بالغضب
=كله من وراها الفاجرة …هي السبب.
عقد عز الدين حاجبيه فور سماعه كلماته قائلاً
=بتتكلم عن مين ….مين السبب في ايه بالظبط؟!
وقف فخر ببطئ قائلاً محاولاً تغيير مجري الحديث فهو يعلم ولده جيداً فاذا علم بما فعلته حياء فلن يتردد للحظه واحدة قبل ان يقتلها …و هذا ما لا يرغب به بان يضيع ابنه مستقبله لأجل حقيرة مثلها تنهد بتعب قائلاً بصوت ضعيف
=مقصدش حد …..
قاطعه يزمجر بغضب
=لا تقصد …مين السبب في اللي حصل لجدتي ؟!
هتف فخر بنفاذ وقد التمعت حبات العرق علي جبينه من شدة التوتر
=مش وقته يا عز …مش وقته
صاحت ناريمان زوجه عمه والتي كانت تبعد عنهم عدة خطوات قليله تستمع الي حديثهم باهتمام
=لا وقته يا فخر …عز لازم يعرف كل حاجة …
رمقها فخر بغضب مشيراً اليها بعينيه محذراً اياها حتي تصمت و تتوقف عما تنوي فعله لكنها تجاهلت نظراته تلك مقتربة من عز الدين تكمل باصرار
=حياء …. هي السبب في اللي حصل لجدتك
لتكمل بصوت جعلته منه منكسر قدر الامكان
=بنت عمك المصونه المحترمه كانت جايبه راجل في اوضتها……
وقف عز الدين متجمداً بمكانه فور سماعه كلماتها تلك عقله غير قادر علي استيعاب ما قلته فلا يمكنه ان يصدق بان ابنة عمه يمكنها فعل ذلك حتي وان كانت معرفته بها سطحيه فخلال تعامله معها في المرات القليله التي تواجدوا بها معاً يمكنه ان يجزم بانها ذات شخصية خجوله لا يمكنه تصديق قدرتها عمل ذلك الفعل المشين تنحنح محاولاً الخروج من حالة الجمود التي اصابته قائلاً بحزم وهو يرمق زوجة عمه بشك
=مين اللي قالك الكلام الفارغ ده حي…..؟!
قاطعته ناريمان تصيح بحدة
=مين اللي قالي ايه …؟! انا اللي شايفها بعيني… انا اللي دخلت عليهم الاوضه وشايفهم بعيني وهما بيبوس بعض اييييه هتبلي عليها يعني دي بنتي …..
لتكمل وهي تتصنع البكاء
=يارتني كنت مت قبل ما اشوف اللحظه دي ….ياما حذرتكوا منها ومن عمايلها السودا اللي كانت بتعملها واحنا مسافرين
اقتربت من فخر الدين وهي تكمل
=ياما قولتلك وحذرتك اخوك مدلعها… اخوك سيبلها الحبل علي اخره وهي مش حاسه ان لها كبير اهي ركبتكوا العار زي……….
صاح فخر وهو يقاطعها
=ناريمااااااان…..مش عايز اسمع كلمه زياده
صاحت ناريمان بحده وقد اشتعل وجهها بغضب
=مش عايز تسمع ليييه الحاجة دريه اللي مرمية جوا دي بين الحيا والموت مين السبب في كل اللي هي فيها مش بنت اخوك
انتبه عز الدين فور نطقها بكلماتها تلك زمجر بحدة وقد التمعت عينيه بشراسة
=هي …هي جدتي شافتها في الوضع ده ؟!
اجابته ناريمان بارتباك وهي تعلم ما الذي سوف يحدث فور نطقها كلماتها تلك
=اول ما عرفت اللي حصل ذ وقعت من طولها مننا
انتفض عز الدين واقفاً وقد اسود وجهه من شدة الغضب يغادر المكان علي الفور بخطوات غاضبة دون ان ينطق بحرفاً واحداً
اخذ فخر يتابع ولده وهو يغادر المكان وكأنه اعصار يمشي علي قدميه صاح من خلفه محاولاً اثناءه عما ينوي فعله
=عز الدين …..رايح فين يا بني..عز….. ؟!
لكن تجاهل عز نداء والده واستمر في طريقه وهو يقبض علي فكيه بقوه ضمماً قبضتيه بقوه بجانبه
التفت فخر الي ناريمان زوجة اخيه قائلاً بصوت ضعيف انهكه المرض
= الحقيه يا ناريمان …الحقيه قبل ما يتهور ويعمل فيها حاجة
همهت ناريمان بارتباك زقد شحب وجهها
=هيعمل فيها ايه …ِمش فاهمه؟!
صاح فخر الدين بها
=قولتلك الحقيه ابني وانا عارفه مش هيتردد لحظه في انه يموتها انا لو قادر كنت روحت وراه رجلي كانها مش شايلني….
ليكمل وهو يصيح بغضب عندما رأها لازالت متحمدة بمكانها ولم تتحرك خطوة واحدة
= اتحركي بقولك….
انتفضت ناريمان بذعر فور استياعبها حجم المصيبه التي فعلتها ركضت علي الفور خلف عز الدين حتي تدركه قبل ان يأذي ابنتها
كانت حياء جالسة فوق ارض غرفتها تخفي وجهها بين قدميها التي كانت تضمهم الي صدرها بقوة وهي تبكي بصمت فقد كانت تشعر بان كل ما حدث منذ قليل ليس الا كابوساً و سوف تستيقظ منه بأي لحظة ….اخذت تنتحب بقوة عند تذكرها اتهامات ولدتها لها فهي لا تعلم لم فعلت ذلك ..ولم كذبت امام الجميع وادعت انها رأتها تقبل هذا الشخص وكأنها تريد اثبات فعلتها لتلك الجريمة القبيحة ايوجد أم تفعل ذلك بأبنتها…حتي وان كانت تعاملها معظم الوقت ببرود واهمال فلا يصل بها الامر ان تطعنها في شرفها…..فمؤخراً وقبل عودتهم الي مصر كانت تستمع لها وهي تتحدث مع عمها فخر و جدتها تشتكي لهم منها مدعيه بالكذب بانها كانت تسهر كل ليلة بالخارج لوقت متأخر من الوقت و أنها متمردة وتسبب لهم الكثير من المشاكل وانها تصاحب شباباً كما كانت تستغل اي مشاجرة او مشكلة تقع بها حياء حتي تتصل بهم علي الفور تشكي لهم امرها ناعته اياها بافظع الصفات من الاهمال والانحلال و دائماً كانت تهدد عمها و والدها بانها منحله وسوف تجلب لهم العار….
كانت حياء في بادئ الامر تنتظر من والدها ان يدافع عنها فبرغم حبه لها واهتمامه بها الا انها تعلم ان والدها ضعيف الشخصية مع والدتها لذلك بالنهايه يأست منه وعلمت انه لن يستطيع ايقافها عما تفعله بها …..
خرجت حياء من افكارها تلك تنتفض واقفه بذعر عندما انفتح باب غرفتها بقوة شعرت بالدماء تنسحب من عروقها فور رؤيتها ابن عمها عز الدين يدخل الي الغرفة بخطوات سريعة وقد ارتسم الغضب فوق ملامح وجهه فقد كان كالبركان المشتعل مما بث الرعب بداخلها لكنها صرخت بألم عندما اندفع نحوها وقبضت يده علي شعرها يجذب خصلاته بقوة حتي ارجع رأسها الي الخلف صائحاً بغضب
=بقي حته عيله وسخة زيك….تعمل كل ده
اخذت حياء تحاول مقاومته والافلات من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف اكثر مما جعلها تصرخ بألم
صاح عز الدين وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر
=مين اللي كان معاكي ؟! انطقي
همست حياء بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف
=و..و.والله ما اعرفه يا عز انا…….
لكنه لم يتركها تكمل باقي جملتها قابضاً علي وجنتيها بكف يده يعصرهم بشدة وهو يهمس في اذنها بفحيح غاضب متأملاً ملامح وجهها المتألمة بعينين ثاقبه حادة
=وانتي بقي متعودة تجيبي رجاله متعرفهمش اوضتك…هتوقع ايه غير كده من واحدة وسخة و رخيصة زيك
ليكمل وهو يزيد من قبضته حول وجنتيها مما جعلها تصيح بشدة وهي تشعر بألم حاد يفتك بوجهها لكنه تجاهل صرختها تلك مقرباً وجهه منها قائلاً وهو يجز علي اسنانه بغضب
=انطقي هو مين ؟!
ليكمل بحده
=وديني لأكون جايبه و قتله قدام عينك وبعد ما اخلص عليه هخلص عليكي وراه؟!
اخذت كلماته ترن باذنها مما جعل الدماء تفور بعروقها فهو الاخر لا يصدقها ويطعنها في شرفها كالاخرين دون ان يستمع اليها صاحت حياء تقاطعه بغل وقد اعمها غضبها فقد ألمها كثيراً تفكير الجميع بها بهذا الشكل السئ وكأنها عاهرة رخيصة دون ان يستمعوا لها صاحت وهي تنظر اليه بسخرية لاذعة
=ولا هتقدر تعمل حاجه….وبكره اندمكوا كلكوا علي اللي بتعملوه….
وقبل ان تكمل جملتها قام عز الدين بقذفها فوق الفراش بعنف مما جعل جسدها يصطدم بقوة بالفراش وقد اسودت عينيه من شدة الغضب انهال عليها يصفعها بقوة علي وجهها وهو يصيح ويسبها بافظع الالفاظ والشتائم
=وكمان بدافعي عنه قدامي و بتهدديني يا رخيصة
اخذت حياء تصيح من شدة الالم الذي تشعر به لكنه لم يتوقف عن صفعها حتي شعرت بوجهها يتخدر من شدة الالم ولم تعد تشعر بشئ همست له بغل فور توقفه عنه صفعها وهي تنظر في عينيه بتحدي و غضب
= بتضربني ؟! والله لأهرب واجبلكوا العار زي ما انتوا طول عمركوا خايفين
فقد عز الدين السيطرة علي اعصابه فور سماعه كلماتها تلك احكم قبضته فوق عنقها يعتصرها بشده وهو يصيح بغضب مما جعل عروق عنقه تنتفض من شدة غضبه
=همووتك وادفنك مكانك… علشان اخلص من وساختك.. وهوصل برضو للكلب اللي كان معاكي وهندمه علي اليوم اللي اتولد فيه
ثم ِبدأ يزيد من ضغط يديه حول رقبتها حتي شعرت حياء بالهواء ينعدم من حولها فلم تعد تستطع التنفس فاخذت تضربه بقبضتها فوق يده المحيطه بعنقها محاوله جعله ان يبتعد عنها وافلاتها لكنه لم يتحرك من مكانه وظل يعتصر عنقها بقبضته القوية فلم تشعر بشئ الا وغمامه سوداء تبتلعها….
يتبع..
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا