Uncategorized

رواية غفران الجزء الثاني البارت السادس عشر 16 بقلم نسمة مالك

  رواية غفران الجزء الثاني البارت السادس عشر 16 بقلم نسمة مالك

 رواية غفران الجزء الثاني البارت السادس عشر 16 بقلم نسمة مالك

 رواية غفران الجزء الثاني البارت السادس عشر 16 بقلم نسمة مالك

أشرقت شمس نهار جديد.. 
بشقة علي وهاله.. 
استيقظ “علي” على صوت أنين زوجته بصوت عالِ يشق هدوء المكان .. انتفض من الفراش ودار بعينه يبحث عنها بالغرفه.. ليأتيه صوت تألمها النابع من حمام الغرفه.. 
هب واقفاً،وسار مهرولاً نحوها.. طرق على باب الحمام وهو يقول بلهفه.. 
“هاله مالك فيكي ايه؟ .. افتحي يا حبيبتي متقلقنيش عليكي”.. 
بوهن سارت بخطوات متثاقله.. مستنده بيدها على الجدار بجانبها،وفتحت الباب.. ليسرع هو بحملها بين يديه بعدما رأي شحوب وجهها.. وتمايل جسدها بضعف.. 
“هساعدك تلبسي وهلبس انا كمان في ثانيه، وأوديكي للدكتوره بتاعتك”.. قالها “علي” وهو يضعها على الفراش بحذر وحرص شديد.. 
تمسكت به بكلتا يدها.. وبهمس تحدثت قائله.. 
“انا كويسه يا علي، والدكتوره قالتلي ان اللي بيحصلي دا طبيعي أول تلت شهور في الحمل”.. 
نظرت له وقد امتلئت عينيها بالعبرات.. 
” وقالتلي لازم يبقي في حد معايا ياخد باله مني علشان لو تعبت أوي يلحقني”.. 
اعتلت ملامحه الدهشه، وبعتاب أردف قائلاً.. 
“وانتي تفتكري اني ممكن أسيبك لوحدك ولا اتفرج عليكي وانتي تعبانه واسكت يا هاله؟! “.. 
أمسكت كف يده بين يديها الصغيره، وهمست بتقطع من بين شهقاتها.. 
“ما انت قولتلي انك بتتعلم لغات علشان تسافر وتسبني يا علي”.. 
رفع يده الأخرى وضرب على جبهته مغمغماً.. 
“انا نسيت اقولك إزاي بس”.. 
جلس بجوارها على الفراش، ووضع زراعه حول كتفيها بحمايه، وتابع بهدوء.. 
“الشغل اللي كنت هسافر علشانه اتلغي يا حبيبتي اطمني مش هسافر”.. 
” بجد يا علي”.. قالتها “هاله” بلهفه، وقد ظهرت الفرحة الغامره على محياها.. 
ابتسم لها “علي” ابتسامته المثيره، وقبل جبهتها بنعومه، وبجديه قال.. 
“ايوه بجد يا هاله.. انا كنت هسافر لوالد صحبتك عهد، وكنت هفضل معاه هو واسرته لحد ما يرجعو.. بس هما رجعو خلاص يعني اطمني وبطلي قلق وخوف انا هفضل جنبك ومستحيل اي حاجه تبعدني عنك حتي لو جالي شغل في سفر بعد كده هرفضه”.. 
مد يده نحو بطنها الصغيره التي لم تظهر بعد.. 
” انتي واللي في بطنك اهم حاجه عندي في الدنيا كلها يا هاله”.. 
تهللت اسريرها، واختفي شحوب وجهها واصبح اكثر نضاره بفعل كلماته التي اثلجت قلبها.. 
ضمته لها بحب شديد، وبهمس تحدثت بأذنه..
“انت الدنيا كلها بالنسبالي يا علي.. ربنا ميحرمنيش منك أبداً يا حبيبي”.. 
لثم عنقها بعمق وتمهل شديد متمتماً بجملتها التي تجعل قلبها يتراقص فرحاً.. 
” ولا منك يا ست قلب علي”.. 
……………………………………… 
..رغد وهادي.. 
صوت رنين هاتف رغد المستمر ايقظ “هادي” من نومه.. بينما تغص رغد بنوم عميق.. 
حدث نفسه بقلق، وهو يمد يده ويمسك هاتفها ليري من المتصل.. 
“يا تري مين بيتصل بدري كده.. اللهم اجعله خير”.. 
ظهر الغضب علي وجهه حين لمح اسم “شهد” التي ترن بلا توقف.. صك على أسنانه، وبغضب ضغط زر الفتح.. ليأتيه صوتها الباكي تتحدث بلهفه.. 
“رغد ابوس إيدك تعالي ساعديني.. اخوكي كسر رجلي، وحالف يجوزني لعاطف السباك أول ما عديتي تخلص.. ساعديني يا رغد وتعالي خديني من هنا علشان أرجع لغفران”..
“رغد مش هينفع تجيلك يا شهد”.. قالها “هادي” بجمود، وصرامه شديده.. “انتي دلوقتي بتحصدي نتيجة اللي عملتيه في حياتك.. حاولي تتقبلي الوضع ولازم تعرفي ان غفران اخويا مستحيل يرجعك لعصمته تاني”.. 
صرخت” شهد” بأمر قائله.. “هيرجعني يا هادي.. انا ام ولاده وهيرجعني عشانهم وهتشوف”.. 
ضحك” هادي” ساخراً وهو يقول.. ” دا علشان خاطر ولاده يتربو تربيه صحيحه عمره ما هيرجعك”..
أخذت” شهد” نفس عميق كمحاوله منها لإخفاء بكائها العنيف عنه، وبغيظ وتهور تحدثت قائله.. 
“انت بتكلمني ليه دلوقتي.. انا طالبه رقم اختي.. خليني أكلمها علشان تساعدني بالزوق.. بدل ما اخليها واخليك انت كمان تساعدني معاها بالعافيه، وبالتهديد كمان بعد ما تشوفو الفيديو الجميل وانت مع مراتك في السرير”.. 
جملتها كانت كل الصاعقه جعلت عينيه تتسع على أخرها بصدمه، انيحبت الدماء من وجهه وبعدم تصديق قال.. 
” انتي مصوراني مع مراتي؟! اللي هي اختك!!… 
………………………………… 
بشقة فاتن.. 
“وعد”.. 
تطرق على الباب بقوه، وبأمر تتحدث قائله.. 
“افتحي يا مدام فاتن.. قوليلي ابنك خد بنتي وراح بيها فين؟.. افتحي هاتيلي بنتي.. انا عايزه عهد”..
“ايه الدوشه اللي على الصبح دي؟”.. 
أردفت بها “فاتن” بتساؤل بعدما فتحت الباب ورمقت “وعد” بنظره غاضبه.. 
اندفعت “وعد” نحو الداخل دون استاذان صائحه بغضب.. 
“عهد.. انتي فين يا بنت”.. 
” مش هنا.. بتقضي شهر عسل مع جوزها”.. 
همت” وعد” بالصراخ بوجهها.. لتشير لها”فاتن”بتحذير.. 
“ووطي صوتك دا علشان انا مصدعه، واحفادي، وابني ومراته نايمين”.. 
اقتربت منها “وعد” وقفت أمامها مباشرة، ورمقتها بنظره محترقه.. وتحدثت بتساؤل قائله .. 
مبسوطه انتي كده لما ابنك خرب بيته بايده، واتجوز على مراته ام عياله بنت اصغر منه بسنين طويله؟!”.. 
” فاتن”بتعقل.. ” ابني معملش غير الصح، والأصول اللي تقريباً انتي متعرفيش عنهم اي حاجه.. بمجيتك عندي هنا علي الصبح كده علشان تقولي كلام فارغ ملوش اي لزمه”.. 
” انا جايه عايزه بنتي”.. 
غمغمت بها” هاله”بصوت متحشرج بالبكاء.. 
اجابتها” فاتن” بجمله بثت الطمأنينه بقلبها قليلاً .. 
” بنتك مع جوزها اللي هيحافظ عليها وعمره ما هيزعلها.. ادعيلها انتي من قلبك ربنا يهدي سرها، ومتحوليش تخربي عليها”.. 
……………………………. 
“عهد”..
تململت بكسل داخل حضن زوجها الذي يضمها بكل قوته ملتف بجسده حولها بحمايه..
فتحت عينيها ببطء ورفعت رأسها قليلاً تتأمل ذلك النائم براحه وعمق لم ينعم بهما منذ زمن..
انبلجت ابتسامه هائمه على محياها وتوردت وجنتيها حين تذكرت انها أصبحت زوجته قولاً وفعلاً.. عقدت حاجبيها وتطلعت بملامحه الجاده الصارمه بدهشه ويدور بذهنها كيف تعامل معها بكل هذا التفاهم والحرص الشديد..
كان يعاملها على انها قطعه من الماس نادرة الوجود.. برغم جنانها وطريقتها الطفوليه التي تراها بنظرها ممله.. إلا انه احتواها وتقبل كل أفعالها بصدر رحب،ودائماً يرمقها بنظراته المتيمة.. 
تسللت يدها الصغيره، وغاصت بأناملها داخل شعره المشعث بفوضوية مثيرة، وبغيظ حديث نفسها..
“حتي وانت منكوش تجنن يا ظبوطتي”..
حاولت فك حصاره حولها حتي تمكنت الخروج من حضنه بصعوبه.. سحبت روبها الأسود الملقي على الأرض وارتده سريعاً، وهبت واقفه، وسارت بحذر نحو طاولة الزينه ظناً منها انه مازال نائم.. غافله عن عينيه التي تتابعها بابتسامه ماكره..
احضرت فرشاة للشعر، واستدارت لتعود لمكانها داخل حضنه مره أخرى.. ليسرع هو بغلق عينيه وانتظر ليري ما ستفعله به اليوم بستمتاع وقلب يتراقص من شدة سعادته..
جلست جواره وبدأ تمشط خصلات شعره الحريريه بمنتهي اللطف حتي انتهت متمتمه بهيام.. 
“انت محصلتش ولا هتحصل تاني ياغفران”.. 
ومالت عليه قاصده تطبع قبله رقيقه على وجنتيه..لكنها شهقت بصوت خفيض حين نهض فجأه مستنداً بجزعه على الفراش، وسحبها لداخل صدره مقتحم شفاها بقبله ناعمه مغمغماً بصوته الناعس المدمر لجميع حصونها..
“أحلى صباح من أحلى عهوده نورت حياتي”..
تأوهت دون صوت ..فصوته وحده يدغدغها،دست نفسها داخل حضنه.. دافنه وجهها بعنقه وبهمس يكاد يسمع قالت.. 
“انت اللي حياتي نورت بيك يا حبيبي”.. 
“ايه رأيك أعملك أحلى فطار، وبعدين هاخدك ونروح مكان حلو أوي انا واثق انه هيعجبك جداً “..
همس بها” غفران”، وهو يمسد على خصلاتها الحريريه بعشق..
اجابته بهمس بالكاد يسمع “موافقه طبعا”..
جذبها عليه اكثر لصقها به، وبعبث هتف قائلاً..
” حيث كده يبقي خليني أحلى بيكي الأول قبل ما نفطر”..
ضحكت بميوعه، وبغنج قالت..
” غفران أعقل”..
” قولتلك معنديش مانع اتجنن على أيدك انتي يا عمر غفران”..
قالها بتقطع من بين سيل قبلاته الساخنه على كل انش بها تمر عليه شفتيه.. 
يتبع ..
لقراءة البارت السابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية العشق الطاهر للكاتبة نسمة مالك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى