روايات

رواية القاسي الحنين الفصل الثاني عشر 12 بقلم بسنت جمال

رواية القاسي الحنين الفصل الثاني عشر 12 بقلم بسنت جمال

رواية القاسي الحنين الجزء الثاني عشر

رواية القاسي الحنين البارت الثاني عشر

رواية القاسي الحنين الحلقة الثانية عشر

فى منزل فرح
فرح وقد استعدت للنزول لحضور حفلة عيد الميلاد
فرح : مش هاين عليا أنا وأسيبك يا ماما.
أمل بتعب: لا يا حبيبتي انزلى أنت واتبسطى.
فرح وقد لاحظت التعب البادى على وجه والدتها.
فرح بقلق: ماما مالك أنت شكلك تعبان أوى ، حاسة بإيه؟
أمل : متقلقيش ، شوية دوخة بسيطة.
فرح: لا لا مش بسيطة ، ده أنت إيدك متلجة ووشك أصفر ، قومى البسي نروح المستشفى.
لم تقدر أمل على الجدال فهى بالفعل متعبة وبشدة ، فمنذ فترة وهى تشعر بدوار على فترات متباعدة ولكن اليوم الأمر مختلف .
نزلت أمل مستندة على ابنتها ، ركبتا السيارة وانطلقت فرح إلى أقرب مشفى ، نزلت أمل أمن السيارة بصعوبة وما أن وصلت على باب المشفى حتى سقطت مغشيا عليها.
أخذت فرح تصرخ وتنادى على أى أحد يساعدها ، تجمعت الممرضات وأخذن أمل على حجرة الكشف ، وقفت فرح في الخارج بمفردها تقطع الممر ذهابا وإيابا، لا تدرى ماذا تفعل ، وبعد فترة خرج الطبيب.
جرت فرح عليه : خير يا دكتور ماما مالها؟
الطبيب: السكر كان واطى جدا وده إللى عملها الإغماء ، هى بتتعالج من السكر.
فرح : لا ، معندهاش سكر أصلا.
الطبيب: تمام ، هى هتتحجز معانا النهاردة عشان نعمل فحوصات وتحليلات.
ارتمت فرح على أقرب كرسي ، غير مصدقة لما يحدث ، تشعر بوحدة شديدة ، هى بمفردها فى ظل كل هذه الظروف ، تريد أن تبكى ، لا بل تريد أن تصرخ بعلو صوتها ، يالله أين أنت يا أبى ، لم تركتنا بمفردنا، هل لو كان موجودا كان سيفعل شيئا معنا ، بالطبع لا فهو دائما غير موجود .
قامت فرح من مكانها ، ورسمت على وجهها ملامح القوة والثبات حتى تدخل تطمئن على والدتها.
فرح : كده يا أمولتى تخضيني عليك.
أمل بتعب: عاوزة أعرف غلاوتى عندك.
فرح : إذا كان كده ادلعى براحتك.
أمل : حبيبتي ربنا يخليكى ليا.
فرح مقبلة رأسها : ويخليك ليا يارب.
عند أروى
تتصل أروى على فرح مرارا وتكرارا ولا من إجابة ، لقد نسيت فرح هاتفها في ظل ما حدث ، القلق أصاب أروى بشدة ، أتى زوجها أحمد بجانبها كل يستعجلها.
أحمد : إيه يا أروى يلا بقى نطفى الشمع ونخلص بقى .
أروى : فرح مابتردش يا أحمد.
أحمد : يبقى مش جاية ومحروجة منك.
أروى بقلق: لا دى من ساعة كلمتنى وقالت لى نازلة خلاص .
أحمد : طيب والعمل ، الناس زهقت يلا ونبقى نطمن عليها بعدين.
استسلمت أروى لكلام أحمد ، وذهبت عند عائلتها.
حسام : فين القمر إللى شفته الصبح يا أروى.
نظر له حازم شزرا .
أروى : مش عارفة والله يكلمها بقالى ساعة مش بترد .
نبيلة : إن شاء الله خير، شوية تلاقيها داخلة علينا.
أروى : يارب خير.
انتهت الحفلة العائلية ، والقلق زاد عند الجميع خاصة أروى ونبيلة.
نبيلة : المشكلة إنها جاية فى الطريق لوحدها .
أروى : ما هو ده إللى قلقنى ، خايفة يكون جرالها حاجة.
وهنا لم يستطع حازم السكوت ، وهب واقفا من مكانه.
صلاح : رايح فين يا حازم؟
حازم : أعصابي تعبت من التوتر إللى عاملينه ده ، أنا طالع أنام.
نظر الكل لبعضه البعض باستغراب.
نبيلة و أروى فى نفس اللحظة : هتنام.
حازم: آه هنام في مانع ، أنا عندى شغل الصبح بدرى .
تركهم حازم وصعد غرفته ثم بدأ الكل يصعد لغرفته تباعا.
فى غرفة حازم
كان القلق باديا على وجهه بل ينهش قلبه ، بالطبع في مشكلة ومشكلة كبيرة ، فكر كثيرا فى أن يذهب عند بيتها ولكن ماذا سيفعل هناك بالساعة قد جاوزت منتصف الليل ، في النهاية انتصر عقله وفضل أن ينام.
حازم لنفسه : الصبح كل شئ هيبان.
في الشركة
كان كريم منتظرا حازم فى مكتبه ومعه فارس ، فاليوم لديهم اجتماع مع مديرى الشركة.
كريم : غريبة أول مرة حازم يتأخر كده.
فارس : أهو وصل أهو ، حمد الله على السلامة، كل ده تأخير.
حازم: معلش راحت عليا نومة ، نايم الساعة ستة الصبح.
فارس : بتفكر فى مين يا خلبوص؟
حازم بتوهان: فى فرح.
كريم وفارس : ميييييين
فارس : أيوة يا عم ، الله يسهله.
كريم : مفاجأة كبيرة خصوصا فرح ، ده أنت كل لما تشوفها لازم تسمعها كلمتين.
انتفض حازم من مكانه وحاول توضيح ما قاله وكأنه تهمة : دماغكوا ماتروحش لبعيد، أنا بفكر أعينها مكان إللى الزفت خالد ، إيه رأيكوا؟
كريم : اخص، كنت بدأت أفرح ، يلا مفيش نصيب ، بس اختيار موفق .
حازم: وأنت يا فارس ، رأيك إيه ؟؟
فارس : أنا برده موافق، هى شاطرة ومنظمة وقلبها عالشغل.
حازم : تمام ، طيب كلمها خليها تيجي هنا.
فارس : يا عم التقيل كلمها أنت .
حازم بحدة : اخلص يا فارس و طمنى.
فارس باستغراب: أطمنك على إيه ؟ شكلك مش مريحنى.
حازم : مش هرد عليك.
حاول فارس الاتصال مرارا وتكرارا ولكن دون فائدة.
فارس : برده مش بترد.
حازم بقلق : دى من امبارح و أروى بتكلمها ومش بترد ، أكيد في حاجة .
كريم : لا كده الموضوع يقلق بجد.
هب حازم واقفا وأخذ مفاتيح سيارته وخرج مسرعا غير مهتم لنداءات صديقيه.
وصل حازم عند منزل فرح ، وقف قرابة العشر دقائق يفكر ويفكر.
حازم لنفسه: يا ترى إللى بعمله ده صح ولا غلط ؟ وفيها إيه دى واحدة عايشة لوحدها وأكيد محتاجة لمساعدة، بس دى ست وأنت واخد موقف من الستات.
كان هذا حوار بين قلب وعقل حازم فالعقل رافض هذه الأفعال أما القلب موافق وبشدة ، وفى النهاية انتصر القلب ، فحازم القديم قد أوشك على الرجوع مرة أخرى.
نزل حازم وذهب عند عمارة فرح
حازم : سلام عليكم يا ريس.
حارس العقار : وعليكم السلام يا باشا ، أؤمر.
حازم : الأمر لله ، الأستاذة فرح ساكنة هنا صح ؟
حارس العقار: أيوة يا باشا ، خير.
حازم : خير ، أنا المدير بتاعها وبكلمها مش بترد ومحتاج أوراق مهمة منها.
حارس العقار: لا يا باشا دى الست هانم مامتها تعبت امبارح ودخلت المستشفى .
حازم : لا حول ولا قوة إلا بالله، مستشفى إيه؟
حارس العقار: لا معرفش والله.
ذهب حازم وبدأ يفكر فى أى مشفى ممكن أن تكون هناك ، وصل عند أقرب مشفى حيث توقع أن تكون هناك ، لكن هو لا يعرف اسمها ولا أى شئ عنها.
عند فرح
اطمأنت فرح على والدتها قليلا ، فكرت بأن تذهب للمنزل لكى تبدل ملابسها وتأتى بأعراض لوالدتها، فيبدو أن إقامتها ستطول هناك.
نزلت فرح قسم الاستقبال حتى تسجل بيانات والدتها لديهم ، وقفت تسجل بياناتها في استمارة الدخول.
في هذه اللحظة دخل حازم ، ووقف بجوار فرح التى لم تنتبه له وهو أيضا لم يرها .
حازم : صباح الخير.
موظفة الاستقبال : صباح النور يا فندم.
حازم: في ست اتحجزت عندكوا امبارح بس مع الأسف مش عارف اسمها هى كان معاها بنتها اسمها فرح صالح.
وهنا انتبهت له فرح ، ورفعت رأسها كى ترى من الذى بحث عنها.
فرح بصدمة : مستر حازم!!!!!
حازم : أخيرا ظهرتى.
فرح بقلق: خير في حاجة.
حازم : من امبارح و أروى بتكلمك ، و النهاردة من الصبح بندور عليك في الشركة .
فرح معتذرة: أسفة والله ، بس ماما تعبت امبارح ونسيت الموبايل في البيت ، ده أنا حتى باللبس بتاع الحفلة اهو .
حازم: المهم مامتك عاملة ايه؟
فرح: أحسن الحمد لله، بس الدكتور شاكك إن يكون عندها السكر ، هنستنى نتيجة التحاليل وربنا يستر.
حازم: إن شاء الله خير.
فرح : يارب ، هو صحيح عرفت منين إنى هنا.
أخذ حازم يقص عليها كيف عرف مكانها ، استغربت فرح منه وبدأت تغير فكرتها عنه، لقد أعطاها إجازة مفتوحة حتى تطمئن على والدتها، طوال هذه المدة لم يتركها ، كان عونا وسندا لها ، أيضا أروى ونبيلة لم يتركاها.
استغربت أروى عندما حكت لها ما فعله حازم معها ، وفرحت نبيلة بهذا التغير في شخصية حازم ، لقد بدأ يلين ولو قليلا.
عادت أمل بمنزلها مرة أخرى مع وعد للطبيب بالالتزام بكافة التعليمات الطبية.
فرح : نورتى البيت يا ماما.
أمل: منور بيكى يا حبيبتي ، تعبتك معايا.
فرح : متقوليش كده بتزعلينى، هو أنا ليا مين غيرك.
أمل : ربنا يخليك ليا، يلا ربنا يسامحه باباكى هو السبب في البهدلة دى.
فرح : ممكن متفكريش في حاجة تضايقك، احنا ما صدقنا السكر اتظبط.
أمل : حاضر ، من بكرة إن شاء الله ترجعى شغلك كفاية عطلة بقى.
فرح : حاضر ، وأنا اتفقت مع ممرضة هتيجي تقعد معاكى فترة الصبح عقبال لما أرجع.
أمل : ماشي.
في الشركة
عادت فرح لعملها مرة أخرى، ولكن كان الحزن باديا عليها ، فتجربة مرض والدتها أثر بها بشكل كبير ، في لحظة كادت أن تفقدها ، في لحظة أصبحت مسؤلة عن إنقاذها ورعايتها .
كانت فرح تجلس في فترة الراحة في المكان المخصص لذلك ، كانت تفكر في كل ما حدث ، كل تغيرات حياتها ، بعد والدها عنهم حيث كان هذا البعد العامل الرئيسي لهذا التغير.
فى أثناء هذا التفكير أتى حازم لكى يشرب قهوته ، وجدها حزينة مهمومة ، لاحظ هذا التغير.
حازم : إزيك عاملة إيه؟
فرح : الحمد لله، إزاى حضرتك؟
حازم : بخير ، ومامتك عاملة إيه؟
فرح : أحسن كتير .
حازم : الحمد لله ، كنت عاوز أقترح اقتراح عليكى .
فرح: اتفضل.
حازم : أنت عارفة إنى مشيت خالد ، ففكرت إنك تبقى مديرة مكتبي بجانب العلاقات العامة ، إيه رأيك؟
فرح : تمام يا مستر موافقة.
حازم : مفيش ضغط ولا إحراج لو مش عاوزة ارفضي.
فرح : لا أبدا مفيش إحراج ، شغل الإدارة ده تخصصي .
حازم : يبقى تمام ، اتفقنا ، ولو احتاجتى أى حاجة عرفينى.
فرح : متشكرة جدا لحضرتك، مش عارفة أشكرك إزاى على إللى عملته معايا .
حازم بابتسامة : أقولك تعملى إيه ؟
فرح بحماس: قول أعمل إيه ؟
حازم : كوباية قهوة زى اللى في إيدك لأحسن دماغى هتفرقع .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية القاسي الحنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى