رواية أسرار البيوت الفصل الرابع عشر 14 بقلم رانيا صلاح
رواية أسرار البيوت الفصل الرابع عشر 14 بقلم رانيا صلاح |
رواية أسرار البيوت الفصل الرابع عشر 14 بقلم رانيا صلاح
فُــقـــدان
“بين الموت والحياه شعور وليس نبضه..”
إحتلت الشمس كبد السماء رغم برودة الأجواء مزيج من الدفء والعواصف،لتختفي الشمس رويداً مع زيادة العواصف مُعلنه عن أمطار غزيرة..
“المسجد”
-كان مُحمد لتو قد أنهى ركعتين لوجه الله، ركعتين كان يغتسل بهما من ذنوب قلبه وآثام روحه.. كان يبكي بهما كما لم يبكي من قبل، شعر لوهله بإرتعاش قلبه داخل أضلعه.. جلس بصمت تام ينظر للفراغ وكل ذره بجسده تهتز…
-كان الشيخ صالح يُراقب جيداً كل همسه تصدر منه، وعندما رأي أنه قد أنهى صلاته لتو توجه إليه :هل أنت بخير بني؟
-ظهر الضياع والتردد على صفاحات وجهه، ليُجيب بنبره خاويه :مش عارف.
-صالح :دعها تسير كما قدر الله لها، هكذا تُريح عناء قلبك الملكوم.
-محمد :تفتكر ربنا هيسامحني.
– إبتسم صالح حتى بانت نواجزه : قال الله في كتابه {وهو الغفور الرحيم} لا تقنط من رحمة الله فتكن من الخاسرين.
-محمد :أنا ضعت ياشيخنا وهنا إبتسم بسخريه كل حاجه في لحظة ضاعت، أو إتكشفت على حقيقتها أنا… وحينها لم تستطع عيناه الصمود ليبكي..
-ربت صالح علي كتف محمد : هون عليك بني، جميعنا نُخطء، وخير الخطائين التوابين.
-حاول مُحمد الصمود رغم إهتزاز جسده :لكن، أنا زنيت ياشيخ ربنا عاقبني في أختي وإحنا عقاب والدي… وبتعلثم هو مات في فراش..
-صالح :جميعُناً خُلقنا لنُكفر عن الخطايا ربما صدرت منا أو من أحبتنا، حاشا لله أن يظلمُنا – لكنها-ديون أحبتنا، وإختبار قوتنا وإيماننا به..
-ظهر شبح خافت لإبتسامه مريره على وجهه:ساعديني ياشيخنا.
-صالح: إبداء بدينك بني وأحضر حلقات العلم ستجد ضالتك.
-كاد محمد أن يُجيب ليصدع هاتفه برنين، وبإعتذار موجه لشيخ صالح:بعد إذنك… الو.
–“الشارع”
معاذ بإبتسامه ودوده :متقلقيش يا طنط.
بسمه: ربنا يستر… وقطع حديثهم رنين هاتف معاذ.
ألقي معاذ نظره إلى الهاتف :دا شريف.. شريف.
شريف:كنت فين يامعاذ؟.. بقالي ساعه بتضل وتليفونك خارج التغطيه.
معاذ:خير في ايه.
شريف :تقرير الطب الشرعي طلع والمفروض تخلص الإجرات مع قريبك دا.
معاذ:طيب ماشي، شريف هبعتلك رقم تليفون وعاوز كل البيانات عنوا.
شريف :طيب.
معاذ:روحي إنتي ياطنط وأنا هتصرف.
بسمه :طيب.
–“شقة صبري”
-كانت زينب تنظر للمكان بقلق وقلبها لا يتوقف عن الإرتعاش بداخلها، عيناها تدور بكل شيء حولها.. لتلتقط أذنها صوت إنفتاح الباب ف تتحرك مُهروله :خير يامحمد.
كان محمد كالجماد عدا أنفاسه اللاهثه :ماما.. ليغلق فمه من جديد فلا يعرف كيف سينقل لهم الخبر..
زينب بترقب :محمد.
إقترب محمد من والدته وقبل رأسها :ماما.
زينب :أبوك جرالوا أيه يامحمد.
محمد :البقاء لله.
زينب صدمه شلت أطرافها وبتعلثم وعدم تصديق :بتقول أيه؟
محمد:أنا كنت في القسم الصبح وهو مات مقتول.
زينب أطلقت حنجرتها صرخه مدويه :ااااااااااااااه.
محمد :ماما إهدي.
زينب :بكت كما لم تبكي من قبل.. ليقطع بُكاءها إنفتاح باب الغرفه وإطلاق جمله ناريه جعلتها تبتلع المُتبقي من البكاء بمراره.
خرجت سهيله من الغرفه بجمود فور إنطلاق صيحة والدتها :قول لماما… وبسخريه بابا مات إزاي…
محمد بنبره زاجره :سهيله.
سهيله لم تُبالي :بتبرقلي ليه ، قولها الراجل الي عايشين معاها بتاع ربنا مات ازاي… قولها كل حاجه غلط وعيب وهو….
محمد تحرك بإنفعال إتجاهها:قولتلك إسكتي.
سهيله :لا مش هسكت، هسكت على إيه ولا إيه يا أخويا… ولا إنت كمان… إنت متفرقش عنوا بس للأسف صدمتك جت متأخره.. جوزك ياماما مات مقتول في فراش ست تانيه… مات وهو بينصح بالحلال والحرام ونسي الحلال والحرام في أهل بيتو…
زينب بصدمه :إنتي بتقولي ايه؟..أبوكي مممميعملش كده.
سهيله :إفتحي الشباك وهتعرفي عمل أيه.. لتسقط زينب فاقده للوعي… لينطلق على أثرها صوت سهيله، وفزع محمد..
–“شقة قاسم”
-كان قاسم يفتح باب البيت بوخزه في صدره، سرعان ما دارت عيناه على أرجاء البيت بداخله شعور بالقلق يتزايد.. سرعان ما إلتقطت أُذنه صوت همهمات مُتئلمه ليهرول بإتجاها لايتوقف گـ.. الجماد فور رؤية إبنته مُلقاه أرضاً والدماء تُحيط بها گـ.. بركه من الدماء.. تحركت عيناه بصدمه وجسده لا يُسعفه.. وعقله توقف عن التفكير.. ليسقط أرضاً بجوار إبنته يستمع لنبضها الخافت.. لتنتلطق صيحه تشق الجدران عادت إليه صوابه.. ليضع يديه أسفل جسدها؛ كي يحملها مُنطلقاً إلى المستشفى..
-بسمه توقفت على بوابه العماره بصدمه إبنتها تنزف بغزاره، وزوجها كالتائه.. وهي توقفت أنفاسها بداخلها من الخوف..
-“عيادة ديما”
-طرقات خافته على باب مكتبها إنتشلتها من شرودها، لتتسع إبتسامتها فور رؤيته.
-سيف :عندي كشف يا برنسيسة.
إتسعت إبتسامه ديما وتركت مكتبها؛ كي تحتضن إبنها بشده :فين تمن الكشف؟.
إتسعت إبتسامة سيف :كشف وتمن… الباب من فين؟.. دقائق وكانت الإبتسامه تعلوا كلاهما.
إبتعدت ديما عن أحضان إبنها وتحركت ويدها مُتشبثه بيده :عامل إيه ياحبيبي؟.
سيف :الحمد لله، ممكن أعرف البرنسيسة زعلانه مني ليه؟
ديما :تعالي نقعد الأول وتحركت بإتجاه الأريكه..
جلس سيف وهو يتسئال: ماما إنتي كويسه.
ديما بإبتسامه مُشرقه :ايوه… مرتاح مع عمتك.
سيف :عمتو نرمين طيبه وديما لوحدها.
ديما :ممممممم، وبعبوس طفولي.. كده أنت جاي بقا عشانها.
سيف قهقه بإستمتاع :بصراحه.
إتسعت إبتسامة ديما على صوت ضحكاتات ولدها :لا… المهم سيبك من دا كلوا.. هتعمل إيه في شغلك.
سيف :كل حاجه تمام، والبوص مظبط كل حاجه.
ديما :إبقى ديما إسئل على خالد أنت عارف بيحبك إزاي.
سيف :اوبا البوص شكلوا زعلان مني.
ديما :بالعكس اخر مره كملتوا كان كويس، بس إنت عارف معزتك عندوا خلي بالك.
سيف :ماما إنتي ليه متجوزتيش البوص.
ديما :سيف.
سيف:ماما أنا كبرت وخالد باين أوي أنوا بيحبك.
ديما أخذت أنفاسها بقوه :خالد قريبي وبس بحبوا وأحترموا كأخ، عارفه أنوا بيحبني بس غصب عني القلوب ملهاش سلطان لا بتختار الي بتحبهم ولا الي بيحبونا… عمتك كويسه ورد فعلها عامل ازاي.
سيف علم والدته لن تبوح بأكثر من هذا :كويسه بس ديماً ساكته، عيناها مطفيه.. مبتحبش حد يقرب منها أكتر من أنو يسلم بالأيد.
ديما :أنا لازم أشوفها حاول تعزمها بره وأبقى عرفني الميعاد.
سيف :تعالي البيت، بابا مش هينزل قبل شهر.
ديما بدون تفكير:لا يا سيف..
–“شقة عاصم”
-كانت إيمان تبحث بقلق على مازن، إلي أن قررت التوجه لغرفة حمزه.. لتشهق بصدمه فور رؤية مازن.. وبصياح.. مازن.
-كان مازن أحدث فوضى عارمه بالغرفه، وكان يمسك كيس يحتوي على مسحوق أبيض..
تركض إيمان بإتجاه مازن وجثت على ركبتيها بجواره :إيه دا يا مازن.
مازن :سسسكر…وكاد أن يضع أصبعه في فمه.
إيمان :هات الكيس دا ياحبيبي وأنا هجيبلك سكر من جوه.
مازن ببكاء:عاااااا، ماز يعوز سسسكر.
إيمان :مازن ياحبيبي السكر دا في نمل بص، تعالي هجبلك سكر حلو من جوه وحاجات حلوه كتير.
إقترب مازن من والدته وألقى بكامل جسده بين زراعيها :ماز يييحب مان.
تحمل إيمان مازن وتتحرك للخروج من الغرفه وتحمل الكيس بيدها، لا تُريد أن تُصدق ذهنها بمحتوي تلك الماده إبنها يتسرب من بين يدها وهي كالبلهاء لا تفعل شئ أي منطق هذا تنتظر أن تُحدث إبنها عنه…لتلتقط يدها الهاتف وبنفاذ صبر :الو.
حمزه:ايوه ياماما.
إيمان :نص ساعه وتكون قدامي فاهم.
حمزه :ماما أنا في الجامعه.
إيمان بنبره لا تحمل النقاش :حمزه نص ساعه مفهوم وأغلقت الهاتف دون إنتظار رد..
–“المستشفى”
كان قد تم نقل كلاً من كرمه، زينب إلى نفس المستشفى، حاله من التوتر والقلق تسود المكان..
-أمام غرفه العنايه المركزه كانت سهيله تنظر بخوف وقلق، قلبها يخفق بشده وعيناها لا تتوقف عن البكاء، نشيج جسدها يتزايد كانت تُراقب من خلف الزجاج والدتها وهي موصله بالعديد من الأسلاك والأجهزه، حركه الغرفه تتزايد وجسد والدتها لا يستجيب منذ ساعه والغرفه مُغلقه عليهم والدتها مُستسلمه تماماً لرحيل، لا أحد يخرج من الغرفه يُجيب عليها فقط نظره مُشفقه على حالهم والدخول من جديد…. لتجحظ عيناها فور إنتفاض جسد والدتها أثر الصدمه الكهربي… لتمر دقيقتان دون إستجابه.. عيناها تكاد تلتهم الزجاج الفاصل؛ كي تقترب من والدتها… ليصدع صوت جهاز الإنذار بإستقامه النبض وسكون الجسد، حينها يتخاذل كتف الأطباء… لتقف حنجرتها عن الإستجابه فلا تقوي علي شيء سوي دموع زائده وقلب يكاد يتمزق…
-كان محمد يُراقب بهدواء رغم بركان قلبه النازف، سكن جسد والدته سكن ذالك الجسد الطاهر دون إبتسامه تُذكر ، لو يعود الزمن يوماً كان سيلتصق بها گـ.. العلكه،، أصاب الجمود ملامحه رغم نيران داخله المُشتعله، رأي إنهيار أخته ليهرول إليها قبل أن تخذلها قدمها…
-سهيله تشعر بيد أحدهم تضع على كتفها، لتنظر بأعين زائغه لا ترى سوي الضباب، ويخرج صوتها خافت من بكاءها المُستمر :م.. ماااا.. مااا.. وحينها تنتطلق صرخه… ماما… ماما يامحمد أنا السبب.. هي… لتسقط مُغشيه عليها وسط ذراعيه..
-كاد قلب محمد أن يتوقف نكائب الدهر آتت مُجمعه، ليصيح بعنف حد يساعدني… لتمر دقائق ويأتي طاقم التمريض ليحمل أخته على ذالك السرير المُتنقل مُتوارياً خلف إحدي الأبواب… كان قلبه سيخرج من موضعه،، رباااااه قلبه ينزف، لا بل يشتعل گ.. بركان خامد على وشك الإنفجار….
-وبالجانب الأخر في نفس الوقت.
-كان قاسم ينظر لباب غرفه العمليات بوجل وعقله يضع أبشع النهايات، وعيناه لا ترى سوي دماء إبنته لتسقط عيناه على يده ليجد راحتيه حمراء والدماء مُتجمده… حينها تفر دمعه هاربه من عينيه لتضع رؤيه أُخري بداية من مولدها مروراً… أول يوم أطلقت ضحكتها… أول مره تعثرت بخطواها
تابع(14)
-لم يختلف حال بسمه كثيراً عن زوجها-لكنها-تخشي الإنهيار تنهر عقلها علي تلك النهايه التي يرسمها بجداره،، تتحامل على وجيب قلبها ولسانها لا ينفك عن الدعاء.. تباً ليّ أنا من تركتها وسط غيٰبت جُب الحياه دون مُرشد إكتفيت… لبتسم بسخريه.. كانت تُقسم بداخلها أن تكن خير أم لإبنتها.. كانت تضع الأقسام على إسعادها لا تُريدها أن تمر بما مرت به.. لتكتشف أنها نست أن تُعلمها… لتبتلع آصوات عقلها من إنفتاح باب الغرفه..
-يهرول كلاهما إلى الطبيب، وحالهم يُرثي له… قاسم :خير يادكتور.
الطبيب بعمليه :الحاله كويسه فقدت دم كتير وخيطنالها الجرح ، كلها كام ساعه وتبقى كويسه… عن إذنكم.
-يجلس كل منهما بإرتياح نسبي إبنتها لا تزال بخير… لك الحمد يا الله..
–“شقة إسماعيل”
-كانت تتحرك بحذر شديد فذالك المكان لا تعرف به شيء، كانت تصتدم تاره، وتسقط تاره، وتتألم دوماً من ألم جسدها.. تسبقها يدها لتتحسس موضع الأشياء وقفت في المطبخ بعدما أسقطت بعض الأشياء أرضاً، ظلت تدور حول نفسها ليصدع صوت..
-بنبره مُزمجره :نص ساعه والأكل يكون جاهز.
-حركت تسنيم رأسها دون أن تقوي علي الرد، تخشيء بطشه.. لتمر دقائق وتبداء برسم معالم المكان بذهنها وهي تنتقل من الثلاجه إلى الخزانه تجرح أصابه تاره، وتسقط الأواني تاره، وهي لا تكف عن العمل تخشيء أن تخفق فتنال حظاً وفيراً من الكدمات فقد أمنت أن لا مكان لها حيال ذالك بعدما خذلها والديها أمس…كانت قد أنهت الطعام وبدأت في وضعه على المائد لتتحرك بحذر تُناديه :الأكل جاهز
-إسماعيل بصياح :ساعه بتعملي أكل، ومر بجوارها إتجاه المطبخ وتذمر من الطعام.. تسنيييييييم.
-تتحرك مُسرعه لتُجيب :ايوه.
إسماعيل :إيه القرف دا في حد يحط السكر مكان الملح.
تسنيم :انا أسفه.
إسماعيل رفع الطبق وسكبه في وجهها…
تسنيم نزلت دموعها كالأمطار وأرتعد جسدها من سخونه الطبق..
إسماعيل مر بجوارها :أبوكي مات.