Uncategorized

رواية البوص الفصل الثاني عشر 12 بقلم يمنى عبد المنعم

 رواية البوص الفصل الثاني عشر 12 بقلم يمنى عبد المنعم

رواية البوص الفصل الثاني عشر 12 بقلم يمنى عبد المنعم

رواية البوص الفصل الثاني عشر 12 بقلم يمنى عبد المنعم

مشاعر متضاربة
شرد أدهم الصاوي طويلاً، متأملاً الفراغ أمامه واضعاً قبضته تحت ذقنه مستنداً بظهره في مقعد مكتبه قائلاً لنفسه بتصميم: مفيش غير حل واحد اخلص عليه وساعتها كل مشاكلنا هتتحل….
زفر بحرارة وهو ينهض من مكانه ليقف خلف النافذة المطلة على حديقة فيلته مستكملاً بخشونة: طب ورجالته اللي محاوطينه من كل جانب دول أعمل فيهم إيه… هوه ده الحل لكن في النهاية صعب ولازم افكر كويس قبل ما اتصرف واتهور وتيجي على راسي في النهاية.
دنى منها ورفع ذقنها إليه بأنامله برقة كي تواجهه جيداً… متفحصاً لشفتيها التي ترتعد من وطأة نظراته الخبيثة.
هامساً بنعومة ماكرة جعلتها تطيح بأي مقاومة بداخلها لديها بقوله العابث:- شكلك كده قاعدة سهرانة مستنياني وأنا بصراحة ما هصدق…. وهنتهزها فرصة…. وابقى مجنون لو ضيعتها من إيدي.
اتسعت عيونها برعب شديد من معنى كلماته المملؤءةً بالخبث وتمن في هذه اللحظة أن إن لم تكن كاذبه من البداية وتنطق بما في داخلها وتتكلم مثله وتدافع عن نفسها بكل ما اوتيت من قوة.
لكن لا ليس كل ما يتمناه المرء يدركه…. وما فعلته هو ؟أن هزت رأسها بذعر نافيةً ما يقوله…. فما زاده هذا إلا رغبةً أكثر في إيذائها وإهانتها أكثر من ذلك.
جلس بجوارها يريد أن يلتصق بها… فتراجعت إلى قليلاً في بداية الأريكة…. هذه الحركة البسيطة…. أخرجت ما بداخله من غضب يريد إزاحته جانباً.
قائلاً بتحذير: لا لا مش حلو علشانك اللي بتعمليه ده…. قربي مني هنا من غيرعنف…. علشان أبقى لطيف معاكِ…. بدل ما هتشوفي معامله تانية خالص.
اختلجت ضربات قلبها بقوة وهرعت فجأة من أمامه تريد أن تحتمي بأي شيء منه…. ركضت ناحية غرفتها ترتقي درجات السلم.
فإذا بسليم ينهض من مكانه عاقد الحاجبين بغضب شديد… واضعاً كفيه في جيب بنطاله قائلاً لنفسه بحدة: الصبر حلو يا قطة.
ما أن تفوه بهذه العبارة… حتى استمع إلى صوت تأوهاتها في وسط الدرج، ابتسم بمكر شديد قائلاً لنفسه بدهاء: مش بقول الصبر حلو.
خطى نحو الدرج بخطواتٍ هادئة نوعاً ما… شاهدها قد انزلقت قدمها من على درجةً منه جالسةً تتوسطه بوجهها الشاحب تتألم من شعورها بوجع قدمها اليمنى.
أحست بالضعف حيال ذلك، فإنها لم تقوى على النهوض من مكانها… رغم اقترابه منها.
رفع جانب شفتيه بابتسامة ساخرة تنم عن ما بداخلخ من شماتة قائلاً بتشفي: شايفة اللي حصلك ده ذنبي أنا يا ملوكه… يريضيكي تسبيني لوحدي كده.
انكمشت على حالها تريد النهوض لكن لا تستطيع، بسبب ما تشعر به من ألم…. ذرفت دموع القهر هذه المرة وليس الوجع…. فهي الآن رغماً عنها سيتحكم بها…. وسيسيطر عليها كالدمية في يده.
جلس سليم بالقرب منها محدقاً بوجهها ثم بشفتيها التي ترتجف من رهبتها منه…. تجاهل كل هذا منحنياً نحو قدميها قائلاً بهدوء مخيف: متهيألي كده رجلك اليمين هيه اللي وجعاك يا ملوكه.
أغمضت عيونها تريد نسيان أنه بقربها تشتم رائحة عطره المميزه…. تضغط على شفتيها دون وعي يذكر…. حتى كادت تدميهما.
لم ينتظر سليم إجابة سؤاله…. فدنى أكثر ناحية قدمها الموجوعة وأمسكها برفق…. فصرخت من الألم فقد تورمت قليلاً بأسفل الساق وقد أصبحت ذرقاء اللون.
تحسست أنامله موضع الألم الواضح الذي تغير لونه بسرعة…. فضمت شفتيها أكثر بوهن شديد…. مع إزدياد ارتعاش جسدها وقلبهاً معاً.
من إمساكه إياها بهذه الطريقة التي ارعبتها كثيراً…. فتحت عيونها فتلاقى بصرها بنظراته التي تتأمل محياها بدقة.
قائلاً باللامبالاة: شكل كده قلبي دعى عليكِ يا حلوه…. وهنكمل سهرتنا سوا بس بطريقة مختلفة شوية.
تسللت سهر من حجرتها إلى الحجرة الذي كانت تحتوي على أغراض خاصة بها وهاجمها فتحي بسببها.
فتحت الدرج المكسور وأتت ببعض من أغراضها سريعاً…. وهرعت بها إلى حجرتها مرةً أخرى.
جلست على الفراش تتأمل هذه الذكريات الذي منهم قد أصبح من الماضي رغماً عنها، ومنه ما هو متعلق بها إلى الآن ويريد فتحي بكل ما أوتي من قوة محوه من حياتها.
كان من بينهم ثلاث من الصور التي كانت بصحبة زوجها السابق، ابتسمت بمرارة تتأمله بعيون مرهقه قائلة لنفسها: كل راجل قابلته في حياتي كان كل اللي همه بس مني فلوسي وجسمي…. مفيش واحد حبني من قلبه زي ما اتمنيت.
صمتت برهةً في صورة ارتسمت أمام عيونها رغماً عنها فقد كان فتحي ليس سواه من ارهقها تفكيراً ورعباً هذه الأيام.
فقد أصبح مثل ظلها الذي يصطحبها كالشبح في كل مكان، يريد التأثير عليها والتحكم وبها كيفما يريد.
لكن شخصيتها ليست كما أرادها هو، بل انه يعاني من أجلها كثيراً بالرغم من إخفاءه هذه الحقيقة، أغلقت عيونها تريد الفرار من هذا القاسي الذي فرض سلطته عليها من جديد.
بعد أن هربت منه منذ سنوات إذ به يلاحقها من جديد، لكن بطريقة مختلفة عن المرة الأولى…. فالسابقة كان يظهر حبه لها بطرق شتى، لكن الآن عكس ذلك تماماً.
وجدت من بين هذه الأشياء قلادة قديمة فتحتها ببطء، فوجدت صورة لها وصورة أخرى لوالدها الذي تركها وحيدة تعاني مرارة الوحدة والحرمان.
بصحبة سليم الذي يُربيها من جديد بإسلوب منفر على حسب ظنها بالطبع…. أطبقت بيدها على القلاده تنهمر دموع الوحدة من جديد بداخلها.
قائلة بألم: محتاجالك أوي يا بابا…. تعبت من كل حاجه حواليه، ياريت ترجع من تاني وأشوفك.
ابتلعت ريقها بصعوبة تبحث بسرعة عن شيء ما بين هذه الأغراض…. ولم تجدها فانفعلت بحدة.
هبت راكضة نحو غرفة فتحي… يُحركها غضبها الذي يُعميها عن ما تفعله بنفسها وبه في هذا التوقيت المتأخر من الليل.
جاءت فريدة لتتراجع للوراء… جذبها عاصي بقوة من ذراعها ضاغطاً على حروف كلماته قائلاً بخشونة: رايحه فين تعالي هنا، هوا أنا خلاص ما بقاش ليا كلمة عليكِ ولا إيه.
هزت رأسها بالنفي سريعاً…. تحاول الدفاع عن نفسها قائلة بذعر: ليك طبعاً يا أبيه، أنا مقصدش اللي عملته.
صرخ بها قائلاً بانفعال: هوا اللي أنتِ عملتيه ده بسيط انتِ اتجننتي يا فريدة مش كده.
لمعت عيونها بالعبرات الغزيرة التي بدأت في الهطول مرةً أخرى غير قادرة على مقاومتها أكثر قائلة بنبرة خائفة: أنا…. أنا آسفه يا أبيه ….مش هعملها تاني.
هدر بها قائلاً بقسوة: أسفك ده تبلعيه وتشربي ميته، وهوا كمان لسه فيه تاني، مين قالك اني هسكت على المهزلة دي.
امتقع وجهها بشدة تحاول مرةً ثانية في أن تنقذ نفسها من التخلص من قبضته وعصبيته.
قائلة بتوتر: أنا… أنا مش عارفه أنا عملت كده إزاي، ذم شفتيه قائلاً بغضب: إنتِ عارفه بسبب عملتك السودة دي ممكن يقف المشروع اللي أخدت تصميماته بسببك.
أطرقت ببصرها شاعرة بمدى فداحة ما فعلته به وبنفسها… فهذا أكبر دليل على تسرعها بالأمر فقد تركت الغيرة تتحكم بها بالحفل.
دفعها بقبضته على الفراش خلفها… فسقطت جالسةً بقوة عليه… شهقت بألم شديد…
فحدجها بتشفي قائلاً بتشفي: دي البداية يا ست فريدة اعملي حسابك مش هتروحي بكرة الكلية ومش هتتخصصي نفس تخصصي عقاباً ليكِ… ده غير إنك هتعتذري عن اللي عملتيه فاهمة.
جحظت حدقتيها، وقلبها ينتفض بين أضلعتها بقوة غير مستوعبة ما يقرره عنها وبالرغم منها قائلة بعدم تصديق: أرجوك يا أبيه متظلمنيش بالطريقة البشعة دي.
انحنى ناحية وجهها بأعين قاتمة قائلاً بصوتٍ كالفحيح: هوا بعد اللي عملتيه ده يبقى تصرفي معاكِ هيتسمى ظلم…. إنتِ ناسية انتِ عملتي إيه  في الحفلة….!!!
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تتذكر ما فعلته لقد أيقنت تصرفت بسخافة بعدما ألقت بالمهندسة والنادل معاً في المسبح، قائلة بأسف: أنا… أنا بعترف بغلطي بس هما اضطروني لكده.
هدر بها فجأة جعل جسدها يرتعد قائلاً بثورة: عُذر أقبح من ذنب، كنتِ تيجي تبلغيني باللي حصل قبلها مش أشوف الاتنين واقعيين في البسيم وأنا واقف صدفة بين ناس مهمة لشغلي.
اصفر وجهها بشدة كبيرة تتحاشى نظراته التي تكاد تلتهما بقسوة قائلاً باختصار: على العموم هتنفذي كلامي زي ما قلت ومفيش رجوع عنه.
نهى كلماته ثم تركها مغادراً الغرفة صافقاً الباب وراءه بقوة… تعاني المرارة والحزن من قرارته التي يظلمها بها هكذا…. ابتلعت ريقها بصعوبة وتركت مشاعرها للعنان من جديد.
هامسة لنفسها ببكاء: أعمل إيه بس مهندسة مستفذة من أول ما شافتني معاه وهيه مش طايقاني ولا كإنها من بقيت أهله.
اضطر سليم إلى حملها بين بقوة كي لا تفكر بالفرار بعيداً عنه…. متجهاً بها إلى غرفتها قائلاً بعدم اهتمام: إيه عندك حل تاني غير كده وانا معرفش.
تجمد بصرها وجسدها من إمساكه إياها بهذا الشكل، ولم تستند إليه بقبضتيه كما هو المتعارف عليه.
مما أدى إلى سخريته منها قائلاً بتهكم: انتِ حره إن ممسكتيش فيه كويس ممكن تقعي مرة تانية وتتكسر رجلك بالمرة.
ارعبها هذا التخيل من كلماته التحذيرية… فسارعت إلى الأمساك به جيداً…. فضحك البوص من فعلتها قائلاً بتهكم: مش بقولك قطة ضالة فعلاً وجبانه.
ضمت قبضتها على صدره تريد الأفلات من بين يديه لكن إلى أين وقدمها الملتوية هذه كيف ستضغط عليها… وهي هكذا.
وضعها برفق في الفراش على ظهرها قائلاً بهدوء مفتعل: متتحركيش لغاية ما أرجع….
انصرف مغادراً إياها فابتلعت ريقها بصعوبة قائلة بألم: يا حظك يا ملك يعني ما تجيش تقعي وتحتاجيله إلا دلوقتي….وشكله كمان ما صدق ده بيتلكك على إنه يقرب مني بأي طريقه.
لم تنتبه لعبرات القهر المنهمره من عيونها لا تعلم أهو من التعب التي تعانيه أم من العذاب التي تحياه على يده هذه المرة.
استندت برأسها إلى الوسادة خلفها بوهن تحدق بقدمها التي تغير لون الكدمة إلى الإحمرار بالإضافة إلى اللون الأزرق.
دخل سليم إليها مرةً أخرى… فلمحت طيفه فارتعب قلبها أكثر، عندما اقترب بالجلوس بجوار قدمها المصابة.
محدقاً بوجهها ثم إلى قدمها… جف حلقلها وهو يضع لها كريم موضعي عليها…. أغمضت عيونها بألم تشعر بلمسات أنامله الحانية على المكان المصاب.
يرتجف قلبها للمسات يده…. على ملمس جلدها الناعم قائلاً بآليه: إن شاء الله هترتاحي كتير بعد شوية، الكريم ده الظاهر كده كنت جايبه ليكِ وأنا معرفش.
اطرقت بنظراتها لتمعنه الشديد متمنيه خروجه من الغرفة لكنه بدلاً من ذلك فقد اقترب منها أكثر من ذي قبل.
حتى أنها أحست بملمس أطراف أصابعه على يدها نتيجة لهذا القرب… جف حلقها من القلق الذي اعتراها.
تأملها بغموض قائلاً بسخرية: متخافيش مش معقول يعني هقرب ليكِ دلوقتي وانتِ بالشكل ده…. أنا مش قلتلك قبل كده إني بلسم.
نهض من جوارها ثم دنى من وجهها حتى أن أنفاسه الحاره قد تغلغلت في رئتيها بشدة…. ثم لامس وجنتها بأنامله برقة مردفاً بعبث: هسيبك دلوقتي يا أموره علشان تبقي على حريتك….
 ثم رفع جانب شفتيه بابتسامة خفيفة مملوءةً بالخبث متابعاً بقوله الخافت: بس متطمنيش أوي كده، علشان بكرة لازم أعرف ردك يا حلوه.
أطرقت سهر بكل الغضب الكامن بداخلها على باب حجرة فتحي… فلم يقوم بالفتح كما توقعت، ففتحته هي باندفاع شديد، وأشعلت ضوء الغرفة قائلة بحدة: إنت يا اللي اسمك فتحـــ…. قطعت عبارتها عندما وجدته نائماً.
بالرغم من ذلك لم تتركه واقتربت منه بضيق ووضعت يده على كتفه كي توقظه من نومه لكنه مازال نائماً بعمق.
زفرت بقوة شاعرة عصبية أكثر بداخله قائلة له بغلظة: إنت يا بني آدم قوم هنا كلمني…. لم يستيقظ أيضاً فتحي وتململ في فراشه ثم أولاها ظهره مستكملاً نومه.
أحست بغيظ قوي بقلبها فجزت على أسنانها بسخط وركضت إلى الناحية الأخرى من الفراش كي تواجهه.
اضطرت للجلوس بجواره كي توقظه هذه المرة بقوة قائلة بحدة: إنت يا أبو النوم كلمني هنا، إذا مكنتش هتقوم دلوقتي هدلق عليك كوباية المايه دي…. سامعني بقى ولا لأ.
لم يجيبها هذه المرة أيضاً بل ظل نائماً بعمق…. هزت رأسها بامتعاض غاضب ثم تناولت الكوب المملوء بالمياه… 
وثكبته على رأسه في الحال دون تردد كأنها لا تهابه أبداُ من قبل في حياتها، فُزع فتحي من نومه بصدمة قوية… وفوجىء بوجودها أمامه، اظلمت عيناه وهو يحدجها بنظراته المستعرة.
برقت عيونها هي الأخرى بهلع مفزع… وابتعدت للوراء سريعاً رغماً عنها، للخروج من الغرفة…. بعد أن توهمت أنها أصبحت شجاعة وتستطع أن تواجهه.
نهض من فراشه مزمجراً بحدة غاضبة… معترضاً طريقها بطوله الفارع قائلاً بخشونة: فاكرة نفسك هتهربي بعمتلك السودة دي عادي كده.  
تيبست في مكانها لا تستطع الحراك، ترمقه بمزيداً من الرعب الذي اجتاح كيانها كله، اقترب منها بخطوة واسعة، فأسرعت بالإستناد بظهرها لخزانة الملابس القريبة منها.
تحاول الفرار والابتعاد عنه كي تنقذ نفسها من بطشه بها، فهي على درايةٍ تامة بما سيفعله بها.
احتقن وجهه بشدة… بعد أن استند بكفه الأيسر بجوار كتفها الأيمن، مانعاً إياها من الأفلات منه هذه المرة….
ثم دنى من وجهها قليلاً هامساً بغلظة: شكلك كده نسيتي أنتِ دخلتي إوضة مين.
جف حلقها على إثر كلماته المخيفة، التي دبت بأطرافها الخوف أكثر قائلة بتوتر: أنا…. أنا آسفه مقصدش اللي عملته.
هز رأسه باستنكار و نظرات الأحتقار بعينيه قائلاً باستخاف حاد: مطلبتش أسفك وميهمنيش، علشان مهما تعملي بردو هشرب من دمك….ومحدش هيقدر يمنعني عن اللي هعمله فيكِ.
امتلئت مقلتيها بدموع الخوف مع ازديات نبضات قلبها التي تعلو بقوة، حتى خُيل إليها أنه استمعها قائلة بذعر: أرجوك خليني أخرج منها.
ابتسم بسخرية قائلاً بهدوء مخيف: والله محدش قالك تدخلي عش الطنابير برجليكي.
هزت رأسها ترجوه أن يتركها لكنه لم يرق لحالها قائلاً باستهزاء غاضب: متلومنيش على اللي هعمله فيكِ لومي نفسك وبس، مين قالك تدخلي إوضتي وتكبي عليا مايه في وقت متأخر كده ها….
اطرقت ببصرها أرضاً تنهمر عبراتها بصمت تريد أن تخرج من هذا المأذق التي وضعت نفسها به بسبب تهورها ونسيت ما جاءت من أجله إلى هنا.
ولا تعرف بأي شيء تجيب تساؤله الغاضب، ظنت أنها عندما تفعل ذلك سيرق لحالها لكن العكس هو الصحيح فمازال على موقفه منها.
تناهى إلى مسامع ملك في الصباح صوت صرير عربة سليم تغادر من فليته… نهضت من الفراش تتثاءب بعد نومها المتقطع طوال الليل.
بعدما تحدث معها بالأمس منتظراً ردها اليوم كما أخبرها قبيل خروجه من غرفتها…. تنهدت بارتياح قليلاً على الرغم من قلقها الشديد.
بسبب خروجه لعمله في الصباح، فأعطاها هذا راحةً نفسية وهو بعيد عنها…. هبت من الفراش مرةً واحده ناسيه إصابة قدمها فتأوهت بشدة.
تأملت مكان الألم وآثار الكريم عليها معطياً لمعاناً لها، أغلقت أهدابها شاعرة بلمسات أنامله على قدمها كأنها الآن.
قائلة لنفسها بشرود: لا يا ملك لا إوعي تفكري فيه أبداً بالشكل ده، نفضت عنها ما تفكر به، وقامت من مكانها بهدوء وتروي إلى المرحاض.
هبطت بالأسفل بحرص دون تفكير يذكر، ودلفت إلى المطبخ تتسلل ببطء… فلم تجد انتصار في مكانها المعتاد.
فوجدتها فرصة سانحة للبحث عن هاتف الخادمة، فلم تجده أيضاً، زفرت بضيق تريد الفكاك من هذا السجن.
خرجت منه تنوي الصعود مرةً أخرى إلى حجرتها لكنها لمحت الطريق إلى القبو بالأسفل…. متذكرة ذلك الصوت الذي كان يأتي من غرفةٍ مجاوره.
ترددت في السير إليه…. لكن فضولها الكامن لا يزال يسيطر عليها، فاتجهت نحو ذلك الطريق المؤدي إلى القبو بحرص.
وصلت أمام هذا المكان الذي كان يأتي منه ذلك الصوت المجهول المليء بالبكاء…. وجدت مقبضبه فوضعت يدها عليه بتردد تصتنت إليه.
علها تستمع إلى أي شيء بالداخل لكن لم يكن هناك أي حركة أو صوت مما جعلها تفكر وتتردد في فتح الباب.
سحبت كفها من على المقبض تريد العودة نحو الدرج، لكن صوت البكاء جعلها تعود أدراجها مرةً ثانية نحو الباب.
خفق قلبها بقوة وهي تقترب أكثر وتضع أذنها عليه تصتنت إلى الصوت قائلة لنفسها بدهشة: يبقى مكنتش بتخيل نفس الصوت العياط زي كل مرة.
ابتلعت ريقها بصعوبة تريد اقتحام ذلك الباب لترى من صاحب هذا البكاء، لكن صورة البوص عادت إلى مخيلتها من جديد ونظرات الشر بعينيه.
لكنها في النهاية حزمت أمرها ووضعت قبضتها على مقبض الباب، كي تفتحه لكنها وجدته موصد جيداً فلمحت سلسلة مفاتيح معلقة على الحائط.
رأت طيفها على ضوء شحيح آتي من الطريق إلى القبو…. تناولته سريعاً، وأخذت تجربه واحد تلو الآخر إلى أن فتح أحدهم.
اختلج قلبها بقوة مع صوت إعلان إستجابة المفتاح للفتح، حاولت ضبط إنفعالاتها قبل أن تقرر مرورها عبر الباب.
فتحته بمقبضه ببطء وحذر شديد، وجدت الحجرة مضاءة، جعلته موارباً قبل أن تدخل إلى الغرفة.
سارت متسلله بهدوء تبحث عن مصدر صوت البكاء، فلم ترى أحداً، عقدت حاجبيها بشدة تتعجب بأنها خالية إلا من وجود بعض أثاث الغرفة.
كافراش صغير وبعض الصور الكرتونية المعلقة على الجدران كأنها مخصصة للأطفال، تنهدت بذهول تتساءل بداخلها لمن هذه الغرفة والأغراض الموجوده بها.
كادت تعود من حيث أتتت لولا أنها لمحت طيف أحداً ما قابعاً بانطواء خائف خلف الفراش.
جلس إبراهيم أمام مكتب سليم يتحدث إليه عن العمل وبعد انتهاؤه من ذلك الأمر استأذن بالانصراف.
لكن البوص اوقفه قائلاً بهدوء: مفيش أخبار عن أدهم الصاوي…. هز رأسه قائلاً: كل اللي أعرفه إنه متغاظ من اللي حصل وعايز ينتقم منك بأي طريقة.
ضحك باستهزاء قائلاً بسخرية: أكيد بيفكر قبلها مية مرة علشان عارف أنا ممكن أعمل فيه إيه.
اومأ برأسه بإيجاب قائلاً: ده أكيد يا بوص، هوا عارف بيتعامل مع مين… شرد قليلاً مفكراً بأمر ما قائلاً: تمام يا ابراهيم روح انت شوف شغلك، وابقى ابعتلي فتحي ضروري.
دخل فتحي غرفة سهر وجدها جالسة على السرير…. منطوية على نفسها تضم ركبتيها إلى صدرها، ونظرات الرعب بعيونها تحدجانه بتردد.
اقترب منها بخطواته الثابتة، فقالت بنبرة مرتجفة: اوعـــ…. اوعى تقرب مني… أنا بكرهك وبكره نفسي.
زفر فتحي بعمق قائلاً بسخرية: مش معقول يعني هتكرهيني كده بسرعة بعد اللي حصل امبارح…. بس على العموم مش مهم ميهمنيش.
جف حلقها من نظرات الاحتقار والسخرية من عينيه تحاول أن تتحاشاه رغماً عنها قائلة بضيق خافت: انت عايز مني إيه تاني.
ابتسم بتهكم وهو يرى آثار الصفعة التي تلقتها على وجنتها مازالت موجوده قائلاً بحدة: أنا أدخل هنا وقت ما يعجبني، ومش انتِ اللي هتقوليلي أنا عايز إيه منك.
حبست عبراتها التي تريد النزول من مقلتيها المتورمة من كثرة البكاء، قائلة بخوف: أنا عايزة سليم قوله زهقت منك ومن سجنك.
جذبها من شعرها فجأة قائلاً بغضب: انتِ مش هتبطلي طولة اللسان دي بدل ما أخلع شعرك في إيدي.
تألمت بشدة قائلة بذعر: هبطل خلاص بس ابعد عني وسيب شعري، تنهد بضيق وهو يفلتها قائلاً بغلظة: انتِ السبب في كل اللي بيجرالك ده….
هزت رأسها بانفعال ممزوج بألم قائلة بخفوت: خلاص أنا عايزة امشي من هنا ومأ أشوفش وشك تاني، طالما مفيش إلا اهانتك ليه طول الوقت.
ضم قبضتيه كي لا يتهور عليها كالأمس قائلاً باختصار حاد: عايزك تعرفي حاجه واحده بس… إن مفيش مفر لا مني ولا من سجني زي ما بتقولي.
جحظت حدقتيها بقوة، مصدومة من عبارته الأخيرة قائلة بصراخ تلقائي: لا لا مش معقوله هفضل كده طول العمر معاك.
جذبها بعنف قاسٍ من فوق فراشها مواجهاً إياها قائلاً بصوتٍ هادر: سهرررر…. بلاش صوتك يعلى عليا وإلا هطربق الأوضة دي كلها فوق دماغك.
رمقته بريبة فانهمرت دموع الذعر من عيونها قائلة بحزن وخوف: مش هعلي صوتي تاني بس عايزه أسافر عند بابا، ارجوك ابوس على إيدك سافرني عنده….
دفعها نحو الفراش بقسوة قائلاً بغلظة: ابوكي مش عايزك من الفضايح اللي عملتهاله… افهمي بقى مكنش سابك هنا ومشي.
اجهشت في بكاء مرير قائلة بعدم تصديق: مش معقول بابا ميعملش كده في بنته الو…. قاطعها فتحي بنفاذ صبر: فوقي بقى من الوهم ده ابوكي مش عايزك ولا عايز يسمع صوتك حتى.
هزت رأسها بعدم استيعاب غير مصدقةما يقوله فتحي قائلة بيأس: يعني إيه مفيش غيرك معايا وهيتخلى عني كده بسهولة.
انحنى نحوها بتهديد قائلاً بنبرة مخيفة: أيوه مفيش غيري هتلاقيه في وشك… حتى سليم وأبوكِ مش عايزين يشوفوكي فوقي بقى… لازم تعرفي كده وغصب عنك هتلاقيني في وشك كل شوية.
وضعت كفيها على وجهها تداري الرعب الذي يملىء عيونها ومحاياها من نظراته الشرسة إليها…. تنتحب أكثر من ذي قبل قائلة بألم: خلاص رموني ليك زي البضاعة البايظة اللي ملهاش عازه.
تنهد بحدة قائلاً باختصار غاضب: أيوه ملكيش عازه عندهم وكلام عن سليم وابوكِ تاني هيبقى يا ويلك مني وتبقى جبتيه لنفسك.
قال ذلك وطال النظر إليها باستهزاء مصحوب بضيق، مقرراً تركها بمفردها، جاء ليغادر…. نادته بيأس شديد قائلة بمرارة: واشمعنى انتَ الوحيد اللي سابوني ليك ومسبتنيش زيهم ها.
تجمد فتحي بمكانه لا يريد إجابتها…. لكنها لم تتركه واقتربت منه شاعراً بخطواتها الخائفة خلفها، فالتفت إليها متأملاً ملامح وجهها الباهتة قائلاً بجمود: قدري كده احافظ على بضاعة فاسدة ملهاش قيمة.
جرحتها كلماته المهينة تلك وظهر ذلك في عيونها وهي تطلع إليه قائلة بضعف: للدرجادي أنا بقيت رخيصة في نظرك إنت كمان.
مط شفتيه بتهكم وهو يقف على مقربةً منها قائلاً باستخفاف: السؤال ده إجابته عندك إنتِ ومحدش عارفه أدك.
تلاقى بصرهما معاً في عتاب مرير… كأنها رأت في عيونه القاسية كل ما فعلته به في الماضي من وجع وخيانة، كأنه شريط ذكرياتهم الأليم سوياً….
وقفت فريدة بجوار عاصي مضطربة المشاعر… تفرك بكفيها في توتر… أمام المهندسة التي قد أوقعتها عن قصد داخل المسبح.
ونظرات الأخيرة تكاد تلتهمها من الغضب والأحتقار قائلة بعصبية: إنتِ لسه ليكِ عين تقابليني تاني بعد اللي عملتيه.
ارتبكت فريدة أكثر ونظراتها الزائغة ما بين عاصي وبينها قائلة بتردد: أنا…. أنا قاطعتها المهندسة بحدة قائلة: إنتِ إيه انطقي.
حاولت بلع ريقها بصعوبة فهي لم تعتذر لأحدا ما من قبل سواه قائلة بخفوت: أنا بعتذر عن اللي حصل مني امبارح…. ضيقت عيونها بسخط قائلة بحنق: أسفك ده مرفوض ويالا اطلعي بره مكتبي ومشوفش وشك تاني هنا.
امتلئت مقلتيها بالدموع تطلع إلى عاصي الواقف دون حراك، بمحياه العابس يشاهد ما يحدث دون تعليق من جانبه.
أخرجها من هذا الشرود صوت المهندسة مرةً أخرى متابعة بغضب: مستنيه عندك بتعملي إيه يالا بره…. اومأت فريدة برأسها بالموافقة والحزن باد على ملامح وجهها.
دون أن تنظر إليه…اتجهت صوب باب مكتبها بوغتت بمن يحيطها من خصرها مانعاً إياها من الانصراف وترك المكان بدونه.
تلاقت عيونهم في حديثٍ طويل…. لا تعرفه ولا تفهمه سوى القلوب التي تعشق طوال هذه السنوات الماضية…. التي لم تكل أبداً من الاستمرار به.
ارتجف قلبها لنظراته مع انتفاضة خفيفة بجسدها من لمسات ذراعه حول خصرها…. شعرت المهندسة بالحقد اتجاههم أكثر من الحفل، تحدجهم بشر.
اعتدل عاصي في وقفته دون أن يترك فريدة قائلاً بجمود: مش معنى ان فريدة جات علشان تعتذر تقومي تهنيها بالشكل ده قدامي.
صدمت المهندسة من ردة فعله على ما حدث، وكانت ابنة عمه أكثر ذهولاً منها ترمقه بعدم فهم مردفاً بخشونة: ومش معنى كمان ان مكتبي هيقوم بتصميمات مشروعك يديكي الحق في اهانتها وطردها من مكتبك.
ارتبكت المهندسة قائلة بتوتر: يا بشمهندس انت ناسي هيه عملت فيا إيه…. حدق بها بتحدي قائلاً بضيق: عارف هيه عملت إيه وعلشان كده جبتها تعتذرلك لكن لو كنت أعرف انك هتعملي كده مكنتش جبتها…. لإن عُمري ما هسمح أبداً بإهانتها.
شعرت بالفخر بداخلها من دفاعه عنها هكذا بعد أن ظنت أنه سيقبل بما حدث….
ثم رمق فريدة قائلاً بلهجة آمره: قدامي يالا من هنا…. اذدردت لعابها بصعوبة مصدومة لا تعرف أتفرح أم تحزن مما حدث.
جاءت لتنصرف أمامه اعترضت المهندسة طريقهم قائلة  بسرعة: على فين كده يا بشمهندس، فقال لها بسخرية: زي ما انتِ شايفه مروحين سوا.
شعرت أنها تسرعت في حديثها فقالت بلهفة: اوام كده أنا مكنتش اقصد اللي حصل مني بس ارجوك متمشيش زعلان مني.
تجاهل عاصي كلماتها وامسك بيد فريدة في قبضته مغادراً مكتبها تاركاً وراءه قلب حاقد يريد النيل منهم بأي طريقه.
اقتربت ملك من الفراش تريد أن تعرف من المختبأ خلف السرير فرأت طفلة صغيرة…. ذات ملامح هادئة وبريئة.
اجتاحت الصدمة كليهما وهما يتأملان بعضهما بمشاعر شتى… انحنت عليها ملك متناسية أنها خرساء أمامهم هنا…. وحملتها بين ذراعيها برفق، تريد أن تطمئنها.
قائلة بود: متخافيش مني يا حبيبتي أنا مش هأذيكي…. تطلعت إليها الفتاة الصغيرة بمزيج من القلق والخوف في عيونها… ومحيا وجهها ينطق بمشاعر الذعر الذي يكمن بداخلها.
جلست بها ملك على الفراش وأجلستها على قدميها برقة قائلة بحنان: إنتِ إسمك إيه يا حلوه…؟
تلعثمت الفتاة مترددة اتجيبها أم لا لكن ملك حثتها على التحدث متابعة باهتمام: متقلقيش من أي حاجه أنا معاكِ قوليلي اسمك إيه وبتعملي إيه هنا…؟
ارتبكت الطفلة قائلة بخفوت: اسمي نهلة عثمان…. تفوهت بذلك وصمتت على الفور… لا تريد الأستكمال.
ربتت على ظهرها قائلة بهدوء: ومين اللي جابك هنا… ما أن نطقت بجملتها حتى ارتعبت الفتاة أكثر وهبطت من فوق قدمي ملك تبتعد عنها بذعر.
حارت من أمرها كثيراً وقررت ألا تضغط عليها في التساؤلات حتى لا تثير في نفسها الخوف أكثر من ذلك.
قائلة بلطف: طب أنا همشي دلوقتي وهبقى أجيلك بعدين ومتخافيش مش هقول لأي حد اني شوفتك…. ولا إنتِ كمان تبلغي حد إنك شوفتيني…. اتفقنا يا نهلة.
اومأت الفتاة برأسها بالإيجاب…. وتركتها وغادرت الغرفة والحيرة تملىء قلبها أكثر وأكثر والتساؤلات العديدة وعلامات الأستفهام حول ما رأته وعرفته تزداد بكثره…. بداخلها
أوصدت الباب خلفها مثلما وجدته ووضعت المفاتيح بمكانها، وعادت ترتقي درجات سلم القبو كي تخرج من هذا اللغز المحير إلى غرفتها.
خطت بقدمها بحذر نحو الردهة تطمئن نفسها على عدم وجود أي شخص الآن…. لكنها استمعت إلى صوت أعيرة نارية بالقرب منها…. فركضت باتجاه مصدر الصوت رغم ألمها لترى ما هذا.
شاهدت آخر شيء توقعته أن يحدث فقد كان ابراهيم شاهراً سلاحه باتجاه البوص… الغارق في دماءه مستلقياً على الأرض.
اتسعت مقلتيها بقوة شديدة…. مهرولةً صوبه بلهفة، تدنو منه بعدم تصديق لما حدث للتو قائلة بتلقائية: سللليم……!!!!
وقفت فريدة تتأمل عاصي بطرف خفي وهو يتناول طعامه… لمحها تفعل ذلك قائلاً بضيق: بطلي خصلتك دي واقعدي كُلي…. جلست بالقرب منه على المائدة.
قائلة بتردد: انت…. انت خلاص مش زعلان مني.. رمقها باللامبالاه قائلاً بجمود: لا مش زعلان ويالا كُلي زي ما قولتلك.
شرعت في الأكل بعد كلماته تلك قائلة لنفسها: طب يا ترى هيفضل مُصر على موقفه مني، ولا إيه…!!!
تأملها للحظات كأنه يعرف جيداً طريقة تفكيرها قائلاً: امتحناتك امتى…. اجابته بخفوت قائلة: بعد اسبوعين…
ضم شفتيه قائلاً بهدوء: ابقى بعد ما نتغدى هاتي كُتبك وورايا على المكتب.
أسرعت تقول دون تفكير: لأ يا أبيه متشكرة أوي أنا بعرف أذاكر لنفسي كويس، رمقها بغضب فعادت تقول باستسلام: حاضر… حاضر يا أبيه هاجي.
دخلت عليه المكتب وجدته منشغل بالتحدث بالهاتف، بالقرب من النافذة…. وقفت بجوار مكتبه فلمحت درج المكتب  الخاص به والمحظور على الجميع الأقتراب منه مفتوح قليلاً.
فوجدتها فرصة سانحة لمعرفة اللغز المخبأ بهذا الدرج والتي تتمنى معرفته منذ صغرها… تطلعت إليه بحذر فوجدته مازال يتحدث بهاتفه.
مدت يدها نحو الدرج ببطء وحرص شديد تريد فتحه أكثر، لكن قبضةٍ قوية امتدت فوق يدها، كادت أن تسحقها بقوة…. نازعاً عنها الأمل الأخير في معرفة ذلك السر المخبأ به.
يتبع..
لقراءة الفصل الثالث عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية المؤامرة للكاتبة منة محسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى