رواية أسرار البيوت الفصل السابع عشر 17 بقلم رانيا صلاح
رواية أسرار البيوت الفصل السابع عشر 17 بقلم رانيا صلاح |
رواية أسرار البيوت الفصل السابع عشر 17 بقلم رانيا صلاح
#أصدافْ و جُدرانْ.
أصبحت السماء مُعتمه وگأن القمر إمتنع عن الظهور رغبة في المُشاركة في أحزانهم..
“عيادة ديما”
-كانت بسمه تتحرك بتوتر بالغ، وتقطع الغرفة ذهاباً وإياباً.
– ديما بنفاذ صبر :بسمه أقعدي بقا، عصبيتك دي هتأزم الموقف أكتر.
-كادت بسمه أن تُجيب – لكن – قطع حديثهم طرقات على باب الغرفه.
-ديما :بسمه أقعدي بقا، أتفضل.
-الممرضه:دكتوره ديما، في واحد بره طالب يقابل حضرتك.
-ديما:خليه يدخل وإلغي مواعيد إنهارده.
-دقيقه وكان معاذ يدخل الغرفه بوجه جامد :السلام عليكم.
-ديما :وعليكم السلام، إتتفضل يامعاذ وأشارت إلى كرسي يجلس عليه.
-بسمه :خير يامعاذ.
-نقل معاذ نظراته إلى ديما..
-بسمه :ديما عارفه كل حاجه، خير.
-معاذ :من فتره كانا بنشتغل على قضيتين وحده إنتحار والتانيه خطف، و إنهارده والد البنت الي إنتحرت لقى رقم في كراسه ليها والرقم كان لسليم ومع التفتيش والتحريات عن الرقم كان في مسدجات إبتزاز،ودا سبب إنتحارها.
-أصبحت عين بسمه غائره من كثره الدموع وشحب وجهها فإبنتها قبل ساعات كانت ستُفارق الحياه :وبعدين.
-معاذ :والد البنت لسه معرفش لازم يرفع قضيه أو…
-بسمه :او ايه يا معاذ.
-معاذ:كرمه ترفع قضيه.
-بسمه :لا طبعاً أنت عارف كويس هيبقى وضع بنتي إيه والناس هتتعامل معاها إزاي…
-معاذ :عارف الوضع صعب بس المقابل هتنقذ بنات كتير وهترجع حقها.
-بسمه:حق ايه وسمعتها، أنت عارف خالك ممكن يجرالوا إيه لو حاجه زي دي حصلت.
-معاذ:ياطنط أفهميني.
-بسمه:مفيش حاجه أفهمها يامعاذ، سمعت بنتي فوق وقبل أي حاجه.
-معاذ:ياطنط أنا مقدر موقفك كويس، بس دا مصير وحياة ناس أرجوكي.
-بسمه :ارجوك أفهم الوضع لو انا كنت قلبت الدنيا بس أنا أم عارف يعني أيه أم فجأة تلاقي الدنيا كلها ضد بنتها صعب والله يابني.
-معاذ :عن أذنك.
-بسمه :معاذ عاوزه عنوان والد البنتين.
-نظر معاذ بإستفهام…
-بسمه :هتفهم بعدين.
-معاذ :دا صوره من الملف طبعاً مش محتاج أعرفك أن محدش يعرف عنها حاجه… وتحرك ليخرج من المكتب وعقله يُصارع بشده.
-نظرت ديما بشك :بسمه ناويه على أيه من جنانك.
-بسمه:حق بنتي ياديما لو مش هعرف أظهرها في الصوره يبقي هقلب الترابيزه عليه.
-ديما :بلاش يابسمه.
-بسمه :انا لازم أروح قاسم هيقلق.
-ديما زفرت بنفاذ صبر فتلك هي بسمه لم ولن تتغير..
___”المسجد”
إرتفع صوت الإسعاف بجوار المسجد، وسرعان ما إنخفض خلال دقائق وحينها تحرك الرجال لإخراج صندوق الجثمان.. وإمتزج هذا مع أقوال الرجال.. لا إله إلا الله، كل من عليها فان…
-كان محمد إمتنع عن حمل جثمان والده مع الرجال وإتخذ جانباً بجوار جثمان والدته وثوان وإبتعد گ.. من لدغه عقرب فهو مُدنس بالذنوب وخشي أن يُفسد طهارة جسد والدته.. فتخاذل كتفه..
-كان الشيخ صالح يُراقب بعين صقر كل ما يصدر عن محمد وعلم جيداً أن هذا هو كنزه الثمين لتلك الفتره، وعليه جيداً أن يحسن إختيار التصرفات.. فأقترب منه:البقاء لله.
-نظر محمد بإستنجاد له،وكانت عيناه تروى حكايات الشكر والتخبط.
-صالح :هيا بني وأدعي لهم.. قال رسول الله “إذا مات إبن أدم إنقطع عمله الأ من ثلاث صدقة جاريه أو عمل يُنتفع به أو ولداً صالح يدعو له”..
-محمد:عليه أفضل الصلاة والسلام.
-صالح :هيا بني وغداً لنا حديث أخر..
__”المطعم”
-كانت الصدمه تتجلى على وجهها ، بذهول بالغ :نعم.
-بلغ التوتر مبلغه من حسن وأصبح گ.. التلميذ ينتظر إذن الخروج :تتجوزيني.
-بلعت شيماء غضه بحلقها :حسن أنا… وتحركت لتجلب إحدي الأطباق وظلت مُتشبثه بمقبض الرف وگأنه طوق النجاه.. كل واحد عندوا نقطه في حياتو صعب ينساها وصعب يقف عندها أنت مش هتقدر صدقني ياحسن أنا نقطي السوداء كتير أوي ومش هقبل أظلم حد بيها، أنا إستكفيت من جود أي راجل وتحركت للخارج – لكنها – توقفت مع صوته.
-حسن :أنا عارف ظروفك كويس يا مدام شيماء.
-بمراره وكأن الماضي يتجسد لعينيها وعقلها يعود الذكري من جديد لذالك اليوم الذي سلبوها حقها بالحياه لأجل وجود رجل ربنا كان نعم الرجل – لكن-يبقى هو من بيده سلب حقها وبيده أغتالة برائتها ومعه فقده روحها وبغيابه كانت مطمع الذئاب :صعب ياحسن..
“وتبقى أروحنا مُكبله بأصداف الماضي، ودمائنا تُروي المُتبقي..”
__”أمام المسجد “
-كانت گ.. التائهه تنتظر ذويها – لكن-ذويها بين العالم الأخر، عيناها تدور أمام باب المسجد وهي بمفردها تُريد ملاذ تلقى بندوب روحها لهم – لكن – أين هم.. لتفق على يد تضع على كتفها.
-قبل ساعه أخبرها عاصم أنها يتوجب عليها حضور مراسم الجنازه.. تألم قلبها لحال تلك الفتاه شعرت بتلك الحاله من قبل حينما فقدت والديها – لكن – أن يتجسد الماضي من جديد أمام عيناها هو أشد صفعات الروح.. لتتحرك قدميها لتلك الموافقه وسط الزحام تنتظر خروج أجساد ذويها من باب المسجد.
-دبت الرجفه بأوصالها وتنحت عينها بذنب جسيم كانت ستفعله بها من أجل حصولها على دفء العائله.
-أيمان :وحدي الله، وإدعيلهم.
-وكان ذالك المؤشر لإنهيار سهيله، فبكت مراره الفقدان، والذنب..
-إيمان :يلا نتحرك وراهم…
__”المقابر”
-طريق مُمتد وغير مُمهد جيداً لسير توقفت عربتي الإسعاف أمام إحدي المقابر التي يعلوها لافته تحمل إسم” مدافن عائلة صبري “.. تحرك حارس المقابر لفتح الباب ليُصدر صريراً عالً على أثره يدب الرعب في أوصالك لينفتح الباب على مصرعيه ويليه دخول بعض الرجال يحملون مصابيح للإضاءه مع بعض الكشافات لتتضح الرؤيه لتلك الحفره بباطن الأرض وسلمها الممهد لطريق لا يعلمه سوي الله، أنزل الرجال التابوتين وبداء الرجال بحمل الجثمان وإرتفاع صوت القارئ بآيات الذكر الحكيم [* إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ * فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ * وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ * إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا }… رهبة تُصيب النفوس وتقشعر لها الأبدان من خشية لقاء الله..
