روايات

رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم ماهي أحمد

رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم ماهي أحمد

رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الجزء الثاني والأربعون

رواية عروس الالفا (الهجينة 2) البارت الثاني والأربعون

رواية عروس الالفا (الهجينة 2) الحلقة الثانية والأربعون

أكثر الاشياء مراره في هذا العالم هو عدم البوح بما داخلك تشعر بتمزق روحك الى أشلاء ولم تجد حلاً سوا الثبات على الصمت المرير، تشعر بأن كل شىء ضدك لم يمنحك القدر ثقب للتنفس ولم تمنحك الشمس أشعتها لتنير طريقك .. تائه.. حائر.. سئمت.. بأي ذنبٍ قُتلت؟
توقعت “شمس” كل شىء إلا أن تكون تلك المرأه الجالسه أمامها وتنظر بثبات في عينيها تكون زوجته كيف؟ ومتى؟ اسئله فوضويه داخل رأسها الأن ولكنها التزمت الصمت أبتسمت زهره عند سماع هذا الخبر من تلك المرأه فكانت أول المهنئين لها ونطقت كلماتها بفرحه تلمع بعينيها
_معقوله ياسين أتجوز ألف ألف مبروك بس ازاي مايقولناش
ضربت الخاله بعصاها التي تتكأ عليها في الأرضيه وبداخلها غـ ـضب عارم صار خه بأسم شمس التي كانت تحدق بتلك الغريبه للحظات
_ شمــــس
أنتفضت وأفاقت شمس من شرودها فانحنت أسفل مشيره وأصبحت تحت قدميها تلملم قطع الزجاج المكسور وكأنها تحاول لملمه روحها التي تمزقت الأن أرتعشت اصابعها والرعشه امتلكت نبره صوتها ترغب بالتبخر الأن حاولت الحديث ولكنها لم تعرف ماذا تقول فقد قالت بارتباك:
_أنا، أنا أسفه مش عارفه ازاي الكوبايه وقعت مني ثواني هجيبلك مشروب غيره
كررت “الخاله” بأصرار:
_قومي ياشمس ماتوطيش سيبي الأزاز أي حد تاني هيلمه
أشارت الخاله بعينيها لـ “ميرا”
فذهبت “ميرا” وانحنت بجانب” شمس” وضعت يدها علي أكتفاها بحنان تطالعها بحب قائله:
_قومي ياشمس معايا
أشارت شمس برأسها لميرا دليل على الموافقه فوقفت واستقامت حاولت تمالك روحها من جديد فطالعت مشيره الجالسه بهدوء قائله:
_نورتي قرية الصاوي
أشارت لها مشيره برأسها مع ابتسامه بسيطه دون أن تتكلم فأشاحت بنظرها الى الخاله
ذهبت كلاً من مارال وساره خلف شمس فجلست زهره بارتياح بجوار الخاله وهي تطالعها بنظرات متفحصه بعينيها فسألتها الخاله قائله:
_معلش يابتي قولتيلي اسمك ايه مره تانيه
ابتسمت مشيره وهي تشير على نفسها فقالت ببراءه:
_اسمي مشيره ياخاله
هزت الخاله رأسها:
_اه، قولتيلي مشيره أيوه افتكرت ماتأخذنيش في السؤال يابتي أنتِ عرفتي ياسين أزاي
نظرت مشيره الى زهره سائله:
_أي ده معقول ماسمعتوش عني قبل كده هو ياسين ماجبلكمش سيره عني
اكد لها يزن بقوله:
_ولا سمعنا عنك في طبق اليوم حتى
سألته مشيره وقد غاظها ماقاله:
_وحضرتك بقى مين اصل ياسين ماجبليش سيرتك قبل كده مع أن حكالي عن الكل بس أنتَ لاء:
ربع يده وأوقعها في المصيده وهو يسأل :
_أزاي وهو جاي عشاني
فقالت مسرعه:
_أنتَ يزن
غريبه عرفتيني، مع أن حكالك عن الكل إلا أنا
ابتسمت الخاله فشعرت مشيره بالأحراج فنظرت للأرضيه قائله:
_هو ياسين فين؟
نظرت الخاله لرعد بضجر:
_رعد دور على حسان خليه يروح يشوفلي فين ياسين وييجي ويجيبهولي هنا حالاً قبل ما اصور قتـ ـيل:
أشار “رعد” برأسه بالموافقه:
حاضر ياخاله
______________(بقلمي ماهي احمد)________________
هذه الأجواء الصيفيه تحتاج الى النسمات البارده والمشروبات المنعشه لكي تشفي الصدور هذا ما فعله “الطبيب علي” عندما جلس بجانب “ياسين” وسط الخضرا هو و “بربروس” جلس كل واحداً منهم على حدا بجانبه فأصبح هو يتوسطهم ينظرون الى البحيره أمامهم السماء صافيه بلونها الأزرق الجذاب تعكس الشمس أشعتها على البحيره فتعطيها بريق ساحر يخطف الأنظار مد “الطبيب” كف يده بالمشروب المحبب لقلب “ياسين” قائلاً:
_أمسك انا عارف أنك بتحب الشيري كولا
مد “ياسين” كف يده قائلاً بمزاح:
_معقول ياعلي انت جايبلي شيري كولا بنفسك قولي جبتها منين، فتحت شنطتي وأخدتها منها
ضحك “بربروس” ساخراً وهو يعدل على ما قاله “ياسين” :
_لا ، ليس هو بل أنا
نظر بجواره إليه قائلاً بدهشه:
_أنتَ ياشيخ عجوه فتحت شنطتي
هز رأسه بالنفي قائلاً بجديه :
_ويحك أيها اللعين هل تراني أبلهاً لأفعل ذلك
أبتسم قبل أن يخبره:
_طيب خلاص ماتزعلش قولي جبتها أزاي
أخبره بضجر:
_خليك في حالك ، لن أخبرك فهذا سر
فتح” ياسين ” الزجاجه وارتشف من زجاجته فشعر بالأنتعاش قائلاً بابتسامه أضائت ملامحه:
_اللاه.. خليك في حالك مره واحده ياشيخ عجوه العشر سنين اللي قضيتهم هنا غيروك خالص
طالعه بربروس بغيظ وأردف:
_البركه في أبناء الحاره التي أحيا بها الأن فقد تعلمت وفي نفس ذات الوقت عَلمت
صمت لثواني ثم عاد لحديثه مؤكداً:
ونعم لقد تغيرت ولكن من منا لم يتغير فأنت أول المتغيرين
صحح له “ياسين” باندفاع وهو يشير على نفسه :
_أنا أتغيرت ياشيخ عجوه
أستدار “الطبيب” يطالع شقيقه:
_أه حصل أنتَ متغير ياياسين حاسس من ساعه ما جيت وأنت واحد تاني مش ياسين أخويا اللي أعرفه
أنقبض حاجبه وارتشف رشفه أخرى من زجاجته:
_بلاش ياعلي نقلب القعده لعتاب ولوم واسئله اجاباتها مش هتفيد بشىء خلينا نقعد مع بعض شويه مش أكتر أنا وحشتني قعدتنا سوا
أنتظر ثواني ثم تابع:
_مش عارف أذا بعد ما ارجع مطرح ما كنت هعرف أقعد معاكم القعده دي تاني ولا لاء
أومأ لهُ علي بالأيجاب:
_ماهو ده اللي أنا عايز أعرفه.. ليك مين هناك أغلى مننا عشان ترجعله ياياسين أسئله كتير في دماغي مش لاقيلها أجابه وأنتَ مابتتكلمش
فرفع بربروس كف يده ودعم كلام الطبيب :
_نعم وأنا أيضاً عندي من الأسئله مايكفيني وأريد ألاجابه في الحال
هنا تحدث “ياسين” بضجر:
_يعني مش هتبطلوا
أشار الأثنان برأسهما بالنفي فاستسلم ياسين قائلاً:
عايزين تعرفوا أيه؟
بدأ “الطبيب” يسرد له كم من الاسئله:
_أول شىء مكنتش بترد عليا ليه السنين اللي فاتت دي؟
كان سيرد ولكن رد “بربروس” بسؤال أخر مسرعاً:
_وأين كنت طوال هذه المده؟
فسأله “الطبيب” سؤالاً أخر:
_كنت بتشتغل أيه؟ واضح أن الدنيا ضحكتلك اصلك راجع نضيف أوي مش عوايدك
فرد بربروس:
_وأين عشت طوال هذه المده؟ ولماذا تتصنع عدم اللامبالاه التي أراها بعينيك
ظل ياسين ينظر يساراً ويميناً مع كل سؤال يطرحوه عليه فرد صارخاً:
_بــــس واحده واحده وانا هجاوب
هز كلاً منهما رأسه بالموافقه فأكمل “ياسين” حديثه وأشار برأسه الى الأطفال أمامه يحاولون النزول الى البحيره بمرح وضحكاتهم تملىء الأجواء فرد بسؤال أخر غير الذي ينتظرونه:
_فاكر البحيره دي ياعلي
نفخ الطبيب من روحه بغيظ:
_ياسين ماتغيرش الموضوع
أكد له ياسين بقوله:
_مابغيرهوش رد عليا بس فاكرها
وافقه بنفاذ صبر:
_أكيد فاكرها ياياسين ، دي البحيره اللي أبوك عملهالنا هو والمهدي الله يرحمهم
ابتسم “ياسين” وقد عاد بذكرياته يتأمل الأطفال ويسمع صوت ضحكاتهم يستكمل حديثه بقوله:
_ أهوه وانا صغير كنت بفضل ابص للبحيره دي واتأمل فيها بالساعات وافضل أتمنى حاجات لما أكبر هعملها ولما سيبتكم يوم المعركه كنت تايه ومش عارف أعمل أيه وقفت عندها بالساعات وقتها قررت اني هعمل كل اللي اتمنيت اعمله وانا صغير ومعملتوش فضلت واقف عندها وهي كالحه مافيهاش مايه أرض بور فضلت سارح والوقت عدى قدامها وافتكرت اللي فات ولاقيت نفسي مسافر ورجعت ألمانيا وهناك كنت وحيد مش عارف اروح فين ولا أجى منين
رجع ياسين بذكرياته للوراء وسرح بذاكرته يوم المعركه :
ابتسم ياسين وهو يقف أمام البحيره ينظر جواره الى عمار قائلاً:
_أنا مش مصدق أنك جيت معايا
فنظر لهُ عمار وهو يضع يده بجيبه مع ابتسامه رضا:
_أنا سيبت الكل عشانك حتى شمس سيبتها عشان نفضل سوا يابويا ، بس طول ما احنا هنا هيبعدونا عن بعض لازم نبعد ونسيبهم نبعد ونروح مكان تاني خالص غير هنا مكان بعيد محدش يعرفنا فيه انت بنفسك شوفت شمس وعلي والخاله كلهم كانوا عارفين أن انا وانت دم واحد ومحدش فيهم همه غير المعركه وبس محدش فكر فينا ، كل واحد فيهم كان خايف على نفسه مش اكتر حتى شمس ولا طلعت بتحبني ولا بتحبك لو كانت حبت حد فينا كانت على الأقل قالتلنا أنا عارف أنك بتحبها زي ما انا بحبها بس طول ما هتبقي في النص ما بينا هنخسر بعض صدقني
أشار لهُ ياسين برأسه دليل على الموافقه:
_ ولا شمس ولا غيرها يقدروا يفرقوا بينا في يوم أنا فضلت سنين بدور عليك قبل الضبع مايتحكم فيا وما صدقت اني لاقيتك ورجعتلي ذاكرتي
طرقع الطبيب أصابعه أمام أعين ياسين الذي شرد فجأه قائلاً:
_أيــــه ، روحت فين كمل بعد ما سافرت ألمانيا حصل ايه
بالطبع لم يذكر “ياسين” الجزء الخاص بعمار فقط تذكره بمخيلته فأفاق من شروده قائلاً:
_رجعت تاني بين الجليد وبين الذئاب بس في منطقه معزوله مافيش بشر يتحمل يقعد فيها بعد ما عرفت أني الألفا بقيت أتحكم فيهم ومعاهم دايماً وخدت عهد على نفسي ووعدت غيري أني مش هشرب د م بشر في يوم ولا حتى حيوانات بس جيت في ليله ضعفت وماقدرتش لما لاقيت كوخ جواه واحده ست في وسط التلج وشميت ريحه د مها وهي بتقطع حاجه بالسكينه جرحت صباعها ونقط من د مها نزلت منها على الأرض وسمعت صوت نبضات قلبها معرفش ازاي وليه رجلي خدتني عندها ودخلت جوه الكوخ ولاقيته مليان بالدفا كنت جعان وشريد ومنظري لا يسُر عدو ولا حبيب
انخرط ياسين بذاكرته وتوقف عن الكلام يسرح بما حدث له بالماضي:
جسد بلا روح، وما الأصعب من أن تجد روحك تغادر جسدك وما باليد حيله، تحاول الصمود، تحاول الأستيعاب، تشعر بتمزق قلبك وتسمع صوت تحطيمه الى أجزاء صغيره
ألم.. هجر.. فراق سنوات.. سنوات من التعب والحيره.. غريب تائه في الطرقات.. وحيد.. شريد حتى تجدهُ هي لتعيد له ُ الحياه من جديد فتسأله وهي تتحدث اللغه الألمانيه:
_ أنت مين؟ وبتعمل اي في بيتي هنا؟ ودخلت بيتي ازاي؟
دب الرعب بقلبها غريب بداخل منزلها، اسئله عديده أتت ببالها وهي تنظر لهُ يقف أمام الثلاجه الخاصه بها يتناول الطعام بشراهه يظهر عليه الفقر والجوع، ملابسه متسخه يغطى رأسه بالبيزونت الخاص بسترته، تضغط هي على زر الأضاءه الخاص بمطبخها، تحاول التقرب منه بحذر، يأكل كالحيوانات فالجوع أصبح ينهش بمعدته، تنظر بجانبها
للسـ ـكين الموجود على الطاوله تقترب منه أكثر بحذر، حتى ترفع عليه السـ ـكين حتى تطـ ـعنه يمسك هو بمعصم يدها بقوه يكشر عن أنيابه فقد السيطره على نفسه ليجد من يقف امامه يحذرهُ:
_لا يابويا بلاش، لو قتـ ـلتها مش هتشوفني تاني
نطق ياسين ينظر له بابتسامه واسعه:
_اللي تشوفه ياعمار
سمعته وهو يتحدث اللغه العربيه فاستغربت اكثر ولكنها لم تهتم في باديء الأمر ونظرت تلك الغريبه خلفها بهلع للفراغ الذي يحادثه لم تجد شيئاً والرعب يكمن بنظراتها فترك معصم يدها يعود للخلف بخطوات بطيئه يرفع كفيه باستسلام أمامها أمسكت هي السكـ ـين من على الأرضيه مره أخرى بأيدً مرتعشه فتمالكت رباطه جأشها تقول بشكل متقطع باللغه العربيه:
_أنا عارفه أنكم مش هتسيبوني في حالي ، عارفه أني مهما أحاول استخبى منكم هتعرفوا تلاقوني مش ذنبي ، مش ذنبي أني جوزي ما ت وكتبلي ميراثه كله وانا مش هتنازل مهما عملتوا
قبض “ياسين” حاجبه باستغراب فهو لا يعلم عما تتحدث أنزل يده واتجه الى الثلاجه مره أخرى يأكل بنهم ينزلق من شفتيه الطعام الذي يتبقى منهُ فوضى عارمه اصبحت حوله من بقايا الطعام تقف هي أمامه مذعوره مما يحدث فلم ترى بحياتها أنسان يأكل هكذا قط أبتلعت ريقها بعدما ارتفع صوتها أكثر:
_لو ما قولتش أنتَ مين حالاً وجاي هنا ليه أنا هبلغ البوليس
أشبع جوعه، بعدما قبض بكف يده كميه من الطعام ووضعها بداخل جيبه وبداخل حقيبه ظهره أستدار وأعطاها ظهرهُ يستعد للرحيل حتى سمع من بعيد خطوات اقدام قادمه لا تنوي بالخير وصوت أسـ ـلحه تتعمر بالذخـ ـيره أغمض هو عيناه ليركز بالصوت أكثر فعلم بأنهم رجلين قادمان استدار خلفه ليراها وحيده يملىء الرعب ملامحها تتنفس الصعداء بصعوبه عارمه مما يحدث سمع صوت عمار بأذنه:
_أمشي ياياسين مالكش دعوه بيها
تحرك خطوه للأمام لكي يقفز من النافذه التي أتي منها فسمع صوت الرصـ ـاص المتوجه ناحيه الكوخ فدون أن يدرك فعل ما لا يرغب بهِ فتحرك بأتجاهاها سريعاً لكي يحميها فحماها بجسده فأصبحت هي أسفله أشار لها بأصبعه أن لا تتحرك من مكانها فهزت رأسها بالموافقه والدموع تنهمر على وجنتيها مما يحدث، أختفى من أمامها بلحظه فدخل الرجلين يرفعون أسلحـ ـتهم بكف أيديهم يرتدون چواكت جلديه سوداء يبحثون بكل مكان بالكوخ عنها حتى وجدوها نظروا لها نظرة سخريه بعدما تكورت هي في جلستها ويرتعش كل أنش بجسدها فقال أحداً منهم:
_سبحان الله مشيره هانم خايفه ، اللي يشوفك دلوقتي مايشوفكيش يوم استلام الميراث
رفع الأخر سلا حه يوجهه لها:
_أوبقي سلميلنا على الحاج في الأخره
أغمضت عيناها بقوه تنتظر المو ت لثواني ولكن لم يحدث ما ظنته فتحت عيناها وجدتهم يرقدون أمامها على الأرضيه فاقدين للوعي يقف ياسين أمامها وهو يقول:
_سمعتهم بيقولوا أن في حد جاي معاهم يشيل جثـ ـتك بعد ما يقـ ـتلوكي ، أفضلك تمشي بسرعه من هنا
رفع ياسين البيزونت الخاص بسترته وأعطاها ظهره فقالت مسرعه:
_أرجوك ماتمشيش أنا معنديش حد يحميني هديك اللي أنتَ عايزه بس ماتمشيش
لم يؤثر حديثها بهِ فأكمل طريقه لم يستدر حتى لينظر لها فأوقفته كلماتها التاليه عندما قالت:
_وحياة عمار اللي كنت لسه بتكلمه من شويه خليك
قال بربروس بصوت مرتفع بهِ من الضجر ما يكفي:
_ماذا بكَ أيها الأحمق تتحدث دقيقه وتشرد بذهنك ساعات ماذا حدث بعد أن عدت الى الجليد ومنظرك لا يسُر عدو ولا حبيب
أنتفض ياسين بعدما فاق من أنخراطه وهو ينظر أمامه الى البحيره فوجد طفل من الأطفال يغرق ولا يستطيع السباحه قام يهرول بأسرع ما عنده فلحقه بربروس والطبيب قفز في الماء مسرعاً وأخذ يسبح حتى وصل الى ذلك الطفل الصغير فألتقطه من الماء، مسرعاً وهو يقول:
_أنت كويس
نزل بربروس والطبيب في البحيره معهُ مسرعين ولكنه كان أول الواصلين
أشار الطفل برأسه يحاول ألتقاط أنفاسه:
_أيوه ، أنا كويث ياعمو
ابتسموا جميعاً على طريقه حديث هذا الطفل الصغير فقلده ياسين قائلاً:
_ولما أنت مس بتعرف تعوم بتعوم ليه بث
فأشار الطفل بيديه على الأطفال بالجهه المقابله وهم يسبحون:
_سايف البنت اللي هنــــاك دي
أمال ياسين برأسه على الطفل وهو يحملهُ بين ذراعيه فغمز له بطرف عينيه:
_مالها
فقال الطفل ببراءه مفرطه:
_عايثه لما تكبر تتجوث واحد بيعرف يعوم وانا مس بعرف أعوم واتكثفت اقولها
ابتسم ياسين على برائته فقال مؤكداً:
_طيب عارف أنتَ بقى أنك لما تكبر دي البنت الوحيده اللي هتديك على قفاك
أشار الطفل برأسه بالنفي فاستكمل ياسين حديثه:
_أنا بقى جايلك من المستقبل وبقولك اللي هيحصل
أتت والدة الطفل مسرعه والخوف يبدو على ملامحها تناديه بأسمه:
_محمد
أشار ياسين للطفل برأسه:
_يلا روح لماما، وافتكر أن مافيش حد يستاهل مهما كان أنك تعمل عشانه الممكن مش المستحيل
رحل الطفل الى والدته وظلوا الثلاثه بمنتصف البحيره ينظرون للطفل ووالدته على البر وهي تضمه الى صدرها تربت على ظهره بحنان فنطق بربروس مؤكداً بكل ثقه مما يقول:
_هناك أشخاص حتى فعل المستحيل من أجلهم قليل ليس كما قلت للطفل الصغير
اعترض”ياسين” بضحك وهو يقول :
_ مافتكرش
سأله “الطبيب” بأستغراب بعدما أعاد شعره المبلل بالماء للخلف
_وشمس ماتستاهلش!!
سأله “ياسين” باستغراب:
_وأيه اللي جاب سيره شمس ياعلي دلوقتي
هنا تحدث “بربروس” قائلاً بتعجب:
_ومن غير شمس يستحق أن يذكر أسمه فجميعنا نعلم بأنك تحبها
تحدث “ياسين” بغرور وكبر ينفي بأصرار ما قاله بربروس:
_عمري، ماحصلش
رأى ياسين نظرات التعجب وعدم التصديق داخل اعينهم فصحح حديثه قائلاً بمزاح يحاول أن يخبئ ما هو واضح بعينيه:
_اقصد، اقصد الكلام ده من عشر سنين أنتوا لسه فاكرين
أيوه بس
قاطعه ياسين قائلاً:
_الموضوع ده اتقفل ياريت مايتفتحش تاني
استدار ياسين وأعطاهم ظهره في طريقه للخروج رأى الطبيب الحزن بعينيه فنظر لبربروس فأشار “بربروس” الى “الطبيب” بعينيه يتتبع ياسين فتحركوا هما الأثنان بلمح البصر سوياً وأمسكوا بهِ بقوه من رأسه وضعوه تحت الماء بمزاح فاستخدم ياسين قوته وأستطاع التملص منهم حتى أخرج رأسه وابتعد عنهم بغـ ـضب ينفض الماء من على خصلات شعره وهو يهز رأسه يساراً ويميناً فنظر ورائهم بأندهاش قائلاً:
_مين اللي جاي ده؟
استدار الأثنان يطالعون ما يطالعه دفعهم “ياسين” على حين غره وأوقعهم بالماء وسط ضحكاته وما ان اخرجوا رأسهم من الماء هرول ياسين يسبح بعيداً عنهم حتى لا يلحقوا بهِ فهرولوا خلفه سريعاً فأصبح بالمنتصف بينهم وسط مزاحهم وضحكاتهم فأمسكه الطبيب من الخلف وأطاح بهِ هو وبربروس وسط نوبه ضحكاتهم فسعلوا من كثره الضحك
____________(بقلمي ماهي احمد)__________________
هي الأن بغرفته تجمع كل ما تبقى لها في الغرفه من اشيائها تفتح الدلف تأخذ ما تبقى من ملابسها بعصبيه ثم أتجهت ناحية الأدراج تأخذ كل ما بها وقف كلاً من ميرا ومارال وساره بجانب الباب وهم يطالعونها بحزن فقطعت مارال صمتهما قائله:
_معقول ياسين أتجوز ، أزاي أنا كنت فكياه بيحبك
وقفت شمس عما تفعله وبيديها بعضاً من ملابسها ونظرت الى مارال تطالعها بلوم :
_أيه ، أيه اللي أنتِ بتقوليه ده
فأكدت مارال على كلامها مره أخرى:
_أنا كنت فاكيه كويس أن هو وعماي الله ييحمه بيتخانقوا عليكي ازاي لما عماي يمو ت يسيبك ويتجوز غييك المفيوض يتمسك بيكِ أكتي على الأقل عشان يحافظ على الحاجه الوحيده اللي قييبه من قلب عماي بس الظاهي أنه نسيكي ونسي عماي وياح اتجوز وعاش حياته
أتت غدير من الخارج على نهاية حديث مارال تسمعها فلم تستطع غدير منع نفسها من سؤالها:
_أتجوز!! هو مين ده اللي أتجوز ياميرا
لم يجب أحد على سؤالها من الموجودين وكانت الأجابه مهمه بالنسبه إليها فكررت سؤالها مره أخرى:
_هو محدش فيكم بيرد عليا ليه؟ ماتقولوا ياجماعه مين اللي اتجوز؟
طالعت ميرا غدير برجاء أن تخفض من صوتها:
_هوووش وطي صوتك مرات ياسين قاعده جوه لا تسمعك
مرات مين!!
_قالتها غدير بتعجب بعدما قبضت حاجبيها باستغراب فقالت بتلقائيه مفرطه:
_طيب وشمس
أعترضت “شمس” بأصرار:
_هو في أيه ياجماعه كل واحده فيكم تقول طيب وشمس.. طيب وشمس هو حد قالكم أني قاعده مستنياه.. حد اصلاً قالكم أني حتى بفكر فيه أو بييجي على بالي اصلاً
حولت” ساره “نظرتها إليها قائله:
_أومال أنتِ قاعده كل ده ليه ومابترديش بأي عريس يتقدملك ليه مش عشان بتحبيه
تحركت” شمس”مغادره الغرفه قائله:
_ده خيالكم المريض اللي صورلكم أني بحبه مع أني عمري ما قولت كده
غادرت “شمس” الغرفه تاركه أياهم ينظرون لها وهي تبتعد عنهم وضعت ما تبقى من اغراضها بالغرفه المجاوره لغرفه ياسين وغادرت المنزل على الفور
أشارت “ميرا” اليهما قائله وهي تضغط على أسنانها بغيظ:
_أنتوا يعني كان لازم تنسحبوا من لسانكم أديها زعلت اهيه
______________(بقلمي ماهي أحمد)________________
كانت ملابسهم مبلله بالكامل بعدما خرج ثلاثتهم من المياه وسط ضحكاتهم سوياً فقد مرت السنين بسرعه على أخر تجمع لهما يسيرون بالطرقات المفروشه بالرمال الناعمه الصفراء على الجانب الأيسر المنازل البسيطه المصنوعه من الخشب وعلى الجانب الأيمن الخضرا والزرع يتطاير بنسمات الهواء البسيطه والماره بجوارهم يركبون الدراجات المرصعه بزهرة عباد الشمس من الأمام رأى ياسين ذلك فابتسم ابتسامه امتنان بعدما لاحظ عدم وجود سيارات داخل القريه ولكنه اضطر يسأل سؤال يعلم أجابته من قبل فنظر بجواره للطبيب يوجه سؤالهُ اليه:
_القريه مافيهاش عربيات ياعلي كل اللي بيمشي فيها بيمشي بعجل صح
ابتسم الطبيب قبل أن يخبره:
_وأكيد أنت عارف مين كان نفسه يحصل كده من زمان قريه تبقى قطعه من الجنه العربيات والتكنولوچيا تبقى قليله أوي فيها عشان نتنفس هوا نضيف من غير عوادم السيارات والقرف اللي بيحصل في المدن فاكر ياياسين ، فكرة العجل دي فكرتك زمان وانا نفذتها دلوقت
كرر من خلفه بأمتنان:
_فعلاً كانت فكرتي ومش مصدق أنك نفذتها أنا برضوا لاحظت أن مافيش عربيات جوه القريه
نظر أمامه فوجد سياره تأتي مسرعه بالجهه المقابله لهم فطالع السياره باشمئزاز قائلاً :
_إلا العربيه دي
اشار الطبيب لياسين بأن يهدىء من روعه قليلاً قائلاً:
_ياسين عايزك تهدي نفسك خالص دي عربية فريد سيبك منه سيبني أنا أتكلم وبعدين أنا هفهمك ليه؟
ضغط فريد على مكابح السياره مما جعل الاطارات تصدر صوتاً مرتفعاً من قوة الدفع فوقف أمام ياسين وكأن نيته الأصطدام بهِ وقف ياسين ولم يبرح مكانه بتحدي فترجل فريد من سيارته بعدما انتزع النظاره الشمسيه من عينيه يقف أمام ياسين ينظر في عينيه بتحدي سائلاً أياه:
_فين بطاقتك؟
ابتسم ياسين بمكر فتابع بقوله:
_عارف.. انا لو مش متأكد أن حسناتي قليله و مجمعهم حسنة ورا حسنه ومخبيهم ليوم لاينفع فيه مال ولا بنون كنت قولت كلام الأولياء والصالحين كلهم ما يشفعولي بعد ما اقوله
قاطعه ناطقاً بحزم:
_أنتَ بتقول أيه يلا أنتَ ، أنت باين عليك شايف نفسك ومش عايز تجييها لبر
هنا تخلى “ياسين” عن صبره فطالعه بنظره حاده نظره بها ما يكفي من الشـ ـر فتحولت عيناه الى اللون الأحمر القاتم ارتعد “فريد” وعاد خطوه للخلف مما رأه الأن وخبط قدمه بغطاء السياره دب الرعب بقلبه فصرخ الطبيب بـ “ياسين” قائلاً:
_يـــاسيــن
أفاق ياسين وشعر بنفسه مجدداً فأعاد عينيه الى لونها الطبيعي مسرعاً فاقترب من “فريد” بعدما قبض بكفه على ياقه زيه الرسمي
_أسمع يلا ، الانسان قبل ما يتولد ربنا بيكتب عمره بالسنين والايام والدقايق والثواني.. وانت يابن ال*** ضيعت منهم ٤٠ ثانية وانا مش مسامحك عليهم
ابتلع” فريد” ريقه وكأنه غصه مريره بحلقه فاسترسل ياسين حديثه بجديه وحزم:
_مش عايز اشوفك مره تانيه بتحوم حواليا ولا حوالين “شمس” عشان قضيتك خسرانه معايا أنا مش محترم زي علي ولا طيب زي بربروس أنا ياسيــن وكلمه بطاقتك دي تعملها على اللي زيك مش اللي زيي وعشان تريح نفسك احب اقولك انا معايا الجنسيه الألمانيه يعني مش هتعرف تعمل معايا حاجه
غمز له بطرف عيناه:
_أخلع من هنا بقى قبل ما أخلع جدورك من الأرض
أسند فريد بذراعيه على غطاء السياره وصعد بداخلها وهو يهرول فمن يراهُ الأن يقسم بأنهُ رأى شيطاناً وليس بأنسان طبيعي فابتسم “بربروس” على منظره هذا قائلاً وهو يربت على كتف ياسين بفخر:
_لقد أشفيت غليلي من هذا الفتى ياياسين هنيئاً لك
صرخ الطبيب بهما هما الأثنان يطالع فريد وهو يبتعد بالسياره بعيداً:
_أنتوا أكيد مجانين أنتوا فاكرين أن فريد هيسكت ده لو أكتشف حقيقتنا مش هيسيبنا انتوا مش قادرين تفهموا ليه وهيقلب البشر كلهم علينا ؟
ربت “بربروس” على كتفه بهدوء:
_لا تقلق ايها الطبيب فهذا مجرد مزندع يكثر من حديثه ويقل فعله
فدعمه ياسين بقوله:
قولت الخلاصه ياعجوتنا ، اللي زي ده جبان مش هيعمل حاجه ، والله انا عايز اقول انه بيض اعمله تمن أنتَ عارف كرتونه البيض بكام دلوقتي
فرد بربروس قائلاً بقلة حيله:
_لقد تعدت المائتان جنيه
ضرب الطبيب كف يده بكفه الأخر قائلاً:
_والله انتوا ما هتسكتوا إلا لما تودونا في داهيه
سمع الطبيب صوت يأتي من بعيد ليس بغريب عنه ينادي عليه من خلفه
دكتور علي.. دكتور علي
نظر خلفه ليجدهُ حسان
فأتى حسان مسرعاً والنهجه تعتلي صدره:
_أيه ياحسان جاي بتجري ليه؟
قال كلماته بتقطع بسبب نهجته:
_الخاله عايزه ياسين حالا في البيت الكبير
طالعه ياسين باستغراب قائلاً:
_ماتعرفش ليه؟
_أشار برأسه بالنفي
لاء معرفش
هز الطبيب رأسه بالأيجاب:
طيب احنا جايين وراك
فصاح بتعب:
_لاء طبعاً انا مش هينفع ارجع من غيركم أنتَ عايز الخاله تشلوحني
ابتسم ياسين وهو ينطق كلمته ببطىء:
_تشـــــلوحك
فأجابه بتأكيد:
_أه وتفرشحني كمان أنتَ ماتعرفش الخاله حكيمه
أشار على نفسه بأبتسامه مؤكداً:
_أنت هتقولي ده انا حافظها دي أمي
فأشار له بعينيه:
طيب تعالى
حاوط ياسين حسان بذراعه وسار معه يسأله عن أحواله يتابعه بربروس والطبيب خلفهما فساير ياسين حسان في الطريق
_قولي عملت أيه أوعى تكون مابتذاكرش
_____________(بقلمي ماهي احمد)________________
عادت الى مكانها ، المكان المفضل بالنسبه لها الذي لطالما شعرت بالراحه بهِ الى قبره فمهما فات من الوقت والايام تعود إليه ، هنا تستطيع البوح بداخلها ، هنا هو يسمعها لامست بأطراف أصابعها اللوح الرخامي المحفور عليه حروف أسمه قائله بدموع باكيه:
_وحشتني أوي ياعمـــار ، عارفه أني بقالي أسبوع ماجيتش ليك من أخر مره
ابتلعت ريقها ثم أكملت:
_بس ده عشان كنت في القاهره عند ساره ويزن وبعد كده بقيت مشغوله مع ساره في تحضيرات الحنه ما أنتَ عارف
جلست بجانب قبره تسند ظهرها على اللوح الرخامي فأغمضت عينيها قليلاً بعدما أنهكها التعب فتابعت حديثها بتقطع :
_ وكمان ، وكمان عشان ياسين رجع ، أخيراً رجع ياعمار
نزلت دموعها على وجنتيها فشعرت بأنامل تمسح دموعها بخفه أنتفضت وفتحت عينيها مسرعه فوجدت ياسين أمامها فجلس بجوارها يسند ظهره على اللوح الرخامي هو الأخر فسألها بصوتٍ هاديء:
_بتعيطي عشان رجعت ياشمس
نظرت للأسفل تقول بدموع تزداد غزارتها:
_أكيد لاء
رفع ياسين وجهها بكفه يطالع عينيها الباكيتين وكأنه يحتضنهما حتى قال ما أسرها:
_يبقى بتعيطي عشان بتحبيني
لم تكد تستوعب ما قاله لها للتو ، طالعته وهي تنظر بعينيه فتلاحمت نظراتهما معاً حاولت الهرب بعينيها وقفت وتركته تغادر المكان يطالعها هو تبتعد عنه حتى أوقفتها كلماته:
_خليكي عارفه أنك حتى لو هربتي مني مش هتهربي من نفسك أنتِ بتحبيني
تكررت كلماته تصدع بأذنيها، حتى أفاقتها غدير من نومها وهي بجانب قبر عمار قائله وعيناها مغلقه:
_لاء مابحبكش ، انا عمري ما حبيتك
شمس ، شمس أصحي
فتحت عينيها قائله بهلع:
_أنا كنت بحلم صح ، كنت بحلم
دعمت غدير كلامها:
_أيوه ياستي كنتي بتحلمي ، بس هو حد ينام هنا جنب المقابر أنتِ أكيد حصل لمخك حاجه
اخبرتها شمس تصحح لها:
_انا عمري ما نمت هنا بس مجرد ما غمضت عيني لاقيت نفسي نمت مش فاهمه ازاي
جلست بجوارها تطالعها بترقب فشعرت شمس بحاجتها للتكلم:
_عايزه تقولي ايه ياغدير
اخبرتها غدير بحماس:
_أنا بجد مش فاهمه ازاي ياسين أتجوز والست اللي زي القمر اللي جمالها يقرف دي وقاعده جوه تبقى مراته يع، يع بجد، ده اللي هو ازاي وازاي ينساكي كده بسهوله
طالعتها شمس باستنكار:
_مش غريبه انك كل شويه تتكلمي عني ، محسساني أن انا وياسين كنا مرتبطين ، انا كنت فاكره أنك معجبه بي
اعترضت مسرعه وهي تهز كتفيها:
_لاء انا كنت معجبه بحبه ليكي ، في فرق ، انا عمري ماشوفت حد بيحب حد زي ما هو بيحبك ياشمس عنيه بتبقى فيها لمعه غريبه وهو بيتكلم عليكي أتمنيت لو حد يحبني زي ما هو حبك في يوم ، وانا صغيره كان بيفضل يحكيلي عنك كتير وبعد كده يمسحلي ذاكرتي وانا طبعا مكنتش افتكر بس لما اللعنه اتفكت افتكرت كل كلمه قالهالي عنك، شخصيته مش زي أي حد عنده حنيه لو اتوزعت على أهل الأرض كلها هتكفي و هيفيض منها ، رغم انه بيحاول يبين لغيره أنه مش مهتم باللي حواليه بس اللى جواه عكس اللي بيبينه يحير كل اللي حواليه وتلاقي نفسك غصب عنك بتحبيه ، وبجد اتصدمت لما عرفت أنه أتجوز ازاي بعد حبه ليكي ده كله يتجوز ياشمس
رفضت بلطف مبرره:
_محصلش، ياسين ماحبنيش مجرد كنت حاجه بيملكها ولما لقى عمار هياخدها منه كان نفسه يرجعها مش أكتر ولما الحاجه دي رجعت متاحه بمو ت عمار نسيها ودور على غيرها
صمتت شمس وهي تنظر للغروب لثواني قليله فقالت:
_أحنا اتأخرنا أوي مش يلا بينا عشان نرجع
أشارت غدير برأسها بالموافقه:
_طيب ممكن اقول أخر حاجه
قبل أن تنطق بأي شىء قاطعتها بقولها المحذر:
_لو الحاجه دي تخص ياسين ماتقولهاش أتفقنا
نفخت بزهق قائله:
_يبقى مش هقول
أحسن برضوا يلا بينا
حاوطت شمس غدير بذراعها عائدين للمنزل
______________(بقلمي ماهي احمد)________________
ها هما على أعتاب المنزل الكبير الكل بأنتظارهم ، كل من بالأرجاء بحاله من الأرتباك شعرت الخاله بحضوره أخيراً فدعته للدخول قائله:
_ ادخل ياياسين مستني أيه؟
عادت شمس هي وغدير بعدما مرت من أمامه دون أن تنظر لهُ ، فدلفت شمس الى غرفتها سريعاً يتتبعها هو بعينيه حتى أغلقت الباب خلفها بقوه ، كررت الخاله طلبها
_ماتدخل يا ياسين واقف عندك مستني ايه؟
_دخل ياسين الغرفه وجد الكل بانتظاره بلا استثنا ومن خلفه بربروس والطبيب فنظر لمشيره التي كانت تنتظره على أحر من الجمر قائله بضحكه لطيفه :
_ياسين وحشتني
أسرعت لكي تحتضنه أمامهم بعدما شبكت يداها على رقبته فأنزل هو يداها يطالع الجميع بعينيه بهدوء قائلاً ببسمه متصنعه:
_مشيره أزيك ، عرفتي تيجي هنا ازاي
انا الحمد…
وضعت الخاله يديها الأثنان على العكاز تتكىء عليهِ فسألته بحزم وقاطعت رد مشيره قائله:
_أنتَ أتجوزت من ورانا ياياسين
قبض حاجبيه ينظر لمشيره باستغراب ، فوجد نظرة الرجاء في عينيها جعلته يهز رأسه بالموافقه:
وقفت الخاله بحزم تضرب بعصاها الأرض بغـ ـ ضب:
_يعني أتجوزت ياياسين
تنهد بعمق فصمت لثواني ليفكر كيف يخرج مشيره من هذا المأزق الذي وضعت نفسها بهِ دون أن يحرجها فقال مبرراً:
_ مش بالظبط
كلمتان هما فقط كلمتان قالهما جعل كل الموجودين في حيره من أمرهم وعلى رأسهم مشيره
نظر الجميع الى بعضهم البعض نظرات بها من الحيره ما يكفي فاسترسلت الخاله سؤالها:
_يعني أيه مش بالظبط ما هو ياتجوزت يا ماتجوزتش مالهاش تالت ياولدي
فنطق تحت انظار الجميع الكل يصوب نظره عليه الأن:
_مشيره تبقى خطيبتي كنا ناويين نتجوز بس أجلنا الفرح عشان اقدر أجي فرح يزن
شعرت مشيره بالأنفاس تعود لها مجدداً ، وكأن الحياه عادت لها ن جديد
وقفت غدير أمامه تطالعه بأعتراض ثم أردفت:
_بس ليه تخطبها وأنت مابتحبهاش ياياسين
هنا صاحت ميرا بها قائله:
_غدير تعالي هنا
جذبها رعد من يدها بحزم:
_تعالي معايا
اصرت غدير على موقفها فتحدثت مشيره بأحراج:
_أنا جايه من سفر بقالي اكتر مده مارتحتش وتعبانه فين أوضتك ياياسين عايزه ارتاح
طالعتها الخاله باستنكار:
_وكيف تقعدي في أوضته وأنتِ مش على ذمته
صاحت الخاله بأسم زُهره فأتت إليها مسرعه بالأيجاب قائله:
_نعم ياخاله
فقالت بنبرها تأمرها بها:
حضري للضيفه أوضه الضيوف بسرعه
صاحبها ياسين قائلاً:
_تعالي معايا فب أوضتي يامشيره لحد ما زهره تحضرلك أوضتك
أشارت بالموافقه فأوقفته الخاله:
_تيجي معاك على فين ياياسين ، أنت باين عليك نسيت عوايدنا ولا أيه
فصاح ياسين باعتراض:
_مانسيتش يامــا ، مانسيتش وماتقلقيش هسيب الباب مفتوح
قبض ياسين بكف يده على ذراع مشيره يجذبها خلفه أمام نظرات كل الموجودين
______________________
فعل ماقال انه لن يفعله أغلق الباب خلفه بقوه بعدما تملك الغضـ ـب منه سائلاً تلك الواقفه أمامه:
_أنتِ بتعملي أيه هنا يامشيره
فاقتربت منه خطوه قائله:
_ أتصلت بيك كتير على الموبايل ماكنتش بترد، بعتلك على الواتساب مكنتش بيهون عليك حتى تفتح المسيچ ، قلقت عليك ياياسين
فقال بنبره متعجبه:
_وده مالفتش نظرك لحاجه
ابتلعت هي ريقها فأجابت مؤكده:
_أكيد وعشان كده قلقت عليك
فصاح بها هو بصرخه مكتومه:
_تقومي تيجي يامشيره أنتِ أتجننتي
ايوه اجي ياياسين أنتَ قولت يوم والتاني بالكتير هترجع المانيا مع اني كنت معترضه إنك تيجي عشان عارفه اللي هيحصل واللي كنت متأكده منه حصل ، النهارده تالت يوم وماجيتش ولا حتى اتصلت
_ وأنتِ مين اداكي الحق عشان تعترضي أو توافقي من اساسه انا أعمل اللي أنا عايزه يامشيره أنتِ فاهمه
استدار وأعطاها ظهره يتقدم خطوه للأمام فأوقفته بكلمتها التاليه:
_طيب وعمــار مالهوش الحق كمان أنه يعترض ، ولا لما شوفت حبيبه القلب نسيتني ونسيت عمار، طيب لو انا مش في دماغك عمار مش وحشك ، مش عايز تشوفه ده حتى كاتبلي وسألني عليك ٣ ايام وانت بعيد عنه دي ماحصلتش قبل كده ياياسين ايه اللي جرالك؟
أستدار وهو ينظر لها باستغراب مما قالته للتو فكرر كلماتها وهو يقول:
_بتقولي مين اللي كتبلك و سألك عني ؟
لم تدرك الذي قالته إلا بعد أن رأت نظراته الغا ضبه لها فقالت بتلقائيه:
_عمار ، لاقيت ورق جنبي ومكتوب فيه انك وحشته وبيسأل عليك ايه قولت حاجه غلط، أنتَ مش عايزه يسأل عليك ؟ ده كان كل شويه يكتبلي أنه خايف شمس تبعدكم عن بعض عشان كده هو اللي قالي أجي واجيبك معايا
على الرغم من المشاعر السيئه التي يمتلكها الأن إلا انه جاوب بهدوء:
_أنتِ كدابه يامشيره عمـــار معايا هنا ووراكي
أبتسم عمار وهو يسند بظهره على خزانه الملابس من خلفها ينظر إليها بابتسامه ساخره ويلوح يدهُ لها بعدما رفع حاجبه بابتسامه ساخره ، أغمضت هي عينيها وضربت بكف يدها على جبينها فنطق ياسين قائلاً:
_شكلك بقى وحش أوي مش كده ، ايه مش هتسلمي عليه
ابتسمت ابتسامه بلهاء تستدير ببطىء ترفع كف يدها تلوح لهُ قائله:
_هــاي عمار

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عروس الالفا (الهجينة 2) )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى