روايات

رواية يكفيني حبك الفصل الرابع 4 بقلم نوري

موقع كتابك في سطور

رواية يكفيني حبك الفصل الرابع 4 بقلم نوري

رواية يكفيني حبك الجزء الرابع

رواية يكفيني حبك البارت الرابع

يكفيني حبك
يكفيني حبك

رواية يكفيني حبك الحلقة الرابعة

: هو أنت متعرفش إن باباك ومامتك اتوفوا
مستوعبتش اللي بتقوله، مين دول اللي ماتو .. ماتو ازاي
* م..مين دول اللي ماتو
ألتفت ابصلهم هما الاتنين
* هو انتو مش قولتولي أنهم كويسين، ياسين انت .. انت مش قولتلي أنهم كويسين
~ قُصي انا..
* انت اية .. انت كدبت عليا
~ مقدرتش اقولك
قالها ومقدرش يمسك دموعه
~ مقدرتش اقولك إن ابونا وأمنا ماتو، مقدرتش اصارحك بالخبر، كنت مقهور عليهم ومرعوب عليك، الاتنين راحو في غمضة عين وانت كنت في دنيا تانية مش حاسس بحاجة، كنت خايف عليك و وضعك مكنش يسمح اني اقولك حاجة زي دي
* وضع اية وزفت اية اللي يخليك تخبي عليا موت ابويا وامي، يا أخي مصعبتش عليك وانا عمال اسأل كل شوية ومرعوب وقلقان عليهم، كنت ناوي تخبي عليا لحد امتى، ما تنطق
كنت بصرخ فيه وبحاول اقوم من مكاني، وجع جسمي كله ميجيش حاجة جنب وجع قلبي عليهم، حاولت فرح تقرب مني لكن رفضت
_ قُصي..
* متقربيش مني، ابعدي عني انتي السبب، انتي السبب في موتهم وفي اللي انا فيه
~ قُصي اهدى بس
* اطلعوا برا وسيبوني لوحدي
~ اسمعني…
* اطلعوا برا بقا اطلعوا
اتحرك ياسين وخد جارتنا معاه على برا، اما هي ف كانت واقفة مكانها متسمرة، عيونها كانت مليانة دموع و بتلومني لكني تجاهلتها، فضلت واقفة لحد ما ياسين خدها وخرج، مش قادر انسى اللي عملته معايا في بيتهم واللي وصلني للي انا فيه، بعد ما نزلت من عندها روحت على بيت اهلي اللي مكنتش محسسهم طول الفترة دي إن في مشكلة بيني وبينها عشان امي متكبرش الموضوع وتشوفها وحشة، يومها بابا طلب مني اوصلهم بالعربية مشوار، كنت سايق وانا مش شايف قدامي ولا مركز في الطريق، كل اللي كنت شايفه جمودها قدامي وهي بترفض ترجع معايا، وكلامها كان بيتعاد في دماغي كل شوية، كانت قاسية عليا وأول مرة تكون كدا، في الوقت دا كنت في صراع بين عقلي وقلبي، اديها فرصة مرة واتنين ومليون لاني بحبها ومش عايز غيرها .. ولا أمشي وانفذ ليها رغبتها بس للأبد، وساعتها مش هنرجع لبعض تاني أبداً، في وسط اللي كنت فيه لقيت فجأة كشاف عربية نقل كبيرة نور في وشي، حاولت اتفاداها لكن ملحقتش واخر حاجة سمعتها كان صريخ أمي، ازاي مشيلهاش ذنبهم، ازاي اعاملها بشكل طبيعي بعد اللي حصل
رفضت اقعد في المستشفى اكتر من كدا واصريت اني امشي، كان ياسين بيخلص إجراءات الخروج وهي كانت معايا، حضرت الشنطة وحطت فيها كل العلاج والاشاعات وجابتلي طقم البسه
* مش هلبس حاجة
_ مش هينفع تمشي كدا
* انا حُر
راحت فتحت الشنطة تاني وجابتلي چاكيت وحطيته جمبي
_ ابقى خلي دا على كتافك عشان الجو برد
وقفت عند الشباك وسندت راسها عليه، ملامحها ميبانش منها غير الجمود اللي بقيت اشوفه منها مؤخراً، اتغيرت شكلاً ومضموناً، ملاحظ عليها بقالي كام يوم إنها بقت ضعيفة، و وشها اغلب الوقت بيبقى شاحب، وديت وشي الناحية التانية علشان مبصلهاش، شكلها قالقني لاني عمري ما شوفتها بالمنظر دا، ولو فضلت باصصلها كتير وهي كدا هضعف قدامها وهنسى كل حاجة
دخل ياسين وقال إنه خلص الإجراءات واقدر اطلع دلوقتي، كان هيجيبلي كرسي متحرك اقعد عليه لكن رفضت، سندت عليه وحملت على رجلي السليمة وخرجنا وفرح ورانا بالشنطة، وصلنا بيتنا ودخلوني الاوضة، كانت مترتبة والفرش متغير عن اخر مرة، وكمان الصالة مكنش فيها اي حاجة من اللي كنت سايبها
~ كدا مرتاح؟
* ايوا
~ حمد لله على سلامتك
* الله يسلمك يا حبيبي
_ ياسين، هعمل عشا سريع وهتقعد تتعشى معانا ماشي
~ لا تسلمي يا فرح متتعبيش نفسك
_ مفيش تعب ولا حاجة انت في بيتك
* بات هنا النهاردة مترجعش تنام في البيت لوحدك
~ منا بنام فيه كل يوم
* لا متباتش فيه تاني لوحدك على الأقل دلوقتي، بات النهاردة هنا وبكرا إن شاء الله تبات في الشقة اللي فوق
~ الشقة اللي فوق؟
* ايوا، اشتريتها من فترة وقولت ابقى أجرها في اي وقت وييجي منها دخل، بكرا إن شاء الله هجيب حد ينضفها وتقعد فيها
~ ربنا ما يحرمني منك يا قُصي، انا فعلا مش متقبل فكرة إني أعيش في الشقة وهما مش معايا
حضنته وطبطبت على كتفه
* متقولش كدا تاني، انا مليش غيرك في الدنيا دي
لمحت نظرتها اللي كانت كلها زعل ولوم مبينتهيش، قفلت الدولاب وقربت مننا
_ خد الهدوم دي وادخل خدلك دش عقبال ما احضر الأكل
~ تسلمي يا فرح مش عارف اقولك اية والله
~ متقولش حاجة احنا اخوات
خرجت ولقيته التفتلي بيبصلي بنظرة انا عارف سببها
~ ليه بتعمل كدا
* بعمل اية
~ انت عارف، ليه بتعمل معاها كدا، ولسه قولت أنها سبب كل موتهم واللي انت فيه
اتنهدت بتعب وسندت راسي على شباك السرير
* مش وقته يا ياسين، مش قادر اتكلم في حاجة
~ ماشي، مش هتكلم في حاجة، بس متشيلهاش ذنب موتهم، دا قضاء وقدر ولازم نرضى بيه، اينعم انا مش عارف حصل اية بس فرح ميطلعش منها حاجة وحشة ومتستاهلش معاملتك دي
خرج وساب كلامه يتردد في دماغي، انا عارف ومؤمن أنه في الأول والآخر قضاء وقدر، لكن ازاي مشيلهاش ذنبهم وهي السبب إني نزلت من عندها شايل هم الدنيا كله فوق كتافي ومش شايف قدامي، حسيت بيها في الاوضة بعد ما كنت سرحان، طلعت هدوم من الشنطة وحطيتهم جمبي
* بتعملي اية
_ هساعدك تغير هدومك
* مطلبتش منك حاجة
_ مش لازم تطلب
* فرح، روحي لأهلك انتي مش مجبرة تبقي هنا، وانا في اقرب وقت هبعتلك ورقتك
_ ورقتي؟؟
* اية، مش دا اللي انتي عايزاه
مسكت أيدي وقعدت جمبي
_ لا، مش دا اللي انا عايزاه، انا عايزاك انت
فضلت باصص في عينيها اللي اتملت دموع من تاني، كانت بتبصلي برجاء وندم حقيقي، سحبت أيدي من بين ايديها وبعدت عيوني عنها
* وانا مش عايزك
جملة كانت قاسية عليا قبل ما تكون عليها، نزلت علينا زي الكرباج ومستوعبتش ألمها غير متأخر، كانت بتحاول تمنع دموعها من انها تنزل، متكلمتش تاني لكنها أصرت أنها تساعدني البس هدومي، مرضتش اعارضها لأني كنت مرهق ومش هعرف فعلاً البس لوحدي، بعدها قعدنا اتعشينا وكانت طول القاعدة سرحانة وأكلها قليل، أنبت نفسي عشانها، انا عمري ما عاملتها بالطريقة دي ولا كنت اقدر في يوم، لكن في نفس الوقت مش قادر انسى كلامها ليا ومعاملتها طول الفترة اللي فاتت .. ولا اللي حصل لأبويا وأمي
صحيت تاني يوم ملقتهاش جمبي، سمعت صوت خبط في المطبخ وافتكرتها هي، لكن لقيت ياسين هو اللي داخل الاوضة وشايل صينية عليها الفطار والدوا
* هي فرح فين
~ مش هنا، صحيت ملقتهاش
* اية، اومال راحت فين
~ مش عارف بس انا لما ملقتهاش كلمتها وقالتلي بتشتري حاجة وجاية، وانها محضرة الفطار في المطبخ وقالتلي اديك الدوا
مصدقتش اللي قالته لياسين، اكيد مشيت وراحت عند أهلها، طب أنا مضايق ليه دلوقتي، مش انا اللي قولتلها تمشي و ورقتها هتوصلها، اصلا دا الصح لينا، مبقاش ينفع نكون سوا
~ انت روحت فين
* خرجني برا يا ياسين
~ طب ما خليك مرتاح على السرير احسن
* لا مش حابب كدا، عايز اقوم انا مش واخد على كدا
~ طيب اللي تحبه
خرجنا برا قعدني على الكنبة وقعد قدامي على الكرسي
~ يلا بقا عشان تفطر
* مليش نفس
~ مينفعش، انت بتاخد علاج كتير وكدا هتتعب
مردتش عليه وبصيت ناحية البلكونة
~ انت لسة زعلان مني
* ليه
~ عشان خبيت عليك موت أبونا وأمنا
اتنهدت وانا ببصله بلوم
* عايز الحقيقة؟
~ ياريت
* اة زعلان، لكن بقول لنفسي إنك معذور برضو لأنك كنت لوحدك مصدوم وتايه
~ صدقني مكنتش عارف اعمل اية
* مصدقك يا حبيبي، خلاص أنسى اللي حصل
~ يعني خلاص، صافي يا لبن
ابتسمتله* حليب يا قشطة
سمعنا صوت باب الشقة بيتفتح ودخلت هي، كنت ببصلها زي الغريق اللي اتعلق في قشة، حسيت إني عايز اخدها في حضني مخرجهاش منه أبداً، كنت مرعوب لحسن متجيش تاني ونبقى خلاص، وعند النقطة دي لقيتني اتعصبت ومقدرتش اتحكم في اعصابي
* انتي كنتي فين
سابت الأكياس اللي في أيديها وقربت مني
_ كنت بشتري حاجات
* ومقولتيليش ليه قبل ما تنزلي، ولا انا مليش لازمة في ام البيت دا
~ قُصي براحة، مفيش داعي لكل العصبية دي
* ياسين .. لو سمحت اسكت انت دلوقتي، مقولتليش ليه قبل ما تنزلي
_ عشان كنت نايم مثلا
* ف تقومي تنزلي من غير ما تقولي
_ هو انا روحت فين يعني انا كنت بجيب طلبات البيت ومرضتش اصحيك بدري وانت تعبان، واللي اخرني اني كنت بجيب واحدة تنضف الشقة لياسين
* ملكيش دعوة بيا تعبان أو لا، بعد كدا متخطيش خطوة برا البيت دا من غير ما أعرف فاهمة ولا لأ
_ حاضر ممكن تهدى بقا
مردتش عليها وسكت، قعدت جمبي وياسين دخل الاوضة عشان يسيبنا لوحدنا
_ ممكن اعرف مفطرتش ليه لحد دلوقتي
* متهيألي امري ميهمكيش
_ صدقني ميهمنيش غير أمرك .. قُصي انا عارفة اني غلطت، وغلطي كان كبير، لكن والله مكنش قصدي الأمور توصل لكدا
* اية هو اللي مكنش قصدك، هو انتي دوستي على رجلي بالغلط، انتي عارفة انتي عملتي اية؟ مستوعبة؟ مستوعبة كنتي بتعامليني ازاي الشهور اللي فاتت وانا كنت بعديلك ومش فاهم اية اللي غيرك كدا وعشان غلطة واحدة حصلت مني سيبتي البيت ومشيتي في نصاص الليالي وخلتيني دايخ وراكي اكتر من شهر عشان تتصالحي وترجعي، واخر ما قبلتي تطلعي وتعبريني تقوليلي مش عايزة ارجع معاك، وفي الاخر اية اللي حصل يومها، عملت حادثة فقدت فيها ابويا وامي وكنت ممكن اروح زيهم وكل دا بسبب كلامك اللي قلب دماغي وخلاني ماشي تايه، مش شايف قدامي ولا عارف انا بعمل اية، ليه، عملت اية لدا كله، هو انا استاهل منك كدا؟
_ لا .. والله ما تستاهل كدا أبداً، انا معترفة بكل دا، معترفة اني غلطت اوي في حقك وغلطي كبير، بس ارجوك سامحني، مش أنت دايماً كنت تقولي انا عمري ما ازعل منك مهما عملتي وبتسامحني على طول، سامحني المرة دي كمان، صدقني مش قادرة استحمل نظراتك اللي كلها عتاب ولا بُعدك عني بالشكل دا، والله ما عندي اغلى منك يا قُصي
* بُعدي دا انتي السبب فيه، ومش كل غلط ينفع نعديه ونسامح، وحتى لو سامحتك عمرنا ما هنكون زي الأول يا فرح
لمست وشي بكف أيدها بحنية
_ قُصي .. بصلي كويس، انا فرح حبيبتك، معقول اهون عليك
* منا هونت عليكي عادي
_ والله العظيم ندمانة على اللي عملته، انا .. انا كنت خايفة تروح لواحدة غيري، رجالة كتير ضمنوا مراتتهم بعد الجواز بسبب إنهم قايدين صوابعهم العشرة شمع ليهم، بقا منهم اللي يبص برا واللي يعمل علاقات واللي يتجوز على مراته، انا سمعت كلام خلاني مرعوبة إنك ممكن في يوم تعمل معايا كدا ف غيرت معاملتي معاك
كنت بسمعها وانا مصدوم، مش دي فرح اللي حبيتها واتجوزتها، مش دي اللي كانت بتثق فيا اكتر من اي حد في الدنيا، مش دي اللي كانت دايماً تقولي انا أمنتك على نفسي وانا واثقة انك مش هتخذلني أبداً
* كأني شايف واحدة تانية قدامي، واحدة معرفهاش، بقا كل البهدلة اللي بهدلتهالي دي لمجرد إنك سمعتي كلام ملوش اي لازمة من واحدة اكيد عايزة تخرب بيتك، انتي ازاي شوفتيني بالصورة دي، ازاي أصلا عقلك صورلك إني ممكن اعمل كدا فيكي، انا يا فرح؟ دا انا حبي ليكي الكل يشهد عليه، ودايماً مخلص وبراعي ربنا فيكي وعمري ما رفعت عيني ولا شوفت ست غيرك، دنا أمي كانت بتزن عليا اتجوز عليكي واخلف ومكنتش بقبل كلامها و وصلت بينا لخناقة كذا مرة، كنت بقولها إني مقدرش اعمل كدا فيكي ولا أجرحك وأحسسك بأي إحساس ممكن يضايقك، على طول كنت اقولها يا اجيب عيال تشيل اسمي من فرح يا بلاش، هي وبس و ولا كان ولا هيكون في غيرها في قلبي، تقومي تعملي فيا كدا؟ تصدقي عليا كلام انتي اكتر واحدة عارفة ومتأكدة اني مستحيل اعمله وتبهدليني وتذليني قدام نفسي وقدام اهلك بالشكل دا؟ عموماً خلاص يا فرح، دي كدا نهايتها، روحي لأهلك يا بنت الحلال و ورقتك هتوصلك، انا مقدرش اعيش مع واحدة مش واثقة فيا واي كلام يتقالها تصدقه وتخرب بيتها بأيدها، انا نفسي عمري ما هديكي الأمان تاني
ندهت على ياسين يدخلني الأوضة تاني وسيبتها مكانها، حسيت وقتها بمشاعر كتير، حُزن .. غضب .. و وجع على الحال اللي وصلتنا ليه بأيديها، عمري ما كنت أتخيل إنه يحصل بينا كدا، ولا إنها تفكر فيا كدا، باب الاوضة اتفتح ودخلت هي، عينيها كانت وارمة من العياط وبترتجف لكن كانت بتبصلي بنظرة استغربتها، وكأنها متمسكة ومُصرة على شيئ
_ انا لا هروح عند اهلي ولا انت هتطلقني سامع، وهفضل معاك هنا ومش هسيبك وهنكمل سوا عشان انا مش معنديش استعداد ابعد عنك لحظة ولا أتنازل عن حقي فيك، وخليك عارف أنه مفيش حاجة ممكن تفرقنا غير اني مكُنش موجودة في الدنيا دي
خرجت قبل دموعها ما تخونها وتنزل، غمضت عيني واتنهدت بتعب، يا ترى هتوصلنا لفين تاني
الأيام جريت وبقت شهور وفكيت الجبس، رفضت تسيبني وفضلت معايا طول المدة دي، كانت هي اللي سنداني وبتساعدني في كل حاجة وبتروح معايا جلسات العلاج الطبيعي، ياسين كان معايا بس اغلب الوقت في شغله ولما بييجي بيشيل عنها شوية، مع إنها ولا مرة اشتكت ولا بينت أنها تعبت، رغم الهالات اللي بقت محاوطة عيونها وجسمها اللي خس النص، كانت بتحاول طول الوقت تعوضني عن كل اللي مريت بيه وتكفر عن غلطها وتعتذر لكني كنت بصدها .. بعاملها بجفا وقسوة وكتير بطلب منها تروح لأهلها ويا أما كانت بترفض وتتمسك بيا يا مكنتش بترد عليا اصلا، وفي يوم بلغتني عمتي أنها جاية تزورني هي و نانسي بنتها
* عمتو جاية تزورني بكرا هي ونانسي
_ اهلا وسهلا، ينوروا
* لو مش حابة وجودهم ممكن تروحي…
_ ريح نفسك عشان أنا مش هروح في حتة واسيبك لوحدك مع العقربة بنت عمتك
* اية، خايفة لحسن تحلى في عيني واتجوزها واطلع واطي زي ما قالولك وحذروكي
_ انت ليه بتفكرني كل شوية باللي فات، مش قادر تنسى ليه
* عشان مفيش حاجة هتنسيني اللي عملتيه
_ ليه، غلطة وحصلت وندمانة عليها وبحاول اعوضك عنها اعمل اية تاني
صوتها وطي وغلب عليه البُكا
_ ليه مش عايز تسامحني على اللي فات ونبدأ من جديد يا قُصي، انا بحبك ومش هقدر ابعد عنك وانت عارف كدا، ليه لسة بتعاملني بجفا وقسوة بالشكل دا
قربت مني ومسكت ايدي وحطت كفها التاني على وشي
_ تعالى ننسى اللي فات ونفتح صفحة جديدة مع بعض عشان خاطري، ساكت ليه، قول اي حاجة، متموتنيش بالبطيئ ارجوك
* خلصتي؟
بعدت عنها وسحبت أيدي منها
* تكوني موجودة بكرا أو متكونيش مش فارقلي، براحتك، وياريت بقا تبطلي قول ننسى ونفتح صفحة جديدة والكلام اللي ملوش لازمة دا عشان مش هيحصل أبداً، عشان أنا مش هكرر الغلط مرتين
تاني يوم صحيت على ريحة بخور، كانت ريحة هادية وجميلة غير باقي روايح البخور القوية، فتحت باب اوضة الاطفال اللي بقيت انام فيها من ساعة ما خفيت وبقيت بعرف اتحرك، لقيت الشقة متنضفة ومترتبة زيادة عن كل يوم وريحة البخور بتفوح منها، سمعت صوت كركبة في المطبخ دخلت لقيتها قاعدة على الترابيزة وقدامها كعادة اي بيت مصري في عزومة جميع انواع المحشي، حست بيا ف بصتلي وبعدها التفتت للي بتعمله
_ استنى في الصالة وخمس دقايق وهتلاقي الفطار
كانت دي الجملة الوحيدة اللي وجهتها ليا ومن بعدها متكلمتش تاني، فضلت طول اليوم جوا المطبخ ومخرجتش منه، من وقت للتاني كنت بدخل اشوفها من غير ما تحس أو اعمل نفسي بجيب حاجة، كان باين عليها الإرهاق اوي اكتر من اي مرة وحسيت أنها بتسند نفسها بالعافية ودا كان قالقني عليها لكني حاولت اتماسك، عدى الوقت بسرعة وجت عمتي، سلمت عليها وعلى نانسي اللي كانت عينيها بتطلع قلوب كالعادة
: اذيك يا قُصي
* بخير، اذيك انتي
: بخير طول ما انت بخير
* احم اتفضلي، اتفضلي يا عمتو
واضح انها بداية مشرقة بالتفاؤل، دخلوا وكانت فرح بتجهز السفرة، اتفاجأت بيهم وبصت لهدومها اللي ملحقتش تغيرها بأحراج وقربت تسلم عليهم
_ اذي حضرتك يا طنط
° اهلا يا حببتي
_ اذيك يا نانسي
: رجعي ايدك مطرحها يا حببتي اكيد مش هسلم عليكي وانتي بالمنظر دا، اية معندكيش زوق خالص مش عارفة إن في ناس جاية
* نانسي
شخطت فيها وبصتلها بتحذير بسبب قلة زوقها اللي دايماً بتتكلم بيها معاها كل ما تشوفها
° ااا..انا مش قصدي يا قُصي، انا بس بقول…
* خلاص، اتفضلي يا عمتو اقعدي، عن اذنكم ثواني
اخدتها من أيدها ودخلنا الاوضة
* غيري هدومك براحتك وانا هستناكي في الاوضة التانية عشان نطلع سوا
هزتلي راسها واتجهت ناحية الدولاب نقت عباية استقبال كانت مجهزاها، خرجت استناها برا ولما خلصت طلعنا سوا، قعدنا على السفرة سوا وكنا بنتعامل طبيعي قدامهم
* كُلي يا عمتو مش بتاكلي ليه
° باكل يا حبيبي تسلم
: هو انت مسمي دا أكل ، الله يكون في عونك بصراحة مش عارفة بتاكل من ايديها كل يوم ازاي
رميت المعلقة من ايدي بعصبية ف عملت صوت، رفعت عيني ابصلها لقيتها انكمشت في نفسها
° معلش يا قُصي، هي نانسي متقصدش بس، معلش يا بنتي متزعليش منها
* اللي غلط يعتذر يا عمتي، ولا اية
° ااا..اة، عندك حق، اعتذري من فرح يا نانسي
_ خلاص يا قُصي محصلش حاجة
* فرررح
بصيتلها بحدة ف سكتت، التفت لنانسي ولاحظت مسكة ايديها للمعلقة بغل، بصت لفرح بنفس النظرة ومش هاين عليها تنطق
* اعتذري
: متأسفة
_ محصلش حاجة
عدى الموقف وخلصنا أكل، القاعدة كانت لطيفة نوعاً ما لكنها تقيلة في نفس الوقت بسبب نظراتها لفرح اللي مكنتش عجباني خالص، مشيوا وجالي تليفون من واحد زميلي في الشغل ف سيبتها ودخلت البلكونة اتكلم
* يعني اية يا ادهم اللي بتقوله دا
~ صدقني دا اللي قاله صاحب الشركة، هو مش عاجبه غيابك كل دا
* وانا يعني كنت غايب بمزاجي منا كنت عامل حادثة ومتجبس يا اخي، وبعدين هو مش المدير قال إني ارجع في اي وقت بعد ما اخف
~ المدير ملوش كلمة بعد صاحب الشركة يا قُصي ما انت عارف، هو اة قالك كدا لكن أ. رأفت رفض إنك ترجع وقال إن طالما في بديل ليك خلاص
* طب والمرتب بتاعي اللي عندهم
~ للأسف مش هيصرفولك حاجة
* هياكلوا حقي يعني، تمام، وربي ما هسكت وهطربقها على دماغهم
قفلت معاه ورميت التليفون على الأرض بعصبية، كل حاجة مقفولة في وشي، هعمل اية ولا هلاقي شغل ازاي في اسرع وقت، مش معايا ولا مليم، كل اللي معايا واللي كنت محوشه اتصرف في الكام شهر اللي قعدتهم من بعد الحادثة، يارب، ساعدني يارب
_ مالك يا قُصي
دخلت فجأة وهي مخضوضة، كنت قاعد على الأرض وحاطط راسي بين ايديا، قعدت جمبي وحطت أيدها على كتفي
* مالك، اية اللي حصل
* …..
_ رد عليا طمني، اية اللي مقعدك كدا وليه كنت بتزعق، حصل حاجة طيب
رفعت راسي وبصيتلها، كانت بتتكلم وانا مش سامعها، كل اللي كنت مركز فيه هو مصيرها معايا، ليه اخليها تعاني تاني وادخلها في دوامة قلة الفلوس وإن مفيش شغل، كفاية الشهور اللي فاتت واللي شافته مني
_ حبيبي، انت سامعني
* لمي هدومك عشان هوديكي عند أهلك
وقفت وكنت هخرج لقيتها مسكت أيدي
_ عشان خاطري متعملش فيا كدا، انا..انا مش هعمل اي حاجة تزعلك تاني والله بس متبعدنيش عنك، عشان خاطري يا قُصي متعملش فيا كدا عشان خاطري
عيطت وفضلت ماسكة فيا بأيديها الاتنين رافضة تسيبني أو اتحرك، مسكت نفسي عن اني اسحبها لحضني ومطلعهاش منه، مسكت ايديها بعدتها عني ولفيت اديها ضهري عشان مضعفش قدام عيونها
* سمعتي انا قولت اية، لمي هدومك انا مش فاضي لدلعك دا
_ انا مش عايزة امشي
* وانا عايزك تمشي ومشوفكيش تاني قدامي
_ مش هبقى مرتاحة وانت بعيد عني
* وانا راحتي في بُعدك
لحظة .. اتنين .. باب الشقة اتفتح واتقفل، لفيت بسرعة ملقتهاش قدامي، مكنتش مستوعب اللي حصل، نزلت جري وراها لقيتها شبه بتجري وعمالة تمسح في دموعها، قلقت عليها وهي في الحالة دي، مشيت وراها براحة من غير ما تحس لحد ما اطمنت انها طلعت بيتهم، رجعت البيت مهموم وحزين على حالنا، الشقة رجعت فاضية تاني، خالية من صوتها وحركاتها وضحكتها اللي كانت مالياه حتى في الفترة اللي فاتت رغم معاملتي ليها، كنت بغير كل ما اشوفها بتضحك مع ياسين ودا كان بيخليني اتعصب واعاملها بأسلوب وحش، كنت عارف انها لما تمشي كل الذكريات هتيجي في بالي فجأة وهعاني، بس مكنتش اعرف اني هعاني في ساعتها كدا، دخلت الأوضة انام لكن صورتها مكنتش بتفارق بالي، وفضلت على كدا للصبح
مر كام يوم على بُعدنا وطول الايام دي كنت مفتقدها اكتر من اي وقت فات، روحت للمأذون عشان أطلقها لكن مقدرتش، كنت فاكر إن قلبي بس هو اللي هيبقى رافض لكن لساني وعقلي كمان كانو رافضين ينطقوها ويستوعبوا فكرة أنها خلاص، مش هتبقى معايا تاني، روحت البيت ودخلت الأوضة اللي كانت بتنام فيها، أول حاجة قابلتني كانت ريحتها، مالية الأوضة وماسكة فيها، وكأن كل حاجة ضدي في قرار البعُد، قعدت على السرير وانا مشوش، لفت نظري صندوق على الكومود اول مرة اشوفه، فتحته ولقيت فيه كل صورنا، كل صورة اتصورناها وكل جواب بعتهولها لقيته فيه، مسكت صورة كانت بتجمعنا في عيد ميلادها اللي فات، كانت حضناني ومتبتة فيا وعيونها في عيوني، بتضحك وفرحتها مكنتش سيعاها يومها عشان عملتلها مفاجأة وجمعتلها كل اللي بتحبهم، دموعي نزلت وانا بفتكر ابتسامتها ليا اخر اليوم، خليتني احس اني بملك الدنيا وما عليها
” يا عيني ليه بتدمعي
ما حبيبنا سابنا خلاص وراح
دلوقتي نفسك ترجعي
ومستعدة تنسي الجراح ”
مسكت صورة تانية كانت في جاردن سيتي، مكانها المفضل للتمشية وخصوصاً بليل، نطت في دماغها الساعة 1 بليل ننزل نتمشى هناك ونجيب ايس كريم، وطبعا وافقتها ومرفضتش، هي بس تشاور وانا انفذ، ملست على صورتها ودموعي زادت، حقيقي وحشتني اوي
” ليه كدا يا عيني
من تاني يوم في فراقنا
انا وانتي ليه اشتقنا
مش كنا قولنا وداع مش كنا خلاص فارقنا
دلوقتي اية غيرنا
ع البعد ليه ما قدرنا
من تاني يوم انا وانتي رجعنا ليه في كلامنا “

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية يكفيني حبك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى