رواية حبه عنيف الفصل الرابع عشر 14 بقلم ضي القمر
رواية حبه عنيف الفصل الرابع عشر 14 بقلم ضي القمر |
رواية حبه عنيف الفصل الرابع عشر 14 بقلم ضي القمر
إللي قدرت أعرفه إنهم حجزينه في المستشفى بتاعت ضرغام و رافضين يطلعوه مع إن حالته بقت كويسة.
قالها سليم لياسمين التي يحادثها عبر الهاتف بينما هو يجلس خلف مكتبه بالشركة.
أتاه صوتها القلق و قد اختنقت بذنبها:
– يعني إية؟…هو ناوي يعمل فيه إية؟
أجابها بحيرة:
– معرفش…ضرغام مبقاش يقولي حاجة في أي حاجة تخصك علشان عارف إني ضده في الموضوع دا…أنا عرفت المعلومات دي من المستشفى..هم عارفين إني صاحب ضرغام علشان كدا لما سألت قالولي على طول.
ثم أكمل بعد أن تنهد بعمق:
– على العموم أنا هحاول أعرف هو ناوي على إية و هبلغك على طول.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
– خليه يدخل.
قالها ضرغام الجالس خلف مكتبه بمنزله للخادمة حتى تسمح لحسان بالدخول.
دلف إلى الغرفة بهيئته الجامدة خاصة ملامح وجهه المتخشبة.
نظر إليه ضرغام بتمعن و قد أدرك أن هناك شئ ما قد أزعجه و رغم أن ملامحه جامدة لا تدل على شئ و لكن ضرغام بات يحفظ حسان عن ظهر قلب.
– خير يا حسان؟
– سليم بيه…راح المستشفى إنهاردة الصبح و سأل على عصام…طبعًا هم في المستشفى عارفينه كويس فإدوله المعلومات عادي.
صمت ضرغام قليلًا ثم قال:
– إعرفلي مين إللي بلغ سليم بموضوع عصام دا.
قال حسان سريعًا:
– مش حد من رجالتي.
تطلع إليه ضرغام بحدة قائلًا:
– متبقاش واثق أوي.
أجابه حسان بإصرار:
– لا المرة دي أنا واثق…محدش فيهم هيتجرأ يعمل كدا بعد إللي حصل في عصام…أنا منبه عليهم كويس ميجبوش سيرة لحد.
لو لم يكن أحد من رجال حسان ولا حسان نفسه ولا هو فحتمًا من أبلغ سليم قد تكون أمه أو صفية أو…أو ياسمين.
– روح على شغلك دلوقتي يا حسان.
قالها بهدوء و هو يساوره الشك حول ياسمين فقد بدت شاردة في الآونة الأخيرة و مشغولة الفكر.
أمسك بهاتفه ليجري مكالمة ما.
– هبعتلك رقم تجيبلي كل مكالماته و رسايله بسرعة.
و لم يكن الأمر صعبًا إطلاقًا بل كان أسهل ما يكون..فقد أُرسل إلى ضرغام كل المكالمات و جلس يستمع إليها بهدوء مريب.
يبدو أن ياسمين لن يرتاح ضميرها إلا إذا اطمأنت على عصام.
نهض خارجًا من الغرفة بعد أن أنهى استماعه إلى المكالمتان التي جرت بين ياسمين و سليم.
صعد الدرج متجهًا نحو غرفته…نظر حوله يبحث عن ياسمين بعينيه فلم يجدها.
دلف إلى الشرفة فوجدها تجلس على مقعد تمسك بكوب من القهوة الممزوجة باللبن و تقرأ كتاب ما.
اقترب منها ثم جلس إلى جوارها ناظرًا أمامه بشرود.
التفتت إليه متعجبة من صمته الغريب…وضعت الكوب و الكتاب على طاولة كانت أمامها قائلة:
– مالك سرحان كدا لية؟
لم يجبها لكنه خرج عن شروده ناظرًا إيها بصمت.
أمسكت بيده و ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهها و هي تقول:
– لازم نتكلم في موضوع الوشم تاني.
– لما نشوف موضوع عصام الأول.
قالها ببرود ساخر فاتسعت عينيها بصدمة و قد زالت ابتسامتها و جذبت يديها إليها قائلة برعب:
– أنا…أنا بس…كنت عايزة أريح ضميري.
نظر إليها بعينين مشتعلتين و هو مازال صامتًا.
أمسكت بيده قائلة برجاء خائف و قد بدأت الدموع في التجمع داخل عينيها:
– ضرغام….
نفض يدها عنه بعنف ناهضًا بعصبية قائلًا من بين أسنانه:
– إخفي يا ياسمين من قدامي دلوقتي..مش عايز أئذيكي.
إندفع بغضب خارج الغرفة بينما هي ركضت وراءه بخوف و قد بدأت بالبكاء بالفعل…حتمًا سيُؤذي عصام الذي لا ذنب له.
نزلت الدرج بسرعة و أمسكت بذراعه قائلة ببكاء:
– إنت رايح فين…بالله عليك متئذيهوش هو ملوش ذنب.
اشتد غضبه و هو يرى مدى لهفتها عليه ليصيح:
– و مالك ملهوفة عليه كدا لية؟…إنتي مش هترتاحي غير لما أقتله؟
علت وتيرة أنفاسها بعد جملته الأخيرة و ترجته بدموع أغرقت وجنتيها قائلة بذعر شديد:
– لا بالله عليك متقتلوش..هو ملوش ذنب…أنا إللي مفروض أتعاقب مش هو..هو معملش حاجة.
أخذت نفس بصعوبة قبل أن تكمل بحالة هستيرية غريبة اعترتها لأول مرة:
– إحنا..إحنا هنخلف و هننسى الماضي أكيد و هعمل كل إللي إنت عايزه…بس..بس أرجوك متئذيهوش.
استحالت نظراته المشتعلة إلى أخرى قلقة و هو يرى حالتها الغريبة قائلًا:
– ياسمين إهدي.
سقطت أرضًا بينما تتعالى أنفاسها بصورة مريبة…ما تكاد تسحب شهيقًا حتى تطلقه زفيرًا بسرعة.
وضعت يدها على صدرها معتصرة ملابسها باختناق.
جثى ضرغام على ركبتيه سريعًا و أحاط كتفيها بذراعه قائلًا بخوف:
– بس..بس إهدي…خودي نَفسك براحة.
زاغت عينيها قبل أن تنظر إليه بدموع قائلة:
– متئذيهوش.
أومأ بالإيجاب سريعًا قبل أن يقول بقلق جلي:
– مش هأذيه والله بس إهدي و خودي نفسك.
ضمها إليه ماسحًا على ظهرها بحنان قلما يظهر و هو يُسمعها كلمات مُطمئنة حتى هدأت فجأة فتوجس خيفة.
أبعدها عنه قليلًا فوجدها مغمضة العينين شاحبة الوجه و رأسها يميل إلى الوراء.
حملها سريعًا بعد إغمائها المُفاجئ بينما هو ينادي حسان بأعلى صوته.
دلف حسان إلى الداخل سريعًا دون طلب الإذن كما اعتاد منذ قدوم ياسمين.
– أُطلب الدكتورة بسرعة.
قالها ضرغام سريعًا بصوت يعتريه الندم بينما سارع حسان بالتنفيذ.
وضعها على الفراش و هو ينظر إليها بقلق يشوبه الندم.
أزال دموعها بيده ثم تأكد من انتظام تنفسها.
حضرت الطبيبة سريعًا التي سرعان ما شخصت حالة ياسمين:
– إنهيار عصبي…الواضح إنها كانت مضغوطة الفترة دي و في حاجة زعلتها أو وترتها جامد…يا ريت نبعد عن أي حاجة تزعلها أو تضغط على أعصابها الفترة دي لحد ما تتحسن.
أكملت قبل أن تخرج:
– أنا إديتها مهدأ…هتصحى بكرة الصبح إن شاء الله.
نظرت إليه صفية بعتاب قائلة بنبرة حزينة:
– لية كدا بس يا بني؟…لية تضغط عليها بالشكل دا؟
قال بغير اقتناع:
– أنا إللي ضغطت عليها يا دادة ولا هي إللي مش راحمة نفسها و بتفتح مواضيع من الماضي؟
صاحت به صفيها و قلبها ينفطر حزنًا على حالة ياسمين:
– ماضي إية؟…و هو لحق يبقى ماضي؟…و بتقول إنك مضغطش عليها؟!…إنت عارف هي كانت بتيجي على نفسها إزاي علشان متحسسكش إنها كرهاك و إنها مغصوبة على العيشة معاك؟…فكرك إن دا مش بيضغط عليها؟…دا غير موضوع عصام إللي ضميرها بيأنبها عليه…كل دا و مضغطش عليها؟…طب في حد يفاتح مراته في موضوع الخلفة من تاني يوم جواز في ظروفكم دي؟
نظر إليها بدهشة…كيف علمت بحديثه إلى ياسمين بأمر الإنجاب؟
– ياسمين إللي قالتلك؟
سألها و هو يخشى الإجابة فأجابته:
– كنت عايزاها تشرب اللبن بتاعها علشان صحتها…الكلام راح للكالسيوم و الحمل و كدا..كنت بقولها البيبي هياخد الكالسيوم من عضمك كدا..قالتلي هو إنتي كمان عايزاني أخلف بسرعة زي ضرغام ولا إية؟
نظرت إليه بعتاب حاد قائلة:
– الكلام دا كان تاني يوم جواز…إنتوا لحقتوا؟
خرجت صفية من الغرفة حانقة بعد أن ألقت الحقيقة في وجه ضرغام بعنف.
جلس إلى جوارها قائلًا بصوت خافت يتخلله الندم:
– مكانش قصدي أضغط عليكي.
ثم قبَّل جبينها قائلًا بهمس:
– آسف.
تسطح إلى جوارها بإرهاق ثم ضمها إليه قبل أن يغط في سبات عميق.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
في صباح اليوم التالي.
استيقظت ياسمين صباحًا و هي تحاول أن تتذكر متى نامت.
وضعت يديها على جانبي جبينها بألم من ذلك الوجع الذي ينخر برأسها.
اتسعت عينيها بذعر عندما تذكرت فجأة أحداث البارحة ثم نهضت سريعًا عن الفراش باحثة عن ضرغام بكافة نواحي الغرفة.
هبطت إلى الأسفل سريعًا بعدما فشلت في العثور عليه داخل الغرفة.
دلفت إلى المطبخ بهيئة غير مرتبة إطلاقًا و هي تقول بلهفة:
– دادة..ضرغام فين؟
نظرت إليها صفية بشفقة من حالتها قائلة:
– في أوضة الجيم بس إ…..
لم تدعها ياسمين تكمل حديثها بل انطلقت إلى الغرفة المتواجد بها ضرغام سريعًا.
كان مستلقي على ظهره عاري الصدر يرفع الأثقال و يبدو عليه الغضب عندما دلفت إلى الداخل و عينينها تتفحص الغرفة بفضول رغم أنها رأتها سابقًا إلى أن توقفت عينيها عليه…تبدو هيئته جذابة.
وضع الثقل على الحامل التابع له ما إن رآها و تناول منشفة ليجفف عرقه.
خرجت عن شرودها قائلة بصوت خافت:
– ضرغام.
نظر إليها مبتسمًا ليُطمئنها قائلًا:
– تعالي يا ياسمين.
اقتربت كما طلب و لكنها احتضنته مباشرة تمتص غضبه الذي استشعرته بمجرد رؤيته.
– ياسمين.
ناداها بهدوء فهمهمت كإجابة فقال مخففًا عنها:
– إنتي إزاي طايقة تحضنيني و أنا عرقان كدا؟…دا أنا نفسي مش طايق نفسي.
ابتعدت عنه قليلًا قائلة:
– مخدتش بالي.
رفع أحد حاجبيه قائلًا بابتسامة ماكرة:
– مخادتيش بالك إزاي؟…أومال مين إللي كان بيتأملني من شوية؟
توردت وجنتاها خجلًا ناكسة رأسها أرضًا دون إجابة بينما استمر هو بمشاكستها قائلًا:
– مفيش داعي للكسوف دا كله…عارف إني قمر و مفيش بنت تقدر تقاومني…خاصة لو بنت بتتعاملش مع رجالة زيك و قلبها أبيض مفيهوش أي شوائب.
استجمعت شجاعتها لتقول بجرأة بينما وجهها اشتدت حُمرته:
– هو من ناجية قمر…فإنت قمر فعلًا في الشكل.
تحسس وجنتها بإصبعيه و هو يضحك قائلًا:
– طب بس..كفاية لأحسن وشك بيولع.
ثم أكمل:
– أنا هاخد دُش بسرعة و جاي.
أومأت إليه ليدلف إلى المرحاض المُلحق بالغرفة بينما هي أخذت تتجول قليلًا بها حتى توقفت أمام مرآه معلقة على إحدى الحوائط.
شهقت بفزع من هيئتها فكانت مشعثة الشعر شاحبة الوجه و قد بدت مرهقة كثيرًا أو مريضة بالأصح.
حاولت التحسين من هيأتها سريعًا و هي تتذكر حديث صفية:
– عارفة إنك مش بتحبيه بس حاولي دايمًا تكوني حلوة في عينه…ضرغام حواليه بنات جميلة جدًا على طول و الرجالة ميضمنوش.
ثم أكملت بابتسامة ودودة:
– هو عمره ما كان ليه علاقات نسائية على حسب معلوماتي..كنت أعرف بس إن في بنت مُعية بيحبها و مش لاقي طريقة يوصلها بيها بس خلي بالك في رجالة مبتكتفيش…مظنش إن ضرغام منهم بس بردو خلي بالك.
خرج من المرحاض فدلفت هي سريعًا لتعدل من هيئتها المشعثة ثم خرجت بسرعة قبل أن يذهب فهي تريد الحديث إليه.
قالت بضيق ما إن التقطت عيناها اسمها القابع على صدره:
– إلبس حاجة و داري الوشم دا.
ارتدى ملابسه دون حديث و ما إن انتهى حتى قالت دون مقدمات:
– إنت مش هتأذيه صح؟
– عايزة إية علشان نقفل موضوع عصام دا؟
توترت قليلًا قبل أن تقول بنبرة راجية:
– عايزة أروحله و أطلب منه يسامحني.
كانت معالم الرفض جلية على ملامحه عندما قالت بنبرة مختنقة و قد قاربت على البكاء:
– بالله عليك توافق…أنا عايزة ضميري يرتاح.
زفر أنفاسه بعنف و قد بدا رافضًا تمامًا فاقتربت منه ممسكة بيده برجاء قائلة و قد بدأت دموعها في الإعلان عن ظهورها:
– عشان خاطري.
أجابها بحنق:
– ماشي يا ياسمين…بس بعديها مش عايز أسمع سيرة الموضوع دا تاني خالص…و مش هينفع تروحي لوحدك.
ابتسمت قائلة:
– حاضر…هاخد ريم…مش عايزة أخد حد معايا ليه علاقة بالموضوع دا علشان هو ميتوترش…عايزاه يسامحني من قلبه.
أومأ إليها إيجابًا ثم أزال دمعه فرت من عينيها قائلًا:
– كل حاجة دموع دموع…مش عايز أشوفك بتعيطي خالص.
أتبع جملته الأخيرة بضمه إياها إلى صدره بحنان جارف بينما هي أغمضت عينيها براحة و هي تبادله الضمة بوهن تمكن منها.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
في صباح اليوم التالي.
دلفت ياسمين برفقة ريم إلى غرفة عصام بالمشفى تحت دهشته من زيارتها له.
نكست رأسها قائلة بخفوت:
– حمد لله على السلامة.
أجابها بهدوء:
– الله يسلمك يا دكتورة.
حاولت التكلم فخرجت كلماتها مبعثرة:
– أنا آسفة جدًا…أنا مكونتش مُتخيلة إن الموضوع ممكن يوصل لكدا…سامحني أرجوك.
ابتسم بسماحة قائلًا:
– مفيش داعي للكلام دا…إنتي معملتيش حاجة تتأسفي عليها.
ابتلعت ريقها قائلة باختناق:
– إنت هنا بسببي…كنت هتموت بسبب إستغلالي ليك.
– الباشا مكانش هيقتلني…علشان ببساطة هو عمره ما قتل حد.
رفعت إليه رأسها بصدمة قائلة:
– إزاي؟…أومال كان قصدك إية لما قولتلي إن لو إتكشفنا الموضوع دا هيكلفك روحك.
أجابها بهدوء:
– مكانش قصدي يقتلني بالمعنى الحرفي بس هو كان ممكن يدمرلي حياتي بكل سهولة و يقتلني بالحيا.
رأى نذير الدموع بعينيها فقال سريعًا و هو يخرج شيئًا ما من أحد الأدراج المجاورة له بذراعه السليم:
– ” رُب ضارة نافعة ” … مين يصدق إن كل إللي حصل دا يديني فرصة إني أحقق حلمي.
نظرت إليه بدهشة فقال:
– الباشا عايز يبعدني عن هنا علشان يقفل الموضوع دا فقرر يبعتني أمريكا إللي نفسي أسافر ليها من زمان و أستقر هناك…أول ما أبدأ أمشي على رجليا هسافر على طول.
– عشان كدا كان حاجزك في المستشفى؟
– أيوة…كان عايز يخليني تحت عينه لحد ما أسافر.
عقدت حاجباها قائلة:
– بس أهلك….
قاطعها بحسم:
– لو كان ليا أهل مكونتش فكرت أخاطر و أساعدك…السفرية دي جاتلي على طبق من دهب.
أومأت إيجابًا ثم قالت:
– بعد إذنك.
كادت أن تخرج عندما التفتت إليه مجددًا قائلة:
– مسامحني؟
ابتسم قائلًا:
– مسامحك.
ابتسمت براحة عندما استشعرت صدق حديثه ثم خرجت من الغرفة و تبعتها ريم التي قالت بصوت خفيض قاصدة تشتيت حزن ياسمين:
– اه يا ناس يا جاحدة…جالكم قلب تفرطوا في المُز دا إزاي؟
و ما إن بقى عصام وحيدًا مجددًا حتى شرد بأحداث البارحة و صوت ضرغام الغاضب يتردد بأذنيه:
– هتجيلك بكرة و هتطلب تسامحها…هتقول إنك مسامحها و لازم هي تصدق دا…لازم تكون ممثل شاطر علشان تنقذ حياتك..يا إما لو مقتنعتش متزعلش مني.
ابتلع ريقه بصعوبة و هو يتذكر بقية حديثه الحاد و قد بدا أن به لمحة من الغيرة:
– أول بس ما تقدر تمشي على رجليك هتطلع على أمريكا و مشوفش وشك في البلد دي تاني…أظن فرصة تحقيق حلمك جاتلك على طبق من دهب…اه و متنساش إنك متكسح علشان كدا حاجزينك في المستشفى لحد ما تسافر.
تحسس عنقه و ذكريات الأمس ترفض تركه و شأنه خاصة ذكرى ضرغام عندما قبض على عنقه فجأة قائلًا بفحيح محذرًا:
– قسمًا بالله لو حصل غير كدا…لو جاتلي زعلانة ولا حتى حسيت إنها مش مرتاحة لهنسفك نسف.
ترك عنقه فجأة كما قبض عليه فجأة و خرج من الفرفة بعصبية متجاهلًا سُعال عصام بعد اختناقه من قبضته بينما اقترب حسان منه قائلًا:
– رغم إن موقفك دا يُعد خيانة…بس أنا شايفه رجولة و نخوة…إنت عملت إللي محدش فينا قدر يعمله.
ثم ربت على كتفه قائلًا بابتسامة صغيرة قلما تجتاح وجهه الجامد و تظهر:
– راجل يا عصام.
ثم خرج مُتبعًا ضرغام تحت نظرات عصام المندهشة.