روايات

رواية ياسيم الفصل الثامن 8 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية ياسيم الفصل الثامن 8 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية ياسيم الجزء الثامن

رواية ياسيم البارت الثامن

رواية ياسيم الحلقة الثامنة

الحلقه الثامنه
#ياسيم
#ياسمين_الهجرسى
✨️✨️✨️✨️✨️
سبحان الله وبحمده ✨️سبحان الله العظيم
✨️✨️✨️✨️✨️
سلاما لأرواح تجملت حياتنا بهم…
وزدوها إشراقا وجمالا…
ذهبوا إلى الفيلا كان الغضب يسيطر عليه طول الطريق كانت والدته تجلس بجواره وهو يقود السياره وهى جدتها في المقعد الخلفي حتى وصلوا الى الفيلا ..
كلما التقت عدستيه بعينيها تتهرب من نظراته الغاضبه…
وصلوا أمام الباب الفيلا الخارجي فتح لهم الحارس الباب لكي تمر السياره الى الداخل…
هبطت هي ولم تعطي له أهميه واتجهت إلى الجهه الاخرى لكي تساعد جدتها على الهبوط.. أما والدته كانت تقف تنتظرهم حتى ترحب بهم وتوصلهم الى غرفهم….
اقترب “حمزه” يمسك ذراع جدتها قائلا لها بعصبيه وحزم :
— سيبيها انتي أنا هسندها عشان جرحك لسه ما خافش..
كانت لهجته صارمه ولكن جملته كانت تحمل الخوف والقلق والحفاظ على حبيبته والتفكير في صحتها والهلع عليها من ان يمسها مكروه…
حاولت أن تداري ابتسامتها لكي لا يلاحظها.. ولكنها شعرت بفراشات تتطاير فوق معدتها.. هربت من نظراته وهرولت تقف بجوار والدته
أردفت بتلعثم :
— هو حضرتك لسه واقفه يا طنط….
ردت عليها قائله بيأس من غبائها :
— أكيد يا حبيبتي منتظراكم عشان ندخل كلنا…..
هزت رأسها بالموافقه قائله :
— انا أسفه طبعا يا طنط عشان ده سؤال غبي مني.. بس أنا لما بتعصب عقلي بيقف عن التفكير….
كانت تتحدث أثناء سير “حمزه” من امامها قائلا :
— أنا هبقى أشغلهولك يا حلوه…
نزلت الكلمات عليها لوهله صنمتها بمكانها جحظت بعينيها تتطلع على ظهره ببلاهه….
قطعت شرودها تمط شفتيها للأمام كالأطفال هاتفه :
شكلك هتتعبنى معاك…..
لم تفكر كثيرا فى كلمته وذهبت للداخل ورائهم وجدت والدته والعاملين بالفيلا الذين يحملون امتعتهم……
سطح حمزه الجده عالفراش وتركهم وصعد الى غرفته..
رحبت بهم والدته بإحترام بعد أن اطمئنت على السيده “هدى”وتركتهم لكي يستريحوا لحين وقت تناول الطعام…..
انقضى الوقت سريعا ولم يأتى لتناول الطعام فهمت أنه غاضب منها من وقت المستشفى…..
استقامت من على المائده والغضب يسيطر عليها… نظرت لها جدتها بيأس فهى تعلم أن عندما تغضب لا تأكل خوفا من ألم معدتها……
هتفت “أمل” والده “حمزه” بحنان :
يا بنتي يا حبيبتي اقعدي كلي عشان انت محتاجه تتغذي بسبب الادويه اللي بتاخديها… “حمزه” قبل ما يخرج عدي عليا ووصاني على اكلك…….
حاولت ياسيم أن تغتصب ابتسامه لكي لا تحزنها قائله :
— معلش يا طنط أنا مش هقدر أكل دلوقتي.. ممكن أكل بعدين.. بعد إذنكم هخرج فى الجنينه شويه……
تركتهم يكملوا طعامهم وغادرت إلى الحديقه تختلي بنفسها…..
**********
تجولت قليلا تستمتع بالنسمات البارده التى تنعشها فهى عاشقه للاجواء الشتويه.. وجلست على اقرب مقعد.. تنظر إلى السماء.. تنعم بسكون الليل لما به من هدوء تفتقده بحياتها….
أقبل عليها وهي تسبح بافكارها فى عالمها المضنى المليئ بالنفوس الخبيثه… لم تشعر بحضوره.. لبرهه جلس جوارها فى صمت …
ليقطع خلوتها مردفا بهمس :
— الجو حلو قوي النهارده والسماء صافيه…..
شهقت فزعه تعض على أناملها من الخضه هذه هى عادتها عند الخوف .. وحولت نظرها بعيدا عنه ولم تتفوه بكلمه واحده..
ظلت تتطلع للسماء تتأملها بسعاده لعلها تسرقها من واقعها قليلا..
عم الهدوء والسكينه أرجاء المكان..
ليحترم صمتها ويرفع رأسه للسماء يفعل مثلها.. يسبح بمخيلته معها….
فكان الليل هذه الليله نديا وكأنه يعد أمسيه رومانسيه تشهد على قلوب العاشقين… فالقمر كان يحتضن السماء ويتزين بعقد من النجوم تزيده توهجا وجمالا… وكأنه يحتفل بمولد عشاق جدد…
بينما هى تنظر لهم وعلى وجهها ابتسامه.. كمن ترى أمامها كنز ثمين.. عظمه الليل تعطي بريقا لكل شيء يسقط عليه ضوء القمر… جعلت الإبتسامه المرسومه على ثغرها تتسع لتضفى بريق لامع ينعكس على زورقة عينيها التى تعبر عن مدى استمتاعها الى أقصى حد…..
لف جسده لها يتأملها ووضع يده على الأريكه خلفها.. كل ما كان يتمناه في هذه اللحظه أن يحتضنها ولكن لم يأتى الوقت المناسب حتى الان…
شق صوته سكون الليل من حوله مردفا :
— ممكن أعرف لي ما أكلتيش لحد دلوقتي… أول ما عرفت سبت كل حاجه وجيت على طول…
نظرت له بعتاب ولوم هاتفه :
— وأنت يهمك قوي أنى أكل أو لأ…..
اغمض عينه لكي يسيطر على مشاعر غضبه منها مردفا :
— طبعا يهمني.. والأهم من كده تخلي بالك من صحتك.. عشان بجد مش هستحمل اشوفك تعبانه…..
لانت ملامحها وهي تستمع الي كلماته التي جعلت فرشات قلبها ترفرف ولاكن سيطر عقلها عليها ونظرت له بعتاب واشاحت بوجهها الي الجهه الأخرى……
بسط يده ووضعها خلف رأسها لكي يجبرها علي النظر له مردفا :
— معقول يا “ياسيم” مش حاسه بمشاعري ناحيتك……
ابتسمت له بخجل واشاحت بنظرها بعيدا عنه حتى لا تفضحها عيونه…..
مرر انامله على وجنتيها بحنان وهو يتكلم بصوت اقرب للهمس الذي جعل مشاعرها تذوب كما تذوب قطعه الثلج تحت اشعه الشمس الملتهبه مردفا :
— تتجوزيني يا “ياسيم”…..
سقطت جملته على أذنها.. كسقوط الندى فى ليله ليس بها ندى.. جعلتها لا تشعر بشيء من حولها سوى أنها تتمنى أن تختفي من أمامه ولكن عقلها سيطر عليها…..
هتفت بتوتر :
— وأنت تعرف أيه عني عشان تطلب أنك تتجوزني…..
رد عليها بهدوء وكلمات كانت كفيله أن تجعلها توافق على الزواج منه أردف بحب :
— شوفي يا “ياسيم” أنا عارف عنك كل حاجه.. أنتى ممكن تكوني زعلانه مني بسبب تصرفاتي العصبيه فى آخر موقف معكي..
تابع بتوضيح :
— بس صدقيني فعلا أنا ما كانش ينفع اسيبكم تعيشوا لوحدكم.. ولا هطمن ولا هرتاح وانا حاسس بخطر حواليكم…..
استرسل يراضيها ويطمئنها :
— وعشان أريحك وأرضيكي.. أنا هجيب المأذون وهنكتب كتابنا بكره…عشان تقعدي فى الفيلا براحتك..
استطرد يشعرها بمساندته :
— عشان تعرفى أنا حاسس بيكى بتفكري فى أيه.. خليكى ديما واثقه أنى هساندك وهقف فى ضهرك فى أى حاجه متقللش من شكلك قدام الناس…..
غمز بطرف عينيه هاتفا بمرح :
— ودي فرصه حلوه عشان اخليكي تحبينى…….
ليدنو منها وعلى وجهه ابتسامه حالمه مردفا بشقاوه :
— ولو أنى أشك أنك حبيتيني من أول نظره…..
كلماته دوما تشوش عقلها.. لا يعطي لنفسها فرصه للتفكير… دوما قراراته تصيبها بالذهول……..
قطع شرودها واستقام وبسط يده وأخذها ودلف بها داخل الفيلا عازم النيه بإخبار والدته وجدتها بحديثهما……
*************
بينما هى كانت تسير معه وحمرة الخجل تكسو وجهها.. تبتلع كلماته تستسيغها بحب ورضا.. هى تمنت هذه اللحظه منذ أن رأته.. ولكن مخاوفها من عمها أفقدتها الأمل فى أن تنال السعاده التى تتمناها…. حمدت ربها وتمنت ان تسير الأمور فى هدوء…..
بينما هو يحتضن زراعها.. يشعر بارتعاش كفها… ليصيب قلبه فرحه كم تمناها.. فتاته خجوله وهو أول رجل بحياتها… كم تمنى الفتاه التى يرتبط بها يكون قلبها كصندوق جواهر بخزانه أشهر جواهرجى لم يفتح من قبل.. لم يتعرف عليه أحد من قبل… لينال هو شرف فتحه… والتنعم بتلألأ كنزه الثمين…
تطلعت والدته وجدتها إلى بعضهم باندهاش ثم صدح صوت والدته قائله :
— خير يا ولاد مالكم .. صالحتها يا “حمزه” زي ما قلت لي…..
نظر لها بعشق وهو يسحبها تحت ذراعيه بدون وعي منه كان يحتضنها تحت أبطه وحول عدستيه إلى الحجه “هدى” قائلا بسعاده :
— لو سمحت يا جدتي يسعدني ويشرفني طبعا أنى اتجوز حفيدتك على سنه الله ورسوله….
ابتسمت الحجه “هدى” وهي تنظر إلى حفيدتها الخجله.. التي تطأطأ رأسها تنظر الى الأرض.. فهمت أنها موافقه…..
رفعت نظرها له قائله :
— الشرف لينا.. طبعا موافقه يا “حمزه” مش هلاقي أحسن منك أتمنى على حفيدتى……
استقامت والدته ولأول مره تطلق زغروطه عاليه منذ وفاة زوجها… عقلها لا يستوعب أنها سترى ابنها عريس… كما تمنت هذا اليوم من سنوات…..
اقتربت عليه وسحبته في أحضانها مهنئه له… ثم نظرت الى “ياسيم” وضمتها لصدرها بسعاده وحنان ام كورت وجهها بين كفيها تبارك لها قائله :
— نورتي حياتي وحياة ابني…
أنا ربنا كرمنا بيكم وعوض صبري خير.. ببنت هاديه وجميله زيك وأم حنونه زي الحجه “هدى”……
صدح صوت حمزه قائلا :
— ان شاء الله كتب الكتاب بكره وحضرتك ياجدتي هتعزمي كل جيرانك وحبايبك .. وأنا هعزم معارفنا عشان نعمل اشهار … والفرح يبقى على مهلنا لما “ياسيم” تاخد عليا..
تابع يوضح :
— يعنى حضرتك شايفه كل حاجه جت بسرعه… بس أنا حابب أريحها عشان الوضع يكون مناسب أكتر لما تبقى رسمى مكتوبه على أسمى……
ردت عليه الحجه “هدى” قائله :
— ان شاء الله يا حبيبي.. بس قولى هيبقى كتب الكتاب أمتى…..
رد عليها قائلا بحب :
— بعد صلاه العشاء….
جلسوا معا يتسامرون في جو من الألفه والحب وانقضى الليل وكل منهم داخله حكايه من العشق..
‏كن علي يقين أن الأشياء الصعبة … قد تتغير في لحظة…..
والفرج سيجتاح الضيق بلا بوادر…….
والعافية ستسري في الجسد المنهك … من دون مقدمات…….
والأمل الذي طال إنتظاره سيصل …
و لو على أكتاف المستحيل…..
*************
اشرقت الشمس بنورها الذي ملأ الطقس دفء مثل دفء قلوبهم بالحب…. مر الوقت سريعا وانقضى النهار فى التجهيزات والتحضير لمراسم كتب الكتاب وجاء الموعد المنتظر الذى جمع الأهل والجيران والأصدقاء والمعارف وأصبحت زوجته أمام الله والجميع……
************
بعد مرور شهر على خطبتهم
يجلس وسط محله الذى يعشش به العنكبوت من قلة البضاعه… والعمال يحاوطونه يطالبونه بيومية أجرهم فى العمل بالمحل .. الذى لما يتلقوها منذ اكثر من شهر ..
زفر بضيق من خنقة الأحوال وتزاحم الديون عليه…
هم يتصل رأفت على زوجته “عزيزه” لكي يطلب منها مبلغ من رصيدها في البنك..
فهى منذ فعلة ابنها تركت الشقه وسكنت بعيدا بحجة مخافتها من قدوم الشرطة لمهاجمة المنزل وتفتيشه بحثاعن ابنهم …
وما كان هذا الا غطاء…
وما خفى كان أعظم…
ولأنه بكل غباء كان يثق فيها ثقه عمياء، ويضع كل ما يملك باسمها وتحت تصرفها…. فكانت العواقب وخيمه….
أردف بحده يأمرها قائلا :
— هبعت لك يا”عزيزه” واحد من رجالتي تروحي بكره الصبح البنك علشان خاطر تسحبي 100 الف جنيه وتبعتيهم لي….
كانت تسمعه وهي تتشطق بعلكتها التي تشتهر بها قائله بتبجح :
— ملكش عندي فلوس يادلعدي… روح يا حبيبي شيل نفسك بنفسك..
لتسرسل بفظاعه :
— الفلوس اللي في البنك وكل الأملاك اللي باسمك دي بقت بتاعتي انا وابني…..
رد عليا بغضب قائلا :
— يعني أيه يا”عزيزه” اللي انتي بتقوليه ده… الفلوس دي فلوسي وشقى عمري……
ردت عليه بسخريه قائله :
— لا يا حبيبي دي فلوسي أنا.. ثمن صبري عليك السنين دي كلها.. وأنا مش طايقه أبص في خلقتك العكره..
لتزيد عليه خستها أكثر :
— هو أنت فاكر أنى كنت عايشه معاك العمر ده كله عشان سواد عينيك… لا يا حبيبي فوق… أنا كنت استاهل سيد سيدك… بس عشان الفلوس اللي عندك أنا صبرت على العيشه الوسخه معاك …
واكملت لتشوه الباقى من عشرتهم القذره :
— حتى الواد اللي خلفناه طلع شبهك شمام وضايع… الحمد لله أنى منعت خلفه بعد حازم…. ما هو أنا ما كانش ينفع اربط نفسي بعيال معاك اكتر من كده…
لتنهى حديثها بطعنه قويه فى عمق رجولته :
— وان شاء الله هرفع قضيه خلع وهخلعك… واخذ كل حاجه منك وارميك رمية الكلاب راجل فقر…
أغلقت الهاتف في وجهه ليستوعب حجم المصيبه التى أنزلها بنفسه عندما استأمنها وسلم لها كل عزيز وغالى… ظل يكسر كل ما تطوله يده… فبفعلتها هذه قضت عليه…
ولتكتمل المصائب الموضوعه على راسه.. كان من سوء حظه يتحدث عبر مكبر صوت الهاتف وسهى عن إغلاقه وهو يهاتفها… ليسمعه رجاله والعاملين معه في المحل..
التفوا يجتمعوا حوله قائلين :
— معلش بقى يا معلم أنت عارف أن إحنا بنشتغل ونقبض اليوم بيومه… ومش هينفع نشتغل عندك ببلاش…. اسمح لينا احنا هنسيب الشغل… ورانا بيت ومسؤوليه وعيال……
انصرفوا جميعهم وتركوه بمفرده وسط محله الذي يشبه الخرابه….
ظل يسبهم ويلعنهم ويقذفهم بكل ما تطوله يده .. حتى غادروا المحل بلا عوده….
************
انقضى الوقت وأتى الليل وهو على وضعه داخل المحل .. أراد أن يخرج يذهب الى بيته لعله يفيق من هذا الكابوس.. وعند عبوره للطريق اصطدم بسياره جعلته يندفع الى الجهه الأخرى فاقدا للوعي غريقا فى دماءه….
بعد وقت من هروب السياره التى صدمته ظل ينزف حتى التف حوله أحد الماره في الطرقات وحمله بمساعدة احدهم ووضعوه في السيارة وذهبوا به الى اقرب مشفى..
أرادوا أن يستدلوا على أهله أو أقاربه من هاتفه لم يجيب عليهم أحد…
مر يومين وفاق وهو متسطح على الفراش لا يشعر بأقدامه
دلفت له الممرضه لكي تعطيه الادويه..
نظر لها قائلا بألم :
— لو سمحتى يا بنتي هو أنا ليه مش حاسس برجلي..
نظرت له بأسف على حالته قائله :
— قدر الله وما شاء فعل يا حج… للاسف الدكاتره اضطروا يبطروا رجليك…
سقطت الجمله على مسامعه جعلته يبكي ويعول ويصرخ كالنساء… مما جعل الأطباء يعطوه حقنه مهدئه…
ظل هكذا لعده أيام بل أسابيع وجاء موعد خروجه من المشفى لم يجد مكانا يذهب اليه سوى بيته… ساعده أهل الخير في المشفى على إيصاله الى منزله…
دلف إلى منزله على كرسي متحرك لا يجد من يعتنى به أو يساعده
… ظل يفكر في حياته وما الذي كان يفعله في والدته… كان دائما يقيدها ويربط يدها وقدمها كي لا تتحرك… الآن أخذ الله حقها وجلس هو على مقعد مكتف اليدين وبلا اقدام .. مثل ما فعل بوالدته…
نظر الى السماء قائلا :
— يا رب هتسامحني ازاي على كل اللي عملته فيها …
ظل يبكي على حاله وهو يحاول ان يدلف إلى غرفه الحمام ولم يجد من يساعده…
وكما تحل نسمات الرحمه على عباده الصالحين……
أيضا يحل عقاب ربنا على عباده المفسدين…….
**********
بعد مرور سته اشهر
علم حمزه ما حدث إلى “رأفت” عم زوجته جلس معها يقص عليها ما عرفه من “معتز” صديقه…
نظرت ياسيم له هاتفه بحنق :
— تيته لازم تعرف باللي حصل ده… رغم صعوبته صعوبته عليها بس لازم تعرف…..
نظر لها قائلا :
— اللي انتي شيفاه يا حبيبتي… بس حاولي تمهدي لها الموضوع.. عشان ما تتعبش…
هزت رأسها راسها وهي تقترب منه تحتضن كفه تستمد منه القوه قائله :
— ممكن تخليك معايا وأنا بقولها….
سحبها إلى صدره ينعم بدفء أحضانه مردفا :
— هو أنا عُدت أقدر أبعد عنك.. أنتي بقيتي أجمل حياه في حياتي..
وضع قبله على مقدمه رأسها وكور وجهها بين كفيه قائلا :
لازم نقول لها عشان أنتى عارفه فرحنا اخر الاسبوع….
أومات براسها هاتفع :
— تمام تعالى نروح نقول لها دلوقتي..
امسك يدها وذهبوا الى الجده ووالدته الذي نشب بينهم علاقه حب جميله.. مثل البنت وأمها لدرجه أن والدته نست الامها واوجاعها…
القوا عليهم التحيه شعرت والدته انه يريد أن يقول شيء.. وجدتها نفس الشيء شعرت من توتر وتشنج ملامح حفيدتها…
اردفت بقلق :
— أنتى كويسه يا “ياسيم”..
نظرت الى حمزه بتوتر كي ينقذها ويبدأ هو في سرد ما حدق…
اقترب حمزه من جدته قائلا بهدوء :
— شوفي يا تيته الحياه سلف ودين… واللي بيزرع حاجه بيحصدها في الاخر… واللي مكتوب علينا لازم بنشوفه وبنعيشه……
نظرت له بتساؤل هاتفه :
— رأفت ابنى في حاجه صح .. من زمان قوي وأنا بحلم بيه أنه في ضيقه كبيره… ما هو مهما عمل فيا انا أمه وقلب الأم ما بيكدبش وما بيقساش مهما حصل ..
ابتلعت غصتها وهتفت :
— ماله ابني.
ابتلع ريقه بصعوبه قائلا :
— للاسف من ست شهور عمل حادث سير .. ودخل المستشفى واضطروا يبطروا رجليه الأثنين……
انها
مرت دموعها في صمت وهي تستمع الى باقي حديثه….
وللاسف الاكبر أن مراته لما عرفت خلعته وأخذت كل فلوسه حتى البيت اللي هو قاعد فيه باعته ما عدا الشقه اللي كانوا قاعدين فيها… وامبارح بس اتقبض على “حازم” وهو بيسحب فلوس من البنك…..
نظرت “أمل” والدة حمزه لها تواسيها قائله :
— ادعي له ربنا يهونها عليه.. بس صدقيني اللي هو فيه ده اهون كثير من اللي عملوا فيك.. كان يستحق قد كده الف مره…
فاضت دموع الحجه “هدى” قائله بنحيب :
— أنا عايزه أروح أقعد مع ابني.. ما عادش ينفع اسيبه يعيش كده لوحده
.. مين هيساعده…
هرولت إليها “ياسيم” هاتفه ببكاء :
— معقوله يا تيته هتسيبيني لوحدي
رتبت الحجه “هدى” على كتفيها قائله :
— ازاي بقى يا حبيبتي .. هسيبك لوحدك… أنتي معاكي جوزك وربنا رزقك بأم حنينه عليك… أنا متأكده انها هتحن عليكي أكثر مني..
بقلب الأم هتفت :
— أنا لازم أكمل واجبي مع ابني لآخر يوم في عمري…..
ردت عليها أمل والده حمزه قائله :
— معلش يا أمي هتروحي تخدميه أزاى.. وأنتى مش قادره وبتتحركي بالعافيه، وعايزه اللي يخدمك، وياخد باله منك… للأسف مش هينفع ولازم يبقى في حل ثاني….
بينما هم يتحدثون كان حمزه يفكر فى حل لذلك المأزق.. حتى لمعت فكره في رأسه هتف مردفا :
— أنا هاخدك عشان تطمني عليه وتشوفيه وترجعي على الفيلا هنا تاني .. وهو عشان خاطرك انت و “ياسيم” هشوف أي مصحه احطه فيها عشان يبقى تحت رعايه طبيه ونفسيه وصحيه…
تابع يتأسف :
— معلش اعذريني .. مش هقدر اجيبه يعيش معانا هنا في الفيلا…..
انهمرت دموعها وهي تدعوا له بصلاح الحال.. متمنيه لهم ان يديم عليه نعيم الدنيا والآخرة .. ويرضي عنه ربه ويراضيه…
نظرت له “ياسيم” بحب وهي تؤمن على دعوة جدتها….
كان يريد ان يلتهم شفتيها المقتنزتين وهي تنظر له وتهمس بهم هاتفه :
— بحبك……
رفع لها حاجبه وهو يبتسم بمكر واقترب على أذنها يهمس لها مرادفا :
— شايف أن ست الحسن اتخلت عن خجلها وبقينا بنعترف بحبنا…..
ضحكت بصخب نبره رمانه الهبت النار بجسده… جعلته يسحبها من امامهم ويدلف بها الى غرفه مكتبهم..
أسندها على الباب يحاوطها بزراعيه ليحتضنها بحميمه انفاسهم هى من تسمع فى المكان .. ينظر لها بعشق يتهوه فى زرقويتها .. يديه أخذت تتجول على جسدها بحريه… عزفت على مفاتنها سيمفونية شغفه بها… حرر يده من على خصرها ليغوص بانامله في خصلاتها لينزل يتحسس أذنيها يهمس لها بكلمات الغزل التى أذابتها… وشفتيه تقوم بمهمتها تلتهم شفتيها بنهم جعل اقدامها لا تقدر على حملها..
تعلقت في رقبته وهو يحملها ويسير بها.. يجلس على الاريكه يأخذها بين أحضانه دون أن يفصل قبلتهم… ظلوا هكذا لا يعلمون كم مر عليهم الوقت وهم ينعمون باحضان بعضهم…..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ياسيم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى