رواية يوميات مراهقة الفصل السادس 6 بقلم نورهان ناصر
رواية يوميات مراهقة الجزء السادس
رواية يوميات مراهقة البارت السادس
رواية يوميات مراهقة الحلقة السادسة
“إذا تفوق عقلي على ضميري فأنا لا أستحقه”
_حسن الجندي < آدم >
_______________________
كان يركض بكل قوته وهو يدعو الله ألا يصيبها مكروه بينما يتردد على عقله حديث علاء ظهر هذا اليوم :
*فلاش باك*
نظر له منذر بنفاذ صبر وهو يقول:
_” اخلص يا علاء وترتني “.
أومأ علاء وقال :
_” طيب هقولك اسمع يا عم ، البيه المحترم طلع دنجوان زمانه وبيعلق البنات بيه ، ويخليهم زي الخواتم في صباعه ، عن طريق إنه بيصورهم طبعًا مش محتاج اوضحلك الصور دي عباره عن إيه ؟ ويرجع يبتزهم بالصور دي “.
قبض منذر على يده بقوة وهو يقول بأعين سوداء من الغضب:
_” وأنت عرفت الكلام ده منين ؟”.
وضع علاء يده على كتفه وهو يقول :
_” الواد ماجد الهكر ده ، هكر تلفونه علشان يسرق الإمتحانات أنت عارف إن ليه شغل جامد مع المدرسين حتى في مدرستنا ، المهم ماجد شاف بلاوي على تلفونه محادثات إيه وصور دنيا وكلها صور أعراض بنات الناس اللي ضحك عليهم ومن فترة كدا قالي “.
أطلق منذر سبه وهو يقطب حاجبيه :
_” الوسـ** والله لأطلع بروحه إن طلع عامل حاجه لـ هاله …..”.
قاطعه علاء سريعًا وهو يردف :
_” لا لا بتقول إيه هاله مش سهله علشان يضحك عليها زائد كل مرة بتشوفه بيكون أنت موجود وصحابها إنما البنات دي مش من هنا يظهر من بلده ؛ لأنه أصغر شوي في الصور “.
*باك*
همس منذر بشر :
_” نهايتك على أيدي يا إسلام الكـلـ** !”.
في أثناء ركضه تقابل مع صديق له بدراجة نارية كاد يدعسه إلا أنه توقف في اللحظة الأخيرة وهو يردف بضيق:
_” إيه يا منذر ؟ أنت غاوي انتحار ولا إيه؟ “.
تجاهل منذر ثرثرته وهو يقول بملامح جامدة :
_” انزل يا عمر عايز الموتسكل بتاعك ضروري “.
نزل عمر عن دراجته وهو يقول بقلق :
_” ياعم الموتسكل وصاحبه في خدمتك بس قولي عايزُ ليه ؟ شكلك متعصب و …”.
دفعه منذر من صدره واعتلى الدراجه وبدون أن ينبس بحرف كان قد انطلق بها وهو يطوي الطرقات تحت عجلات الدراجه .
……………………………………
كرمشت ملامح وجهها باستنكار وهي تقول :
_” أفندم صورة ، أنت أكيد اتجننت مستحيل ، إنسى الهبل ده ودلوقت افتح لي الباب “.
صرخ إسلام بنبرة أفزعتها وهو يتقدم منها والشرر يتطاير من عينيه :
_” مفيش أبواب هتتفتح نفذي اللي بقولك عليه الأول دي مجرد صورة ….”.
قاطعته هاله وهي ترمقه بنظرات ساخطة:
_” صورة أنت إنسان حقير وأنا لا يمكن أوافق عليك يا زبا** أنت خلاص سقطت من نظري ومتستاهلش المكانه اللي حطيتك فيها لأنك وسـ** ” .
همس إسلام في غضب وهو يتابع تقدمه إليها :
_” طب يا هاله أوريك وشي التاني بقى لأن يظهر الكلام الناعم مبياكلش معاكِ “.
تراجعت هاله إلى الخلف وهي تقول برعب ، عندما استشعرت نبرته غير البريئة بالمرة :
_” أنت هتعمل إيه ؟ خليك بعيد عني ، الحقوني ، والله لأخرب بيتك إن فكرت مجرد فكره بس إنك تأذيني”.
أنهت حديثها وهي تتراجع للخلف ، فضحك إسلام حينها وهو يردف بسخرية :
_” ياه تصوري خوفت يا لوله ومش عارف أسيطر على أعصابي من الرعشه “.
بصقت هاله عليه ثم انحنت تحمل إحدى المقاعد تحتمي بها وهي تصرخ ببكاء :
_” منذر …. أنت فين …اتأخرت عليا ؟ “.
قهقه إسلام بسخرية وهو يرفع حاجبه:
_” صرخي مهما تصرخي محدش هينجدك من إيدي أنا هكـ.سرك قدام نفسك وهخليك تبوسي رجلي علشان استر عليكِ وكله هيتصور بالموبايل النضيف ده حته آيفون ومقولكيش بقى على كاميرة الآيفون عامله إزاي؟ “.
ألقت هاله عليه المقعد بغضب وهي تشتمه بأفظع الشتائم ، وفجأة اخترق صوته فؤادها وهو يناديها :
_” هـــــــالــــــــه !”.
انفرجت شفتيها وخفق فؤادها بقوة وهي تقول بسعادة بينما اختل تركيزها وشتت صوته عقلها :
_” منذر أنا هنـ….” .
أثناء ذلك كان إسلام قد وصل إليها وقام بتكبيل فمها بيده ، وهي تتلوى بين ذراعيه ثم عضته بقسوة فأفلتها ، و حينها صرخت هاله بأعلى صوتها .
……………………………………….
كان منذر قد وصل قبل بضع دقائق وهو يبحث عنها وينادي عليها ، حيث كان المبنى خاليًا ، توقف بمكانه عندما أتاه صوتها تردف باسمه ببحه باكيه ، ليهرع إلى مكان قاعتهم ، وعندها وجد الباب مغلق ، ظل يركل الباب بقوة ولكن بلا فائدة ، صرخ بغيظ شديد:
_” إسلام إبعد عنها يا **”.
ومن وراء الباب كانت هاله تبكي بشدة وهي تنادي عليه ، بينما إسلام كان يشد على شعره بغضب شديد ، ثم اتجه نحوها بأعين غاضبه ومن دون مقدمات قام بصفعها بقوة ، فوقعت على الأرض تبكي بانتحاب وهي تضع يدها على خدها بذهول ، فانحنى إسلام لمستواها وهو يجذبها من حجابها ويصرخ بغضب :
_” مش هخليه يبص في خلقتك حتى “.
ختم حديثه وهو يحاول التعدي عليها ومنذر يطرق الباب بحدة ، بينما هاله كانت تجاهد بالداخل لإبعاده عنها ، تذكرت تدريبات منذر لها فأخذت تكيل له لكمات عديدة في مناطق متفرقة من جسده ثم ركلته بقسوة بين ساقيه ، فارتمى على الأرض يتلوى من الألم انتشلت هي المفاتيح منه .
ثم هرعت إلى الباب وما إن أدخلت المفتاح به ما كادت تديره ، لتشعر بيده القذرة تجذب فستانها من الخلف ولكنها مع ذلك أدارت المفتاح وعندما فُتح الباب ، وقعت عينيها على منذر الذي ينظر نحوها بعيون قلقه ، فارتمت هاله بحضنه منهارة بالبكاء ، على الفور ضمها منذر إلى صدره ، وهو يرفعها عن الأرض حيث كانت تمسك بقميصه وهي تستند على ركبتيها وكأن قواها خارت أرضًا وأرجلها ما عادت تحملها ، انحنى منذر لمستواها بعد أن فشل في جعلها تنهض بينما يهمس لها بحب :
_” اهدي أنا هنا معاكِ “.
تشبثت هاله بقميصه بكل قوتها وهي تقول بوجع:
_” اتأخرت عليا ليه؟”.
بلا وعي قبل منذر رأسها وهو يضمها إليه أكثر أثناء همسه بجانب أذنها:
_” غصب عني “.
أبعدها منذر عن حضنه وهو يكوب وجهها بين كفيه وبإبهامه يمسح دموعها قبل أن يضمها مرة أخرى وقد سيطرت عليه مشاعره ولم يتحكم بنفسه.
صدح صوت إسلام يهتف بضحكه خبيثه وهو ينهي التقاط الصور:
_” ممتاز هايل يا فنان ، لو مفهاش إساءة أدب ممكن واحده كمان بس نغير الوضعية نخليها حماسيه شوي”.
نظر له منذر بغضب شديد وهو يضع هاله خلف ظهره قائلاً :
_” تعالالي بقى يا حيلتها بيناتنا حساب هنصفيه”.
رفع إسلام الهاتف في وجهه وهو يقول بخبث :
_” شايف طالع ولا بتوع السيما “.
كان إسلام قد التقط لهم عدة صور هاله وهي تحتضنه بينما تركع على الأرض وفقط يديها تمسكان قميصه ، وصورة أخرى وهو يلف ذراعيه حول ظهرها بعد أن رفعها من عند قدميه ، و أخرى وهو يدفن رأسه بعنقها وأخرى وهو يقبل رأسها وأخرى وهو ينظر لعينيها بينما يحتضن وجهها بين كفيه ، صور بها دمارهم .
صرخت هاله بانتحاب وهي تقول :
_” أنا اتفضحت “.
قبضت يد منذر على يدها وهو يقول بغضب :
_” معاش ولا كان اللي يفضحك وأنا لسه فيا نفس الوسـ** ده مش هيقدر يعمل حاجه “.
ضحك إسلام باستفزاز مردفًا بتهكم ونظرات ينبعث منها الخبث :
_” لا عندك الوسـ** ده هيعمل كتير يا روميو أبسط حاجه أنزلها حالا على جروب الدفعه ومعروف إن المراجعه اتلغت …بس في عشاق بقى استغلوا إن المكان فضي عليهم …والكل ما هيصدق يتكلم خصوصا إنهم متأكدين إن في قصه حب بيناتكم “هفضـ.ـحكم انتوا الاتنين .
تبادلت هاله النظرات مع منذر الذي هتف وهو يعقد حاجبيه باستغراب :
_” بتخرف تقول إيه أنت يا متخلف ؟ أنا وهاله …”.
رفع إسلام حاجبه الأيمن بخبث وهو يقول:
_” أها كمل أنت وهاله إيه ؟ كفايه إنكار بقى أظن مبتلاحظش نظرات صحابكم ليكم “.
مسحت هاله دموعها التي تستمر بالهطول وهي تردف بغصه وحزن شديد في عينيها :
_” أنت عبيط ولا إيه منذر بالفعل عنده حبيبه وأنا زي أخته ده اللي الكل شايفه أنت بقى انسان مريض دي مشكلتك”.
تدخل منذر يهتف بضيق:
_” بس يا هاله مترديش عليه ده شكله خرف بدري “.
شبك إسلام ذراعيه أمام صدره وهو ينظر لهما ببسمة مختلة ، أثناء قوله في خبث:
_” إنكروا براحتكم بس الصور دليل عليكم واللي هايشوفها هيعرف انتوا إيه في الحقيقه ؟”.
_” أنت نفسك قولت إن منذر مبيحبنيش …..”.
خرجت تلك الكلمات من فم هاله التي صرخت بوجع ، فقاطعها منذر وهو يمسح على المنطقة ما بين عينيه :
_” بس يا هاله قولتلك سيبي الكلـ** ده يعوي براحته لأن بعد شويه مش هيكون ليه صوت ينطق بيه”.
جلس إسلام على إحدى الطاولات وهو يقول بخبث :
_” أنا في كلا الأحوال غريب عن البلد لكن دي بلدكم انتوا وشوفوا هتبرروا لمين ولا لمين ؟ صراحه متخيل منظركم ، امممم إيه رأيكم بقى ناخد كم فوتو سيشن ليكم شكلكم يجنن الصراحه “.
ضمت هاله فستانها إليها من المقدمه وهي تهمس بوجع :
_ ” أنا ضيعت يا منذر …لو حد شاف الصور دي هانتهي بابا يروح فيها و صورتك هتتهز قدامهم ، هنبررها إزاي فعلا ؟ جنات قالتلي إن الكل مفكر إن فيه حاجه بيناتنا “.
أغمض منذر عينيه لثواني وهو يقول بداخله :
_” ياريت كان الشعور متبادل يا هاله كنت هحرق كل حاجه لأجل عيونك “.
فتح منذر عينيه ثم تحدث وهو يلتف إليها ، يمسح دموعها بحنان :
_” هاله متخافيش مفيش حد هيشوف حاجه متقلقيش اقعدي هنا وملكيش دعوه بالباقي “.
أومأت هاله بضعف وهي تسأله بعجز :
_” هتعمل إيه ؟”.
ابتسم منذر بسمه لم تصل لعينيه وهو يقول :
_” من ناحيه هعمل فأنا هعمل كتير عدلي أنتِ بس حجابك مش عايز شعره واحده تخرج برا الطرحه بدل ما أسيبه وأمسك فيكِ أنتِ “.
وبهذه الكلمات أنهى منذر حديثه مع هاله ، ثم اتجه إلى إسلام الذي يطالعهم بكل برود ، شمر منذر أكمام قميصه ثم قال ببسمة ليست لطيفه :
_” سيب تلفونك بقى وتعالى واجهني راجل لـ راجل ” .
صمت منذر ثواني ثم أكمل بعبث :
_” ولا البيه لمؤاخده “.
اشتعلت عيني إسلام غضبًا ليقول بغيظ :
_” أنا هوريك اللامؤاخدة كان هيعمل إيه في الـ …
منعته لكمة قوية التحمت بفكه وصوت منذر يقول بتهكم :
_” أنت لسه هترغي تعالالي يا حبيبي “.
وما إن أنهى منذر كلمته حتى انهال عليه بالضرب المبرح ، فبرغم أن إسلام يفوقه سنًا إلا أن بنيته ضعيفه ليست بمقدار وعنفوان منذر الذي يحركه غضبه ومن بين الركلات واللكمات ، تحدث منذر بمرح لا يناسب ما هم فيه :
_” بجرتي الحلوب شوفي شغلك تلفونه هناك أهو مرمي هاتيه بسـ…
قاطعه لكمة إسلام بجانب شفتيه ، فمسح منذر الدماء عن شفتيه ثم سدد له لكمات أعنف ، حينها اتجهت هاله إلى الطاولة والتقطت الهاتف وأخذت هاتفها أيضًا ، وهي تقول عندما عجزت عن فتح هاتف إسلام :
_” مقفول ببصمه مش عارفه افتحه”.
أجابها منذر من بين ضرباته :
_” بسيطه اديني خمسه بس وأنا هصفيه وهخليه زي الكلـ** يفتحهولنا “.
بصق إسلام الدماء من فمه وهو يقول بضحكه مختله :
_” في نسخ غيرهم بعتهم للاب بتاعي وهنشرهم ووروني هتعملوا إيه ساعتها ؟”.
بكت هاله بشدة فصرخ منذر بغيظ:
_” جحـ.شه متعيطيش مش هيقدر يعمل حاجه قولتلك ، وحتى لو نشرهم أهلك يا هاله عندهم ثقه فيكِ جاوبيني ؟ “.
رفعت هاله عينيها الباكيتان له وهي تردد بنشيج :
_” إيه ؟”.
كرر منذر سؤاله وهو مستمر بضرب إسلام:
_” يا بت سلكي مخك بقولك أهلك ثقتهم فيك لحد إيه ليها مقدار معين ولا بلا حدود وعارفين بنتهم وتربيتها “.
_” بيثقوا فيا لأبعد حد طبعا بس …”.
ابتسم منذر وهو يركل إسلام بقوة :
_” مبسش وصلني ردك الباقي سهل “.
عاد بنظره لـ إسلام الذي يتأوه بألم :
_” وأنت بقى يا حلو كل بلاويك اللي عملتها في بنات الناس مع واحد صاحبي وهنبعتها لمدير جامعتك وهتطرد شر طرده ده غير إن فيه اسكرينات ابتزاز لبنات أنت كنت بتبتزهم بصورهم ، ودلوقت بقى فيه قانون للابتزاز الإلكتروني هي اسكرينايه ونحطك ورى الحديد تتحبس 15 سنه حلوين كدا وعايز أقولك الحكم فوري “.
طالعه إسلام بخوف سرعان ما أخفاه تحت بروده وهو يردف :
_” مش هتقدر تعمل حاجه ، أنا مأمن نفسي كويس أنت كداب ، وبعدين البنات دول مش من القاهرة دول من المنصورة ومش هتقدر تستغل ده لأن مش أنت اللي هددتكم ….
لم يدعه منذر يكمل وهو يلكمه بقوة في معدته :
_” أنت عمال تهددنا أهو بنشر الصور “.
ضحك إسلام باستفزاز:
_” هددتكم وش لوش مفيش محادثات تستغلوها العب غيرها ، ثم إن تلفوني محدش يقدر يهكره ….”
تمتم منذر بغيظ وهو يخنقه بين يديه:
_” لا اتهكر يا حيلتها ، ودلوقت بقى يا حلو الملامح خد دي “.
ختم جملته وهو يعطيه روسيه برأسه ثم ألقاه باشمئزاز بعد أن بصق عليه ، واتجه إلى هاله وهو يقول بقلق :
_” أنتِ كويسه ؟ عملك حاجه ؟”.
حركت هاله رأسها بالنفي وهي تقول بحزن :
_” لا معمليش ، الحيوان ده أنا ضربته بردو على فكره واعرف أحمي نفسي كويس “.
ضربها منذر بخفه على رأسها وهو يقول بحاجب مرفوع:
_” لا يا شيخه امال مين اللي كان بيصرخ زي العِرسه اللي دلقوا عليها جردل مايه في عز الشتا منذر …منذر ..الحقني ..النجدة …هيلب ….”
ضربته هاله على صدره بغيظ ، فابتسم منذر بقلة حيلة ثم قبض يده وبسطها ، فقالت هاله بقلق وهي تتفحص يده :
_” إيدك بتنزف “.
سحب منذر يده من يدها وهو يبتسم بخفوت وقال :
_” علشان ركزت عليها هي بس متقلقيش مفيهاش حاجه مقولتليش الزفت ده كان عايز إيه منك؟ وليه قفل الباب ؟”.
فركت هاله أصابعها بتوتر وهي تقول بدموع:
_” هو ..هو كان طالب أيدي بس لما عرفت بحقيقته رفضته فحبسني هنا وكان عايز يصورني علشان يجبرني أوافق عليه “.
نظر لها منذر بعتاب وهو يقول :
_” مش ده فتى أحلامك ؟”.
ضربته هاله على كتفه قائلة بدموع :
_” ده كان طيش وبس عمره ما كان فتى أحلامي “.
_” فتى أحلامي أنت وبس “.
قالتها هاله بعيونها فهمس منذر بغضب شديد:
_” شوفي طيشك كان هيوصلك لفين ، اختاري صح بقى وبطلي هبل “.
_” ما أنا أخترت بس متأخر “.
ومجددًا تحدثت العيون ، ليقول منذر وهو يتحاشى النظر إلى عينيها التي تنظران له بنظرات مختلفه :
_”طب يالا قدامي يا بجرة “.
قالت هاله بتوتر وهي تنظر إلى إسلام :
_” منذر هو قال معاه نسخ تانيه أنا …”.
قاطعها منذر ببسمة صغيرة:
_” اشش ده كداب وحتى لو معاه فانتِ ناسيه أهم حاجه يا بجرتي شايفه دي “.
أعقب حديثه وهو يشير إلى زاوية في سقف القاعة ، ثم تابع حديثه :
_” من وقت السرقة اللي حصلت في القاعه وهما ركبوا الكاميرا ويظهر المتخلف نسيها خالص وحتى لو باعت نسخ تانيه فاحنا هنعرف نمسحها بردو متقلقيش “.
ابتسمت هاله بارتياح:
_”الحمد لله يارب إن فيه كاميرا هنا ، راحت عن بالي خالص ، دلوقت أنا مش خايفه من حاجه “.
قال منذر بنبرة صادقة وهو يبتسم بخفه :
_” مش عايزك تخافي أبدًا طول ما منذر معاكِ أنا هكلم أستاذ مروان ياجي علشان نقوله على الوضع كله ونفرغ كاميرات المراقبه وتلفون الوسـ** ده هو دليل إدانته متقلقيش من حاجه “.
بحب همست هاله بعيون دامعة :
_” تعرف إني بحبك أوي يا منذر “.
توقف قلبه عن النبض وهو ينظر لملامح وجهها بذهول ، فقالت هاله بحرج وحزن عندما أدركت ما تفوهت به فهو لا يحبها ويحب غيرها لذلك أردفت بتصحيح:
_” أقصد يعني أنت أخويا اللي مخلفتوش أمي شكرًا إنك في ضهري دايمًا ” .
اختفت ابتسامته ليقول ببسمة مصطنعه :
_” وهفضل معاكِ وفي ضهرك المهم يالا تعالي اطلعي أنتِ عقبال ما أقفل البيبان دي لحسن يفوق ويهرب “.
……………………………………….
بعد مرور بعض الوقت
كان المعلم مروان صاحب السنتر يجلس على كرسي مكتبه وهو يستمع لحديث هاله ومنذر ، وبدأوا بمشاهدة تسجيل الكاميرات ، وما إن انتهوا أردف مروان بهدوء:
_” تمام كدا اتفضلوا انتوا وأنا هتصرف …”.
قاطعه منذر وهو يقول :
_” مع احترامي لحضرتك بس الموضوع مش هيقتصر على طرده هو حاول التعدي على زميلتي وكمان حبسها ، وحاول يبتزنا بالصور فأنا مش هامشي من هنا إلا لما البوليس يوصل “.
شبك مروان أصابع يديه ببعضهما وهو يقول بهدوء :
_” منذر اسمعني اللي قولته كله هيتعمل متقلقش بس أنت شايف حالة هاله عامله إزاي ؟ وتلفوناتكم مبطلتش رن خدها وامشي وأنا هتكفل بالباقي متقلقش “.
نظر منذر إلى هاله التي تبكي بصمت فـ لانت ملامح وجهه ليقول :
_” تمام هفضل على تواصل معاك “.
همست هاله بدموع :
_” هو ينفع اسمي ميتذكرش خدوا من هنا بس بلاش اسمي ينذكر”.
نظر لها منذر وهو يقطب حاجبيه باستغراب:
_” بس يا هاله ….”.
أردف مروان يقاطعه بهدوء :
_” هخلي الموضوع بشكل سري متقلقيش محدش من زمايلكم هيعرف حاجه بس طبعا أهلك لازم يكون عندهم علم باللي حصل معاك ” .
ابتسمت هاله بخفوت وهي تومأ برأسها:
_” أكيد طبعا شكرا لحضرتك “.
وبهذه الكلمات ختمت هاله حديثها وذهبت مع منذر وطوال الطريق وهما صامتان ما عدا هاله المستمرة بالبكاء ، توقف منذر وهو يقول :
_” كفايه يا هاله “.
جلست هاله على الرصيف وهي تقول بدموع شديدة:
_” متوقعتش أنه حقير كدا أنا مصدومه أول مره اتعرض لموقف زي ده ، تخيل لو انت مجتش كان هيحصل لي إيه؟ كنت هضيع حسبي الله ونعم الوكيل “.
أطلق منذر تنهيدة قوية هو يعلم أنها مصدومه بمن عدته حبيبًا ، وسلمته قلبها ، ثم جلس بجوارها وهو يقول بغصه ونبرة مبطنه بالسخرية :
_” مراية الحب عاميه معلش “.
التفت له هاله وهي تحدقه بعيون متسعة غاضبه ثم ضربته على صدره بغضب شديد وهي تدفعه :
_” أنا محبتوش افهم بقى “.
حرك منذر رأسه بعدم تصديق وهو يتذكر الرساله واعترافها ، ثم ابتسم بسخرية وهو يردف :
_” واضح أوي يا هاله يالا قدامي على البيت”.
_” انت مش مصدقني ؟”.
سألته هاله بنبرة خافته ضعيفه ، فأغمض منذر عينيه ثم نظر إليها وقال بألم في عينيه سرعان ما أخفاه تحت قناع اللامبالاة :
_” هاله دي حياتك أنتِ وأنتِ اللي هتخطيها ، لو سمحتي كوني صريحه مع نفسك وبلاش تنكري اللي كلنا لاحظناه ، انهارده إسلام بيقولي إن الكل مفكر إني أنا وأنتِ بنحب بعض مع أنهم لو بصوا كويس هيلاحظوا نظراتك أنتِ لـ إسلام وحرصك إنك متفوتيش ولا كورس أو مراجعه ليه أنتِ اللي عطيتي فرصه لـكلـ.. زي ده يحطك في موقف زي ده وأهو حتى مطلعش بيحبك زي ما بتحبيه مجرد أنه وسـ.. كان عايز يصورك علشان يبتزك زيك زي غيرك أنا الومه هو ليه ؟وأنتِ اللي ادتيه فرصه “.
كانت هاله تستمع له وقلبها قد تمزق من الحزن ، هي تدرك أنها تصرفت بطيش ولكن هي لم تقصد كل هذا ، هي بسبب هذا الموقف ، أدركت من تحب بصدق ولكن أدركت متأخرًا ، لتقول بدموع وهي تنظر صوب عينيه:
_” تمام ما دام انت مُصر إني واحده رخيصه وعطتله إشارة يبقى …..”.
وضع منذر يده على فمها يصرخ بها بغضب :
_” اخرسي هاله اللي ربيتها مش واحده رخيصه أنتِ اتغيرتي أوي …هاله اللي أنا عارفها مكنتش تعرف غير منذر وبس إنما أنتِ من وقت الثانوية وحالك اتشقلب وكل يوم أسمع عن حد شكل معجبه بيه ، فايوه أنتِ بتستهلكي مشاعرك في كلام فاضي والوسـ.. إسلام ده مكنش هيفكر فيك بطريقه مش كويسه لو ملاحظش نظراتك ليه !”.
_” أنت بتقول إيه هو كان هيتقدم لي مشافنيش زي البنات اللي يعرفها بس أنا اللي رفضت لأني مش مستعدة دلوقت “.
نظر لها منذر بألم وهو يقول بداخل عقله :
_” هو ده بس سبب رفضك ؟”.
تحدثت عينيها بما أخفته:
_” لا مش ده السبب لأني بحبك يا غبي ” .
مسح منذر على وجهه ثم نظر إليها بجمود:
_” هاله زي ما قولتلك دي حياتك وأنتِ حره المهم يالا اركبي علشان نروح ونحكي لعيلتك اللي حصل “.
قالت هاله وهي تمسح دموعها :
_” أنا هروح لوحدي “.
نهض منذر وطالعها بنظرات مستنكرة:
_” نعم لوحدك ؟ هاله قومي يالا معايا “.
أعادت هاله حديثها وهي تتحاشى النظر إليه :
_” اتفضل روح أنا هروح لوحدي “.
شد منذر على شعره بغضب ثم مد يده وأمسك بيدها وهو يردف بضيق:
_” مش هكرر كلمتي تاني قومي يالا وإلا هاسحبك ….”.
قاطعته هاله وهي تحاول سحب يدها من قبضة يده :
_” أوعى سيب أيدي أنا مش بقرة هاتسحبني وراك كدا “.
زفر منذر أنفاسه وهو يحاول تهدئة ذاته ثم أردف بنبرة هادئة نوعا ما:
_” لا بجرة وهتفضلي بجرتي الحلوب يالا “.
من بين كل ما يمكن أن تقوله ، وجدت هاله نفسها تردف بغباء :
_” بقى عندك بقرة غيري “.
نظر لها منذر ثواني بذهول وهو يستوعب معنى حديثها ، ثم قهقه ضاحكًا حتى أدمعت عينيه ، في حين خفق قلب هاله بقوة عندما اخترقت ضحكاته فؤادها ، ليردف منذر بعد أن تمالك ذاته :
_” لا مفيش بقرة زي بجرتي الحلوب دي أنا مربيها وبعدين التانيه دي الحب دي يا هاله ميتقالش عليها بقرة “.
رفعت هاله يده الممسكة بيدها ثم غرزت أسنانها بها وهي تصرخ به بغضب :
_” هتفضل جحـ.ش طول عمرك “.
تأوه منذر وهو يطالع رسمة الساعه في ساعده والتي حفرتها أسنانها ليقول بغضب:
_” بجرة عليا الطلاق بالتلاته هتفضلي طول عمرك حلـ.وفه يا هاله “.
أردفت هاله وهي تنهض تعدل ثيابها ثم وضعت حقيبتها على كتفها :
_” حلـ.وفه في عينك يا جحـ.ـش أنت قال الحب يا هاله حابتك عقربه تكون سامه يا بعيد أنت وفرقع لوز بتاعتك دي ” .
ضحك منذر بشده واتجه إلى الدراجه وهو يقول بمرح:
_” يا بت دي هاتبقى مرات أخوكِ احترميها”.
انحنت هاله تحمل إحدى الأحجار الصغيرة ثم ألقتها عليه بغضب شديد ووجهها محمر من الغضب ، لتزداد ضحكات منذر ، فقالت هاله بغيظ :
_” أنت عايز تحرق دمي يعني ، يعني من بين كل بنات حواء ملقتش غير نرمين يا منذر “.
ابتسم منذر وهو يدير المفتاح في الدراجه :
_” ومالها نرمين يا بجرة بنوته رقيقه وعامله زي بسكوت نواعم مش زيك يا جعفر العمده أنتِ “.
قبضت هاله على يدها بقوة ثم انحنت تحمل قطعة حجارة أخرى وما كادت تلقيها عليه، إذ صدح صوت بجوارهم:
_” ارمي الطوبة يا بنتي عملك ايه الواد ده وانا اجبلك حقك منه “.
نظرت هاله إلى الرجل العجوز وهي تشعر بالحرج ثم اخفضت يدها لتقول بخبث :
_” بيعاكسني”.
اتسعت حدقة عينه بصدمه ليقول بحنق:
_” آه يا متخلفه اعاكس فيكِ إيه ياللي مفكيش ريحه من الأنوثة أنتِ يا بجرة “.
لمعت الدموع في عينيها لتقول بغيظ:
_” شايف يا عمي قلة أدبه انسان بجح “.
قال الرجل وهو يوزع أنظاره ما بينهما :
_” لا ملكش حق البنت كيف القمر ، عمتا امشي يا بنتي وانا هلملك شباب الحته يروقوا “.
كتمت هاله ضحكة كادت تنفلت من شفتيها وهي تقول :
_” لا خلاص حصل خير المسامح كريم يا عمي ده أخويا بس وأنا بهزر معاه “.
ابتسم الرجل قائلا :
_” ربنا يخليكم لبعض يالا سلام عليكم”.
ردوا السلام عليه ثم قال منذر وهو يحدقها بشر :
_” أنا بعاكسك يا هاله ليه ياختي اتسيط في نظري “.
ذمت هاله شفتيها بضيق وهي تقول :
_” وهو أنت بتشوف أصلا اتنيل يا أحول “.
حرك منذر رأسه بيأس ثم قال :
_” اتنيلي يالا خلينا نغور “.
شهقت هاله باستنكار وهي تشير إلى الدراجه :
_” نعم أنت عايزني اركب وراك الموتسكل ليه فاكر نفسك كريم عبد العزيز؟”.
نظر لها منذر بطرف عينه قائلا بملل:
_” خلصتي هبل يالا اركبي”.
وضعت هاله يدها على كتف حقيبتها وهي تغمغم بخجل :
_” لا طبعا أنا اتحرج “.
رفع منذر حاجبه بسخرية مرددًا:
_” يا اختي بطه وايه كمان ؟ “.
_” بس يا منذر “.
كرمش منذر وجهه وهو يضيق عينيه:
_” بس يا منذر والبقرة اللي كانت متشعلقه فيا جوا دي كانت إيه ؟”.
احمرت وجنتيها خجلاً لتهتف بغيظ :
_” دي لحظة كدا بقى وراحت لحالها والمفروض تنساها المهم لأننا اتاخرنا أنا هاسبقك وأنت تعالى ورايا بالموتسكل “.
ختمت حديثها وهي ترحل ، فابتسم منذر بقلة حيلة .
…………………………………………
|• بعد مرور بعض الوقت•|
توسطت الأريكة تنظر إلى قدميها ، ودموعها تهبط بصمت ، ضمتها أختها إلى حضنها وهي تربت على ظهرها:
_” أنتِ كويسه ؟”.
أومأت هاله برأسها ، فقالت جنات :
_” إيه اللي حصل معاكِ ؟ ومنذر مدخلش ليه نفهم ايه اللي حصل ؟”.
ردت وطن على تساؤلات جنات:
_” بابا وماما مش هنا فهو مدخلش علشان كدا “.
ابتسمت جنات بإعجاب ثم انتبهت على سؤال سهام القلقه :
_” هاله أنا أسفه اني مشيت بس هو اللي قالي إنك مشيتي ده غباء مني كان المفروض أتأكد بنفسي “.
رفعت هاله رأسها وقالت ببسمة صغيرة:
_” أنا مش زعلانه منك يا سهام أنا بس مصدومه من اللي حصل مش قادره اتخيل إنه طلع بالوطينه دي “.
أردفت جنات بحيرة :
_” يا هاله طب فهمينا هو ليه عمل كدا ؟”.
تنهدت هاله بعمق ثم بدأت تقص عليهم ما حدث حتى انتهت ، فهتفت جنات معقبه على حديثها :
_” انسان زبا.. بمعنى الكلمه ، الحمد لله إن ربنا باعتلك منذر في الوقت المناسب ودلوقت هو فين ؟ “.
اجابتها هاله بخفوت:
_” هو مع أستاذ مروان متحفظ عليه عقبال ما البوليس ياجي “.
تزامن حديثها مع انفتاح بوابة الشقة لتطل منه والدتها وهي تردف بضيق:
_” كان مشوار مهبب والبت انهارده كان عندها امتحان ومن التوهه نسيت اتصل عليها ” .
جاءها صوت زوجها ردًا على حديثها :
_” يا ستي كان ضروري وبعدين إحنا وصلنا أهو”.
لم تنتبه على حديث زوجها فقد كان نظرها حيث ابنتها المنهارة في البكاء بين أحضان أختها وطن ، لتهرع ناحيتها تقول بخوف :
_” مالك يا قلب ماما ؟ بتعيطي ليه؟ الامتحان كان عامل إيه يا بنات ؟”.
انتبه والد هاله لوجودهم ثم أغلق باب الشقه واتجه إليهم ليقول هو الآخر :
_” في إيه مالكم كدا ؟”.
نهضت هاله والقت نفسها بين أحضان والدها تبكي بشده ، عانقها والدها وهو يسألها بقلق :
_” مالك يا حبيبتي ؟”.
نظرت والدتها إلى وطن تهتف بنبرة قلقه :
_” أختك مالها يا بت ما تنطقوا سيبتوا أعصابنا”.
أمسكت وطن بيد والدتها تقول :
_” اطمني يا ماما هاله كويسه وحلت كويس في الامتحان “.
ارتخت ملامح وجه والدتهم تقول بتنهيدة:
_” الحمد لله يا رب …طيب ده. كويس في إيه بقى ؟”.
……………………………………….
_” تمام متشكر جدا ، أنا هاكلم والدها وهو يجيبها …بخصوص تلفونه الصور اللي عليه يا فندم مش لازم والدها يشوفها احنا هنشتكي بس أنه حاول يعتدي عليها فقط “.
ختم منذر كلماته وهو يسترخي على فراشه بينما يستمع لصوت محدثه ثم هتف بنبرة هادئة:
_” فاضل على المادة التانيه تلت أيام أيوه ، أنا هخلي والدها يجيبها بالليل القسم أفضل وزي ما قولت لحضرتك الموضوع بشكل سري كل ما هنالك أن إسلام قرر يسبب السنتر وبس “.
طرق على باب غرفته قطع عليه حديثه ليردف بهدوء :
_” طيب أنا هابقى على تواصل معاك “.
أنهى حديثه وهو يأذن للطارق بالدخول ، فاطلت والدته تردف بتوتر :
_” أبو هاله برا وشكله مضايق أوي أنت عملت إيه؟”.
قلب منذر عينيه بتهكم وهو يردف :
_” يعني هكون عامل إيه يا ماما ؟ أنا طالع له أهو “.
خرج منذر من الغرفة وتقابل مع والد هاله الذي ما إن رآه حتى تقدم ناحيته وهو يمسك بكتفيه ونظراته لا تبشر بالخير .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية يوميات مراهقة)