رواية عندما فقدت عذريتي الفصل العاشر 10 بقلم سارة علي
رواية عندما فقدت عذريتي الفصل العاشر 10 بقلم سارة علي |
رواية عندما فقدت عذريتي الفصل العاشر 10 بقلم سارة علي
أمام إحدى أهم شركات الإستيراد والتصدير في البلاد أوقف هو سيارته معطيا مفاتيحها الى الحارس الخاص بالشركة ثم اتجه بخطوات عملية الى داخل الشركة ..
وصل الى مكتبه الذي يقع في الطابق الخامس ليجدها جالسة على مكتبها تعمل على حاسوبها الشخصي بتركيز شديد ..
تأملها مليا بنظرات عاشقة وهي شاردة في عملها غير منتبهة لكل ما يدور حولها ..
أفاق من شروده أخيرا ليستوعب ما يفعله فتنحنح مصدرا صوتا وهو يلج الى الداخل ملقيا تحية عملية عليها :
” صباح الخير ..”
نهضت هي من مكانها على الفور و أجابته بنفس العملية :
” صباح النور يا فندم ..”
تحرك الى داخل مكتبه ضاغطا على أعصابه بقوة كي لا يستدير نحوها وينظر إليها بينما عدلت هي حجابها وجلست مرة اخرى على مكتبها ..
بعد لحظات قليلة وجدته يطلب منها أن تدخل إليه فسارت نحو المكتب وولجت الى الداخل قائلة :
” نعم با فندم ..؟!”
” جهزتي الملفات اللي تخص الصفقة الجديدة ..؟!”
أومأت برأسها وهي تجيبه بتأكيد :
” ايوه يا فندم وراجعتها ..
” كويس ، تقدري تروحي تشوفي شغلك ..”
خرجت هي من مكتبها ليدلف بعد لحظات صديقه وأحد الموظفين في شركته هاتفا بنبرة مرحة :
” صباح الخير يا بوس ..”
” صباح النور …”
” أخبارك ايه..؟!”
” كويس ..”
تطلع صديقه إليه وشعر بأنه ليس بخير فسأله بقلق :
” مالك يا ماجد ..؟! شكلك مش مرتاح ..”
تنهد ماجد وقال بجدية :
” تعبان شوية يا مؤمل ..”
” تعبان ليه ..؟!”
سأله مؤمل بحيرة ليرد ماجد بجدية :
” موضوع ريم من جهة ، وضغط الشغل ..”
” انت لسه مصر على موضوع ريم ..؟!”
قال ماجد بسرعة وإصرار :
” طبعا مصر ، انا بحب ريم وهتجوزها ..”
نظر إليه مؤمل بعدم إقتناع لكنه لم يشأ أن يزعجه بحديثه حول هذا الموضوع بينما شرد ماجد في مشكلته التي لا يوجد لها حل ..
………………………………………………………………………….
عاد زياد الى الفندق مساءا بعد يوم طويل قضاه في العمل ..
دلف الى جناحه وألقى بجسده على السرير بتعب قبل أن يخرج هاتفه من جيبه ليجد دينا قد اتصلت به مرات عديدة .. أغلق الهاتف مرة اخرى ورماه بجانبه على السرير ثم اعتدل في جلسته وأخذ يفكر في حديث منتصر عن ذلك المدعو ماجد ، هل يعقل أن يكون ماجد شخص محترم مثلما أخبره منتصر ..؟! أم إنه يخدع الجميع مدعيا حسن الخلق والإحترام أمامهم ..؟!
أفاق من أفكاره تلك على صوت طرقات على باب جناحه ، اتجه نحو الباب وفتحها ليتفاجئ بزينة أمامه ، فسح لها المجال كي تدخل لتلج الى الداخل بخطوات خجول مترددة ..
التفتت زينة نحوه بعدما أغلق زياد الباب وسار خلفها ، تأملها زياد مليا قبل ان يسألها بحيرة :
” فيه حاجة يا زينة ..؟!”
أومأت برأسها دون أن ترد فوجد نفسه يسألها بنفاذ صبر :
” فيه ايه ..؟!”
أجابته بتردد :
” جيت أكلمك عشان موضوع ماجد ..”
” ماله ..؟!”
سألها زياد بسرعة وترقب لترد بجدية :
” انت ناوي تعمل ايه معاه ..؟!”
أجابها زياد وهو يقترب منها بخطوات مدروسة :
” هعاقبه العقاب اللي يستحقه ، بس انتي بتسألي ليه يا زينة ..؟!”
ثم أكمل وهو يميل بوجهه ناحية وجهها :
” مهتمة فالموضوع ده كده ليه ..؟!”
شعرت زينة أن هناك شيئا ما وراء سؤاله فقالت :
” انت بتكلمني كده ليه ..؟! هو فيه حاجة ..؟!”
وجد زياد نفسه يخبرها بصراحة تامة عما سمعه وعرفه عن ماجد :
” انا سألت عن ماجد حافظ عبد الرحمن ، وعرفته ، طلع شاب خلوق محترم ملوش فالمشي البطال..”
” كذب ، اكيد ده واحد تاني . .”
قالتها زينة بسرعة وهي تهز رأسها نفيا بعدم تصديق ليردف زياد بقوة :
” للأسف مش كدب ، انا إتأكدت إنو هو نفس الشخص من خلال الكلية اللي درس فيها واللي نفسها كليتك ..”
تطلعت زينة إليه بنظرات مضطربة وقالت بنبرة تائهة متحيرة :
” ازاي ..؟! الكلام ده كدب .. أمجد عمره مكان محترم او كويس …أمجد ده اغتصبني عشان رفضته ..”
ثم أكملت وجسدها يرتجف وعيناها تترجانه أن يصدقها :
” والله كدب يا زياد ، متصدقش الكلام ده ، صدقني ارجوك .. بلاش متصدقنيش انت كمان …”
قالت جملتها الأخيرة بوجع وإنهيار ليقترب زياد منها ويحتضنها هاتفا بمؤازرة :
” اهدي يا زينة ، انا مصدقك ..”
لا تعرف لماذا شعرت زينة بالأمان بين أحضانه .. أمان افتقدته لوقت طويل ..
اما زياد فتنحنح بتوتر وهو يفكر بأن هذه الوضعية لا تجوز أن تستمر فأبعدها عنه بحرج وقال :
” انا لازم أشوف ماجد ده ..”
” انت مصدقني مش كده ..؟!”
سألته زينة بعينين دامعتين ليومأ برأسه دون رد فتتنهد زينة بإرتياح وهي تفكر أن الله يحبها لدرجة أنه بعث زياد لها كي ينقذها مما هي عليه…
……………………………………………………………………
بعد مرور اسبوعين
خرج زياد من الفندق صباحا متجها الى شركة حافظ عبد الرحمن ، لقد قرر أن يبدأ في خطته التي قررها منذ وقت طويل ..
وصل إلى هناك ليجد السيد حافظ وماجد ابنه ومجموعة من موظفي الشركة الأساسيين في إنتظاره …
ألقى التحية عليهم ليجد الترحيب الحار منهم فهو زياد الشريف والذي تعاملهم معه يعتبر مكسب كبير لهم ..
جلس الجميع يتحدثون بشأن البضاعة التي يريد زياد استيرادها بالتعاون مع شركتهم ..
اتفقوا على كل شيء ليقول زياد أخيرا :
” بمناسبة توقيع العقد انا عازمكم الليلة على العشا في الفندق اللي مقيم فيه حاليا ..”
قال حافظ بجدية :
” ميرسي يا زياد بس انا للأسف مشغول النهاردة جدا … ممكن ماجد يحضر ..”
قال ماجد بسرعة :
” اه طبعا ده شيء يشرفني ..”
ابتسم زياد بإنتصار وحيا الجميع مودعا إياهم بعدما أعطى عنوان الفندق لماجد وأكد عليه أن يحظر مساءا …
………………………………………………………………..
وقف زياد أمام المرأة يعدل ربطة عنقه وهو يفكر بأن اليوم سيعرف جزءا من الحقيقة أو ربما الحقيقة بأكملها …
اليوم سيتأكد اذا ما كانت زينة صادقة في حديثها أو لا ..
انتهى من تعديل ربطة عنقه ليحمل سترته ويرتديها قبل أن يخرج من الغرفة ويتجه الى جناح زينه ..
لقد أقنعها بعد عدة محاولات أن تحضر هذه العزومة معه مخبرا إياها أن ضيفة هو صديق له من أيام الجامعة …
وبالرغم من عدم اقتناعها وعدم فهمها لإصرار زياد على حضورها خاصة بسبب وضعها الإجتماعي إلا أنها وافقت على مضض …
خرجت زينة من جناحها وهي ترتدي فستان أسود قصير وتضع مكياج خفيف ، ابتسم زياد ساخرا وهو يفكر أنها تنسى أحزانها بسرعة بينما تأملته زينة بحرج قبل أن يبتسم في وجهها وهو بقول :
” جاهزة ..؟!”
أومأت برأسها ليتجه بها الى المطعم حيث سيأتي ماجد الى هناك ..
دلف الاثنان الى المطعم وجلسا على طاولة الطعام ينتظران قدوم ضيف زياد ..
دلف ماجد بعد لحظات الى المطعم ومعه اخته الصغرى لينا ، تقدم نحو الطاولة التي يجلس عليها زياد غير منتبها لزينة التي تجلس أمام زياد مولية لهما ظهرها …
ما إن وصل ماجد الى الطاولة حتى تصنم في مكانه غير مصدقا لما يراه أمامه …
تصنمت زينة هي الأخرى في مكانها محاولة أن تستوعب ما تراه قبل أن تهتف بعدم تصديق :
” ماجد ..”