نوفيلا ورطة قلبي الفصل الحادي عشر 11 بقلم سارة فتحي
نوفيلا ورطة قلبي الفصل الحادي عشر 11 بقلم سارة فتحي |
نوفيلا ورطة قلبي الفصل الحادي عشر 11 بقلم سارة فتحي
سارت بخطوات واسعه للداخل وهو خلفها النيران تتأجج داخله قطب جبينه وملامحه تزداد قسوه ، توقفت فجأة واستدارات له ، وقف يطالعها بعدم
تصديق هى منذ دقائق كان يتمنى سماع صوتها
تقف الان أمامه تعاند وتكابر ، اما هى رمقته
بحنق عاقده ذراعيه أمام صدرها أبتلعت ريقها
من نظراته ثم أستعادت ثباتها قائلة :
– أيوه أفهم الأعتراض على أى جزء بظبط
رفع حاجبيه بتحدى من شروطها وألتوى ثغره :
– أنا محدش يحط شروط عليا يادالين محصلتش
ومش هتحصل
لمحت التهديد فى طيات كلامه لكن منذ متى تعبأ
بحديث أحد ، نعم تغيرت كثير من معتقداتها وعلمت
بداخلها ماهو خطائها لكنها لن تسمح بمرور ما سار
معها وأهانته لها
فى هذه الاثناء دلف لؤى ، وجهت بصره إليه تهتف :
– لؤى كويس أنك جيت عشان تودينى عند باب
هز رأسه بالموافقه :
– تمام يا دالين يلا
توسعت عيناه بذهول واقترب منها يقبض على
أعلى كتافه يهتف بعدم تصديق :
– دالين أنتى كلمتى صح ، صح اتكلمى تانى
حمدلله على سلامتك بجد أنا اسف على كل حاجه
حصلتلك ..أنتى كويسه طيب
جز على أسنانه ثم صدح صوته يهز الأركان :
– لؤؤؤؤؤؤى
أبتعد عنها مسرعاً اما هى ارجعت خصلاتها الثائرة خلف أذنيها تهمس بأستياء :
-الحمدلله يالؤى متقلقش انا تمام …شايف الناس
اللى بتكلم كويس وبتهتم تطمن لكن انت هتفضل
شايفنى ماليش حق فى حاجه يا يعقوب
كور يده بغضب ثم تنفس بعمق ليسيطر على غضبه :
– ايوه يا دالين لو حقك انك تبعدى عنى مالكيش
حق ، أنا مش معترض على نسرين ، بس عايزنى
أعمل أيه.. وانا هتجنن على صوتك وأنك ترجعيلى
وأول تنطقى تقولى همشى من هنا
حاولت رسم الجمود لتسيطر على نفسها من كم المشاعر
التى تنقلب بداخلها تشعر بسعادة من أعترافه :
– ده الكلام اللى عندى انا قولتوا وكده القرار يرجع ليك
أنصرفت من أمامه مسرعه تصعد الدرج بينما هو يتابع
طيفها ، رمق لؤى بنظرات حادة ، رفع لؤى يده علامة
الأستسلام والندم على اقترابه منها
*************
ولج لغرفتها بهدوء عكس ما بداخله أقترب منها يحوط
خصرها بيده فى محاولة لتهدئة ثورتها ، أنتفضت بحده غير طبيعيه تدفعه بعيداً عنها ليسارع هو بفك قيوده من حولها لتهدأ ،فهمست بنبرة مرتجفة :
– أوعى تلمسنى تانى+
طالعها بذهول لثوانى ثم فرك جبينه بألم لمظهرها المرتجف :
– أنا اسف على كل كلمه قولتها
أسف على أى وجع سببته ليكى
بس أنا اتجننت أه كان لازم امسك لسانى بس غصب
عنى أنتى لازم تستوعبى الموقف كله
تطالعت لعينيه بأعين تملأها الدموع :
– أنا عارفه أنى فى حاجات كتيره كانت غلط فى حياتى
حاجات ماخدتش بالى منها تفاصيل صغيره بالنسبه ليا
لكن هى ماكنتش كده بالنسبه لكل ، حاجات خلتنى
أعيد حساباتى فى حاجات كتير ، بس اللى انت قولتوا
صعب اوى عمرى ماكنت اتوقع انى اسمع كده عشان عشان ….
لو سمحت ده أنسب حل
تجاهل كل حديثها وأقترب منها يهمس :
– عشان أيه يا دالين هااا عشان أيه قولى وريحنى
تنهيده حارة صدرت من أعماقها وهى تنظر لملامحه
الرجوليه ثم غيرت مسار الحديث وهى ترفع أحدى
أناملها بوجهه :
– السكرتيرة تمشى ويجى مكانها رجل يا يعقوب ،
وانا هروح عند بابا وأنت هتوافق وبلاش تخلينى
اطلع جنانى عليك
قهقة بصوت رجولى يهز رأسه بيأس منها :
– هتمشى يادالين .. وهوديكى عند والدك مش عشان
خايف من جنانك عشان حابب تكونى مرتاحه
حاولت أستجماع رباطة أجاشها امام سطو عيناه فهمست بخفوت :
– ميرسى يا بوبى
رد عليه وهو يطالعها بعدم تصديق وهو يشير إلى صدره
يهمس بأستنكار :
– بوبى ديه ليا أنا …أكيد لا وأوعى تعيديها تانى
عضت شفتيها وهمست بدلال :
– بوبى عجبنى اوى وأنا يعتبر فى فترة خطوبه
ولازم ادلعك
أبتلع لعابه يهمس :
– ماشى خلاص بس واحنا بعضنا بس عشان الهيبه
***********
أختنقت أنفاسها ترى أمامها ذئب بشرى ، كان ينتظر
الفرصة لينقض على فريسته ، لأول مرة ترى ملامحه
القاسيه ، نظراته المخيفه ، عيناه تشتعل بالسواد
داهمه يعقوب من الخلف بركله قويه جعلته يتأوه بصوت
عالى ، خرجت شهقه منها وهى تخبأ وجهه بين كفيها
تهمس بذعر :
– كفايه يعقوب كفايه ، سيبه بقى يمشى انا كويسه
قدامك اهو
أقتربه منها يطمئنها يهمس بلطف :
– أهدى خلاص يا حبيبتى أهدى بس كان لازم يتربى وانا حلفت ميخرجش من هنا غير وانتى اللى بتنطقيها
ببؤقك
رفعت عيناها إليه والدموع تتساقط منها :
– سيبه خلاص الغلط مش بس غلطه لوحده انا اللى جرأته عليا عشان خاطرى يعقوب سيبه
دنى منها يهمس فى اذنيها :
– خاطرك غالى أوى يا قلبى يعقوب
***********
رمقها بنظرات متألمة يلوم نفسها مراراً على ما حدث
لها ، نعم أعطاها الحرية لثقته بها ، لكن تغافل عن
أمور دينه ، على حدود مجتمعه ، على عادات تحكمه
فمفهوم الحريه الحقيقى هى عدم التأثير على قررتها ان تتخذ قررتها بنفسها ، لكن كان يجب أن يعلمها أن تحترم الدين والمجتمع والعادات المحيطه به تنهد بحزن عميق يهمس لها :
– سامحينى من الأول كان الغلط غلطى ، وأنتى
كمان فهمتى الحريه والثقة غلط الحريه مش هى
أنى طالما مش بعمل غلط محدش ليه عندى حاجه
أرتمت فى أحضانه تبكى بحرقه :
– سامحنى أنت أنا غلط من الأول ، والحمدلله ستر
ربنا هو اللى نجانى من كل ده ، بعد اللى مريت
بيه حاجات كتير اتغيرت جوايا
رفعت نظره إليه تمسح دموعها بظهر كفيها تهمس بأنفاس لاهثه :
– كفايا كده عياط أنت عارف مش بحب العياط
تنفس بعمق وتوجه نحو الذى يقف يراقبهم يهمس
بحنو :
– تعالى يابنى أتفضل معلش رجوع دالين وخبر
أنها هتقعد معايا مخلينى طاير من الفرحه
جز على أسنانه بغضب :
– والله أنا مغصوب ومش راضى بس مش عايز أزعلها
لكن لو عليا متبعدش هى عنى
كتمت ضحكاتها بصعوبه وهى تحاول أن تتحدث بجديه :
– أنا مش قادره اتجاوز اللى حصل ومحتاجه أستريح
واعيدى حساباتى
رمقهم والدها بنظرات ذات مغزى ثم هتف بجديه :
– أروح أعملك قهوة ، أنت مدقتش القهوة منى ،
هعملك فنجان مدقتش ذيه فى حياتك
أنصرف إلى المطبخ ، فأقترب منها يعقوب
يهمس بضعف :
– أنا كمان اتغيرت فيا حاجات كتير عشانك
مش كل همى بقى الشغل ، قلبى عمره
ما دق غير ليكى ، يهون عليكى تسبيه ، طب عقبينى
وانتى جنبى مش وانتى بعيده
قلبها يخفق بجنون كلماته كانت سبب فى تحطيم روحهاا
لكن صدق حديثه ونبرة صوته وأعين العاشق جعلتها
تقترب منه بدلال :
– يعنى أنا اول حب فى حياتك ، بعدين ليه بتقول عقاب
انا مش بعرف يا بوبى اعقاب حد
اقترب سريعاً يحاوط خصرها نظراً فى عينيها التى تجذبها لتحديق بهم :
– بلاش تتكلمى كده تانى ..أحسن مفيش.. مفيش
أى حاجه هتوقفنى هاخدك وارجع بيكى تانى
وقبل أن يقترب ليقبلها شهقت تهمس بأسم والدها
أبتعد عنها يطالع خلفها ولم يجد أحد ضيق عيناه ينظر لها :
– – أنتى بتشتغلينى يا دالين
تلاعبت بحاجبيها تهمس :
– عيب يا بوبى الكلام ده ميصحش بابا يقفش علينا
*************
بعد مرور عدة أشهر وقف أمام الحرم الجامعى يهز
رأسه بيأس يرمق باقة الزهور التى بيديه بملامح مجعدة طالعها تقترب من بعيد ، فبداخله أقسم كل مرة
يرها يقع فى حبها مجدداً أنتفض قلبه بين ضلوعه
وقفت أمامه فمد يده باقة الزهور بملامح خاوية
وزعت نظرها بينه وبين باقة الزهور ترمقهم الأثنين
بغضب :
– أيه ده يا يعقوب هااا ، جايب الورد ومكشر وكمان
جايب ورد أحمر قولتلك بحب البنفسج
أغمض عيناه محاولاً التحكم بغضبه هيمس من بين
اسنانه :
– ملقتش ، بعدين مش كفايه واقف قدام الجامعة أستنى الليدى دالين ولا كأنى شاب مراهق مش مراتى
بداخلها يتراقص قلبها طرباً من دلاله لها عبست ثم
هتفت بحزن مصطنع :
-خلاص يا يعقوب مفيش داعى كان انك تيجى
وتجيب ورد وتتعصب عليا شكراً مش كل حاجه كده
مد يده يلتقط كفها يهمس بندم :
– والله دورت ملقتش بنفسج وجيت بسرعه عشان الحق
بلاش البوز ده احنا رايحين نشوف فستان الفرح
كادت تتحدث قاطعها قدوم بسمه ولؤى ليتحدث الأخير :
– أيه الورد ده يعقوب بيجيب ورد ثم أكمل حديثه دالين قالت انك جاى تاخدنا فساتين الفرح
رمقها بنظرات حاده وجز على أسنانه :
– انت مالك ومال الورد ..اه جاى انا اوديكم اصلى السواق أنا مش كده يا ست دالين
تصنعت البراءة هتفت بخبث :
– طب والله واحلى سوق فى دنيا يابووووبى
أبتسمت بسمه بخفوت على لقب خاصته أما لؤى رفع حاجبه متسائلاً :
– مين بووووبى ده ….اوعى يكون اللى فى باللى صح
ده النعمانى لو عرف أن ابنه بيتقالوا بوووبى يروح فيها
ضحك يعقوب ساخر :
– هو نفسه النعمانى لو عرف ان ابنه بيتقالوا يا لولوو
نخف ثم رمقها بنظرات غاضبه وانتى حسابك بعدين
يلا اركبوووا وانجزوا
********************
بعد مرور عدة أيام وقف يعقوب أمام باب غرفتها ينتظرها على جمر يتتوق لرؤيتها بثوب الأبيض
فهو عانى فى اقنعها فى تقديم موعد الزفاف
كان يرتدى حليته السوداء فأظهرت وسامته وجاذبيته
وبجانبه يقف لؤى بحليته السوداء شبيهة حليت
أخيه ينتظر بسمة القلب انفتح الباب وولج يعقوب
وخلفه لؤى ، توسعت عين يعقوب بأنبهار من مظهرها
كانت ترتدى فستان ابيض واسع من الخصر وترتدى
على رأسها حجاباً فوقه تاج مرصع بالماسات
– ده حجاب يادالين أنتى لبستى حجاب
اومات له بخجل :
– حاجات كتير فيا اتغيرت وانا لبسته عن أقتناع
وحبيت يكون فى يوم مميز وميتنسيش
أقترب يقبل جبينها بحنو :
– كانت عارف ان الخطوه ديه قربت بعد تغيير ده كله
بس متوقعتش النهارده انا اسعد رجل فى دنيا النهارده
بحببببببك يادالين
أحمرت وجنتها خجلاً وزداها الحجاب جمالاً تهمس بأستيحاء :
– وأنا كمان بحبك يا يعقوب من أول يوم ، حبيت شهمتك وانك متخلتش عنى
فى جهة الأخرى وقف لؤى ينظر لبسمة بسعادة وهى
مطاطأ رأسها بخجل من عباراته الوقحه :
– نص ساعه والمأذون بكتب الكتاب ومش هتقولى
ميصحش تانى لأنى هعمل النهارده كل اللى ميصحش
وانتى بتحمرى كده
رفعت عيناها تهمس بخفوت :
– انت وقح أوى …وبتخوفنى منك كده
***********
فى حديقة قصر النعمانى أنتهت مراسم كتب كتاب لؤى وسط أجواء الفرح العائلية ووجود بعض الصحافه
وسعادة النعمانى بأبنائه ، نهض يقعوب ومع دالين
وخلفه لؤى وبسمة إلى غرفهم وقبل أن تصعد دالين
الدرج مال عليها يعقوب يحملها بين يديه ولج بها
إلى غرفته المزينه بالزهور والشموع دار بفرح بها ويهمس فى اذنيها :
صاحبة الدقة الأولى ، اللى هزت حصونى ، وأقتحمت
قلاع قلبى ، معاكى عرفت الدنيا ومن غيرك مش عايز
حياه ، أنتى روح لروح ، ونبض فى شرايينى
نورى دنيتى بضحكتك
أنزلها أرضاً وزادت سرعة انفاسها مد يده يزيل حاجبها
ليتتدفق شلال الدهب خاصتها دفن رأسه بعناقها ويده تعبث بسحاب فستانها ، دقائق فتح السحاب ويده تعبث بظهرها فسرت القشعريرة بجسدها تهمس بخفوت :
– يعقوب يعقوب انت بتعمل أيه
مرر انامله على ثغرها ثم مال يلتهم شفتيها بقبلة
ناعمه ثم تحولات لقبله متشوقه متعمقه يبث بها
مد شوقه إليها ابتعد عنها لحاجتهم للهواء يهمس
بأنفاس متهدج وهو يحملها متوجهاً للفراش
– بتعمل أيه ده انا لسه هعمل بس بلاش تقطعى
وضعها على الفراش بكل هدوء كأنها ماس يخشى عليها من الخدش وأقترب منها يوزع قبلاته على عنقها لتصبح
زوجته قولاً وفعلاً
تمت…
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا