رواية حبه عنيف الفصل السابع عشر 17 بقلم ضي القمر
رواية حبه عنيف الفصل السابع عشر 17 بقلم ضي القمر |
رواية حبه عنيف الفصل السابع عشر 17 بقلم ضي القمر
– قبل ما تفكري تصوتي هكون مفرغ المسدس دا في دماغك
التقطت أنفاسها بصعوبة بعد أن استمعت لجملة الملثم الأخيرة التي أثارت ذعرها بينما ازدادت إحاطة يديها لبطنها بخوف آمالة أن ينجو صغيرها.
و لا تعلم كيف تمكن من دخول تلك الحديقة من الأساس رغم أسوارها الشاهقة.
بل إنه دخل دون أن يراه أحد أو أن يصدر أي صوت..هي فقط شعرت بحركته الخفيفة في المكان.
هو مُدرب بإحكام على ما يبدو.
ابتلع ريقه بذعر غير مكشوف فوجهه لا يبدو عليه سوى الجمود…إنه على وشك أن يقتل إنسانة الآن لكنه مضطر…هم لم يتركوا له خيارًا آخر.
انخفضت عيناه صوب بطنها بعد أن لاحظ عدم تحريكها ليديها و إبقائها هناك.
اتسعت عينيه بذعر بدا جليًا على عينيه المكشوفتان على عكس بقية وجهه و قد تخلص من جموده.
نفى برأسه بخوف و قد أدرك أنها تحمل طفلًا بأحشائها.
و هنا ترددت جملة حامد بأذنيه بصدى صوت مرعب يُلهب الأعصاب:
– عايز الرصاصة تبقى في قلب بطنها.
لم يدرك في ذلك الوقت لمَ البطن بالذات لكنه أدرك الآن.
يا للهول…كان مضطرًا أن يقتل شخصًا واحدًا فأمسى الآن مضطرًا أن يقتل شخصين أحدهما جنين لم يرى الحياة بعد!
انحسرت أنفاسه بين أضلعه…فكرة أن يقتل وحدها كابتة للأنفاس.
لن يفعل…لن يفعل و إن قتلوه…و لكن يا ليتهم يهددونه بالقتل..هم يهددونه بما هو أبشع بكثير.
أخفض سلاحه عن رأسها بجعز و هو يتنفس بثقل…لا يستطيع الإقدام على شئ كهذا.
رفع عينيه إلى وجهها الذي اختلطت تعابيره بين الخوف و الإندهاش و هي مازالت تحيط بطنها بيديها خشية غدره و قبل أن ينطق بشئ أتته ضربه قوية على مؤخرة رأسه أفقدته الوعي في الحال.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
قبل قليل.
دلفت سيارة ضرغام من بوابة الفيلا بينما ترجل هو مجيبًا أسئلة حسان غير المنطوقة قائلًا:
– دبست سليم في الشغل و جيت.
ارتفع جانب شفتي حسان بشئ يشبه الابتسامة قبل أن يقول:
– القطة دخلت تاني و طلعتها.
– هي بتدخل إزاي دي؟
أجابه قائلًا:
– من الحديقة الخلفية…بتنط من على السور.
نظر إليه قائلًا بمغزى:
– المدام هناك دلوقتي.
صمت ضرغام قليلًا قبل أن يقول:
– هحط أسلاك كهربا على السور…إية رأيك؟
– فكرة حلوة…بس هيبقى شكلها شبه السجن.
أجابه بلامبالاة و هو يتجه نحو الحديقة الخلفية:
– مش مهم…المهم مش كل شوية ألاقي قطة داخلة.
توقف بصدمة و هو يرى رجلًا ملثم يوجه سلاحه إلى رأسها.
تحركت يده ببطء و حذر نحو السلاح المعلق بخصره و لم يغفل حسان عما يحدث فضرغام لا يزال في مرمى بصره مما جعله يسحب سلاحه بسرعة مجهزًا إياه على الإطلاق مُتبعًا ضرغام بحذر.
أشار إليه ضرغام بالتوقف و هو يرى ذلك الملثم قد أخفض سلاحه و قد بدا عليه التوتر و التردد.
تقدم منه ضرغام بحذر دون إصدار أي صوت و بينما الملثم في جُل توتره أتته ضربة منه على رأسه أفقدته الوعي في الحال.
شهقت ياسمين برعب من كل ما يحدث بينما ضمها ضرغام إليه بشدة…لا يصدق أنه كان على أعتاب خسارتها للأبد.
حك حسان ذقنه النامية قليلًا بسلاحه قائلًا:
– بقالنا كتير ملعبناش.
أجابه ضرغام بغضب حاول كبته مؤقتًا:
– الموضوع المرة دي مختلف يا حسان…إستضيفه في البادروم لحد ما أجي و متخليش حد يجي جنبه…دا وراه قصة باين عليه.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
– إرتاحي شوية.
قالها ضرغام و هو يُجلس ياسمين على فراشها لترتاح بعد ذلك الخوف و التوتر.
كاد أن يذهب فأمسكت بيده توقفه قائلة:
– ضرغام..هو مكانش هيقتلني…هو كان متردد و خايف.
مسح على رأسها قائلًا بحنان:
– عارف يا ياسمين…أنا شوفته و هو بينزل السلاح.
أكمل قبل أن يذهب:
– إرتاحي إنتي دلوقتي و متقلقيش من حاجة.
ذهب سريعًا مواريًا غضبه الذي يُنذر بالإنفجار.
دلف إلى القبو ناظرًا إلى وجه ذلك الشاب اليافع بتفحص.
لا تبدو عليه آثار الإجرام إطلاقًا كما أن وجهه يبدو مُرهقًا و لكن ذلك لم يواري وسامته الجذابة.
وافقه حسان الرأي قائلًا:
– كان معاك حق…شكله وراه قصة فعلًا.
جلس على الكرسي الوحيد الموجود قائلًا:
– فوقوه.
انتفض الشاب عندما أيقظه الرجال بالماء ناثرًا إياه عن وجهه و هو ينظر حوله بحذر.
– صحي النوم.
وصله صوت ضرغام الساخر فنظر إليه دون أن يجيب.
– دخلت الحديقة إزاي يا الشبح؟
– نطيت من على السور.
كانت إجابته مقنعة و إلا فكيف دلف إلى الحديقة؟!
نهض ضرغام عن مقعده قبل أن يتقدم منه قائلًا بملامح وجه غاضبة:
– طب شوف بقى…إنت هتجاوب على سؤالين.
أكمل و هو يضغط على حروفه:
– لية رفعت السلاح؟…و لية نزلته؟
ابتسم الشاب ابتسامة جانبية قائلًا بسخرية:
– سؤالين بيشملوا كل الأسئلة.
ضاقت عينا ضرغام و قد أدرك أنه لا يتعامل مع شحص عادي:
– برافو عليك.
تنهد الشاب بثقل قبل أن يقول دون أي مقاومة:
– أنا إسمي أحمد…شاب عادي جدًا زي ما إنت شايف..بس فيا حاجة مش عادية…ربنا إداني موهبة التنشين…إكتشفتها من لما كنت صغير و إشتغلت عليها و نمتها…مش بس كدا و إتعلمت فنون القتال كمان…كانت حياتي هادية لحد ما والدي و والدتي إتوفوا.
أغمض عينيه بألم قبل أن يكمل:
– بعد ما إتوفوا سابولي أختي أمانة في رقبتي…هي نقطة ضعفي الوحيدة و حامد كان عارف كدا كويس.
و أنا رايح الشغل مرة إتكاتروا عليا و خطفوني.
ابتسم بسخرية و هو يكمل حديثه قائلًا:
– طبعًا أنا لما عرفت هم عايزني في أية رفضت…قولتلهم أنا أخري أصتاد طير في السما مبصتدش بني آدمين.
عقد حاجبه بغضب لم يظهر سوى على ملامح وجهه و هو يقول:
– بعدها طبعًا هددني بالقتل بس أنا كان أهون عليا أتقتل من إني أقتل..بس بعد كدا هددني بأختي و أنا عارف إنهم يقدروا ينفذوا تهددهم..أنا لوحدي مقدرش أحميها من كل دول…و مقدرتش أبلغ البوليس علشان عارف إن ليه عيون جوا هيبلغوه و يوقفوا الموضوع و ساعتها هو هينفذ تهديده…إضطريت أوافق و بقالي يومين براقب الفيلا…كان في فرص كتير بس أنا كنت واخدها حجة للتأجيل.
أكمل بغضب يزداد كلما تغلغل بالتفاصيل:
– بس إنهاردة لقيته باعتلي فيديو لأُختي و هي رايحة الكلية و بيقولي هتنفذ ولا أنفذ أنا؟…و دا خلاني آخد قراري إني أنفذ و إللي يحصل يحصل.
ابتلع ريقه و قد عاوده شعور الخوف و هو يقول:
– لما خلاص كنت هنفذ مقدرتش خاصة لما شوفتها حاطة إيديها على بطنها.
تفاقم خوفه بوضوح أمام أعينهما الثاقبة و هو يكمل:
– و بعد ما كانت روح واحدة بقوا إتنين أو تلاتة أو حتى أربعة…و أنا هأعرف منين هي حامل في كام واحد؟
– و أختك؟
قالها ضرغام فأجابه أحمد بيأس:
– فكرت أبعتله الرسالة إللي هو مستنيها و قبل ما يعرف الحقيقة أكون أنا أخدت أختي و هربت.
– كان هيلاقيك.
– مكانش قدامي حل تاني.
هنا نطق حسان أخيرًا:
– يعني إنت عايز تقنعني إن من بين رجالته كلهم يجيب واحد من برا ولا عمره ما قتل كمان و يهدده علشان يقتل بنت مكانتش هتحاول تقاوم أساسًا؟
أجابه بصدق:
– إللي أنا فهمته إنه كان عايز كل حاجة تتم بسرية…علشان كدا إختارني أنا…أقدر أدخل الفيلا من غير ما حد يحس و أقتلها برصاصة و يبقى الموضوع خلص…و علشان كدا بردو خطفني و أنا رايح الشغل مش و أنا جاي..علشان لما أرجع أختي تفكر إني كنت في الشغل الوقت دا و متحسش بحاجة و دا أصلًا إللي خلاه سايبها في حالها لحد دلوقتي.
صمت أحمد بعد أن أفرغ ما لديه بينما نظر إليه ضرغام بتفحص يستشف صدقه.
نظر إليه حسان نظرة خاصة يخبره بصمت إن ذلك الشاب صادق.
– إبعتله الرسالة.
قالها ضرغام فور تلقي نظرات حسان فنظر إليه أحمد باستفهام بينما أدرك حسان فورًا ما قد نوى عليه ضرغام.
– هنقنعه إن كل حاجة تمت زي ما هو عايز لحد بس ما نجيب أختك هنا.
استشرست ملامح أحمد و هو ينظر إليهما قائلًا:
– أختي لأ.
ابتسم ضرغام قائلًا:
– حيلك حيلك…أنا هجيبها هنا علشان تبقى معاك…ما هو إنت هتفضل هنا.
أكمل موضحًا أكثر:
– بس هي هتكون هنا على إنها صاحبة ياسمين.
عقد أحمد حاجبيه قائلًا:
– أنا مش فاهم حاجة…أنا إية إللي هيقعدني هنا؟…و مين ياسمين دي؟
نظرا حسان و ضرغام إلى بعضهما البعض بدهشة قبل أن يقول حسان بحدة:
– متصعش يا عم الشبح.
– طب و الله ما أعرف مين ياسمين دي.
صاح به حسان:
– إللي إنت كنت عايز تقتلها يا روح أمك.
أجابه أحمد بضيق:
– حامد الألماني مقاليش أي معلومة عن الشخصية إللي مطلوب قتلها غير صورتها و المكان إللي موجودة فيه بس.
قال ضرغام بنفاذ صبر:
– ما علينا دلوقتي…إنت هتفضل هنا علشان حامد لما يعرف الحقيقة هيصفيك أول ما تخطي باب الفيلا…و أختك طبعًا هتفضل معاك هنا لحد ما نخلص من موضوع حامد دا.
ابتسم أحمد بسخرية و هو يجيبه:
– متأخذنيش يعني..بس فيلتك مش أمان…دا أنا دخلت بسهولة أوي و لو كنت ناوي على قتل كان زماني خرجت ولا من شاف ولا من دري.
– و حياة أمي ما أنا سايبك.
قالها حسان بغضب و هو يتقدم من أحمد باندفاع قبل أن يجذبه ضرغام بعيدًا عنه قائلًا:
– إهدى يا حسان…ما هو معاه حق…نظام الحراسة دا كدا مش نافع.
قال و هو ماتزال أنفاسه تتصاعد بغضب:
– طيب خلاص سيب الموضوع دا عليا…بس إنت مينفعش تخرج من غير حراسة الفترة دي.
– ماشي..عايزك بس تروح تجيب أخته قبل ما حامد يعرف و يصتادها.
– تمام.
قالها حسان و قد هم بالخروج قبل أن يتوقف بتعجب من سؤال أحمد الغريب:
– هو إنتوا مش ربطيني لية؟
عاد أدراجه مجددًا قائلًا بحدة:
– عايز تتربط يا حبيبي؟…من عنيا الجوز.
– حسان…مش ملاحظ إنك بتتكلم إنهاردة أكتر من كل يوم؟
أوقفه سؤال ضرغام قبل وصله إلى أحمد فنظر إليه قائلًا:
– ما هو مش كل يوم الواحد بيقابل كائن من العينة دي.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
كان حامد يجلس برفقة ماهيتاب و هما يشربان الخمر احتفالًا بنصرهما كما يظنان عندما طُرق الباب على عَجل ليسمح حامد للطارق بالدخول.
دلف رجله المخلص بملامح مرتبكة أثارت توجسه و هو يقول:
– باشا…في أخبار مش حلوة.
وضع حامد الكأس على الطاولة قائلًا:
– أخبار زي وشك…إنطق.
ازدرد الرجل لعابه قبل أن يقول بارتباك جلي:
– مرات ضرغام فؤاد مماتتش و لا حصلها حاجة…الواد إللي إسمه أحمد دا دخل الفيلا مطلعش و أخته ملهاش أثر.
انتفض من جلسته واقفًا و هو يصيح بغضب:
– إزاي يعني؟…و الرسالة؟
– صدقني يا باشا مراته صاغ سليم و الواد إللي إسمه أحمد دا ملوش أثر لا هو ولا أخته…بس طلاما بعت الرسالة يبقى كان بيشتت سعاتك لحد ما ياخد أخته و يهرب.
ضاقت عينيه و هو يضغط على أسنانه بحقد قائلًا بصوت هامس:
– يهرب؟…فكره هيعرف يهرب مني؟
جلس مجددًا واضعًا إحدى ساقيه فوق الأخرى و هو يقول:
– تجيبولي الواد دا من تحت الأرض…و الأهم تجيبولي أخته.
– أمرك يا باشا.
قالها الرجل قبل أن يخرج مغلقًا الباب.
ضحكت ماهيتاب ملء فمها و هو تقول بسخرية:
– بقى حاجة زي دي متعرفش تعملها؟…حتة بت زي دي مش عارف تقتلها.
أجابها و غضبه يتفاقم من سخريتها منه:
– دي مش حتة بت يا ماهيتاب…دي مرات ضرغام فؤاد ولا مش واخدة بالك؟
تجاهلت ما قال و هي تزيد الطين بلة قائلة:
– لا و إية كمان إللي إنتوا المفروض جيبينه يقتلها خدعكوا كلكوا و غدر بيكوا بكل سهولة.
ضغط أكثر على فكيه قائلًا:
– هتشوفي هأعمل إية يا ماهيتاب…هتشوفي.
خرج مندفعًا من الغرفة بينما ابتسمت هي بخبث كالحية المتلوية…فهذا ما أرادت.
لقد كانت تستفزه و تفاقم من غضبه حتى يسارع بأخذ خطوة أخرى للتخلص من ياسمين ليُشفى غليلها هي.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
– هو حامد دا بيحقد عليك يعني؟
قالتها ياسمين و هي تحاول أن تجعل صرغام يخبرها بما يحدث لكنه لا يريد إخبارها حتى لا تتوتر.
– اه…بيحقد عليا علشان إتجوزت قبليه.
لكمته في صدره بغيظ قائلة:
– دا إنت في سن بنته.
– بنته في أول العشرينات..أنا قربت على التلاتين.
سمعا ضجة فجأة آتية من الحديقة فنهض ضرغام سريعًا ينظر عبر النافذة فوجد حامد يهاجم الفيلا بصحبة رجال كُثر.
ذهب تجاه ياسمين سريعًا قائلًا:
– تعالي بسرعة.
قالت بخوف و هي تنزل الدرج برفقته:
– هو في إية؟
لم يجبها فقط كان ينزل الدرج بسرعة و هو مُمسك بها من ذراعها.
قال ما إن رأى منة أخت أحمد و صفية:
– تعالوا معايا بسرعة.
اصطحب الثلاثة إلى غرفة مكتبه و قام بفتح باب ببصمة يده كان مواريًا خلف لوحة كبيرة و أدخل الثلاثة سريعًا إلى تلك الغرفة الصغيرة قبل أن يغلق الباب و يُعَدِّل من وضع تلك اللوحة مجددًا.
خرج سريعًا إلى الحديقة قائلًا:
– إية يا حامد؟…جبت أخرك خلاص؟
– جبت أجلك يا ضرغام الفؤاد.
كان رجال حامد مشهريين أسلحتهم استعدادًا للإطلاق بينما انتشر رجال ضرغام حولهم دون أن يرفع أحد سلاحه قط.
– جايب عصابتك و جاي على هنا لية يا حامد؟
أشهر حامد سلاحه إلى جبهة ضرغام قائلًا:
– كفاية عليك كدا في الدنيا دي.
ضحك بسخرية و هو يكمل:
– بالمناسبة رجالتك خايفيين يرفعوا سلاحهم حتى و حسان مش موجود كمان.
ابتسم ضرغام و هو يجيبه:
– أنا هخليك تتمنى إن الرجالة دول كانوا رفعوا سلاحهم و إن حسان كان موجود.