روايات

رواية نيران ظلمه الفصل التاسع عشر 19 بقلم هدير نور

رواية نيران ظلمه الفصل التاسع عشر 19 بقلم هدير نور

رواية نيران ظلمه الفصل التاسع عشر 19 بقلم هدير نور

رواية نيران ظلمه الفصل التاسع عشر 19 بقلم هدير نور

وصل عز الدين الى المنزل الذى كان هادئاً تماماً و ذلك كان طبيعياً للغايه حيث كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل…
صعد على الفور الى جناحهم مباشرةً صاعداً الدرج كل درجتين معاً
دخل الى الغرفة ملتقطاً انفاسه اللاهثه بصعوبه ممرراً عينيه بانحاء الغرفة بحثاً عن حياء لكنه تجمد بمكانه شاعراً بالبرودة تتسلل الى جسده عندما وجد الغرفه خاويه تماماً اتجه نحو الحمام بقدمين كالهلام غير قادرتان على حمله حتى يبحث عنها به
لكنه شعر برجفه حاده تسرى فى سائر جسده فور ان وقعت عينيه عليها جالسه بركن الاريكه منعقدة حول نفسها كالجنين و هى مستغرقه بالنوم
اقترب منها ببطئ وانفاسه اصبحت حاده لاهثه يتشرب ملامح وجهها التى يعشقها بشغف جلس على عقبيه امامها ممرراً يده بحنان فوق وجنتيها هامساً باسمها بصوت مرتجف فتلملمت في نعاسها علي اثر حركته تلك فتحت عينيها ببطئ ترفرف بجفنيها عدة مرات و هى تنظر اليه باعين متسعه ظناً منها بانها تحلم او ان عقلها قد صوره لها من سدة اشتياقها له لكن عندما شعرت بلمسه يده فوق وجهها علمت بان هذا ليس حلماً بل حقيقة و انه متواجد معها بالفعل انفجرت فى بكاء حاد فور ادراكها ذلك…
انتفض عز الدين بمكانه جاذباً اياها على الفور محتضاً اياها بحمايه بين ذراعيه شاعراً بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا عندما رأها تبكى بهذا الشكل فهو يكره رؤيتها حزينة خاصة اذا كان هو من كان السبب فى حزنها هذا فهو يعلم بانه كان قاسياً معها خلال الايام الماضية
همس بصوت مرتجف محاولاً تهدئتها و شهقات بكائها التى اخذت تزداد تمزق قلبه
=اهدى ..اهدى يا حبيبتى..
ظل ضامماً اياها بين ذراعيه بحماية ممرراً يده بحنان فوب ظهىها متمتماً لها بكلمات مهدئه لطيفه…
و عندما هدئت تماماً ابعدها بلطف ممرراً يديه فوق وجنتيها يزيل دموعها العالقه برقة
= احسن… ؟!
هزت حياء رأسها بالنفى منفجرة مرة اخرى فى البكاء فلم تشعر بنفسها الا و هى تتمتم بصوت مرتجف اجش من بين شهقات بكائها الحادة
= انا حامل…
تراجع عز الدين الى الخلف بحده حتى كاد ان يسقط فوق الارض من شدة الصدمه التى تعرض لها …
كانت حياء جالسة مع نهى ببهو المنزل تستمع اليها بذهن شارد حيث كان عقلها لايزال منشغلاً بما حدث بالامس فقد خرج عز الدين منذ الصباح الباكر و لم يعد كعادته لتناول الغداء او حتى العشاء و ظلت هى طوال الليل تنتظر قدومه للاطمئنان عليه حتى تجاوزت الساعة الثالثة صباحاً لكنها سقطت بالنوم من شدة الارهاق و التعب و عند استيقاظها بالصباح انتفضت جالسه فوق الفراش تبحث عنه بالغرفة بعينيها بلهفه لكن الغرفة كانت خاوية و لا يوجد دليل على انه قد اتى ليلة امس سوا اثر رأسه فوق وسادته التى جذبتها حياء تحتضنها بشدة الى صدرها تستنشق رائحته التى لازالت عالقة بها منذ ليلة امس فقد اشتاقت اليه كثيراً… اشتاقست لمزاحهم سوياً..لاغاظته الدائمه لها فمنذ اليوم الذى تغير به معها واصبح يوليها ظهره لم تستطع النوم بعمق حيث كانت تفتقد ذراعيه التى كان يحيطها بها ضامماً اياها الى جسده بحمايه اثناء نومها تنهدت حياء بثقل و هى تعيد الوسادة الى مكانها مرة اخرى..فمن الواضح انه قد أتى ليلة أمس بوقت متأخر و استيقظ باكراً و ذهب الى عمله خرجت من افكارها تلك على صوت هتاف نهى الجالسه بجوارها
=ايييه يا بنتى روحتى فين بكلمك
رفرفت حياء عينيها عائدة الى الواقع قائلة بصوت منخفض
=بتقولى ايه يا نهى…؟!
اجابتها نهى و هى تزفر بضيق
=بقولك مش عارفة اعمل ايه مع سالم يا حياء…انا زهقت هفضل مستحمله بروده واهماله ليا ولبنته كده لحد امتى…؟!
ربتت حياء بيدها بحنان فوق يد نهى قائله بهدوء
=معلش يا نهى استحملى…سالم والله بيحبك بس هو طبعه صعب شويه
ابتسمت نهى بسخريه قائلة
=بيحبنى…؟! اها عندك حق فعلاً……
لتكمل و بصوت مرتجف
=يا حياء انا مش حاسه انى متجوزه سالم عايش فى دنيا لوحده …مبيسألش لا عليا ولا على بنته حتى..ده انا مبشوفهوش الا اخر الليل بعد ما بيخلص خروجاته مع صحابه الفشله اللى زيه..لا بعرف بيشتغل ولا مبيشتغلش و مش فالح غير فى البرود….
همست حياء وهى تربت على يد صديقها
=طيب مجربتيش ليه تكلميه يا نهى ؟!.
ضحكت نهى بسخرية قائله
=مكلمتوش..ده انا ريقى نشف معاه ده انسان مبيحسش بارد طوبه…..
لكنها قاطعت جملتها عندما رأت سالم يدخل من باب المنزل متجهاً تحوهم اقتربت من حياء هامسة بصوت مرح يعاكس حالتها التى كانت عليها منذ عدة لحظات
=اهووو جه على السيرة يارتنى كننت افتكرت جنية..و الله كان هيبقى افيد منه…
ضحكت حياء بصوت منخفض على كلماتها تلك لكن بهتت ضحكتها عندما وقف سالم امامهم متمتماً بحده وهو يتضطلع الى حياء بنفور وغضب
=نهى عايز اتكلم معاكى….
همهمت نهى و هى تستعد للنهوض
=حاضر….
لكنه قاطعها بحدة
=لا خاليكى هنا
ليكمل بحدة و هو يشير نحو حياء بازدراء
=ياريت لو تهوينا شوية علشان عايز اتكلم مع مراتى على انفراد
ارتجف جسد حياء من شدة الغضب الذى عصف بها بسبب وقاحته معها تراجعت للخلف بمقعدها وهى تجيبه ببرود
=والله انا كنت قاعدة هنا من قبل ما انت تيجى…لو حابب تتكلم مع مراتك على انفراد اتفضل خدها و اتكلم معها فى اى مكان القصر كبير قدامك زى ما انت شايف….
صاح سالم بشراسة وقد اشتعل الغضب بداخله بسبب برودها ذلك متذكراً كلمات تالا السابقة و ما فعلته بها
=انتى هترغى كتير و لا ايه ..قولتلك غورى من هنا يلا…
وقفت نهى امامه تهتف وهى تزجره بغضب
=سالم فى ايه …ايه اللى انت بتعمله ده عيب كده
ليكمل سالم متجاهلاً كلمات نهى كأنها غير موجودة بالمرة مشيراً نحو الدرج وهو يرمق حياء بنظرات غاضبة ممتلئة بالغل والازدراء
=سمعتينى يلا غورى من هنا ولا عايزة تتحشرى ما بنا
انتفضت حياء واقفة بحدة متجاهله نهى التى كانت تحاول تهدئت الامر بينهم تتمتم بحدة لاذعه وعينيها تلتمع بالقسوة
=احترم نفسك وصوتك ده ميعلاش عليا…انت فاكر نفسك مين علشان تتكلم معايا بالطريقة دى ..
اندفع سالم نحوها على الفور وقد اعماه غضبه يهتف بحدة لاذعة دافعاً اياها بقوة بذراعها مما جعل وزن حياء يختل و تسقط مرتطمة بقوة بالارض الصلبة
=انا اتكلم زى ما انا عايز انتى فاكرك نفسك مين ده انا افعصك…..
= سالم…….
لكنه ابتلع باقى جملته بذعر فور ان سمع صوت عز الدين القادم من خلفه التفت ببطئ ينظر نحو باب المنزل ليجد عز الدين واقفاً به وقد اشتد وجهه من شدة الغضب ابتلع لعابه بخوف و قد ارتسم الارتعاب على وجهه و هو يراه يقترب منه..بخطوات حادة كالسكين الذى يشق طريقه.. حيث كان جسده يوحى بكم الطاقة الغاضبة التى تثور بداخله بينما كانت عيناه باردة كالجليد بثت الذعر فى نفسه..
بينما كانت حياء لازالت ملقية فوق الارض تحاول كبت الدموع التى تلسع عينيها زفرت بعمق محاولة تمالك نفسها حتى لا تنهار امامهم ناهضة من فوق الارض ببطئ لكنها انتفضت عندما وجدت عز الدين يقف خلفها مباشرة بوجه اسود وعينين تلتمع بغضب اعمى ارسل رجفة حاده بجسدها….
تمتم عز الدين من بين اسنانه المتطابقه بحدة محاولاً السيطرة على جسده الذى كان يهتز من شدة الغضب الذى يثور بداخله و عينيه مسلطه فوق سالم الذى كان يتصبب جبينه بالعرق
= نهى خدى حياء و اطلعوا على فوق ….
اقتربت نهى من حياء تحيط كتفيها بذراعيها جاذبه اياها نحو الدرج لكن تسمرت خطوات حياء امام عز الدين تنظر اليه بعينين ملتمعتين بالدموع هامسه له بحرقه و الم
=ليه مش عايزنى اعتذرله هو كمان يا عز بيه ؟!
جذب عز الدين نفساً مرتجفاً داخل صدره محاولاً السيطرة على الضعف الذى استولي عليه عندما وقفت تنظر اليه هكذا بعينيها المغرورقتين بالدموع عالماً بانها تشير الى ما حدث سابقاً مع والدته همس بحدة وهو يشير نحو الدرج برأسه
=خديها يا نهى واطلعوا يلا…..
جذبتها نهى هذه المرة باصرار نحو الدرج بينما اخذ هو يتابعهم بعينيه وهم يصعدانه و فور ان اختفوا عن انظاره تماماً اندفع نحو سالم يسدد له لكمات سريعة قويه متتالية اسالت الدماء من انفه و فمه و هو يصيح
بشراسة
=هى حصلت انك تمد ايدك عليها يا زباله…..عاملى فيها راجل وبتشطر عليها
ليكمل وهو يلكمه بحده بمعدته وهو يصيح بشراسة متجاهلاً صراخت شقيقه المتألمه
=تفعصها…؟! ده انا اللى هفعصك تحت رجلى يا
ثم ركله بقوة بساقه مما جعله ينحنى فوق الارض ممسكاً بساقه و هو يصرخ متألماً
ابتعد عنه عز الدين اخيراً و هو يلهث بشدة بينما وقف سالم بجسد مرتجف مزيلاً بظهر يده الدماء العالقة بانفه متمتماً بلهاث ضعيف
=بتضربنى علشانها يا عز ….
اقترب منه عز الدين ممسكاً اياه من ياقة قميصه يهزه بقوة و هو يتمتم بقسوة بثت الرعب داخل سالم
=و امحيك من على وش الدنيا لو فكرت بس تكررها تانى ….
تمتم سالم محاولاً اصالح ما فعله قائلاً بصوت حزين جعله مرتجف بقدر الامكان
=غصب عنى يا عز بصراحه لما شوفتها قدامى و افتكرت اللى عملته فيك و لعبتها الوسخة اللى وقعتك فيها مقدرتش امسك نفسى..
اهتز جسد عز الدين بعنف كمن ضربته صاعقه فور تذكيره اياه بما فعلته حياء به فقد جعلته كالاحمق باعين الاخرين ..لكنه تنحنح بصوت حاد لاذع قائلاً مرتدياً قناعه الجليدى فوق وجهه من جديد حتى لا يظهر مدى تأثره
=ميخصكش…..
ليكمل وهو يزيد من قبضته فوق ياقة قميص سالم حتى انقطعت انفاسه مزمجراً بغضب
=مراتى خط احمر فاهم…خط احمر…
ليكمل دافعاً اياه بحده جعلته يسقط مرتطماً بالارض بقوة مؤلمة
=و احمد ربنا ان قدرت امسك نفسى قدام مراتك بدل ما كنت خليت شكلك زباله قدامها اكتر ما انت
ثم رمقه بقسوه بثت الذعر بداخل سالم قبل ان يلتفت و يغادر المنزل بخطوات غاضبة مشتعلة
ظل سالم مستلقياً فوق الارض يزيح بيده الدماء العالقة بفمه وانفه اخذ يتضطلع بكفة يده التى امتلئت بدمائه متمتماً بغل
=بتكابر على ايه يا ابن المسيرى وعامل نفسك انه مش همك اللى عملته فيك….ده انت مدبوح ومش قادر حتى تفرفر…
ليكمل وهو يبتسم بسخريه
=مهما حاولت تمسك نفسك هتنفجر هتنفجر و وقتها محدش هيشيل الليله غير مراتك ام خط احمر
ثم انفجر ضاحكاً لكنه صرخ بألم عندما حاول النهوض لكنه تحامل على نفسه ونهض سريعاً قبل ان يراه احد بوضعه المغزى هذا…
**!!**!!**!!**!!**!!**!!**!!**!!**
ظلت نهى جالسه بصمت بوجه جامد بجانب حياء التى كانت جالسة صامته هى الاخرى لا تدرى ما الذى عليها قوله بعد ما تعرضت له صديقتها على يد زوجها التفتت اليها تمسك بيدها تتمتم بصوت مرتجف وقد التمعت عينيها بالدموع
=حياء… حقك عليا انا متزعليش علشان خاطرى
رسمت حياء ابتسامة ملتويه فوق وجهها و هى تربت على يد نهى قائله
=وانتى ذنبك ايه بس يا نهى …
لتكمل بصوت منخفض
=انا خلاص اتعودت على ان الكل يلطش فيا
مررت نهى يدها فوق خصلات شعرها محاولة مواستها
=متقوليش كده…سالم هو اللى طول عمره غبى و جلتنف
ضحكت حياء بخفة قائله بمزاح محاولة التخفيف عن صديقتها فهى تعلم بانها تشعر بالذنب بسبب ما فعله زوجها
=فى دى عندك جلنف اوى يا نهى مش عارفه حبتيه على ايه ..و ازاى
ضحكت نهى هى الاخرى قائلة و هى تزيح بيدها دموعها التى تساقطت
=مرايا الحب عميه يا بنتى هعمل ايه…
نهضت نهى واقفة جاذبه حياء من ذراعها تحتضنها و هى تحاول كبت دموعها التى بدأت تتزايد
=علشان خاطرى متزعليش
ربتت حياء فوق ظهرها قائلة بصوت هادئ بعكس ما يعتمر بداخلها حتى لا تحزن صديقتها
=مش زعلانه والله يا نهى خلاص كسبت مناعه ما الكل ماشى عمال يتسلى عليا..مجتش على جوزك
ابتعدت عنها نهى قائله
= متقوليش كده ..اكيد عز بهدله و رباه
ضحكت حياء بسخريه لاذعه
=عز انتى هتقوليلى….
لتكمل حياء بتهكم حاد و هى تشير بيدها نحو باب الغرفة
=ارهنك انه كمان 5 دقايق هيدخل من الباب ده و يقولى انزلى اعتذرى يا حياء…
لتكمل بحده وقد التمعت عينيها بقسوة
=بس و الله وقتها ما هسكتله و لا هسكت لاخوه اللى شبه الضفدعه…
احمر وجه حياء متخضباً بالحمرة فور تذكرها نهى الواقفه بجانبها
=معلش بقى يانهى..
اجابتها نهى وهى تضحك بمرح
=لا خدى راحتك … وهو فعلا شبه الضفدع مش هنكر
انفجر الاثنتين بالضحك اقتربت منها نهى قائله و هى تنكزها بكتفها
= مش ناويه تقوليلى
=فى ايه بينك وبين عز حاسه ان فى حاجه غلط
ارتمت حياء فوق الفراش باحباط هاتفه بصخب
=نهى يا بنت عم ممدوح اعتقد سامعه ساندى بتنده عليكى
رفعت نهى حاجبها قائله وهى تتصنع الغضب
=بقى كده ماشى يا بنت عم ثروت
لتكمل و هى تغادر
=والله فاهمكى و عارفه دماغك
هتفت حياء من خلفها بمرح
=علشان انتى توأمى و حبيبتى
وقفت نهى تنظر اليها من شق الباب الذى فتحته ترسله اليها قبله بالهواء لتلتقطها حياء بيدها على الفور لتنفجرتان بالضحك مرة اخرى …
دخلت نهى غرفتها لتتفاجأ بسالم يجلس بطرف الفراش و هو يضع كيساً من الثلج فوق وجنته وعينيه واخر فوق ذقنه وانفه اقتربت منه قائله بحده
=تقدر تقولى ايه اللى انت عملته ده فى حياء…؟!
زمجر سالم بغضب و هو يغير وضع كيس الثلج الى الجهه اخرى من وجهه
=بقولك ايييه انا مش ناقص زنك ده النهارده……
قاطعته تالا بحده و هى تقترب منه عاقده ذراعيها فوق صدرها بتحدى وعينيها تلتمع بالقسوة
=لا مش هسكت يا سالم …تقدر تقولى ازاى تمد ايدك عليها …
انا عارفه انك مبتحبش حياء بس متوصلش لكده
قذف سالم بغضب كيس الثلج من يدت لتتناثر محتوياته فوق ارضية الغرفه هاتفاً بقسوة
=ايوه مبحبهاش و مش بطيقها كمان هاااا ارتحتى….
شهقت تالا بذعر فور رؤيتها لوجهه المكدوم بشده حيث كان ممتلئ باللون الازرق والاحمر وضعت يدها فوق فمها متمتمة بصدمة
=هو عز ضربك ؟!
صاح سالم بغضب و هو ينتفض واقفاً
=عز مين اللى ضربنى انتى اتجننتى……..
ليكمل بارتباك و وجه مشتعل بالانفعال
=انا كل الحكاية انى وقعت من على السلم
ضغطت نهى شفتيها معاً بقوة محاولة كتم ضحكتها فقد كانت متأكدة بان ما على وجهه ليس الا اثر يد عز الدين وقد كانت تشعر بداخلها بالفرح و الشماته به….
تنحنحت قائله بمكر وهى تعقد حاجبيها
=اعتقد بعد اللى حصلك النهارده مش هتقدر تقرب من مرات السلم تانى….
زمجر سالم بغضب
=مرات السلم…؟! ده انتى قاصده تنرفزينى بقى
اجابته نهى وهى تنظر بعينه بتحدى
=افهمها زى ما تفهمها ..لانك المره دى زودتها..و اوعى تفتكر اللى عملته ده عز هيعديه حتى لو كان لخبطلك وشك بالشكل ده
اقترب منها سالم وهو يزمجر بغضب لكنه تجمد بمكانه عندما هتفت نهى بحده
=ايه هتمد ايدك عليا انا و كمان ولا ايه
وقف عدة لحظات يتصطلع اليها بشراسه قبل ان يغادر الغرفه مسرعاً بخطوات غاضبه مشتعله مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء الغرفة…
**!!**!!**!!**!!**!!**!!**!!**!!**
بعد مرور ساعتين….
دخل عز الدين الى الغرفة ليجد حياء جالسة فوق الفراش تتلاعب بهاتفها و وجهها كان متجهم لكنها فور ان شعرت بها رفعت رأسها تضطلع نحوه عدة لحظات قبل ان تخفضه مرة اخرى و تصب اهتمامها على الهاتف الذى بين يديها متجاهلة اياه زفر بغضب و هو يتجه مباشرة نحو الحمام الملحق بجناحهم بصمت…
ظلت حياء بمكانها تتصنع البرود وعدم الاهتمام تصب اهتمامها على هاتفها حتى عندما خرج من الحمام لم تنظر نحوه ولو للحظه واحده لكنها عندما وجدته يخرج من الخزانه احدى بدلاته الرسميه يرتديها بهدوء بدلاً من ملابس نومه..انتفضت واقفة امامه تتمتم بهدوء و هى تعقد ذراعيها فوق صدرها بحدة
=انت رايح فين كده…؟!
اكمل عز الدين عقد رباطة عنقه بهدوء متجاهلاً اياها كأنها لم تتحدث مما جعلها تستشيط غيظاً
ناكزه. اياه فى ذراعه بقسوة و هى تهتف بغضب
=بقولك رايح فين…ايه مش سامعنى ؟!
تجنب عز الدين النظر اليها فيعلم مدى ضعفه تجاهها و هو لايريد ان يجعلها تأثر به من جديد اجابها بجفاف و هو يثبت ازار اكمامه الثمينه
=عندى شغل …
اخذت حياء تتأمل مظهره المتأنق هذا باعين تلتمع بالشرار حيث كانت الغيرة تنشب فى قلبها هتفت بحده
=شغل ايه ده بقى اللى ان شاء الله بعد الساعه 10 بليل
اجابها بحده وهو يثبت ساعته فوق معصمه يستعد للمغادرة
=ميخصكيش
هزت حياء رأسها متمتمه بحده
=ماشى يا عز بيه….
لتكمل بغيظ وهى تحدث نفسها
= بقى ميخصنيش ماشى..ماشى
هتفت سريعاً بصوت حاد عندما وجدته يتجه نحو الباب يستعد للمغادرة
=قبل ما تمشى كنت عايزه اتكلم معاك….
التفت اليها قائلاً ببرود
=لما ابقى ارجع
اجابته حياء بسخرية لاذعه و هى تنظر اليه بتحدى
=ترجع …؟!! هو انا بقيت عارفه اتلم عليك اصلاً
زفر بغضب و هو يقترب منها واقفاً امامها بجسد متجمد قائلا ًمن بين.اسنانه
=خير….؟
اجابته حياء بتردد
=نهى هتروح تقضى يومين فى العزبه بتاعت اونكل ممدوح …و كنت عايزه اروح معها و مع…
قاطعها عز الدين على الفور دون ان يستمع لباقى حديثها
=لا….
هتفت حياء بحده وقد التمعت عينيها بدموع حارقة
=لا ليه…لما من الواضح ان كل اللى فى البيت محدش فيهم طايقنى…
لتكمل بصوت مرتجف و هى تبتلع الغصع التى تشكلت بحلقها
=حتى انت و اعتقد ان غيابى او وجودى مش هيفرق معاك كتير
شعر بقبضه حاده تعتصر قلبه فور سماعه كلماتها تلك اراد من كل قلبه لو كان ما تقوله حقيقى بان يكون وجودها من عدمه لا يفرق معه لكن على العكس ما هدم عالمه انها اصبحت كالهواء بالنسبه اليه لا يستطيع الاستغناء عنها حتى بعد علمه بما فعلته به حيث كانت هناك رغبه ملح بداخله بان يجذبها ويضمها بين ذراعيه حتى يدفن نفسه بها حتى و ينسى كل ما يؤلمه لكنه لا يستطيع فعل ذلك فكبرياءه الجريحه تمنعه من ذلك..
لتكمل حياء بصوت مرتجف غافلة تماماً عن الحرب التى تدور بداخله
=انا…انا محتاج ابعد يا عز يمكن لما ابعد ت…
لكنها ابتلعت باقى جملتها شاهقة بفزع عندما اندفع نحوها يحكم قبضته فوق ذراعها بقوة المتها وهو يتمتم من بين اسنانه بقسوة وقد اعماه الغضب الذى اشتعل بداخله فور سماعه رغبتها فى البعد عنه
=تبعدى….؟! ده على جثتى
ليكمل بحدة وقد اسودت عينيه دافعاً اياها بعيداً عنه مما جعلها تسقط فوق الفراش بقوة
=مفيش مرواح لأى مكان انتى …فاهمه
ثم تركها و غادر الغرفه بخطوات غاضبه صافعاً الباب خلفه بقوة جعلها تنتفض فازعه من فوق الفراش…
**!!**!!**!!**!!**!!**!!**!!**!!**
كانت تالا مستغرقة بالنوم عندما صدح صوت هاتفها فى الارجاء فتحت عينيها ببطئ محاولة استيعاب ما الذى ايقظها حتى انتبهت الى صوت الهاتف التقطته من فوق الطاوله المجاورة لفراشها تجيب بحدة فور رؤيتها لهوايه المتصل
=عايز ايه يا سالم…حد يتصل بحد فى وقت زى ده ..ده انا ما صدقت انى نمت بدرى شويه النهارده
وصل اليها صوت سالم الساخر
=الساعه لسه 12…بطلى دراما واسمعى اللى هقولك عليه وتنفذيه بالحرف…فاهمه
ليكمل بصوت جاد عند وصوله همهمت تالا التى تدل على موافقتها
=هبعتلك فيديو على موبيلك…
ثم اخذ يخبرها بما يريده منها فعله
تمتمت تالا بتردد بعد ان انتهى
=هو انت فى الحفله دى…؟!
اجابها سالم بحدة
=اومال مين صور الفيديو…قومى يلا ونفذى اللى بقولك عليه
اغلقت تالا معه زافره بحنق قبل ان تتجه نحو الخزانه تغير ملابسها ثم خرجت من غرفتها بهدوء..
كانت حياء جالسة بالشرفة تراقب قدوم عز الدين الذى خرج كالعاصفة منذ اكثر من ساعتين متحججاً بالعمل عندما سمعت طرقاً على باب الغرفة اذنت للطارق بالدخول لتتفاجأ بتالا تدخل الى الغرفه و تتجه نحوها مباشرة …
هتفت حياء بحدة
=داخله هنا تعملى ايه …اطلعى برا….
قاطعتها تالا بهدوء و هى تجلس بجوارها فوق الاريكة بالشرفة
=اهدى بس مش لما تعرفى انا جيالك ليه ….
هتفت حياء من بين اسنانها بحده
=مش عايزه اعرف …و اطلعى برا
امسكت تالا هاتفها تعبث به عدة لحظات قبل ان تديره وتضعه امام عينين حياء التى صعقت ما ان شاهدت الفيديو
يتبع..
لقراءة الفصل العشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى