رواية لاجئة في الصعيد الفصل الأول 1 بقلم نور زيزو
رواية لاجئة في الصعيد الفصل الأول 1 بقلم نور زيزو |
رواية لاجئة في الصعيد الفصل الأول 1 بقلم نور زيزو
_____ بعنـــــوان ” قضيــة فــرح ” _____
كان “فريد” جالسًا على أحد الصخور أمام البحر مساءًا والأمواج ترتطم بالصخور بشدة ونسمات الهواء الباردة القوية والسماء على وشك البكاء مطرًا فى فصل الشتاء ، مُتكئ على ذراعيه ناظرًا للأمام وهو ينظر بلا مبالاة يفكر فى حفل زفافه الذى على أصبح وشيكًا وما زال لا يملك مشاعرًا لهذه العروس وما زالت هى تعامله بجفاف وبرود يقتله ويقتل كبريائه حتى قطع شروده هذه العروس الواقفة هناك على حافة الصخور ويحملها رجل ضخم مُقيدًا ذراعيها خلف ظهرها وهى تحاول الفرار من قبضته بخوف وترتجف بينما هو يقترب أكتر من الحافة حتى دفعها فى البحر عازمًا على قتلها ثم فر هاربًا ، فزع من مكانه وهو يقف ونزع “فريد” سترته ثم قفز بالماء بسرعة من أجل أنقاذها .. دقائق قليلاً وصعد بها على الشاطيء ليرى ملامحها ويُصدم فهى نفس العروس من الصباح ….
خرج ” فريد ” من تلك المنطقة العسكرية على الحدود المصرية بسيارته مُتجهًا إلى الأسكندرية ليبلى طلب عمته بزيارته لها ومن ثم سيذهب سريعًا إلى الصعيد تحديدًا إلى محافظة قنا ليبدأ ترتيبات عرسه الذي نال من أجله ٤٠ يوم إجازة من القادة العسكرية ، كان يقود سيارته بهدوء مُرتدي بدلته العسكرية التى تعطيه هيبة ووقار على هيبته والصمت يُعم المكان لا يوجد أى موسيقى أو دندنة فقط سوى أنفاسه بتعابير وجه حادة تليق بقائد كتيبة عسكرية مثله ليصدم بظهور تلك الفتاة من العدم أمام سيارته ليضعط بسرعة على المكابح حيث توقفت السيارة وبينها وبين هذه الفتاة سنتيمترات فقط وكأن سيدهسها ، ألتقط أنفاسه بصعوبة وهو ينظر عليها بدهشة ، كانت فتاة جميلة جدًا من مساحيق التجميل الموضوعة على وجهها بعينين زرقاوتين وشعر بندقى يصل إلى عنقها بقصره ، مُرتدية فستان زفاف أبيض اللون طويلًا على جسدها القصير وتركض بالشوارع حافة القدمين وحاملة على ذراعها طرحة فستانها الدنتال ، لم تقف أمامه كثيرًا وفرت هاربة تكمل عبور الطريق وهو ما زال ينظر عليها ليقطع شروده بها صوت رجولى خشن من الأمام حين صرخ ذلك الرجل بأسمها قائلًا :-
– فــــــرح ……
نظر عليها وهى تقف فى الجهة الأخرى وتنظر لذلك الرجل بعدم أهتمام ليتابع حديثه قائلاً :-
– أرجعى يا فرح وإلا ستبكين ندمًا ….
هذا ما حدث أمس أمام عينيه لكن الأن هى بين ذراعيه قتيلة هذه هى “فرح” تلك العروس الهاربة التى هددها بالبكاء ندمًا أكان مقصده هو قتلها ، فتحت عيناها بصعوبة وهى ترى وجهه برؤية مشوشة حتى رأت ملامحه بوضوح عيناه البنية وشعره البنية القصير مع لحيته الخفيف ببشرته الحنطية التى تعطيه وسامة وجذابية وهى بين ذراعيه فقالت بتلعثم وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة :-
– أنت مين ؟؟ ….
وعادت مُجددًا تغمض عيناها فاقدة للوعى ، لا يعلم ماذا يفعل أيتركها هنا على الشاطيء أم يأخذها للقسم لينتهى به المطاف إلى الفندق حيث غرفته الذى ينزل بها الليلة ، أخذ حمامه وبدل بدلته العسكرية إلى بنطلون أسود وبلوفر رمادى برقبة طويلة وكثيفة وخرج ليرى فتاة التنظيف وقالت :-
– غيرتها يا فندم .. تطلب حاجة تانية
– شكرًا
قالها وهو يعطيها بعض المال ورحلت ، دلف إلى الغرفة ليراها نائمة على الفراش والغطاء عليها ، تأمل ملامحها وهو يجلس على حافة الفراش ثم تنهد بعبوس وقال :-
– حكايتك أيه يا فرح ؟!