-ليقف محمد ينظر بخواء لكل ما يجري أمامه قبل دقائق كان قد أنتهي من دفن والديه ودقائق أخرى وسيواري التراب جسدهم إلى ما لا نهايه.. تدفق الدمع غزيراً إلى عينيه لتسقط دمعه هاربه من مقلتيه…
-كانت تُراقب عن كثب كل ما يجري حولها وصراخها لا يخرج من حلقها لتُصبح الدموع بين جدران روحها، تحركت لتقف بجوار أخيها طالبه عون الروح فما من ملاذ سواه ربتت بخفوت على كتفيه..
-فاق من خفقان قلبه على يد تضع على كتفيه تطلب العون، ليبسط ذراعيه لها في دعوه للجواء.. لتسقط دموعها بين أضلعه، ليقبل رأسها مع تلك الدمعه الهاربه من مقلتيه لها وعليها ليُعلن عن رأيه أخرى.. الأ وهي السلام لأحبته..
“صفعة الفراق، تجعلك ترى ما خلف الأقنعه.. وتخُرج خبايا الصدور.. فــ…سلماً لراقدين في غيابهم حياه”
__”شقة عاصم “
-عادت إيمان من العزاء بروح مُنهزمه فقد إقشعر بدنها ألف مره فور معرفتها نهاية” الشيخ صبري”.. لتخرج همساتها.. اللهم ما أسترنا.. كانت قدمها تعرف الطريق لغرفة ولدها.. دقيقه تمر وهي تنظر للباب المُغلق وعينها تضع نهايه مؤلمه لتلك المرحله… لتستعيذ من شيطانها وتطرق باب الغرفه.. حمزه.
-كان ينظر للفراغ وشعر بوقفها خلف باب غرفته قبل دقائق.. لذالك لم يُكلف نفسه عناء النظر إليها..
-حاولت إيمان الإلتقاط أكبر قدر من الهواء؛ كي تُريح وجيب قلبها.. تحركت بهدواء وجلست بجوار حمزه.. أنت كويس.. وظلت تنتظر أن يُجيب – لكن – الصمت كان الجواب.. لتبداء في الإسترسال أسترسال أم تتعلق بأخر قشه ولا تعلم أن كانت ستُصيب أم ستكن نهايتها… عارف يا حمزه أنت كنت أكبر سبب خلاني أكمل حياتي، زمان قررت الإنفصال من أبوك عشانك أنت خوفت تكبر في بيئه مش كويس كنت ديما بقول أن حمزه دا عوض ربنا ليا بعد كل الوجع الي شفتو كنت ديماً لوحدي بعد ما أهلي ماتوا وكام سنه وإتجوزت ودا كان بدايه لمرحله كنت فكرها ورديه أوي.. لتنطلق ضحكه لا تعلم أن كانت ساخره أم مؤلمه.. وجيت أنت وكنت النجاه ليا كنت بشوفك الهديه بتاعتي يمكن أنا بعدت شويه عنك بعد ما مازن شرف بس دا حق مازن عليا زي ما كان حقك عليا لم شوفت عينك مكسوره عشان مفيش بابا وقتها أتنازلت عن إيمان عشانك ومازن كان العوض التاني ليا وصعب أوي يابني تشوف قطعه من روحك عارف أنها هتتألم لو بقيت بين أيداي ربنا كان لازم أعمل كل حاجه عشان مازن يعتمد على نفسو حتى لو بشكل بسيط كنت فاكره أهتمامي الزياده بيه وأنك متشلش مسئوليه صح بس دا كان أكبر غلطه كان مفروض أشركك في وجود مازن.. أنا قصرت في حقك بس أنت مستنتش تسئل عن حقك أنت إخترت كل حاجه توجع قلبي بيها إنهارده أنا قلبي إتخلع من مكانو أول ما عرفت أن الشيخ صبري مات بالطريقه دي خوفت أوي تقابل ربنا في وضع زي دا.. الغلط والحرام في كل حاجه مش في فعل الجسد بس وانا دوري كنت أشرح شويه بس تقدر تقول…. وأخذت نفس أشد عمق.. حمزه أنا أسفه للي وصلتلوا أرجوك ساعدني ترجعلي أبني تاني.. وحينها سقطت دموعها بغزاره مع شهقات مُتقطعه.. رجعلي حمزه يا حمزه.. رجعلي سندي وعوض ربنا ليا أنا خايفه أقابل ربنا ويسئلني عن عوضوا ليا واكون ضيعتوا.. حمزه..
-كانت كلمات إيمان بمثابة غيث الحياه لحمزه.. ربما كلمات في ظاهرها – لكنها-بشهقات أم تبحث عن ولديها.. إقشعر بدنه لفكرة فراقها.. وتألم قلبه لدموعها وحينما إستفته في حكم عقله لفعل جسده كان صوت بكائها هو الفيصل..
تابع(17)
-ليكن القرار النهائي بكاء حمزه وإلقاء جسده بين ذراعيها :ماما أنا.
-شدت إيمان من ضم حمزه لقلبها، وبنشيج مكتوم:هترجعلي حمزه.
-وكان إهتزاز جسده هو الجواب لها..
-إيمان :عشان خاطري ياحمزه رجعلي نفسك تاني وأوعدك هكون ديما جمبك، أنت روحي يابني بلاش تخليني أشوف روحي بتموت قدام عنيا وأنا بتفرج..
-خرج حمزه من بين ذراعيها وقبض على يدها بقوه وأمل برأسه؛ كي يقبلها بعمق موضعاً إعتذار بين يديها…
–على الجانب الأخر كان عاصم يراقب تصرف إيمان ودموعه عيناه عالقه، فـ.. تحرك ليجلب مازن، كي يتقبل حمزه وجوده..
-كانت إيمان تُلقي الوعود والأقسام لحمزه؛ كي ترده إلى حياتها كما كان من قبل.. ليقطع حديثهم..
-وقف مازن على باب الغرفه بعدما أفلت يد والده :مان.
-دارت عيني إيمان لوجود مازن وبتوجس كانت تُلقي أول إختبار لحمزه..
-تحرك حمزه بتردد بإتجاه مازن وهو يخشى أن تنتصر أوهام قلبه من جديد فينفر منه گـ.. السابق… حينما إقترب وبتوجس وتردد مد يده لمازن.
__”مكتب سيف”
-كان يُراجع بعض الأوراق المطلوبة لتعين بعض الأشخاص، ليصدع صوت صياح وتذمر عالً من أسفل.. ليتحرك للخارج وبصوت قوي :في أيه يا مدام هدى.
-هدى” أمراءه في منتصف العقد الرابع بملامح هادئه يعلوها الوقار، تعمل سكرتيره منذ وجود خالد قبل سنوات”… :البواب قال في حاله وفاه في الشقه الي تحت.
-وكان هذا صوت الإنذار لعقله الشقه التي بالإسفل.. ليومض عقله بصوره لتلك الخائفه.. وتحرك للخارج وقدماه لم تعد تحمل ووجيب قلبه يتزايد.. لينزل درجات السلم مهرولاً متوقفاً أمام شقتها.. وحاول جاهداً التحدث بوقار :في أيه؟.
-أحدي السكان :لقو راجل مقتول من يومين ومراتو جنبو… ليقطع إسترسال الرجل خروجها مع رجال الأسعاف بهيئه مُشعثه وكدمات مُتفرقه على وجهها..
-سيف:هي كويسه.
-رمقه رجل الإسعاف بنظره إستفهاميه…
-سيف: انا قريبها.
-رجل الإسعاف :حالتها زي ما أنت شايف وتحرك ليضعها بسيارة الإسعاف مُنطلقاً أمام نظرات سيف..
-فاق سيف من تحديقه على همزات الجميع عن قتلها لرجل…
___”السطح”
-عادت شيماء بأنفاس مُتقطعه وكأنها تهرب من وحوش عقلها التي تُجسد كل شئ أمام عينها من جديد.. – لكنها – تتوقف عندما لمحت جسد أحدهم واقف أمام غرفتها.. لينطلق إسمه من بين شفتيها بذهول :معاذ.
-كان وجهه مرهق بشده وعيناه حمراء، وبهيئه مشعثه كأنه خرج من عراك لتو.. محتاجلك..
-تصلب جسدها من هول الموقف، وتوقف عقلها عن إطلاق الإنذار :تشرب أيه؟
-معاذ :أي حاجه.