رواية اخر نساء العالمين الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم سهيلة عاشور
رواية اخر نساء العالمين الجزء الحادي والخمسون
رواية اخر نساء العالمين البارت الحادي والخمسون
رواية اخر نساء العالمين الحلقة الحادية والخمسون
نظرت له بعيون متسعه وقد تلجم لسانها من اخر كلماته نفضت يدها عنه وهي تستمع حديثه وهو يشرح لها ان المعلم حسن اصر عليه ان يتزوج ابنته كنوع من الحمايه لها مقابل انه سوف يؤمن له الحمايه والرجال وايضا يساعده في اعادة ماله وحقه من هذا المدعو ضاحي وقد تم الاشهار بهذه الزيجه مع القريب والبعيد وكل هذا وهي متسعه العينين وتنظر له فقط….. ولكنها عبثت ما بين عاجبيها عند استيعابها لهذا الحديث فهدرت به بغضب تلكزه في صدره بقوه
زهره بصراخ: حق اي دا اللي يرجع بجوازك من واحده غيري يا يونس….
يونس بهدوء: انا قلتلك ان دا هو الحل الوحيد…. انا مضطر لدا يا زهره…. دا غصب عني مش بمزاجي
زهره بسخريه: والله مش بمزاجك يا يونس…. والفرح الكبير والمصاريف دي كلها وعازم القريب والغريب دا حتى في فرحنا معملتش كده يا يونس وتقلي غصب عنك يا شيخ حرام عليك
يونس بغضب: زهره… انت عارفه اني مش بحب الطريقه دي متعصبنيش
زهره بسخريه: اعصبك!….. انت لسه شفت عصبيه يا يونس…. انا معنديش حاجه اخسرها خلاص
يونس بغيظ: زهره…. متختبريش صبري
زهره بثبات: احنا كده وصلنا لأخر الطريق يا يونس يا انا يا الجوازه دي
يونس بخوف: يعني اي يا زهره
زهره بقوه: يعني اليوم اللي تبقى فيه واحده غيري على ذمتك يا يونس…. دا هيبقى اخر يوم ما بينا
يونس بثبات: تمام يا زهره اللي تشوفيه
زهره بصدمه: يعني اي ؟
يونس بهدوء: يعني انت…..
كانت تنتظر ان ينطق بتلك الكلمه السامه كما وصفتها هي….. الكلمه التي وان نطقها لسانه تقسم انها سوف يتوقف قلبها في الحال فلم تتحمل يوما في بعده ابدا شعرت بهذا الشعور من قبل وتعلم انها لن تتحمل ابدا بدأت دقات قلبها في الارتفاع ووجنتها التي احمرت بشده من الخوف والتوتر… فإذا بالصدمه تعتلي وجهها عندما رأته يضحك بشده حتى ادمعت عينيه ووقع ارضا من فرط الضحك عقدت حاجبيها بتعجب وهي تراقب افعاله اقسمت في داخلها انه قد جُن رسميه زاد غصبها من ضحكاته والتي لأول مره تستفزها بهذه الطريقه فهبت واقفه تنهره بغضب واضح
زهره بغضب: انت بتضحك على اي يا بارد انت… وبعدين مطلقتنيش لي هي كلمة انت طالق بتضحك اوي كده مكنتش اعرف
هب واقفا امامها ينظر لها بحب ونظرات لم تفهمها ومن ثم جذبها اليه فاجأه يحتضنها بحب واحتواء تعجب هي منه كثيرا…. اغمضت عينيها تشتم اكبر قدر من عبيره داخل صدرها ولكنها افاقت على حالها ودفعته بعيدا بقوه وغضب وقد احمر كامل وجهها وعينيها من الغضب ومن ثم توجهت نحو خزانة ملابسها تجذب ملابسها بأهمال تلقيها على السرير وهمت بجذب حقيبة سفرها من فوق دولاب الملابس فإذا بيده تجذبها مجددا ويجلسها على السرير وهو يحاول ان يثبتها مكانها لكي يتحدث تحت مقاومتها وضيقها منه
يونس بتوتر: اسمعي بس يا بت… اهدي واسمعيني والله بهزر معاكي اقسم بالله
هدأت في مكانها فاجأه عندما استمعت لحديثه تنظر له وعينيها قد امتلأت سريعا بالدموع وهي تنظر له بعدم تصديق وعتاب…. نظرتها التي افتكت بقلبه حرفيا فكاد ان يبكي هو الاخر امسك كفيها بحنان وهو يقربهم نحو شفتيه يقلبهم بخب وهو يشتم رائحتهم بحب
يونس بصدق: والله ما اعرف ابص لواحده غيرك حتى لو على مو-تي انا كنت بهزر بجد…. ثم اكمل بجديه: كنت مفكرك مش هتصدقي وهتعرفي اني بهزر مكنتش اعرف انك هتزعلي بجد قلت انكشك شويه يا ستي انا اسف بس علشان خاطري كفايا عياط انا مقدرش اشوف دموعك دي تنزل علشان اي حد حتى لو علشاني انا اسف يا حبيبتي…. خلاص بقا يا ورق العنب مش كده قلبي مش هيستحمل
ابتسمت بخفه على اخر كلماته ولكنه عبثت من جديد سريعا مما جعله يبتسم بحب على طبيعتها والتي تغيرها ابدا…. ترك يدها ومد يده في جيبه اخرج منها علبه قطنيه زرقاء راقيه للغايه ومن ثم مده يده اليها فأخذتها منه بتعجب وهو ينظر لها ينتظر ردة فعلها بتوتر كمن ينتظر نتيجة الاختبار…. فتحت العلبه بفضول بعدما مسحت دموعها بأناملها الصغيره فإذا بخاتم باللون الفضي يبرق بطريقه جميله للغايه يتوسطه قلب صغير من الكرستال المقلد ولكنه كان رقيق وجميل للغايه فإذا بها تصرخ عندما قرأت الورقه الصغيره المعلقه به فإذا هي بماركة فضه معروفه وغالية الثمن نوعا ما (pandora)
زهره بصدمه: هو دا بجد ولا تقليد
يونس بإبتسامه جذابه واحراج: كان نفسي اجبهولك الماظ بس انت عارفه الظروف سألت واحد صاحبي بيشتغل في الفضه قلي دي ماركه معروفه وحلوه جدا فا جبته ليكي
زهره بعتاب: بس دي غاليه اوي يا يونس…. لي بس تجيب حاجه غاليه كده احنا اولى بكل قرش دلوقتي وبعدين انا كنت عاوزه خاتم فضه عادي ب150 او 250 جنيه بالكتير مش 5الاف جنيه
حك مؤخرة رأسه بطريقه فهمتها هي لتتسع عينيها بقلق وهي تسأله: انت اكيد مجبتش اغلى من 5الاف صح يا يونس… اوعا تكون صرفت الفلوس اللي حوشتها من شغل الورشه
يونس بسرعه: لا مش لدرجادي اكيد…. بصي هو طلعلي علبه وبصراحه دا عجبني اوي متخيلتهوش على حد غيرك فا جبته وخلاص بقا المهم عجبك
زهره بضيق وهي تضع يدها في خصرها وتعقد حاجيبها: بكام يا يونس
يونس: 7الاف بس
زهره بصدمه وسرعه: لا لا…. لازم نرجعه حرام انت طالع عينك في الشعل وبتيجي كل يوم مش قادر تتحرك انا مش عاوزه حاجه خلاص يلا خد روح رجعه وهات الفلوس
يونس بحزن: انا بس كان نفسي احس اني اقدر اشتري ليكي حاجه قَيمه وماركه زي زمان
شعرت انها احزنته حقا فأخذت الخاتم اخرى وهي تتفحصه بحب فوجدت انه حفر اسمه عليه باللغه الانجليزيه مما جعلها تبتسم بحب وهي تنظر له ومن ثم رفعة رأسها واشاحت بخصلاتها بعيدا بطريقه مرحه وهي تحتنضن الخاتم بسعاده
زهره بصدق: انا عمري ما كنت بحب الحاجه علشان ماركتها او سعرها انا كنت بحب الحاجه علشان منك انت يا يونس كل يوم بستناك وانت راجع وجايبلي شيبسي واندومي وحلويات وببقى مبسوطه اوي علشان دايما فاكرني وفاكر اللي بحبه وعاوز تفرحني…. وبعدين انت ازاي تقول انك مش قادر تجيبيلي دا انت كل شهر بتنزل تجيبلي لبس وميك اب وجزم وكل حاجه اكتر من الاول كمان وما شاء الله الورشه شغاله زي الفل وبناكل احسن اكل وعايشين في بيت كبير وجميل وكفايا عليا دخلتك عليا كل يوم بضحكتك دي… انا هاخد الخاتم اصلا ومش هديهولك انا كنت برخم عليك….. ثم اكملت بغضب وقد تذكرت ما فعله بها منذ قليل: ولا انت فاكر انك بس اللي بتعرف تضحك وتزعل الناس التانيه
نظر لها بحب يا الله كم هي جميله ورقيقه في كل حالاته غضبها وفرحها وحزنها كأنها اجمل مخلوقه خلقها الله وصورها بأحسن صورها وهذا القلب التي تملكه الذي يحمل حب ودفء الدنيا بأسرها….. اخذ منها العلبه واخرج الخاتم ومن ثم امسك كف يدها وادخله في اصبعها برقه وقبل يدها وهو يغمض عينيه يستمتع بقربها هذا…
يونس بصدق: مهما حصل عاوزك تتأكدي اني عمري ما ابص لغيرك قلبي مش هيسمخلي بدا يا زهره قلبي مش عايز ولا شايف غيرك…. مش بقدر اميل لحد اصلا انت ماليه عليا حيااي ومالكه روحي بين ايدك انت بالنسبالي اخر واحده في الدنيا…. اخر بنات حواء……. ثم تنهد تنهيده طويله ونظر لها ببريق عينيه العاشق المعتاد: انت بالنسبالي ” اخر نساء العالمين ”
نظرت له بعشق وقد احمر وجهها بخجل وانتفخت خديها بطريقه لطيفه للغايه…. ولكنها صدمته عندما ضمت يدها امام صدرها وهي تلف وجهها في الجهه الاخرى
زهره بغضب مصطنع: بس دا مش معناه انك صالحتني انت زعلتني ولازم اخد حقي منك
تعجب كثيرا من ردت فعلها ولكنه ابستم بتسليه وقد وضع يده اسفل خده ينظر لها بتلاعب: طب هتاخدي حقك ازاي هتحبسيني
نظرت له بتحدي فهو يستخف بها ولكنه لا يعلم ان معشوقته اصبحت خبيره به: لا يا حبيبي… انت هتروح زي الشاطر كده تاخد مصطفي في حضنك وتناموا سوا في اوضة الاطفال ( حيث انه لا يصح ان ينام بغرفة الزوجيه الخاصه بأخوه)
يونس بصدمه وغيظ: زهره متهزريش انا مصدقت انه حل عني من ساعة اخر مره متبقيش رخمه
كتمت ضحكاتها بصعوبه وهي تمثل الغضب: والله بقا دا اللي عندي
نظر لها بضيق ومن ثم اخذ ملابس النوم الخاصه به وتوجه بالفعل في اتجاه غرفة الاطفال وحاءل جاهدا ان لا يراه مصطفي….. اما هي بعدما اغلق الباب ظلت تقبل الخاتم بحب وسعاده كبيره……
**********************************
في منزل هبه وحسام
قد حضرت لهم بعض الشطائر الخفيفه مع كوبا من الشاي وجلسوا على الاريكه الكبيره امام شاشة التلفاز وكان حسام يجري بعض المكالمات الخاصه بالعمل فحتى لو كان في اجازه هذا لا يمنع انه محاط بالكثير من المسؤوليات…. نظر نحو هبه التي مانت شارده وتبتسم ابتسامه اذابت قلبه بشده انهى مكاملته ونظر لها وهو يحرك حاجبيه بتلاعب
حسام بمرح: اللي مفرحك كده… ولا تكوني فرحانه فينا دا احنا كنا هنتحط في التلاجه
ضحكت بخفه على حديثه ومن ثم تحدثت بشعور صادق: انا مكنتش اعرف اني هكون مرتاحه وسطهم كده يا حسام طيبين وولاد حلال اوي انا حبيت زهره اوي….. حبها هي ويونس غريب وجميل اوي انت مشفتش كانت قلقانه عليه مع اني كنت مرعوبه بس كنت بحاول اداري بس كالعاده السكر فضحني… بس هي مكنتش عارفه تداري وعماله تعيط وتقول يارب رجعهم كويسين استر يارب…. كانت بتقول الدعوه بالجمع بس انا عارفه انها كانت طالعه من قلبها ليه هو وبس لهفتها عليه جميله اوي
نظر لها بحب فهي رقيقه حتى في وصفها: هما فعلا غراب جدا اتحطوا في مواقف كتير وحشه بس بصراحه زهره دايما واقفه في ظهر يونس
هبه بتعجب: لحد دلوقتي مش عارفه استوعب ازاي كانت الزوجه الثانيه ليه
حسام بإقتناع: ربنا لما بيبعت العوض مش لازم يكون بطريقه مباشره…. يعني يونس في الاول كان بيقول لعمي مهران الله يرحمه لي انا اتجوزها وانا متجوز ومصطفى مش متجوز اهو هو اولى بيها متخيله
هبه بصدمه: بجد…. دا طول محنا قاعدين يشد حجابها يعدله بس علشان شعرتين طانوا طالعين من الجمب دا انا حاسه انه غار عليها لما انا سلمت عليها
حسام بضحك: شفتي بقا…. سبحان مغير الاحوال
هبه بتساؤل: ممتك وباباك عاملين اوي وحشوني اوي
حسام بهدوء: اطمني كويسين ومبسوطين جدا ويسلموا عليكي…. ثم اكمل بغمزه: وبيوصوني عليكي يا ستي الا قليلي هو انا محتاج توصيه
اشاحت بوجهها بعيدا وهي تبتسم بخجل ومن ثم ركضت من امامه متوجه نحو غرفة النوم مما جعله يصرخ ضاحكا: مسيرك تجيلي يا قمر
كان سيذهب خلفها ولكن اوقفه صوت الهاتف وهو يعلن عن وصول احدى الرسائل فقرأها بإهتمام ومن ثم جاوب بجمله عابره ” هنفذ قريب اوي”…. ومن ثم اتجه خلفها وناموا سويا…..
**********************************
في غرفة مصطفي
كان يمدد جسده على السرير وهو ينظر لمجموعه من الصور عن طريق الهاتف والتي تجمعه بحبيبته سميه… فرت دمعه هاربه من عينيه بحزن على فراقها على الرغم من موقفها معه الا انه لا يستطيع نسيانها او كرهها ظل يحارب ذاته حتى قارب النهار على الشروق ومن ثم خلد للنوم بتعب من احداث اليوم…..
**********************************
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اخر نساء العالمين)