رواية نيران ظلمه الفصل الحادي عشر 11 بقلم هدير نور
رواية نيران ظلمه الفصل الحادي عشر 11 بقلم هدير نور |
رواية نيران ظلمه الفصل الحادي عشر 11 بقلم هدير نور
في اليوم التالى…
خرج عز الدين من المصعد الخاص بشركته ممسكاً بيد حياء بين يده متجاهلاً نظرات الموظفين المنصبه عليهم بفضول
همست حياء وهى تضغط علي يده بارتباك
=عز …
همهم مجيباً اياها بهدوء وهو يومأ برأسه رداً علي تحية احدى الموظفين
=الفستان اللي انا لبساه ده محترم …يعنى ينفع للشركة ؟!
لم يجبها مكملاً طريقه بصمت مما جعلها تجذب ذراع بدلته تتمتم بتذمر
= يا عز بكلمك….
توقف فجأة مما جعلها تصطدم بجسده بقوه لكنه اسرع باحاطة كتفيها بيديه بحماية حتى لا
تتسبب قوة الارتطام بايذائها منحنياً عليها هامساً بصوت حازم بالقرب من اذنها و هو يمرر عينيه فوق الفستان الابيض و الجاكت الزيتونى اللون الذى كانت ترتديه فوقه و الذى ما زادها الا جمالاً فوق جمالها حيث كان بذات لون عينيها مما اضاف اليها بريقاً خاص..
=وانتي فكرك انه لو مش محترم كنت هطلعك به حتى برا الاوضة مش برا القصر ؟!
عقدت حاجبيها قائلة بتذمر
=مش قصدى على فكره انه عريان وكده قصدى لايق على الشركه والشغل و كده يعنى..
اومأ رأسه بالايجاب و قد ارتسمت ابتسامه مشرقه فوق وجهه يتابع طفولتيها تلك باستمتاع..
بادلته حياء الابتسام تمتم بحماس وهى تمرر يدها فوق فستانها
=بصراحه كنت قلقانه انه ميبقاش مناسب للمكان….
لتكمل وهي تنظر اليه بعينين تلتمع بالامل وهى تستدير حول ذاتها
=يعنى حلو عليا..؟!
اخذ يمرر عينيه ببطئ فوق جسدها متأملاً اياها بشغف فى ذاك الفستان الذى اظهر جمال قوامها مما جعل النيران تضرب جسده على الفور لكنه تنفس عميقاً محاولاً تهدئت ذاته مذكراً نفسه بالمكان الذى هم متواجدان به الا اذا كان يرغب بفضح نفسه امام موظفينه..
اومأ لها بصمت فى النهاية راسماً على وجهه ابتسامة خفيفه قبل ان يقبض علي يدها مرة اخرى محتوياً اياها بين يده بصمت مكملاً طريقه الى مكتبه الخاص ……
كانت حياء جالسة في المقعد المقابل لمكتب عز الدين تراقبه و هو مندمج فى عمله بعينين تلتمع بشغف لكنها اخفضت عينيها سريعاً تتصنع النظر الى المجلة التى كانت بين يديها عندما رفع رأسه نحوها قائلاً بهدوء
=زهقتي مش كده ؟!
اومأت له حياء برأسها تمتم بضيق
=بصراحة اها…
اخرج صندوق من داخل الدرج الداخلى للمكتب الخاص به ثم وضعه امامها قائلاً بهدوء
=ده الموبيل اللى كنت وعدتك به …
التمعت عينين حياء بالسعادة و هي تهتف غير مصدقه انه اخيراً سوف يسمح لها باستعمال الهاتف من جديد
=بتاعى انا…يعنى اقدر استعمله ؟!
اومأ لها قائلاً وهو يبتسم على سعادتها تلك
=ايوه بتاعك…..
ليكمل بحزم وهو يشير نحو الهاتف
=بس خدى بالك الموبيل ده تقدرى تستقبلي بس منه الاتصالات ومسمحولك تتصلى بكام رقم بالعدد واللي هى طبعاً ارقام العيله غير كده مش هتقدرى…
قضبت حياء حاجبيها قائلة بغضب
=طيب ولزمته ايه بقى ؟!
نهض من فوق مقعده مقترباً منها جاذباً اياها من ذراعها بلطف حتى اصبحت تقف على قدميها امامه
مرر اصابعه فوق تقضيبه حاجبيها برقه قائلاً بحنان
=دي بدايه يا حياء…وصدقينى كل ما هتخلينى اثق فيكى كل ما كل حاجه بنا هتتغير..
همست حياء وقد التمعت عينيها ببريق من الامل
=يعني انت فعلا ً بدأت تثق فيا ؟!
اومأ لها برأسه بالايجاب قائلاً
=بحاول واتمنى انك متخيبيش ظنى…
هتفت حياء بسعادة وقد امتلئ وجهها بابتسامة مشرقة
=عمرى ما هخون ثقتك..صدقنى
تمتم عز الدين ممرراً يده بحنان فوق وجنتها
=عارف ده و واثق منه…
ثم وقف عدة لحظات متأملاً اياها و عينيه تلتمع بالشغف قبل ان يخفض رأسه متناولاً شفتيها فى قبلة حارة يبث بها حاجته اليها ..لتبادله هي الاخري قبلته تلك بشغف تأوهت بصوت منخفضاً عندما اخذ يعمق قبلته..محتوياً جسدها الغض بين ذراعيه جاذباً اياها نحو جسده الصلب اكثر بينما اخذت دقات قلبهما تزداد بجنون ظل يقبلها عدة لحظات اخرى قبل ان يرفع رأسه ببطئ سانداً جبهته فوق جبهتها و صدره يعلو وينخفض بشدة مكافحاً لالتقاط انفاسه.. بينما كانت هى مغمضة العينين تلهث بشدة وقف متأملاً اياها عدة لحظات ممرراً يده ببطئ فوق شفتيها المنتفخه اثر قبلته تلك قبل ان يهمس فى اذنها بصوت اجش
=كل حاجة هتتغير للاحسن صدقينى…
ثم انحنى ضاغطاً شفتيه فوق جبهتها مقبلاً اياها بحنان وهو يحتويها بين ذراعيه اكثر بحمايه…
كان عز الدين جالساً خلف مكتبه يراقب بابتسامة تملئ وجهه تلك الجالسة علي الاريكة التي فى الجانب الاخر من غرفة مكتبه تشاهد احدى مسلسلاتها التركية التي من الواضح انها تعشقها مستمتعاً بمراقبة التعبيرات التى كانت تمر فوق وجهها و سماع صوت ضحكتها الرقيقه وتعليقاتها المنخفضه على كل مشهد تشاهده…
افاق من تأمله لها عندما طرق باب الغرفة و دخلت راما السكرتيرة الخاصة به الي الغرفة بوجه شاحب قائلة بصوت مرتجف
=عز بيه …ينفع استأذن من حضرتك و امشى بدرى النهارده
اجابها عز بهدوء وهو يضع القلم الذي كان بيده علي الطاولة
=تمشى ازاى يا راما انتى مش عارفه انك لازم تسجلى الملاحظات اللي هتتبعت النهارده لفرنسا
تمتمت راما بصوت مرتجف على وشك البكاء
=غصب عنى والله يا عز بيه اصل ماما تعبت جالها غيبوبة ونقلوها المستشفي ولازم اروحلها…
انتفض كلاً من عز وحياء من مكانهم مقتربين منها علي الفور تمتمت حياء بتعاطف وهي تربت فوق كتفها بخفه
=الف سلامه عليها…متقلقيش ان شاء هتبقي كويسه ..
اومأت لها راما بامتنان بينما اقترب منها عز الدين قائلاً بهدوء وهو يخرج من محفظته مبلغ مالى كبير مناولها اياه بعيداً عن انظار حياء حتي لا يتسبب فى احراجها قائلاً وهو يربط فوق يدها بحزم
=خلي المبلغ ده معاكى …وانا هبعت معاكى عزيز يوصلك و كمان علشان لو احتاجتى اى حاجه..
ِتمتمت راما بصوت مرتجف
=شكرا يا عز بيه …مش عارفه اقولك ايه بجد ربنا يخاليك
هز عز الدين رأسه لها بصمت مراقباً اياها تغادر المكان بخطوات متثاقلة…التف عز الدين حول مكتبه وعاد للجلوس مرة اخرى فوق مقعده يهم الاتصال بياسر لكى يجد له بديلاً لراما ط عندما اقتربت منه حياء تمتم بصوت منخفض
=عز …..ممكن اطلب منك طلب ؟!
التفت اليها يهز رأسه متسائلاً بصمت..لتكمل وهى تضغط فوق شفتيها بارتباك
=ممكن اساعدك انا في الشغل النهاردة و اخد الملاحظات مكان راما ..؟!
عقد عز الدين حاجبيه قائلاً بدهشة
=هتعرفى..؟!
اومأت له حياء بحماس قائلة بلهفة
=اها هعرف..هي صح اول مرة بس متقلقش انا بفهم بسرعة و كل الحكاية انك هتقولى شويه ملاحظات وهكتبها و بعد كده هطبعها عادى……..
لتكمل بصوت منخفض تعرز اسنانها في شفتيها و هى تنظر اليه بخجل
=اصل بصراحة كدة زهقت ..قاعدة بقالي 4 ساعات بتفرج على مسلسلات بس
نهض من فوق مكتبه مقترباً منها بهدوء حتى اصبح يقف امامها مباشرة رفع يده نحو وجهها ممرراً ابهامه فوق شفتيها محرراً اياها من بين اسنانها.. لكنها عندما رفعت عينيها نحوه و رأت رأسه ينخفض نحوها و عينيه مسلطة فوقة شفتيها و الرغبه تحترق بداخلها تراجعت للخلف على الفور وهي تضع يدها فوق شفتيها بحماية تتمتم بارتباك و صوت مكتوم بفعل يدها
=لا…بص..بص مش كل شويه تعمل كده بعدين مش هتستغل انى….
لكنها ابتلعت باقي جملتها بصدمه عندما انحني عليها مقبلاً بحنان ظهر يدها التى كانت تغطي بها فمها هامساً بصوت اجش بالقرب من اذنها
=و انا …موافق
ظلت حياء واقفة بمكانها ترفرف بعينيها بصدمة عدة لحظات محاوله استيعاب ما الذى قد وافق عليه فقد تسبب فى تشوش عقلها بسبب ما قام به منذ قليل لكنها استوضحت الامر عندما
اكمل وهو يبتعد عنها متجهاً نحو مقعده مرة اخرى مشيراً لها بالجلوس بالمقعد الذي امام مكتبه
=يلا علشان نبدأ….
اشرق وجهها بابتسامة فرحة و هى تتجه نحو المقعد الذى اشار اليه جالسه فوق واضعه اللاب توب الخاص به امامها وتبدا بكتابه ما يلقيه عليها اخذت تضرب بيدها فوق لوحه المفاتيح بسرعه ومهاره و هى تجاريه لكنه اندمج بالعمل سريعاً وبدأ يزيد من سرعة القاءه للكلمات عليها مما جعلها تتعثر في كتابة بعض الكلمات…
رفعت رأسها نحوه وهي تتنحنح بصوت منخفض لكنه لم ينتبه اليها و استمر دون ان يلاحظ توقفها ذلك متلاعباً باحدى الأقلام بين يديه…
لكنها تنحنحت مرة اخرى بصوت اعلي لتنجح في جذب انتباهه اليها التفت نحوها يهز راسه بتساؤل ..
اجابته حياء بخجل
=ممكن ..براحة شوية مش لاحقه اكتب حاجة
ظل عدة لحظات عينيه مسلطة عليها متأملاً اياها و على وجهه يرتسم تعبير غريب قبل ان يومأ برأسه بالموافقة مبتسماً لها بخفه قائلاً بهدوء
=وقفتى لحد فين.. ؟!
اجابته حياء ليبدأ مما توقفت عنده لكن هذه المرة بتمهل حتى تستطيع مواكبته…
حين انتهت حياء زفرت براحة و هى تنتفض واقفة قائلة بحماس
=هطلع بقي اعدله بعد كده هطبعه علشان تبعته
اجابها عز الدين و هو يومأ لها مبتسماً على حماسها ذلك
=تمام …بس كل ده يخلص في اقل من ساعه لازم ابعت الورق في الميعاد المحدد و الا هيحصل مشكله كبيرة..
اومأت له وهي تتجه نحو باب المكتب قائلة بحماس
=متقلقش 10دقايق بالظبط و هيكون عندك
لكنها اصطدمت فور خروجها من باب المكتب بتالا التى كانت تستعد للدخول فى ذات الوقت تمتمت تالا بغضب وهى تفرك ذراعها
=مش تحاسبى ..؟!
نظرت اليها حياء بنفور قبل ان تتخطها وتتجه نحو مكتب راما دون ان توجه لها كلمه واحدة متجاهلة اياها تماماً ..
بينما وقفت تالا تراقب بدهشة حياء التى بدأت بالعمل على اللاب توب الخاص براما قبل ان تلوى شفتيها بغل وهى تعكس شعرها الى الخلف بحركه درامية ثم تتجه. الى داخل مكتب عز الدين….
ظلت حياء تعمل على تعديل النص حتي انتهت منه تماماً عندما خرجت تالا من غرفة مكتب عز الدين و هى تتمتم ناظرة اليها باستعلاء
=عز عايزك……
لتكمل و هي تراقب حياء تنهض بهدوء و هى لازالت تتجاهلها كأنها غير متواجده
=هو بقى بياخدك معاه هنا كمان ايه خايف يسيبك لوحدك احسن تلعبى بديلك ولا ايه ؟!
كانت حياء تستعد لدخول المكتب عندما سمعت كلماتها تلك تشددت يدها فوق مقبض الباب و هى تشعر بالغضب يتأجج بداخلها لكنها زفرت ببطئ ترسم على وجهها ابتسامه فاتره قبل ان تلتفت اليها قائله بهدوء
=مش فاهمه ليه يا تالا دايماً بتخلطى بيني وبينك……..
لتكمل بسخريه لاذعه وهي تمرر عينيها على جسد تالا من اعلى للأسفل باستعلاء و نفور
=يا حبيبتى الحربايات اللي زيك هما بس اللى بيبقى لهم ديل
لتكمل وهي تغمز لها بعينيها مطلقه ضحكه ساخرة قبل ان تتجه داخل مكتب عز الدين
=وابقي خدي بالك منه لان المره الجايه هقطعهولك
وقفت تالا تراقب حياء وهي تختفي داخل المكتب و قد احمر وجهها من شده الغضب و الغيظ قبضت على يد حقيبتها بقوة وهي تطلق صرخة غيظ ثم اتجهت بخطوات مشتعلة نحو مكتب راما التي كانت حياء تجلس عليه منذ قليل اخذت تبحث به عدة لحظات حتى وقعت عينيها على اللاب توب اخذ تمرر عينيها فوق شاشته قبل ان تتسع ابتسامتها وهي تنقر فوق احدى الازرار تمتم بغل…
=و انا بقى هوريكى شغل الحربايات على حق يا بنت المسيرى
كانت حياء جالسة امام اللاب توب و هى تشعر بجسدها يرتجف بشدة اخذت تبحث عن الملف الذى حفظت به العمل الذى قامت به منذ قليل لكنها لم تتستطع العثور عليه فقد اختفى.تماماً رن الهاتف الداخلي الذى بمكتب راما اجابت عليه بيد مرتجفة ..وصل اليها صوت عز الدين النافذ الصبر و الذى قد سألها عده مرات من قبل عما اذا كانت انتهت من طابعة الورق ام لا لتجيبه هذه المرة كسابقتها بانها تحتاج عدة دقائق اخرى للانتهاء لكن قد مر اكثر من نصف ساعة منذ اكتشافها اختفاء الملف نهضت ببطئ تتجه نحو مكتبه لتخبره بالامر فلا يوجد مفر من ذلك..طرقت الباب قبل دخولها ثم وقفت امام مكتبه بجسد مرتجف و اعين متسعه تراقبه و هو يقوم بفحص بعض الاوراق التى امامه همست بصوت منخفض
=عز….
اجابها دون ان يرفع عينيه عن الاوراق التى بين يديه
=خلصتى؟! سبيهم علي المكتب دلوقتى و انا هب……….
لكنها قاطعته و هي تمتم بارتباك بعد ان استجمعت شجاعتها
=ال…ال..الملف اتحذف ومش لاقياه
رفع رأسه عن الاوراق فور سماعه كلماتها تلك متمتاً بحده
=يعني ايه مش لاقياه ..دورتى كويس
تمتمت حياء بصوت مرتجف
=دورت ..بس..بس شكله اتحذف
انتفض عز واقفاً بغضب وهو يصيح
بحدة وقد احتقن وجهه بشدة
=يعني ايه اتحذف..هو احنا بنلعب
ِليكمل وهو يضرب المكتب بقبضته مما جعلها تنتفض فى مكانها بفزع
=بس دى مش غلطتك …دى غلطتى انا انى اعتمدت عليكى
انفجرت حياء فى البكاء فور سماعها كلماته تلك وهي تتمتم بصوت مرتجف من بين شهقاتها
=انا اسفه و الله..معرفش ازاى ده حصل
توتر عز في وقفته فور رؤيته لها تبكي بهذا الشكل يشعر بضيق غريب يستولي عليه فهو لا يتحمل رؤيتها تبكى هكذا فرك وجهه بغضب قبل ان يتجه نحوها جاذباً اياها بين ذراعيه بحنان دست حياء وجهها في صدره علي الفور تتنحب بشدة و هي لازالت تهمس معتذرة
اخذ يربت فوق ظهرها بحنان وهو يهمس لها بكلمات مهدئه و عندما استكانت بين ذراعيه و اصبحت شهقات بكائها منخفضة همس بالقرب من اذنها بصوت اجش
=خلاص متزعليش ..محصلش حاجه لكل ده انا هتصرف
تمتمت حياء بصوت مختنق
=هتصرف ازاي بس… انا كده بوظتلك كل شغلك .؟!
اجابها بهدوء وهو يتناول هاتفه من فوق المكتب ليجرى اتصالاً وهو لا يزال محتفظاً بها بين ذراعيه اخذ يتحدث بالهاتف باللغة الفرنسيه عدة لحظات قبل ان يغلق الهاتف ويضعه مرة اخرى فوق المكتب
احنى رأسه متأملاً وجهها الذي لايزال مختبئ بصدره يزيح بعض خصلات شعرها الحريره المتناثرة فوق عينيها وهو يتمتم بحنان
=خلاص أجلت ميعاد استلام الورق لبكره و لما راما ترجع تبقى تعمله
اومأت له برأسها بصمت انحنى مقبلاً عينيها بحنان وهو يتمتم بصوت منخفض
=متزعليش منى انا عارف انى اتعصبت عليكى
تمتمت حياء وهي تدس يدها في الفراغ بين سترته وقميصه تزيد من احتضانها له
=انت اللى متزعلش منى …انا عارفه انى بوظتلك كل حاجه بس والله مش عارفه ازاى ده حصل كل حاجه كانت مظبوطة انا……..
قاطعها عز و هو يقبل رأسها بحنان قائلاً بخبث
= بصراحة المفروض اخد تعويض عن اللي حصل ده
رفعت حياء رأسها عن صدره قائلة بعدم فهم
=تعويض ايه.. ؟!
انحنى فوق وجهها يقرب شفتيه من شفتيها وهو يبتسم مغيظاً اياها ضربته حياء فوق صدره بخفه وهى تهتف مبتعده عنه
=يا عز بطل بقى…..
لم يستطع السيطرة علي نوبه الضحك الصاعدة بداخله
وهو يراقب انفعالات وجهها الغاضب ارجع برأسه الي الخلف منفجراً بالضحك ..مما جعل حياء تصيب بحالة من الذهول فلأول مره تراه يضحك هكذا وقفت تتأمل بانبهار عينيه التي كانت تلتمع بمرح تشعر بضربات قلبها تزداد بقوه وبعقدة تتكون بمعدتها وهي تستمع الى صوت ضحكته الرجوليه تلك
متأمله ملامح وجهه الوسيم بشغف لكنها استفاقت من حالتها تلك عندما جذبها من يدها مرة اخرى بالقرب منه محيطاً وجهها بيديه ممرراً اصابعه بحنان فوق وجنتيها يزيل الدموع التى لازالت عالقه بها قبل ان يحتضنها مره اخرى الي صدره منحنياً مقبلاً عنقها بحنان قائلاً
=خلاص متزعليش مش عايز تعويض… عوضى عند ربنا و امرى لله
ابتسمت حياء بسعادة وهى تستكين بين ذراعيه قبل ان ترفع رأسها بصمت ضاغطه شفتيها فوق خده بخفه ثم دست وجهها سريعاً مرة اخرى فى صدره ابتسم عز الدين على حركتها تلك لينحنى مقبلاً رأسها بحنان و هو يشعر بضربات قلبه قد اصبحت كقرع الطبول باذنه….
فى اليوم التالي…
دخلت حياء الي غرفتها بعد عودتها من التسوق مع نهى حيث وافق عز الدين على خروجها كما وعدها من قبل لاختيار فستان مناسب لحضور حفل تالا و برغم مصاحبة اثنين من الحراس لهما بحجة تأمنيهم الا ان هذا لم يقلل من حماسها او فرحتها
اخذت تبحث بانحاء الغرفة عن عز الدين حتى وجدته جالساً فوق الاريكه يعمل علي اللاب توب الخاص به اتجهت نحوه على الفور حتى اصبحت تقف امامه تشير بيدها التى تمسك بحقيبة المشتريات وهى تبتسم بسعادة قائلة بصخب
=اشتريت الفستان ….
لتكمل وهي ترفع اصبعها تشير اليه بتحذير
=بس اعمل حسابك مش هتشوفه الا بكره..
وضع عز الدين اللاب توب علي الطاوله ناهضاً علي قدميه ببطئ حتي اصبح يقف امامها مباشرةً احاط جسدها بذراعيه جاذباً اياها بقوه نحو جسده متمتماً و هو يلثم عنقها برقه
=لا هشوفه دلوقتى…..
اشتعل وجه حياء بالخجل تتمتم بارتباك بسبب اقترابه الشديد منها
=لا بب…بكره ..
جذبها نحوه اكثر حتي اصبح جسدها ملاصقاً له هامساً في اذنها بصوت اجش
=لا دلوقتى……
تمتمت حياء باعتراض و هى تدفعه فى صدره بخفه
= عز….
لكنها قاطعت جملتها عندما شدد من ذراعيه حولها و عينيه تلتمع بنظره فهمتها على الفور مما جعلها تنتفض مبتعده عنه سريعاً وهي تمتتم بارتباك
=خلاص ..هروح اقيسه و اجيلك
وقف يراقب حركاتها الخرقاء و هى تتجه نحو غرفة الحمام بخطوات متعثره كادت ان تسقطها عدة مرات و على وجهه ترتسم ابتسامه مرحه فهو يعشق مشاهدتها و هى على حالتها تلك …
بعد ارتداءها للفستان وقفت تتأمل نفسها في المرأه المتواجدة بغرفة الحمام شاعرة بالتردد فهى لا تريده ان يراها بهذا الفستان قبل الحفل فقد كانت ترغب بان تكون جاهزة بالكامل من شعرها الي مكياجها عندما يراها به حتى تبدو جميله بنظره..
اخذت تبحث بعينيها عن اي من ادوات التجميل الخاصه بها و التى قد تكون قامت بنسيانها هنا من قبل حتي تقوم بتزيين وجهها قليلاً لكنها لعنت بغضب فكل ادواتها متواجده علىطاوله الزينة بالخارج
وصل اليها صوته يهتف من الخارج
=حياااااء…كل ده بتعملي ايه ؟!
ليكمل بتحذير
=دقيقه واحده لو ملقتكيش هنا قدامي هدخلك انا..انتى حره
وقفت حياء تضع يدها فوق خديها تهدئ من حرارتهم متنفسه بعمق قبل ان تفتح الباب وتخرج لتجده قد عاد للجلوس مرة اخرى فوق الاريكه يصب كل اهتمامه على شاشة اللاب توب الذى امامه همست بصوت منخفض تجذب انتباهه لها
=عز….
رفع رأسه نحوها على الفور حيث ظل ينظر اليها عدة لحظات بعينين متسعه قبل ان ينتفض واقفاً وقد تبدلت نظراته تلك الى نيران مشتعله اقترب منها يهتف بغضب
=ايه القرف اللى انتى لابساه ده…
شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماته تلك
صاحت بحدة وهي تشير الي الفستان الذى ترتديه
=قرف..؟! انا فستانى مش قرف يا عز بيه ولو مكنش عاجب حضرتك فده ميهمنيش انا……..
لكنها ابتلعت بذعر باقي جملتها عندما صاح بشراسه جعلت عروق عنقه تبرز بشدة وهو يقترب منها بخطوات غاضبة مما جعلها تتراجع بذعر للخلف
=انا مش حذرتك قبل كده انك متلبسيش فساتين بالمنظر ده..
تمتمت حياء بسخريه مستفزة اياه وهى تشعر بالغضب بسبب احراجه لها فقد اشترت هذا الفستان خصيصاً لكى تنال اعجابه
=لا والله حضرتك مقولتليش قبل
كده..
صاح عز بحدة وهو يشير بيده بتحذير
=حياء اتكلمى عدل …انا علي اخرى بعدين لا حذرتك قبل كده يوم كتب الكتاب لما لبستى فستان شبه بتاع الاطفال و مبين كل جسمك
وقفت حياء تنظر اليه بارتباك وهي لا تدرى عما يتحدث عنه تمتمت بصوت منخفض
=هو انت كنت يومها بتتكلم علشان عريان مش علشان لونه
اجابها عز بنفاذ صبر و هو يضغط على فكه بغضب
=لونه ايه ؟! و انا مالى و مال لونه ده كان مبين كل جسمك و بمنتهى المسخرة..
شحب وجهها بشده عندما فهمت انها قد اساءت فهم كلماته بيوم كتب كتابهم عندما خربت لها تالا فستانها قائلة بانها لا يليق بها ارتداء اللون الابيض وشككت في طهارتها وعندما جاء هو و اكد ببرود انه من الجيد انه قد خرب لانها لا يمكنها ارتداء فستان مثله ظنته يأكد على كلمات تالا مشككاً بها هو الاخر…
سحبها عز الدين الي ذراعيه فور ان لاحظ شحوب وجهها هذا محيطاً اياها بذراعيه قائلاً بقلق
=مالك…تعبانه ؟!
هزت حياء رأسها بالرفض وهي تشعر براحه غريبه تستولي عليها كما لو انها قد تخلصت من ثقل كبير كان يقبع فوق صدرها ابتسمت له ببطئ قائلة بصوت مرتجف بعض الشئ
=خلاص متزعلش مش هلبسه…
ابتسم لها ممرراً يده فوق وجنتيها
=شاطره يا قطتى…..
ليكمل متمتماً بصوت اجش وهو ينحنى مقبلاً جانب اذنها بحنان
=وعلى فكرة شكلك زى القمر فى الفستان ….لو عايزه تلبسيه….البسيه هنا لكن ممنوع تطلعى به برا الاوضه او حد يشوفك بيه..
همهمت حياء بالموافقة مستمعة بلمسه شفتيه فوق وجنتيها لكنها ابتعدت عنه فور ان اصبحت لمساته جريئة بعض الشئ تتمتم بتحذير وهى تدفعه فى صدره بخفه
=بس خد بالك انا كده هضطر اخرج تانى علشان اشترى فستان و مش هينفع ترفض لان مفيش عندي حاجه ينفع البسها …معظم لبسى كله في بيت بابا
سحبها عز الدين خلفه بصمت متجهاً نحو الخزانه يفتحها على مصراعيها قائلاً وهو يشير عما بداخلها
=اكيد هرفض..لان كل اللى ممكن تحتاجيه هتلاقيه هنا
وقفت حياء تنظر باعين متسعه الي الخزانه التى اصبحت ممتلئه بجميع انواع الملابس التي قد تحتاجها من فساتين سهرة الى ملابس نهارية و مسائية جميعها من ماركات عالميه اخذت حياء ترفرف بعينيها محاوله استيعاب ما تنظر اليه لا تعلم متى فعل كل هذا لكنها فور ملاحظتها المنامات المرصوصة بنظام في الخزانة لتعلم علي الفور بانه قد لاحظ بانها ليس لديها ملابس تستطيع النوم بها باستثناء تلك الملابس الفاضحة التى قد اشتراها لها والتى من الاستحاله ان ترتديها امامه..
القت بنفسها بين ذراعيه تحتضنه بشده وهي تتمتم بسعاده
=شكراً….
احاطها بذراعيه وهو يشدد من احتضانه لها مقبلاً شعرها بحنان هامساً بصوت اجش
=شكراً على ايه….كل اللى انتى عايزاه اطلبيه بس و هيجيلك لحد عندك
دفنت وجهها في صدره بينما اخذت ضربات قلبها تتعالي بشده شاعره بمشاعر لم تجربها من قبل فقد اغرقها بعطفه وحنانه فهو لم يترك شئ قد يفرحها او يسعدها الا و فعله من اجلها…..
فى المساء….
دخل عز الدين الي الحفل متأخراً بسبب عملاً ما قد طرأ له مما جعله بضطر الي تبديل ملابسه بمكتبه المتواجد بالشركه اخذت عينيه تبحث بين الحشد عن حياء لتلتمع عينيه حابساً انفاسه فور وقعت عينيه عليها حيث كانت تقف في اخر البهو مع كلاً من نهى و والدته تضحك بمرح على شئ قد قالته لها والدته ..شعر بضربات قلبه تزداد بشدة وهو يتأمل جمالها الصاعق في ذاك الفستان الذى كانت ترتديه..حيث كانت ترتدي فستان من اللون الازرق الغامق المزين بالورود الرقيقه محكم التفاصيل حول جسدها مبرزاً قوامها الرائع اما شعرها فاصبح ذو بريق لامع يتلألأ بجمال فوق كتفيها كشلال من الحرير اقل ما يقال عنها انها رائعة
شعر بأختفاء العالم من حوله وهو يراها امامه بكل هذا الجمال عينيه تتشبع بكل تفصيلة صغيرة لها بشعرها وتسريحته الخلابة انتهاء بذلك الفستان و الذى اختطف دقات قلبه….
لف ذراعه حول خصرها بتملك فور ان اصبح بجانبها يلقي التحيه على الحاضرين قبل ان ينحنى مقبلاً حياء فوق جنتيها مما جعل وجهها يشتعل بالخجل همست بصوت منخفض محرج وهى تنظر نحو كلاً من نهى و فريال الذين.تصنعوا الحديث. بينهم و هم يقاومون الضحك بصعوبه..
=عز بتعمل ايه ؟!
انحني نحوها جاذباً اياها بجانبه اكثر وهو يهمس لها بصوت اجش
=مكسوفه من ايه ..انتي مراتى
التفتت حياء اليه بجسدها تنوي تبويخه لكنها شهقت بخفه فور رؤيتها لمظهره الوسيم في البدلة الرسمية السوداء التى زادت من وسامته اضعاف مضاعفة فقد ابرزت طوله الفارع وعرض منكبيه و عضلات جسده الرائعة استفاقت من تأملها هذا…عندما فرقع عز باصابعه امام عينيها وهو يهمس لها بغرور
=مركزه فى ايه كده ؟!
تمتمت حياء بارتباك وهي تزيح عينيها عنه بخجل
=ايه ..لا ابداً ده انا…..
قاطعتها تالا التى اقترب منهم وعينيها تشع بالغل حيث كانت تراقب المشهد من بعيد هتفت بغنج و هى تضع يدها فوق ذراع عز الدين
=عز…كده تتأخر علي حفلتى
اجابها عز بهدوء و هو يزيح يدها بخفه من فوق ذراعه قبل ان يحيط بيده كتف حياء بتلقائيه اشعلت نيران الحقد بداخل تالا
=معلش يا تالا كان عندى شغل
وكان لازم اخلصه..
هزت تالا رأسها قائله وهي ترسم فوق وجهها ابتسامه تخبئ خلفها حقدها
=انا قولت كده برضو ميأخركش غبر الشغل…
ثم استدارت نحو حياء تنظر اليها ببرود قبل تهتف وهي تشير الي اصبع نهى بخبث
= واو يا نهى خاتمك تحفه انتى غيرتيه امتى..؟!
اجابتها نهى بحده
=ده خاتم جوازى يا تالا غيرته ازاى مش فاهمه
مررت تالا يدها فى خصلات شعرها قائله بمكر
=ايه ده هو ده مش خاتم جديد..؟!
اجابتها نهي ببرود وهي تمد يدها تريها اياه
=لا طبعاً ..ده الخاتم جوازى
لتكمل وعينيه تلتمع بالعاطفه وهى تتأمل الخاتم الذى بين اصابعها بشغف
=الخاتم ده هيفضل دايماً في ايدى عمرى ما هغيره ابداً سالم قدمهولى يوم خطوبتنا ومن يومها مطلعش من ايدى
نظرت حياء الي اصبعها الخاوى بكسره وهى تشعر بالاختناق بسيطر عليها فحتى ابسط الامور التي تقدم للفتيات قد حُرمت منها شعرت بالضغط الذي قبض علي صدرها يهدد بسحق قلبها…..
لاحظ عز نظراتها تلك ليشعر بقلبه ينقبض بالم مما جعله يجذبها نحوها مقبلاً رأسها بحنان وهو يتمتم بصوت منخفض
=حياء…….
لكنه توقف عن تكملة جملته رافعاً رأسه بحده ينظر الي تالا التى كانت تهتف بصوت مرتفع
=بس يا عز والله المفروض كنت عملت لحياء حتى حفله تعوضها عن الفرح اللي انت لغيته يعنى حرام والله اتحرمت من ان يتعملها فرح وحتى من حفله تع……
شعر عز بجسد حياء يتجمد اسفل يده مما جعل نيران الغضب تشتعل في صدره يرغب بخنق تالا بيده
لكنه رفع رأسه ينظر اليها عدة لحظات ببرود قبل ان يتمتم بهدوء
=ومين قالك ان حياء اتحرمت من حاجة…فرحى انا و حياء بعد اسبوعين
رفعت حياء رأسها تنظر اليه بعينين متسعه تشعر بالصدمه تشل تفكيرها هزت رأسها بتساؤل لكنه ضغط علي
يدها برقة بينما هتفت والدته التى كانت تتابع المشهد بصمت
=فرح ايه يا عز ..انت مش قولت مفيش فرح بسبب تعب جدتك بعدين يا بني ازاى ده انتوا بقالكوا شهر متجوزين
اجابها عز بجديه و هو يهز رأسه ببرود
=اولاً انا قولت الفرح هيتأجل بسبب تعب جدتى..ثانياً بقى حتي لو متجوزين بقالنا سنه ايه المشكله
تمتمت تالا بحدة وقد اشتعل وجهها بالحقد تشعر بان كل ما تحاول فعله يرتد عليها بالعكس
=يا طنط هو اكيد يقصد مش فرح فرح يعنى اكيد مجرد حفله بسيطه و …..
قاطعها عز الدبن بغضب وهو يرمقها بنظرات حادة بثت الذعر بداخلها
=انا قولت فرح….مش حفله يا تالا ايه اللي مش مفهوم في كلامي بعدين لا عز المسيرى ولا حياء المسيرى اللى يعملوا حفله بسيطة
ليكمل وهو يكسر عينيه عليه بغضب
=فاهمانى طبعاً…مش كده
تمتمت تالا بخوف وقد شحب
وجهها بشدة
=طط..طبعاً …
لتكمل وهى تمرر يدها المرتجفه بين خصلات شعرها
=عن اذنكوا اشوف صحابى اصلهم وصلوا
ثم انصرفت مسرعة بخطوات غاضبه …
تهالات عليهم التهنئة من كلاً من والدته ونهى التى احتضنتها بسعاده مهنئه اياها.
رفعت حياء و جهها الي عز الدين تهمس بصوت منخفض ترغب ان تفهم ما يحدث
=عز…..؟!
قاطعها على الفور هامساً لها بهدوء
=مش وقته …لما نطلع اوضتنا هنتكلم في كل حاجه تمام
ثم جذبها من يدها وهو يبتسم اليها بحنان قائلاً
=تعالي ما نشوف باقى العيله ونعرفهم
اومأت له حياء برأسها وهي تبادله الابتسام بسعادة…
كانت تالا واقف تراقب عز الدين وهو يحيط حياء بذراعيه ساحباً اياها معه فى كل مكان يذهبه كما له انها جزء منه لا يتجزء تراقب همساتهم وضحكاتهم سوياً و هى تشعر بنيران الغيره تنهش بداخلها فخطتها قد فشلت فقد كانت تريد ان تشعرها بالنقص وان تتسبب فى اذلالها امام الجميع لكن جاء اعلان عز كدلو من الماء المثلج ينصب فوق رأسها…
التفت الي صديقها الذي كان يقف بجانبها وعينيه مسلطه فوق حياء تتأكلها بدون خجل ابتسمت تالا قائله بمكر
=ايه يا يوسف عجباك ؟!
اجابها يوسف و عينيه لازالت
مسلطه فوق حياء تلتمع بشدة
=جداً…..دى صاروخ يا تالا صاروخ
ضحكت تالا تحاول ان تخبئ حقدها قائلة بمرح وهى تغمز بعينيها
=طيب و مستنى ايه ما تهجم
اجابها يوسف بتردد
=طيب و عز الدين المسيرى دى شكلها تهمه
ابتسمت تالا قائلة ببرود
=و لا تهمه ولا حاجه دي مجرد واحده من اللي يعرفهم
هز يوسف رأسه وعينيه تلتمع بالشهوة
=اذا كان كده يبقي نهجم ونجيب جول كمان
غمزت له تالا قائلة بمكر
=بس خد بالك لازم تبقي لوحدها علشان الجول ميطلعش تسلل
همس لها يوسف قبل ان يتركها ويغادر مسرعاً
=عيب عليكي ده انا لاعيب قديم
ابتسمت تالا فور مغادرة يوسف تهز قدميها بقوه غارزه اظافرها في راحة يدها وهي تمتمت بحقد
=و ديني الحفلة دى ما هتخلص الا وكنت جايبه مناخيرك الارض يا بنت المسيرى و سيرتك تبقى على كل لسان…
ظل عز الدين طوال الحفل ممسكاً بيد حياء محيطاً اياها بتملكه حتى اثناء تحدثه مع احد اصدقاءه عن الاعمال المشترك بينهم..
تلملمت حياء فى وقفتها هامسه له
=عز…
التفت اليها علي الفور بعينين متسائله اجابته حياء برجاء
=عز هروح لنهي شويه …والله مش هبعد انا…
قاطعها بهدوء
=حياء انا مش رابطك جانبى علشان مش واثق فيكى او خايف انك تهربى زى ما انتى فاكره
ثم رفع يده الممسكه بيدها وهو يكمل
=لو قصدك علي ده ..فانا كنت حابب انك تبقى معايا وتتعرفى كل قرايبنا واصحابى مش اكتر
اشتعل وجه حياء من الخجل مما جعل ينحنى مقبلاً جبهتها بحنان قائلاً
=روحى انتى لنهى..وانا هخلص مع ممدوح وهحصلك انا عارف انك زهقتى..
هزت حياء رأسها بالموافقة وهى تبتسم له ابتسامة مشرقة قبل ان تتجه نحو نهى التى ما ان رأتها فتحت لها ذراعيها تستقبلها بحفاوه و هى تهتف لها بشيئاً ما ابتسم عز الدين على ذلك فالاثنتين تربطهم علاقه صداقه من نوع خاص لاول مره يراه بحياته….
كان عز الدين واقفاً يتأمل بشغف حياء التى كانت تقف بنهاية الردهه تضحك على شئ قد قالته لها نهى غافلاً عن كل ما يدور من حوله حتى اخرجه من تأمله هذا صديقه منير الذى جاء من خلفه يربت على كتفه بحزم وهو يشير برأسه
=عز …عايزك فى موضوع كده بس لوحدنا
اومأ له عز الدين برأسه قبل ان يستأذن من الحاضرين ويتجه معه للخارج..
وقف منير امامه وهو يبتسم قائلاً بحماس
=بص بقى بصراحه كده …انا عايزه اسالك عن حاجه
ابتسم عز قائلاً بهدوء
=خير يا منير…؟!
اقترب منه منير يضع يده حول كتفه قائلاً بحماس
=بص و ركز معايا كده ……
ليكمل وهو يشير بيده لتتابع عينين عز نحو ما يشير اليه
=شايف البنت اللى هناك دى …انا شوفتك واقف معها كذا مره النهارده
تجمد جسد عز الدين عندما رأى الفتاه التى يشير منير نحوها حيث ما كانت الا حياء تأهب جسده على الفور متمتماً بخشونه و حده
=مالها..؟!
اجابه منير و هو يربت فوق كتفه بخفه و وجهه مشرق بابتسامه
= بصراحه كده عايز اتقدملها و اتجوزها..هى عجبانى من اول ما…
قاطعه عز الدين يصيح بشراسة وهو يلتفت نحوه ممسكاً بياقة قميصه يشد عليها بقوة وقد اعماه غضبه
=تتجوز ..مين..انت اتجننت دى مراتى
شحب وجه منير فور سماعه ذلك تمتم بارتباك
=مم..مراتك…والله يا عز مكنتش اعرف صدقنى…
صاح عز الدين بغضب وهو يهزه بقوة
=يعنى ايه متعرفش مش شايفها طول الحفله معايا ..انت…
قاطعه منير وهو يحاول ابعاد يده التى تكاد ان تزهق روحه
=والله فعلاً مكنتش اعرف انا بحسبها واحده قريبتك عادى علشان كده اتشجعت و جيت اقولك خصوصاً ان ايديها فاضيه من خاتم او اى حاجه تدل على انها متجوزة
انتفض عز مبتعداً عنه فاركاً وجهه بغضب مفكراً بان هذا صحيح فكل هذا من البدايه خطأه هو ..
فهى حتى لا ترتدى خاتم يدل على زواجهم …
اقترب منه منير يتمتم بارتباك
=عز مش عايزك تزعل منى ..والله ما كنت اعرف صدقنى
اومأ له عز رأسه بصمت قبل ان يِبتعد و يعود للحفل مرة اخرى بخطوات غاضبة مشتعله يشعر بنيران الغيره تتأكله فهو لم يجرب ذلك الشعور من قبل رغب بان يخنقه حتى تزهق روحه بين يديه لكن هذا ليس خطأه بل خطأه هو و يجب عليه اصلاحه بالحال رفع الهاتف واتصل باحدى صانعى مجوهرات العائله واتفق معه على صناعه خاتم خاص بها ثم اغلق معه ممرراً يده فى شعره بغضب فيجب عليه ايجاد شئ تضعه بيدها ف الحال فهو لن يتحمل ان يأتى شخص اخر طالباً اياها للزواج فوقتها قد يرتكب جريمه..
اقترب من والدته هامساً لها بحزم
=ماما عايز منك…خاتم دهب من اللى عندك ؟!.
عقدت فريال حاجبيها وهى تمتم بدهشه مراقبه وجه والدها المحتقن بالغضب
=خاتم دهب..؟! عايزه فى ايه يا عز ؟!
اجابها عز بحده وهو يزفر بغضب
=عايزه ..وخلاص معلش تطلعى تجيبيه دلوقتى
اومأت له فريال على الفور حيث لم تقم بمناقشته كثيراً فقد كان يبدو عليه انه على الحافة…
اقترب عز الدين من حياء التى كانت لا زالت واقفة مع نهى امسك بيدها على الفور واضعاً باصبعها الخاتم الخاص بوالدته دون سابق انذار ثم قام بادارته حتى اصبح كالدبله بيدها تمتمت حياء بدهشه وهى تراقب ما يفعله
=عز ايه ده …انت بتعمل ايه؟
اجابها باقتضاب و هو يعدل من وضع الخاتم بيدها و الذى اصبح على شكل دبله باصبعها
=متقلعهوش من ايدك…
زفرت حياء بغضب وهى تتأمل ما بيدها فقد تعرفت عليه على الفور فقد كان خاتم خاص بزوجة عمها
= عز ده بتاع طنط بعدين افرض حد شاف ايدى و عرف انه خاتم مش دبله هيبقى شكلى ايه
هتف عز بحده و هو يضغط بقوه على اسنانه جازازاً عليها بغضب
=مش احسن ما تبقى ايدك فاضيه و لا انتى عايزه الكل يفضل فاكر انك مش متجوزة
اجابته حياء بحده وقد اثار عدم ابتياعه لها خاتم للزواج مقتها مرة اخرى
=والله يا عز بيه دى مش غلطتى انا
اومأ لها عز برأسه بصمت قبل ان يبتعد عنها و هو يشير بغضب الى يدها
=ميتقلعش من ايدك طول الحفله فاهمه
نظرت اليه حياء بغضب قبل ان تدير رأسها عنه تمتم بنفاذ صبر
=فاهمه……
كانت حياء ونهى واقفتان تتحدثان حول اعلان عز الدين عن اقامه العرس فكلا منهما لا يستطعان تصديق ما صرح به هتفت نهى بمرح
=مشوفتيش انتي الحربايه تالا اول ما عز قال هيعملك فرح …اقسم بالله كنت حاسه انها هطلع دخان من ودانها
ضحكت حياء وهي تقلد تالا بصوت رفيع مختنق
=بس يا عز والله المفروض كنت عملت لحياء حفله حتى بدل الفرح
لتنفجرتان بالضحك بصخب همهمت نهى قائله من وسط ضحكها
=يخربيتك يا حياء مش قادرة ….
لتكمل بجديه بعد ان توقفتان عن الضحك
=المهم..انه هيتعملك فرح و….
قاطعتها حياء وهي تلوح بيدها امام وجهها
=نهي ما تيجى نطلع نتمشى فى الجنينه شويه انا اتخنقت
اومأت نهي بالموافقة قائلة وهي تنظر باشمئزاز نحو تالا و اصدقائها
=عندك حق الجو خنيق اوي كفايه الحربايه وصحابها والصداع اللى عاملينه
امسكت بيدها واتجهوا نحو باب الشرفه الذى يؤدى الي الحديقه لكن جاء صوت سالم من الخلف يهتف باسم نهى همست تالا بصوت منخفض
=ما اروح اشوفه عايز ايه بدل ما يتقمص انتي عارفاه
ضحكت حياء قائلة وهى تومأ برأسها
=عارفاه ..روحى شوفيه عايزه ايه و انا هطلع اتمشى وابقى حاصلينى لما تخلصى معاه …
اومأت لها نهي علي الفور وهي تلتفت تعود الي الحفله بينما اخذت حياء تتمشى بخطوات بطيئة متمهلة تستنشق هواء الليل وهي تشعر بهدوء غريب يتغلغلها غافلة عن ذلك الواقف فى الظلام يتابعها بعينين تلتمعان بالشهوة..
توقفت حياء تتأمل احدى الازهار عندما شعرت بيد تجذبها للخلف فللوهله الاول ظنته عز الدين التفت للخلف و هى تبتسم بسعادة لكن سرعان ما تحولت ابتسامتها تلك الى شهقة فازعه عندما وجدت ان صاحب تلك اليد ليس الا شخصاً غريباً يقف خلفها مباشرة وعلي وجهه ترتسم ابتسامه سمجه هتفت حياء بغضب وهى تبتعد عنه
=انت مين وعايز ايه ؟! و ازاى تسمح لنفسك اصلاً تلمسنى
تمتم يوسف و هو يتأمل جسدها بعينين تلتمعان يكاد ان يلتهمها بهم
=ايه يا حلوه مالك متعصبه كده ده احنا هنتسلى شويه مش اكتر
نفضت حياء يده بعيداً عنها و هى تمتم من بين اسنانها بغضب
= اقسم بالله لو ما بعدت ومشيت لهكون مصوته واخالى ليلتك سودا
ضحك يوسف بسخريه و هو يلف ذراعه حول خصرها مقرباً جسدها منه مما جعلها تدفعه فى صدره بقوة محاوله الافلات منه تمتم بصوت
=ورينى هتصوتي ازاى…بعدين مش تجربي يمكن اعجبك
اخذت حياء تقاومه بشراسه محاولة دفعه بعيداً لكنه لم يتحرك فقد كان كالصخرة الصلبه لم يتزحزح انشاً واحداً شهقت بقوة عندما شعرت به يبتعد عنها لكنها تجمدت مكانها فور ان رأت عز الدين هو الذى جذبه بعيداً عنها و هو يصيح سابباً اياه بافظع الالفاظ
منقضاً عليه يسدد له اللكمات بوجهه حتى اصبح وجهه غارقاً بالدماء حاول يوسف الدافع عن نفسه لكنه فشل فقد كان عز الدين كاعصار من الغضب
القاه فوق الارض منحنياً فوقه يسدد له اللكمات في شته الامكان وهو يسبه بافظع الالفاظ..
وضعت حياء يدها فوق فمها بفزع عندما رأته يسحبه من قميصه ويلكمه لكماته سريعه قويه متتاليه اسالت الدماء من انفه و فمه..
ابتعد عنه عز الدين اخيراً و هو يلهث بقوة بعد ان فقد الوعى بين يديه من شدة اللكمات التى تعرض اليها فقد اصبح جسده ممتلئ بالدماء والكدمات .كتمت حياء صرختها الفزعه عندما ركله بقدمه بقوة فى معدته بعد ان بصق عليه
ابتعد عنه مخرجاً هاتفه متصلاً بياسر قائلاً بصوت غاضب حاد
=الحيوان اللى مرمى في الجنينه ده تاخدوه و ترموه برا….
ثم اغلق الهاتف ملتفتاً نحو حياء التي كانت تقف بجسد مرتجف تشعر بالذعر من هيئته فقد كان كبركان من الغضب الثائر امسك بيدها بصمت جاذباً اياه خلفه وهم يصعدان الي غرفتهم عن طريق الباب الخلفى
تمتمت حياء بصوت مرتجف محاوله شرح الامر له والدفاع عن نفسها
=عز و.الله هو اللى………..
هتف بحده وهو يضغط على يدها بقوه
=مش عايز اسمع صوت…فاهمه