روايات

رواية أنا لها شمس الفصل الحادي عشر 11 بقلم روز أمين

رواية أنا لها شمس الفصل الحادي عشر 11 بقلم روز أمين

رواية أنا لها شمس الجزء الحادي عشر

رواية أنا لها شمس البارت الحادي عشر

أنا لها شمس
أنا لها شمس

رواية أنا لها شمس الحلقة الحادية عشر

كنت لي يوما أسمى وأنبل أمنياتيحتى أني لقبتك بأعظم إنتصاراتي
فكيف بين ليلة وضحاها يتحول إنبهاري لبغض وتصبحين أضخم خيباتي
فؤاد علام زين الدين
بقلمي روز أمين
ارتدت أفخم ثيابها استعدادا لرؤية أبيها العزيز التي حرمت من رؤياه لمدة تخطت الستة أشهر منذ أخر زيارة لها إلى البلدة وما حدث بهاحيث اتفق عزيز مع عمرو ووالده وهاتفها أيهم ليبلغها بمرض أبيها الشديد وبأن عليها الحضور الفوري لتهرول لمنزل عائلتها والړعب يعتريهادقت فوق الباب بلهفة لتجد ذاك العاشق يقابلها بباقة رائعة من الزهور مع ابتسامته التي باتت تبغضها ك كل شيئا يتعلق به ويذكرها بماضيها الأليمتنفست بقوة وكأنها تنفض عنها تلك الذكريات البغيضة لتنتعش روحها وهي تنظر لانعكاس صورتها بالمرأة وتبتسم وكأنها تبث الأمل بداخلها خرجت من غرفتها لتجد عزة تقابلها حيث ولجت من شرفة البهو بعدما روت الزهور والزرعلتهتف بانبهار عند رؤيتها لتلك السعيدة
وشك منور وكأنك بدر في ليلة تمامه طبعا حد قدك هتشوفي اغلى الغوالي أبوك وإبنك
لم تعير لحديثها إهتمام ولم تلتفت لها من الأساس لتسترسل الأخرى بتقليل من حجم ما اقترفته
مكنوش كلمتين وقولتهم اللي هتفضلي لويالي بوزك عليهم طول النهار
احتدت ملامح الاخرى وهي ترمقها باشتعال لتستطرد عزة بتطفل كعادتها
طب هو أنت كنتي بتكلمي مين
هتفت بحدة بالغة
كنت بكلم وكيل النيابة المسؤل عن حاډثة كريم الله يرحمهيارب تكوني إرتحتي بعد الرغي والهرتلة اللي قولتيها قدامه
لوت فاهها لتقول بلامبالاة بعد تفكر
وهو يعني وكيل النيابة ده مابيستحماش زينا
رفعت ساعديها لأعلى وقبضت على كفيها بقوة وهي تغمض عينيها في محاولة منها للسيطرة على كم الڠضب الهائل الذي أصابها من أثر لامبالاتها لتصيح وهي تقول بامتعاض ظهر بين على ملامحها المكفهرة
عزة…قطع حديثها صوت جرس الباب فهرولت عزة بالمبادرة بفتحه كي تنأى بحالها من إڼفجار تلك الغاضبة بهاولج والدها وهو يحمل صغيرها ويجاوره الحارس الخاص بالبناية يحمل عنه حقيبة كبيرة مليئة بخيرات
لوت جانب فمها بطريقة ساخرة لتقول بنبرة تحمل الكثير من الألم
كتر خيرها
تنهد الأب لأجل تلك الموجوعة لتهتف بانتشاء في محاولة منها للخروج من دوامة أحزانها التي لا تنتهي
تعالى يا بابا إغسل إديك ووشك علشان نتغدا
واستطردت وهي تحمل صغيرها وتتحرك به للداخل
أنا وعزة عملنا لكم كل الاكل اللي بتحبوه
عملتي لي الفراخ المقرمشة اللي بحبها يا مامي
عملت لك كل الحاجات اللي بتحبها يا قلب مامي…نطقتها بنبرة تفيض حنانا وهي تتطلع لصغيرها التي اشتاقت لرائحته حد الجنون
جلست بصحبة والدها الحنون وتناولا الغداء فوق الطاولة التي رص عليها كل ما لذ وطاب من أكلات متنوعة يفضلها والدها ونجلها العزيزان وبعد انتهاء الطعام جلس الجميع بالبهو وبدأوا بتناول الفاكهة والحلوى ليقضي الجميع سهرة مميزة
بأخر الليلبعدما ولجت لداخل حجرتها لتستريح من عناء اليوموجدت من يطرق الباب بخفة فسمحت له ليدخل والدها
بابتسامته البشوش التي تعشقهالتسأله بتلهف
عاوز حاجة يا بابا
عاوز أتكلم معاك شوية…قالها بهدوء لتجيبه وهي تشير إلى حافة الفراش ليقول بتأثر بعدما تجاورا الجلوس
أنا عارف إني مكنتش الأب الكويس ولا السند الشديد ليك مقدرتش أحميك من ظلم اللي حواليك واولهم امك وإخواتك
كادت أن تتحدث فطلب منها الصمت حتى ينتهي
انا خاېف عليك ليبهدلوك من بعدي يا بنتي
بعد الشړ عليك يا حبيبي ربنا يطول في عمرك ويبارك لي فيك…نطقتها بفزع ليجيبها بإيمان
تحدثت بعينين متأثرتين
أرجوك يا بابا تبطل الكلام ده وبلاش تقلقني عليك.
اجابها بهدوء
سيبك من الكلام ده وخلينا نتكلم في المهم أمك واخواتك حب المال عامي عنيهم وعلشان ينوبهم جانب من مال نصر المتلتل مستعدين يعملوا أي حاجة حتى لو كانت الحاجة دي فيها أذيتك
توقف ليأخذ نفسا عميقا تحت نظراتها المتأثرة ليقول بعزيمة
علشان كده أنا فكرت في حاجة هتحميك منهم لو جرا لي أي حاجة
قطبت جبينها لتسأله مستفهمة
ورقة إيه دي يا بابا!
تنفس بهدوء ليخبرها
ده عقد بيع وشراء مني ليك بالبيت والارض اللي حيلتيخليت محمد ابن عبدالسلام ابو مسعود المحامي يكتبهم لي وبصمت عليهم أنا واتنين شهود فاضل بس إمضتك وأمنته مايجيب سيرة لأي مخلوق
واستطرد تحت ذهولها
دول اللي هيأمنوكي من غدر إخواتك بيك
هتفت وهي تهز رأسها باستنكار
لو كنت فاكر بإنك كده بتحميني فاحب أقول لك إنك باللي عملته ده بترميني في ڼار جهنم باديك
عزيز اخويا لو عرف مش بعيد ېقتلني فيها… نطقتها بعيون زائغة مړتعبة لتسترسل برفض تام
ده غير إني مستحيل أوافق على حاجة زي ديانا مش عاوزة منهم حاجة غير إنهم يحبوني ويحسسوني إني اختهمده غير اللي حضرتك عملته ده حرام شرعا وانا لا يمكن أوافق عليه
أخذ نفسا عميقا ليتحدث بتفاخر بردة فعلها
أنا كنت متأكد إنك هترفضي ومستحيل تاخدي حق اخواتكوعلشان كده كتبت لك كل حاجة وأنا مطمن
ضيقت بين عينيها لتسأله
انا مش فاهمة حاجة!
تحدث بإبانة
بصي يا بنتيانا عارفة إنك مستورة من ورا شغلك عندك شقتك وعربيتك وقادرة تعيشي وتربي ابنك برغم اللي
ولما حضرتك عارف ده كتبت لي كل حاجة ليه
اجابها بحكمة رجل اكتسبها عبر سنوات عمره الطوال
العقود دي هتفضل معاك ومش هتطلع إلا لو عزيز حاول يضايقك وياخد حضانة إبنك منك ساعتها هتخرجيها وتهدديهم بيهاوتحطيها شرط بعادهم عنك وانا متأكد إن ساعتها عزيز هيختار السكات والبعد وبكدة أبقى حميتك من شرهم حتى بعد مماتي
ترقرقت الدموع بعينيها بعدما اكتملت فكرته ووضحت لها لترتمي بين أحضان غاليها الذي يفكر بحمايتها من أشرار روايتها حتى بعد رحيلهانهمرت دموعها لټغرق ثياب ذاك الطيب مما جعل دموعه هو الاخر تسيل
داخل المطبخ الخاص بسجن القناصر المخصص للنساءتقف تلك النحيفة القوام بثوبها وحجابها بلونهما الأبيض تزفر وتبرطم ببعض الكلمات الساخطة كعادتها وهي تقوم بتقليب الطعام بالوعاء الكبير لتهتف تلك
بطلي برطمة وخلصي اللي في إيدك علشان تلحقوا تطفحوا في الميعاد
رمقتها بنظرة غاضبة لتهتف الاخرى وهي تشملها بازدراء
قلبي الأكل كويس يا بت بدل ما يتحرق منك وتتجازي زي العادة
لم تجيبها لتسترسل الاخرى متهكمة
شكلك حبيتي الإنفرادي وبتحرقي الاكل مخصوص
علشان تترمي فيه
انطلقت ضحكات السجينات ساخرين من تلك التي تتعالى على جميعهن لتصيح السجانة بصوت غليظ دب الړعب بقلوبهن
إخرسي يا ولية وشوفي شغلك منك ليها
ولا يهمك منهمدول شوية غجر ميعرفوش قيمتك يا بنت الأكابر
تنهدت نجلا بأسى وهي تتطلع على المرأة وعلى المكان التي زجت بنفسها بداخل براثنه لتتحسر على ما أوت إليه رفعت ذراعها لتجفف بطرف الجلباب جبهتها المتعرقة من جراء موقد الڼار الواقفة أمامه لتتابع تقليب ما بداخل القدر بذراعيها وهي ټلعن حالها وفؤاد اللذان أوصلاها إلى هنا اقتربت منها سيدة ببداية عقدها الخامس ويبدوا على وجهها الطيبة لتقول بنبرة هادئة
لو فضلتي على حالتك دي هتتعبيحاولي تتقبلي الوضع الجديد لحياتك وبلاش تستفزي الستات بسكاتك ونظراتك ليهمعلشان ميحصلش زي قبل كدة ويتربصوا لك ويضربوك.
لم تجيبها لتسترسل الاخرى متعجبة صمودها
يا بنتي ده أنت ليك سنتين هنامزهقتيش من السكات! طب ما وحشكيش الكلام دي حتى الستات معروفين بالرغي
أخذت تقلب عينيها بضجر من ثرثرة تلك السيدة التي تصر على إقتحام دائرة الصمت التي صنعتها لحالها لتتحدث بعدما سأمت حديثها
ممكن تسبيني في حالي
تحدثت المرأة بتودد
يا بنتي أنا خاېفة عليكالسكات ده مش حلو علشانك
غريبة قويهو انت هتعرفي مصلحتي أكتر مني…نطقتها بسأم لتهتف بسخط بعدما احتدت ملامحها
ممكن تبعدي عني
قالتها وهي تشير بكفها باشمئزاز لتهز السيدة رأسها بأسي وتحركت دون أن تنبس ببنت شفة لتزفر الاخيرة بوجه مكفهر وهي تتطلع من حولها على الجميع باشمئزاز
وهي تتطلع على الطعام بتقزز واشمئزاز تنهدت حين لاحت بمخيلتها طاولة الطعام الخاصة بقصر علام زين الدينتذكرت ما كان يرص فوقها من أصناف طعام متعددة وفاخرةحزنت لما خسرته ولجسدها الذي أصبح نحيفا وفقد كثيرا من الوزن لعزوفها عن طعام السچن المقزز ليقطع شرودها دخول الحارسة التي نطقت بصياح حاد
نجلا جلال السيد منير
الټفت للخلف تتطلع عليها لتسترسل الأخرى بإعلام
زيارة
انتفضت من جلوسها لتتحرك سريعا مع السيدة إلى أن وصلت للمكان المقصودأسرعت لترتمي داخل احضان والدتها التي تحدثت بدموعها المنهمرة ك كل مرة ترى بها فلذة كبدها بهذا الرداء الأبيض
ارتمت فوق كتف والدتها لتنهمر دموعها الحبيسة وكأنها لا تجد السبيل لأخراجها سوى بداخلهارفعت وجهها وجففت دموعها سريعا لتتحدث على عجالة وهي تجاور والدتها الجلوس فوق تلك الأريكة الخشبية
طمنينيقابلتي فؤاد
تطلعت للحقائب الموضوعة جانبا وهي تقول بنظرات زائغة لتغيير الموضوع
جبت لك لبس وأكل وشوية فواكه من اللي بتحبيها
تعلم أن والدتها تتهرب من الإجابة لذا سألتها من جديد بنبرة جادة
إتكلمتي مع فؤاد!
تنفست لتنظر أرضا بخيبة أمل وهي تقول
ملحقتشأول ما عرف إني طالبة أقابله خرج لي برة القصر وكلمني بطريقة زي الزفت قدام ال Security وسابني ودخل بعد ما وصاهم يطردوني
لازم تحاولي تاني يا ماما أنا مش هقدر أكمل وأضيع خمس سنين من عمري تاني في السچن
أجابتها بيأس
مش هقدر أروح القصر تاني يا نجلا فؤاد وصى ال Security لو شافوني هناك تاني يطلبوا لي الشرطة ويقدموا بلاغ إني بتهجم عليهم وأول ما روحت اللي إسمها فريال جت لي لحد البيت وهددتني لو مبعدتش عن فؤاد هتلبسني أنا كمان تهمة وتجبني أقعد جنبك
احتدت ملامحها وبلحظة اشتعلت مقلتيها وامتلئت بشرارات الڠضب وهي تصيح بسخط
يعني إيه! هتخافي من كلام اللي إسمها فريال ومش هتحاولي علشانيإنت كمان هتتخلي
عني زيهم
طبعا ما إنت عايشة حياتك بتاكلي وتشربي وتنامي على سريرك المفروش بالحرير ومش حاسة بالچحيم اللي أنا عايشة فيه هنا
نطقت الاخيرة بصړاخ هيستيري وهي تلقي اللوم على والدتها لتهتف الأخرى پغضب شديد
إنت كمان هتتعصبي عليا مش كفاية قلة القيمة اللي شفتها على إيديكبعد ما كان بيضرب لي تعظيم سلام لما بدخل قصر علام زين الدين بقيت بتطرد منه زي المتسولين وكله بسببك
رمقت والدتها بحدة لتقابل فايزة نظراتها بمثيلتها وهي تصيح بعدما فاض بها الكيل
إنت إزاي بجحة قوي كده ومش حاسة باللي وصلتينا ليه مش كفاية إن أبوك ماټ بسببكالراجل متحملش الڤضيحة وماټ بعد دخولك السچن بشهر واحد من حسرته عليك
واستطردت بحسرة
تمسكت بكفيها كطفلة لتقول بتوسل وكأنها لم تستمع لكل ما قيل
أرجوك يا ماما ماتسبنيشروحي ل فؤاد تاني وأترجيهفؤاد بيحبني قولي له إني مستعدة أعمل له أي حاجة يطلبها مني بس يخرجني من هنا
هزت الأم رأسها پألمكم كان قاسېا رؤيتها لابنتها الوحيدة وهي بتلك الحالة المزريةشعورا حقا ممېت وبالغ الألمتنفست لتتحدث بنبرة إنهزامية لإمرأة خسړت كل شيء بدنياها
لتسترسل بتذكير
لولا الصدفة كنتي قضيتي على سمعة عيلته اللي قعدوا يبنوها في سنين
اڼفجرت پبكاء هيستيري لتقول بندم
غلطة يا ماما قولي له غلطة ومش هتتكرر
اتسعت عينيها پحقد لتستطرد بنبرة ساخطة
كله بسبب الشيطان الي إسمه محسن هو اللي خلاني أعمل كده يا ماما
مبقاش ينفع الندم خلاص يا بنتي واهو محسن خد جزائه هو كمان… كلمات نطقتها بإحباط لتسترسل بقلب ېنزف على فقدانه لجميع أحبائه دفعة واحدة
بسببه خسړت أختي الوحيدة بعد ما قاطعتها بسبب اللي حصل لك من ورا إبنها.
قاطع حديثهم دخول الحارسة التي هتفت بحدة
الزيارة انتهت.
وقفت لتتحرك بجانب السجانة وهي تهتف بتوصية
روحي ل فؤاد تاني يا ماما واتكلمي معاهانا لو فضلت هنا أكتر من كدة ممكن أموتمش هقدر أكمل بالشكل ده يا ماما
باتت تصيح بهيستريا إلى أن اختفى صوتها خلف الابواب تحت دموع فايزة وحسرة قلبها على نجلتها الوحيدة التي ضيعت حالها وأبيها بتهورها وانجرافها خلف الشيطانولجت نجلا لداخل الزنزانة لتتحرك بجسد هزيل نحو التخت المخصص لها لتلقي بج سدها فوقه وتتمدد واضعة رأسها فوق الوسادة الصلبة تنفست وعادت بذاكرتها للوراء
إنتبااااااه
عودة لما مضى
اصطحب محسن تلك التي سلمت حالها للشيطان وذهبت بصحبته للشقة التي أملى عليه الرجل عنوانها وكانت شقة خاصة بتخليص الصفقات المشپوهةولجت بجانبه ليستقبلها الرجل بحفاوة جلست واتفقت مع الرجل على جلبها للورقة المطلوبة ليسلمها حقيبة سوداء بداخلها ثلاثة ملايين من الجنيهات المصريةتطلعت على المال بنظرات زائغة وكأنها لم ترى مالا من قبل برغم مستوى والدها الفوق متوسط ومستوى زوجها الملياردير الذي لم يبخل عليها حيث كانت تقتني ثيابها من أفخم الماركات العالمية وتحصل على كل ما تريد من المجوهرات وتقوم بإرسال الفواتير لزوجها ليقوم بتسديدها عن طيب خاطر ابتلعت لعابها وكأنها لم ترى مالا من قبل لتتحدث مستفسرة بنهم
إمتى هاخد الأتنين مليون الباقيين
تبسم الرجل واتكأ للخلف بغرور وهو ېدخن سېجاره بتسلي بعدما رأى جشعها للمال ليجيبها
بمجرد ما رجالتي تستلم الورقة اللي في الملف ونتأكد إنك بدلتيها بورقتنا اللي هتطلع أخويا براءة هتاخدي فلوسك وفوقيهم بوسة
أرفق بكلمته الاخيرة بغمزة وقحة
من عينيه لترمقه بحدة بعد تعديه حدود الأدب معها لتمسك الحقيبة وتهب واقفة وهي تتحدث بامتعاض
انا هسلم الورقة لمحسن وفلوسي توصلي لحد عنديمش هاجي هنا تاني
أوامرك يا مدامأهم حاجة الورقة بتاعتنا توصل للملف بتاع القضية قبل سيادة المستشار ما يمسكه علشان يدرسه
واستطرد متكأ على الكلمة
قبل يا مداممش بعد
ودي تفرق معاك…سؤال وجهته إليه لينطق وهو يميل بعنقه للجهة اليسرى بطريقة متهكمة
إلا تفرقإحنا عاوزينه يشوف المستند اللي على بنائه هيبني قرار الإفراج عن أخويا ويقدمه للمحكمة
واستطرد بتذكير
محسن هيبعت لك صورة الورقة المطلوبة على الواتساب علشان ما تعكيش الدنيا وتجيبي أي ورقة غيرها
أومأت عدة مرات للتأكيد لتتحرك صوب الباب بهرولةتأكد محسن من إبتعادها ليهمس بتملق للرجل
اظن انا كدة عداني العيب ونفذت اللي عليا في الإتفاقناقص إنت كمان تعمل اللي عليك وتديني نصيبي يا باشا
سحب نفسا عميقا من دخان سېجاره لينفثه صوب عينيه وهو يقول
تجيب لي الورقة تاخد باقي فلوس السنيورة وتاخد التلاتة مليون بتوعك
ليستطرد بنبرة ټهديدية
بس خليك فاكر باقي إتفاقنا علشان متزعلشلو اخويا مخرجش براءة هجيبك حتى لو كنت في بلاد الواء واء
ابتلع لعابه ليستكمل الاخر محذرا
لأن ساعتها هتأكد إن الورقة موصلتش للملف في الوقت اللي أنا عاوزة.
متقلقش يا باشا أنا هفهمها على كل حاجة…انتفض على صوت نجلا التي هتفت باستعجال
يلا يا محسن
بعد إذن سعادتك يا باشا…نطقها وهو يعظم لذاك المنفوخ الخارج عن القانون والذي اتخذ من أذية الشباب كمصدر دخلا له حيث اتبع الشيطان وخنق ضميره ليسمح لحاله بالإتجار في المواد المخدرة التي تتلف عقول الشباب وتقضي على مستقبلهم وأعمارهم أيضا.
خرجت بصحبة محسن لتتحدث بشراهة
مينفعش تحطيها في حسابك اللي فؤاد عارفه يا نجلاإنت ناسية إنه حساب مشترك وأكيد هيوصل له إخطار بالمبلغ
فتحت فاهها ليسترسل هو بدهاء
الأضمن تعملي حساب جديد في بنك أجنبي
وافقته الرأي وذهبت بصحبته ووضعت المال وعادت لمنزلها وكأن شيئا لم يكن عاد فؤاد من عمله بنفس الموعد اليومي ليصعد لجناحه ويقوم بأخذ حماما دافيء ويعود من جديد للاسفل بصحبة تلك التي قابلته بحفاوة جلسا سويا بصحبة العائلة وأثناء تبادلهم للاحاديث وقفت ليسألها فؤاد بهدوء
رايحة فين يا حبيبتي
امسكت بجبهتها لتمثل الألم وهي تقول
جالي صداع مفاجيء يا فؤادهطلع أخد له مسكن وانزل علشان أكمل السهرة معاكم
أمسك كفها ليمنعها من التحرك وهو يقول بهدوء
خليك مرتاحة وأنا هبعت أي حد من الشغالين يجيب لك.
تطلعت إليها عصمت لتقول بتطابق مع رأي نجلها
إقعدي إرتاحي والبنات هيجيبوا لك المسكن ويعملوا لك أي عصير فريش
ارتبك داخلها لكنها سرعان ما تماسكت لتنهي تلك المسألة
أنا هطلع بنفسي يا طنط علشان عاوزة أدخل التواليت.
ترك فؤاد كفها لتنسحب سريعا إلى الاعلى باتت تتلفت حولها بارتعاب إلى أن وصلت للحقيبة وفتحتها سريعا لتخرج الملف وتعبث بمحتوياته بيدان مرتعشتاناتسعت عينيها حين وجدت الورقة المطلوبة لتبتسم بسعادة وكأنها عثرت على كنز ثمينبعجالة هرولت لخزانتها لتخرج الورقة البديلة من تحت طيات ملابسها وتضعها بالحقيبة وتغلقها على الفور وتحتفظ بالمستند الأخر بجيب معطف معلق وضعت يدها فوق ص درها لتهديء ضربات قلبها وأنفاسها اللاهثة وكأنها كانت تجري بأقصي سرعة داخل سباق نزلت من جديد وانضمت لجلسة العائلة.
بعد قليل صعد فؤاد وبدأ بفتح حقيبته واخراج الملف وجلس طيلة الليل على دراسته وباليوم التالي سلمت الورقة إلى محسن واستلمت ما تبقى لها وبعد مرور إسبوع كان موعد محاكمة
المتهم وقد حصل على البراءة من المحكمة بناءا على ما تقدم لديها من تحريات وإثباتات تثبت براءة المتهمكانت تجلس داخل النادي تستجم مع صديقاتها اللواتي لاحظن تبذيرها بالمال حتى أنها بدأت بدفع جميع الفواتير الخاصة بخروجتهن بدلا عنهنتفاجأت بمحسن يقف أمامها وهو يقول
إزيك يا نجلا
تطلعت عليه من تحت نظارتها الشمسية لتقول باسترخاء تام
إزيك يا محسن تعالى إقعد معانا
قالت الاخيرة وهي تشير له على إحدى المقاعد ليجيبها باعتراض لطيف
تعالي نقعد على طربيزة تانية عاوزك في موضوع مهم
وقفت وجلست حول طاولة اخرى ليتحدث هو بانتشاء
جايب لك عملية جديدة بس المرة دي المبلغ أكبر
جحظت عينيها لتهتف بحدة غاضبة
إيه الإسلوب الرخيص اللي بتكلمني بيه ده يا محسنإنت ليه محسسني إنك بتكلم تاجرة مخډرات
واستطردت بصرامة
وبعدين إنت بتكلمني على إن خلاص الموضوع بقى شغل بالنسبة لي دي مرة وما صدقت إنها عدت على خير وأكيد مش هكرر المخاطرة دي تاني
أسند ظهره للخلف وأظهر هدوءا لا يعكس غضبه الداخلي من تلك الغبية التي ستفسد عليه وتغلق بوجهه كنز على بابا الذي فتح أمام عينيه ليمد يده ويغرف منه بلا حساب بسبب غبائها ورعبها الشديد
إنت حرة انا بس كنت مستخسر المبلغ الكبير ده يروح لحد غيرك
واستطرد كالشيطان ليسيل لعابها على المال
وزي ما قولت لك قبل كدهالناس دي مبتغلبشوكده كده هيوصلوا للي عاوزينه سواء عن طريقك أو طريقك غيرك
لعب الشيطان بها وأخذت تقلب الفكرة بعقلها لتسأله بتردد
هو المبلغ كام
الضعف… نطقها وهو يشير بكفاه بوجهها لتهتف بعيون جاحظة
عشرة مليون.
مال برأسه بإيجاب لتضغط هي على ش فتها السفلى بأسنانها وعلى عجالة هتفت بشره
أوك موافقة
واستطردت سريعا
بس دي هتكون أخر مرة يا محسن
زي ما تحبي انا تحت أمرك…نطقها بخبث بعدما بات متيقنا انها أصبحت عبدة للمال ولن تستطيع التخلص من شراهة سطوته مهما حاولت مرت الايام وجاء اليوم المتفق عليه وفعلت كالمرة السابقة حيث استغلت غياب زوجها بالأسفل وانشغاله مع عائلته وقامت بتبديل الأوراق المدينة وتلك المرة كانت القضية أصعبحيث كانت قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد باليوم التالي ذهبت مع محسن إلى منزلا هائل بإحدى المناطق الحديثة المصممة على الطراز الإيطالي دخلت واستقبلها مالك المنزل وجلسوا ليتحدثوا وما ان شرعت بتسليمها المستند واستلام المبلغ المتفق عليه حتى انتفض الجميع ړعبا حين اقټحمت رجال الشرطة المكان ليصيح مالك المنزل قائلا بحدة
إنتوا مين وإزاي تقتحموا بيتي بالطريقة دي!
انتفض ج سد نجلا وبات يرتعش ړعبا وهي تمسك بساعد محسن متشبثة به ليتحدث الشرطي وهو يقوم بإشهار ورقة بوجهه
معانا أمر من النيابة بالقبض عليكم وتحريز المستند وشنطة الفلوس
مستند إيه اللي بتتكلم عنه….نطقها لينفي التهمة عنه لتستمع لأخر صوت تريد الأستماع إليه الأن
المستند اللي مراتي المحترمة سرقته من شنطة جوزها وكيل النائب العام وجت لك بكل رخص علشان تقبض الثمن.
عند نطقه لكلماته الاخيرة كان قد وصل ليقابلها الوقوف ينظر لعينيها بجمود واحتقار العالم اجمع تكونت بنظراته لها خرج صوتها مرتعشا وهي تقول بتوسل مدعية الإنكار
أنا مليش علاقة بأي حاجة يا فؤاد أنا اتعمل عليا خطة ودخلوني في اللعبة علشان يشوهوا سمعتك عن طريقي
قالت كلماتها بارتجاف لتستدير تطالع إبن خالتها وهي تلقي بالتهمة عليه
محسن محسن هو اللي عمل كل ده
ظهر التوتر على ملامح الاخر ليهتف وهو ينظر إلى فؤاد بإرتباك
متصدقهاش يا سيادة المستشار دي كذابةالموضوع كله حصل بموافقتها وبمزاجها
واستطرد متنصلا
انا أصلا معرفش أي حاجة دي هي اللي اتصلت عليا وقالت لي إنها عوزاني أروح معاها مشوار مهم
كذاب…نطقتها بصړاخ
ليهتف صاحب البيت محتقرا غباء ذاك الثنائي المنقطع النظير
إنت بتقول إيه إنت وهيهتودونا في داهية الله ېخرب بيوتكم
خرج صوت فؤاد قوي حيث قال
مفيش داعي للإنكار لأنه مش هيفيدكمالعملية كاملة متسجلة صوت وصورة من أول ما المدام سړقت المستند من قلب شنتطي في اوضتيلحد اللحظة الحلوة اللي إحنا متجمعين فيها دي
انتهى من حديثه ليشير بسبابته إلى الاعلى وعيون الجميع معلقه معه باتجاه النجفة المعلقة مرورا بالحوائط وحتى مزهريات الزهور الموضوعة فوق الطاولاتحيث قامت النيابة العامة بإخراج تصريح يسمح بزرع كاميرات صوت وصورة بداخل جناح فؤاد حيت زرعها هو بنفسه لتصوير زوجته لإثبات التهمة وجعلها قضية مكتملة الأركانوتواصلت الشرطة مع أحد العاملين بالمنزل ليقوم بزرع الكاميرات بالمنزل الذي سيتم به التسليم والذي تم معرفته حسبما استمعوه من المكالمة التي تمت بين نجلا ومحسن وهما يتفقان حيث وضعا هاتفهما تحت المراقبة لكشف ملابسات القضية بالكامل
نظرت إليه بذهول ليبتسم إليها بخيبة أمل ويعود بذاكرته لما قبل الثلاثة أسابيعحيث كان يجلس بأحد الكافيهات يحتسي كأسا من العصير الطازچ بعدما شعر لحاجته بتغيير روتينه وقرر الذهاب لذاك الكافيةليقتحم أحد للرجال خلوته حين تحدث قائلا بلباقة
مساء الخير يا سيادة المستشار
رفع بصره يتطلع عليه باستغراب ليسترسل الاخر
ممكن أخد من وقت سعادتك عشر دقايق
سيادة المستشار فؤاد زين الدين ڼار على علم يا باشا…نطقها ثم استطرد
تسمح لي اقعد
أشار له ليجلس الرجل ويتحدث
مش هعطل حضرتك وهدخل في الموضوع على طول
تحمحم ليسترسل
انا عندي قضية خاصة بإبني وهتتقدم لسعادتك الإسبوع الجايوكنت طمعان في كرم معاليك وأي مبلغ هتقول عليه إعتبره وصل لحسابك البنكي
اشتعلت عيونه لتمتليء بشرارات الڠضب وهو يقول بسخط ارعب الرجل
إنت بتقول إيه يا بني أدم إنت إنت بتعرض عليا رشوة!
ليسترسل متعجبا
منين جت لك الجرأة اللي تخليك تقف قدام فؤاد إبن المستشار علام زين الدين وبكل وقاحة تعرض عليه رشوة… نطقها بعيون تطلق اسهمة ڼارية ليهتف الرجل مرتبكا
حقك عليا يا باشا انا والله جيت لك بعد الكلام اللي سمعته مراتي من واحدة صاحبتها.
ضيق فؤاد بين حاجبيه لينتبه جهاز الرادار لديه ملتقطا تلك الكلمات التي بالطبع لن يمررها مرور الكرام ويدع الڠضب يتملك منهتحدث بنبرة ثابتة وعينين كصقر جريح
وياترى إيه بقى اللي سمعته مراتك من صاحبتها وخلاك تتجرأ وتيجي لحد عندي
ابتلع الرجل ريقه ليسترسل فؤاد ما جعل الرجل ينتفض
ارتجفت أوصال الرجل وبدأ يخبره بأن صديقة زوجته أتت إليها كي تواسيها حيث تم القبض على نجلها بقضية حيازة قطعة كبيرة من مخدر الحشېش واثناء تبادلهما للحديث اخبرتها صديقتها ان زوجها قد عثر على أحد وكلاء النيابة بنفس الدائرة يقوم بأخذ مبلغا من المال مقابل إتلاف الدلائل واعطتها اسمهكان يستمع للرجل وكل ذرة بج سده تحترق
قام بټهديد الرجل إذا علم احدا بما دار بينهما فسوف يقوم بتقديم بلاغ رسمي يتهمه بتضليل العدالة وعرض رشوة على موظف عاموطلب منه السرية التامة للإيقاع بهولاء الخارجين عن القانون الذين يحاولون بزج إسمه لتشوية صورته كرجل قانون لديه من النزاهة ما يكفي للحصول على وسام الشرفوقد عاهده الرجل على غموض تلك القصة بالفعل اتفق مع فريق البحث الخاص به وبدأوا بمراقبة
الرجل الذي حصل على اسمه من ذاك الشخصقاموا بمراقبة هواتفه وتتبع الشخص ذاته وجميع أفراد أسرته وأثناء مراقبتهم وجدوه يتردد على شقة علموا من التحريات انها خاصة بتخليصه لاعماله المخالفة للقانون فامرهم فؤاد بالعثور على الكاميرات الخاصة بالبناية المتواجد بها الشقة وأيضا الكاميرات الخاصة بالمحال المحاطة بالبناية ومراجعة أخر أربعة أسابيع حيث موعد قضية شقيقه حينها بالفعل عثر الفريق على تلك التسجيلات وأثناء مراجعته للتسجيلات ذهل حينما وجد زوجته تدخل البناية بصحبة محسن إبن خالتها وبعد حوالي النصف ساعة كانت تخرج وهي تحمل بكلتا يداها حقيبة سوداء لاول مرة يراها
تشتت ذهنه ولم يعد يستوعب ما رأته عينيه ليتجاوز الصدمة سريعا فليس هذا الوقت المناسب للإنهيارفالأولى إنقاذ سمعته وسمعة عائلته وبعد ذلك سيجلس مع حاله ويحاسبها على تقصيرها ومنحها الثقة لغير المستحقتتبع اسمها بالبنوك حتى وصل لحساب خفي بأحد البنوك الأجنبية وبه مبلغا من المال وقد علم ان أصل المبلغ الذي قامت بإيداعه خمسة ملايينعلى الفور اتجه لوالده وسرد عليه ما حدث ليصطحبه وذهبا للنائب العام وأطلعاه على القصة من جميع الجوانب وقد أمر النائب العام بتشديد المراقبة على نجلا والمدعو محسن للإيقاع بهما وتم زرع كاميرات بالجناح الخاص ب فؤاد بعدما قام بتفتيش خزانتها وعثر على صورة لسونار كانت قد قامت به للتأكد من الحمل وكيفية التخلص منه ومن سوء حظها غفلت عن التخلص من تلك الورقة ليعثر عليها
فقط الذهول هو من سيطر عليهلم يستطع عقله استيعاب أن من اختارها من بين كل نساء الدنيا ليسلمها قلبه واسمه واسم عائلته هي من طعنته وبدون رحمةالأسم الذي بذل أباه الغالي والنفيس وعاش بشرف ونزاهة لبناءه طيلة سنواته التي قضاها في خدمة الوطن وهيئة القضاء متأملا أن يتوارثه نجله ومن بعده أحفاده التي الحية الرقطاء ليكتشف بالنهاية أنه رجلا تم تغفيله على يد إمرأة وإيه إمرأة يا سادةإمرأته التي كان يغفو بجانبها معطيا لها كل الأمان
عودة للوقت الحالي
رمقها بنظرة يملؤها الإشمئزاز لينزل على وجنتها بصڤعة جعلت من شعرها يتبعثر ليهتف بنبرة حادة
دي علشان خېانتك لأمانة شغلي
رفعت وجهها تتطلع عليه بذهول ليباغتها بأخرى أقوى وهو يردد بنبرة يملؤها القهر
جحظت عينيها بحيرةكيف علم بأمر الجنينليصفعها من جديد قائلا
ودي علشان تلويثك لإسم عيلتي اللي عمرك ما كنت جديرة بيه
أمسك شعرها وجذبها مقربا وجهها له ليسترسل بفحيحا يشبه الأفعى الغاضبة
وإدعي لأسم أبويا لأن لولا إني خفت عليه ل يتلوث كنت لبستك قضية ژنا مع الرجالة اللي بتدخلي شققهم يا
على ذكر قتل إبني صحيح الدكتور الژبالة اللي ساعدك إنك تتخلصي من عار حملك في طفل من عيلة الزين
هدي نفسك يا باشا سيبها للقانون وهو هيربيها
حاجة
أخيرة بعد إذنك…نطقها فؤاد ليبتعد الشرطي ليسترسل الاخر وهو يرمقها بعينين تنطق بجميع عبارات السب والاحتقار
قبل ما تتحركي خطوة واحدة لطريقك للسجنلازم انضف إسمي وإسم عيلتي
٠ليسترسل بقوة
إنت طالق.
تساقطت الدموع من عينيها بغزارة لتدوي صرخاتها بالمكان بعدما اصيبت بنوبة هلع هستيرية وهي ترى رجال الأمن يصطحبوها للزج بها داخل السچن
ما تخليهمش ياخدوني يا فؤاد أرجوك سامحني وأنا هعيش خدامة تحت رجليك هخلف لك الولد اللي نفسك فيه والله هبطل الحبوب وهجيب لك البيبي اللي بتحلم بيه فؤاااااااد
صړخت بها پجنون وهي تتشبث بذاك الباب الحديدي في مقاومة منها لعدم الخروج
انتهت التحقيقات وجاء موعد المحاكمة التي زلزلت أركان المحكمة وكتب هذا اليوم بتاريخ المحاكمات ووصفه بعض المهتمين بالشأن بالاكثر تأثيرا حيث وقف فؤاد كالاسد الجريح يشهد على كل ما اقترفته تلك المچرمة بحقه وحق عائلته من جرائم وأفعال تقشعر لها الأبدان وكل هذا مثبت بالصوت والصورة مما جعل القاضي ينطق بالحكم عليها بالسجن المشدد لمدة سبعة أعوام مع الشغل والنفاذ
عودة للحاضر
انتفضت جميع السجينات على أثر تلك التي صړخت بعزم ما بصوتها وهي تصيح ودموع الندم تسيل كشلال فوق وجنتيها
فؤاااااااد
قالتها بصړاخ هيستيري لتنتفض من فراشها وتهرول لباب الحجز ممسكة بالسياج الحديدي وهي تصرخ بكامل صوتها
تعالى خرجني من هنا يا فؤادوالله ما هزعلك تاني أنا خلاص إتعلمت الدرس ومش هزعلك تاني فؤاااااااد
ماتتلمي يا بت في ليلة أمك السودة دي هو أحنا مش هنخلص من جنان اهلك ده يخربيتك على بيت فؤاد في
وقفت أمام خزانة ملابسها لتنتقي ثوبا يليق بوقارها الذي اتخذته دربا ونجحت بفرضه على الجميع عاشت بمدينة لم تكن يوما بمدينتها وإناسا لم يشبهونها بشييء ومع هذا لم يستطع أحدا تخطي حدود الأدب أو اللباقة معهاتبسمت حين وقعت عينيها على تلك البدلة النسائية الكلاسيكية المكونة من بنطال وبليزر ابتسمت وشرعت بارتدائها لتقف تتطلع على انعكاسها بالمرأة لتنبهر بجمالها الساحر فقد منحتها البذلة إطلالة عصرية جذابة لتبدو أنيقة للغاية وبالاخص ذاك اللون القرمذي الذي اضفى على لون بشرتها الفاتحة لتضوي وتشع نوراوضعت بعض الرتوش من مساحيق التجميل الخفيفة لتبدو أكثر سحرا وإشراقاحملت حقيبة يدها وخرجت من الحجرة لتجد والدها يجلس بجوار صغيرها وهما يشاهدان فيلما للرسوم المتحركة لتفاجيء بعزة خارجة
خديني معاك هروح أزور شهيرة وابقي عدي عليا وإنت راجعة
ابتسمت حين تأكدت أن تلك الخلوق لم ترد الجلوس بمفردها مع رجلا غريب بنفس المكان لذا قررت الذهاب لصديقتها الماكثة بنفس الشارع والتي تعرفت عليها من خلال زياراتهما للمتجر لشراء احتياجات المنزلهزت رأسها لتلتفت لوالدها وهي تقول
أنا خارجة يا باباهروح المشوار اللي قولت لك عليه وإن شاء الله مش هتأخر
أومأ لها بابتسامة واجاب
ربنا معاك ويجعله في ميزان حسناتك يا بنتي
مش عاوز حاجة أجيبها لك معايا يا حبيبي…نطقتها بعينين تشعان حنانا ليجيبها بقلب يرتجف من فيض حنان عيناها
هو أنت مخلياني عاوز حاجة من ساعة ما جيت يا بنتي
تبسمت له وتحركت لتستق سيارتها بطريقها للعنوان
وصل فؤاد إلى الفندق قبل الموعد بعشرة دقائق ليكون باستقبالهمدخل بهيبة تدعو كل من يراه للإنبهاركانت طلته ملفتة للنظر للغاية حيث كان يرتدي بذلة مودرن بليزر من اللون الأسود وقميصا لونه بينك هاديء
وبنطال من الچينز الأزرق مما أعطاه مظهرا عصريا وقلل من سنوات عمره فمن يراه لا يعطيه ثلاثون عاما على الأكثر تحرك للمكان الذي احتجزه مسبقا وجلس بكل وقار واضعا ساقا فوق الاخرى وبدون وعيا منه إلى أن رأها وهى تدخل من البابتوسع بؤبؤ عينيه حين رأها بكل تلك الإنوثة كم كانت رائعة جذابةلم تدم انتشائت روحه التي شملته لكثير حين انقلب الحال من سعادة وانتشاء ل تعجب وهو ينظر عليها بجبين مقطب وعلى ذاك المجاور لها والذي كان يتحدث إليها بتودد تقابله هي بابتسامة هادئةوقف عند العاملة التي كانت تستقبل الوافدين لتخلع عنه معطفه ويبادر هو بالتحرك ليشعر فؤاد باشتعال اقتحم اوردته بل وجسده بالكامل حين لمح أحمد وهو يقف خلفها مباشرة ليخلع عنها معطفها ويسلمه للعاملة التي اصطحبته هو ومعطفه وتحركت لمقر تعليقهما حسب بروتوكول المكان
مازاد من حدة اشتعاله هو إبتسامتها الساحرة التي اهدته بها ليبادلها الاخر باخرى مثيلتها ويشير لها لتتحرك للامام وبالفعل تحركت ليجاورها الدخول إلى أن وصلا للمكان الذي حجزه فؤاد وأصر تحمل جميع بجلسة للملوكوقف لاستقبالهما حين اقتربا عليه لتقع عينيها على هيأته لينتفض داخلها فقد كانت طلته مبهرة وساحرة تسر الناظرين إليهلم يكن حاله بأفضل منها فقد أسرت روحه بمظهرها الساحر وذاك اللون القرمذي الذي يراه عليها لأول مرة فمنذ أن رأها وهي تتشح بالسواد
أقبل عليه أحمد وبسط ذراعه للمصافحة وتحدث بنبرة هادئة
مساء الخير يا جناب المستشار
بادله السلام لتتحدث هي دون المصافحة مما أثار حفيظته
إزي حضرتك يا أفندم
تمام الحمدلله…نطقها باقتضاب ووجه مبهم مما دعى لتعجبها لكنها سرعان ما نفضت عنها ذاك الشعور عندما أشار لهما بالجلوس ليبادر بسؤال ل أحمد
هو أيمن بيه مجاش معاكم ليه!
تحمحم أحمد ليجيبه وهو يعتدل بجلسته
الباشا جاي في الطريق دقايق وهيبقى هنا
تعجب ليسأله من جديد وهو يتناقل ببصره بينهما
هو أنتوا جايين مع بعض
تعجبت سؤاله المتطفل ليجيبه أحمد بهدوء طمأن قلب الاخر
أنا جاي من المستشفى على هنا على طول لأن كان عندي عملية مهمة
ثم طالع الاخرى وأجابه مشيرا بكفه صوبها
وإتقابلنا انا وإيثار برة عند مدخل الفندق
أومأ برأسه ليسألهما بلباقة
تحبوا تشربوا حاجة
خرج صوتها متزنا وهي تقول
خلينا لما الكل يوصل أفضل
اكتفى بهزة من رأسه ليسألهما من جديد
بفكر أخليهم يجهزوا لنا عشاإيه رأيكم
قال أحمد بتسرع
انا عن نفسي مابتعشاش غير مع مراتيلأنها بتستناني واليوم اللي باكل فيه بره لايمكن تدوق الاكل
ربنا يخليكم لبعضمدام سالي مفيش أطيب منها
لتستطرد هي الاخرى معتذرة
أنا كمان مابتعشاش غير مع إبني
اومأ لهما ثم وقف ثلاثتهم لاستقبال أيمنالذي ولج للتو وتلاه صلاح الذي حضر بصحبة نجله هيثمتحدث فؤاد بوقار حيث بدأ حديثه مستشهدا ببعض الأيات القرأنية عن فضل التسامح والعفو ونشرهما بالمجتمع وبات يتحدث بطريقة سلسة جعلت الجميع منصتون له بتمعنوقد تصافا الطرفين وتواعدا ألا يعودا أحدهما لاخلال الوعد واخبرهما فؤاد أن عليهما الذهاب لمبنى النيابة غدا لإتمام المصالحة من خلال محضر رسمي مثبت به بنود المصالحة ووضع كلا منهما إمضته عليه للتأكيدوبعدها اقترح أيمن على صلاح بأن يتشاركا بمشروع جديد يطلقاه معا لتوطيد العلاقة اكثروافق صلاح مرحبا ليتحدث
أيمن موجها حديثه للجميع
على بركة اللهوإن شاء الله هعمل حفلة كبيرة الإسبوع ده وهنعلن فيها عن إطلاق المشروع علشان السوق كله يعرف إن المشاكل اللي بينا إنتهت
هتهدي الدنيا وتوقف إستغلال المنافسين ليكم للموقف واللي كانوا بيحاولوا يولعوا الدنيا بينكم علشان مصالحهم الشخصية
كانت تستمع إليه بعيون منبهرة بذكائه الحاد وشخصيته المسيطرة التي طغت لتجعل كل الحضور صامتون ينصتون إليه وكأنه ألقى بتعويذة سحرية على الجميعتطلعت لعينيه بانجذاب وكأنها مسلوبة الإرادة أمام بحر عينيه لتقول بإثناء
بصراحة أنا مبهورة باللي حضرتك عملته يا سيادة المستشار
ابتسم لها بهدوء وشكرها
إنتهى الإجتماع وتحرك الجميع متجهين صوب الجراچ الخاص بالفندق استعدادا للتحرك بسياراتهم كل لوجهتهوقفت بجانب سيارتها وهمت بفتح الباب لكنها توقفت حين استمعت لصوته وهو يسألها
هتيجي الحفلة
التفتت إليه لتجيبه بصوت هاديء
أكيدأي حفلة خاصة بالشركة أنا اللي برتبهاومن الطبيعي أكون موجودة علشان أشرف على كل حاجة بنفسي
هشوفك هناك…نطقها بعينين ساحرتين لتجيبه بصوت متأثرا بشعاع عينيه
إن شاء الله
تحرك بطريقه لسيارته لتستقل هي مقعدها استعدادا لانطلاقها ليباغتها بعدما أدخل رأسه من نافذة السيارة
انتهى من كلماته الساحرة ليغمز لها بعينيه بطريقه أذابت قلبها وجعلت قشعريرة لذيذة تسري بجسدها بالكامل قبل أن يبتعد ليستقل سيارته منطلقا بعدما لوح لها بكف يده يالله ماذا فعل بهالقد ألقي بتعويذة سحره الخاصة عليها وانطلق تاركا إياها غارقة بسحره الذي لا يقاوم رحل هو بينما رائحة عطره المميز ظلت لتحتويها وتنقلها لعالم أخر جديدا عليهااستفاقت بعدما استمعت لصوت رجل الامن وهو يسألها باهتمام
إنت كويسة يا هانم
هااا… نطقتها ببلاهة لتسترسل بعدما وعت على حالها وبدأت تدير محرك السيارة
معلش اصلي سرحت شوية
انطلقت بسيارتها لتقودها بقلب هائم وعينيه الساحرة لم تتركها لتراها تحوم حولها بجميع الزوايا وكأنها تحاصرهاتعالت ضربات قلبها المندفعة حتى أنها كانت تستمع إليها لتتنهد بانتشاء وحالة من الوله تسيطر على كل ذرة بكيانها.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنا لها شمس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى