Uncategorized

رواية سيلا الحلقة الخامسة عشر 15 بقلم نجلاء ناجي

 رواية سيلا الحلقة الخامسة عشر 15 بقلم نجلاء ناجي 

رواية سيلا الحلقة الخامسة عشر 15 بقلم نجلاء ناجي 

رواية سيلا الحلقة الخامسة عشر 15 بقلم نجلاء ناجي 

يخرج اسلام ويتوجه الى شقة سيلا مباشرة . اثناء الطريق اخذ يفكر اسلام كيف سيكون حواره معها ؛أخذ يعد الكلمات وماذا سيقول لها ، ويتوقع رده فعلها الرافضة له ولحديثة ،ولكنه اصر على شىء واحد وهو ضروره تركها للعمل بشركة الفخرى ..

يصل اسلام الى منزل سيلا ويطرق الباب ، تفتح له سيلا وهى ترتدى تريننج رياضى وترفع شعرها فى ذيل حصان طول ، همسة منها بإسمه اضاعت كل ما فى ذهنه من حديث منمق وكلمات للصلح وأصبح كل ما برأسه هو انه لا يريد الابتعاد عنها .

اما سيلا فمنذ ان رأته فجأة امامها وهمست بإسمه وشعرت بعينيه تحتويها ،الا وقد اثارت بها مشاعر كثيرة مضطربة بين شوق وحنين ، حزن وألم وغضب ..غصب كبير من خداعه لها .

يتمالك اسلام نفسه ويجاهد ليخرج صوته طبيعيا .

اسلام بهدوء ظاهرى : أدخل ؟

سيلا وهى تتنحى جانبا وتترك له جانب الباب ليعبر وتشير له بالدخول ..

يعبر اسلام الباب ويدخل عده خطواط وينتظرها تغلق الباب وتلحق به ، وتسبقه الى الردهه تشير له بالجلوس ولكنه يظل واقفا على مسافة منها وهى واقفة مثله ..

اسلام : عاملة ايه دلوقتى انتى والأولاد؟

سيلا وهى تتحاشى النظر له : الحمد لله .

يخطوا اسلام خطوة ويسألها : مش ناقصكم حاجة ؟

سيلا وهى لاتزال واقفة فى مكانها : شكرا .

اسلام وهو يخطوا خطوه اخرى ويقف امامها مباشرة وقد تخلى عن تماسكه وبهمس وشوق جارف : وحشتينى .

ترفع سيلا وجهها له لتجده واقفا امامها مباشره وعيناه مسلطتان عليها ، ترتجف سيلا من ذلك ولكنها تحاول التماسك وتهمس بتوتر :

– نعم … ليه ؟ أنا .. أنا سبت لك الشركة ؛جاى تقول كدا ليه؟

تبتعد خطوة للوارء

يغضب اسلام من كلامها فيتقدم منها خطوة كبيرة ويصبح امامها ولا يفصل بينهما الا سنتيمترات قليله جعلت انفاسه على وجهها تضطربها اكتر واكثر ..

– انتى ليه مش عايزة تفهمى إن لا الشركه ولا الفلوس تهمنى … يتهدج صوته وهو يقول :

إنتى بس اللى تهمينى …

لا تنكر سيلا انها تأثرت بجملته الاخيره ولكنها تماسكت ،فهى تعرف انه قد يخدعها لسبب لا تعرفه هى ،ولكن ستعرفها لها الايام ..أو شيماء .

ترد سيلا بحده : أنت جاى ليه دلوقتى ..؟

اسلام وهو يغمض عينيه ويحاول السيطرة على غضبه منها ويكز على اسنانه محاولا الهدوء :

– جاى … أحذرك من فخرى وشركتة ؛أنا عرفت إن شغله مش مظبوط ،قلت اعرفك علشان تمشى منها، ومتمضيش على اى ورقة هناك .

سيلا بعند : ليه ان شاء الله …

اسلام مقاطعا فى حده من عندها وسخريتها :

– لانه ابن عم شيماء؛ وخايف يكونوا بيعملوا حاجة ليكى … يتهدج صوته وهو يقول ها… مصدقانى فى دى كمان ولا لسه ؟

لا تنكر سيلا ان كلماته لامست قلبها ،ولكنها تخاف ان تصدقه ،هناك شيئا من عدم الثقة زرع بينهما ،تظل تنظر له فى حيرة من امرها قلبها يصدقة وعقلها يكذبه ، حتى ينتصر عقلها فى النهايه بأنه يخدعها عندما يذكرها بصوته فى التسجيل التليفونى الذى ارسلته لها شيماء دليلا على صدق كلامها ….

سيلا بتردد : طب امشى من الشركة ..بس بشرط .

اسلام متلهفا وبسرعة :شرط إيه ..قولى ؟

سيلا بتردد وهى تريد ان ترى عيينه حين تقول له شرطها وفى نفس الوقت لا قدره لها على

الاستمرار فى النظر له لانها تشعر بالضعف امامه .

– تطلقنى .

تقول كلمتها وما ان رأت الغضب فى عينى اسلام حتى اخفضض عيناها بسرعة وكأنها تخفى نفسها عن نظره ..

اسلام بغضب شديد : ايه الكلام دا … إنتى عايزة تطلقى وبس …طب ليه ؟

برطان من الغضب يشعر به اسلام يخشى ان تكون سيلا لا تحبه ولا تبادله الحب ،يخشى ان ما شعر به منها كان وهم .. قلبه يقسم انها تريده ..وعقلة يشد على كبريائه ؛ورفضها له ولحبه …

يفيق من شروده الغاضب على صوت سيلا وهى تجيب عليه بضعف :

– علشان اعرف ارجع اشتغل فى دبي .

اسلام وهو يمسك ذراعها بقوة ويهدر بغضب :

– استحاله ترجعى دبي تانى .. مش هسمح بكدا ،فاهمه

سيلا باكيه : طب أعمل ايه … اعمل ايه ؟

المشاكل فى كل حته وانا تعبت ، تعبت والله العظيم تعبت ؛علشان كدا هاخد ولادى وابعد عنكم كلكم ،عشلان ترتاحوا وتريحونى .

اسلام متأثرا بدموعها وانهيارها بين يديه :

– طب تعالى الشركة تانى … انا خايف عليكى بلاش فخرى. .ارجعى شركتك

سيلا بحده وغضب : مش شركتى ، دى بتاعتك وبتاعه ولاد اخوك ،انا مليش فيها حاجه، ولو ليا سيباهالك ؛ علشان متضطرش تمثل عليا ان بتحبنى ولا تستمر فى الجوازة دى …

اسلام بغضب و هو يحاول ان يتمالك نفسه من كلامها :

– بتعندى على ميين ؟ ولا ليه ؟

سيلا بألم : مش هرجع شركتك تانى ..إرتاح بقى .. أنا على إستعداد اشتغل فى اى حته ومع أى حد إلا انت …

اسلام بمراره : لييه ؟ للدرجه دى كرهانى ..؟

يشعر اسلام بمهانه له من كلامها ،لايدرى انها تحاول ان تجرحه كى يطلقها ويبتعد عنها حتى لاتتاثر به اكثر من ذلك ،لايعلم ان بقربه منها يشتتها ويضعفها ، لايعلم انها احبته وتشعر بتأنيب الضمير وكلما تذكرت كلماته بانه تزوجها من اجل الشركه فقط تكره نفسها لحبها وضعفها له . لايعلم كل ذلك فقد نجحت سيلا ان توصل له احساس كرهها ونفورها منه ، بل ذادت وضغطت عليه اكثر واكثر ..

لايعلم انها تؤلم نفسها قبل منه بهذه الكلمات وانها تبكى فى داخلها ولكنها تريد البعد عن كل ذلك تخشى خداعه ،تخشى ان يكون ذلك خداع .

سيلا بألم وهى تنطقها ،تعلم انها ستجرحه ولكنها استمرت حتى تحصل على ماتريد :

– علشان كداب ؛ضحكت عليا وقلت حبتنى وكان علشان الشركه ..انا سبتهالك اهى عايز ايه بقى ؟

يدهش اسلام من قسوتها وكلماتها ،يشعر بجرح غائر فى كرامته، نحجت فى إيلامه وتوصيل كرهها له ونفورها منه ،يتأملها قليلا بحزن شديد ،وتتأمله هى بحب وخوف ؛ وكأنها تشبع عيناها منه لتأكدها من انه سيبتعد وينفذ طلبها ولن تراه ثانيه ،ولن تهنأ بقربه منها هكذا مرة اخرى ..

يبتعد اسلام عنها فى خطواط حزينه بطيئه ويتجه الى باب الشقة يقف ويحدثها وهى تقف خلفه ،يلفت وجهه قليلا وينظر لها من طرف كتفه :

– الشركة تسيبيها ، ومكانك موجود فى شكرتك ترجعيه فى اى وقت .

يخرج اسلام بسرعة من الشقة وهو يشعر بالتخبط والاختناق ؛ ألم يعتصر قلبه ،لم يطاوعه لسانه على نطق ما كانت تريده ، ولم يطاوعه قلبه على تطليقها ،وعنفه عقله لضعفه امامها وتركها …

تنهار سيلا ارضا وتبكى مؤنبه نفسها لقسوتها له وجرحها له ،تحبه وتخشاه ،تريده وتدفعه دفعا للبعد عنها ، اصبحت على حافة الانهيار ولا تعرف بمن تستغيث …

تظل تبكى سيلا مده طويل، ونجد هاتفها يرن تمسكه بسرعه ظنا منها انه اسلام دون حتى ان ترى من المتصل ..

سيلا : الو

المتصل : السلام عليكم، اذيك يا سيلا لسه

فاكرانى

سيلا وهى تاخد نفسها بشهقة من جراء البكاء : معلش ممكن حضرتك تفكرنى

المتصل : انا دكتور أحمد ..

صوتها بنبرته تلك اثارت قلقه عليها، وحمد الله انه ضعف هذه المره وطاوع نفسه واتصل بها ،ليأتى اتصاله لها فى وقته ..

سيلا : ااه ..اذيك يا دكتور احمد

احمد بتساؤل : انتى كنتى بتعيطى ؟

سيلا وهى تمسح عيناها : لا … ابدا

احمد : اخبارك ايه ؟

سيلا وهى تتماسك وتحتول ان تجعل نبره صوتها طبيبعية : الحمد لله كويسة

احمد بحرج : وأخبار الولاد و..وجوزك إيه ؟

سيلا وهو تضغط على شفتيها بألم : الحمد لله

احمد مبررا اتصاله : أنا حبيت بس اطمن عليكى ، لو عزتى حاجة كلمينى …إحنا اصدقاء

سيلا يتردد : بصراحة … اه أنا .. أنا عايزة …

وتصمت …

احمد بسرعة : عايزة ايه يا سيلا ..قولى

متتكسفيش .

سيلا بسرعة : انا عايزة اشتغل

احمد مفكرا : علشان كدا كنتى بتعيطى ؟.

سيلا تصمت ولا ترد

احمد وقد احترم صمتها : طب شوفى ، انتظرى منى مكالمه تانية .. اوكية

سيلا : اوكيه ..مع السلامه.

تنهى سيلا المحادثة وتنهض لتتابع ما عانت تفعله فى حزن وشرود ويبقى أحمد يفكر اين يجد لها عمل وبسرعة.

فى الصباح تذهب سيلا لشركة الغخرى وتقدم استقالتها وتعود الى منزلها …

اما الغخرى فيجرى اتصالا هاتفيا بشيماء

الفخرى بغيظ : العصفورة طارت النهارده.

شيماء يعدم فهم : عصفورة ايه ؟

فخرى : سيلا قدمت استقالتها ومشيت

شيماء بدهشة : إيه ! ليه ؟

فخرى :معرفش ..جت قدمت استقالتها ومشيت ،حاولت معاها كتير وهى موافقتش خالص

شيماء بغل : واسلام لسة مطلقهاش للأسف، حتى بعد ما سمعتها التسجيل اللى عملناه قلت اكيد هتخليه يطلقها بس لسة مطلقهاش ،وانت معرفتش تعمل حاجه

قالت اخر جملتها بصوت عالى وبغضب اشد .

فخرى بغضب : هو انا لحقت ، وبعدين البت دى مش عاطية فرصة لحد معاها .

شيماء بغيظ : طب والعمل

فخرى : العمل عمل ربنا بقى … يلا سلام

.

عند نشوى …

تحاول نشوى ان تتفاهم مع رمزى وهو رافض الحديث معها ظنا منه أن لها يد فى المشاكله الاخيرة بين اسلام وسيلا . تتصل نشوى بإسلام وتروى له ما حدث من رمزى .

نشوى بحزن : والله العظيم المرة دى انت مظلومه فعلا …بس رمزى مش عايز يصدقنى … ونايم مع زيد فى القوضه

اسلام بحرج : انا اخاف اكلمه يقول لى عرفت منين ؛ويعرف انك كلمتينى والمشكلة تكبر .

نشوى ببكاء : طب أعمل ايه ؟ رمزى مش راضى يتكلم معايا ..

اسلام : طب هحاول اتصرف ..

ينتهى الاتصال وتذهب نشوى لتحضير الغطار ،وتوقظ رمزى

نشوى هامسه :رمزى … اصحى يا حبيى .

رمزى يفتح عينيه ويتثائب ويقول : صباح الخير .

نشوى بحنان : الفطار جاهز يلا علشان نفطر سوا

يتذكر رمزى غضبه منها فينظر لها ولا يرد وينهض ويدلف الى الحمام ..

تنظر له نشوى وهو يدلف للحمام بحزن من نظرته لها وعدم حديثة …

على الفطار …

نشوى وهى تحاول ان تجعله يتحدث معها ..

– لسه مش عايز تصدقنى يا رمزى

رمزى يأكل ولا يرد …

نشوى تشعر بغصة فى حلقها ولكنها تتماسك وتكمل والدموع فى عينيها : والله مظلومه ،بلاش تظلمنى يا حبيبى .

ينظر لها رمزى وقد تأثر من حديثها ومنظرها ولكنه لا يرد عليها ؛ظنا منه انها سبب ما حدث ، لايعلم قلبه يصدقها ولكن عقله رافض تصديقها لما لها من افعال فى الماضى ..

تكمل نشوى بحزن وألم : المرة اللى فاتت اه كنت انا اللى بلغت شيماء ،لكن المرة دى والله مليش يد فى حاجة .

رمزى بسرعة : عايز اعرف .. هم ايه اللى حصل بينهم خلاهم واقفين على الطلاق . خايف يكون ليكى ايد فى الموضوع دا ،وساعتها مش هسامحك .

نشوى بسرعة : والله العظيم مليش يد فى حاجة … طب لو طلع ليا يد من قريب ولا من بعيد انا اللى من نفسى همشى واسيب البيت .

تصمت قليلا وتقول بهمس :

– والله بحبك … ووالله العظيم انت ظالمنى بظنك دا .. بس برده انا مسمحاك .

ينظر لها رمزى ولا يرد .. فى داخله يصدقها ولكنه يريد التأكد .. ينهض ويخرج الى عمله ..توقفة الحاجة صفية فى الحديقة ..

الحاجة صفية : صباح الخير يا رمزى

رمزى بإبتسامة جاهد فى اخراجها : صباح الخير يا حاجه

الحاجة صفية متفرسة ملامحه : شكلك معرفتش تنام امبارح .. اكيد طبعا ما إنت هتنام ازاى وتاخد راحتك جنب زيد … مش برده بتنام جنبه .

يدهش رمزى من كلام والدته ،كيف علمت بذلك ، يرفع وجهه لشقته متوعدا ؛ظنا منه ان نشوى قد ابلغت والدته بذلك .

الحاجة صفية وقد فهمت ما يفكر فيه :

– مش نشوى اللى قالت لي ، زيد اللى قالى انك بتنام جنبة بقالك كام يوم .. ليه ؟

رمزى وهو يشعر بتأنيب الضمير لظنه السوء فى نشوى : حاجه بسيطة

الحاجة صفية بحزم : ايه السبب يا رمزى ؟

رمزى : خايف يكون ليها يد فى مشكلة اسلام وسيلا …

الحاجة صفية بدهشة : اتأكد طيب

رمزى بحيرة :لاء .. بس ..

تقاطعه بحده : يعنى عامل مشكلة ومخاصم مراتك وسايب قوطتك ونايم عند ابنك علشان خاجة انت مش متأكد منها .

تصالح مراتك ،ولما تتأكد ابقى اعمل اللى يريحك ..فاهم

رمزى :حاضر يا ماما ..عن اذنك هروح المصنع .

الحاجة صفية بهدوء : اتفضل ..وكلامى يتنفذ يا رمزى بلاش تمشى ورا ظن انت مش متأكد منه .

رمزى موافقة : حاضر يا حاجه.

يذهب رمزى وهو ينوى على مصالحه نشوى ..

تخبر الحاجو فاطمه اسلام بما حدث ،فيفرح كثيرا ويشكرها ،لانه لجأ لها وساعدته ..بذكاء وحكمه .

تخبر الحاجة صفية نشوى بما فعلته فتهللت اسارير نشوى كثيرا لذلك .

عند الطبيب…..

يدلف الطبيب الى حجرته ،يفق هو وزوجته واعينهما متعلقه به فى لهفة وأمل ،قلوب تدق بقوة خوفا وترقبا واملا ودعاء .

الطبيب : كل التحاليل بتقول ان كل شىء تمام ،انتم بس تمشوا على العلاج دا 3 شهور ؛انا بدى امبر فرصة ليكم للحمل الطبيبعى ..لو محصلش هنعمل اطفال انابيب .. والنسبة فيها عاليه ان شاء الله .ايه رايكم

خالد : كله على الله يا دكتور

الطبيب : اهم حاجه الحاله النفسيه . دا أهم من العلاج. . مش للمدام بس لا ولحضرتك كمان .

نظر لها ووجه لها الحديث :

– 3 شهور يامدام وهتيجوا تانى وطبعا عارفين التحاليل اللى هتعملوها ، دى ورقة بيهم .

خالد : الف شكر ليك يا دكتور.

الطبيب بإبتسامة : اشكرنى يوم ما تشيل ابنك على ايدك ان شاء الله. .

يخرج خالد وهند وهم يدعون الله فى كل خطوه من خطواتهم ان يرزقهم بالذرية الصالحه

بعد عده ايام تتلقى سيلا اتصالا هاتفيا من دكتور احمد ويبلغها بأنه وجد لها عملا فى المستشفى الخاص الذى يشارك فيها ،بعد تركه العمل فى مستشفى البلده . تفرح سيلا كثيرا وتأخذ العنوان لتبدأ العمل كسرتيرة فى المستشفى.

يمر شهر …

وسيلا تعمل فى المستشفى مع الدكتور أحمد ،يعلم اسلام ذلك ولم يستطع إثناؤها عن العمل معه ، يتلمس معرفة اخبارها من بعيد ؛من خلال سيف ونوران والحاج رشدى …

يتابع الحاج رشدى بعد اسلام عن سيلا وعلمها فى المستشفى ومعرفته ايضا ببحث شيماء المضنى عن المكان الذى يبيت اسلام به كل ليلة

يعلم اسلام بذهاب سيلا الى منزل الحاج رشدى وقضاء اسبوع به …

فى منزل الحاج رشدى. ..

تجلس سيلا فى الحديقة وهى تشاهد سيف ونوران يلعبان وتتابعهما بعينيها ،تشعر بحاجتها للنوم الشديد ،فتصعد لانام فى شقتها طول اليوم ..

فى الصباح وعلى الفطار …

يجلس الجميع لتناول الفطور ويقبل اسلام ومعه عز الدين ورنا ويسعد سيف و نوران كثيرا ..

يختلس اسلام النظرات الى سيلا وهو يتعمد ان لا ينظر لها امامها ،وكذلك حزنت سيلا كثيرا عندما وجدته لا يعيرها اهتماما بل يتحاشى النظر لها ،فشعرت بالالم وهى تعلم انها من فعلت ذلك ،اختلست نظرة عليه واغمضت عيناها .بينما كانت هناك عيون تراقبهما وترى حيرة وتعب كلا منهما وكبريائه القاتل.

سيلا وهى تنهض بتعب : طب عن اذنكم أنا طالعه فوق .

الحاجة صفية بدهشة : مش تكملى فطارك يا بنتى !

سيلا وهى تنظر لها :خلاص يا ماما الحاجه .

اسلام ناهضا ،وهو يتحاشى النظر لها :

– كملى فطارك انا ماشى اصلا .

وقعت الكلمه كالصاعقة على اذن سيلا فجحظت عيناها ثم بغضب عند قالت :

– مش علشانك ، أنا اصلا حاسه انى عايزة انام

الحاجة صفية بدهشة : تنامى ! هو انتى تعبانه يا سيلا ..

تخطف الكلمه انتباه وقلب اسلام ،من اى شىء تعبت ؟ يستمع لباقى الحديث ..

– انتى من امبارح نايمه ،و دلوقتى عايزة تنامى تانى ؟

سيلا وقد ظهر التعب عليها جليا :

– باين انى ارهقت نفسى الفترة اللى فاتت فى الشغل ؛علشان كدا التعب حل عليا .. تجاهد سيلا لتفتح عيناها

اسلام وقد غضب من ذكرها انها اجهدت نفسها فى العمل و نظر لها متفحصا اياها بدقه ،وحرص ان لا يظهر اهتمامه بها ،فأخرج صوته هادىء عكس ما يشعر به من لهفة وغضب منها

– طب اطلعى نامى … او نامى هنا أحسن علشان ماما تتابعك .

سيلا و اصبحت لاتقدر على فتح عيناها، فتستسلم وتذهب لتنام بغرفة ماذن وهى تقول : حاضر ..

تنام سيلا حتى اذان المغرب . ويلقى اسلام نظرة عليها وهو واقف على باب الغرفة ليجدها تنام فى ثبات عميق ولا تشعر بفتح الباب ولا بوقوفة .

يذهب اسلام الى والديه ويسألهما بقلق ….

– مش ملاحظين ان سيلا نامت كتير ؟

الحاج رشدى : يمكن تكون فعلا التعب حل عليها

اسلام شاردا : يمكن برده .

نشوى : انا ملاحظه ان وشها اصفر اوى ؛يمكن من كتر النوم وهى مش بتاكل حاجة . أنا هقوم أعمل بها كوبايه لبن .

الحاجة صفية : كتر الف خيرك يا نشوى

تذهب نشوى للمطبخ لاحضار كوب اللبن ، ويقول اسلام مندهشا من تصرف نشوى وتغيرها :

– من امتى؟

الحاجةصفية ضاحكه : من زمان ، والله اتغيرت وبقت كويسة أوى.

تشرب سيلا اللبن وتنام ثانيا .. بعد فترة تستيقظ سيلا وتجلس معهم وتحضر هدى لها الطعام وتأكل سيلا ..

الحاج رشدى ضاحكا : هل هلالك … اخيرا صحيتى ؟

سيلا ضاحكه بحرج : والله يا بابا مش عارفة ايه اللى بيحصل لى ، بكون صاحيه فايقة ،اكل او اشرب الاقى نفسى عايزة انام ،لدرحه انى ممكن انام وانا واقفة .

تجذب الكلمات اهتمام اسلام ، ويفكر فيها ويسألها : للدرجه دى اجهدتى نفسك الفترة اللى فاتت .

كان يعتقد انه نجح فى اخفاء غيرته وغضبه ،ولكن كانت غيرته واضحه للجميع حتى لسيلا رغم شعورها بالنعاس الا انها من داخلها كانت سعيده ؛لانه يغار عليها .

سيلا بنعاس ، وهى تفرك جبينها : مش عارفة بصراحه … انا ….انا عايزة انام اوى . ..

تنام سيلا وهى جالسه ،فيحملها اسلام بدهشة الى غرفته ويظل معها يراقبها …

جلس بجوارها على السرير يتأملها كثيرا ، اخيرا استطاع ان ينظر لها ويتأملها بدون ان تراه ،اخيرا استطاع ان يروى عطشه من رؤيتها ،وهى قريبة منه دون ان تدرى به. جال بنظره على وجهها وقسماته يتشبع منها وكأنه ينهلها ..

ازاح بعض خصلات شعرها عن وجهها واقترب منها ليشم رائحتها ، قربه منا جعله يشعر بحاجته لتقبيلها ،ابتلع ريقة مفكرا بين الاقتراب اكثر وتقبيلها او الابتعاد عنها . يحسم امره ويقبلها قبله رقيقة على شفاها ظنا من انها قد تروى عطشة منها، ولكنه وجدها قد اشعلت فية براكين من شوقه وحبه لها … اختطف قبلة اخرى لتهدىء نفسه ولكن انفاسهما المختلطه وقربه منها دمره …

ابتعد عنها بسرعة و ووقف بعيدا عنها ينظر لها بدهشة ، تعجب من انها لم تشعر به ولا بقبلاته، بل لاتزال نائمه وكأنها فى غيبوبه . اقترب منها ثانيا ، وحرك يداها ورأسها ، ولم تشعر به او تتأفف ، تعجب اسلام من ذلك وظل يفكر كثيرا حتى نام بجوارها .

فى الصباح …

يستيقظ اسلام وينظر الى سيلا النائمه بجواره ،ثم يقرر ان يوقظها ،ظل يحاول إيقظاها لمده طويلة ؛ وهذا يدل ان نومها لم يكن طبيعيا بالمرة وان شكه فى محله .

تستيقظ سيلا اخيرا وهى تظن نفسها فى حجره ماذن ،فتسمع صوت اسلام هامسا :

– صباح الخير

سيلا وهى ليست فى تمام وعيها : صباح النور

تنظر لوجهه اسلام تبتسم له وكانها تحلم به ، وعندما تبينت انه ليس حلم وحقيقة ،إنتفضت وجلست بحده على السرير صائحه :

– أنا إيه اللى جابنى هنا .

اسلام بهدوء فهو متوقع ذلك منها : أنا .سيلا وهى تنهض فى وهن وتسند يدها على الحائط :

– مش عارفة انت عايز توصل لايه

اسلام بحده : هو أنا غريب يا مدام … أنا جوزك عادى إنك تنامى جنبى .

تتجه سيلا الى الباب فيوقفها اسلام قائلا :

– متاكليس او تشربى حاجه غير لما أشرب اوواكل معاكى .

تنزر له سيلا بتعجب وتسأله بسخرية :

– ليه هو انا لسه صغيره

اسلام بنفاذ صبر منها وبحده :

– لا كبيرة، بس برده عايز أتأكد من حاجه. ممكن تنفذى اللى بقولك عليه من غير عناد … ممكن

سيلا بإستسلام وقد تلمست الجديه والقلق فى كلامه ،فلم ترعب فى ان تزيد قلقه :

– حاضر. ..حاضر .

يخرجان سويا وقد تأكد اسلام من شكه ولكن يبقى الدليل .

على الغطار. ..

يسأل اسلام والدته : مين اللى حضر الفطار النهارده ؟

الحاجة صفية : حسنات وهدى

اسلام : طب وامبارح مين ؟

الحاجه صفية : وفاء وحسنات

اسلام ماشى .

يأكل اسلام من نفس اطباق سيلا ويسرب من نفس كوبها ،يعتقد الجميع انه نوع من انواع المصالحه التى يتبعها اسلام لكى يحسن الاجواء مع سيلا ..

بينما سيلا كانت تذوب خجلا من تصرف اسلام ، ولكنها فى قراره نفسها مانتوسعيده من قربه منها اهتمامه بها ..ولكن يبقى خوفها من ان يكون كل ذلك خداعا لها لهدف فى نفسه يريد ان يحققه ..

بعد الفطار بمده قصيرة يشعر اسلام وسيلا بالنعاس ،ويذهبان للنوم بحجره نوم اسلام ،ولم تعترض سيلا .

يعتقد الحاج رشدى انهم قد تصالحا اخيرا .

فى العصر …

يستيقظ اسلام ويظل ينظر لسيلا الغارقة فى النوم ،وهو يفكر ..من يفعل ذلك بها ؟ من يضع لها المنوم فى طعامها ؟ ولماذا ؟ .

يحصر شكه فى حسنات ولكن لماذا او لمصلحه من ؟

يمد يده ويمسد على شعرها ووجنتيها ويتأملها ،ثم يوقظها وهو يعلم انها المرة الاخيره النى سينعم بقربها منه هكذا …

تستيقظ سيلا من نومها ،ويطلب اسلام منها ان تقوم هى بتحضير طعام الغذاء بنفسها وبدون مساعده احد …

سيلا بدهشة : ليه يعنى !

تنظر له سيلا بدهشة وهى لا تعلم سبب لطلب اسلام ، واثناء نظرها له تنسى غضبها ودهشتها ،وتشرد فى نظره اسلام لها وهو يحتويها بنظرته ويشرد هو ايضا فى نظرتها له ،لا اراديا يجد نفسه يقترب منها وما ان تلامست شفاهما حتى طرق الباب وصوت الخادمه يوقظهما من شرودهما وقربهما وهى تنادى عليهما ؛لايقاظهما .

تبتعد سيلا بعيدا عنه وهى تؤنب نفسها لضعفها امامه ، ويغضب اسلام من الطارق فيزفر فى قوة وغضب …

تهمس سيلا : ليه عايزنى اطبخ النهارده ؟.اسلام وهو يعتدل فى جلسته وينظر لها ..

– ممكن نقول انى عايز اكل من إيد مراتى النهاردة. فيها حاجه دى .

سيلا وهى تتصنع العناد : آه فيها .. لاحظ انى طالبه الطللق وانت بتماطل .

اسلام وهو يتمالك غضبه : معلش …طولى بالك عليا حبه ،تعالى على نفسك شوية يا سيلا .

تنظر له سيلا وهى لا تعلم ماذا يقصد بكلامه هذا ؟ وما الهدف من طلبه ؟

سيلا بتفاذ صبر : تمام ..

تذهب سيلا لعمل الغذاء ،ويأنر اسلام عدم دخول الخدم للمطبخ لمساعدتها ..

تظن سيلا انه يريد ان يضايقها او يردي انه يعاقبها لعملها مع أحمد ولهذا رفض مساعده اى من الخدم معها ..

بينما كان هدف إسلام هو معرفة من التى تضع لها المنوم فى الطعام. …

تنتهى سيلا من اعداد الطعام ويأكل الجميع ويقضون اليوم فى لعب ومرح مع الاطفال وقد تحقق اسلام من ظنه ؛هناك من يضع لها المنوم فى الطعام .

يراقب اسلام الخادمات وبخاصة حسنات … ولكنه يفاجىء بأنها هدى !!

هدى من تضع المنوم فى اطباق سيلا لصالح شيماء …

هدى وهى تنحنى لتقبل يد اسلام : ابوس ايدك يا بيه متقول للحاج رشدى ولا للحاجة صفية ، الست شيماء هى اللى قالت لى اعمل كدا. . وقالت لى بو معملتش كدا هتطرنى واحنا غلابه

اسلام بغيظ منها ومن شيماء : بتخونى الناس اللى امنوكى على بيتهم ليه يا هدى ؟ إنتى ؟.

هدى ببكاء : معلش يا بيه … كنت محتاجه فلوس وهى اديتنى فلوس ..

اسلام بسخرية : طبعا مش اول مرة .. قولى عملتى ايه تانى لشيماء .

هدى بتردد : كنت بقولها على اخبارك لما كنت هنا انت والبهوات الصغيرين ..

اسلام بعد صمت وتفكير :

– طب انا عايزك بقى تستمرى فى نقل الاخبار ليها ؛ بس الاخبار اللى هقول لك عليها ماشى .. وحسك عينك تسمعى كلام شيماء . دى اخر فرصة ليكى …

هدى بفرحه انه عفى عنها : انت تؤمر يا بيه …

اسلام بهدوء وغموض :

– كدا كويس ؛ عايزك بقى تقول لى لها إننا كويسين اوى مع بعض ،وإتصالحنا كمان … تعرفى ؟

هدى : آه طبعا

اسلام : خلاص ولما ولما تيجى تكلميها ابقى قول لى علشان اعرفك تقولى لها ايه ..

هدى : ماشى يا بيه …

تخبر هدى شيماء بالمصالحه فما كان من شيماء الا ان غضبت على وسبتها واغلقت الهاتف فى وجهها ، واخذت تكسر فى كل شىء امامها ..

واخذت تتصل بها كل نصف ساعه ،ونار الغيرة تأكلها وهى تتخيل إسلام مع سيلا وهو سعيد بها …

فى داخلها تعلم انها فقدت اسلام ، وان سيلا قد ملكت قلبه وعقله والا لماذا يرفض ان يطلقها حتى الان .ولكنها لم تخسر فى معركه قط ، لم يؤخذ منها احدا من قبل شيئا كان ملكا لها ودون ارادتها …

اصبح اسلام بالنسبة لها شىء هى تملكه ،لا انسان له احساس وقلب ينبض ،ومشاعر تتحرك …

يمضى الاسبوع سريعا وخطه اسلام تسير كنا رسمها ؛ لكى يؤدب شيماء على أفعالها ويجعل الغيرة والحقد يأكل قلبها …

يحاول اسلام التقرب فعلا من سيلا ،ولكن سيلا يميل له قلبها ويريد ان يستسلم له، ولكن عقلها يصر على ايلامها وتذكيرها بأنه يخدعها ،وما يفعله ليس من دافع الحب ولكنه قد يكون من دافع الشفقة او الطمع او احتمال تملك لها فقط …

ترجع سيلا للاسكندرية ولعملها ، ويرجع اسلام لشركته ولكنه لا يذهب لشقة شيماء ،مما اثار جنونها وغضبها وجعلها تبحث عنه فى كل مكان .

يتبع..

لقراءة الحلقة السادسة عشر : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية عنيد غير حياتي للكاتبة لبنى عبدالعزيز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى