رواية غفران الجزء الثاني البارت الرابع عشر 14 بقلم نسمة مالك
رواية غفران الجزء الثاني البارت الرابع عشر 14 بقلم نسمة مالك |
رواية غفران الجزء الثاني البارت الرابع عشر 14 بقلم نسمة مالك
طمأنينة!!..
حان وقت التئام الجروح النازفه..سيمحي كلاً منهما عن الأخر تلك الوخزات المؤلمة التي تغزو صدرهما حتي تسكن الطمأنينة أعماق قلبهما..
.. فلاش باااااااااااك..
“عهد”..
تقف أمام والدتها التي أتت على الفور بعد مكالمة “عزت” لها فيديو كول وحين فتحت الخط ارتعد قلبها حين رأت ابنتها تتطلع لها عبر شاشة التليفون بنظرات منذهله..
“سبتيني لوحدي ليه؟!..”..
قالتها “عهد” بملامح جامده، وهي ترمقها بنظره خذلان..
رفعت “وعد” رأسها ونظرت لها نظره يملؤها الندم مغمغمه..
“يابنتي اخواتك هما اللي كانوا مستهدفين مش انتي ، وكان لازم أهرب بيهم في سريه تامه علشان مننكشفش، ولو كنا قولنالك يا حبيبتي كنتي ممكن تقعي بالكلام مع اي حد بكل سهوله، وتعرضي اخواتك فعلاً للخطر”..
ابتسمت “عهد” بصطناع وهي تقول..
“انتي بتقولي ايه؟! انتي سامعه نفسك؟!..مفكرتيش فيا وانتي سيباني لوحدي.. مصعبش عليكي وجع وحسرة قلبي عليكم اللي خلتني اتمني الموت، وأحاول انتحر اكتر من مره!!”..
هبطت دمعه حارقه من عينيها مسحتها سريعاً وهي تتنقل بنظرها لوالدها..
“وسيادتك يا معالي الوزير وافقتها بسهوله كده وسبتني انت كمان وسافرت وراها؟”..
حاول” عزت” إيجاد إجابه لسؤلها، ولكنه عجز عن الرد عليها..
” يارتني كنت مت ولا فضلت عايشه لليوم اللي أهون عليكم فيه بالشكل دا”..
قالتها “عهد” ببكاء شديد.. لتسرع “وعد” وتقترب منها مردده بلهفه..
“بعد الشر عليكي.. حقك عليا يا حبيبتي..
تعالي في حضني يا بنتي”..
همت بحتضانها.. لتركض”عهد” مبتعده عنها سريعاً وبصراخ بدأت تتحدث..
” متقوليش حبيبتي ..انا عمري ما حسيت انك بتحبيني زي اخواتي.. واللي عملتيه فيا دا أكدلي أن احساسي كان صح”..
انقبض قلب والدها من هيئتها التي تدل على انهيارها..وأسرع هو الأخر نحوها، وجذبها داخل حضنه رغم اعتراضها وهو يقول..
“حقك عليا انا يا بنتي؟”..
قطع حديثه حين فلتت “عهد” من بين يده وركضت لخارج الشقه بكل سرعتها وهي تصرخ مردده..
” غفرااااااان انت فين تعالي ابعدهم عني.. مش عايزه اشوفهم”..
.. نهايه الفلاش بااااك..
.. دقائق قليله قضاها غفران بشراء الكثير من الثياب والطعام له ولزوجته التي لم تغادر السياره.. فقد خرج بها بمنامتها البيتيه دون حجابها، وحمد الله كثيراً ان السياره كانت بمكانها داخل حديقة المنزل..
قام بأطعامها بيده، ومن ثم انتقي لها من بين الثياب فستان أبيض منقوش بورود صغيره باللون الزهري، وحجاب من نفس اللون،وحذاء رياضي أبيض وساعدها برتدائهم..
“احنا بنعمل ايه هنا يا ظبوطه؟”..
أردفت بها “عهد” وهي تتطلع للمكان الخالي من حولها، والذي يشبه الصحراء..
رفع “غفران” يده التي تعانق كفها، ونظر بساعته مغمغماً..
“هتعرفي حالاً يا عيون الظبوطه”..
مرت لحظات قليله، وجحظت عينيها وهي تتطلع إلى الطائره الهليكوبتر التي هبطت على مسافه ليست بعيده منهما
أصدرت ضجيجًا عاليًا ..ليأتيها صوت “غفران” يقول بصوت عالِ لتتمكن من سماعه..
“مستعده للخطف يا عمر غفران؟!”..
تنقلت بنظرها بينه وبين الطائره وواقفت علي أطراف اصابعها، بتحذير قالت بأذنه..
“أوعى تقولي اننا هنركب الطياره دي؟”..
ابتسم لها بمكر، وحرك رأسه بالايجاب، وانتظر حتي استقرت الطائره أرضاً..
حمل “غفران” الحقيبه الخاصه به هو وزوجته بيد، وسحب”عهد” بيده الأخرى وركض بها نحوها..
“غفرااان”..
صرخت بها “عهد” بفرحه غامره حين حملها “غفران” من خصرها وصعد بها علي متن الطائره.. فور دخوله هب الطيار واقفاً وتحدث بإحترام شديد، وهو يشير نحو مقعده قائلاً..
“اتفضل سيادك يا فندم”..
أنزل “غفران” زوجته علي المقعد المجاور لمقعد الطيار، وربط لها الحزام، وجلس على المقعد المجاور لها،وبدأ يقود الطائره بأحترافيه تحت أنظار “عهد” المنذهله التي قالت بعدم تصديق..
“انت اللي هتسوق يا غفران؟!”..
غمرته السعاده وهو يري الفرحه تملئ عينيها.. غمز لها وتحدث دون إصدار صوت..
“بحبك يا عهوده”..
أنهي جملته واقلعت بهما الطائره لوقت ليس بقليل حتي هبط بها على إحدي أجمل الشواطئ
“شاطئ الغرام”.. أحد شواطئ مطروح الشهيرة ذي المياه النقية والأمواج الهادئة..
علي بعد مسافه من كوخ منفرد مزين بأروع الورود يطل على البحر مباشرة..
هب “غفران” واقفاً بحرص تجنباً الاصتدام برأسه بسقف الطائره.. فأسرع الجالس بالخلف بالوقوف هو الأخر..
“شكراً علي تعبك يا سيادة الرائد”..
قالها “غفران” وهو يفك الحزام من حول زوجته، وحمل الحقيبه، وقفز خارج الطائره وضعها أرضاً ومد يده لزوجته امسك يدها، وجذبها إليه حملها داخل حضنه، وركض بها مسرعاً نحو الكوخ حتي يتفادا الغبار التي ستسببه الطائره أثناء قلوعها..
“ايه المكان اللي يجنن دا يا ظبوطه؟!”..
قالتها “عهد” وهي تقفز بفرحه طفوليه..
لف يده حول خصرها ورفعها داخل حضنه حتي اصبح وجهها مقابل وجه وتحدث بجديه قائله..
“كان نفسي اطلع بيكي بره مصر والف معاكي العالم بس؟”..
قطع حديثه حين وضعت اصابعها علي شفتيه ونظرته لعينيه بعشق، وبهمس قالت..
“كفايه اني معاك، وفي حضنك دي عندي بكل الدنيا يا حبيبي”..
“انتي اللي حبيبة قلبي وفرحتي يا احلي عهوده”..
قالها،وهو يلثم اصابعها واحد تلو الأخر،ودار بعينيه بالمكان الخالي من حوله مكملاً..
” البحر والورد”.. نظر لها بفتنان..
“والجمال كله بين اديا”..
فك حجابها، وسحب عقدة شعرها لينساب على وجهها بهيئه تخطف الأنفاس.. تسللت يده ببطء، و عقد أنامله بشعرها يقربها منه أكثر مغمغماً..
“بحبك يا عهد”..
قالها وغمر شفتيها بقبله رقيقه ناعمه وهو يخبرها بلا توقف مدي عشقه بها..
سار بها لداخل الكوخ، وهو يقول..
” تعالي عايز كلام كتير، أحضنك اكتر”..
……………………………….
.. بمنزل سعديه..
صفعه قويه هبطت على وجه “شهد” المملوء بالكدمات جعلها تصرخ بألم حاد، وتتحدث بصعوبه من بين شهقاتها قائله بوعيد..
“والله لخليك تندم يا احمد يا حيوان”..
“انتي ايييييه.. جنسك ايه يا شيخه”..
قالها “احمد” بغضب عارم وهو ينهال عليها بالصفعات..لتسرع “سعديه” بابعاده عنها وهي تقول..
“كفايه يا ابني ابوس ايدك”..
نظر لها “احمد” بأسف وتحدث بلهجة خفيضة لا تخفي غضبه المشحون..
“انتي السبب في اللي هي فيه دا.. لو كنتي سبتي ابويا يربيها زي ما ربانامكنتش هتبقي بالأخلاق دي.. لكن انتي كنتي تجري عليها وتدفعي عنها مهما غلطت، وانا ابقي مستغرب ليه بتعملي معاها هي بس كده، وبتسبيني انا ورغد يضربنا عادي”..
خفضت “سعديه” رأسها بخزي، وبدأت تبكي بصمت.. ليسطرد بابتسامه مصطنعه..
“دي كان لازم يتكسرلها ضلع علشان تعرف ان الله حق وتمشي علي الصراط المستقيم”..
” دا انا اللي هكسرلك دماغك يلي تنشل في ايدك”..
أردفت بها “شهد” بغيظ شديد، وبفظاظه تابعت..
” انا هخلي غفران يرميك في السجن، وانا هرمي الجربوعه مراتك في الشارع”..
اقترب منها “أحمد” بهدوء خطر وجلس جوارها مدمدماً..
” غفران طلقك،و اقسم بالله أول ما عدتك تخلص لكون مجوزك لواحد يصبحك بعلقه ويمسيكي بعلقه يا شهد”..
ضحكت ساخره وهي تقول.. “لتكون فاكر اني هفضل هنا مع انت وامك لحظه واحده بعد اللي عملته فيا.. انت باين عليك اتجننت”..
“انتي مش هتخطي برجلك خطوه واحده بره الشقه دي من انهارده”..
أنهى جملته، وسار لداخل إحدي الغرف وعاد سريعاً حاملاً بيده عصا خشبيه سميكه جعلت “شهد” تنتفض بفزع، ويرتجف جسدها بوضوح وتحدث متسائله..
” انت هتعمل ايه بالعصايه دي؟”..
” احمد”.. “هكسرلك رجلك قبل ما تكسرينا كلنا اكتر من كده”..
يتبع ..
لقراءة البارت الخامس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية العشق الطاهر للكاتبة نسمة مالك
تحفه
تحفه
تحفه