Uncategorized

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل السادس عشر 16 بقلم أية أحمد

 رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل السادس عشر 16 بقلم أية أحمد
رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل السادس عشر 16 بقلم أية أحمد

رواية قناع العروس (جبابرة الصعيد) الفصل السادس عشر 16 بقلم أية أحمد

فتحت باب الجناح وعلى وجهها ابتسامه كبيره ظنه منها ان الطارق هو عمر، ولكن اختفت تلك الابتسامه تدريجيا عندما رأت عمتها سميه تقف امامها وعلى وجهها ابتسامه شر اذينه، دفعتها سميه وأغلقت الباب خلفه ثم أمسكت ذراعها بقوه وقسوه شديده مما جعل أصابع يدها تترك علامة وضعه على زرع تلك المسكينة.
ــــ اسمعي كويس يا بنت فاطمة الجوازه دي انا مكنتش عايزها مش عالي اخر الزمن ابني الدكتور في الكليه يخد وحده زيك، ز، ؤ
فعشان كده هتخلي ابني ينام معاكي غصب عنك ورحمة أمي لو اخر الشهر ده ما كنتي حامل في حفيدي لكون مطلق كي منو وشوفي باقي مين هيمنعني. ولا مش هطلقك كده دانا هفضحك قبل ما اطلقك من ابني وبقي شوفي مين هيقف جنبك ابوكي واخوكي اللي مش طايقينك اساسا ولا امك الي يدها والأرض ممنهاش فايده……
انتهت من كلامها ل تدفعها بقوة وخرجت من الشقة بعد أن حطمت فتاة لا ذنب لها في كرهها وحقدها اتجه الجميع، كانت ترجف بذعر وهي تنظر حولها كل مجنونه تتخيل والدها وشقيقها يقتربون منها لكي يضربوها، تراجعت سريعا الى ان انحسرت في زاويه الغرفه وهي تغمض عينيها بقوة…
ــــ هعمل اللي قالت عليه لازم اعمل كده مش هخليها تبعدوا عني هو اللي بيحبني بس هو بس….
عند عمر، دخل الى المزرعه خلف عمه وهو ينظر حوله بتفحص لم يأتي إلى هنا منذ زمن طويل، توقف على صوت كمال الذي قال 
ــــ ايه جوز اختي هنا وانا اقول المكان نور ليه….. تجهل عمر وجوده تماما وتابع طريقه إلى الدخول يستشيط الآخر غيظا وغضبا منه ويسير خلفه  سريعا…
ــــ وقف عندك انت مش بترد عليا ليه…..
ــــ عاوز ايه يا كمال اخلص…..
ــــ هعوز ايه منك يا سي عمر، كنت بس عاوز اسالك هور احمد سافر ولا هو في مصر…. رفع الآخر حاجبيه وقال 
ــــ وبتسال ليه علي احمد من أمتي اساسا بيهمك…. حك الآخر ذقنه وقال بخبث..
ــــ ابدا كنت بس عاوز اعرف خد العروسه ورح فين، مش كان افضل لو فضل هنا وخلنا نرحب بيها ترحيب يليق بيها….. ضغط الاخر علي يده بحدة بعد أن فهم معنى كلامه القذر مثله.
ــــ اسم يا كمال انت مش قد احمد والا حتي في اي وجه للمقارنه بينك وبينه فعشان كده افضل ليك وكرامتك خليك فحال وشيل احمد ومراتو من راسك القذر ده….
ــــ مش قد أحمد اليه ان شاء الله….. اقترب منه عمر وبعث ومكر..
ــــ عشان احمد رجل ووريث سليم الهوري يا كمال يعني كبير عائلة الهوري الي بعد كده مفيش حاجه تتعمل غير بامرو عرفت بقي الفرق بينك وبين احمد فين هنا….. قالها وهو يشير الى راس كمال وقلبه….” انت حقود وحقدك ده اللي مش هيخليك أبدان تبقي انسان…..
توجه عمر بعد أن ألقى كلمته على مسمك كمال الذي ضغط على يده بقوة بعد ان ادرك ان كل كلمة تفوه بها عمر صحيحه تماما فهو منذ الصغر وهو يكره احمد كثيرا لاسباب عدة منها تفضيل جده على الجميع، خطي بخطوات سريعة وهو خارج من المزرعه ولكنه توقف فجأة عندما ارتطم شيء به، انزل نظره ليجد فتاة على الارض وقد اتسخت ملابسه بطين  ، لم يهتم لها كثيرا وتابع ثيرا إلى الخارج…
ـــ قليل زوق….. هتفت بها تلك الفتاه بعد ان نهضت،وبدأت في ترتيب ملابسها المتسخة…
…….
عاد في موعد الغداء تماما كما وعدها، ثلاث ايام ثلاثه ايام فقت وها هو يكاد يجن منها لا يفكر سوي بها أول يوم له في العمل بعد إجازته التي أخذها لكي يعود إلى قنا وها هو يعود اليوم ولكنه لم يستطيع ان يركز في أي شيء تلك الفاتنه تغرقه بها حقا، فتح باب غرفتهم ليجدها تجلس أمام التلفاز وفي يدها طبق كبير من الفشار تتناول منه باستمتاع، وضع أغراضه على الفراش ببطء ثم اتجه لها.
وقف امامها  وفجئه  وحملها بين يديه وجلس مكانها ثم وضعها في حضنه تحت نظر الآخرة المصدومه من ما يفعله، نظرت له بخجل شديد وارتبك من ما يقوم به…
ــــ مساء الخير يا احلي حاجه في حياتي…
ــــ مساء النور….. دفن وجهه في جوف عنقها باستمتاع وهو يستنشق رائحتها التي تريحه وكأنها مسكن لكل الالم…
ــــ مش عارف اعمل ايه انا يدوب معاكي اديلي تلات ايام وبقيت مدمنك، بسبب معرفتش اركز في اي حاجه في الشغل خالص حتي مستحملتش وجيت عشان اشوفك…. قالها بعد ان رفع وجهه من عنقها ليجدها تبتسم لا ارديا وهي تمسك بقميصه الأبيض بكلتا يديها، مال نحوها بعد أن فقد القدرة على التحكم في نفسه أمام تلك العينين، كان يقبل كل انش في وجهها بينما الآخر كانت قد رفعت راية الاستسلام من هجومه عليها بمشاعر لا تدري متى تولدت دخلها، ابتعد عنها لكي لا يتمادى اكثر في ما يفعله…
ــــ بتتفرجي علي ايه…. التفتت الى الخلف تنظر الى شاشة العرض التي امامها وقالت بصوت امتلأ بل حماس.
ــــ فيلم(الشموع السوداء)…. نظر لها باستغراب من اسم الفيلم فقد كان من الافلام القديمه والتي يعشقها…
ــــ بس ده فيلم قديم اوي انتي بتحبي افلام الابيض والاسود…
ـــ اه اوي بحب قصص الفيلم وكل حاجه فيه والاغاني بردو…. ابتسم ومرر يده على خصلات شعرها البنيه مبعدا ايها الي الخفاء ليكشف جزء من عنقها الابيض الشهي طبع قبله رقيقه على موضع النبض وقال بهيم…
ـــ بحبك…. 
ــــ ا.احمد… رفع عينه لها عندما نطقت اسمه فهي الأيام الماضية لم تجرأ  علي فعل ذلك، وقع اسمه من بين شفتيها كنغمة الموسيقية على إذن الآخر….
ــــ هو انا اسمي حلو كده ليه….. قلها بشغف جعل الاخر تخجل وتنسي كل ما كانت تريد أن تقوله…” قولي عاوز ايه ” 
ــــ انت وعدتني ها تخليني اكلم رحيم بس مكلمتوش…. زم الآخر فمه وقال باسف 
ــــ اه بجد نسيت خالص اسفه خذي كلميه….توسعت عيونها بفرحه واخذت الهاتف بعد ان طلبت لها….
ــــ الو…. صوته الرجولي وصل الي مسع شقيقته التي رقص قلها فرحا فور سماعها لصوت أخيها العزيز، بلهفة وشوق كبير قالت سريعا.
ــــ رحيم انا رتاج…… 
ــــ رتاج حببتي عمل ايه انتي كويسه حد زعلك او عملك حاجه احمد معاكي…. بكت الاخري وهي تسمع الي صوت اخيها المتلهف عليها حتى ولدها لم يفكر في الاتصال بها ولو مرة واحدة.
ــــ انا كويسة محدش عملي حاجه، انت وحشتني أوي مش هتيجي تشوفني…. 
ــــ يا عمري حقق عليه متصلتش بيكي بس والله غصب عني حصلت مشاكل كتير اوي معايا اوعدك او ما انزل مصر هجيلك على طول المهم انتي متعيطيش ماشي يا حببتي….
ــــ حاضر مش هعيط بس تعاله بسرعه ارجوك….
ــــ إن شاء الله هكون عندك كمان اسبوع واحد….
ــــ ماشي انا مستنياك….
ـــــ احمد عندك…. أخذ الهاتف منها وسحبها له تضع راسها علي صدره….
ــــ الو ايوه يا رحيم، خير مشاكل ايه اللي حصلت شهد كويسه 
ــــ احمد قوم من جنب رتاج عشان اكلم برحتي…..
ــــ لحظة، ريتاج بيبي هروح ارد علي رحيم بره عشان عاوزني في شغل كملي انتي الفيلم….انزلها من حضنه علي الاريكه واتجه الى الخارج…..”رحيم في ايه شهد حصلها حاجه طمني ارجوك….
ــــ احمد عايزك تهدي وتسمعني كويس اوى وارجوك بلاش تتصرف من دمعك بس في الوقت الحالي….
ــــ رحيم في ايه اعصابي مش مستحمله شهد حصلها حاجه مش كده….
ــــ شهد انا معرفش عنها حاجه يا احمد انا اساسا متجوزتش شهد انا اتجوزت وحده تانيه….. توسعت  عيناي من هول الصدمه وقال بصوت عالي نسبيا 
ــــ يعني ايه اتجوزت وحده تانيه، دي اختي متسلملك من البيت انت بتقول ايه…
ــــ احمد اهدي، انا اتجوزت اختك ايوه بس مش شهد اتجوزت عائشة يا احمد…. رد الاخرى تشويش واضح من كلام الآخر 
ــــ اختي مين انا معنديش غير شهد يا رحيم…
ــــ لا عندك ابوك كان متجوز وحده من مصر ولما جدك  وامك عرفوا اجبروه ان يطلقها بعدها اكتشفت انها حامل، ابوك عشان ما يضحك شهد خطف عائشه اللي هيا اختك وجوزها لي وفي نفس الوقت شهد اكيد مع ابوك دلوقتي…
ــــ لا بتهزر صح يعني عاوز تفهمني ان عندي اخت وانا معرفش عنها حاجه  …
ــــ  احمد انا حاليا ريح ارجع  خديجة وخالة  عائشة اختك الي هيا ربتها بعد ما امها ماتت، ابوك كان خطف الاتنين وكان بيهدد عائشة بخالتها انها لو اتكلمت او قالت حاجه لحد هيقتل خالتها، بس صدفت اني كنت اصلا عارف عائشه قبل كده، شفتها مره في حديقه قريبه من الشركه فعرفت فورا  انها مش اختك لانك قولتي انها مش بتخرج خالص….
ــــ يعني انا عندي اخت، طيب وشهد  انا مش قادر استوعب انه عمل كده اذي…
ــــ مش ابوك الي عمل كده يا احمد دي امك هي الي مهنش عليها بنتها تروح بيت حد تاني وخصوصا عياله العراب عشان كده قالت اهو اخلص من المشكلتين  مع بعض….
ـــــ انا هنزل بكره وشوف الموضوع ده…
ــــ ماشي بس بلاش تقول لحد انا هجيب عائشة واجي عندكم عشان نحل الموضوع بهدوء مش عاوز شوشرة بين العائلتين يا احمد…
ــــ خالص يا رحيم، رحيم انا اسف على اللي حصل ده صدقني انا مكنش عندي فكره  عن  كل ده….
ــ  صدقني انا بحمد ربنا ان اللى حصل ده حصل انا لما شفت عائشه اول مره مقدرتش اطلعها من دماغي كنت خلاص فقدت الامل اني القيها  أو تكون معايا بس فجئي لقتها معايه ومراتي كمان، ده الحاجه الوحيده الي غفرت  لابوك عندي والا كنت عارفه الذي يخدعني بشكل ده….
ــــ نتقابل بكره سلام….اغلق الهاتف مع رحيم واتصل على شخص آخر…
ــــ ايوه ايوه يا معتاذ عاوزك تعرفلي كل المعلومات الي تقدر عليها عن مرات ابويا الثانيه، لا مش عارف عنها حاجه ولا حتى اسمها بس ابحث عن اسم عائشه خالد سليم الهواري.
وضع هاتفه في جيبه وضغط على يده بقوه وهو يتخيل ما حدث كيف استطع فعل ذلك كيف خدع الجميع بهذا الشكل، لعن ولده وولدته الاثنين معا وهو لا يستوعب ان له اخت وقد تركوها كل تلك السنين دون أن يكونوا معها….
ــــ احمد انت كويس…. التفت لها سريعا وكأنه قد وجد ملاجئة ، احتضنها بقوه وهو يدفن وجهه في حضنها، شعرت بجسده المتصلب علي جسدها الصغير فأدركت أن هناك ما حدث، لفت يدها حول كتفه بلطف شديد ورقة طبطبت عليه وكانها تحتضن طفل صغير، سار بها إلى الفرش ليستلقي وهي في حضنه لم تعترض فقد شعرت انه في حاجة كبيرة لهذا الان، مررت يدها على  خصلات شعره بحنان….
ــــ  حببتي هننزل بكره البلد عشان في حاجه حصلت ولازم اكون موجود…
ـــــ احمد هيا شهد اخت حصلها حاجه….
ــــ مش عارف يا رتاج مش عارف حاجه خالص…. ذدت من ضمه بينما تفاجئ الآخر من ذلك بعد أن شعر بقبلتها الرطبة التى تضعها على جبينه، أغمض عينيه علي زوجته الحنونه التي لا مثيل لها….
……..
في نفس الوقت كان رحيم برفقة خديجة عائدين الى القريه  نظرت له خديجة براحه بعد ان ادركت ان ابنتها  تزوجت رجل طيب حنون سوف يحميها ويصونها…
توقفت السيارة أمام باب القصر عائله العراب…
في الدخل في حديقة القصر كانت تجلس عائشه مع ورده و رقية  مندمجين في الحديث فقد وجدتهم فتيات غاية في الطيبة  وراقه احبتهم كثيرا وهم بدلولها نفس الشعور ايضا…
ــــ  شهد (عائشة) أبيه رحيم جه هناك اهو…. التفتت سريعا لتجد ينزل من السيارة ويساعد أحدهم على النزول، توسعت عيونها بصدمه ما إن رأت أمامها خالتها التي كانت تستند علي رحيم وتنظر لها، نهضت الاخرة سريعا وهرولت لها، فتحت لها خديجه  يديها تستقبلها بين يديها بحنان كبير  بينما الأخره انفجرت في البكاء وهي تقبل يديها ورأسها بسعادة وتحمد الله أنها بخير…
ــــ ماما انتي كويسه حد عملك حاجه فيكي حاجه.. 
ــــ اهدي يا حبيبتي انا كويسه والله مفيش حاجه حصلت اللي جوزك الله يوكمو خدني عند دكتور قبل ما نيجي و اطمن عليا …. نظرت الي رحيم بامتنان كبير وشكر وضح فابتسم الآخر وقد فهم ما تقوله، اقتربتا منهم  رقيه و وردة  بعد أن رأوا لهفة عائشه علي تلك المرأة…
ــــ مين دي يا ابيه….
ــــ ورده ادخلي خليهم يجهزو الغدي وانتي يا رقية  روحي قولي لجدي رحيم مستنيك فى اوضه المكتب وخلي عمي امين وبابا يكونوا هناك…
ــــ حاضر يا ابيه…. التفت رحيم إلى خديجة وقال 
ــــ دلوقتي انا هقول كل حاجه جدي وباب وعمي عشان نشوف هنعمل ايه وكمان احمد جاي بكره…
ــــ احمد مين يا ابني…
ــــ أخو عائشة الكبير يا امي اتفضلي معايا عشان ترتاحي جوي الأول… دخل الى المكتب وفي يده عائشة التي كانت ترتجف من الخوف فها قد أتت هذه الحظه، في المكتب كان جلال يجلس مكانه وامامه امين وحسن وادهم، دخل إلى المكتب وجلس وهي بجواره….
ــــ خير يا احمد جمعان ليه….
ــــ كنت عايز اقولكم على اللى حصل، ده مش شهد دي عائشة، خالد خدعنها  انا كان المفروض اتجوز شهد بس هو بعت  وحدة  تاني…. ما إن انتهى حتى  انتفض حسن بقوه وقال بصوت عالي بينما عينه لم تبتعد عن عائشة التي انكمشت خلف رحيم سريعا بخوف منه..  
ــــ  ايه اللي بتقوله ده يعني ايه،  الكلب ده لعب بينا كلنا وخدعنا،  اكيد ها كمان متفقه معاه…. اخف رحيم عائشه خلفه سريعا وقال بصوت حاد لا يقبل النقاش.
ــــ عائشة ملهاش صالح بلي حصل ومتعليش صوتك عليها تاني مش مرات رحيم العراب الي يتعمل معها كده.
ــــ رحيم صوتك ما يعالش وانا موجود اقعد مكانك وانت يا حسن اقعد خلينا نفهم ايه اللي بيحصل هنا ده….. سرد عليهم رحيم كل ما حدث مع عائشة الي بدورها لم تتوقف عن البكاء وهي تتمسك في رحيم بقوة….
ــــ وانتي ليه ما قلتش أو اعترضتي لما اخدنكي من هناك يا بنتي….
ــــ ع.عاشن هو قالي لو..لو اتكلمت هيذي ماما و وانا ماليش حد غيرها….
ــــ ممتك اذي هيا مش متوفيه يا عائشة….. تساءل أمين الذي كان ينظر لها بتعاطف، نفت الاخرة براسها وقالت.
ــــ ماما فعلا ميتة من لما اتولدت انا فتحت عيني لقيت ماما خديجه هي اخت ماما هي الي ربتني وسط ولدها وكاني  منهم وجوزها الله يرحمه كان أبويا.
ــــ ايه الي خلاكي تقولي  الرحيم يا عائشة…… سألها جلال وهو ينظر لها كيف تختبئ في كتف زوجها بخوف وكيف يضمها الآخر بحماية شديدة فعلم أن قصة حب كبيرة نشأت اخيرا بين هذين الاثنين.
ــــ عائشة ما قلتليش يا جدي انا عرفت لوحدي، انا كنت شفت عائشة قبل كده في جنينه جنب الشركه وقتها ركزت معاها اوي وكلمتها، وكمان وأحد كان قالي ان شهد مش بتخرج لوحدها ابدا عشان كده لما شفتها عرفت انها مستحيل تكون شهد.
ــــ طيب وبعدين يا بوي هنعمل ايه ده كده خالف الاتفاق….
ــــ خالف في ايه هو قال أن ابنته هتجوز حفيدي وده اللي حصل خالد حسبها صح يا امين مش هيقع بسهل حتى لو طلبنا في المجلس مش هيفيدنا حاجه لان عائشة بنتو الكبيره صح مش انتي الكبيره 
ــــ ايوه انا الكبيره….
ـــ خلي مراتك تجهز  بليل هنروح در الهوري….انتهى جلال من كلامه ونهض من مكانه…
…………
في الشركه كانت تقي تقف بجوار حسام بتوتر بينما طاقم قسم المحاسبين يقفون أمامه بخوف من شكل حسام…
ــــ قلولي بقي هو عشان غبت عنكم اسبوع ارجع لكم ذي التيران ايه فكرنها سيبه يا كلب منك ليه، بقي مش بتشتغلو  وبتعملو  مشاكل في الشركه انا بكلمه وحده ارميكم في الشارع فاهمين انا لول عارف ان كل واحد فيهم عنده عيال بيصرف عليهم ولله بسماء كنت طردتكم من الشركه ولا كنت هتهموني ، اسمع منك ليه كل واحد يشوف شغلو كويس ، وانت عمرو بقي…. نهض من مكانه واتجه الي عمرو الذي ترجع بخوف،  شهق الجميع بصدمه،  ارتمي عمرو علي الارض بقوه من شده لكمة حسام ….
ــ بق انت يا وسخ تتجرأ  على حد يخص حسام العراب، ورحمه امي لوريك نجوم الليل في عز الظهر…. عاد وضربه مرة اخرى، تدخل الموظفين في ابعد حسام عن عمرو الذي دمر وجهه تماما، ترجع الي الخلف وشار إلى رجال الأمن…”الكلب ده يترمي بره الشركه،   وان ما نهيت مستقبلك المهني مبقاش انا عشان تعرف بعد تقرب من حاجه تخصني  … 
نظر له الجميع بصدمه من كلامه، ما معنى تخصه هل هي قريبه ام حبيبته أم ماذا، بدأ الهمس بين الموظفين على كلام حسام ولكن لم يجرء احد على ان ينطق بكلمة أمام ذلك الوحش….
ــــ حسام بيه… 
ــــ اخرجي بره يا تقي انا علي اخري….. خرجت بصمت شديد من ما يحدث معه فهي أول مرة تراه على ذلك الحال…..
…………..
في احد النوادي الليلية في أمريكا كان يجلس بكل هيبته وفي يده كأس من النبيذ يتناول منه وهو ينظر الي الرقصات التي تتحرك بتلوي أمامه لعل احدهن  تحظى بليلة مع ذلك الرجل الذي يمتلك هيبة تجعل كل فتيات تتهافت عليه…
ــــ لقد وجدناها يا سيد  رمز …
ــــ أين…. 
ــــ في قنا وتحديدا في دشنا، وايضا …
ـــــ اكمل ……..
ــــ لقد تجاوزت يا سيدي هذه هي المعلومات المؤكدة….. وضع امامه ملف وهرب من امامه، نظر الآخر الى الملف وهناك هدوء غريب يصدر منه…
ــــ ممممم اتجوزتي يا سراب اذا لا باس ولكن لن اتركك  مهما حدث سوف تكونين لي رغم عنك …..سحب احد الفتيات التي كانت تجلس بجواره واتجه الي الاعلي تحت نظرت الفتيات المحبطة لعدم استطاعة أحدهما لفت انتباه ذلك الرجل…
في القاهرة في مكتب اللواء عصام، كان علي ومازن يجلسان أمامه في انتظار إصدار الحكم علي سعد، لم يمر الكثير من الوقت عندما دخل زياد سريعا وقال بانتصار وضح.
ــــ لبس البدلة الحمراء مبروك….. ابتسم عصام بسعادة باستطاعته رد حق صديقه..
ــــ كويس دلوقتي مش فاضل غير رمز ده لازم نوصل عشان نقطع الطريق الذي يوصل بيه الممنوعات للبلد…
ــــ يافندم ممكن اسالك سؤال، دلوقتي كده قاضية سعد خلصت الانسة، قصدي المدم سراب حاليا وضعها ايه…
ـــــ  ده السبب التاني اللي خلاني اتجوز سراب لحازم، وصلني ان رمز  بيدور علي سراب عشان كده بعتها عن هنا حتى شهدتها كانت فديو عشان متجيش هنا….
ــــ انت قولت لحازم علي الموضوع ده يا فندم…
ــــ لا  مقلتلوش بس انا هكلمك عشان اشوف هيعمل ايه……
ــــ تمام يا فندم حضرتك محتاج حاجه تاني….
ــــ لا رحو انتو ارتاحو شوي عشان تكمل باقي المهمه….
…………
عاد عمر إلى القصر بعد أن انتهى من  أوامر والدته، نظر إلى الجناح ليجده فارغ، عقد حاجبيه ونظر الى غرفة النوم ليتجمد مكانه عندما رآها هناك تقف أمام الفراش بذلك الرداء الوردي الذي يناسب بشرتها تماما، لم تتزحزح عينه عن مظهرها الفاتن لاعتك الرجال، شعرها المنسدل بنعومه خلفها وذلك الرداء الذي يظهر قدميها بسخاء بينما حمالة تتدلي علي كتفها بدلل ونعوه، توقفت عينه اخيرا علي ملامح وجهها التي تلونت بلون الاوردي من الخجل، تقدم منها ببطي اهلك اعصابها ولكن سوف تنفذ ما قالته لها عمتها مهما حدث لن تسمح لها بأن تبعدها عنه هو املها الوحيد، توقف أمامها وسحبها من خصرها له سريعا وهو ينظر الي شفتيها المغربية برغبة كبيرة…
ــــ يعني انا مطلوب مني ايه دلوقتي اكلك ولا اعمل ايه، انتي مش بتساعديني خالص اني انفذ كلامه، مش قادر حتي ابعد عيني عنك يا فرحتي…. اغمضت الآخرة عينها من كلماته الرقيقة التي أغرقها بها  دائما.
ــــ انا انا ع.عاوز…انت..عاوز اكمل…. مال بوجهه غير مهتم بكل ما تقول كل ما يهمه هو أن يطفئ تلك النار التي اشتعلت بدخله فور سماعه لصوتها المتلعثم، تناول شفتها لي قبلة عنيفة رقيه متطلبة في نفس الوقت، كان وكأنه يلتهمها تلك الفتاة التي حطمت حصونه منذ الصغر تدفعه للجنون، فصل اخيرا قبلته يضع جبينه على جبينها ويتنفس بشدة وكأنه كان يرقد أميال طويلة، برغبه شديده ولهفه قال بينما يحملها تتجه الى الفراش .. 
ــــ  انا خلاص مش قادر استحمل، انتي هتجننيني يا بنت فتحي ، لو مبقتش ايه دلوقتي مش عارف ايه اللي هيحصل…. دفنت وجها سريعا في حضنه دليل على موافقتها لتتسع ابتسامته ويغوص معها في عالم خاص بهم غير مهمة لكل تحذيرات عقله الذي كان ينبه ان هناك امر غريب يحدث….
……….
في مدرسه الثانويه للبنات، خرجت همس يوم من مدرستها تتجه إلى منزلها الصغير الدافئ،ولكنها لم تعلم ان اليوم سوف يكون اليوم حاسم في حياتها والذي سوف يقلبها رأسا على عقب لتتحول حياتها الورديه الي حياه سوداء بائسة، توقف أمامها سيارة  سوداء كبيرة وترجي منها جواد الذي ابتسم لها باتساع  لتبتسم هي بدورها له ببراءة شديدة…
ــــ أبيه جواد عامل ايه….. ابتسم لها  بخبث وسخرية وقال 
ــــ ابيه مممم طيب مش مشكله، انا كويس تعالي خليني اوصلك….
ــ لا يا ابية  مش عايز اتعبك…
ــــ يلا يا همس اركبي….صعدت بستسلم بعد أن شعرت بصوت الحازم، نظرت الي السياره من الداخل بدهشه من فخامتها، وضع لها حقيبة كبيرة حمراء وقال بحنين مزيف…
ــــ افتي وشوفي كده دي هديه انا جبتهالك….. اتسعت ابتسامة الآخرة بفرحة طفولية.
ــــ هيااااا بجد جبت لي ايه يا ابيه…. بدأت في الغيث في الحقيبة للتوسع عيونها بدهشه وصدمه من الهدية… “مستحيل بتهزر صح…
ــــ حلوين عارف انك بتحبي الاكسسوارات والميك اب جبتلك كل حاجه، بس تحطي في البيت بس فهمه يا هموس…. 
ــــ مش مصدقه، انا بحب الميك اب اوي اوي، شكرا اوي يا ابيه…… 
ــــ العفو، اه صحيح انا جبت هدية لمرات عمي بس، ابا انا نسيتها في شقتي….
ــــ خلاص عادي يا ابيه ابقي هتها  بكره…..
ــــ مش هينفع بكره انا الاسبوع اللي جاي ممكن اسافر عشان شغل، خلاص انا هروح اجيبها تمام هيا شقتي مش بعيده عن هنا كتير….
ــــ طيب خلاص يلا بسرعه عشان  ماما بتقلق عليه اوي……..
ــــ ماشي يا حببتي بس مين الي قالك تقوليلي يا ابية  
ــــ ماما قالت انك بكبير ولازم اقولك كده…. ابتسم بسخريه، مستحيل اكون أبيه ليكي ابدا، توقفوا امام احد العمارات السكنية الانيقه وترجي منها، نظر لها وقال..
ـــــ انزلي يا همس يلا…. نظرت الآخرة بخجل وتوتر…
ــ لا يا ابيه انا هستناك هنا….
ــــ همس يلا مش هينفع اسيبك لوحده اسمعي الكلام…. قالها بحده مقصودة لكي يخيفها منه، ترجت آخره وهي تسير بجواره  نظرت حولها بتفحص المكان.
في الشقه كانت هادئ نوعا ما انيقه جدا، التفتت عندما اقترب منها واعطها كس من العصير وقال بحنان مزيف…
ــــ خدي اشربي  تعالي اوريكي الشقة…. اومأت بساذجة وطيبه وهي تسير معه وتتناول العصير بتلذذ….
………….
يتبع ……
لقراءة الفصل السابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!