.. ! بداية حرب صامتة ! ..
‘ من يظهر الحب ويخفي الكراهية ك ثعلب مكار لا يستحق ان يحيا بين البشر ابدا ‘
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ارتفعت اصوات زقزقة العصافير بارجاء الشارع الهادئ، المطل علي ناصيته عـدة محالٍ فخمة ومطاعم، علي نهايته ومن اطرافه سكنت بعض الشركات التجارية، كبيرة كانت او صغيرة، المكان كان هادئ بالساعة السابعة والنصف صباحا، فقط عـدة خطوات تخطو فيه كل حينا والاخر، فمعاد العمل لم يأتي بعد، علي بداية الشارع ظهرت فتاة تسير بخطوات متمهلة، رائقة علي اقل من المهل، خطوات رشيقة من جسد مثالٍ، مرتسمة علي شفتيها بسمة رائقة ادت الي ابتسام عينيها الفيروزية بلا سبب، تتماشي بيتهادي وغنج فتتحرك ضفيرتيها الكبيرتان علي جانبيها بدلال واضح معها، كانت خصلاتها بنية فاتحة تميل الي اللون ‘ الكافية ‘ ضفيرتيها علي طريقة ‘ السنبلة الفرنسية ‘ فكانت تبدو ك طفلة بجسد انثوي ممشوق، زاد من براءة هيئتها، فستانا بسيطا من عدة الوان فاتحة وزاهية ك الوان الربيع، من اقمشة ثقيلة لتناسب موسم الشتاء القارس، كان قصيرا يصل الي ركبتيها، لكن ما منع وصول البرد لها جوارب سوداء شفافة اللون قليلا ..
وصلت اخيرا لمكانها المنشود، وقفت امام احدي المحالٍ المنتشرة في المنطقة، واخرجت من حقيبتها مفاتيحا خاصة بفتح قفل المحل، فتحته ..
ودخلت ، اشعلت الضواء المحل فظهرت قنينات العطر بكل مكان، موزعة بطريقة راقية، في شكل متهادي، تصاعديا بتدريج من الرائحة الأرق الي الأقوي ..
توجهت نحو زجاجة عطر معينة وفتحتها، قامت برش قليل منها عليها، وفي الأرجاء، ثم وضعتها مكانها مرة اخري وهي تهمس بنبرة باسمة بــ حيوية:-
_عطور بيسان لو اكتشفها حد بيفهم .. بلا شـك هتدخل بيها العالمية
وابتسمت بفخر، رغم علمها تماما ان ذلك حلماً من المستحيل ان يتحقق، فعطورها التي تقوم هي بصناعتها بنفسها، لا احد يعلم بها سواها، وبعض المشتريين العزاز فقط، لكن الباقيين فـلا يتطلعون لها، هم فقط يأتون ليشترون قنينات يعلمون اسمها ويحفظونها علي ظهر قلب .. لانها ببساطة ماركة عالمية !
. . . * . . .
استراحت السيدة سوزان علي مقعدها بـ بهو المنزل، المقعد كان هزازا لكنه مريحا لها، بجوارها كانت تقف الخادمة ‘ وجيدة ‘ كبيرة خدم هذا القصر، والتي تجمعها علاقة وطيدة مع السيدة سوزان، وضعت وجيدة كوب من الشاي الأخضر علي طاولة مجاورة لـ مقعد السيدة سوزان وهي تهتف بمرحها المعتاد:-
_احلي شاي اخضر لأحلي ست في البيت
ابتسمت سوزان لمرحها بسمة وقورية مازال فيها حزناً لم ينضب، تحاول ان تنزعه عنها وجيدة بلا كلل او ملل، فسنوات عمر وجيدة التي تتعدي الأربعون لم تنجح في جعلها تتخلي عن مرحها ونشاطها الذي امتازت بهم منذ طفولتها لحتي هذا عمر، ولحبها لـ السيدو سوزان هي تكرث كامل مرحها نحوها هي، لتحاول ان تضحكها ولو قليلا، فـ بـلا فماً مبتسما تنعص الحياة بلا شك وتتحول الي كأبة لا مفـر منها ..
هتفت سوزان وهي تأخذ جراب نظارتها من علي الطاولة وتقوم بفتحه:-
_منال مصحيتش ؟
وجيدة مجيبة عليها:-
_لا ياسوزان هانم، دور البرد اللي وخداه كان قوي والدوا اللي اخدته باين كان في نسبة مهدء، فـ دا مع دا خلاها تنام من الساعة عشرة امبارح ومتصحاش لدلوقتي
ثرثارة، هذة صفة لا يمكن ان تتخلي عنها وجيدة ايضا، لاتنسي
اؤمات بحسنا وارتدت نظارتها، امسكت جريدة الصباح الموضوعة كذلك علي الطاولة وبدأت بقرأتها، بالماضي كانت تفعل تلك العادة مع زوجها الحبيب، لكنها الان تفعلها بمفردها، ليس بالماضي البعيد بل من قبل عـدة ايام مـرت، بالله تستطيع ان تقوم بعدهم علي يدها، تنهدت وهي تقرأ اول خبر بالجريدة بعنوان ‘ ما ذُكر جديدا عن احوال عائلة سليمان ‘ وتابع العنوان ثرثرة بلا هدف عن احوالهم
تجاهلت الحكاوي التي تُقال عنهم والمقترحات التي يقترحها الجميع عن حالهم، واغلقت الصفحة الاول بضيق وفتحت اخري، اثناء ذلك .. ارتفع صـدا صوت حذاء من الاعلي، يثير برتيبة نحو درجات السلم، وبدأ بنزوله بخطوات قوية، رفعت ابصارها هي ووجيدة فرأوا سليمان، حفيدها البكر يهبط الدرج وعلي ملامحه منذ الصباح الباكر الجمود والبرود .. الممزوج بالضيق المحتوم فما يوجد خلفه من اعمال؛ تعكر صفو اي شخص
وصل لهم اخيرا، فقالت وجيدة سائلة:-
_احضرلك الفطار ياسليمان بية ؟
سليمان بنبرة هادئة:-
_لا يادادة انا مش هفطر، عايز بس فنجان قهوة علي السريع
اؤمات بنعم وهي تغادر المكان سريعا لتقوم بتنفيذ طلبه، مال هو نحو يـد جدته وتناولها بين كفيه العريضين ليقوم بطبع قبلة حنونة عليها، ابتسمت وهي تملس خصلاته بحب صادق، بينما سأل هو بصوته الجاد:-
_خدتي الدوا بتاعك ؟
اؤمات بنعم فقال بتحذير:-
_الدوا دا الدكتور قال ممنوع الهزار في مواعيده، وانا محذر وجيدة من انها تنساه بس لو حصل ونسيته اتمني انتي متنسيش
سوزان بضحكة طفيفة:-
_حاضر يابابا مش هنسي
لانت ملامحه قليلا معلنة عن بسمة بسيطة بالكاد تُـري، مضيفا علي حديثه بنبرة متألمة:-
_انتي امي التانية ومش عايزك تسيبيني ابدا
ابتسمت بحنان وقد التمعت الدموع بعيونها عندما ذكرها بوالدته وبالتالي والده رحمهم الله، فتنهدت بتألم قائلة:-
_طول ما ربنا مادد فيا الروح والقوة هفضل معاك ياسليمان، هو في حاجة مخلياني اصلا ماسكة في الدنيا غيرك !
الحديث كان ملئ بمشاعر نابضة بالحب والوجع، ان تاثر بها لن يستطيع ان يواجه ما ينتظره من اعمال متراكمة، لـذا .. نفد بهدوء من الحوار مستغلا مجئ وجيدة بفنجان القهوة الذي اعطته له ثم تابعته بسؤال موجها لـ سوزان:-
_نعمل اية علي الغدا ياسوزان هانم ؟
تناول فنجانه علي عجل وغادر، تاركا خلفه السيدة سوزان تملي طلباتها لـ وجيدة ..
انتهت سلمي من توضيب حلية ابنها ‘ ادهم ‘ الدراسية علي جسده الصغير، ابتسمت وهي تلعب في خصلاته السوداء ك حال جميع رجال العائلة بحب، امسكته جيدا من اسفل ذراعيه واهبطته من علي الفراش الي الارض، ناولته حقيبته المدرسية وهي تقول بحب:-
_يلا ياادهومي علشان الباص زمانه جاي
اردف بشفتين مزمومتين بضيق:-
_بـس انا مش عايز اروح
امسكته من يـده تحثه علي السير بجوارها لـ الخروج من الغرفة:-
_انهاردة اخر يوم في الاسبوع، نروحه وبكرة وبعده اجازة
ادهم بقلة حيلة:-
_يعني لازم اروح ؟!
اؤمات بنعم فتحرك معها الي الاسفل بخطوات بطيئة متضايقة ..
ما أن لمح سوزان حتي ترك يداي والدته وتوجه نحوها، قبل إحدي وجنتيها وهو يقول بمرح:-
_تيتااا سوزي
قبلته علي وجنتيه وهي تردف ضاحكة:-
_عيون تيتا سوزي من جوه
هتف سألا اياها بأهتمام:-
_عمو سليمان فين ؟
سوازن مجيبة عليه:-
_راح شغله ياحبيبي
تضايقت ملامحه لسماعه ذلك الخبر، الا انه لم يكاد يبرح بغضبه حتي عَلي صوت زمار الباص من الخارج، ليعلن عن وصوله، فحثته سلمي لـ الخروج، وهي تسبقه الي الخارج بالحقيبة المدرسية الخاصة به
سار خلفها هو بخطوات تـود لو ان تعاود الرجوع مرة اخري، فالمدرسة ك سجن بالنسبة له، لا يحبها ولن يحبها ابدا ذات يوم، هو متاكدا من ذلك الشئ جدا
ظهرت سلمي من جديد بعدما ودعت ادهم، فسألتها الاخري باهتمام:-
_واجد لسة نايم ؟
جلست علي مقعد بالقرب منها وهي تجيبها:-
_لا .. صاحي، كان بيلبس، شوية وهتلاقيه نازل
اؤمات بحسنا دون ايجاب وبقي الصمت يعم المكان، وكل منهن تحلق في سماء افكارها بعيدا عن الاخري ..
. . . * . . .
فتح عابد عينيه بضيق لسماعه لصوت المنبة المزعج علي الصباح، مـد يده ليغلقه لكنه ابعثها بالمكان الخطأ فبدل من ان تمسك المنبة القت بكوب الماء علي الارضية، صاح بغيظ وهو يسمع صوت التهشيم، نهض عن فراشه بالاخير وهو مازال يستمع لصوت المنبة، امسكه اخيرا واغلقه بقوة، همس بعدها بغضب محادثا نفسه:-
_انا لو كنت نمت امبارح بدري ومسمعتش فيديوهات الحيل دي، مكنتش كسرت الكوباية وهسمع كلمتين من وجيدة….
لم يكمل عبارته ووجد الباب يُفتح، وجيدة تظهر من خلفه وهي تسأل:-
_اية صوت التكسير دا ياعابد ؟
كي لا يسمع أحاديثا لا فائدة لها، توجه نحو مرحاضه وهو يقول بنبرة سريعة:-
_الكوباية اتكسرت، لميها بقي عقبال ما اطلع من الحمام، وجهزيلي لبسي
تنهدت بضيق وهي تبدأ بتنفيذ ما قاله، عابد سيظل عابد، الفتي المشاكس، الذي لا يأتي من خلفه سوي المشقة، لكنه لم يكن مشاكسا ببراءة، بل كان يحمل كثيرا من الخبث، الذي تعلم هي به للاسف ..
علي الساعة الثامنة اخيرا، كانت تخرج سيارة عابد من بوابة القصر، وقد سبقتها سيارة واجد منذ عشرة دقائق تقريبا، متجهان سويا نحو مقرا واحد
‘ مقر : الـ سليمان جروب ‘
بالمقــر .
دخل سليمان لمكتبه الذي كان لجده سابقا وخلفه سكرتيرته ومساعدته الخاصة ‘ عليا ‘ جلس علي مكتبه بعدما نزع معطفه الاسود عنه واضعا اياه علي علاقة الملابس التي بجوار المكتب، هتفت هي بنبرتها السريعة المعتادة:-
_مستر سليمان احنا ورانا شغل كتير اوي، كل التعاقدات اللي كانت علينا من شهر وفاتت، والتعاقدات اللي معادها الايام دي، والشغل اللي كان لازم يتم تسليمه من شهر واتأجل، والشغل اللي…..
قاطعها واضعا يده امام وجهها ليصمتها:-
_اشـشـش، اتكلمي انتي بـس براحة وجهزيلي مواعيد جديدة وكله هيخلص انهاردة، بس متتكلميش بسرعة .. سامعة ؟
قال اخر كلمة بتحذير فـ اؤمات بحسنا وهي تطلق زفيرا عاليا بعد مجهودها الذي بذلته منذ لحظات
سليمان وهو يفتح جهاز الـ ‘ لاب توب ‘ الخاص به:-
_نبدا مع اول معاد ؟
عليا وهي تنظر لاوراقها:-
_معاد مع شركة ‘ W . A . S ‘ الجديدة، مع صاحبها مستر ‘ وليد امجد السامري ‘
سليمان:-
_هو موجود يعني ؟
عليا:-
_هو اتصل من ساعتين وانا قولتله ان حضرتك جاي، فقال هيكون هنا علي عشرة
اؤما بتفهم و:-
_تمام لما يجيي دخليه
وضعت امامه عـدة ملفات:-
_دي حوافز وشيكات لازم تتمضي
قام بامضتها بعد ان قرأها بعينيه قراءة سريعة، وضعت ملف اخر:-
_دا ملف الألأت اللي هيتم استيرادها من اليابان، فيها كل اللي طلبناه ومميزاته والميزانية المطروحة .. اقراه علشان لو عجبك نبعت فاكس بالطلب وتروح حضرتك تاكده
اخذه منها وهو يؤمي بحسنا
وضعت اخر أمامه:-
_دا ملف بعته الاستاذ أُسامة خاص بالحسابات
اخذه منها، كادت ان تتحدث .. فقال بضيق:-
_كفاية ياعليا، لما اخلص دول ابقي ابعتي الباقي
اؤمات بحسنا وهي تعتذر بنبرة خافتة، ثم استأذنته وغادرته بهدوء، ليبقي هو غارقا بين اوراقه الكثيرة يقرأها ويدرسها بكل تركيز ..
جلس واجد علي مكتبه وعلي مقعد اخر جلس اخيه عابد، الاثنان يسود الصمت عليهم، يطالعون الفراغ بعيون مفكرة، قطع الصمت واجد اخيرا بنبرته المليئة بغضبه المكبوت:-
_من الصبح الملفات نازله تـرخ علي الباشا واحنا هنا بنهش دبان، وهنفضل طول عمرنا كدا، ملناش فايدة وهيطلب مننا تنفيذ الشغل زينا زي غيرنا .. لـو سكتنا
عابد بنبرة سائلة:-
_طيب هنعمل اية ؟
صمت قليلا يفكر، قبل ان تتنير برأسه فكرة مكارة، فأستراح علي مقعده وهو يهتف بخبث:-
_نثبت انه ميستحقش مكانه دا، وقراراته اللي بياخدها بنفسه وبـس هتضيع الشركة، فتحس سوزان هانم انه مش جديد بالادارة ونعيد تقسيم الأسهم
عابد:-
_وانت ايـش عرفك ان دا اللي هيحصل فعلا لو اثبتنا عدم جدارة سليمان ؟
واجد بسخرية:-
_اومال اية اللي هيحصل ؟ هيكتبله كل حاجة بأسمه وهو عارف انه مش جدير ! اكيد يعني المـرة دي هيصلح بنود الوصية الغبية اللي فاتت
عابد بقلق:-
_واجد .. انت عايزنا نعمل اية ؟
انتصب واجد في جلسته، التمعت في عينيه بواد الشـر وهو يهمس بحسيس افعي سامة:-
_نوقع الشركة ومعاها سليمان، علشان عبد الحميد باشا يعرف حتي وهو في تربته انه كان غلطان لما خلي الباشا يكوش علي كل حاجة
عابد بتسأل وقد تَزرع الشر بقلبه ايضا:-
_يعني هنبدا نعمل اية ؟
واجد بنبرة ماركة .. خبيثة:-
_لا .. انا بدأت مش لسة هبدأ
وراح يقص عليه مخططاته السابقة والتالية، بأنفاس تفوح منها روائح الكرة المختفي خلف بسمات خفيفة تبث في قلبك الاشمئزاز بـلا شـك، والاخر يستمع له وتزداد الكلمات من سعادته، وهو يتخيل امامه سقوط سليمان تدريجيا امام عيونهم ..
. . . * . . .
نهض سليمان عن مكتبه يستعد ليغادر المكان، ارتدي معطفه علي بذلته، بينما يغلق ازراره انفتح الباب ودخلت ‘ عليا ‘ معها اوراقاً تحتاج الي امضاء
_انت هتمشي يامستر ؟!
سليمان وهو يأخذ هاتفه من اعلي الطاولة:-
_انتي شايفة اية ياعليا ؟
مـدت يدها بالاوراق نحوه:-
_الاوراق دي محتاجه امضة حضرتك
قام بامضاءها فتابعت بتسأل:-
_هو احنا هنعمل اية مع مستر وليد علشان مفهمتش
نظر لها بقلة حيلة، فعليا رغم اجتهادها الواضح الا انها تملك ذاكرة سمكة و:-
_هنسلمله شحن ملابس بالتصميمات الجديدة كمان تلت اسابيع
عليا بزهول:-
_تلت اسابيع بس ؟
سليمان بنفاذ صبر:-
_اومال ناخد وقت قـد اية ؟ سنة ! كل الشغل اللي متراكم لازم يخلص علشان كدا لازم الوقت يبقي ضيق علشان نتلم ونشتغل
عليا نؤيـدة لحديثه:-
_معاك حق، لازم انت تتلم وانا….
نطق بعيون ضيقة بتركيز:-
_اية !
فهمت اخيرا ما قالته فوضعت يدها علي فمها وفـرت سريعا من امامه، وقفت عند الباب وقبل ان تغادر اردفت بتذكر وهي تضرب بيدها علي جبهتها:-
_نسيت افكرك ان عيد ميلاد ‘ حسـان رشـدي ‘ انهاردة يامستر
نطق بسخرية:-
_انتي نسيتي بس انا فاكر، علشان كدا مروح ياعليا ..
تصادف وقت خروجه من المكتب بخروج واجد وعابد من مكاتبهم ايضا، تصادفت نظرات الشباب الثلاث معا، كانت نظرات تجمع ما بين التحدي والشـر، كلا منهم ينظر بثقة متأكداً أنه سيفوز علي الأخر في حرب صامتة، لم يعلنوا عنها بالجهر حتي، لكنهم بداخلهم يعلمون انها بدأت، تُـري .. بتلك الحرب .. اي فريقا سيفوز ؟ اي كفة ستميل ؟ من سينتصر ؟ ومن سيخسر ؟ انتظر .. وتابع بصمـت واستمتاع
. . . * . . .
بالساعة التاسعة مساءا، فُتح باب القصر الداخلي وطـل منه سليمان بطلته المثيرة، مرتديا حلية كحلية اللون، وقميص ابيض ناصع، خصلاته السوداء المصففة بعناية، كل شئيا فيه كان علي اكمل وجه، صـف إحدي الحراس السيارة امام الباب اخيرا، فهبط سليمان درجات السلم التي تفصل بينه وبين السيارة، ثم ركـب السيارة متجها بها نحو منزل ‘ حسان رشـدي ‘
تبعه بعد ذلك بنصف ساعة تقريبا، عابد ثم واجد، فالاثنان معزومان علي الحفل ايضا، كلا منهم غادر بسيارة مختلفة، بوقت مختلف، فلا شئ يجمعهم قـط، حتي في صفاتهم الوجدانية ..
بمنتصف الطريق تذكر سليمان شيئا هاماً، هل سيدخل الحفل فارغ الايدين ؟ فـ لا بـد من هدية يدخل بها، ما الذي قـد يشتريه لـ حسان يفي بالغرض ؟ تذكر ما يحبه حسان فقرر مع اول محل يجده يبيع ما ابتغاه سيقف عنده، ليشتري الهدية ..