ذهب إلى الشرفة وحسه الأمنى يخبره بأن هناك شيء غامض وراء هذه الفتاة ، ظل يفكر ويفكر بها ولم يتذكر أبدًا حفل زفافه حتى سمع صوت من الداخل فرأها تقف من الفراش مُرتدية ملابسه عبارة عن بنطلون أبيض طويل جدًا عليها وبلوفر أزرق فضفاض وأكمامه تخفى أصابعها بسبب طوله ، دلف للداخل لتراه أمامه فنظرت له بأستغراب وهدوء ليندهش من عيناها الزرقاوتين التى تبدل إلى عيون رمادية ثم قال :-
– أنتِ كويسة ؟
لم تجيب عليه وظلت تحدق به بصمت تام ، كرر سؤاله مُجددًا فقال :-
– أنتِ كويسة ولا أوديكى المستشفى ؟!
– أنت تعرفنى ؟ .. أنت مين ؟ أنا مين ؟
سألته بهدوء تام ليصدم من سؤالها الأخير أهى لا تعرف من هى ؟ أجابها قائلاً :-
– أنا معرفش غير أنك فرح
نظرت له نظرات هادئة ، ظل ينظر إليها والفضول يكاد يقتله نحوها ونحو قضيتها ….
____________________
– يعنى هى فاقدة الذاكرة ؟
سأل “فريد” الطبيب وهو ينظر عليها وهى جالسة هناك تنظر على الجميع حولها كطفلة صغيرة فأجابه الطبيب :-
– فقدان ذاكرة مؤقتة من الصدمة حسب كلامك ومع الوقت هتفتكر كل حاجة
أومأ له بنعم ، ثم ذهب نحوها فوقفت له حين رأته يقترب منها وقال :-
– يلا
– اممم ..
أخذها بسيارته وذهب وهو يفكر أين يجب أن يتركها فحان وقت عودته إلى الصعيد ولا يجب عليه التأخير أكثر ، أوقف سيارته على كورنيش إسكندرية ليتركها هناك ونظر لها ليراها نائمة بمقعدها بأرق فتنهد بحيرة ثم أنطلق بها ذهابًا إلى حيث بلده وأهله وسيعود بها مُجددًا بعد نهاية إجازته …
_____________________
كان المنزل مكون من طابقين بالأسفل المندرة والصالون والسفرة فى المنتصف وغرفة مكتب الوالد ، أم عن المطبخ كان مليء بالفتيات يحضرون الطعام لأجل حضروه بعد غياب شهرين عنهم ويوجد بعض الفتيات يعملون على تزين المنزل من أجل العرس ، وسط ضجة الفتيات خرجت أمراة فى الخمسينات من العمر نشيطة ( فتحية ) وهى تقول :-
– هموا يا بنات العريس زمانه على وصله
دلفت فتاة ( نيرة ) وهى تقول :-
– فريد وصل يا أمى ، فريد وصل
وقف الجميع بسعادة وكلا منهن تترك ما تفعل وتعانقه “فتحية” بسعادة وهو يقبل رأسها ويدها لتصدم بهذه الفتاة الغريبة وهى مُتشبثة به مُرتدية فستان أصفر بكم واسع فضفاض وشعرها البندقى مسدول بحرية وعيناها تتجول فى المكان ، أقتربت منه “فتحية” وهى تقول :-
– مين دى يا فريد ؟
– بعدين يا أمى
أومأت له بنعم ثم رحب به أخواته وصعد إلى غرفته كى يبدل ملابسه وهى معه كانت جالسة فى الغرفة تنتظره وتتفحصها بهدوء غرفة باللون الأبيض والأثاث أسود هناك مكتب بأحد الزوايا وبجواره مكتبة صغيرة والفراش يتوسط الغرفة وعليه مفرش ستان وردى من أجل زفافه ودولاب فى الجانب الأخر ، فتح باب الحمام ليخرج مُرتدي بنطلون أسود وبلوفر أسود بشعره المبلل وعلى كتفه منشفة مبللة فوقفت مُتمتمة بخفوت :-
– أنا هعيش هنا ؟!
– مؤقتًا لحد ما أعرف حكايتك أيه ؟!
– أسمك فريد ؟
أومأ لها بنعم ثم قال :-
– فريد .. تعالى
خرجت “فرح” معه من الغرفة وهى تتحدث بعفوية :-
– دا بيتك جميل
نظر للخلف عليها ليراها تتفحص المنزل من الطابق الأعلى عبارة عن رواق مليء بالغرف فقط ثم هبط للأسفل ليرى أخته الصغرى جالسة هناك تشاهد التلفاز وفور رؤيته أسرعت له لتقول :-
– فريد باشا ، جبتلى عريس عكسرى زيك أكدة وحيلوى كدة
– عريس يا طفلة ..ااه نيرة أختى الصغيرة فى ثانية ثانوى ، شقية شوية
قالها وهو يقدم أخته تفحصتها بهدوء كانت فتاة صغيرة بملامح هادئة مُبتسمة دومًا بأشراق وعينيها بنية كعيناه وشعر أسود طويل ثم تابع حديثه قائلاً :-
– فرح
تبسمت “نيرة” وهى تصافحها وقالت :-
– أسمك حلو جووى يا فرح
– شكرًا
قالتها “فرح” بهدوء وهى تقف بجواره لتأتى والدته مُجددًا من الخلف وهى تقول :-
– مغيرتيش خلجاتك ليه يا بتى
أستدارت لها وهى تشير على نفسها ثم قال “فريد” :-
– معاهاش هدوم خلى مروة تجبلها حاجة من عندها
– يا هلا والله يا حضرة الضابط
قالتها “مروة” وهى تخرج من المطبخ وتجفف يديها كانت فتاة جميلة فى العشرينات من العمر وترتدى عباية أستقبال بعينيها السوداء وشعرها الأسود ، عانقته بفرحة عارمة ثم قال :-
– أخبارك أيه يا دكتورة
– بخير تصدج يا فريد أنا بحبك تيجى هنا عشان لغتك المصرية دى حلوووة جووووى جوووى هههه
قهقهت ضاحكًا ليقع نظرها على “فرح” وهى واقفة هادئة ثم قطعهم دخول “فؤاد” رجل فى الستينات من العمر مُرتدي عباية سوداء وعليها عباية مفتوحة جملى ويلف عمتة على رأسه وبصحبته “جمال” أخاه الأصغر مُرتدى عباية رمادية فأسرع نحو والده وقبل يده بهدوء ورحب ثم جبينه وهو يقول :-
– حمد لله على سلامتك يا ولدى
– الله يسلمك يا حج .. أخبارك أيه يا جمال
نظر نحو أخاه ليراه يتطلع به بأنبهار واضح فى عيناه ثم قال :-
– مين دى ؟!
نظر “فؤاد” عليها ثم لابنه منتظر الجواب فأخذه “فريد” للداخل وقصي عليه ما حدث وأنها فاقدة للذاكرة ، دق باب الغرفة ودلفت “نيرة” وقالت :-
– الغداء جاهز
خرجا معًا ليراها تنزل من الأعلى بصحبة “مروة” مُرتدية عباية وردية اللون ورفعت شعرها من الأمام للأعلى لينظر نحوها بأعجاب ، رأته يقف هناك ويتطلع بها لتبتسم بأشراق له ليصدم من جمال بسمتها لأول مرة تبتسم ، جلس الجميع على السفرة ليضع “جمال” قطعة من الدجاج أمامها لينظر “فريد” له وهو يقول :-
– جمال أخويا الصغير ، خريج كلية تجارة وفاشل وصايع
تذمر “جمال” من حديثه ثم عاد لمجلسه ، كان “فؤاد” يرمقها بصمت وهى هادئة كنسمة الهواء لم يشعر بها أحد ولا تصدر أى صوت كانت لاجئة فى وطن غريبة لا تعرف أحد ولا يعرفها أحد ..
____________________
دق باب غرفته فكان واقفًا أمام المرأة مُرتدي عباية بيضاء ويلف عمته حتى أذن بالدخول فدلفت “فرح” لتتقابل عيناهما وسألها :-
– فى حاجة ؟!
– النهاردة فرحك ؟؟
– الحنة بكرة الفرح فى حاجة ؟
– لا
قالتها بهدوء ثم خرجت من الغرفة مُسرعة ، لم يفهم شيء ولم يكترث لها وسرعًا ما كان جالسًا مع الرجال فى الحشد وسط الأغانى والموسيقى والجميع يأكل بسعادة حتى جاءه “جمال” ليخبره فى أذنه بخبر أختفاءها … كان يعلم بأن هناك من يسعى لقتلها وقد حدث أمام عيناه ليترك كل شيء ويركض للخارج بسيارته باحثًا عنها …
_______________________
كانت تركض حافة القدمين وتصارع ذلك المشهد الذي تراه بعقلها لا ترى شيء سوى أنها بفستان زفاف وتركض بالشوارع تسألت إذا تذكرت هذا بسبب أجواء العرس هنا ، ظلت تركض وهى ترفع عبايتها الزرقاء بيديها حتى أصطدمت قدمها بحجر وسقطت لترى مشهد أخر حين سقطت فوق جثة رجل قتيل لتصرخ بفزع أى ذكريات فقدتها ولما كانت تهرب بفستان زفاف ومن القتيل أى حياة كانت تعيش هذه الفرح ، وقفت بقدم مجروحة تنزف وأكملت ركض وسط الأشجار والأراضي الزراعية حتى سقطت مُجددًا لكن الأن سقطت أمام سيارته هو ، ترجل “فريد” من سيارته بلهفة ليراها فاقدة للوعى أمام السيارة بقدم مجروحة وسط عتمة الليل حملها على ذراعيه ووضع بها السيارة ليسمع صوت من قرب أعتقد بأنه صوت أحد يركض خلفها فذهب ليصدم حين رأى عروسته “رحمة” تعانق رجل أخرى فى العتمة وهى تبكى بوجع ولم تكتفى بخيانته بل تسبه وتلعنه ليعود إلى السيارة بصدمة ألجمته ثم نزع عمته عن رأسه وعاد للمنزل بها …
كان الجميع فى حالة ذعر بعد أن ترك الرجال ورحل ، كان المنزل هادئًا وخالى من المعازيم لا يوجد سوى أسرته ، دلف حاملها على ذراعيه وهى فاقدة للوعى ويتجه للأعلى ثم قال :-
– تعالى يا مروة
صعدت معه لكى تفحص هذه الفتاة الصغيرة وخرج يتحدث مع والده بغرفته فقال “فؤاد” :-
– أنت متوكد يا ولدى
– اه ، أنا شايفها بعينى
– متوكد أنها رحمة .. لو طلع كلامك مش صوح عارف أهلها هيعملوا أيه لما تسيبها يوم فرحها
– متوكد يا حج وبكرة الصبح نروح الدار عندها
تنهد “فؤاد” بعبس ثم قال :-
– الفرح والناس والمعازيم والأجازة وشكلك جدام صحابك وناسك وصحابك اللى جايين من مصر مخصوص لفرحك هنجولهم أيه لما يجوا بكرة .. الفرح باظ
– مش أحسن ما أتجوز واحدة بالأخلاق دى
قالها بتذمر وأنفعال ثم تركه بالغرفة ورحل ، خرج من غرفة والده غاضبًا لخيانتها له حتى وأن كان لا يملكا الحب فى قلبهما كان يجب عليها أن تحترم وجوده فى حياتها قطع شروده “مروة” تخرج من الغرفة فتقول :-
– أنت متوكد أنها فاجدة الذاكرة
أستغرب سؤالها فقال :-
– ليه ؟ هى فاقت وقالتلك حاجة
– لا بس …
رمقها بصمت لتتابع حديثها قائلة :-
– دى جسمها كله كدمات وجروح مفهوش حتة سليمة بمعنى الكلمة يا فريد .. البنت دى غريبة مين جاله جلب يعمل فيها كدة أنا بدأت أشفج عليها ويمكن فجدان الذاكرة دا يشفى جراح جلبها شوية من اللى شافته .. يلا ربنا معاها
دلف إلى غرفته شاردًا بهذه العروس هاربة من زفافها وجسدها كما قالت أخته مليء بالجروح والكدمات تسأل إذا كان ذلك الرجل من فعل ذلك لكى يجبرها على الزواج ليتذكر عروسته الخائنة وتسأل هل أهلها أجبروها على الزواج منه لكى تفعل ذلك ، وماذا سيقول غدًا حين يأتى أصدقاءه من الجيش ومرؤسيه عن الزواج .. ظل يفكر طوال الليل حتى دق باب الغرفة فى منتصف الليل وحين فتح الباب رأى “نيرة” بوجه ناعس تقول :-
– أنا معرفاش أنام من فرح
كانت نائمة ورأسها تهتز يمين ويسار بلهع وتلهث وكأنها تركض وترى حلمًا مخيفًا لا تعلم أهو حلم أم من ذكرياتها المفقودة كانت تركض بمكان مُظلم حتى سقطت أرضًا لتجد نفسها فوق جثة رجل قتيل لتصرخ بفزع فى تلك اللحظة تستيقظ من نومها وهى تصرخ وتلهث لتراه جالسًا أمامها على الفراش ، رمقته بخوف ليصدم حين عانقته بقوة وهى تتشبث به ، أزدرد لعابه بصعوبة وأرتباك ثم قال :-
– أنتِ كويسة ، أهدى دا مجرد حلم
كانت ترتجف بقوة ليطوقها بذراعيه وبدأت يربت على ظهرها برفق …
________________________
قالت “فتحية” بصدمة :-
– يتجوز فرح .. اللى منعرفهاش ، ولدى حضرة الضابط يتجوز واحدة من الشارع
– اهو ولدك حضرة الضابط لو متجوزش النهاردة شكله هيبجى وحش جووى جدام صحابه ورئيسه اللى نزل يستجبلهم تحت دلوجت .. يتجوزها وأن شاء الله يطلجها بعد سبوع
– بس …
قطعها “فؤاد” بجدية وهو يقول :-
– مبسش يا حجة .. جهزى كل حاجة على ما أروح لدار هنداوى أبلغه أن مفيش جواز
وضعت على اكتافه العباية وهى تقول :-
– أنت أكدة بتفتح علينا بحر دم يا حج
– خليها على الله ..
قالها وهو يخرج من الغرفة ويذهب إلى دار “هنداوى” بصحبة “فريد” ليقصي “فريد” ما راه لـ “متولى” ثم قال “فؤاد” :-
– زين جوووى أننا لسه على البر يا حج متولى
– أنت بتجول أيه يا حج فؤاد ، دى أعراض ومينفعش فيها الحديد دا
قالها “متولى هنداوى” بعصبية شديدة ليقول “فريد” بثقة :-
– أسمع يا حج متولى ، عشان دى أعراض أنا جتلك لحد عندك وبقولك أسال بنتك وهاتها قدامى ولو كدبتنى أنا مستعد أتجوزها النهاردة لكن لو طلع كلامى صح أنا هطلع من الدار هنا ومن حقى اللى يسألنى أقوله أنا سبت بنتك ليه … فـ خلينا متفهمين وعشان دى أعراض ناس زى ما أنت بتقول ونقول أننا متفقنا على مهر بقى على مؤخر شبكة أى حاجة وكدة يبقى عدانى العيب
صمت “متولى هنداوى” وهو ينظر له بأنكسار …..
_______________________
– أتجوزه !!
قالتها “فرح” بذهول ثم تابعت حديثها قائلة :-
– أزاى وأنا مش فاكرة حتى أسمى ، أفرضي طلعت متجوزة
– بس أنتِ بنت يا فرح وأنا كشفت عليكى
قالتها “مروة” بهدوء ثم تابعت حديثها قائلة :-
– فرح .. فريد أنقذ حياتك من الموت اعتبري الجواز دا رد جميل للى عمله وممكن بعدها تطلقى عادى
دلفت “فتحية” بتذمر وهى تقول :-
– لسه ملبستيش .. كفاية حديد وهمى أمال الناس على وصول …
نظرت لهم بصمت وهم يطلبوه منها الزواج ولم يخبرها أحد أين ذهبت عروسته وماذا حدث لم يطول الأمر سريعًا حتى أصبحت زوجته بالفعل ، دلف إلى الغرفة ليراها جالسة على الفراش بفستان زفاف كانت جميلة حقًا كما رأها أول مرة وعلى رأسها تاج لتشبه ملكة فاتنة وجميلة ، وقفت فور دخوله ترمقه بنظرها لترى “مروة” و “نيرة” يدخلوا خلفه ثم فتحوا الدولاب واخرجه ملابس “رحمة” ووضعه ملابس جديدة من أجلها ثم خرجوا من الغرفة ليقول :-
– غيرى هدومك
دلف إلى المرحاض وتركها فكانت ملامحه مُرهقة وحزينة ، بدلت فستانها إلى فستان بيتى طويل بأكمام وصعدت إلى الفراش ، خرج من المرحاض بعد أن بدل ملابسه إلى بنطلون أزرق وتيشرت أصفر وأتجه نحو الفراش لينام بجوار زوجته الغريبة ، رأها نائمة كطفل صغير لكنها ترى حلم أو بالأحرى كابوس وبدأت حُبيبات العرق تتدفق من جبينها ليصدم حين فتحت عيناها بصدمة وهى تقول :-
– مقتلتوش ….
رمقها بنظرة صادمة وهى تعتدل فى جلستها وتلهث بقوة وتُتمتم بذعر وكأنها مُغيبة عن الوعى قائلة :-
– مقتلتوش .. مقتلتوش
هل يعقل أن يكون تزوج قاتلة وهؤلاء الرجال كانوا يسعون للأنتقام منها ……
يتبع..
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية المؤامرة للكاتبة منة محسن