روايات

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الجزء الرابع والخمسون

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني البارت الرابع والخمسون

مرسال كل حد الجزء الثاني
مرسال كل حد الجزء الثاني

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الحلقة الرابعة والخمسون

خرجت من المكان الي حسام جه منه والغريب إني وصلت لكذا مفترق طريق, 10 أبواب ومش فاهم ليه كل الأبواب دي علشان أخرج لحد ما ليقت جونير جمبي بيباشر بالكلام: سيدي أخبرني أن أرافقك لأنك لن تستطيع الخروج من هنا وحدك.
بصتله باستغراب: أنت بتتكلم عادي؟
“باوامر سيدي فقط”.
حتى أليفه الآلي ممشياه على مسطرة أمال أنا مش عارف أتحكم في دي بي ليه وديما كانت فاضحني, ابتسمت وسألته: ليه باب الخروج ممكن يكون عشرة.
“هذا ما تظنه لكن خلف العشرة أبواب عشرين باب وخلف العشرين 40 وهكذا كلما ظنتت أنك ستخرج تجد نفسك أمام ضعف الأبواب السابقة.
“ايه ده ليه؟”
“حتى إذا اكتشف أحدهم المخبأ لا يعرف كيف يخرج إلا إذا أمر سيدي”.
“بس هي الأبواب دي حقيقية؟”
“إذا سمح لي سيدي بمساعدتك فهذا يعني أنه يثق بك لهذا سأجيبك لأنه لو كان غير ذلك ما أجبتك”.
“ليه هو الموضوع سر؟”
“أجل حتى لا يكشف أحد الخدعة, فالأبواب الحقيقة هم 5 أبواب لا غير باب يؤدي لحديقة المنزل الخلفية وباب يؤدي لغرفة السيد أحمد وباب يؤدي لخارج المنزل وباب يؤدي لغرفة السيد خالد وباب يؤدي لغرفة السيد حسام”.
“حسام؟ بس حسام بيته مش هنا”.
“أجل نعلم لهذا فالطريق الذي يؤدي لغرفة السيد حسام دائمًا محاط بسيارات لديها القدرة على السير تحت الأرض”.
“واضح إنه كان معه حق لما قال على أوضتي السرية بدائية, بس مش فاهم ليه ممكن يكون فيه باب بيؤدي لغرفة أحمد”.
“السيد أحمد يعاني من نوبات أرق على أثره يظل مستيقظُا لأيام, وبسبب الجهد المضاعف الذي يبذله في العمل وعدم كفايته في النوم, الأحداث التي حدثت له صغيرًا وترك زوجته له اصبح يدخل في نوبات اكتئاب حادة يغلق فيها الباب على نفسه يحطم كل شيء حتى رأسه بل وعي حتى يفقد الوعي لهذا السبب اضطر السيد خالد لصنع باب يؤدي لغرفته حتى يستطيع اسعافه إذا ما دخل في تلك النوبات أو أغشي عليه”.
“ولسه بيعاني منه لحد دلوقتي؟”
“منذ أن تحسنت العلاقة بينه وبين السيدة هدية, لم تعد تلك النوبات تأتيه إلا نادرًا وإن حدثت تكون موجودة لتهدأ من روعه لكنها غير موجودة اليوم لتفعل نفس الشيء لهذا اتصل بها”.
“كونك عارف كل ده معناه إن فيه كاميرات او مستشعرات في الأوضة بتاعته”.
“أجل أتريد أن تراها؟”
“عادي كدا؟”
“السيد خالد لم يمنعني فعل ذلك مع شخص يثق به”.
اتنهدت بقعد في الأرض: ماشي.
فجأة باب في النص فتح شاشة كبيرة بطوله, كان أحمد قاعد في أوضته باين عليه التوتر بيهز في رجله, بشابك صوابعه بتوتر, لحد ما فجأة الباب خبط, بنبرة حاول يتمالك فيها اعصابه رد: أنا مش قولت محدش يزعجني في وقت نومي.
“دي أنا يا أحمد هدية”. فجأة ملامحه اتغيرت وكأن الروح دبت فيه تاني, قام من مكانه بيسارع خطواته بيفتح الباب ولسه متكلمتش, ضمها بيتخفى بين أكنافها, ابتسمت بتمسح على شعره: لدرجة دي كنت قلقان.
انفك عنها على حرج بيرجع تاني لسريره: لا أبدًا ثم أنت ليه جيتي, أنا قولتلك عادي خليك بايتة عند باباك, بس هو عادي سمحلك تمشي الساعة 2 بليل كدا من عنده؟
“مانا الي أصريت أمشي فلما لاقيني مصممة جه معي يوصلني وبعدين مشي”.
“يعني سبيت باباك وجيتي علشاني؟”
“مش بالظبط أوي, هو كدا كدا مكنش راضي يكلمني بصراحة كنت ناوية أقعد أحاول معه كام يوم يمكن قلبه يلين ناحيتي بس لما أنت بعتلي رسالة قلقت”.
“ليه؟ أنا بس سألتلك هتجي امتى”.
“رسالة تبعتهلي واحدة بليل وأنت أساسا صاحي اليوم الي قبله من واحدة بليل, يوم كامل منمتش فده معناه إن الأرق بدأ يرجعلك تاني”.
سكت لوهلات وبعدين اتنهد: متقلقيش مكنتش هكسر حاجة.
ابتسمت بتقعد جمبه على السرير بتمسك ايده بتبصله: متخفيش أنا مش شايفك مجنون, صحيح أنت متسلط وعندك حب تملك مفرط بس مش مجنون.
“وهي دي حاجة طبيعية حد يتعايش معاها؟”
“لا مش حاجة طبيعية بس أنت بقيت مدرك لمرضك وبدأت تاخد خطوة في العلاج ودي حاجة كويسة إنك عايز تبقى كويس وإنسان طبيعي”.
بصلها لوهلات وبعدين باشر: أنا أخدت الخطوة دي علشانك, علشان متسبنيش تاني بس أنا لسه خايف تسيبني, زي ما قدرتي تتجوزي حد غيري وأنت وعدتني إنك عمرك ما هتسيبني زي ما هند ما عملت ومع ذلك سبتني وكمان خبيت عني ابننا.
“أنت عارف كم الأذى النفسي الي سببتهولي زمان فطبيعي مقدريش أتحمل”.
“بس آخر مرة خانقنا فيها وأنت زعلتي وخاصمتني بس يومين أنا مقدرتش ووعدتك إني هبدأ أتعالج بس أبوك جه وخرب كل حاجة”.
“حد مخربيش حاجة, أنت كل مرة بنخانق فيها وتوعدني هتروح لدكتور ومتروحيش وهو زهق من وعودك المتكررة وشايفني كل يوم بتأذى فطبيعي يعمل الي عمله”.
“بس أنتي كنتي عايزة تبقي معي وتديني فرصة تانية”.
“قصدك الفرصة الألف”.
بصلها لوهلات بسأل: أنتي لسه زعلانة مني؟
“متخلناش نقلب في الماضي, احنا هنا النهاردة”.
“بس أنا بتأذي كل ما بتقوليلي إني فعلا كنت بأذيكي, أنا مكنتش عايش وأنتي مش هنا”.
“علشان كدا اتجوزت؟”
“أنا متجوزتش إلا لما ليقتك اتجوزتي, وكنت عايز أنساكي زي ما عملتي بس مقدرتش أكمل معها, نوبات اضطرابي زادات والوضع بقى خارج عن السيطرة وهي مكنتش بتعرف تهديني, خوفها المتزايد كل يوم أول ما حالات غضبي بدأت تزيد خلاني أخاف أذيها زي ما عملت معاك, ولو كنت حتى قدرت أحبها كنت كملت بس أنا مكنتش قادر, بس عارفة رغم كدا إلا إني كنت ممتن ليها علشان مهاب, الكل كان واخد مني تنبيهات بأن محدش يقربلي طول مانا في أوضتي مهما سمعتوه صوت تكسير إلا مهاب كان الوحيد الي بيجي يخبط وبابتسامة لطيفة كان يفتح ايده: عايز حضن, كان حضنه دافي زيك, ورغم صغره بس كأن فيه دفا يسعى العالم أجمع, يمكن مكنتش طول الوقت بقدر استقبله وكنت بنفعل واتعصب خاصة لما بدأ يكبر بس ده علشان كنت بخاف يفهم إن بقيت ضعيف, أنا مش عايز أكون ضعيف قدام ولادي, ولا قدام أي حد غيرك, علشان محدش بيحترم أي حد ضعيف, الناس بتنهش في لحمه وهو لسه صاحي, وده نفسه الي حصل مع هند, لو كانت قوية بما يكفي, مكنتش وقعت في شباك تميم من البداية, لو كانت شجاعة بما يكفي كانت واجهته ومهربتش منه بتحاول تخبي أخوي, كانت هتقدر إنها تربينا احنا الاتنين وتاخد حضانتنا, أنا كنت هجي معها بس هي كانت غبية وضعيفة, أنا طول حياتي كنت بحاول مكونيش زيها بنفس الضعف, بس أنا اكتشفت إني ضعيف وغبي قدامك, ضعيف حتى قدام الماضي بتاعي وطول الوقت بحاول أهرب منه بس حتى ولو قدرت قدام الناس أبان قوي, حتى ولو هم شايفين جبروت فأنا في النهاية بكره أرجع لأوضتي علشان بكتشف مدى ضعفي مدى هشاشتي, وإني زي زي تميم, الشخص الي طول الوقت بحاول أهرب أكون زيه بقيت زيه, حتى كرهي لتميم هو نفس كره أولادي لي, يمكن مهاب كان الوحيد الي بيحاول يقرب مني بس أنا كنت ببعده, هادي من اللاشيء بيكرهني, شايف إني هدمت عيلته المستقرة بس أنا أبوه, هو فاهم إني لما رجعتكم أنتوا الاتنين القصر فده كان علشانك أنتي بس, بس الحقيقية إني كمان كنت بغير عليه, أنا أبوه الحقيقي, ازاي ممكن يحب شخص تاني ويعتبره أبوه؟ أنا كنت عايز أقرب منه بجد بس هو كان بيبعد, كنت عايز أعوضه بس هو مكنش طايق حد فينا, ويمكن شايف إني معرفتش أدي لخالد حاجة علشان اديله, خالد نفسه شايفني عدوه, الأب المتسلط المريض, الي بيكرهه بدون سبب وبيحاول يفرغ مرضه النفسي جواه بس هو مش فاهم إني مش عايزاه يبقى زي, مش عايز كرهه للي حواليه يخليه يخسرهم بما فيهم الناس الي بتحبه, هو غبي مفكر إن يقدر يكتفي بذكائه علشان يجبر الكل يكونوا جنبه بس قريب أوي هيندم ويكتشف إن عمر ما الحب ما بيجي بالقوة ولا بتذليل الناس ولو خضعوا لأمرك فهم مستحيل يحبوك ووقت ما هيلاقوا الفرصة علشان يمشوا هيمشوا لحد ما يلاقي نفسه وحيد, هو فعلا وحيد, بيحاول يخفي الطفل القابع جواه بس أنا عارف إنه زيي, بمجرد ما بيدخل أوضته كل هشاشته ووحدته بتتجمع عليه, عارف إنه بيتظاهر بالقوة بس هو ضعيف زيي, محدش فاهم خالد قدي, خالد ممكن يأذي كل الي حواليه علشان بس يفضلوا جمبه, حبه مؤذي زي ما كان حبي ليك مؤذي, علشان كدا خايف, لما روحتي وسبتني النهاردة كنت ميت من الرعب, خايف حد يقولك أي حاجة فخليك تسبني تاني, خايف يخيرك بيني وبينه فتختاره هو تاني, هدية أرجوك خليك معي, أنا من بعد ما سبتني وأنا ميت, 19 سنة بحاول أكون كويس وأنا مش عارف, هدية أنتي بتحبني صح؟ ومستحيل ترجعي لعمر مش كدا؟ أنتي.. أنتي مش بتحبه ومستحيل تحبه مش كدا؟ أنا بس الي كنت ولسه في قلبك وهفضل في قلبك مش كدا؟
جسمه كله كان بيرتعش وهو بيسألها برعب يكاد يقتله, كان مستني بس كلمة منها تهدي كل التوتر والهلع الي أصابه فجأة, ابتسمت بتفتح ايده على الهادي بتقول: مش عايز حضن؟
بنبرة قلق وخوف قال وهو لسه جسمه بيرتعش, بيتلعثم في كلامه وكأنه فقد قدرته على النطق وكأنه من كتر الضغط والخوف أصيب بالتأتأة: ه..ه..هدية..أ..أن..أنا.. مش.. مش ب..ب..هزر.
ملامح الخوف بدأت تظهر على هدية بتضمه بتمسح على راسه, بتربت على ضهره بتقول: بس بس اهدى, أنا هنا أهو.. وصدقني مستحيل أسيبك تاني, أنت عارف كويس إني جوزتك ومحدش فيهم راضي عنك, حتى عقلي مكنش راضي عنك, بس أنا قلبي من زمان معاك, ولسه معاك, وإن شاء الله هيفضل معاك, حكاية هند خلاص ماتت, ليه خايف تتكرر مع كل قصة في حياتك, لا أنت تميم ولا أنا هند, خلينا نعيش حكايتنا احنا, أنت عارف إن خوفك ده هو السبب في طلاقنا مش حد, لوما خوفك من إن حكاية هند وتميم تكرر في حياتنا, مكنتش حبستني في البيت ومنعتني حتى إني أزور أهلي, مكنتش خوفت من إن أي حد يشوفني, مش احنا الوحيدين بس الي عايشين على الكوكب يا أحمد ومش أي واحد هيشوفني هياخدني منك, علشان أنا معاك بإرادتي وغير كل ده أنا مش ملكة جمال علشان كل الي يشوفني هيقع في حبي مثلا, عادي في ألف وحدي غيري وفيه ألف واحد بيعيشوا قصة حبهم مش شرط حد يخطف حد من حد, لأن مفيش حد ملك حد, حتى احنا مش ملك بعض, لا أنا ملكك ولا أنت ملكي, كل واحد فينا له إرادته الخاصة ورغبته الخاصة هي الي بتحركه والرغبة دي الي بتحركها قلوبنا, ولوما قلبي بيحبك أنا عمري ما كنت هبقى هنا جمبك, رغم إن الكل كرهني, بابا ومريم وحتى هادي, الكل شايفني شخص أناني ومؤذي, أنا فعلا كنت مؤذية لعمر…
انفك عنها بيقاطعها: شعورك بتأنيب الضمير ده معناه إنك لسه بتحبه؟
اتنهدت: أنا عارفة إنك صعب تتغير بين يوم وليلة أو حتى شهر ومع ذلك أنا حاسة بالتأنيب ناحية عمر علشان أنا عمري ما أذيت حد يا أحمد, أنا طول عمري بخاف على مشاعر الي قدامي, فيبالك بالشخص الي ربى ابننا ولي منه ولدين كمان, الشخص الي آواني تحت بيته وقت ما كنت مش متزنة نفسيًا, مضطربة, الشخص الي ساعدني, عمر كان صديقي مش زوجي, برتاح معه لما بتكلم وبتطمن في وجوده بس عمري ما قدرت أحبه زي ما حبيتك, أو أحس بروحي بترجعلي لما أشوفه زي ما بترجعلي لما بشوفك, أو إني أسامحه زي ما بسامحك على كل حاجة مينفعيش حد يسامح فيها, بس غصب عني بسامحك, غصب عني أنا هنا جمبك, علشان قلبي الي جابرني.
كان بيبصلها بصمت لوهلات وبعدين أدار وشه عنها, تابعت كلامها: أنا عارفة إنك منزعج وأنا بتكلم عنه كدا بس أنا بقول الحقيقة هو عمره ما أذيني بس أنا أذيته, ازاي مش عايزني حتى احس بتأنيب الضمير ناحيته أو اعترف بفضله علي واحترامي ليه, أنا بحترم عمر بس بحبك أنت. قالت الأخيرة بتضمه من الخلف بتحف ايدها حول خصره, اتنهد بيحط ايده على ايدها: أنا آسف.
“على ايه؟”
“كل حاجة”.
“الي عدى عدى, متخلاناش نقلب في دفاترنا القديمة, علشان عمرنا ما هنحس بمشاعر كويسة”.
ابتسم ولسه هيلف ناحيتها بس فجأة جاتله رسالة على موبيله, بيبص في الموبيل بيتفقده وما هي إلا ثواني بينفك عن هدية بيقوم في هلع وهو بيقول: متلمسنيش.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرسال كل حد الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى