روايات

رواية غرام المغرور الفصل الثاني عشر 12 بقلم نسمة مالك

 رواية غرام المغرور الفصل الثاني عشر 12 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل الثاني عشر 12 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل الثاني عشر 12 بقلم نسمة مالك

عقد!!.
.. تكملة فلاش باااااااااااك..
“موافقه”..
قالتها “إسراء” بصراخ، وهي ترمق “فارس” الذي ينظر لها بابتسامة واسعه تدل على فرحته الغامره،ووضع يده بجيب سرواله أخرج ورقه مطويه.. فتحها ببطء، واقترب من “إسراء” التي تتابع ما يفعله بدهشه..
أخفي يده داخل معطفه، واخرج قلم وضعه بيدها، وهو يقول بنبرة صارمة..
“أمضى”..
عقد حاجبيها، وبتساؤل أردفت..
“أمضى على أيه؟!”..
تأمل ملامحها بفتنان، وغمز لها بشقاوه وهو يقول..
“عقد جوازنا يا بيبي..عقد شرعي، ومتسجل في الشهر العقاري، وناقص امضتك وبس”..
تنقلت “إسراء” بعينيها بينه، وبين تلم الورقه التي بيده بصدمه..أيعقل ستصبح زوجة هذا المغرور.. تسارعت دقات قلبها بعنف، وتعالت وتيرة أنفاسها، وبأنفاس متهدجه همست..
“أنت أكيد بتهزر!! “..
“لا مبهزرش، وامضي يا إسراء علشان أنا على تكه واحده، وصدقيني هثبتلك بالفعل أني مبهزرش”..
قالها “فارس” بنبره محذره تحمل بين طياتها الكثير من الرغبه راتها هي بوضوح بعينيه الجريئه..
ارتجفت شفتيها، وبصوت هامس قالت مستفسره..
“طيب زي ما اتفقنا جوازنا هيكون على ورق بس، وهشتغل هنا لحد ما اطمن على ماما، ومش هنعلن غير لما يعدي أربع شهور زي ما قولتلك”..
مال برأسه عليها لتتراجع هي برأسها للخلف سريعاً.. تعمق النظر داخل عيونها، وبتهكم واضح على محياه قال..
“وتفتكري مرات فارس الدمنهوري ينفع تشتغل خدامه يا ساحره؟!”..
” دا شرطي يا فارس بيه.. علشان انا عارفه غرضك أيه من جوازك مني كويس أوي “..
همست بها بغصه يملؤها الأسى جعلته ضيق عينيه، وتحدث بتساؤل قائلاً..
“وايه هو بقي غرضي؟!”..
ابتسمت ابتسامه زائفه تخفي بها عبراتها التي تجمعت بعينيها، وبهمس مقهور قالت..
“انت يا بيه عامل زي اللي داق كل حاجه حلوه في الدنيا، ونفسه جزعت.. فمال لحاجه حادقه.. اللي هي أنا للأسف”..
مال عليها أكثر حتي لفحت أنفاسه الساخنه بشرتها الشاحبع، والبارده من شدة خوفها منه، وتحدث من بين أسنانه بغيظ قائلاً..
“وانا لو كان دا غرضي منك كنت قولتلك عايز أخلف منك؟!”..
صمت لبرهه يحاول السيطرة على وتيرة غضبه من اندفعها، وتهورها بالحديث، وبصوت دب الرعب باوصالها قال..
“أمضى احسنلك”..
“أوعدني الأول”..
همست بها بصوتها الهامس الرقيق الذي يدغدغ مشاعره، وببطء رفعت عينيها، ونظرت له تستجديه ان يلبي طلبها، وبرجاء أكملت..
“أوعدني يا بيه متجبرنيش على حاجه أكتر من كده، وتخليني اشتغل هنا زي ما قولتلك”..
هبطت دمعه حارقه على وجنتيها وتابعت بصوت متحشرج بالبكاء..
“خليني احس بحبة كرامه..بلاش تحسسني أني رخيصه أوي كده”..
اعتلت الدهشه ملامحه،وهو يقول..
“رخيصه؟!.. هتبقي حرم فارس الدمنهوري وتقولي رخيصه يا إسراء؟! “..
حرك رأسه بيأس من حديثها المتهور، وبنفاذ صبر قال..
“أمضى يا إسراء حالاً”..
“طيب خليها لما اطمن على ماما الأول “..
أردفت بها” إسراء ” برجاء..
نظر لها” فارس” نظره جامده، وتحدث بجديه مصطنعه قائلاً..
” وماله.. زي ما تحبي.. بس زي ما قولتلك.. هتلاقيني في حضنك في اي وقت،وفي أي مكان يخطر على بالك”..
تأملها بجرائه مكملاً بعبث..
“مش همنع نفسي عنك، ولا هحرم نفسي منك، وكنت عايز اعمل كده وانتي على زمتي.. بس انتي اهو اللي بترفضي الحلال.. يبقي استحملي شقاوتي يا ساحرتي”..
” قصدك سافلتك”..
قالتها” إسراء ” ببكاء شديد، وهي تأخذ الورقه، والقلم من يده بعنف، وكتمت أنفاسها وهي تدون أسمها معلنه أنها أصبحت زوجة” فارس الدمنهوري”..
أنهت امضتها، وبسرعة البرق كانت ركضت مبتعده عنه بعدما قرأت ما يدور بعقله تجاهها.. لتتعالي ضحكاته بستمتاع، وبمكر تحدث قائلاً..
” بتجري مني من أولها يا بيبي.. مبقاش ليكي غير حضني”..
.. نهايه الفلاش بااااك..
..صدمة اعتلت ملامح “إلهام” حين رأت توتر وارتباك وحيدتها.. تتهرب بعينيها منها حتي لا تقرأ ما فعلته بهما.. والدتها هي وتعلم ما يدور بذهنها عن ظهر قلب..
بيد مرتجفه امسكت ذقنها جعلتها تنظر لها.. لتشهق بصوت خفيض وبذهول همست قائله..
“أوعى تقولي انك عملتي كده يا إسراء؟!”..
أطبقت” إسراء” جفنيها بعنف، وتأوهت بصوت مسموع مردفه بألم يعتصر قلبها ورحها…
“ااااه يا ماما.. عملت كده”..
نظرت لها بأعين شديدة الاحمرار..ممتلئه بالعبرات تأبي الهبوط، وبتنهيده أكملت..
“عشانك انتي وبنتي مضيت عقد مع فارس الدمنهوري”..
اذداردت” الهام” لعابها بصعوبه،وضربت بكف يدها على صدرها، وهي تقول بذهول..
“عقد عرفي يا إسراء؟!”..
ربتت” إسراء ” على ركبتها بحنان، وابتسمت لها ابتسامة باهته ومغمغمه بخفوت..
“شرعي.. اطمني يا ماما.. بس تقدري تقولي هو بالنسبالي عقد شغل أكتر من انه عقد جواز..انتي عارفه انا وفارس بيه مننفعش لبعض اصلاً.. أنا بنسباله نوع جديد مجربوش قبل كده، وعنده فضول يجربوا مش أكتر”..
“ولما انتي عارفه انه كده.. ايه اللي جبرك على جوازك منه يا بنتي؟!”..
قالتها” الهام” بصوت متحشرج بالبكاء..
صكت” إسراء” على أسنانها بغيظ شديد، وهي تقول..
“مرضيش يسبني غير لما يمضيني وإلا كان احححم؟! “..
جحظت أعين” إلهام”، وبخوف همست..
” انتو داخلتو كمان يا إسراء؟! “..
حركت” إسراء ” رأسها بالنفي سريعاً، وهي تقول..
“لا لا يا ماما مافيش حاجه من دي حصلت، ولا هتحصل حتي.. بس هو سافل زي ما انتي عارفه، وهددني بسفالته لو ممضتش على العقد”..
أطلقت” إلهام ” زفره نزقه، وبهدوء قالت..
“يعني دا دلوقتي جواز شرعي ولا عرفي.. فهميني يا بنتي “..

“قولتلك انه مجرد عقد بالنسبالي يا ماما، ومش هنعلن عن جوازنا غير لما اطمن عليكي”..
هبطت دموعها بغزاره وتابعت بحزن..
” ويعدي سنه على موت رامي الله يرحمه”..
وضعت” إلهام” أصابعها أسفل ذقنها، وبسخريه قالت..
” وهو سي فارس بتاعك دا هيستني عليكي بسفالته دي؟!.. دا قالهالك صريحه عايز يخلف وريث.. يعني مش هيسيبك غير ما تشيلي منه يا حبيبتي”..
إسراء ” بثقه.. “مش هيحصل”..
ساد الصمت قليلاً.. قطعته “إلهام” بأمر..
” يبقي الناس والدنيا كلها لازم تعرف أنك بقيتي مراته.. علشان الجواز أساسه الاشهار يا إسراء.. مش عايزين الناس تقول علينا حاجه أكتر من كده”..
ضحكت “إسراء” بصوت عالِ للغايه، ودموعها تنهمر على وجنتيها بغزاره، وتحدثت بصعوبه من بين ضحكاتها..
“الناس.. وهي الناس بتبطل كلام يا ماما..كانوا فين الناس دي وانا وأنتي وبنتي هنموت من الجوع..
انا لو مكنتش اتجوزت خالص كانوا هيقولوا اللي عنست ايه، ولما اتجوزت قالو جوزتيها صغيره ليه.. لما جوزي مات قالوا وشي وحش عليه، وستات الحته يخافوا على اجوازهم من إسراء الأرملة، ولو فضلت من غير جواز الكلام هيكتر حواليا، والعين هتبقي عليا، ولو اتجوزت دلوقتي.. هيقولوا اوام وقعت راجل غيره..الناس مش هتسكت ولا تبطل كلام أبداً يا ماما، ولو مشينا وراهم هنقع على جدور رقبتنا والناس برضوا هيدوسو علينا بجزامهم”..
ضمتها “إلهام” داخل حضنها وقبلت جبهتها مردده ببكاء..
” عندك حق يا ضنايا.. أهدي يا حبيبتي.. حقك عليا انا”..
قبلت” إسراء ” يدها مرات متتاليه وعي تقول بلهفه..
” حقك عليا انا يا ماما.. مش قصدي اتعصب عليكي يا حبيبتي “..
قبلت وجنتيها، وهبت واقفه، وتابعت بمزاح..
“سبيني بقي أنزل استلم شغلي في المطبخ اللي قد الحته بتاعتنا كلها، وعايز توكتوك يوصلني لعنده في مغارة فارس بابا اللي مقعدنا فيها دي”..
أنهت جملتها، وسارت نحو باب الغرفه.. ليوقفها صوت” إلهام ” تقول بلهفه..
” بت يا إسراء”..
نظرت لها فحركت شفاتيها دون إصدار صوت قائله..
” انتي مشلتيش الوسيلة لحد دلوقتي؟!”..
ابتسمت” إسراء” ابتسامه واسعه، وتنهدت براحه وهي تحرك رأسها لها بالايجاب..
…………………………
.. بأحدي مخازن مصانع الدمنهوري..
” هو دا الواحد اللي بعتينه يخلص عليا يا سيد؟! “..
قالها “فارس” بصوت جوهري، وهو يخطو من باب  المخزن، ويسير بهيبته بخطوات واثقه حتي اقترب من” سيد” المقيد جيدا بسوط عريض، والظاهر على ملامحه أثار ضرب مبرح..
“أبوس رجلك يا فارس باشا.. انا قولتلك اللي أعرفه.. مكنتش أعرف أنهم هيبعتو كل الرجاله دي”..
قالها “سيد” بصوت متقطع من شدة فزعه..
وقف “فارس” أمامه يرمقه بنظرات مشتعله، وبهدوء مريب تحدث قائلاً..
“ولسه متعرفش مين اللي مشغلك؟!”..
“سيد” بضعف.. “والله ما أعرفه يا باشا، ولا عمري شوفته.. اللي بنا كان مجرد أوامر باخدها بالتليفون، وهو اللي كان بيتصل، وكل مره من رقم شكل”..
ربت “فارس” على كتفه بعنف، واستدار متجه نحو الخارج وهو يقول..
“طيب يا أبو السيد هتفضل مع رجلتي هنا لحد ما يبان لك صاحب أو تقابل وجه كريم”..
صرخ “سيد” بتوسل قائلاً..
” أبوس جزمتك يا باشا.. انا غلطان في حقك.. سبني أعيش وانا هبقي خدامك”..
نظر له” فارس” من فوق كتفه، و ادرف بنبره صارمه موجه حديثه لحرسه الخاص..
“عايزه يفضل عايش لحد ما نعرف اللي مشغله.. مفهوم”..
أنهى جملته، وسار بخطي واسعه للخارج..
” فارس باشا.. هجيب لسيادتك دكتور”..
قالها إحدي الحرس، وهو يفتح له باب سيارته الخلفي.. ليغلقه “فارس”، وفتح الباب الأمامي وجلس بمقعد السائق، وهو يقول بأمر..
“لا.. انا رايح القصر.. في دكاتره هناك.. خليك انت هنا وبلغني بكل حاجه اول بأول”..
“أمرك يا باشا”..
انطلق “فارس” بسيارته خلفه سيارات الحرس بأقصي سرعه.. هيئته مزريه.. ثيابه ممزقه،وجهه مملوء بكدمات عنيفه،وجرح نافذ ينزف بغزاره بجانب صدره..
أمسك هاتفه وتحدث به برساله صوته قائلاً..
“اعمل حسابك كويس لازم أشوفك في أقرب وقت.. خد كل حذرك وهحدد ميعاد وابلغك بيه يا تامر”..
مرت عدة دقائق، ووقف أمام باب قصره الخارجي، وضغط على بوق السيارة بغضب.. ليسرع إحدي الحرس وقام بفتح الباب على مصراعيه.. ليندفع هو للداخل فجأه بدون مقدمات حتي انه اصتدم بالجدار وتهشم جزء كبير من السيارة..
ارتجل منها،وصفق الباب بقوه كاد أن يهشمه هو الأخر، وسار لداخل القصر بخطوات شبه راكضه..
“فاااارس.. أيه اللي حصلك يا حبيبي”..
صرخت بها “خديجه” ببكاء حاد، وهي تركض عليه وتضمه لحضنها بخوف شديد..
لم يجيبها في الحال.. عينيه تبحث عن ساحرته بلهفه واشتياق لم يشعر به تجاه اي امرأه من قبل.. تهللت أساريره حين لمحها تسير بشرود كعادتها تجاه المطبخ غير منتبها لوجوده..
هرول خلفها،وهو يقول بصوت مجهد يظهر به مدي تعبه..
“سبيني دلوقتي يا ديجا، وهحكليك بعدين”..
همت “إسراء” بدخول المطبخ، ولكن يد “فارس” التفت حول خصرها، وحملها داخل حضنه.. ظهرها مقابل صدره،وبسرعة البرق صعد بها الدرج ومن ثم نحو جناحه مباشرةً..
“يا نهاااااااار اسوح ومهبهب عليا وعلى اليوم اللي وقعت فيه في طريقك يا فارس زفت بيه”..
صرخت بها” إسراء” بغضب عارم، وهي تلكمه بكل قوتها، وتركل بقدميها في الهواء حتي تفر من بين يديه..
لكنه لم يتركها إلا بعدما أصبح داخل جناحه الخاص، وأغلق الباب خلفه جيداً..
قفزت من بين يديه، واستدارت تنظر له وهمت بالصراخ بوجهه.. لكنها صدمت من هيئته، وشهقت بعنف مردده..
” ايه اللي عمل فيك كده؟!”..
لم يجيبها، ولم يبتعد بعينيه عنها.. بدأ يفتح أزرار قميصه واخد تلو الأخر، وخلعه بألم واضح على ملامحه، ووضعه على جرحه النازف يوقف به الدماء المتدفقه، وبأمر قال..
“تعالي يا إسراء.. عايز أحضنك”..
نظرت له ببلاهه.. كأنها تراه براسين، وبغضب قالت..
” أنت في ايه، ولا في ايه يا بيه؟!”..
ابتسم لها ابتسامة هادئه، وتحدث بأسف قائلاً ..
“انا كنت هموت انهارده من غير ما أعرف طعم حضنك أيه.. فقربي مني كده زي الشاطره وهاتي حضن جامد يا مدام فارس”..
همت” إسراء” بالرد عليه، ولكن طرقات هادئه على باب الجناح يليها صوت إحدي الخدم يتحدث بأحترام شديد..
“فارس باشا.. انسه ديما خطيبة سيادتك وصلت تحت ومنهاره جداً”..
اتسعت أعين” إسراء” بذهول مردده بعدم تصديق..
” خطبتك؟! “..
يتبع……
لقراءة الفصل الثالث عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى